
إن عالماً ملحداً أخذ ذات يوم يهزأ أمام سامعيه بعقيدة المسيحيون ...
ثم فى سخرية التفت إلى أحد المؤمنين الحاضرين وسأله قائلا :
كيف تفهم ان الثلاثة يكونون واحد والواحد يكون ثلاثة !؟
وكان بجانب ذلك المسيحى شمعة فأخذها
وأجاب على سؤال العالم الملحد بسؤال قائلا :
وهل تستطيع أنت ان تخبرنى عن كيفية أشتعال هذه الشمعة ؟
فأجاب الملحد قائلا :
إن الأمر سهل جدا إذ ان الشحم (المادة الشمعية) والفتيل والهواء ..
هذه الثلاثة إتحدت معا فأعطت هذا النور المنظور ..
وهنا رد المسيحى سائلا مرة أخرى :
وهل يمكنك ان تفهم كيف ان الثلاثة مواد توجد نورا واحداً
فاجاب الملحد : لا ... إننى لا افهم كيف يحدث هذا مع تصديقى للأمر
وهنا أجاب المسيحى البسيط المملوء من روح الله قائلا :
" هكذا الله ..
وإن كنا لا نفهم تماماً بعقولنا كل شيئ عن حقيقة ثالوث وحدانيته .
ووحدانيه ثالوثه ...
إلا اننا نؤمن بها والعقل يقبلها لأنها لا تتعارض معه وإن كانت تسمو عليه . "
صديقى :
لقد تجرأنا ..نعم إذ نبحث فى موضوع مثل التثليث والتوحيد لأنه بحث
فى طبيعة الله وجوهره ...
ومن هو الأنسان حتى يريد أن يفهم جوهر الله .
فإن كان الأنسان لم يعرف بعد نفسه جيدا من حيث جوهره ..
أفلا تعتبر جرأة إن أراد أن يعرف الله لأن
" امور الله لا يعرفها احد الا روح الله ( 1كو 2 : 11 ) "
ولذلك يوصى بولس الرسول كل أحد
" ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل ( رو 12 : 3 )
" أى أننا ممكن بعقلنا المحدود أن نأخذ ولو شعاعا بسيطا قدر ما
تستطيع طبيعتنا البشرية ان تحتمل من أعلانات الله لنا عن نفسه ...
أى نرتئي الى التعقل .
ونحتاج بالضرورة يا صديقى الى الأتضاع فى كلامنا عن ا
لموضوعات اللاهوتية بصفة عامة ..
لأنه إن كان العلم ينفخ فكم يكون الأمر اذا ارتبط باللاهوتيات
كم قاد هذا العلم كثيرين للكبرياء والهرطقة ...
حفظنا الرب .
الحقائق اللاهوتية فوق العقل والأدراك وهذا لا يعيب
بل بالعكس هو دليل صحتها
فالعقل اذا اخترع شيئاً إنما يخترع ما يتناسب مع فهمه وقدراته
فكون ان حقيقة التثليث والتوحيد أسمى من العقل
فهذا دليل انها ليست من أختراع الأنسان فمن المنطقى أن يكون الله فوق العقل ...
لآننا لو امكننا أن نستوعب الله إلهاً بعقولنا فبكل تأكيد لا يكون هو الله .
وان كانت هناك حقائق علمية وظواهر طبيعية كثيرة جدا
أثبتها العلم فصدقناها دون ان نفهم أعماقها وأسرارها
فما بالنا نريد ان نفهم أعماق الله!! .وهذه أمثلة من الطبيعة تؤكد ذلك :
++ السكر الأبيض
الذى يستخرج من نبات قصب السكر هذا السكر الحلو المذاق
والمستخدم فى عمليات التحلية يتكون من 3 عناصر لا مذاق لها
جميعا وهى الأكسجين والهيدروجين والكربون فكيف يمكن لعناصر ثلاثة
عديمة المذاق ان تخرج لنا بإتحادها السكر الشديد الحلاوة !!!
ويزيد الأمر صعوبة فى الفهم ان عنصرين منها بلا لون وهما الأكسجين والهيدروجين
وثالثهما اسود وهو الكربون ...
فكيف يمكن لعنصر أسود اللون يتحد مع عنصرين عديما اللون
لتخرج لنا فى النهاية مادة بيضاء !!!
++ مثال أخر وهو الماء
الذى يتكون من عنصرين وهما الهيدروجين والأكسجين
حيث نجد أحدهما يشتعل والأخر يساعد على الاشتعال
ولكنهما اذا اتحدا معا ينتج الماء الذى يستخدم فى إطفاء ما هو مشتعل !!
++ مثال ثالث وهو الملح
الذى لا يخلو منه طعامنا نجد انه يتكون من عنصرى الكلور والصوديوم
وكلاهما سام اذا اخذ بمفرده ولكنهما اذا اتحدا معاً نتج الملح ا
لذى يعطى مذاقا لما نأكله !!
فإن كان هذا يا صديقى هو إعجاز الله فى الطبيعة الغير عاقلة ...
فكم وكم يكون الأمر فى ثالوث أقانيمه ...
إننا لو كنا نفهم وندرك كل ما يدركه الله لما فاقنا هو فى شئ .
لذلك نؤكد على حقيقة وجود بعض الأسرار الفائقة التى تتأسس عليها العقيدة
انها عقيدة سماوية
وهنا تظهر أهمية وجود الأيمان. لأنه اى فضل لنا إن آمنا بما نراه وندركه فقط ...
التعديل الأخير: