الرد على شبهة: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ

Jesus Son 261

ابن الملك
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
8,007
مستوى التفاعل
147
النقاط
0
الإقامة
ام الدنيا
سلام و نعمة الرب يسوع المسيح معكم طول الأيام
لا اعلم اذا كان موضوعي مكرر ام لا لكني سأطرحه و للادارة حق التصرف فيه

نأتي الي شبهة يتعرض لها الكثير من الغير مؤمنين بالسيد المسيح
من خلال آية مبتورة من سياقها
و عدم فهل خلفية الموقف

الشبهة تتلخص في آية في انجيل متي و نفس الموقف مكرر في انجيل مرقس

متي 15
26 فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».

مرقس 7
27 وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».​

اولا : نستعرض سياق النص معا لكي تكون الصورة كاملة

متي 15
21 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ.
22 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً».
23 فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»
24 فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
25 فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»
26 فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».
27 فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
28 حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.

مرقس 7
24 ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ
25 لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ.
26 وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً - فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا.
27 وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».
28 فَأَجَابَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ».
29 فَقَالَ لَهَا: «لأَجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ».
30 فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ وَالاِبْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ.
نبدأ باسم الرب يسوع المسيح

اولا : هذه المقولة "لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب" تعبر عن فكر من؟
هل تعبر عن فكر المسيح؟

بالطبع لا
فالمسيح قال هذه المقولة لكي يجسد فكر اليهود اماهم لكي يصححه
سؤال منطقي يقول : ما دليلك علي هذا الكلام

دليلي اولا هو القصة بعينها
ففي انجيل معلمنا متي اشار الي جملة لا يعتبرها البعض مهمة لكنها تعتبر جوهر الموضوع و السبب الحقيقي
التلاميذ قالوا للمسيح : «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»
هنا نري اسلوب الامتعاض عند تلاميذ المسيح و هم من شعب اليهود
و تجسد هذه الآية نظرة اليهود لغير اليهود الذين يسمونهم الامم

و في انجيل معلمنا مرقس ايضا يشير الي نفس النقطة من جانب آخر و يقول
وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً

و هذه الآية تحمل في طياتها توضيح ان المرأة ليست يهودية

نأتي مرة أخري لنري الدليل علي ان هذا ليس فكر المسيح بل فكر اليهود

اذا ذهبنا الي سفر أعمال الرسل و بالتحديد في الاصحاح 22 في رواية بولس الرسول عن اختباره مع المسيح

بدأ يحكي اختباره و عندما وصل الي هذه الجملة

21 فَقَالَ لِي: اذْهَبْ فَإِنِّي سَأُرْسِلُكَ إِلَى الْأُمَمِ بَعِيداً».

سمعه اليهود يقول ان الله امره ان يذهب للأمم و ليس لليهود
فثاروا و غضبوا و احسوا بالاهانة من هذه الجملة .. فهذا ما حدث

22 فَسَمِعُوا لَهُ حَتَّى هَذِهِ الْكَلِمَةَِ ثُمَّ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «خُذْ مِثْلَ هَذَا مِنَ الأَرْضِ لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ».
23 وَإِذْ كَانُوا يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَرْمُونَ غُبَاراً إِلَى الْجَوِّ

و من جهة الامم أيضا فهم ييقنون تمام التيقن من هذه النظرة لهم من اليهود
ففي قصة المرأة السامرية

7 فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» -
8 لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً.
9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.

اذن النظرة واضحة و معروفة

من هنا نستنتج ان هذا الفكر هو فكر اليهود و ليس فكر المسيح
و ان المسيح قال هذه الآية لكي يضع هذا الفكر اما اليهود بشكل علني و يقوم بتصحيحه
ويعلمهم ان الاساس هو الايمان و ليس كون الانسان يهودي او غير يهودي

وعلي الجانب الآخر ننظر فكر المسيح نفسه و كيف ينظر لغير اليهود
كيف ينظر المسيح للأمم
فعندما سمع المرأة تقول : «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ».

و رأي مقدار ايمانها العظيم .. قال لها : «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ»

أيضا عندما رأي السامرية .. و هو كان لقاء فردي في غياب التلاميذ
فلم يلزمه ان يقول هذه الجملة لأن التلاميذ غير موجودين ليتعلموا هذا الدرس
لكنه كان عظيما مع السامرية الخاطئة حينما قال

10 أَجَابَ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً».

لأنه حسب ايمننا و ليس حسب جنسنا يكافئنا الله و يفيض فينا بروحه

اعمال الرسل 10
45 فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً -
46 لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ الله

ولالهنا و مخلصنا يسوع المسيح كل المجد
آمين
 

The Dragon Christian

مستعدين لمجاوبه
عضو مبارك
إنضم
26 مايو 2010
المشاركات
2,390
مستوى التفاعل
237
النقاط
63
الإقامة
egypt
ليس حسنا أن يؤخذ خبر البنين ويطرح للكلاب
(متى 15: 21 – 28)
21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةُ: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.

راجع ايضا (مرقس 7: 24 – 30)
لماذا قال يسوع للمرأة الكنعانية أو الفينيقية
لم أُرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة، وليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب؟؟

الرد:
حينما تقدمت المرأة ليسوع يقول الكتاب المقدس، انه لم يجبها بكلمة، هل هذا جفاء منه؟ طبعا القراءة السطحية للقصة من الممكن ان تتهم فيها يسوع بالجفاء والقسوة، ولكن الا يقولون ان الامور بخواتيمها؟؟ الم يكن في نهاية الامر شفاء ابنتها وامتداح ايمانها، اذا ما الذي حدث، لماذا ابتدأ يسوع بكلامه بهذه القسوة للمرأة الفينيقية، في حين كان ينوي ان ينتهى اخيرا الى استجابة طلبها؟ هذا لا نفهمه الا عندما نقترب من كلمة الله في روح الصلاة ونطلب بخشوع من الله ان يعلمنا ويفهمنا ماذا يريد ان يقول لنا الله من خلال كلمته المقدسة؟؟ كان يسوع دائما يعرف افكار الناس " فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم " (متى 9: 4) وايضا " فعلم يسوع افكارهم وقال لهم.. " (متى 12: 25) وهو الذي رأي التلاميذ (بعين المعرفة الالهية وليس البشرية) على بعد خمسة كيلومترات في ظلام الليل في قلب البحر بقدرته المعجزية وهو بعيدا عنهم " ورآهم معذبين في الجذف. " (مرقس 6: 48) هكذا كان يسوع (وهو له سبق العلم) وكان يستطيع ان يعرف خبايا الامور وخبايا الناس، وقد عرف بسلطانه ان لهذه المرأة فعلا ايمانا عجيبا يستحق الثناء والمدح؟؟، وقد فضل ان يؤخر استجابة طلبتها لتنال المكافأة مزدوجة، فتنال استجابة طلبها بشفاء ابنتها، ويظهر قوة ايمانها وتمسكها بالرجاء في شخص المسيح يسوع فيمتدح ايمانها اذا قال لها: يا امرأة عظيم ايمانك.

المرأة الفينيقية وحياة الكلاب:
فلماذا قال لها يسوع هذه الكلمات القاسية: " ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب"، بالطبع من يدرس تاريخ هذه الفترة كان يدرك بسهولة ان هذه المقولة كانت منتشرة بين اليهود، اي ان لم يكن يسوع هو قائلها او مبتدعها، فكان اليهود يعتبرون انهم هم البنين، وان الامم كلهم هم الكلاب (رمزا لنجاستهم).
وقد كان الامم ايضا يقولون عن انفسهم هذا الكلام " فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام" (ملوك الثاني 8: 13)

اذا فكأن يسوع بترديده للكلام المعتاد لليهود امام المرأة الكنعانية (الأممية) فكانه يقول لتلاميذه الستم تقولون هكذا على غير اليهود؟؟ اليس هذا هو الحكم الذي يفترض ان يكون صادرا عليها حسب فهمكم القاصر، فانظروا ماذا سوف تفعل هي، وماذا سوف أفعل أنا
كانت هذه المرأة فينيقية سورية، او بمعنى آخر وثنية أممية يونانية، تسكن في منطقة صور وصيدا حيث يتعبد الناس هناك الى الآلهة عشتاروت آلهة الجمال عند الفينيقيين، وكانت هذه العبادة تتركز في القمر كمركز لالهة الجمال، وكانت العبادة تتمثل في أمرين أساسيين، يعبران عن الحضارة اليونانية في ذلك التاريخ: هما الجمال والشهوة. ولعلنا نذكر ان الفلسفة الابيقورية كانت من أهم الفلسفات وأكثرها شيوعا في تلك الحقبة الزمنية، كان قوامها (أن نأكل ونشرب لان غدا نموت) وهي كما نرى اشبه بالفلسفات الوجودية الملحدة التي تدعو الى الشهوات الانطلاقية والاندفاعات العارمة، ولا حاجة ان نقول بأن هذا الانطلاق الشهواني سينتهي بالانسان الى ان يأخذ من الحياة ما يستطيع من اكل وشرب وجنس ومتعة وتصل به الى نوع من الحياة البهيمية العارمة التي تنحط بالانسان الى مدارك الحيوانات اقرب منها الى الانسان، ومن هنا يصح ان نطلق عليها حياة الكلاب بكل ما تشمل الكلمة من معنى الاتساخ والقذارة، ورغم اننا لا يمكن ان نجزم بان المرأة كانت تعيش هذه الحياة، الا اننا لا نستطيع ان نستبعد انه ربما كانت ابنتها التي يصرعها الروح النجس قد جاءت نتيجة حياة فاسدة شهوانية كهذه (الأمر الذي اشار اليه السيد المسيح في حديثه مع المرأة الفينيقية).

المرأة الفينيقة وحياة الايمان:
على انه من الواضح ان المراة وهي تقترب من المسيح كانت تقر بجحدها الايمان باي يقين بديانتها والهتها الوثنية القديمة، اذ لم ترى فيها سوى الافلاس الكامل الرهيب والعجز تجاة مآساة ابنتها التي كانت تعاني أقسى درجات المعاناة من روح شرير نجس حتى انها جاءت صارخة ومتوسلة ومعترفة للسيد بانه المسيح ابن داود (ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا.. يا سيد أعني) (متى 15: 22 و25)

الآن نحن نستغرب معاملة المسيح للمرأة الفينيقية ونتساءل، كيف ولماذا تعامل معها المسيح بهذه الطريقة التي تبدو لنا جافة وفظة وقاسية وعنيفة؟؟ فها هو السيد المسيح حينما سمع توسلاتها وطلب المساعدة تصرف معها تصرفين لا نستطيع ان نربطهما بشخصه الوديع المحب؟؟الصمت اولا، ثم الكلام القاسي ثانيا؟؟على ان الدارس الحقيقي سوف يصل الى ان هذا الاسلوب كشف ما يدور في ذهن المسيح اثناء حواره مع المرأة الفينيقية.يقول القس الياس مقار في كتابه (نساء في الكتاب المقدس – صفحة 228) ان المسيح الذي ترك أرض اسرائيل وتعدى حدودها وتخومها الى ارض وثنية كان يفكر فيما عاناه من اليهود من متاعب وآلام ورفض، وكان يمر في ذهنه هذا السؤال الفاصل، هل انتهت رسالته معهم، وهل جاءت الساعة لينفض يديه تماما مما يمكن أن يربطه بكل علاقة بهم، "الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله " (يوحنا 1: 11) فهل يفتح الباب للآمم.

ربما يتصور البعض أن هذا السؤال كان سهلا أو هينا على ذهن المسيح، وهذا غير صحيح، بل لعله كان واحدا من أقسى الاسئلة التي أجاب عليها سيدنا المبارك.أجل لقد كان هذا السؤال الحاسم في ذهن المسيح، عندما جاء الى الارض الوثنية، الآرض التي يعيش فيها الكثيرون عيشة حيوانية بهيمية، هي أقرب الى عيشة الخنازير والكلاب، وجائت المرأة لتلح عليه وتطلبه أن يشفي ابنتها التعسة المجنونة، وكانت وهي لا تدري تنهض أمامه السؤال، الذي أجاب عليه في الصمت أولا، وهي تلح عليه، وفي الكلام ثانيا بالقول: لم آت الا لخراف بين اسرائيل (الضالة)، دعي البنين أولا يشبعون لآنه ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. ومن الجدير بالذكر ان كلمة الكلاب اليونانية الاصلية المستخدمة في هذا النص تشير الى الكلاب الصغيرة التي تربى في البيوت وتأكل من اصحاب البيت تحت موائدها وليست كلاب الشوارع الضالة، الا ان اللفظ في حد ذاته، غريب في لغة المسيح، الذي لم يقسُ على امرأة قط، مهما كانت درجة انحطاطها وتبذلها بل على العكس، كان شديد الترفق بالتعس والساقط والضال والمشرد من بني الانسان. ولا يستطيع أحد البتة أن يهون من التعبير أو يقلل من اثره، مالم ندركه في الرؤيا الصحيحة التي كانت في ذهن المسيح في ذلك الوقت، فلذلك اخذت هذه المرأة هذه المبادرة وقالت له ان الكلاب ايضا تأكل من فتات الخبز الذي يسقط من مائدة البنين. وباستمرار طلبتها والحاحها، اظهرت للجميع ايمانها القوى الذي عرفه فيها يسوع لاول وهلة رآها فيها، واظهره ليكون مثلا وعبرة لكل اليهود (البنين الذين كانوا لا يتمتعون بهذا المقدار من الايمان، حتى في وطنه وبيته: " 57 فكانوا يعثرون به.واما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته. 58 ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم " (متى 13: 57 – 58)، او حتى بين اسرائيل نفسها التي اتي منها واليها ".الحق اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا." (متى 8: 7) فكأن يسوع يضرب بايمانها المثل، ويبكت به (ويلوم) ايمان اليهود الضعيف بايمان غير اليهود القوي.

الا يعزينا هذا بان الله ايضا يؤخر استجابة صلواتنا وطلباتنا اليه لكي يمتحن قوة ايماننا وتشبثنا في الايمان به وبقوته وقدرته؟ لقد كان اليهود يعتقدون أن الأمم ليسوا الا مجموعة من الخنازير والكلاب تعيش في مستنقع الأوحال والفساد والدنايا، وكان السؤال العجيب والغريب أمام ذهن المسيح هل يتبادل الاثنان الموقع والمجال والحال؟؟

هل يأخذ من عاش عيشة الكلاب الى مكان الابن ويطرح الابن الذي يسقط في أحط الدركات الى حياة الحيوان التي يصر عليها ويطلبها، فيعيش كالكلاب أو ماهو أشر من ذلك؟؟ الأجابة هي: أجل ولعل هذا هو الذي دعا السيد أن يقول ذات مرة لرؤساء الكهنة وشيوخ الشعب: " الحق أقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت السموات" (متى 21: 31)، ولهذا السبب كتب "كامبل مورجان" ملاحظة تقول: أن المسيح لم يجب المرأة عندما استنجدت به كابن داود، اذ صمت، ولكنها اذ اتجهت اليه بالقول: ياسيد أعني، مد لها يد المساعدة، اذ لم يعد هو لليهود فحسب، بل لجميع المحتاجين والمتألمين من الأمم على حد سواء، كما لاحظ أن المسيح لم يقل لم آت الا الى خراف بينت اسرائيل، بل قال خراف بيت اسرائيل (الضالة) وهو هنا لا يقصد اليهود، بل يقصد جميع المؤمنين الذين يستجيبون لندائه بدون تفرقة بين يهود أو أمم.. أو كما قال في مناسبة أخرى: " ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبعي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد " (يوحنا 10: 16) على أن المسيح كان يقصد من الجانب الآخر، وهو يتصرف هكذا مع هذه المرأة أن يشحذ ايمانها ويقويه ويخرجة على الصورة الرائعة المكتملةالتي شهد لها آخر الأمر، ولقد صعد ايمانها بالضيق والاختفاء والصمت والكلام. (نساء الكتاب المقدس-القس الياس مقار- صفحة 230)

نعم يا سيد. والكلاب ايضا تحت المائدة تأكل من فتات البنين اعترفت هنا ان الأمم اى الغرباء عن من هو المسيح المخلص تأكل من الخبز الفائض ايضا = أى تقبل المسيح الذى لم يأكله البنين ورفضوهلهذا رد عليها الرب قائلا: لاجل هذه الكلمة اذهبي. قد خرج الشيطان من ابنتك لأنها استطاعت ان تدرك بايمانها البسيط ان محبة الآب بابنه ستنال الغرباء أيضا وتشمل حتى من لم يعرفوا عنه الا بعد تبشيرهم من الأمم خارج البنين، نعم عندما اعلنت المرأة ان الأمم تأكل من الخبز أيضا أظهرت أن المسيح المخلص جاء للكل فطوبها هو على ايمانها الذى ادركت به ما لم يستعلن للبنين بعد ايمانها ليس فقط فى الحاحها ولكن بالأحرى فى فهمها انه جاء للجميع البنين اولا ثم الأمم.وهكذا انتصر هذا الايمان، واضحى رمزا رائعا للمواقع المتبادلة في الايمان المسيحي، اذ قسوة ابناء الملكوت من اليهود، فتح الباب أمام الأمم للخلاص (روميه 11: 25)، وجاء بهم حظيرة واحدة ورعية واحدة وراع واحد (يوحنا 10: 16) وهكذا تحقق قول يوحنا في مطلع انجيله " الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه " (يوحنا 1: 11 و12) وايضا قول المسيح " ولكن كثيرون اولون يكونون آخرين وآخرون اولين
(متى 19: 29)
 

The Dragon Christian

مستعدين لمجاوبه
عضو مبارك
إنضم
26 مايو 2010
المشاركات
2,390
مستوى التفاعل
237
النقاط
63
الإقامة
egypt
ليس حسنا أن يؤخذ خبر البنين ويطرح للكلاب
(متى 15: 21 – 28)
21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةُ: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.

راجع ايضا (مرقس 7: 24 – 30)
لماذا قال يسوع للمرأة الكنعانية أو الفينيقية
لم أُرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة، وليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب؟؟

الرد:
حينما تقدمت المرأة ليسوع يقول الكتاب المقدس، انه لم يجبها بكلمة، هل هذا جفاء منه؟ طبعا القراءة السطحية للقصة من الممكن ان تتهم فيها يسوع بالجفاء والقسوة، ولكن الا يقولون ان الامور بخواتيمها؟؟ الم يكن في نهاية الامر شفاء ابنتها وامتداح ايمانها، اذا ما الذي حدث، لماذا ابتدأ يسوع بكلامه بهذه القسوة للمرأة الفينيقية، في حين كان ينوي ان ينتهى اخيرا الى استجابة طلبها؟ هذا لا نفهمه الا عندما نقترب من كلمة الله في روح الصلاة ونطلب بخشوع من الله ان يعلمنا ويفهمنا ماذا يريد ان يقول لنا الله من خلال كلمته المقدسة؟؟ كان يسوع دائما يعرف افكار الناس " فعلم يسوع افكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم " (متى 9: 4) وايضا " فعلم يسوع افكارهم وقال لهم.. " (متى 12: 25) وهو الذي رأي التلاميذ (بعين المعرفة الالهية وليس البشرية) على بعد خمسة كيلومترات في ظلام الليل في قلب البحر بقدرته المعجزية وهو بعيدا عنهم " ورآهم معذبين في الجذف. " (مرقس 6: 48) هكذا كان يسوع (وهو له سبق العلم) وكان يستطيع ان يعرف خبايا الامور وخبايا الناس، وقد عرف بسلطانه ان لهذه المرأة فعلا ايمانا عجيبا يستحق الثناء والمدح؟؟، وقد فضل ان يؤخر استجابة طلبتها لتنال المكافأة مزدوجة، فتنال استجابة طلبها بشفاء ابنتها، ويظهر قوة ايمانها وتمسكها بالرجاء في شخص المسيح يسوع فيمتدح ايمانها اذا قال لها: يا امرأة عظيم ايمانك.

المرأة الفينيقية وحياة الكلاب:
فلماذا قال لها يسوع هذه الكلمات القاسية: " ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب"، بالطبع من يدرس تاريخ هذه الفترة كان يدرك بسهولة ان هذه المقولة كانت منتشرة بين اليهود، اي ان لم يكن يسوع هو قائلها او مبتدعها، فكان اليهود يعتبرون انهم هم البنين، وان الامم كلهم هم الكلاب (رمزا لنجاستهم).
وقد كان الامم ايضا يقولون عن انفسهم هذا الكلام " فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام" (ملوك الثاني 8: 13)

اذا فكأن يسوع بترديده للكلام المعتاد لليهود امام المرأة الكنعانية (الأممية) فكانه يقول لتلاميذه الستم تقولون هكذا على غير اليهود؟؟ اليس هذا هو الحكم الذي يفترض ان يكون صادرا عليها حسب فهمكم القاصر، فانظروا ماذا سوف تفعل هي، وماذا سوف أفعل أنا
كانت هذه المرأة فينيقية سورية، او بمعنى آخر وثنية أممية يونانية، تسكن في منطقة صور وصيدا حيث يتعبد الناس هناك الى الآلهة عشتاروت آلهة الجمال عند الفينيقيين، وكانت هذه العبادة تتركز في القمر كمركز لالهة الجمال، وكانت العبادة تتمثل في أمرين أساسيين، يعبران عن الحضارة اليونانية في ذلك التاريخ: هما الجمال والشهوة. ولعلنا نذكر ان الفلسفة الابيقورية كانت من أهم الفلسفات وأكثرها شيوعا في تلك الحقبة الزمنية، كان قوامها (أن نأكل ونشرب لان غدا نموت) وهي كما نرى اشبه بالفلسفات الوجودية الملحدة التي تدعو الى الشهوات الانطلاقية والاندفاعات العارمة، ولا حاجة ان نقول بأن هذا الانطلاق الشهواني سينتهي بالانسان الى ان يأخذ من الحياة ما يستطيع من اكل وشرب وجنس ومتعة وتصل به الى نوع من الحياة البهيمية العارمة التي تنحط بالانسان الى مدارك الحيوانات اقرب منها الى الانسان، ومن هنا يصح ان نطلق عليها حياة الكلاب بكل ما تشمل الكلمة من معنى الاتساخ والقذارة، ورغم اننا لا يمكن ان نجزم بان المرأة كانت تعيش هذه الحياة، الا اننا لا نستطيع ان نستبعد انه ربما كانت ابنتها التي يصرعها الروح النجس قد جاءت نتيجة حياة فاسدة شهوانية كهذه (الأمر الذي اشار اليه السيد المسيح في حديثه مع المرأة الفينيقية).

المرأة الفينيقة وحياة الايمان:
على انه من الواضح ان المراة وهي تقترب من المسيح كانت تقر بجحدها الايمان باي يقين بديانتها والهتها الوثنية القديمة، اذ لم ترى فيها سوى الافلاس الكامل الرهيب والعجز تجاة مآساة ابنتها التي كانت تعاني أقسى درجات المعاناة من روح شرير نجس حتى انها جاءت صارخة ومتوسلة ومعترفة للسيد بانه المسيح ابن داود (ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا.. يا سيد أعني) (متى 15: 22 و25)

الآن نحن نستغرب معاملة المسيح للمرأة الفينيقية ونتساءل، كيف ولماذا تعامل معها المسيح بهذه الطريقة التي تبدو لنا جافة وفظة وقاسية وعنيفة؟؟ فها هو السيد المسيح حينما سمع توسلاتها وطلب المساعدة تصرف معها تصرفين لا نستطيع ان نربطهما بشخصه الوديع المحب؟؟الصمت اولا، ثم الكلام القاسي ثانيا؟؟على ان الدارس الحقيقي سوف يصل الى ان هذا الاسلوب كشف ما يدور في ذهن المسيح اثناء حواره مع المرأة الفينيقية.يقول القس الياس مقار في كتابه (نساء في الكتاب المقدس – صفحة 228) ان المسيح الذي ترك أرض اسرائيل وتعدى حدودها وتخومها الى ارض وثنية كان يفكر فيما عاناه من اليهود من متاعب وآلام ورفض، وكان يمر في ذهنه هذا السؤال الفاصل، هل انتهت رسالته معهم، وهل جاءت الساعة لينفض يديه تماما مما يمكن أن يربطه بكل علاقة بهم، "الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله " (يوحنا 1: 11) فهل يفتح الباب للآمم.

ربما يتصور البعض أن هذا السؤال كان سهلا أو هينا على ذهن المسيح، وهذا غير صحيح، بل لعله كان واحدا من أقسى الاسئلة التي أجاب عليها سيدنا المبارك.أجل لقد كان هذا السؤال الحاسم في ذهن المسيح، عندما جاء الى الارض الوثنية، الآرض التي يعيش فيها الكثيرون عيشة حيوانية بهيمية، هي أقرب الى عيشة الخنازير والكلاب، وجائت المرأة لتلح عليه وتطلبه أن يشفي ابنتها التعسة المجنونة، وكانت وهي لا تدري تنهض أمامه السؤال، الذي أجاب عليه في الصمت أولا، وهي تلح عليه، وفي الكلام ثانيا بالقول: لم آت الا لخراف بين اسرائيل (الضالة)، دعي البنين أولا يشبعون لآنه ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. ومن الجدير بالذكر ان كلمة الكلاب اليونانية الاصلية المستخدمة في هذا النص تشير الى الكلاب الصغيرة التي تربى في البيوت وتأكل من اصحاب البيت تحت موائدها وليست كلاب الشوارع الضالة، الا ان اللفظ في حد ذاته، غريب في لغة المسيح، الذي لم يقسُ على امرأة قط، مهما كانت درجة انحطاطها وتبذلها بل على العكس، كان شديد الترفق بالتعس والساقط والضال والمشرد من بني الانسان. ولا يستطيع أحد البتة أن يهون من التعبير أو يقلل من اثره، مالم ندركه في الرؤيا الصحيحة التي كانت في ذهن المسيح في ذلك الوقت، فلذلك اخذت هذه المرأة هذه المبادرة وقالت له ان الكلاب ايضا تأكل من فتات الخبز الذي يسقط من مائدة البنين. وباستمرار طلبتها والحاحها، اظهرت للجميع ايمانها القوى الذي عرفه فيها يسوع لاول وهلة رآها فيها، واظهره ليكون مثلا وعبرة لكل اليهود (البنين الذين كانوا لا يتمتعون بهذا المقدار من الايمان، حتى في وطنه وبيته: " 57 فكانوا يعثرون به.واما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته. 58 ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم " (متى 13: 57 – 58)، او حتى بين اسرائيل نفسها التي اتي منها واليها ".الحق اقول لكم لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا." (متى 8: 7) فكأن يسوع يضرب بايمانها المثل، ويبكت به (ويلوم) ايمان اليهود الضعيف بايمان غير اليهود القوي.

الا يعزينا هذا بان الله ايضا يؤخر استجابة صلواتنا وطلباتنا اليه لكي يمتحن قوة ايماننا وتشبثنا في الايمان به وبقوته وقدرته؟ لقد كان اليهود يعتقدون أن الأمم ليسوا الا مجموعة من الخنازير والكلاب تعيش في مستنقع الأوحال والفساد والدنايا، وكان السؤال العجيب والغريب أمام ذهن المسيح هل يتبادل الاثنان الموقع والمجال والحال؟؟

هل يأخذ من عاش عيشة الكلاب الى مكان الابن ويطرح الابن الذي يسقط في أحط الدركات الى حياة الحيوان التي يصر عليها ويطلبها، فيعيش كالكلاب أو ماهو أشر من ذلك؟؟ الأجابة هي: أجل ولعل هذا هو الذي دعا السيد أن يقول ذات مرة لرؤساء الكهنة وشيوخ الشعب: " الحق أقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت السموات" (متى 21: 31)، ولهذا السبب كتب "كامبل مورجان" ملاحظة تقول: أن المسيح لم يجب المرأة عندما استنجدت به كابن داود، اذ صمت، ولكنها اذ اتجهت اليه بالقول: ياسيد أعني، مد لها يد المساعدة، اذ لم يعد هو لليهود فحسب، بل لجميع المحتاجين والمتألمين من الأمم على حد سواء، كما لاحظ أن المسيح لم يقل لم آت الا الى خراف بينت اسرائيل، بل قال خراف بيت اسرائيل (الضالة) وهو هنا لا يقصد اليهود، بل يقصد جميع المؤمنين الذين يستجيبون لندائه بدون تفرقة بين يهود أو أمم.. أو كما قال في مناسبة أخرى: " ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبعي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد " (يوحنا 10: 16) على أن المسيح كان يقصد من الجانب الآخر، وهو يتصرف هكذا مع هذه المرأة أن يشحذ ايمانها ويقويه ويخرجة على الصورة الرائعة المكتملةالتي شهد لها آخر الأمر، ولقد صعد ايمانها بالضيق والاختفاء والصمت والكلام. (نساء الكتاب المقدس-القس الياس مقار- صفحة 230)

نعم يا سيد. والكلاب ايضا تحت المائدة تأكل من فتات البنين اعترفت هنا ان الأمم اى الغرباء عن من هو المسيح المخلص تأكل من الخبز الفائض ايضا = أى تقبل المسيح الذى لم يأكله البنين ورفضوهلهذا رد عليها الرب قائلا: لاجل هذه الكلمة اذهبي. قد خرج الشيطان من ابنتك لأنها استطاعت ان تدرك بايمانها البسيط ان محبة الآب بابنه ستنال الغرباء أيضا وتشمل حتى من لم يعرفوا عنه الا بعد تبشيرهم من الأمم خارج البنين، نعم عندما اعلنت المرأة ان الأمم تأكل من الخبز أيضا أظهرت أن المسيح المخلص جاء للكل فطوبها هو على ايمانها الذى ادركت به ما لم يستعلن للبنين بعد ايمانها ليس فقط فى الحاحها ولكن بالأحرى فى فهمها انه جاء للجميع البنين اولا ثم الأمم.وهكذا انتصر هذا الايمان، واضحى رمزا رائعا للمواقع المتبادلة في الايمان المسيحي، اذ قسوة ابناء الملكوت من اليهود، فتح الباب أمام الأمم للخلاص (روميه 11: 25)، وجاء بهم حظيرة واحدة ورعية واحدة وراع واحد (يوحنا 10: 16) وهكذا تحقق قول يوحنا في مطلع انجيله " الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه " (يوحنا 1: 11 و12) وايضا قول المسيح " ولكن كثيرون اولون يكونون آخرين وآخرون اولين
(متى 19: 29)
 

The Dragon Christian

مستعدين لمجاوبه
عضو مبارك
إنضم
26 مايو 2010
المشاركات
2,390
مستوى التفاعل
237
النقاط
63
الإقامة
egypt
اسف علي التكرار ارجو حذف المشاركه المكرره
 

crusader

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
27 أبريل 2010
المشاركات
877
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
جبال صهيون جوانب الشمال مدينة الملك العظيم
الموضوع بسيط جدا
المسيح وضع قاعدة لن يخالفها هو أن
البنين هم المؤمنون و لهم الخبز في يوحنا 1
12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله أي المؤمنون باسمه
الكلاب لا شئ لهم
هو أعطي الشفاء لبنت المرأة الكنعانية (الخبز) أذا فالمرأة الكنعانية من البنين لأن
الكلاب لا يأخذوا شيئا مهما عملوا

البنين هم المؤمنون و قد قال المسيح عنها أنها عظيمة الأيمان و أعطاها الخبز "نعمة شفاء بنتها" متي 15
يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ
و الكلاب هم غير المؤمنون و قد ذكروا في سفر الرؤيا أصحاح 22
15 لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان، وكل من يحب ويصنع كذبا

 

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
أوجه إلإشادة بالجهد المبذول لجميع أشقائي وأحبائي الذين تكلم روح الله من خلالهم فجاءت دراساتهم المنشور بأعلى شافية وافية مقنعة للعقل الجر الصادق فى بحثه عن الحق المتجرد فى بحثه العلمى عن الهوى
والحقيقة انه صادفنى فى الثلث الاول لسنه2010 مقال صحفي منسوب الى صحفي بجريده مشهورة ولها موقع اليكترونى يقول الصحفي يا ايها المسيحيون الاقبط وفى كل العالم انتم تخالفون أوامر المسيح فهو نفسه صرح بالحرف انه مرسلا فقط الى خراف بيت إسرائيل الضاله ليس الا-ويكمل الصحفي الذى دفعته ثقافته وديانته وأيدولوجيته الى تحويل مهنته الى أذاه لغوث ومناصرة الايدلوجيا التى يؤمن بها - اندفع يطالبهم بمن يؤمن هو به انه نبي العالمين(.....) ولن أعلق على سذاجة وتدنى إسلوب هذه الامه ألمأزومة المهزومة والمنكوبة-بحثا عن أيه وسيلة أيه وسيلة للانتصار أو لشرعنة ما تعتقد به فإن أذنتم لى سأضع صامتا بعض الايات النصية الصريحة أمامهم ماداموا لا يفهمون الا بالنصوص والحروف. مشيدا بكل تقدير بكل ماسبقتم فقدمتوه شافيا وافيا كافيا


ألإنجيل بحسب مرقس إلأصحاح13 والايه10
وينبغى أن يكرز أولا بالانجيل فى جميع الامم

ألإنجيل بحب متى الاصحاح14 والايه9
الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل فى كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها
ألإنجيل بحسب لوقا الاصحاح13 والايه29و30
ويأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال ومن الجنوب ويتكئؤن فى ملكوت الله وهوذا آخروون(الامم والتائبون القابلون للمسيح الفادى المصلوب) يكونون اولون وأولون يكونون آخرين
الإنجيل بحسب يوحنا الاصحاح 10 والايه16
ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغى أن آتى بتلك أيضا فتسمع صوتى وتكون رعية واحده و راع واحد
فضلا عن أن الرب يسوع المسيح الإله المتأنس يقول فى الانجيل بحسب يوحنا
أنا هو نور العالم يوحنا 8 الايه12 ولم يقل انا هو نور اليهود
انا هو الخبز الحى النازل من السماء الواهب حياة للعالم يوحنا 6 والايه 33 ولم يقصر ذلك على الشعب الاسرائيلي


فالواجب أن تستنكر فبركات صحافيين يمدون يد الغوث والانقاذ لمناصرة من لا تقوم له قائمة الا إما بالبلطجة والاجرام
أو بالفبركة وطبخ الحقائق- نصلى لهم يروا الحق حقا ويرزقهم إتباعه ويرون الباطل باطلا ويعتقهم من ربقته
 

عارف

New member
عضو
إنضم
18 أغسطس 2010
المشاركات
53
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
المشكلة ان العديد ممن ثم شفائهم ليسوا من اتباع المسيح بل كان ينتقل من مكان
الى اخر يستعرض معجزاته في شفاء المرضى النفسيين فيطرح خبزه للكلاب في معظم الاحيان
فلماذا حبكت مع هذه المراة بالذات ام انه مزاجى
 

سمعان الاخميمى

صحفى المنتدى
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
12,695
مستوى التفاعل
1,087
النقاط
0
المشكلة ان العديد ممن ثم شفائهم ليسوا من اتباع المسيح بل كان ينتقل من مكان
الى اخر يستعرض معجزاته في شفاء المرضى النفسيين فيطرح خبزه للكلاب في معظم الاحيان
فلماذا حبكت مع هذه المراة بالذات ام انه مزاجى
هل أنت شخص عاقل اسمك عارف ةكلامك يدل على جهل شديد حتى بقرأة اللغه العربيه لماذا لم تقرأالموضوع ثم ترد عليه ؟
كل كلامك اللى حطيته لو قريت الموضوع مكنتش كتبت كلمه واحده منه احنا هنا بنحاور حوار عقلى هادى مش مجرد كلام زى البغبغاوات .

 

Jesus Son 261

ابن الملك
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
8,007
مستوى التفاعل
147
النقاط
0
الإقامة
ام الدنيا
المشكلة ان العديد ممن ثم شفائهم ليسوا من اتباع المسيح بل كان ينتقل من مكان
الى اخر يستعرض معجزاته في شفاء المرضى النفسيين فيطرح خبزه للكلاب في معظم الاحيان
فلماذا حبكت مع هذه المراة بالذات ام انه مزاجى

هي ايه دي اللي حبكت يا راجل يا طيب؟
انت قريت الموضوع اصلا ولا داخل تقول اي كلام زي البغبغانات؟
 
التعديل الأخير:
أعلى