- إنضم
- 21 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 30,377
- مستوى التفاعل
- 2,102
- النقاط
- 0
- الإقامة
- Je rêve que je suis un papillon
الأخر بين الحب والانانية_للراهب كاراس المحرقى.
ليست مبالغة إذا قلنا: إنَّ المحبّة هي الشيء الوحيد الذي سيرافق الإنسان بعد الموت، لأنَّ العالم سيزول وشهواته تمضى معه، أمَّا المحبة فتبقى لأنَّ " المَحَبَّةَ لاَ تَسْقطْ أَبَداًً " (1كو8:13)، ولهذا أراد الله أن نسعد بالحُب على الأرض، لنتذوق رشفة من رحيق السماء، فنشتاق
إلى لشراب النقي الذي لا تشوبه مرارة।إننا نحيا في عصر نرى فيه الإنسان يذبح أخاه بسيف حاد، عَلَناً وعلى مرأى من الجميع ! كما
د أنَّه عقّد الحياة بما أدخله عليها من مظاهر الاصطناع والافتعال، وشتّى أساليب التنافس والصراع، متفنناً في إيذاء غيره أو تحديه أو
محاربته! ولا علاج لكل هذا سوى الحُب، فهو الذي يجعلنا نُحِِب الجميع بلا استثناء، ولهذا كانت أسمى رسالة وجهها الله للبشر، تلك
التي أوصى فيها السيد المسيح بمحبة الأعداء:أحبّوا أعداءكم! باركوا لاعنيكم!إنَّ الحُب هو الذي يُسقط الحاجز السميك، الذي يفصل في العادة
بين البشر ويُزيل من نفس الإنسان الأنانية الجامحة التي تعزله عن الأخرويُشعره بأنَّ الهوة العميقة التي كانت تفصل بينه وبين الآخرينقد زالت تماماً! ومعنى هذا: إنَّ الحُب هو الذي يُخرج الإنسان من قوقعته الذاتية، لكي يندمج في الآخرين بل يتَّحد مع الجميع ولكن إن كان
ما يُميز الحُب هو الخروج من سجن الذات! فإن ما يميز الأنانية هو التمركز حول الذات، ولمّا كان من شأن الأنانية، أن تدفع بصاحبها
إلى البحث عن لذاته على حساب الآخرين، فمن الطبيعي إذن أن يعمل الأنانيّ على استمرار نموه، ومضاعفة لذته، ولو كان ذلك حساب
غيره!والحق إنَّ الأنانية في صميمها نوع من التصلّب والنفعية ॥ فكيف لها أن تُحب الآخرين أو تهتم بهم، وهى الغارقة في سبات العشق
الذاتيّ، الذي ليس لمحيطه قرارومن المعروف أنَّ حُب الذات لا يتّجه نحو شخص أو شيء، بل يتَّجه نحو لذات أو صفات! وحُب
مثل هذا بدايته هي نهايته، ومستقبله مثل ماضيه، إنَّه حُب مريض لا اتجاه له ولا أُفق أمامه।أمَّا الحُب الساميّ فله مستقبل، لأنَّه يُخلّص الإنسان من عبادة الذات، ويجعله يتَّجه نحو الآخر، وتبعاً لذلك فإن كل الآمال مُيسّرة له، وسماء العالم الخارجيّ مفتوحة أمامه!
إنَّ كثيرين يخلطون بين الحُب والأنانية، فلا يصبح الحُب عندهم سوى نقطة تلاقي، تتقابل عندها شخصيتان جشعتان، تخدم الواحدة منهما
نفسها حين تخدم الآخر!ولا شك أنَّ حُب مثل هذا لابد أن يُحوّل الآخرين إلى أداة، مادام الشخصان لا يلتقيان إلاَّ لكي يعمل كل منهما، على زيادة نصيبه من المنفعة التي يريدها من الآخر! إذا وضعت الوردة في مكان مغلق، فإنَّها حتماً ستموت لأنَّها خُلقت لكي تحيا في النور والهواء، وهكذا الإنسان، إذا أغلق على ذاته فإنَّه سرعان ما يجف ويذبل، وأمَّا حين يفتح قلبه للحُب فإنَّه ينمو وتفوح منه روائح الفضيلة، ولهذا فإن مسكن الذات في حاجة دائمة إلى تهوية। قد نكون على صواب لو قلنا: إنَّ البشر لا يملكون أبواباً ولا نوافذ، لأنَّهم لم يُخلقوا ليعيشوا منعزلين أو
منغلقين على أنفسهم، بل خُلقوا لكي يحيوا في علاقة مباشرة مع العالم، وكأنَّما هم بطبيعتهم موجودات مكشوفة، تحيا في العراء، فلماذانُقوقع أنفسنا ونغلق علينا باب الأنانية؟!والحق إنَّ الأنانية قد تؤدى إلى اضطراب الشخصية، والشخص الأنانيّ هو إنسان لا يفهم معنى الحياة، ولا يعرف كيف يعيشها، ومثل هذا إن تزوج فلن ينجح! لأنَّ حُبّه شهوانياً يتمركز حول ذاته، وحُب مثل هذا يُقلق النفس، وغالباً
ما يضعف الجسد، إنَّه حُب قاتل مميت!قال أحد الحكماء:" تسأل عن الفرق بين الحُب والأنانية؟ الأنانية تبحث عن المتعة، أمَّا الحُب فتعبير عن السعادة، تحوي الأنانية شعوراً مشتعلاً بالخوف الدائم من الخسارة والانفصال॥ في حين أنَّ الحُب يُغلّف بشعور منعش من الوحدة
والانصهار "وعلى مستوي الحياة الزوجية، إن لم يُهذّب الحُب الأنانية المتجسّدة في الرغبة الجنسيّة، فإنَّ العلاقة الجسدية لن تتعدى سوى مجرد قضاء حاجات، أو اقتراف لذات॥ فالشهوة إذا استقلت عن فإنَّها لا ترى في الآخر سوى خطوط جسده، أمَّا الحُب فيرى فيه شخصاً
حيَّاً وحاضراً في هذا الجسد। الشهوة لا ترى سوى الجنس، وما يجعل هذا الجنس جذّاباً، أمَّا الحُب فيرى في الآخر كل نواحي إنسانيته،
فيهتم بأفكاره ومشاعره وآماله وآلامه॥وإن كانت الشهوة تنظر إلي الآخر، كما لو كان فريسة لابد أن تُقتَنَص، فإنَّ الحُب ينظر إليه ككائن سماويّ، يجب أن يُحَب ويُحتَرم هدف الشهوة أن تأخذ وتمتلك وتستهلك، أمَّا الحُب فيعطي بقدر ما يأخذ بل أكثر مما يأخذ.
م ن ق و ل للامانة

ليست مبالغة إذا قلنا: إنَّ المحبّة هي الشيء الوحيد الذي سيرافق الإنسان بعد الموت، لأنَّ العالم سيزول وشهواته تمضى معه، أمَّا المحبة فتبقى لأنَّ " المَحَبَّةَ لاَ تَسْقطْ أَبَداًً " (1كو8:13)، ولهذا أراد الله أن نسعد بالحُب على الأرض، لنتذوق رشفة من رحيق السماء، فنشتاق
إلى لشراب النقي الذي لا تشوبه مرارة।إننا نحيا في عصر نرى فيه الإنسان يذبح أخاه بسيف حاد، عَلَناً وعلى مرأى من الجميع ! كما
د أنَّه عقّد الحياة بما أدخله عليها من مظاهر الاصطناع والافتعال، وشتّى أساليب التنافس والصراع، متفنناً في إيذاء غيره أو تحديه أو
محاربته! ولا علاج لكل هذا سوى الحُب، فهو الذي يجعلنا نُحِِب الجميع بلا استثناء، ولهذا كانت أسمى رسالة وجهها الله للبشر، تلك
التي أوصى فيها السيد المسيح بمحبة الأعداء:أحبّوا أعداءكم! باركوا لاعنيكم!إنَّ الحُب هو الذي يُسقط الحاجز السميك، الذي يفصل في العادة
بين البشر ويُزيل من نفس الإنسان الأنانية الجامحة التي تعزله عن الأخرويُشعره بأنَّ الهوة العميقة التي كانت تفصل بينه وبين الآخرينقد زالت تماماً! ومعنى هذا: إنَّ الحُب هو الذي يُخرج الإنسان من قوقعته الذاتية، لكي يندمج في الآخرين بل يتَّحد مع الجميع ولكن إن كان
ما يُميز الحُب هو الخروج من سجن الذات! فإن ما يميز الأنانية هو التمركز حول الذات، ولمّا كان من شأن الأنانية، أن تدفع بصاحبها
إلى البحث عن لذاته على حساب الآخرين، فمن الطبيعي إذن أن يعمل الأنانيّ على استمرار نموه، ومضاعفة لذته، ولو كان ذلك حساب
غيره!والحق إنَّ الأنانية في صميمها نوع من التصلّب والنفعية ॥ فكيف لها أن تُحب الآخرين أو تهتم بهم، وهى الغارقة في سبات العشق
الذاتيّ، الذي ليس لمحيطه قرارومن المعروف أنَّ حُب الذات لا يتّجه نحو شخص أو شيء، بل يتَّجه نحو لذات أو صفات! وحُب
مثل هذا بدايته هي نهايته، ومستقبله مثل ماضيه، إنَّه حُب مريض لا اتجاه له ولا أُفق أمامه।أمَّا الحُب الساميّ فله مستقبل، لأنَّه يُخلّص الإنسان من عبادة الذات، ويجعله يتَّجه نحو الآخر، وتبعاً لذلك فإن كل الآمال مُيسّرة له، وسماء العالم الخارجيّ مفتوحة أمامه!
إنَّ كثيرين يخلطون بين الحُب والأنانية، فلا يصبح الحُب عندهم سوى نقطة تلاقي، تتقابل عندها شخصيتان جشعتان، تخدم الواحدة منهما
نفسها حين تخدم الآخر!ولا شك أنَّ حُب مثل هذا لابد أن يُحوّل الآخرين إلى أداة، مادام الشخصان لا يلتقيان إلاَّ لكي يعمل كل منهما، على زيادة نصيبه من المنفعة التي يريدها من الآخر! إذا وضعت الوردة في مكان مغلق، فإنَّها حتماً ستموت لأنَّها خُلقت لكي تحيا في النور والهواء، وهكذا الإنسان، إذا أغلق على ذاته فإنَّه سرعان ما يجف ويذبل، وأمَّا حين يفتح قلبه للحُب فإنَّه ينمو وتفوح منه روائح الفضيلة، ولهذا فإن مسكن الذات في حاجة دائمة إلى تهوية। قد نكون على صواب لو قلنا: إنَّ البشر لا يملكون أبواباً ولا نوافذ، لأنَّهم لم يُخلقوا ليعيشوا منعزلين أو
منغلقين على أنفسهم، بل خُلقوا لكي يحيوا في علاقة مباشرة مع العالم، وكأنَّما هم بطبيعتهم موجودات مكشوفة، تحيا في العراء، فلماذانُقوقع أنفسنا ونغلق علينا باب الأنانية؟!والحق إنَّ الأنانية قد تؤدى إلى اضطراب الشخصية، والشخص الأنانيّ هو إنسان لا يفهم معنى الحياة، ولا يعرف كيف يعيشها، ومثل هذا إن تزوج فلن ينجح! لأنَّ حُبّه شهوانياً يتمركز حول ذاته، وحُب مثل هذا يُقلق النفس، وغالباً
ما يضعف الجسد، إنَّه حُب قاتل مميت!قال أحد الحكماء:" تسأل عن الفرق بين الحُب والأنانية؟ الأنانية تبحث عن المتعة، أمَّا الحُب فتعبير عن السعادة، تحوي الأنانية شعوراً مشتعلاً بالخوف الدائم من الخسارة والانفصال॥ في حين أنَّ الحُب يُغلّف بشعور منعش من الوحدة
والانصهار "وعلى مستوي الحياة الزوجية، إن لم يُهذّب الحُب الأنانية المتجسّدة في الرغبة الجنسيّة، فإنَّ العلاقة الجسدية لن تتعدى سوى مجرد قضاء حاجات، أو اقتراف لذات॥ فالشهوة إذا استقلت عن فإنَّها لا ترى في الآخر سوى خطوط جسده، أمَّا الحُب فيرى فيه شخصاً
حيَّاً وحاضراً في هذا الجسد। الشهوة لا ترى سوى الجنس، وما يجعل هذا الجنس جذّاباً، أمَّا الحُب فيرى في الآخر كل نواحي إنسانيته،
فيهتم بأفكاره ومشاعره وآماله وآلامه॥وإن كانت الشهوة تنظر إلي الآخر، كما لو كان فريسة لابد أن تُقتَنَص، فإنَّ الحُب ينظر إليه ككائن سماويّ، يجب أن يُحَب ويُحتَرم هدف الشهوة أن تأخذ وتمتلك وتستهلك، أمَّا الحُب فيعطي بقدر ما يأخذ بل أكثر مما يأخذ.

م ن ق و ل للامانة