من الأشخاص اللذين رأيت مجد الرب يسوع يصنع المستحيلات معهم ما حدث مع عم (..........)
عم (..........) صحفى وصاحب مجلة مسيحية سابقا, وهو الآن نزيل دار خدمة الأم تريزا بالفجالة لخدمة الذين ليس لهم أحد
بدات خدمتى مع عم (..........) عندما توجهت سيدة مسلمة للكنيسة لتبلغ كهنتها عن شخص حبيس منزله منذ سنين عديدة وأن رائحة مسكنه جعلت السكان فى جحيم, وإن لم تتدخل الكنيسة فـأنهم سيبلغون الشرطة ....
طلب منى أبونا الذهاب للعنوان والتحرى عن الأمر
فذهبت وطرقت الباب, ففتح لى إنسان شراعة باب الشقة, شعره طويل ومتنافر مع بعضه البعض, يرتدى بيجامة من الصعب معرفة لونها, الذقن طويل ............... ورائحة لا تُطاق تنبعث منه ومن السكن
سألنى ماذا أريد ....
أخبرته أننى من كنيسة ..... وجئت لأسأل عليه وطلبت منه أن يسمح لى بالدخول
بعد تردد طويل أزال المزاليج والترابيس وفتح الباب لى, دخلت وحاولت أن أجد مكان لأجلس فيه فلم أجد .....
لا مقاعد تصلح ............... لا سرير يصلح ................. المكان بأكمله لا يوجد به موضع يصلح للجلوس
رائحة البول والبراز تملئ المكان, الصراصير تسير على الحوائط والأرض والسقف, والبعض منها قد يسقط فى أى وقت وعلى أى أحد
أخذت عم (..........) وذهبت بقرب الشباك لأستطيع أن أتنفس, سألته عن نفسه وأحواله, فقال لى أنه صحفى وأنه صاحب جريد (..........) وذهب وفتح شيئ كان ذات يوم دولاب ملابس وأخرج لى أحد أعداد الجريد وصورته فى الصفحة الأولى فى الموضوع الرئيسي بهذا العدد
سألت عم (..........) كيف يأكل
أجابنى أنه يقوم بتنزيل السبت للبقال المقابل للعمارة التى يسكن بها فيضع له قطعة جبن + ثلاث أرغفة, وهذا هو طعامه اليومى
سألته كم سنه وهو هكذا
أجاب عشرين سنة ............................
عشرين سنة والرجل يأكل قطعة جبن وثلاث أرغفة..... ولا شيئ أخر
عشرين سنة والرجل لم يستحم
عشرين سنه وهو وحيد
سألته ما مصدر دخلك, فكانت أجابته بعض أهل الخير من المعارف القدماء يرسلون له مبلغ شهرى
طلبت منه أن أواصل زيارته فوافق بسرور
ذهبت مسرعا للمنزل وأخذت وجبة طعام ساخنة وعدت لعم (..........) فقبلها بفرح .....
كانت مشكلتى مع عم (..........) أنه لا يسمح لى بعمل أى تغيير فى أسلوب حياته, رفض أن يستحم, رفض أن ننظف الشقة, رفض تغيير ملابسه, فهو لن يسمح لأحد بفعل ذلك
وكانت مشكلة
تواصلت اللقاءات وبدأت أنبش فى الماضى, لماذا أنت هكذا يا عم (..........) ؟
بدأ الرجل يقص على مآساته التى بدأت منذ أكثر من عشرون سنة, عندما دبت الخلافات بينه وبين زوجته, تركت على أثرها البيت مع أبنائة, ولدين وبنت, ودخلت المشكلة فى المحاكم مع مسلسل لزرع الكراهية فى نفوس الأطفال الثلاث, وانتهت المشاكل بالأنفصال, لكنها لم تنتهى بالنسبة لعم (..........), بل بدأت, فمنذ ذلك التاريخ لم يرى أبنائه ولا يعلم عنهم أى شيئ, والزوجة ماتت بعد صراع مع مرض السرطان, وبعدها توفت الأبنة بنفس هذا المرض, وعندما وصل عم (..........) لهذا الجزء من مآساته صمت, كانت الدموع متحجرة فى عينه, ولم يستطيع حنى أن يبكى ..................... لكنى أنا الذى بكيت من الداخل, أوجعنى قلبى, ولم أجد أى كلمات لأعزى عم (..........) عن ما حدث له
تواصلت الخدمة مع عم (..........), ونظفنا الشقة غصب عنه, وحلقنا له شعره وذقنه غصب عنه, وأحممناه بعد تكتيفه وشق البيجامة بالمقص بعد أن تعدى سمك القماس ا سم بسبب ما عليها من قاذورات, وأخرجنا من الشقة ما ملئ ثلاث سيارات قمامة
تغيرت أحوال عم (..........) من حيث الأكل والنظافة الشخصية
لكنه رفض الخروج من مسكنه لأى جهة كانت, بما فى ذلك الكنيسة
رفعت قلبى للرب, صرخت من عمق قلبى, كيف تترك عم (..........) هكذا, نريد أن نصل لأبنائه الأثنين
لكن كيف, لا توجد أى معلومات لدينا
لكن كان للرب وسيلة لنعرف طريق الأبناء