الر على الشبهات في سفر المزامير

    1. الرد على الشبهات للقس منيس عبد النور قال المعترض الغير مؤمن: في مزمور 112: 1_3 هللويا, طوبى للرجل المتقي الرب، المسرور جداً بوصاياه, نسله يكون قوياً في الأرض, جيل المستقيمين يُبَارك, رغدٌ وغنى في بيته، وبره قائم إلى الأبد ولكن هذا منقوض بقول المسيح في يوحنا 16: 33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام, في العالم سيكون لكم ضيق, لكن ثقوا, أنا قد غلبت العالم

      وللرد نقول بنعمة الله : (1) يُسَرُّ الله أن يبارك أولاده، لأنه إن كانت رحمته تشمل الأثمة والظالمين، فلا يمكن أن يغفل المتكلين عليه, ومزمور 112 يتضمن العطايا والبركات التي يسبغها الله على أولاده, (2) مواعيد الله للكنيسة تختلف عن مواعيده لبني إسرائيل، فقد يقتضي صالح الكنيسة عدم تمتعها بالغنى المادي الجزيل وسائر الامتيازات الأرضية, وهل كان يمكن أن تمتد الكنيسة وتتسع بهذا المقدار لو كان المسيحيون الأولون ذوي ثروة طائلة ونفوذ سياسي؟ كلا! بل في بدء تاريخها لم يكن فيها كثيرون حكماء بحسب الجسد ولا كثيرون أقوياء ولا كثيرون شرفاء, وقد وضع المسيح أساس كنيسته في الضيقات والشدائد التي كان لا بد منها لبنائها وامتدادها, ولا يفوتنا أن دم الشهداء كان بذار الكنيسة, ولولا إراقة ذلك الدم لبقيت الكنيسة قاصرة على جماعة قليلة في أرض فلسطين, فكثيراً ما يستلزم امتداد ملكوت الله اجتياز أولاده في ضيقات شتى, (3) صالح المسيحي كفرد كثيراً ما يقتضي حرمانه من الغنى المادي لأنه يؤدي إلى الكبرياء, وقد دلَّ الاختبار على أن المؤمن إذا أُتيح له نجاح وقتي، ينسى حاجته إلى الاتكال على الله, فليحفظ الله أولاده من الانحطاط الروحي كثيراً ما يجعلهم فقراء بسطاء, وعلى المسيحي أن يذكر ما جاء في 1تيموثاوس 6: 10, فبفضل تأملات كهذه يسهل جداً التوفيق بين هذه الآيات, ويستطيع المسيحي أن يقول من كل قلبه إلهي يملأ كل احتياجي بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع , وإن كان بحسب حكمته الفائقة لا يعطيني إلا احتياجاتي الضرورية فأنا لا أشك في محبته, (4) يكون نسل التقي قوياً في الأرض، يباركه الرب بالرضا والسعادة, وهذه أمور يدركها كل من يتقي الله ويحيا مستقيماً, ولكن هذا لا يعني أنهم سيعيشون في سلام، فما أكثر الحاقدين, غير أن المتقين لن ينالهم شر الأشرار، لأن الله يجعل سهام الأشرار تطيش، ويرتدّ شرّهم عليهم, فلا تعارض بين القولين في مزمور 112 وفي يوحنا 16,

    أسفار الكتاب المقدس
    أعلى