الر على الشبهات في سفر متى

    1. الرد على الشبهات للقس منيس عبد النور قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 5: 17-19 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء, ما جئت لأنقض بل لأكمل, فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل , ولكن جاء في غلاطية 4: 10 و11 أتحفظون أياماًوشهوراً وأوقاتاً وسنين؟ أخاف عليكم أن أكون قد تعبْتُ فيكم عبثاً , فيقول بولس إن الناموس الخاص بحفظ الأيام والشهور والأوقات والسنين لا علاقة له بَعْد بالمؤمنين، والمسيح يقول: لا يسقط حرف واحد من الناموس ,

      وللرد نقول بنعمة الله : أمدَّنا الكتاب المقدس بالمعلومات اللازمة لملاشاة الصعوبة الظاهرية, فيعلمنا أن لله ناموساً صالحاً مقدساً ثابتاً إلى الأبد، هو الناموس الأخلاقي, فقول المسيح: لا تسقط نقطة واحدة أو حرف واحد من الناموس قصد به الناموس الأخلاقي, كما أن بولس نفسه يثبت في رسالة غلاطية أن ناموس الله الأخلاقي لا يُنقَض, وعلى القارئ أن يدرس غلاطية 5: 19-21 ليرى أنه لا يمكن أن يُستفاد من كلام بولس بُطلان التمييز بين الخير والشر (قابل رومية 3: 31), هذا الناموس يديننا لأننا لم نحفظه, وليس معنى خلاصنا أن الناموس قد أصبح ميتاً لكوننا في عهد النعمة، فإن نائبنا الرب يسوع المسيح قد وفّاه إلى التمام, ويجب أن نذكر أيضاً أن بعض النواميس الواردة في العهد القديم كان المقصود بها شعب إسرائيل دون سواهم، وكانت ثابتة في تدبير العهد القديم فقط, ونجد في أسفار العهد القديم إشارات ومواعيد تثبت هذه الحقيقة (قارن إرميا 31: 31-34), وقد أورد كتبة العهد الجديد فصولاً عديدة تفيد هذه الحقيقة المجيدة وهي تحريرنا من عبودية الناموس الطقسي (قارن أعمال 15: 7-11 وكولوسي 2: 2-16 و17 وأفسس 2: 15) سلسلة الآيات هذه تتفق مع ما جاء في رسالة غلاطية حيث يوبخ بولس المؤمنين المتزعزعين على تمسّكهم بالفروض القديمة التي تقضي بضرورة حفظ الأيام والشهور والأوقات والسنين, فما يُستفاد من تعليم بولس هو أن تلك الفرائض كان يجب حفظها طالما كان الناموس المختصّ بها سارياً، أي في العهد القديم, ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه (غلاطية 4: 4) وإذ ذاك بَطُل عهد الناموس، وتوقفت الفرائض الطقسية التي أعطاها الله بواسطة موسى, فالكتاب بجملته يفيد ويؤكد أن الناموس الطقسي كان سارياً إلى وقت مجيء المسيح فقط, إن الفصلين صادقان, فبولس يتكلم عن الناموس الطقسي، والمسيح يشير إلى الناموس الأخلاقي,

    2. الرد على الشبهات للقس منيس عبد النور قال المعترض الغير مؤمن: أعلن المسيح في متى 5: 17 انه لم يأت لينقض الناموس بل ليكمله, ولكن يناقض هذا قول العبرانيين 7: 18 فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها ,

      وللرد نقول بنعمة الله : تقدم الموعظة على الجبل (التي اقتبس منها متى 5: 17) مثلاً بعد آخر يبرهن أن المسيح أكمل الناموس والأنبياء ولم ينقضهما, ولا زلنا نحن المسيحيين نحترمهما ونقرأهما في عبادتنا بالكنائس, أما ما جاء في العبرانيين 7: 18 فيتحدث عن أحد أجزاء الشريعة التي بطلت بعد تحقيق الغرض منها، مثل الذبائح التي طالبت شريعة موسى بها, فهذه كانت تشير إلى حاجة البشر لذبيحة المسيح الكفارية، فلما تمت الذبيحة على الصليب لم تعد هناك حاجة للذبائح التي طالبت شريعة موسى بها, لقد كانت أجزاء الشريعة التي بطلت مثل الشيك على البنك، تبطل قيمته بعد صرف المبلغ من البنك, ونحن لا نقول إن البنك ألغى الشيك، بل أكرمه بأن دفع قيمته, ولم يكن ناموس موسى للعالم كله، ولكنه كان عهداً بين الله وبني اسرائيل, أما ما به من مبادئ فأزلي دائم, فالمبادئ دائمة، لكن تفاصيلها تناسب عصرها وظروفها,

    أسفار الكتاب المقدس
    أعلى