تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.

الرد على الموضوع

الرسالة: [QUOTE="alaakamel30, post: 2202958, member: 87485"] [b][font=arial black][size=5][color=black]كنت طالبا فى الفرقة الثانية بكلية الحقوق،وكأى مراهق كنت أتصيد فريستى من فتيات الدفعة الجديدة،قابلتها أول مرة فى كافيتريا الكلية وكانت فى اول يوم دراسى لها بالفرقة الأولى،وجدتها تائهة وحائرة فإقتربت منها بثقة وسألتها عن غرضها فقالت انها تريد أن تبتاع كوبا من الكوكاكولا،فأجبتها بغرور الصبا قائلا(من حقك انك تشربى حاجة،لكن انا اللى اقول تشربى ايه)،فنظرت نحوى بإندهاش وقالت (ليه إن شاء الله) وأجبتها مجددا ( لأنى أنا اللى مدور الكلية دى كلها)،ابتسمت الفتاة الصغيرة وكانت إبتسامتها تحمل معنى القبول وتصريح ضمنى بالتواصل، كان اسمها ولاء..شعرها يزيد سواده عن سواد الليل فى ليلة يغيب عنها القمر،عيناها كحيلتان تغطيهما نظارة طبية مستديرة،وجهها يحمل كل المتناقضات المحبوبة والمرغوبة،فهى تحمل كل ملامح البراءة والشقاوة والطفولة والأنوثة،ارتبطت بولاء لمدة شهور قليلة ولكن إختلاف الديانة كان عائقا أمام أحلامنا البريئة،كان الإختلاف يهدم كل جسور التواصل قبل أى محاولة للعبور،ولذلك قبلنا أن نبقى على علاقتنا كأصدقاء وأن نتخلى عن أى مشاعر عاطفية محكوم عليها بالموت مسبقا،ارتبطت ولاء بطالب آخر من كلية التجارة ولكن هذة المرة كان العاشق من نفس ديانتها، وبرغم ذلك كانت ولاء تمر بى بين الحين والآخر لنسترق بعض الوقت فى خلوة عن باقى الزملاء،وفى إحدى أيام شهر مارس مرت بى ولاء بعد غياب دام أكثر من أسبوع،فعاتبتها على غيابها بقسوة فما كان منها إلا أنها أخرجت من حقيبة يدها قطعة حلوى (بونبون ماركة تريبور) واعطتنى إياها فى محاولة لإسترضائى،فما كان منى إلا أنى قلت لها ( هو انا عيل صغير بتحايليه ببنبونى عشان يأكله ويسكت) فأجابتنى برقتها المعهودة قائلة ( البنبونى ده مش عشان تأكله، البنبونى ده تخليه معاك عشان لما اغيب عنك تفتكرنى).[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]قالتها ولاء وكأنها تعلم انها ستغيب طول العمر،قالتها وهى ترسم على شفتيها نفس إبتسامة الملائكة التى رأيتها فى أول مرة قابلتها،قالتها ورحلت بهدوء نسيمات الفجر،وبعد يومان وبالتحديد الثلاثاء 16 مارس كنت أقابل بعض زملائى بشارع رمسيس فصدمنى احدهم بخبر وكأنه الصاعقة من السماء...ماتت ولاء.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]جلست على رصيف الشارع جاهشا بالبكاء،وعلمت من زميلى ان ولاء كانت فى رحلة مع زملائها إلى الإسماعيلية بدون علم أهلها وكان صديقها الجديد معها،وبرغم برودة الطقس إلا ان ولاء وصديقها إستأجرا (بدال) ونزلا إلى المياه،ولسوء الحظ أو لعلها الأقدار حدثت عاصفة بحرية (نوة) فغاب الإثنان عن الأنظار،ذهب بقية الأصدقاء إلى غفر السواحل ولكنهم رفضوا النزول للبحث أثناء النوة لما فيها من خطر على حياتهم،وبعد يوما كاملا نزل الغطاسون إلى أعماق القناة وأستخرجوا الجسدان فى مشهد تئن له القلوب فالجسدان كانا متعانقان وكأنهما رفضا أن يرحل كلا منهما عن الدنيا وهو بعيدا عن الآخر.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]رحلت ولاء ولكنى رغم السنين الطويلة مازلت أذكرها بين الحين والآخر،رحلت ولاء ومازال دخان سجائرى فى وحدتى يرسم صورة طبق الأصل من وجهها فى الهواء،رحلت كشمس تغيب بعد سويعات قليلة من شروقها،رحلت بعد أن أرست نظرية جديدة وهى أنه يجوز أن تكون قطعة من الحلوى هى كل ما يتبقى لك من ذكرى إنسان عزيز،رحلت ولاء وقد أخذت عهد على نفسى من بعدها أن لا أقبل اى هدايا خصوصا من النساء ،لأننى وبكل يقين أقتنعت ان الهدايا هى اول سطر فى قصيدة الفراق.... وحشتينى يا ولاء[/color][/size][/font][/b] [/QUOTE]

التحقق