تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.

الرد على الموضوع

الرسالة: [QUOTE="alaakamel30, post: 2200935, member: 87485"] [b][font=arial black][size=5][color=black]قابلته عندما كنت طالبا فى الليسانس،رجلا فى الخمسينات أنيقا فى ملبسه يرتدى نظارة من الذهب،ويبدو أنه أراد ان يعرف بأى طريقة يفكر شباب اليوم،وربما أراد أن يقتل الوقت بالنقاش مع مراهق صغير مثلى فى تلك الوقت،فجذب الحوار معى وسألنى عن أحلامى وطموحاتى بعد التخرج،وكأى فتى غر بدأت مسترسلا فى الحديث عن أحلام يقظتى الوردية،فما كان منه إلا أنه قهقه بصوت مرتفع مما أصابنى بالخجل،وقبل أن ترتسم على وجهى علامات الإستفهام جاوبنى عن سر سخريته قائلا أنه كان يحمل نفس أحلامى الشريفة وهو فى مثل سنى،وتزوج وأنجب وهو يحافظ على عهد نظافة اليد والضمير،ولكنه مع أول ضيقة مالية هددت حياة أسرته لم يجد مفرا من الرشوة،وقال أن الرشوة خيرا من الإختلاس وأخذ يتباهى أمامى بما حققه من ثراء وسكن فاخر وسيارة فخمة وشاليه بأرقى السواحل ورصيد بنكى يحمل اصفارا أكثر من اصابع كف اليد الواحدة،رغم ان راتبه لا يتجاوز الألف من الجنيهات.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]أختلفت معه وتركته وانا مندهش من ضميره الذى يغيب عنه الشعور بالعار،مر ما يناهز خمسة عشر عاما على هذا اللقاء،مدة طويلة من الزمن تغيرت فيها قناعاتى ونظرتى المندهشة للأمور،فالأمر لم يعد مجرد موظف فاسد او امرأة سيئة السمعة لم تعد تقيم وزنا لنظرات الإستهجان ،ولا مسئول يختلس أموال الدولة علانية وعلى المشاع،ولا مراهقين يدخنون المخدرات على النواصى بدون ستر،الأمر اصبح سمة عامة وسيرة يومية واسلوب حياة.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]منذ سنوات انتشر شريط فاضح يجمع بين راقصة مشهورة ورجل اعمال،والغريب ان طرفى الشريط ظهرا من جديد فى الحياة العامة دون حياء،وعندما قام احد المذيعين بسؤال الراقصة عن تاثير الشريط على حياتها الأسرية ردت ببراءة طفلة ان اهلها ربوها تربية حسنة وواثقين من أخلاقها!!![/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]وفى السياسة اشتعل الصراع داخل نظام الحكم بين ما يسمى (الحرس القديم) و (رواد الفكر الجديد)،فما كان من رواد الفكر الجديد إلا أنهم اظهروا تحقيق فى قضية حدثت فى أواخر الستينات وهى قضية فساد المخابرات،واظهرت التحقيقات فساد احد رجال الحرس القديم والمسمى كذبا (الشريف) ووضحت التحقيقات دوره كقواد أثناء عمله بالمخابرات،والغريب ايضا ان الرجل مازال يعمل بالسياسة حتى بعد ظهور فضيحته للعوام ومازال يتقلد منصب من أكبر المناصب السياسية فى البلد.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]الأمر ذاته حدث مع فنانة شابة تورطت فى شبكة أعمال منافية للأداب وتم ضبطها وقضت عقوبتها خلف الأسوار وخرجت لنراها اكثر تألقا وإشعاعا ونجومية وكأن شيئا لم يحدث.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]وهناك هذا الإعلامى الرياضى السياسى الذى دخل فى صراع مع احد المحامين،وبرغم ان المحامى له سقطاته ايضا إلا أنه فضح الرياضى الكبير واذاع تسجيلا صوتيا يحمل الفاظا نابية قالها الرياضى فى حديث تليفونى مع صحفية شابة لا تتماشى قذارة الالفاظ مع المسبحة التى لا يتركها من يده،ورغم ذلك استمر الإعلامى الرياضى يخرج علينا يوميا فى برامجه دون أى شعور بالعار واستمرت المكالمات التى تتصل بالبرنامج لتؤيده وتشد من أزره.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]وهناك لاعب الكرة بالنادى الكبير الذى تورط فى جريمة رشوة ثم عاد لممارسة لعبته دون شعور بالخجل أو حاجة للإعتذار،وكذلك المطرب الذى تهرب من التجنيد وزور وثائق رسمية وتم سجنه ثم خرج ليغنى ويمثل ويحمل علم مصر حول كتفه ويجهش بالبكاء عندما يقبله.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]الأمر بإختصار أن العار لم يعد فى مفردات لغتنا ولساننا،العار لم يعد قاضيا نافذ الحكم يقضى بإستبعاد الملطخين والمدانين من المجال العام ليمضوا باقى حياتهم فى الظل والإنزواء،العار لم يعد المصيبة التى يخشاها الإنسان ويفضل الموت عوضا عن إحساسه بوضاعة نفسه وإنحدار قدره وإنهيار منزلته أمام الناس.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]عندما أخرج لنا العبقرى على عبد الخالق فيلمه الشهير (العار) كان يجسد لنا قصة عائلة ميسورة مات عائلها فعلموا بعد وفاته انه كان من اكبر تجار المخدرات مما دفع أحد ابنائه وكان يعمل وكيل نيابة إلى تقديم إستقالته والإنتحار لاحقا خشيةٍ من العار.[/color][/size][/font][/b] [b][font=arial black][size=5][color=black]لا يبدو ان هناك مخرجا واقعيا يستطيع ان يقدم لنا اليوم فيلما مماثل عن العار لأنه ببساطة لم يعد له وجود فى وجوهنا،وأستطيع ان اجزم ان هنادى فى دعاء الكروان لو فعلت فعلتها الآثمة اليوم ما كانت قتلت بيد خالها لأنه ببساطة (العار هو اللى راح فى الوبا)[/color][/size][/font][/b] [/QUOTE]

التحقق