فى صباح صيفى خانق كالعادة،صحوت مبكرا وحمدت ربى على إننى إستطعت أن اغفو لساعتين دون سماع لأى رنين فى ملفات الذاكرة،وكالمعتاد شربت كوب الشاى المخلوط بنشارة الخشب على عجالة وأعددت أوراقى وحقيبتى الجلدية وهممت فى الخروج من منزلى،وكان اليوم يبدو عاديا جدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا شىء يلفت الأنظار فى الطريق سوى أن الناس أصبحوا أكثر شرودا وخمولا وصمتا وإستكانة،فالجميع يسير فى طريقه وعيناه إلى أسفل وكأن هناك أمرا غريبا حدث ليلة الأمس،وكانت أولى الخطوات فى جدولى اليومى هى شراء علبة السجائر من الكشك الخشبى المغروس على قارعة الطريق،وعندما توجهت للبائع والذى اعرفه ويعرفنى من سنوات عديدة مضت،حتى أصبح مؤشر عبوسته هو معيارى الوحيد لتحديد ما سيؤول إليه اليوم من أزمات أو إنفراجات.
أنا: صباح الخير يا عم سيد
البائع: يا صباح الورد
أنا: طيب عال شايفك مبسوط النهاردة
البائع: وهو فيه حد يشوفك ومايتبسطش
أنا: ربنا يخليك يا عم سيد،ادينى روثمان أزرق وحياتك
البائع: اتفضل
أنا: شكرا يا عم سيد
البائع: أى خدمة يا حمار
سمعت الكلمة مدوية تخترق أذنى وكأنها الرعد،ولوهلة شردت بذهنى و سألت نفسى هل ما سمعت حقيقة وهل تجرأ البائع على مناداتى بهذا الإسم أم إنها تهيؤات ما بعد الغفوة،ولذلك قررت أن أطلب منه أن يعيد على مسامعى ما قاله مرة أخرى.
أنا: بتقول إيه؟
البائع: بقولك أى خدمة يا حمار
أنا: حمار يا ابن ال.....
لم أدرى بشىء من حولى ولم أفيق من غيبوبة الصدمة إلا وعم سيد يغرق فى دمائه التى تغطى رأسه ووجهه والجزء الأعلى من جذعه،والناس تحاول تهدئتى وعم سيد يتوعدنى ويهددنى بحبسى،وما هى إلا لحظات قليلة وعلى غير العادة حتى أتت سيارة الشرطة مسرعة وفى نشاط بالغ لم ألحظه قبل هذا اليوم،وأخذتنا السيارة إلى قسم الشرطة التابعة له المنطقة،وهناك تم التعامل معى بكل جفاء ووقاحة وتم صرف عم سيد لعمل تقرير طبى بإصاباته،وتم إلحاقى بغرفة الحجز وهناك دار الحديث بينى وبين الصول الموكل بباب الحجز.
أنا: أنا عايز اخرج من هنا
الصول: أنت متهم وده مكانك
أنا: أنا راجل محامى والقانون بيقول إن المحامى ما يترميش فى الحجز
الصول: ده كان زمان وحياة والدك،دلوقتى كله سواسية
أنا: يعنى إيه كله سواسية،أنا هوديكوا فى داهية أنا هابلغ النائب العام
الصول: مش لما تخرج الأول من المصيبة اللى عملتها،وكمان هو النائب العام فاضى للوبش اللى زيك
أنا: اتكلم بأدب وأعرف انت بتكلم مين
الصول: نعم... تكونشى ناوى تبطحنى أنا كمان
أنا: أنت البطح قليل عليك،أنت مقامك تاخد بالجزمة
الصول: طيب حاضر وشرف أمى لأكون رافق بالمحضر أنك بتسب موظف عمومى أثناء تأدية وظيفته،خليها بدال التهمة تبقى اتنين
أنا: انا عايز أقابل المأمور
الصول: سعادة الباشا المأمور لسه ماجاش،لما ييجى نبقى نبلغه أن سعادة البلطجى عايز يقابله.
وبعد ساعتين من الشد والجذب مع هذا الصول الجلف القروى والذى يكاد شاربه ان يطال أذنيه،وبعد محاولات مستميتة منى من صراخ بصوت عالى أزعج كل من فى القسم من عاملين ورواد،أضطر الضابط النوبتجى لعرضى على المأمور،وعندما دخلت للمأمور رأيته رجلا هادئا وديعا يبدو أن سنوات العمل الطويلة قد أضفت عليه الكثير من الحكمة،ولمحت فوق رأسه لوحة زجاجية معلقة على الحائط وعريضة جدا لا يفوقها عرضا إلا عرض قفاه ومكتوب عليها بالبنط العريض هذا من فضل ربى،وكان الحوار كالتالى.
المأمور: خير بقى يا أستاذ عامل غلبة ليه
أنا: أنا مش عامل غلبة أنا بطالب بحقى،أنا راجل محامى ومش من حقكم أنكم ترمونى فى الحجز،والمفروض أنى أقعد فى غرفة التحفظ
المأمور: حق إيه اللى بتتكلم عليه مش كفاية أنك عامل جنحة ومسيح دم الراجل
أنا: ده راجل قليل الأدب وخد جزاءه لأنه سبنى
المأمور: سبك قالك إيه؟
أنا: احم قاللى يا حمار
المأمور: طيب وهو كده يبقى غلط فيك؟
أنا: نعم!! تقصد إيه؟
المأمور: أقصد ان الراجل ما قالشى حاجة غلط
أنا: لاحظ انك مامور قسم وأنا مش عايز اخد ضدك إجراء قانونى
المأمور: إجراء قانونى بإيه بس،يظهر إن حضرتك كنت مسافر برة بقالك فترة طويلة
أنا: انا ما سافرتش
المأمور: أمال حضرتك كنت نايم ومش دارى باللى بيحصل فى البلد
أنا: أنا فعلا نمت ساعتين،هو إيه اللى حصل
المأمور: ساعتين إيه يا أستاذ،هو فى نظام بلد بيتغير فى ساعتين
أنا: أنا مش فاهم حاجة هو إيه بالظبط اللى حصل
المأمور: اللى حصل إن حكومتنا الحكيمة قررت إنها تستورد حقنة لكل مواطن تمنها 100 ألف جنيه للحقنة الواحدة
أنا: ليه هو فيه مرض انتشر لا قدر الله
المأمور: مرض إيه وبتاع إيه،الحكومة قررت تحقن كل مواطن بالحقنة دى عشان يتحول لحمار
أنا: يتحول لحمار!!!؟
المأمور: أيوة هو أنت مش واخد بالك من الناس
أنا: هو بصراحة أنا لاحظت النهاردة إن الناس سلوكها غريب شوية وبعدين شكلها متغير حبتين
المأمور: شكلها متغير إزاى يعنى؟
أنا: يعنى لا مؤاخذة شايف إن ودانهم طولت شوية وقفاهم أحم عرض
المأمور: طيب ما انت صاحى أهو،أمال زعلت ليه لما عم سيد قالك يا حمار
أنا: بس انا مش فاهم ليه الحكومة تدفع التمن الباهظ ده وتجيب 80 مليون حقنة عشان تحول الناس لحمير
المأمور: يا أستاذ دى سياسة و حكمة من الحكومة، لما الناس تبقى حمير هتريح وتستريح،شوف بقى الحكومة شايلة هم الناس إزاى وعايزة تريحهم
أنا: وإيه الراحة فى كده؟
المأمور: عمرك شوفت حمار بيشتكى أو يعترض على صاحبه
أنا: بصراحة لاء
المأمور: يبقى الحمار مرتاح
أنا: طيب بدال ما الحكومة تدفع فى الحقنة الواحدة 100 ألف جنيه ما كانت تديهم للمواطن احسن وساعتها عمره ما هيشتكى
المأمور: يا أستاذ الفلوس لو الناس مسكتها فى إيديها هتصرفها فى كلام فاضى وترجع تشتكى من جديد،لكن الحقنة مفعولها مستمر وهيضملنا ان الاجيال الجاية كمان هتكون حمير ولاد حمير.
أنا: ويا ترى الحكومة خدت هى كمان من الحقنة دى؟
المأمور: أخرس...الحقن دى للشعب وبس،لكن الحكومة دى الصفوة
أنا:أيوة بس لو الشعب اتحول لحمير يبقى لازم الحكومة تكون حمير برضه، على الأقل عشان تحس بيه
المأمور: الحمار محتاج اللى يسوقه يا أستاذ ومفيش حمار بيسوق حمار
أنا: فى دى عندك حق
المأمور: لكن تعال هنا قوللى هو أنت مخدتش الحقنة ولا إيه؟
أنا: ها ؟ لا يا فندم خدتها خدتها،بس انا برضه مش حمار
المأمور: طيب تعال نتناقش بالعقل عشان أثبتلك أنك حمار
أنا: أتفضل
المأمور:حضرتك بقالك كام سنة معاك بطاقة إنتخابية وسواء بتقول نعم او لا .. كلام الحكومة هو برضه اللى بيمشى
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتدفع ضرايب وانت عارف ومقتنع إن الفلوس دى مش هترجعلك فى صورة خدمات
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتقول الحال هيتغير فى الخطة الخمسية الجاية،وكل خطة تقول نفس الكلام ومفيش حاجة بتتغير
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة رافض تمد إيدك فى جيب غيرك ومصمم متبقاش زى الناس اللى فوق
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتقرا الجرايد الرسمية ورغم إنك عارف انها كدب فى كدب لكن مازلت بتقراها
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتصدق إن فيه معارضة حقيقية فى البلد وإن الناس دى مطحونة زيك
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة عارف إن البلد فيها خير يخليها دولة عظمى لكن بتحاول تقنع نفسك إننا دولة مديونة وفقيرة وإن المشكلة فى الزيادة السكانية
أنا: بقالى كتير
المأمور: مش بقولك حمارررررر
إنتهى كلام المأمور معى وإنتهت المشكلة مع عم سيد بالصلح وتقبيل الرأس والأيادى والأقدام ايضا لو كان تطلب الأمر بعد ان أكتشفت انى حمار ابن حمار وكلام عم سيد على حق وانا على باطل.
تركت القسم وخرجت وتركت خلفى تعب اليوم كله،ولكنى لم استطع ان انسى حوارى مع المأمور الحكيم،ولم تفلح محاولاتى اليائسة بالتدخين وشرب الشاى فى نسيان كلماته التى ستغير مجرى حياتى فى السنوات القادمة.
يتبع......
أنا: صباح الخير يا عم سيد
البائع: يا صباح الورد
أنا: طيب عال شايفك مبسوط النهاردة
البائع: وهو فيه حد يشوفك ومايتبسطش
أنا: ربنا يخليك يا عم سيد،ادينى روثمان أزرق وحياتك
البائع: اتفضل
أنا: شكرا يا عم سيد
البائع: أى خدمة يا حمار
سمعت الكلمة مدوية تخترق أذنى وكأنها الرعد،ولوهلة شردت بذهنى و سألت نفسى هل ما سمعت حقيقة وهل تجرأ البائع على مناداتى بهذا الإسم أم إنها تهيؤات ما بعد الغفوة،ولذلك قررت أن أطلب منه أن يعيد على مسامعى ما قاله مرة أخرى.
أنا: بتقول إيه؟
البائع: بقولك أى خدمة يا حمار
أنا: حمار يا ابن ال.....
لم أدرى بشىء من حولى ولم أفيق من غيبوبة الصدمة إلا وعم سيد يغرق فى دمائه التى تغطى رأسه ووجهه والجزء الأعلى من جذعه،والناس تحاول تهدئتى وعم سيد يتوعدنى ويهددنى بحبسى،وما هى إلا لحظات قليلة وعلى غير العادة حتى أتت سيارة الشرطة مسرعة وفى نشاط بالغ لم ألحظه قبل هذا اليوم،وأخذتنا السيارة إلى قسم الشرطة التابعة له المنطقة،وهناك تم التعامل معى بكل جفاء ووقاحة وتم صرف عم سيد لعمل تقرير طبى بإصاباته،وتم إلحاقى بغرفة الحجز وهناك دار الحديث بينى وبين الصول الموكل بباب الحجز.
أنا: أنا عايز اخرج من هنا
الصول: أنت متهم وده مكانك
أنا: أنا راجل محامى والقانون بيقول إن المحامى ما يترميش فى الحجز
الصول: ده كان زمان وحياة والدك،دلوقتى كله سواسية
أنا: يعنى إيه كله سواسية،أنا هوديكوا فى داهية أنا هابلغ النائب العام
الصول: مش لما تخرج الأول من المصيبة اللى عملتها،وكمان هو النائب العام فاضى للوبش اللى زيك
أنا: اتكلم بأدب وأعرف انت بتكلم مين
الصول: نعم... تكونشى ناوى تبطحنى أنا كمان
أنا: أنت البطح قليل عليك،أنت مقامك تاخد بالجزمة
الصول: طيب حاضر وشرف أمى لأكون رافق بالمحضر أنك بتسب موظف عمومى أثناء تأدية وظيفته،خليها بدال التهمة تبقى اتنين
أنا: انا عايز أقابل المأمور
الصول: سعادة الباشا المأمور لسه ماجاش،لما ييجى نبقى نبلغه أن سعادة البلطجى عايز يقابله.
وبعد ساعتين من الشد والجذب مع هذا الصول الجلف القروى والذى يكاد شاربه ان يطال أذنيه،وبعد محاولات مستميتة منى من صراخ بصوت عالى أزعج كل من فى القسم من عاملين ورواد،أضطر الضابط النوبتجى لعرضى على المأمور،وعندما دخلت للمأمور رأيته رجلا هادئا وديعا يبدو أن سنوات العمل الطويلة قد أضفت عليه الكثير من الحكمة،ولمحت فوق رأسه لوحة زجاجية معلقة على الحائط وعريضة جدا لا يفوقها عرضا إلا عرض قفاه ومكتوب عليها بالبنط العريض هذا من فضل ربى،وكان الحوار كالتالى.
المأمور: خير بقى يا أستاذ عامل غلبة ليه
أنا: أنا مش عامل غلبة أنا بطالب بحقى،أنا راجل محامى ومش من حقكم أنكم ترمونى فى الحجز،والمفروض أنى أقعد فى غرفة التحفظ
المأمور: حق إيه اللى بتتكلم عليه مش كفاية أنك عامل جنحة ومسيح دم الراجل
أنا: ده راجل قليل الأدب وخد جزاءه لأنه سبنى
المأمور: سبك قالك إيه؟
أنا: احم قاللى يا حمار
المأمور: طيب وهو كده يبقى غلط فيك؟
أنا: نعم!! تقصد إيه؟
المأمور: أقصد ان الراجل ما قالشى حاجة غلط
أنا: لاحظ انك مامور قسم وأنا مش عايز اخد ضدك إجراء قانونى
المأمور: إجراء قانونى بإيه بس،يظهر إن حضرتك كنت مسافر برة بقالك فترة طويلة
أنا: انا ما سافرتش
المأمور: أمال حضرتك كنت نايم ومش دارى باللى بيحصل فى البلد
أنا: أنا فعلا نمت ساعتين،هو إيه اللى حصل
المأمور: ساعتين إيه يا أستاذ،هو فى نظام بلد بيتغير فى ساعتين
أنا: أنا مش فاهم حاجة هو إيه بالظبط اللى حصل
المأمور: اللى حصل إن حكومتنا الحكيمة قررت إنها تستورد حقنة لكل مواطن تمنها 100 ألف جنيه للحقنة الواحدة
أنا: ليه هو فيه مرض انتشر لا قدر الله
المأمور: مرض إيه وبتاع إيه،الحكومة قررت تحقن كل مواطن بالحقنة دى عشان يتحول لحمار
أنا: يتحول لحمار!!!؟
المأمور: أيوة هو أنت مش واخد بالك من الناس
أنا: هو بصراحة أنا لاحظت النهاردة إن الناس سلوكها غريب شوية وبعدين شكلها متغير حبتين
المأمور: شكلها متغير إزاى يعنى؟
أنا: يعنى لا مؤاخذة شايف إن ودانهم طولت شوية وقفاهم أحم عرض
المأمور: طيب ما انت صاحى أهو،أمال زعلت ليه لما عم سيد قالك يا حمار
أنا: بس انا مش فاهم ليه الحكومة تدفع التمن الباهظ ده وتجيب 80 مليون حقنة عشان تحول الناس لحمير
المأمور: يا أستاذ دى سياسة و حكمة من الحكومة، لما الناس تبقى حمير هتريح وتستريح،شوف بقى الحكومة شايلة هم الناس إزاى وعايزة تريحهم
أنا: وإيه الراحة فى كده؟
المأمور: عمرك شوفت حمار بيشتكى أو يعترض على صاحبه
أنا: بصراحة لاء
المأمور: يبقى الحمار مرتاح
أنا: طيب بدال ما الحكومة تدفع فى الحقنة الواحدة 100 ألف جنيه ما كانت تديهم للمواطن احسن وساعتها عمره ما هيشتكى
المأمور: يا أستاذ الفلوس لو الناس مسكتها فى إيديها هتصرفها فى كلام فاضى وترجع تشتكى من جديد،لكن الحقنة مفعولها مستمر وهيضملنا ان الاجيال الجاية كمان هتكون حمير ولاد حمير.
أنا: ويا ترى الحكومة خدت هى كمان من الحقنة دى؟
المأمور: أخرس...الحقن دى للشعب وبس،لكن الحكومة دى الصفوة
أنا:أيوة بس لو الشعب اتحول لحمير يبقى لازم الحكومة تكون حمير برضه، على الأقل عشان تحس بيه
المأمور: الحمار محتاج اللى يسوقه يا أستاذ ومفيش حمار بيسوق حمار
أنا: فى دى عندك حق
المأمور: لكن تعال هنا قوللى هو أنت مخدتش الحقنة ولا إيه؟
أنا: ها ؟ لا يا فندم خدتها خدتها،بس انا برضه مش حمار
المأمور: طيب تعال نتناقش بالعقل عشان أثبتلك أنك حمار
أنا: أتفضل
المأمور:حضرتك بقالك كام سنة معاك بطاقة إنتخابية وسواء بتقول نعم او لا .. كلام الحكومة هو برضه اللى بيمشى
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتدفع ضرايب وانت عارف ومقتنع إن الفلوس دى مش هترجعلك فى صورة خدمات
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتقول الحال هيتغير فى الخطة الخمسية الجاية،وكل خطة تقول نفس الكلام ومفيش حاجة بتتغير
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة رافض تمد إيدك فى جيب غيرك ومصمم متبقاش زى الناس اللى فوق
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتقرا الجرايد الرسمية ورغم إنك عارف انها كدب فى كدب لكن مازلت بتقراها
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة بتصدق إن فيه معارضة حقيقية فى البلد وإن الناس دى مطحونة زيك
أنا: بقالى كتير
المأمور: تبقى حمار
بقالك كام سنة عارف إن البلد فيها خير يخليها دولة عظمى لكن بتحاول تقنع نفسك إننا دولة مديونة وفقيرة وإن المشكلة فى الزيادة السكانية
أنا: بقالى كتير
المأمور: مش بقولك حمارررررر
إنتهى كلام المأمور معى وإنتهت المشكلة مع عم سيد بالصلح وتقبيل الرأس والأيادى والأقدام ايضا لو كان تطلب الأمر بعد ان أكتشفت انى حمار ابن حمار وكلام عم سيد على حق وانا على باطل.
تركت القسم وخرجت وتركت خلفى تعب اليوم كله،ولكنى لم استطع ان انسى حوارى مع المأمور الحكيم،ولم تفلح محاولاتى اليائسة بالتدخين وشرب الشاى فى نسيان كلماته التى ستغير مجرى حياتى فى السنوات القادمة.
يتبع......
