سلام المسيح ونعمته تكونان معكم في كل حين
بعض الاخوة المسلمين ينادون بوجود الخمر وحور العين ... في الملكوت كما هو الحال في الجنة الاسلامية
ويعتمدون في شبهتهم هذه على آيتين هما
" وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. " متى ١٩ : ٢٩
" وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي " متى ٢٦ : ٢٩
فدعونا ندرس هذا الموضوع بتمعن . أولاً لنراجع الآيات التالية :
" لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ " متى ٢٢ : ٣٠
" لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ. " مرقس ١٢ : ٢٥
" ٣٤فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"أَبْنَاءُ هذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ، ٣٥وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، ٣٦إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ " لوقا ٢٠
" لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ. " كورنثوس الاولى ١٥ : ٤٠
" فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ. " كورنثوس الاولى ١٥ : ٥٠
" لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. " رومية ١٤ : ١٧
ملكوت السماوات هو مملكة روحية وليست مملكة طبيعية على الاطلاق فأجسادنا ستكون نورية غير مادية وبالتالي فهي لا تحتاج للأشياء المادية كالاكل والشرب والنوم ولا تموت ولا تفسد ولا يوجد لديها شهوة
الحياة الابدية حياة تتصف بالسعادة الدائمة بحضرة الله ويكون محورها هو الله ولا شيء آخر يشغل المؤمنين عنه لا طعام ولا غيره
في الملكوت لا يوجد شيء سوى التسبيح لله والسجود له لا يوجد أكل ولا نوم ولا ألم ولا زواج ولا شهوات ولا خطايا ولا موت ففي الملكوت لن يكون هناك شيء جسدي أو شهواني
سنكون في حضرة الله في فرح أبدي لا ينتهي نسبح ونباركه ونمجده ليلاً نهاراً
بالنسبة للآية الأولى :
فالمعنى المقصود بمئة ضعف لا يعني المعنى العددي اطلاقاً . فهل يعقل أن يكون للشخص مئة أب أو مئة أم أو مئة أخ أو حتى مئة زوجة مع العلم أن تعدد الزوجات في المسيحية مرفوض .
فالمعنى المقصود ليس عددي بل يمكن أن نقول أنه نوعي ، فخسارة منزل أرضي من أجل المسيح يعني الفوز بملكوت السماوات وخسارة أب أرضي من أجل المسيحي يعني أن تكون أبناً من أبناء الله وكما قال السيد المسيح نحن إخوته ومن خسر اماً لأجل المسيح سيصبح ابنا من ابناء اورشليم العليا
" أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعًا " غلاطية ٤ : ٢٦
فالرابط العائلي في الحياة الارضية قصير الامد وينحل بسهولة لكن الرابط الروحي الذي سنناله يبقى إلى الابد وهو أفضل بمئات الاضعاف
فالكنسية هي أسرة متكاملة ولو وقفت العائلة الأرضية في طريق خلاصك فيجب أن تختار الخلاص الابدي
كما أن آية مشابهة في انجيل مرقس تقول
" ٢٩فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، ٣٠إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. " مرقس ١٠
اذاً فمن الواضح أن الميراث هو الحياة الابدية لا أكثر ولا أقل
وكل باحث في الكتاب المقدس من المؤكد أنه يعرف الآية التالية جيداً :
" وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. " يوحنا ١٧ : ٣
بالنسبة للآية الثانية :
" حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِ "
بمراجعة النسخة الانكليزية
" when I drink it new with you in my Father's kingdom. "
فكلمة جديداً تعود على الكرمة ولا تعني مرة أخرى أو ثانية بل تعني أن اتحادنا مع الله سيكون دوماً جديداً مفرحاً مستمراً إلى الابد
وهذه دعوة للتفكير بمنطقية :
هل الله يحرم الخمر علي الارض ! ويحللها في السماء ؟
هل الله يحرم الزني علي الارض ويبيحة في السماء حيث حضرة الله ؟
هل المكان الذي يقيم فيه الملائكة والله جل جلالة ومعروف ان الملائكة هي كائنات روحية هي في هذا المكان نهر مياة حلوة ونهر خمر ونهر عسل ونهر لبن ؟
هل بعد كل جهاد الانسان علي الارض يرجع يعيش تحت سلطان المادة ويحتاج ويجوع ويعطش ويعيش الابدية يشبع شهواتة التي لن تنتهي ؟
هل هذه مكافأة الله للانسان ان ياكل ويشرب ويتزوج 40 حورية وينكح ماطاب له من نساء !؟
مع احترامي لكل باحث عن الحق