هل يمكن رؤية الله في الملكوت ؟

ahm@d n@bil 1

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
670
مستوى التفاعل
117
النقاط
43
الإقامة
المملكة العربية السعودية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أريد أن أستفسر هل بحسب المعتقد المسيحي يستطيع المؤمنين المسيحيين رؤية الله على هيئته الحقيقية في ملكوت السماوات ؟
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,112
مستوى التفاعل
1,083
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
لتكن هذه رسالتي الأخيرة بما أنك لن تجد الإجابة بسهولة! هلا يا هلا أستاذ أحمد، اشتقنا لك كتير. :)
(1) نعم، سيرون الله بالطبع. «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله» (متى 8:5). أيضا «فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ (ننظر) وجها لوجه...» (1 كو 12:13). علاوة على ذلك فالأبرار أنفسهم سيكونون في حالة أإشراق أيضا: «حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. من له أذنان للسمع، فليسمع» (متى 43:13).
(2) الله ليس له "هيئة حقيقية" أو غير حقيقية كما في سؤالك، و"رؤية الله" عموما فوق كل فهم أو تصور. ما نراه على أي حال هو "مجد الله"، وأقرب تصور لذلك في عالمنا هو "النور" الباهر. الآن: هذا المجد أو النور الإلهي: مخلوق أم غير مخلوق؟ بالطبع غير مخلوق. بالتالي مجد الله هو الله ذاته، وحين نراه فإننا حقا نرى الله، وإن كنا نميّز هكذا بين مجد الألوهة وجوهرها.
(3) وليس فقط الأبرار بل جميع الناس دون استثناء سيرون مجد الله يوم القيامة العامة. كما الأبرار كذلك الخطاة: الجميع سوف يراه. ولكن بينما يراه البعض هكذا مجدا ونورا فوق الوصف، يراه البعض الأخر "نارا آكلة".
(4) أكثر من ذلك: يستطيع القديسون رؤية هذا النور أو المجد الإلهي حتى هنا على الأرض. هذه أعلى مراحل النمو الروحي بعد أن يتطهّر قلب الإنسان ويشفى تماما ويدخل بالتالي إلى مرحلة "الاستنارة"، ثم يرتقي أخيرا ـ بنعمة من الله ـ بحيث تتهيأ عينيه لرؤية المجد الإلهي وهو ما يزال هنا في هذا العالم، هذا حدث بالطبع كثيرا وما زال يحدث (ابحث عن "حوار موتوفيلوف" الشهير مع القديس سيرافيم الساروفي ـ القرن 19 ـ وتأمل ماذا حدث في نهايته)!
(وهذا ليس بالطبع كلاما مرسلا أو أحلام يقظة عند بعض الأتقياء. هناك بالأحرى برنامج محدد لذلك يتبعه الرهبان خاصة ـ لا سيما بالكنيسة الأرثوذكسية ـ وهو يقود حتما إلى هذه الغاية، خاصة إذا كان تحت إشراف الآباء المؤهلين لذلك. وأما الغاية فهي ليست طبعا "رؤية المجد" أو النور بحد ذاته، بل هي بالأحرى الاتحاد بالله، أو ما يسمى مسيحيا "التمجّـد"، أو أحيانا "الشركة"، أو أحيانا "اقتناء الروح القدس" كما يسميه القديس سيرافيم. يسمى "التأله" أيضا عند الآباء قديما، رغم سوء الفهم الذي يصحب عادة هذه الكلمة فأصبحنا بالتالي نتجنبها. لأن المهم ليس هو الكلمات أبدا، بل المهم هو المعنى، والمعنى ببساطة هو طلب الله دون سواه وطلب معرفته حقا والقرب منه. ليس للإنسان المسيحي غاية إلا هذه الغاية، بل لا تبدأ حياتنا حقا قبل أن نعرف الله أولا، ولا يمكن معرفة الله إلا بالله ذاته، عند الاتحاد به سبحانه).
 
أعلى