هل أصول شجرة عيد الميلاد وثنية؟

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه

هل أصول شجرة عيد الميلاد وثنية؟​



%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B33.jpg

مع حلول أعياد الميلاد والسنة الجديدة تنتشر عادة تزيين شجرة الكريسماس او عيد الميلاد المجيد. الكثير منا يمارس هذه العادة دون التمييز والفحص في أصول هذه العادة وكيفية التعامل مع الأراء التي ترجح اصول شجرة عيد الميلاد الى أصول وثنية وجب على المسيحيين الإبتعاد عنها وعدم ممارستها.

في هذا الموضوع سأطرح خلاصة بحثي في الموضوع لكي نفهم أصول شجرةعيد الميلاد وما اذا كانت بالفعل لها أصول وثنية. أيضاً سأقدم الرد من جهة نظر مسيحية كتابية تخص ممارسة عادة تزيين شجرة الميلاد واذا ما كان علينا كمسيحيين الإبتعاد عنها.


لتقديم الرد على الموضوع سأقوم بتقسيم الرد لثلاثة اجزاء. الجزء الأول هو أصول شجرة عيد الميلاد وان كانت هناك جذور وثنية فيها. الجزء الثاني هو ما يقوله الكتاب المقدس عن شجرة عيد الميلاد وما مذكور في أرميا 10. الجزء الثالث والاخير هو كيف نتصرف نحن كمسيحيين تجاه شجرة عيد الميلاد وهل يجب علينا الإبتعاد عنها.


أصول شجرة عيد الميلاد وهل لها جذور وثنية؟​

عندما يتعلق الموضوع بعادات وتقاليد كجتمعات وشعوب عبر سنين طويلة، سيكون من الصعب حصره وتثبيت أصله وجذوره. نفس الشئ ينطبق على شجرة عيد الميلاد، فهي مزيج إحتفالات وأعياد وثنية ومسيحية أمتزجت مع بعضها بطريقة لا يمكن تعليلها لكونها وثنية فقط.
فعندما نرجع للتاريخ نرى بعض الشعوب مثل الاسكندنافية كانت تحتفل كانت تحتف بآخر شهر ديسيمبر بتزيين البيوت والابواب بأغصان الأشجار الدائمة الخضرة (مثل شجرة الصنوبر) إحتفالاً بإستمرار الحياة وقرب فصل الربيع. هذه الإحتفاليات وغيرها مشابهة لهذه في مجتمعات وبلدان آخرى منها كانت إحتفاليات وثنية بالفعل.
بعد إنتشار المسيحية في أوربا ماتت هذه العادة عند الشعوب التي كانت الوثنية وأصبحت مسيحية وأختفى صيتها والإحتفال بها الى القرن السادس عشر. الروايات تنقل لنا ان مارتن لوثر كان يتمشى في الغابة وكان ينظر الى السماء ورأى منظر الشجر والنجوم. بعدها رجع مارتن لوثر الى بيته وقص شجرة وعلق عليها الشموع ليجسد هذا المنظر الجميل في عينه امام عائلته والذي كان يذكره بالمسيح كيف ترك السماء واتى الى الأرض.
بعد إنتشار البروتستانتية في المانية انتشر معها تزيين شجرة عيد الميلاد والتي كانت محصورة في المانيا فقط الى القرن التاسع عشر، فلم يكن هناك اي إحتفال مسيحية بشجرة عيد الميلاد في البيوت والتزيين قبلها.
في القرن التاسع عشر أخذت العائلة المالكة في برطانيا فكرة شجرة عيد الميلاد واضافت عليها بعض التزيين وقامت بالترويج لها بصورة كبيرة فأصبحت هذه العادة محبوبة عند الانجليز الى ان انتقلت الى امريكا في اواخر القرن التاسع عشر ومن ثم الى بلدان كثيرة آخرى بعدها. خاصة في اواخر القرن العشرين أنتشرت شجرة عيد الميلاد فمثلاً وضع الفاتيكان اول شجرة عيد ميلاد في ساحة الرسول بطرس من اوائل الثامانينات من القرن الماضي.


ما يقوله الكتاب المقدس عن شجرة عيد الميلاد؟

الكتاب المقدس لا يذكر الإحتفال بشجرة عيد الميلاد في ولادة المسيح. فلا وجود لذكر هذه الشجرة ولا التحفيز للإحتفال بها او عدمه. هذه العادة هي عادة مجتمعات بحتة وليس لها أصول عقائدية في الكتاب المقدس.
عندما نرجع للعهد القديم نرى ذكر الأشجار الدائمة الخضر كنوع من بركة الرب تجاه شعب إسرائيل (مزمور 104 : 16 و أشعياء 41 : 19). فالشجر هو خليقة الرب ولا يوجد فيه شئ شرير والإحتفالات بالأشجار وأغصان الأشجار ليس فيها أي شر، فنرى عادة الشعب اليهودي ان تقدم أغصان شجر النخيل امام الملك علامة للنصرة وهذا الشئ حدث بالفعل من السيد المسيح عند دخوله الى اورشليم.

المشكلة تكمن بأن كانت هناك عادات وثنية كانت تستعمل فيها غضون الأشجار لكن هذا الشئ لا يجعل من الأشجار شئ شرير لأي إستعمال آخر. فالوثنييون كانوا يغنون ويسبحون آلهتم الوهمية ولكن هذا الشئ لا يجعل من التسبيح والترنيم شئ شرير فقط بسبب أستخدام العقائد الوثنية لها. نفس الشئ مع الأشجار وأغصانها، فلم تصبح الأشجار وثنية وشرير فقط بسبب إستخدام الوثنيين لها في تقاليدهم في فترة زمنية ما.


bsbr180203000l.jpg

هناك بعض الأراء التي تخص أرميا 10 والتي فيها يساء الفهم بأنها شريعة إلهية تنهي قطع الشجر وتزيينه بالفضة والذهب ويفسرها البعض عجلة الى انها تقصد شجرة عيد الميلاد. لكن قراءة الإصحاح بالكامل يوضح انه يعني التماثيل والأصنام المنحوتة من خشب الشجر والتي كانت تزين بالفضة والذهب كما مذكور في العدد 14 من نفس الإصحاح (بَلِدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ مَعْرِفَتِهِ. خَزِيَ كُلُّ صَائِغٍ مِنَ التِّمْثَالِ لأَنَّ مَسْبُوكَهُ كَذِبٌ وَلاَ رُوحَ فِيهِ.).


ما هو الموقف المسيحي الكتابي من شجرة عيد الميلاد

لا يوجد في الكتاب المقدس أي تعليم يحفز او يمنع الإحتفال بشجرة عيد الميلاد ولا توجد أي قيمة روحية بالإحتفال أو عدم الإحتفال بشجرة عيد الميلاد.
يجب علينا فحص قلوبنا وأفكارنا عن سبب رغبتنا او عدم رغبتنا بالإحتفال بشجرة عيد الميلاد. فاذا كانت رغبتنا فقط للتشبه بالمجتمعات او الإعتقاد بطلانا ان في إحتفالنا هذا نقدم خدمة للمسيح فعلينا مراجعة هذه الأفكار الخاطئة والإصلاح منها.
اما اذا كانت عدم رغبتنا في اشجار عيد الميلاد هي إعتقادنا انها عادة وثنية وان كل من يحتفل بها هو وثني وسيخسر خلاصه في المسيح، فعلينا ايضاً مراجعة هذه الأفكار التعديل فيها.

القاعدة التي يجب ان نعتمد عليها هي ما ذكره لنا الرسول بولس في رسالته الاولى الى اهل
كورنثوس 10 : 31: فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ

الخلاصة​

كما نرى في التاريخ أصول الإحتفال بالأشجار معقدة وترجع للكثير من الشعوب والثقافات ومن غير الممكن الجزم بأن شجرة الميلاد والإحتفال بها هو شئ وثني فقط لانها كانت مختلفة في النوع والشكل والقصد وكانت منتشرة في الكثير من الشعوب والثقافات. إضافة الى ان شجرة عيد الميلاد لها تقاليدها المسيحية في القرن السادس عشر وبعده وتتبع تطورها عبر التاريخ شئ يجب ان نكون على معرفة منه.
الكتاب المقدس لا يحرم ولا يشرع تزيين شجرة عيد الميلاد، بل هناك اشارات كتابية الى كون الاشجار بركة وعطية من الرب لشعبه. فلا يوجد شئ شرير في الأشجار ولن تتحول الاشجار الى شئ شرير بسبب ممارسة الوثنيين لبعض الطقوس.
أحتفالنا كمسيحيين بشجرة عيد الميلاد من عدمها يجب ان يكون مبني على مبدأ ان نفعل كل شئ لمجد الرب. فعلينا ان نكون على وعي من انا هذه العادة ليست كتابية وليس لها أهمية روحية وفي نفس الوقت لا نكفر أخوتنا المسيحيين الذي يمارسون هذه العادة.

صلاتي ان يكون هذا الموضوع سبب معرفة وبركة للقارئ و ان يكون هدفنا هو إمتداد ملكوت المسيح وبناء بعض البعض في الإيمان.

الموضوع التالي هو عن حقيقة شخصية البابا نويل

تابعونا. سلام ونعمة.
 
التعديل الأخير:

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,644
مستوى التفاعل
3,556
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
موضوع مهم و تعليمي.
لقد أصبت، نحن لا نحتفل بالشجرة، إنما بعيد ميلاد المسيح أو عيد التجسد الإلهي، و ما الشجرة سوى زينة من ضمن غيرها للإحتفالات بهذا العيد المجيد بسبب خضرتها الدائمة التي تشبه الحياة الدائمة في المسيح يسوع.

و كل عام والجميع بنعمة المسيح متمتعين.
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,040
مستوى التفاعل
5,411
النقاط
113
فعلا موضوع مهم للقارئ
تسلم روك للشرح والتوضيح
الرب يوفقك ويبارك عمل يديك وكل عام وانت بالف خير???
 
أعلى