Critic
خًيْمتى ضعيفة !
نحن نعلم القصة, كان رجل مسافر من اورشليم إلى أريحا سرقه اللصوص وعروه , وضربوه , وتركوه نصف ميت , تصادف بعد ذلك مرور كاهن ثم لاوى فجازا عنه متجاهلين جروحه, وبعدها مر عليه سامرى اشفق عليه , فضمد جروحه , وحمله إلى أقرب فندق ,وأمضى الليل بجواره معتنيا به , وفى اليوم التالى أعطى السامرى صاحب الفندق بعض النقود وقال له "إعتن به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعى أوفيك"
هنا دعنا نخرج قليلاً عن النص ونفترض أن الرجل المصاب قد أفاق فى هذا الوقت من القصة وقال :
"ماذا ؟ أأنت راحل ؟!"
ويجاوبه السامرى : "نعم, فلدى بعض الأعمال فى أريحا ويجب أن اذهب"
فيقول له : "ألا تظن أنك انانى ؟ انا فى غاية التعب وأريد ان يحادثنى أحد. كيف ستكون ممثلا لجسد المسيح هكذا ؟! انت لا تسلك مسلكاً مسيحياً, إذ انك تتركنى على هذه الحالة فى وقت حاجتى !, ألا يجب أن "تنكر ذاتك" فى تلك الظروف ؟"
فيقول السامرى : "أعتقد أنك مُحق, فمن غير اللائق أن أتركك هنا وحدك , يجب أن اعطيك أكثر, سوف اؤجل أعمالى لبضعة أيام"
وهكذا يبقى معه ثلاثة أيام اخرى, يحادثه ويعمل على إسعاده وإرضاؤه.
وفى عصر اليوم الثالث يسمعون طرقا على الباب ويدخل عليهم رسول يعطى السامرى رسالة من عملائه فى أريحا : "لقد انتظرناك قدر إستطاعتنا, ثم قررنا بيع الجمال لتاجر آخر, والقافلة الجديدة ستكون بعد ستة أشهر"
فيصرخ السامرى فى وجه الرجل الجريح الذى أخذ يتعافى ملوحاً بالرسالة :"كل هذا بسببك, انظر ماذا فعلت !!, فأنا لا استطيع تسليم بضاعتى الآن, وقد يتسبب هذا فى إفلاس تجارتى, كيف إستطعت أن تفعل بى هذا ؟!"
تبدو هذه القصة مألوفه لغالبيتنا , فربما تحركنا مدفوعين بالتعاطف لمساعدة شخص محتاج ولكن هذا الشخص يستغلنا ليأخذ اكثر مما نستطيع أن نعطى , فينتهى الأمر بالندم والغضب ونخسر شيئا قد نكون فى إحتياج إليه لحياتنا. او إننا نطلب أكثر مما يستطيع شخص آخر , ونضغط عليه حتى يعطيه لنا, فيمنحه لنا على مضض وبدون رغبة ولكن على سبيل الرضوخ لإلحاننا أو هربا من الشعور بالذنب , ويغتاظ منا لما اخذناه على غير رغبته فلا يفرح ولا يستفيد أى منا.
ان وضعك للحدود وقول "لا" ليس أنانية انما اداه دفاعية للمحافظة على كنوزك من الإستنزاف بدون طائل وفى التوقيت الغير مناسب.
من كتاب "الحدود" ل "هنرى كلود و جون تاونسند"
هنا دعنا نخرج قليلاً عن النص ونفترض أن الرجل المصاب قد أفاق فى هذا الوقت من القصة وقال :
"ماذا ؟ أأنت راحل ؟!"
ويجاوبه السامرى : "نعم, فلدى بعض الأعمال فى أريحا ويجب أن اذهب"
فيقول له : "ألا تظن أنك انانى ؟ انا فى غاية التعب وأريد ان يحادثنى أحد. كيف ستكون ممثلا لجسد المسيح هكذا ؟! انت لا تسلك مسلكاً مسيحياً, إذ انك تتركنى على هذه الحالة فى وقت حاجتى !, ألا يجب أن "تنكر ذاتك" فى تلك الظروف ؟"
فيقول السامرى : "أعتقد أنك مُحق, فمن غير اللائق أن أتركك هنا وحدك , يجب أن اعطيك أكثر, سوف اؤجل أعمالى لبضعة أيام"
وهكذا يبقى معه ثلاثة أيام اخرى, يحادثه ويعمل على إسعاده وإرضاؤه.
وفى عصر اليوم الثالث يسمعون طرقا على الباب ويدخل عليهم رسول يعطى السامرى رسالة من عملائه فى أريحا : "لقد انتظرناك قدر إستطاعتنا, ثم قررنا بيع الجمال لتاجر آخر, والقافلة الجديدة ستكون بعد ستة أشهر"
فيصرخ السامرى فى وجه الرجل الجريح الذى أخذ يتعافى ملوحاً بالرسالة :"كل هذا بسببك, انظر ماذا فعلت !!, فأنا لا استطيع تسليم بضاعتى الآن, وقد يتسبب هذا فى إفلاس تجارتى, كيف إستطعت أن تفعل بى هذا ؟!"
تبدو هذه القصة مألوفه لغالبيتنا , فربما تحركنا مدفوعين بالتعاطف لمساعدة شخص محتاج ولكن هذا الشخص يستغلنا ليأخذ اكثر مما نستطيع أن نعطى , فينتهى الأمر بالندم والغضب ونخسر شيئا قد نكون فى إحتياج إليه لحياتنا. او إننا نطلب أكثر مما يستطيع شخص آخر , ونضغط عليه حتى يعطيه لنا, فيمنحه لنا على مضض وبدون رغبة ولكن على سبيل الرضوخ لإلحاننا أو هربا من الشعور بالذنب , ويغتاظ منا لما اخذناه على غير رغبته فلا يفرح ولا يستفيد أى منا.
ان وضعك للحدود وقول "لا" ليس أنانية انما اداه دفاعية للمحافظة على كنوزك من الإستنزاف بدون طائل وفى التوقيت الغير مناسب.
من كتاب "الحدود" ل "هنرى كلود و جون تاونسند"