ميلاد يسوع المسيح

christ my lord

منقوش على كفية
عضو نشيط
إنضم
13 ديسمبر 2006
المشاركات
3,117
مستوى التفاعل
13
النقاط
0
"يسوع " ومعناها بالعبرية " الله يخلص " ، وقد فسرها الملاك :" وتدعو اسمه ( يسوع ) لانه يخلص شعبه من خطاياهم " (متى 1: 21) . فالشخص المولود هو ( يهوه ) يخلص ، اي الله يخلص . وهذه هي حقيقة لاهوتية ، لان الله وحده هــو الذي يخلص ، او ان الخلاص هـو عمل الله كما جاء فــي المزمور " للرب الخلاص " (مزمور 3: 8 ) ، " وهو يفدي إسرائيل من كل اثامه " ( مزمور 130: 8 ) . والمعنى اللاهوتي لاسم يسوع المسيح يصبح : الله الفادي والمخلص تجسد والتي اختصرها بولس الرسول الى : " الله ظهر في الجسد " ( 1 تسالونيقي 3: 16 ) . فيسوع بالنهاية في الواقع اللاهوتي هو الله ظهر في الجسد البشري ليضم البشرية المفداة والمخلصة الى نفسه " انتم فيّ وانا فيكم " ( يوحنا 14: 20 ) ، " انا والاب واحد " ( يوحنا 10: 30 ) .
حل روح الله القدوس في العذراء مريم ، ليصنع منها حبلا الهيا مقدسا ، ونبوة اشعياء واضحة : " ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ( الله معنا ) " (إشعياء 7: 14) ، ومعنى هذا ان الله بروحه القدوس صنع له وجودا داخل الانسان هذا هو معنى ( الله معنا ) . اختار الله مريم العذراء ليصير الكلمة جسدا في احشائها ووقف الملاك ليبشرها بهذا الحبل الالهي والميلاد الملوكي واخبرها بالنعمة التي وجدتها امام الله : " فقد نلت حظوة عند الله " (لوقا 1: 30) ، وملأ قلبها بالفرح قائلا :" افرحي ايتها الممتلئة نعمة " ( لوقا 1: 28 ) ، وكرر باتحاد الله مع البشر إذ قال : " الرب معك " (لوقا 1: 28 )" ، وبشر بالبركة قائلا : " مباركة انت في النساء " ( لو1: 42 ) . ثم اوضح للبتول ان سر تجسد الكلمة قد اكتمل بحلول الروح القدس عليها : " ان الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تضللك ، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى " ( لوقا 1: 35 ). ونطق الملاك باسم يسوع قائلا : " فستلد ابنا فسَـمّهِ يسوع " ( متى1: 21 ) ، ولاسم الخلاص يسوع أُضيف لقب المسيح اي الممسوح من الروح القدس كمختار الله . او بمعنى المفرز او المكرس ليحمل خلاص الانسان : " روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ، ارسلني لاعصب منكسري القلب ، لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق .... " (اشعياء 61: 1 ) ، " ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود ، وهو المسيح الرب " ( لوقا 2: 11 ) .
أن البشير لوقا قد أجاد في انجيله حين جعلنا نكتشف للحال ، ومنذ البشارة ، بأننا إزاء طفل هو منذ الحبل به" ابن العلي" ( لوقا 1: 32 ) وسرعان ماتصبح امه وقبل الولادة " أم الرب " ( لوقا 1: 43 ) ، على لسان اليصابات ، ويبلغ الكشف أوجه عبر بشرى الملاك للرعاة بميلاد يسوع :" ولد لكم اليوم مخلص " (لوقا 2: 11 ) . أما الانجيلي مرقس فقد أدرك عن ايمان ودعي وشهد وسجل ان المسيح هو " ابن الله " وهو جوهر الميلاد الالهي من العذراء ، وصير هذا الايمان والاعتراف والشهادة رأسا لانجيله وألفه ومبتداه ، سجلها أول آية فيه :" بدء بشارة المسيح ابن الله " (مرقس1: 1 ) . لذلك ان غابت في انجيله تفاصيل الميلاد إلا أنه لم يغب عنه مضمونها الالهي وجوهرها اللاهوتي . أما اللاهوتي يوحنا فإن مقدمة انجيله تخطت الميلاد الجسدي وتخطت سيرة الخدمة وطارت فوق هامة التأريخ والزمان فيما وراء الاباء والانبياء وابراهيم وادم والارض والسماء وكل الخلائق والاكوان ، لتحط على حضن الله في الازلية في جرأة لايدانيها جرأة نبي او ملاك . وهناك وفي أعماق الله رأى اللاهوتي يوحنا وعاين " الكلمة " مصورا فيه كل مشيئة الله من جهة الخلق والخلاص وحتى التجديد : " في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله " ( يوحنا 1:1 ). ان ميلاد السيد المسيح له كل المجد حدث سماوي بالدرجة الاولى ، حقق حلم الانسان كما جاء على لسان اشعياء النبي مخاطبا الله : " إنك لاله محتجب يا اله اسرائيل المخلص " ( اشعياء 45: 15 ) ، " ليتك تشق السموات وتنزل " (اشعياء 63: 19 ) ، وهو حلم كحلم طفل ان تكتمل عين الانسان برؤية الله وهو معنا .
لقد طرح الله السلام على الارض يوم ولد المسيح في بيت لحم :" وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة . فكان المسيح رئيس السلام:" لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام" (اشعياء 9: 6 ) ويقول بولس الرسول :" لانه هو سلامنا " ( افسس 2: 4 ) . واول عمل استلمه تلاميذ الميسح ليكرزوا به وعلى اساسه هو السلام ، وكوصية خاصة ينقلها التلاميذ لكل نفس وكل بيت كمدخل للكرازة بالمسيح والملكوت :" واذا دخلتم البيت فسلموا عليه . فإن كان هذا البيت أهلا ، فليحِل سلامكم فيه ، وإن لم يكن أهلا ، فليعد سلامكم اليكم ." (متى 10: 12و13 ) . ان اصعب الاضطهادات التى عانى منها المسيحيون أتت بسبب الغيرة والحسد والحقد على الساعين في اثر سلام المسيح ، العالم لا يطيق سلام المسيح ولا يحتمل المناداة به :" إذا اضطهدوني ، فسيضطـَهِدونكم ايضا "( يوحنا 15: 20 ) ، وهكذا نسعى ونشهد لسلام المسيح نبدو في اعين العالم جهلاء يحل اضطهادنا ، فالذي يؤمن بالمسيح ويكرز بصليبه ليس له في عالم الظلمة مكان ، فهو يُطارد لانه يُسيء الى رئيس هذا العالم ويعكر مزاج اولاده .
ان التنوع العجيب في الاحتفاء بولادة الطفل يسوع كان اولا اشتراك الملائكة ممثلي اهل السماء ، ثم الرعاة ممثلي الفقراء ، وكذلك المجوس ممثلي الاغنياء والعلماء والاشراف وممثلي الامم الوثنية ثم سمعان الشيخ ممثل الاسرائيليين الاتقياء وحنة ممثلة الانبياء والنجم ممثل الطبيعة غير العاملة . ونحن نحتفل في قلوبنا وعقولنا بميلاد المجد ، ونطلب من ربنا يسوع المسيح ان يضع الامن والسلام في العراق ولبنان وان يمسح كل دمعة من عيون العراقيين ولبنان من مسيحيين ومسلمين ، وكل عام والجميع بخير .
 
أعلى