ميلاد المخلص يسوع المسيح يحقق الرجاء الموعود

veansea

بنت الملك
عضو مبارك
إنضم
3 فبراير 2007
المشاركات
7,458
مستوى التفاعل
23
النقاط
0
الإقامة
جوة حدقيت عين ابويا " بابا يسوع "
بعد أن عم الفساد العالم نتيجة إيمان الشعوب بالقوة والمال على أنها مصدر الحياة والموت ، ونصبوا أنفسهم آلهة على شعوبهم ، وأرغموهم للخضوع الى إراداتهم في كل شيء . لا بل راحوا يجعلون من التعذيب والإجرام آلة يتلذذون من خلالها في قتل البشر وفي إرضاء آلهتهم ،آلهة القوة والمال والجمال والشهوة .

وبعد أن بلغ صراخ هؤلاء المظلومين الى الله داعينه لكي يخلصهم من الظلم والإستعباد

أرسل الله من خلال الأنبياء تعاليم وتحزيرات للبشر لكي يعودوا عن ضلالهم ، فكانوا يأبون ، لا بل يقتلوهم ، لإعتقادهم أنهم يناقضون مفاهيم أديانهم الخاصة .

وسط هذه المظالم الجمة ظهرت نبوءة جلية على لسان النبي آشعيا فقال معلناَ

" ها إن العذراء تحبل وتلد إبناَ وتدعوا اسمه عمانوئيل : أي إلهنا معنا " فهو الذي سيخلصنا من خطايانا ، ويعيد للإنسان كرامته ويحل عن يدها السلام بين الشعوب .

فراح الشعب أنذاك كله يهيء لهذا المجيء كل واحد على طريقته .

لكن العذراء مريم هيأت لهذا المجيء بطريقة مختلفة . فأخذت تصلي ، وبقلب منفتح وروح متواضعة ، ونفس نقية طاهرة ، خالية من الأنانية ، داعية الله أن يحقق وعده ويخلص العالم . لذلك إستحقت أن يختارها الله شريكة معه ، ليعد من خلالها لخلاص إنساني وروحي وضميري . يعيد به للإنسان كرامته وللعالم العدل والسلام ، عبر تغيير المفاهيم البشرية التي سادة العالم آنذاك .

لكن السؤال الذي يحير الكثيرين اليوم من مؤمنين مسيحين أو غير مسيحيين ، كيف يمكن أن يتجسد أبن الله من عذراء وبدون زواج ، ولماذا لم يحضر بنفسه الى العالم وهو القادر على أن يتجلى بمختلف الوسائل .

إن الكتاب المقدس يؤكد لنا أن كلام الله لا يزول ولا يتبد ل ، وما يصنعه الله لا يغيره بسهولة ، بل يحترم خليقته ، خاصة الأنسان الذي هو على صورته ومثاله ، لذلك أعطاه السلطان أن يتسلط على الأرض وما عليها ، فهو الأبن المدلل بالنسبة له وهو الذي يستحق كل شي ليكون سعيداَ فوهبه كل شيء .

لكن الشيطان دخل في الإنسان عبر آدم وحواء وأدخلهم في صراع مع الصدق والضمير فخالفوا إرادة الله وسقطوا تحت سلطة الشيطان الذي أصبح يتلاعب بهم من خلال الشهوة والكبرياء، ومن بعدهم في نسلهم ، بحيث بلغ فيهم الحقد والبغض الى أن يقتل الأخ أخيه كما فعل قايين بهابيل .

فماذا نريد من الله أن يفعل ، هل نريد منه أن يقتل إبنه وهو الأب ؟ هل يمكن له أن يخطأ ويعمل تحت إرادة الشيطان شراَ، لا هذا عير مقبول لأن طرق الله غير طرقنا ، وعدله حق وحب ورحمة ، فهو الطبيب الشافي والمداوي ، فكيف لا يخلص إبنه الإنسان من مرض الخطيئة وسلطة الشر .

لقد حاول بواسطة الشرائع والنظم والنبؤات أن يعيد الإنسان الى سابق عهده ، لكن الإنسان كان عاجزاَ أن يغلب طرق الشيطان وحيله .

لقد عبر بولس الرسول في قوله الى أهل روما عن ذلك قائلاَ :كلم الله آبائنا بأشباه شتى ، وفي ملئ الزمن كلمنا بإبنه الوحيد مولوداَ من عذراء ليفتدي البشر ويخلصهم من سلطان الخطيئة ، فلا أحد استطاع أن يغلب الشرير وحيله إلا المسيح يسوع الذي لم يرتكب خطيئة واحدةَ .

فالتجسد إذن هو تحقيق للموعد وإظهار للأبوة الإلهية التي هي الحب المطلق الذي يعطي حتى ذاته من أجل من يحب ، فالمسيح كامة الله وروح من فيه ،فالله روح والمسح منه ، وهو الكلمة ، والكلمة تنبع من الفكر ، إذن هو فكر الله وحبه الخلاصي .

فالتجسد يعني أن الله إتخذ من الإنسان مكاناَ له وأعاد خلقه من جديد ، روحيا وفكرياَ وجسدياَ . لذلك إختار الله العذراء مريم أماَ لإبنه الوحيد لتكون شريكة معه في مشروع الفداء ، هي التي لم ترتكب خطيئة ، بل قدمت ذاتها جسدياَ ونفسياَ لله مسكناَ وعبرها سينبسق النورالحقيقي للعالم . سيأخذ جسده البشري منها لأنه يريد تقديس الإنسان روحيا وليس إعادة خلق الإنسان مادياَ .

فميلاد المسيح هو بداية خلق روحي أي تجديد الإنسان في فكره وروحه ومفهومه للحياة لذلك سمي الزمن منذ ميلاد المسيح المخلص بالعهد الجديد ، وهذا يعني أن الشرائع القديمة قد ألغية لأنها فشلت في تحقيق الخلاص للإنسان .

فعلينا أن نفكر لا كما يفكر البشر في العهد القديم وشرائعه ونضع التساؤولات موضع الشك فيبلغ فينا المطاف الى الريب والضياع ونعيش كالذين لا إيمان لهم . إن مثل هذا التفكير حول حقيقة تجسد المخلص يسوع ضرب من ضروب الشيطان الذي يحاول أن يشكك الناس لأنه قاتل الناس ، فعمل الله دائماَ كان ولم يزل خارجاَ عن منطق البشر وإدراكهم .

إن ميلاد السيد المسيح فجر جديد إنتظرته البشرية المتألمة سنين طويلة ، هو الرجاء المنتظر،صار فيه الإله إنساناَ وجعل الإنسان إله ، فأمست السماء أرضا والأرض أمست سماء ، لذلك قدومه علينا فرح وغبطة ، تضاء فيه الأنوار علامة،لأن مجيئه قد محى ظلام الخطيئة الذي كان يخيم على عقول البشر. الذين كانوا يرتكبون أبشع الأعمال من قتل وفحش وظلم واستبداد . إنه النور الذي سيكشف أعمال الشيطان التي تتم في الظلام ، ظلام الضمير والقلب الفاسد الشرير .

لقد إشتركت الطبيعة كلها في إستقبال خالقها ، خاصة النجوم ، فالنجم هو الذي سار أمام ملوك فارس ليدلهم على الطريق ، كما كان عمود النار الذي نزل من السماء يسير أمام موسى ليدله للخروخ من الصحراء الى أرض الميعاد . من العبودية الى الحرية الى الإيمان بالإله الواحد .

والملائكة هللة منشدة نشيد السلام لملك السلام ، الذي جاء يجمع في ذاته الإلوهية والإنسانية ، ليعيد للإنسان العلاقة التي فقدها بسبب الخطيئة مع الله . فالسلام بين البشر ينبع من الضمير والقلب الصالح المؤمن .

لقد تجسد المسيح لكي يخلص الإنسان ، فقاده صراع الخلاص هذا مع الشرالى إفتداء البشر بذاته ، فاصبح قربان الخلاص الدئم نرفعه في كل قداس تكفيراَ عنا وعن خطايانا ، وتجديداَ للعهد الذي لم يعد الشيطان قادراَ على إلغائه ، فالمغفرة هي قوة الله وبها نغلب دائما حيل الشيطان . لقد علمنا بميلاده وحياته وموته كيف نغلب الشيطان .

ميلاده من عذراء في مغارة بسيطة ، حطم جبروت المتكبرين ورفع المنسحقين والمنبوذين ، وأسقط كل هيبة لعروش هؤلاء الملوك والسلاطين ، فهو الملك الحقيقي الذي يملك الى الأبد وبيده سلطة الموت والحياة ، وهو الذي سيدين الأمم يوم الحشر، وهذا ما يؤكد إلوهيته .

لقد تنازل حتى الإنمحاء عن كل شيء مادي وزمني ، يمكن للشيطان أن يستعمله وسيلة،

وعلمنا أن لا نرد الشر بالشر فهذه هي وسائل الشيطان .

لقد جاء ليمنح العالم السلام والبر والعدل والحق ، فكل من يؤمن به يتغير ، فينقلب عقله وقلبه من شرير فاسد الى بار مسامح ، وهكذا سيعم العدل والحق في كل الأمم .

فكم يحتاج العالم اليوم الى رسل سلام ، يحملون تعاليمه الخلاصية الى العالم الذي يجهل حقيقته ، كم نحن بحاجة اليوم الى تغيير ذهنيتنا لنستطيع أن نغير في الآخرين ذهنية الشرير ، التي هي قتل وشهوة واغتصاب للعروض والحقوق .

ففي ميلاد المخلص يسوع نطلق صرخة الى العالم كله ، لكي يرتدوا الى الإيمان الصيحيح لكي يخلصوا وينقذوا البشرية من الكوارث والفساد الإخلاقي الذي يتكاثر في العالم كالسم القاتل ، يقتل في الناس الوعي والشعور بالمسؤولية الضميرية . إن ما يحصل في العالم من مؤشرات خطيرة على كل الأصعدة ، خاصة الروحية والأخلاقية

ينذر بمستقبل قاتم للأجيال القادمة .

لذلك لا بد للبشرإلا أن يؤمنوا بالمسيح إلها وربا ومخلصا ،وينكبوا على تتميم وصاياه التي ترتكز على الصلاة والإحترام ، التجرد والمسامحة ، العدل والعفاف .​
 

R0O0O0KY

^THΞ LΞGΞNĐ^
عضو مبارك
إنضم
29 أغسطس 2007
المشاركات
3,826
مستوى التفاعل
19
النقاط
0
الإقامة
يــهــمــك فــى أيــة ؟
رد على: ميلاد المخلص يسوع المسيح يحقق الرجاء الموعود

موضوع روعة جمييييل جدا يا فينو

ربنا يبارك حياتك
 

veansea

بنت الملك
عضو مبارك
إنضم
3 فبراير 2007
المشاركات
7,458
مستوى التفاعل
23
النقاط
0
الإقامة
جوة حدقيت عين ابويا " بابا يسوع "
رد على: ميلاد المخلص يسوع المسيح يحقق الرجاء الموعود

ثاااااااااااااااااانكس على الموضوع الجمييييييييييييل

ميرسى يا فروشيتنا على مرورك
يا جميله
 

veansea

بنت الملك
عضو مبارك
إنضم
3 فبراير 2007
المشاركات
7,458
مستوى التفاعل
23
النقاط
0
الإقامة
جوة حدقيت عين ابويا " بابا يسوع "
رد على: ميلاد المخلص يسوع المسيح يحقق الرجاء الموعود

موضوع روعة جمييييل جدا يا فينو

ربنا يبارك حياتك

شكرا يا روكى
ربنا يعوض تعبك
وكل سنه وانت طيب
 
أعلى