- إنضم
- 29 يناير 2007
- المشاركات
- 50,816
- مستوى التفاعل
- 2,027
- النقاط
- 113
--------------------------------------------------------------------------------
موضوع الرسالة: البيت المسيحي
هل خطر ببالك يوماً أن تسأل: ما هو البيت المسيحي؟ ما هو الفرق بين البيت المسيحي وأي بيت آخر، وما الذي يجعل البيت مسيحياً؟ واضح أن الإجابة هي: واضح من الاجابة هي شخص الرب يسووووع. فبدون المسيح لا توجد كلمة مسيحي. إذاً فبدون المسيح لا يمكن أن يُسمى أي شيء مسيحياً - سواء كان فرداً، أو كنيسة، أو بيتاً.
+ بديهي إنه لا يمكن صنع شراب الليمون بدون ليمون، ومع ذلك فما أكثر الوالدين المخلصين سليمي النية الذين يحاولون أن يبنوا بيوتاً مسيحية بدون المسيح. لقد أحضروا إلى بيوتهم كتباً مسيحية، وصوراً مسيحية، لكنهم نسوا أن هذه ليست هي المسيح. وما لم نأت بشخص المسيح إلى البيت، فلا يمكن أن نبني بيوتاً مسيحية. إن الثقافة المسيحية، والأحاديث النقية، والسلوك المستقيم - هذه كلها ثمار الحياة المسيحية، «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ» (مت 7: 16).
+ لكن مهما كانت هذه الفضائل جوهرية فهي ليست إلا الثمار، وليست الشجرة نفسها. هي نتيجة الحياة المسيحية لا علتها. وإن قال أحد إن له صورة التقوى ومظاهرها فهذا يعني أنه لم يختبر قوتها. إذن فما هو الفرق الجوهري بين أي بيت وبين البيت المسيحي؟
ما الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً؟ هنالك عوامل كثيرة، لكنها كلها من عمل الرب يسوع المسيح. هو وحده الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً. # قد يكون الأب خبيراً ماهراً في الشؤون الزوجية وذلك بكثرة الدرس. وربما تكون الزوجة قد حصلت على درجة عالية في الاقتصاد المنزلي.
# وقد يكون الاثنان معاً مثقَّفين في العلوم النفسية للطفل.
#وقد يكون في بيتهما أحدث المخترعات لتوفير الرفاهية. ومع كل هذا، فينبغي القول بأنهما إن أرادا بناء بيت مسيحي بدون المسيح فإنهما يضيعان وقتهما سدى، لأن المسيح وحده هو الذي يجعل البيت مسيحياً. المنزل الجميل والأثاث الفاخر، ومستلزمات المطبخ الحديثة - حسن أن تتوفر هذه كلها، ومع ذلك فليس شيء منها جوهرياً لإيجاد بيت مسيحي. لكن الرب يسوع وحده هو الذي يستطيع
فالبيت المسيحي يمكنه أن يستغني عن أشياء كثيرة لكنه لن يستغني عن المسيح. ولماذا نقول كل هذا؟ نقوله لأن البيت المسيحي يبدأ هنا. فإن كنت أنت مسيحياً حقاً استطعت أن تفعل أشياء كثيرة لتجعل بيتك أكثر مسيحية. أما إن لم تكن مسيحياً حقاً فأمامك شيء واحد، هو أن تصبح مسيحياً بالروح والحق. قبل أن يصير بيتك بيتاً مسيحياً يجب أن تكون أنت مسيحياً. قبل أن يعرف بيتك البركات التي لا يمنحها أحد سوى المسيح يجب أن تعرف أنت المسيح مانح هذه البركات. قبل أن يحل المسيح في بيتك يجب أن يحل في قلبك. قبل أن تصالح بيتك مع الله يجب أن تصطلح أنت معه. ألا يمكن أن يكون المخلِّص الآن واقفاً على باب الأب والأم كليهما قائلاً:
«هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى،اٰلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ، اٰلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤ 3: 20)؟ إذن فلماذا لا تبدأ من البداية؟ افتح الآن باب قلبك وباب بيتك، ودع المسيح يدخل. العائلة والكنيسة مع أننا نتكلم عن الكنيسة القائمة في هذا المكان أو ذاك، إلا أن الكنيسة ليست هي مجرد البناء، بل هي الشعب. إنها لا تُبنى من الحجارة ، بل من اللحم والدم. لا تبنى بوضع حجر فوق حجر، بل بضم شخص إلى شخص، على أن يتطلع كل واحد إلى الرب يسوع المسيح كمخلِّص شخصي له. لهذا فإن قيمة الكنيسة وكيانها وفاعليتها لا تتوقف على جمال البناء الذي يجتمع فيه الشعب للعبادة،
بل على الحياة الروحية للشعب الذي يعبد في البناء. والكنيسة لن تسمو فوق شعبها لسبب واحد، هو إن الكنيسة هي شعبها. أو بتعبير آخر قوي: كما يكون الشعب تكون كنيسته. فالكنيسة إذاً هي شعبها، وشعبها هم عائلاتها، وعائلاتها هي بيوتها. وكل عضو في الكنيسة هو عضو في أسرة، ويعيش في بيت. ولذلك فإن لم تسم الكنيسة فوق أعضائها فصحيح أيضاً أن الأعضاء يندر أن يسموا فوق البيوت التي أتوا منها. إن حالة بيوت أعضاء الكنيسة تحدد حالة الكنيسة، فالمسيحيون العالميون الذين أتوا من عائلات عالمية، والذين يعيشون في بيوت عالمية، يكونون كنيسة عالمية مهما كان بناء هذه الكنيسة فخماً، لأنك إن أضفت صفراً إلى صفر فالمجموع صفر.
إن كان شخص لا يفعل شيئاً للمسيح في بيته فإنه عادة لا يفعل شيئاً للمسيح في الكنيسة. إن كان لا يصلي في بيته فإنه لا يصلي في الكنيسة. إن كان لا يبالي بالهالكين في أسرته فإنه قلما يبالي بالهالكين في الأقطار النائية. وبالعكس، فإنَّ المسيحيين الروحيين، الذين أتوا من عائلات روحية، ويعيشون في بيوت روحية، يكوّنون دائماً كنيسة روحية، حتى وإن كان بناؤها متواضعاً جداً.
إن المؤمن المكرس للمسيح والعضو في أسرة تخدم المسيح، ويعيش في بيت مكرس للمسيح، يساعد على أن تكون الكنيسة ممجدة للمسيح. إن تأثير ونفوذ وفاعلية أية كنيسة لا تتوقف على عدد أعضائها، بل على عدد البيوت التي يتوفر فيها المذبح العائلي.
وإن القدر الذي به تعضد أية كنيسة الإرساليات في الأقطار الخارجية يتوقف على ما يقوم به الآباء والأمهات في بيوتهم روحياً. إن الآباء والأمهات الذين يربحون نفوس أبنائهم للمسيح يكونون دواماً أعضاء أحياء في الكنيسة. والأعضاء الأحياء في الكنيسة يكونون دواماً كنيسة رابحة للنفوس.
إن كل مشكلة في الكنيسة ناشئة عملياً من مشاكل البيت. فإذا خلت بعض المقاعد في مدرسة الأحد فهذا يدل على أن الآباء والأمهات لا يكترثون بالمسيح في البيت. وذهاب الزوجات وحدهن إلى الكنيسة ينم عن انقسام أعضاء البيت بصدد موقفهم إزاء المسيح. وتذمر بعض أعضاء الكنيسة هو في معظم الأحيان نتيجة وجود تذمر في البيت. وإذا كفَّ عضو الكنيسة عن الصلاة في الكنيسة فهذا يدل على أنه هو وزوجته قد كفا عن الصلاة معاً في البيت.
إذا ارتكب أحد الشباب خطية، فهذا يسبب دهشة للجميع، باستثناء أهل البيت الذين يعرفون مصدر هذه الخطية. والأولاد المتمردون في الكنيسة يكونون دواماً متمردين في البيت. وإن كانت اجتماعات الصلاة في الكنيسة لا تلقى تعضيداً فإن هذا يعني دواماً أن البيوت خلت من المذبح العائلي، لأن الأسرة التي تنشغل عن المذبح العائلي لا تجد وقتاً لاجتماع الصلاة في الكنيسة وسط الأسبوع. وانعدام الشركة والاتحاد في الكنيسة كثيراً ما كان ناشئاً من انعدام المحبة في البيت.
وإن كانت العطاءات والتبرعات في الكنيسة زهيدة فهذا معناه دواماً أن المسيح ليس له نصيب في ميزانية البيت. أيها الآباء والأمهات، إن مشاكل الكنيسة ناشئة من مشاكل البيت، وليس خادم الكنيسة هو مصدرها على الدوام وفي بعض الأحيان يُلام الآباء والأمهات إن كانت لكنيستكم مشاكلها - وأية كنيسة ليست لها مشاكل؟ - فقد لا تعزى كل هذه المشاكل لعظات الخادم، بل لبيتكم. فالقذى هو دواماً جزء من الخشبة التي في عين الكنيسة.
وما هو الحل؟ إن أردتم معالجة مشاكل الكنيسة فليبدأ العلاج أولاً بحل مشاكل بيوتكم.
إن أردتم حقاً مساعدة الكنيسة فابدأوا من بيوتكم. اخدموا المسيح بأمانة في بيوتكم.
وعندئذ تجدون الطرق التي بها تخدمونه في الكنيسة المحلية التي أنتم أعضاء فيها. واظبوا على العبادة في المذبح العائلي في بيوتكم، وعندئذ لا تجدون صعوبة في المواظبة على اجتماع الصلاة في الكنيسة. واظبوا على دراسة الكتاب المقدس في البيت، وعندئذ تواظبون على حضور الكنيسة. اشهدوا للمسيح في الخفاء في بيتكم وعندئذ لا تجدون صعوبة في الشهادة له علانية في الكنيسة. شجعوا أولادكم على حضور اجتماعات الكنيسة وعندئذ لا تجدون صعوبة في دعوة أي إنسان لحضورها. اطلبوا من الله أن يبعث فيكم العطف على النفوس الهالكة في بيتكم، وعندئذ تقدمون رسالة الحياة للذين في الأقطار الخارجية. اقتصدوا في الكماليات في بيوتكم، وإن أمكن في الضروريات، وعندئذ يفيض الكثير جداً لتقدموه للمسيح ولكنيسته. أيها الأزواج، إن كنتم حقاً تحبون زوجاتكم، كما أحب المسيح كنيسته، فإنكم عندئذ تقدرون أن تحبوا أيضاً أعضاء الكنيسة الآخرين. إن كان كل أب رأساً للبيت فإنه يكون خادماً نافعاً في كنيسته. أيتها الزوجات، كُنَّ خاضعات لرجالكن في البيت، وعندئذ لا تحتجن لإدارة كل البيت. أيها الأولاد أطيعوا والديكم في البيت وعندئذ تستقيم سيرتكم في الكنيسة فلا يعنفكم آباؤكم. اذكروا أنكم إن أخرجتم القذى من عين بيتكم ساعدتم كثيراً على إخراج الخشبة الكبيرة من عين كنيستكم. وتكريس بيتكم للمسيح يساعد كثيراً على تكريس كنيستكم. إن رأيتم كنيستكم فاترة فأوقدوا النار في البيت أولاً، وعندئذ ترون الحرارة وقد دبَّت في كنيستكم لمجد الله. اذكروا أنه كما تكون بيوتكم تكون كنيستكم
طوبي لجميع الذين يتقون الرب السالكين في طرقه... بنت المسيح __________________
موضوع الرسالة: البيت المسيحي
هل خطر ببالك يوماً أن تسأل: ما هو البيت المسيحي؟ ما هو الفرق بين البيت المسيحي وأي بيت آخر، وما الذي يجعل البيت مسيحياً؟ واضح أن الإجابة هي: واضح من الاجابة هي شخص الرب يسووووع. فبدون المسيح لا توجد كلمة مسيحي. إذاً فبدون المسيح لا يمكن أن يُسمى أي شيء مسيحياً - سواء كان فرداً، أو كنيسة، أو بيتاً.
+ بديهي إنه لا يمكن صنع شراب الليمون بدون ليمون، ومع ذلك فما أكثر الوالدين المخلصين سليمي النية الذين يحاولون أن يبنوا بيوتاً مسيحية بدون المسيح. لقد أحضروا إلى بيوتهم كتباً مسيحية، وصوراً مسيحية، لكنهم نسوا أن هذه ليست هي المسيح. وما لم نأت بشخص المسيح إلى البيت، فلا يمكن أن نبني بيوتاً مسيحية. إن الثقافة المسيحية، والأحاديث النقية، والسلوك المستقيم - هذه كلها ثمار الحياة المسيحية، «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ» (مت 7: 16).
+ لكن مهما كانت هذه الفضائل جوهرية فهي ليست إلا الثمار، وليست الشجرة نفسها. هي نتيجة الحياة المسيحية لا علتها. وإن قال أحد إن له صورة التقوى ومظاهرها فهذا يعني أنه لم يختبر قوتها. إذن فما هو الفرق الجوهري بين أي بيت وبين البيت المسيحي؟
ما الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً؟ هنالك عوامل كثيرة، لكنها كلها من عمل الرب يسوع المسيح. هو وحده الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً. # قد يكون الأب خبيراً ماهراً في الشؤون الزوجية وذلك بكثرة الدرس. وربما تكون الزوجة قد حصلت على درجة عالية في الاقتصاد المنزلي.
# وقد يكون الاثنان معاً مثقَّفين في العلوم النفسية للطفل.
#وقد يكون في بيتهما أحدث المخترعات لتوفير الرفاهية. ومع كل هذا، فينبغي القول بأنهما إن أرادا بناء بيت مسيحي بدون المسيح فإنهما يضيعان وقتهما سدى، لأن المسيح وحده هو الذي يجعل البيت مسيحياً. المنزل الجميل والأثاث الفاخر، ومستلزمات المطبخ الحديثة - حسن أن تتوفر هذه كلها، ومع ذلك فليس شيء منها جوهرياً لإيجاد بيت مسيحي. لكن الرب يسوع وحده هو الذي يستطيع
فالبيت المسيحي يمكنه أن يستغني عن أشياء كثيرة لكنه لن يستغني عن المسيح. ولماذا نقول كل هذا؟ نقوله لأن البيت المسيحي يبدأ هنا. فإن كنت أنت مسيحياً حقاً استطعت أن تفعل أشياء كثيرة لتجعل بيتك أكثر مسيحية. أما إن لم تكن مسيحياً حقاً فأمامك شيء واحد، هو أن تصبح مسيحياً بالروح والحق. قبل أن يصير بيتك بيتاً مسيحياً يجب أن تكون أنت مسيحياً. قبل أن يعرف بيتك البركات التي لا يمنحها أحد سوى المسيح يجب أن تعرف أنت المسيح مانح هذه البركات. قبل أن يحل المسيح في بيتك يجب أن يحل في قلبك. قبل أن تصالح بيتك مع الله يجب أن تصطلح أنت معه. ألا يمكن أن يكون المخلِّص الآن واقفاً على باب الأب والأم كليهما قائلاً:
«هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى،اٰلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ، اٰلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤ 3: 20)؟ إذن فلماذا لا تبدأ من البداية؟ افتح الآن باب قلبك وباب بيتك، ودع المسيح يدخل. العائلة والكنيسة مع أننا نتكلم عن الكنيسة القائمة في هذا المكان أو ذاك، إلا أن الكنيسة ليست هي مجرد البناء، بل هي الشعب. إنها لا تُبنى من الحجارة ، بل من اللحم والدم. لا تبنى بوضع حجر فوق حجر، بل بضم شخص إلى شخص، على أن يتطلع كل واحد إلى الرب يسوع المسيح كمخلِّص شخصي له. لهذا فإن قيمة الكنيسة وكيانها وفاعليتها لا تتوقف على جمال البناء الذي يجتمع فيه الشعب للعبادة،
بل على الحياة الروحية للشعب الذي يعبد في البناء. والكنيسة لن تسمو فوق شعبها لسبب واحد، هو إن الكنيسة هي شعبها. أو بتعبير آخر قوي: كما يكون الشعب تكون كنيسته. فالكنيسة إذاً هي شعبها، وشعبها هم عائلاتها، وعائلاتها هي بيوتها. وكل عضو في الكنيسة هو عضو في أسرة، ويعيش في بيت. ولذلك فإن لم تسم الكنيسة فوق أعضائها فصحيح أيضاً أن الأعضاء يندر أن يسموا فوق البيوت التي أتوا منها. إن حالة بيوت أعضاء الكنيسة تحدد حالة الكنيسة، فالمسيحيون العالميون الذين أتوا من عائلات عالمية، والذين يعيشون في بيوت عالمية، يكونون كنيسة عالمية مهما كان بناء هذه الكنيسة فخماً، لأنك إن أضفت صفراً إلى صفر فالمجموع صفر.
إن كان شخص لا يفعل شيئاً للمسيح في بيته فإنه عادة لا يفعل شيئاً للمسيح في الكنيسة. إن كان لا يصلي في بيته فإنه لا يصلي في الكنيسة. إن كان لا يبالي بالهالكين في أسرته فإنه قلما يبالي بالهالكين في الأقطار النائية. وبالعكس، فإنَّ المسيحيين الروحيين، الذين أتوا من عائلات روحية، ويعيشون في بيوت روحية، يكوّنون دائماً كنيسة روحية، حتى وإن كان بناؤها متواضعاً جداً.
إن المؤمن المكرس للمسيح والعضو في أسرة تخدم المسيح، ويعيش في بيت مكرس للمسيح، يساعد على أن تكون الكنيسة ممجدة للمسيح. إن تأثير ونفوذ وفاعلية أية كنيسة لا تتوقف على عدد أعضائها، بل على عدد البيوت التي يتوفر فيها المذبح العائلي.
وإن القدر الذي به تعضد أية كنيسة الإرساليات في الأقطار الخارجية يتوقف على ما يقوم به الآباء والأمهات في بيوتهم روحياً. إن الآباء والأمهات الذين يربحون نفوس أبنائهم للمسيح يكونون دواماً أعضاء أحياء في الكنيسة. والأعضاء الأحياء في الكنيسة يكونون دواماً كنيسة رابحة للنفوس.
إن كل مشكلة في الكنيسة ناشئة عملياً من مشاكل البيت. فإذا خلت بعض المقاعد في مدرسة الأحد فهذا يدل على أن الآباء والأمهات لا يكترثون بالمسيح في البيت. وذهاب الزوجات وحدهن إلى الكنيسة ينم عن انقسام أعضاء البيت بصدد موقفهم إزاء المسيح. وتذمر بعض أعضاء الكنيسة هو في معظم الأحيان نتيجة وجود تذمر في البيت. وإذا كفَّ عضو الكنيسة عن الصلاة في الكنيسة فهذا يدل على أنه هو وزوجته قد كفا عن الصلاة معاً في البيت.
إذا ارتكب أحد الشباب خطية، فهذا يسبب دهشة للجميع، باستثناء أهل البيت الذين يعرفون مصدر هذه الخطية. والأولاد المتمردون في الكنيسة يكونون دواماً متمردين في البيت. وإن كانت اجتماعات الصلاة في الكنيسة لا تلقى تعضيداً فإن هذا يعني دواماً أن البيوت خلت من المذبح العائلي، لأن الأسرة التي تنشغل عن المذبح العائلي لا تجد وقتاً لاجتماع الصلاة في الكنيسة وسط الأسبوع. وانعدام الشركة والاتحاد في الكنيسة كثيراً ما كان ناشئاً من انعدام المحبة في البيت.
وإن كانت العطاءات والتبرعات في الكنيسة زهيدة فهذا معناه دواماً أن المسيح ليس له نصيب في ميزانية البيت. أيها الآباء والأمهات، إن مشاكل الكنيسة ناشئة من مشاكل البيت، وليس خادم الكنيسة هو مصدرها على الدوام وفي بعض الأحيان يُلام الآباء والأمهات إن كانت لكنيستكم مشاكلها - وأية كنيسة ليست لها مشاكل؟ - فقد لا تعزى كل هذه المشاكل لعظات الخادم، بل لبيتكم. فالقذى هو دواماً جزء من الخشبة التي في عين الكنيسة.
وما هو الحل؟ إن أردتم معالجة مشاكل الكنيسة فليبدأ العلاج أولاً بحل مشاكل بيوتكم.
إن أردتم حقاً مساعدة الكنيسة فابدأوا من بيوتكم. اخدموا المسيح بأمانة في بيوتكم.
وعندئذ تجدون الطرق التي بها تخدمونه في الكنيسة المحلية التي أنتم أعضاء فيها. واظبوا على العبادة في المذبح العائلي في بيوتكم، وعندئذ لا تجدون صعوبة في المواظبة على اجتماع الصلاة في الكنيسة. واظبوا على دراسة الكتاب المقدس في البيت، وعندئذ تواظبون على حضور الكنيسة. اشهدوا للمسيح في الخفاء في بيتكم وعندئذ لا تجدون صعوبة في الشهادة له علانية في الكنيسة. شجعوا أولادكم على حضور اجتماعات الكنيسة وعندئذ لا تجدون صعوبة في دعوة أي إنسان لحضورها. اطلبوا من الله أن يبعث فيكم العطف على النفوس الهالكة في بيتكم، وعندئذ تقدمون رسالة الحياة للذين في الأقطار الخارجية. اقتصدوا في الكماليات في بيوتكم، وإن أمكن في الضروريات، وعندئذ يفيض الكثير جداً لتقدموه للمسيح ولكنيسته. أيها الأزواج، إن كنتم حقاً تحبون زوجاتكم، كما أحب المسيح كنيسته، فإنكم عندئذ تقدرون أن تحبوا أيضاً أعضاء الكنيسة الآخرين. إن كان كل أب رأساً للبيت فإنه يكون خادماً نافعاً في كنيسته. أيتها الزوجات، كُنَّ خاضعات لرجالكن في البيت، وعندئذ لا تحتجن لإدارة كل البيت. أيها الأولاد أطيعوا والديكم في البيت وعندئذ تستقيم سيرتكم في الكنيسة فلا يعنفكم آباؤكم. اذكروا أنكم إن أخرجتم القذى من عين بيتكم ساعدتم كثيراً على إخراج الخشبة الكبيرة من عين كنيستكم. وتكريس بيتكم للمسيح يساعد كثيراً على تكريس كنيستكم. إن رأيتم كنيستكم فاترة فأوقدوا النار في البيت أولاً، وعندئذ ترون الحرارة وقد دبَّت في كنيستكم لمجد الله. اذكروا أنه كما تكون بيوتكم تكون كنيستكم
طوبي لجميع الذين يتقون الرب السالكين في طرقه... بنت المسيح __________________