من هو كاتب إنجيل مرقس؟ 10 أدلة قوية تشير الى مرقس!

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه

من هو كاتب إنجيل مرقس؟​

6751319520.jpg

هناك بعض الاراء التي تحاول التشكيك بمن هو كاتب إنجيل مرقس كمحاولة للطعن في مصداقية الإنجيل وما ينقله لنا من حقائق تاريخية.
في هذا الموضوع سنرد على هذه الشبهات وسنقدم الأدلة الكافية التي تدعم إيمان المسيحيين بأن مرقس هو بالفعل من كتب إنجيله. فكل الأدلة وابراهين تشير الى أن مرقس هو من كتب إنجيله ورفض هذا الشئ والتشكيك به هو بكل بساطة رفض للأدلة والبراهين وليس إتباع الدليل.

أطرح بين أيديكم يا أحبة خلاصة أبحاث متواصلة من البحث وفحص وتجميع الأدلة والبراهين وتدوين أهم الإعتراضات والرد عليها. اضع بين يديكم خلاصة هذه الأبحاث مصلياً ان تكون سبب بركة للباحثين عن الحق.

هل كاتب إنجيل مرقس مجهول؟​

الكثير يستخدم هذا العنوان الرنان الذي يدعي انه كاتب إنجيل مرقس هو مجهول لإن نص إنجيل مرقس لا يذكر من هو كاتبه. فأنجيل مرقس مكتوب بضمير الغائب لاسباب كثيرة منها انه الإسلوب المعتاد عليه في ذلك الوقت إضافة الى التواضع والتركيز على شخصية ورسالته المسيح بدلاً من التركيز على الكاتب.
وعدم الإشارة الى إسم الكتاب في النص لايعني ان الكاتب مجهول. هناك الكثير من الكتب والوثائق (كمثل زينوفون) التي بين أيدينا لا تذكر إسم الكاتب في نصوصها لكن إسم الكتاب ممكن التعرف عليه من خلال التاريخ وشهادات الأشخاص عبر التاريخ.

كيف يمكننا ان نعرف من هو كاتب إنجيل مرقس وإسم الكاتب ليس مُعلن في الإنجيل؟​

المسيحييون تعرفوا على هوية كاتب إنجيل مرقس عن طريق تتبع الأدلة والبراهين التي يذكرها لنا التاريخ وتلاميذ الرسل وأباء الكنيسة الأولى والمخطوطات.

فما هي أدلة أن مرقس كتب إنجيله؟ هنا نذكر عشرة أدلة بأختصار وتلخيص تثبت فيها أن مرقس هو كاتب إنجيله.

الدليل 1: كل المخطوطات تنسب الإنجيل الى مرقس
كل المخطوطات التي بين أيدينا بدون إستثناء تحتوي على عنوان "الإنجيل بحسب مرقس KATA MARKON". فلا توجد أي مخطوطة معنونة بأي إسم آخر غير إسم مرقس ولاتوجد أي مخطوطة تعنون كاتب الإنجيل بالغير المعروف او المجهول. كل المخطوطات تحمل إسم مرقس في بداية الإنجيل.

الدليل 2: كل أباء الكنيسة الأولى ينسبون الإنجيل الى مرقس
كل أباء الكنيسة الأولى
ينسبون الإنجيل الى مرقس. فكبار اباء الكنيسة الأولى على سبيل الذكر لا الحصر كمثل بابياس (60-130) وجيستن الشهيد (100-165) والمقدمة ضد المرقيونية (160-180) وأيروناوس (180) وكليمندس الاسكندري (185) وأوريجن ويوسبوس وجيروم وغيرهم الكثير كلهم يشهدون على أن مرقس هو من كتب إنجيل مرقس.
فلا يوجد أي إسم آخر عند أباء الكنيسة سوى إسم مرقس وهذا الشئ لا يمكن أن يتفق عليه الجميع بإختلاف أماكنهم الجغرافية التي تبعد بينهم الالف الكيلومترات. لايمكن لأشخاص بهذا الإبتعاد الجغرافي والتاريخي ان يتفقوا على شئ مُصطنع في وقت لاحق.

الدليل 3: لا دليل على أي كاتب آخر غير مرقس
أباء الكنيسة لم يتفقوا فقط على إن كاتب الإنجيل هو مرقسبذاته، لكنهم لم يذكروا أي إسم آخر ولم يقترحوا أي إسم آخر. ليس هذا فقط بل حتى لم يذكروا إحتمالية أي إسم آخر ممكن أن يكون كتب إنجيل مرقس. المشكك لا يملك أي دليل على وجود أي إسم آخر يُنسب الى الإنجيل.

الدليل 4: الإجماع على كاتب الإنجيل كان مبكراً ومقارباً لتاريخ كتابة الإنجيل
الإجماع
الكنسي والتاريخي على إن مرقس هو كاتب إنجيله يرجح ان هذا الإجماع هو متأصل ومبكر وملازم لتاريخ كتابة الإنجيل وتداوره بين المسيحيي الأوائل. هذا الإجماع أيضاً يرجح انه من غير الممكن ان يكون مصطنع في وقت لاحق في القرن الثاني كما يدعي البعض لانه لا يمكن ان يصطنع إسم جديد ويعطى للأنجيل وان يتفق عليه كل المسيحيين في مختلف البلدان والمدن على أختلاف الأزمان. لو كان الإسم مصطنع في وقت لاحق لكان لدينا مخطوطات وإقتباسات من أباء الكنيسة تقتبس من إسماء شخص آخرين غير مرقس وهذا الشئ بطبيعة الحال غير موجود.

الدليل 5: الدليل الداخلي يتفق مع شخصية كاتب الإنجيل بكونه مرقس
بالرغم من إنجيل مرقس لا يذكر بالنص من هو كاتبه الى أن شخصية كاتب الإنجيل تتوافق مع مرقس وخلفيته اليهوديه. الأدلة الداخلية كثيرة كمثلذكر الرسول بطرس كونه معلم مرقس أمثر من أي إنجيل آخر. الأدلة الداخلية سيتم ذكرها في موضوع منفصل.

الدليل 6: الإقتباسات من إنجيل مرقس
أباء الكنيسة الأولى أقتبسوا وبكثرة من إنجيل مرقس (وبقية العهد الجديد) لدرجة نستطيع من خلالها إعادة جمع نص الإنجيل بتكامل تام. هذه الإقتباسات تدل على ان ما مقتبس منه هو مصدر ثقة ونزاهة يُعتمد عليها. وهذا الشئ ليس بغريب علينا حالياً فعندما يكتب الاكاديميين ويقتبسون من نصوص آخرى سيقتبسون من مصادر موثوقة ومعروفة ومعتمد عليها عند القراء. وهذا الشئ نفسه فلما كان اباء الكنسية الأولى الذين هم بالمناسبة تلاميذ لتلاميذ الرسل يقتبسون من إنجيل مرقس كانوا متأكدين من مصداقية ونزاهة هذا الإنجيل في الوسط المسيحي وبالتالي الإقتباس منه كان له ثقله وحجته في الأوساط المسيحية في ذلك الوقت.

الدليل 7: لا وجود لسطلة كنسية في القرون الثلاثة الأولى تستطيع ترتيب فبركة إسم كاتب الإنجيل
القرون الأولى من حياة المسيحيين والكنيسة الأولى كانت صعبة وتحت إضطهاد وقتل وملاحقة شرسة من اليهود والرومان. فالمسيحيين كانوا يلتقون ويصلون بالخفية ولم تكن هناك أي سلطة كنسية شاملة لكل المسيحيين في كل انحاء المسكونة. هذا الشئ ينفي نظرية المؤامرة التي تدعي ان الكنيسة أختارت بشكل عشوائي إسم مرقس ونسبته للإنجيل في وقت لاحق.
فلا وجود الى سلطة كنسية في ذلك الوقت تستطيع ان تُقرر مثل هكذا قرار ولا وجود لأي دليل بأن هذا الشئ ممكن أن يحدث. فالمشكك هنا يبني تشكيكه على نظرية المؤامرة وليس على أدلة ملموسة.

الدليل 8: إسم مرقس ليس أقوى أسماء التلاميذ والرسل
مرقس كان تلميذ بطرس وبابياس يذكر لنا ان مرقس كان يدون شهادة العيان بارشاد الرسول بطرس (والوحي بالطبع). فمن الناحية التقنية من الممكن ان يُنسب الإنجيل الى بطرس كونه الاب الروحي لمرقس لكن اباء الكنيسة ونزاهة نقلهم للحقائق نسبوا الإنجيل لمرقس كما هو الحال بالفعل ولم يحاولوا نسب إسم اقوى للإنجيل لدعم قانونيته.

مرقس ليس من الاسماء البارزة بين قادة الكنيسة وهذا الشئ يرجح ان نسب الإنجيل لمرقس هو مبني على صدقية هذا النسب وليس نسب عشوائي أختارته الكنيسة في وقت لاحق لتزيد من مصداقية الإنجيل. لانه لو كان الهدف أختيار أسم قوي وبارز من تلاميذ المسيح لكان الأجدر إختيار إسم بطرس او يعقوب.

الدليل 9: قانونية إنجيل مرقس

أنجيل مرقس (وبقية الأناجيل) مقبول وبإجماع بأنه كتاب موحى به مكتوب على يد مرقس. كل الشروط القانونية إجتمعت في إنجيل مرقس، فهناك إجماع تام من كل الكنائس بأن الكاتب هو مرقس وتوافق تام فيما ينقله لنا الإنجيل مع بقية العهد الجديد. هذا الشئ لم يكن المسيحيين مجبرين على قبوله لو لم يكن صحيحاً لانه كانت هناك أسماء كتب آخرى منسوبة لبطرس وتوما وغيرهم كتبت في وقت متأخر رفضتهم الكنيسة لانه لم تكتمل فيها شروط القانونية كما سنرى في الدليل القادم.

الدليل 10: الكنيسة رفضت أسماء كتب آخرى
التاريخ يذكر لنا ان الكنيسة الأولى واباء الكنيسة لم يكونوا مجبرين على قبول أي كتاب يحمل أي إسم من اسم الرسل. بل كانوا أمناء ومدققين بعناوين الكتب ومحتواها وتطبيق شروط قانونية الأسفار على محتوى الكتب. فمثلا في القرن الثالث ظهرت كتب أغنوصية (التي تؤمن بأن المسيح ليس له جسد مادي) تحاول ان تروج هذه الفكر. هذه الكتُب نسبت للرسل مثل بطرس وتوما، لكن الكنيسة الأولى لم تقبلها بسبب الأسم البارز الذي نًسب الى هذه الكتب. بالعكس، الكنيسة الأولى فحصت المحتوى ووجدت ان هذه الكتب بالرغم من عنوانها البارز لا توفي شروط القانونية وبالتالي رفضت هذه الكتب بالكامل. ليس هذا فقط بل الكنيسة الأولى والمجتمع في ذلك الوقت كانوا يدينون عملية نسب أي عمل أدبي لشخص آخرى غير صاحبه. فمثلاُ يوسيبوس يذكر لنا قبوله التام للرسل مثل بطرس وغيرهم لكن يسجل رفضه الى أي أعمال تنسب زوراً لهم.
وهذا الشئ ليس بغريب علينا حالياً فحتى الطلبة والاكاديميين لا يستطيعون الإقتباس من أي كتاب او صفحة من الانترنت بدون الإشارة اليها لأن اداب المهنة تمنع هذه السرقة.
فهذا التدقيق والفحص وهذه الأمانة في ورفض كتب آخرى بأسماء أبرز من إسم مرقس يرجح المصداقية والنزاهة عند الكنيسة الأولى التي كانت أمينة ومهتمة في قبول الكتب والمصادقة على كاتب السفر.

الخلاصة
الموضوع يحتوي على أقوى عشر أدلة تثبت أن مرقس هو كاتب إنجيله وان كل الادلة والبراهين تشير الى هذه الخلاصة. أي محاولة للطعن بأصالة كاتب الإنجيل هي محاولة غير مبنية على أي دليل وليست أمينة في تقبل البراهين والدلائل التي بين أيدينا.
الأدلة تم ذكرها بشكل مختصر، فكل دليل يمكن كتابة عشرات الصفحات عنه. لكن للإختصار والتلخيص والوصول الى لب الموضوع أخترت هذه الطريقة التي أتمنى ان يكون بسيطة وسلسة على القارئ.

الادلة واضحة وصريحة بما لا تدع مجالاً للشك بأن كاتب إنجيل مرقس هو القديس مرقس بذاته. في الموضوع القادمسأقدم الأدلة الداخلية من داخل إنجيل مرقس التي تؤكد انه مرقس هو كاتب الإنجيل.

سلام ونعمة.
 
أعلى