من رسائل مى زيادة الى جبران ..

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني ، و أبثّك شكوى أحزاني – أنا – التي تراني طروبةً طيارة ، و أحصي لك الأثقال التي قوّست كتفي و حنت رأسي منذُ فجر أيامي – أنا التي أسير بجناحين متوجةً بإكليل .

و سأدعوك أبي و أمي متهيبةً فيك سطوة الكبير و تأثير الآمر ،
و سأدعوك قومي و عشيرتي ، أنا التي تعلم أن هؤلاء ليسو دوماً بالمحبين .
و سأدعوك أخي و صديقي ، أنا التي لا أخ لي ولا صديق .

و سأُطلعك على ضعفي و احتياجي للمعونة ، أنا التي تتخيل فيّ قوة الأبطال و مناعة الصناديد .

و سأبيّن لك افتقاري إلى العطف و الحنان ، ثم أبكي أمامك و أنت لا تدري .

و سأطلبُ منك الرأي و النصيحة عند ارتباك فكري و اشتباك السبل .
و إذ أسيءُ التصرف و أرتكب ذنباً ما سأسير إليك متواضعة واجفة في انتظار التعنيف و العقوبة .

و قد أتعمّد الخطأ لأفوز بسخطك عليّ فأتوب على يدك و أمتثل لأمرك .
و سأُصلح نفسي تحت رقابتك المعنوية مقدمة لك عن أعمالي حساباً لأحصل على التحبيذ منك أو الاستنكار ، فأسعدُ في الحالين .

و سأُوقفك على حقيقة ما يُنسبُ إليّ من آثام ، فتكون لي وحدك الحكم المنصف .
و ما يحسبه الناس لي فضلاً و حسنات سأبسطه أمامك فنبهني إلى الغلط فيه و السهو و النقصان.

ستقوّمني و تسامحني و تشجعني ، و تحتقر المتحاملين و المتطاولين لأنك تقرأُ الحقيقة منقوشة على لوح جناني .
كما أُكذّب أنا وشاية منافسيك و بُهتان حاسديك ولا أُصدق سوى نظرتي فيك و هي أبرُّ شاهد .
كل ذلك و أنت لا تعلم !
سأستعيدُ ذكرك متكلماً في خلوتي لأسمع منك حكاية غمومك و أطماعك و آمالك . حكاية البشر المتجمعة في فرد أحد .

و سأتسمّع إلى جميع الأصوات عليّ أعثر على لهجة صوتك.
و اشرِّح جميع الأفكار و امتدح الصائب من الآراء ليتعاظم تقديري لآرائك و فكرك .

و سأتبين في جميع الوجوه صور التعبير و المعنى لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك ومعناك .

و سأبتسم في المرآة ابتسامتك .

في حضورك سأتحولُ عنك إلى نفسي لأفكر فيك ، و في غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك .

سأتصورك عليلاً لأشفيك ، مصاباً لأعزيك ، مطروداً مرذولاً لأكون لك وطناً و أهل وطن ، سجيناً لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص ، ثم أُبصرك متفوقاً فريداً لأفاخر بك و أركن إليك .

و سأتخيلُ ألف ألف مرة كيف أنت تطرب ، و كيف تشتاق ، و كيف تحزن ، و كيف تتغلب على عاديّ الانفعال برزانة و شهامة لتستلم ببسالة و حرارة إلى الانفعال النبيل ، و سأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو ، و إلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب .

و في أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخوراً لأنك أوحيتَ إليّ ما عجز دونه الآخرون .

أتعلم ذلك ، أنت الذي لا تعلم ؟
أتعلم ذلك ، أنت الذي لا أريد أن تعلم ؟


مى زيادة
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
روووعة سول

هذه من الرسائل لربما المنسية في زمن أصبحت الدراما التركية بكافة رموزها تسيطر على عقول الأغلب ..

تابعي ومش تكسلي :)

راح أقييمك لمّا تسمح البرمجية :)

 

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
:) نورت تيمو .. رسائل مى لجبران تعتبر شاهد على روعة الرومانسية
والحب النقى الطاهر فى زمانهم
وشاهد ودليل ايضا بيؤكد مدى بشاعة ما يطلق عليه حب ورومانسية فى زماننا .
 

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
أجمل مافي رسائل مي وجبران بأنهما أحبا بعضهما البعض دون أن يلتقيا مرة بحياتهما..

كانا دائماً يترسلان بين المحيطات.
والرسائل عادة ماتكون طويلة وإرتجالية..

لكن مرة رسل جبران رسالة إلى مي زيادة رسالة قصيرة جداً وعبارة عن سطر واحد.. يقول فيها:

مي.. هل أنتِ سعيدة؟


لا أدري ماذا كان يفكر جبران عن مي عند كتابته لهذه الرسالة.. كم دفع ليبعث هذه الرسالة.. هل لاحظ جبران بأن مي تخبء حزنها خلف سعادتها؟؟؟
 

تيمو

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
2 فبراير 2011
المشاركات
2,599
مستوى التفاعل
772
النقاط
0
الإقامة
على آخر الطلعة ، أول بيت على إيدك اليمين
لكن مرة رسل جبران رسالة إلى مي زيادة رسالة قصيرة جداً وعبارة عن سطر واحد.. يقول فيها:
مي.. هل أنتِ سعيدة؟
لا أدري ماذا كان يفكر جبران عن مي عند كتابته لهذه الرسالة.. كم دفع ليبعث هذه الرسالة.. هل لاحظ جبران بأن مي تخبء حزنها خلف سعادتها؟؟؟

رائعة هذه المعلومة ... أول مرة بسمع فيها ...

بتعرف يا بيس، مرات الشخص يشعر بالآخر دون أن يراه ويتقابل معه، هناك شيء غريب يجري في العلاقات الإنسانية لا أحد يستطيع أن يفسّره أو يجد له تبرير أو تفسير.

سول ..

صح يا سول، الحب العذري لا مثيل له .. أذكر قصائد الحب العذري حينما كان الحبيب يتغنى بالحبيبة التي ربما لم يراها أو يحكي معها ..
 

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
بالفعل بيس رغم نجاح مى فى مجال الكتابة الأدبية والجميع كان منبهر بثقافتها وكانت تلقب بعروس الادب العربى واول صالون ثقافى للمبدعين والادباء كانت تقيمه فى منزلها
ورغم كل هذا فهى كانت وحيدة لانها لم تجد من يستطيع احتوائها بالشكل المرضى لقناعتها
كمثقفة واديبة عربية مصرية لبنانية فلسطينية كانت دائما وحيدة والحزن كان رفيقها الدائم وطعم الحزن طاغى جدا بمؤلفاتها .. رغم كل المعجبين ورغم ضجة الشهرة
وحينما أحبت بصدق كان بينها وبين من احبته بحار ومحيطات !!


نورت بيس اهلا بك:)
 

red333

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
15 ديسمبر 2009
المشاركات
773
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
بالفعل عندما يحدث تالف بين روحيين فان احسيسهما تتخطى حاجز المسافات
هذا بالفعل حقيقى
 

مارتينا فوفو

اريدك اشبعني
عضو مبارك
إنضم
7 أغسطس 2010
المشاركات
13,167
مستوى التفاعل
246
النقاط
0
جميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل جدا يا هالروعه دي يا سول
 

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
وتتوقف عن مراسلته بعض الوقت ... وتبرر مي موقفها لجبران فتقول :

أنت قيدتني ( مذنبة) في دفترك , وقمت تشكو لأني كلما " حدقت في شيء أخفيه وراء القناع , وكلما مددت يداً أثقبها بمسمار ".نعم فعلت ذلك متعمدة . تعمدت قطع تلك الأسلاك الخفية التي تغزلها يد الغيب وتمدها بين فكرة وفكرة وروح وروح وصرت أحرف المعاني وأمسخ الأسئلة وأضحك عند الكلمات التي تملأ العينين دموعاً . وهل كان لدي وسيلة أخرى لأحولك عن هذا الموضوع وأذكرك إني وحيدة أبواي ؟

قد لا يكون في العائلة الغربية إلا ولد فيقذفون به من إنكلترا إلى الهند , أو فتاة واحدة فترحل من فرنسا إلى الصين بلا جلبة ولا ضوضاء . ولكن أين نحن من هؤلاء , ونحن شرقيون .

تعمدت ذلك خصوصاً لأوفر على نفسي عذاباً هي في غنى عنه ولأتحايد كل كلمة تقربني من ذلك الموضوع الذي ملأ روحي شوكاً وعلقماً في هذه السنوات الماضية . ففهمت ما أريد وإنما في غير معناه الحقيقي , وفهمته على وجه لم أقصده .

ثم سطت عليك الكبرياء . كبرياء الرجل , فنسيت أن السكوت لا يحسن بيننا على هذه الصورة نحن اللذين تكاتبنا أبداً كصديقين مفكرين . نسيت أن الموضوع الآخر جاء عرضاً . وما دام إنه لم يكن الأصل فقد كان له أن يتلاشى دون أن يؤثر في علاقاتنا الأدبية الفكرية .أما صدق القائلون إن صداقة الرجل والمرأة رابع المستحيلات .

آلمني سكوتك من هذا القبيل , وأرهف انتباهي , فاعلمني انك لم تشاركني إرتياحي إلى تلك الصداقة الفكرية لأنك لو كنت سعيداً بها مثلي , لما كنت رميت إلى أبعد منها .علمت إنني كنت وحدي حيث كنت أظننا اثنين ..

وقدرتك أنك لم تحسب تلك سوى مقدمة وأنا كنت أقدرها لذاتها . وصار معنى سكوتك عندي " أما ذاك وأما لا شيء .. وأنت أدرى بأثر هذا في نفسي ".


مى زيادة
 
التعديل الأخير:
أعلى