المسيح هو كلمة الله الازلي وهو ابن الله ليس بمعنى ان الله تزوج وأنجب المسيح اطلاقاً حاشاه بل ان الله تجسد واخذ جسداً بشرياً مائتاً ونفساً عاقلة خالدة من الروح الفدس من القديسة مريم العذراء بقوة روحه القدوس التي ظللتها وولد منها وهو الله الابن ليس بمعنى البنوة البشرية فهو اله كامل وانسان كامل فلاهوته لا يفارق ناسوته فالله واحد ذو ثلاثة اقانيم وهذا ليس بمعنى ان المسيح لم يكن موجوداً قبل التجسد بل هو موجود منذ الازل
معنى "المسيح ابن الله"
1. معنى كلمة "المسيح"
- "المسيح" بالعبرية "المشِيَّح" (Mashiach) أي الممسوح.
- كانت تُستخدم في العهد القديم للدلالة على الشخص الذي يمسحه الله بالزيت تكريسًا لمهمة مقدسة: ملك، كاهن، أو نبي.
- فالمقصود بـ"المسيح" في التقاليد اليهودية هو الملك الموعود الذي سيرسله الله ليخلّص شعبه ويُقيم ملكوته.
2. معنى "ابن الله"
في الفكر العبري القديم، عبارة "ابن الله" لم تعنِ بالضرورة ولادة جسدية من الله (كما في الأساطير الوثنية)، بل كانت
لقبًا يدل على علاقة خاصة بالله.
لكن في العهد الجديد، أخذت العبارة معنى أعمق جدًا:
أ. ابن الله بمعنى فريد
- يُعلن يسوع أن علاقته بالله ليست مثل علاقة أي إنسان بخالقه، بل علاقة وحدة في الجوهر والإرادة والمحبة.
- قال مثلاً:
«أنا والآب واحد» (يوحنا 10:30).
«الآب فيّ وأنا فيه» (يوحنا 14:10-11).
ب. الابن الأزلي
- المسيحيون يؤمنون أن "الابن" لم يبدأ وجوده في الميلاد من مريم، بل هو الكلمة (اللوغوس) الذي كان عند الله منذ الأزل:
«في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يوحنا 1:1).
- ثم "تجسّد" هذا الكلمة في شخص يسوع المسيح:
«والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا» (يوحنا 1:14).
إذن، "ابن الله" تعني:
- أن يسوع هو الله الظاهر في الجسد (اللاهوت).
- وأن له علاقة فريدة أزلية بالآب، كالعلاقة بين الفكر وكلمته أو النور ومصدره.
ثانيًا: معنى "ابن الإنسان"
هذا اللقب استخدمه يسوع كثيرًا عن نفسه، وهو في الظاهر يبدو "تواضعيًا"، لكنه في الحقيقة لقب
ذي معنى نبوي عميق.
1. في اللغة العبرية
- "ابن الإنسان" (בֶּן־אָדָם - ben adam) تعني ببساطة "إنسان"، أي مخلوق بشري.
- استخدمه النبي حزقيال ٩٠ مرة تقريبًا عندما كان الله يخاطبه:
«يا ابن الإنسان، قف على قدميك فأتكلم معك» (حزقيال 2:1).
أي بمعنى: يا إنسان، تذكّر أنك بشر أمام الله.
2. في نبوءة دانيال 7:13–14
لكن في سفر دانيال، العبارة تأخذ معنى
فائق للطبيعة:
«هوذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى، وجاء إلى القديم الأيام (أي الله)، فأُعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي لا يزول.»
فهنا "ابن الإنسان" هو
شخص سماوي يُعطى سلطانًا أبديًا ويُعبد من جميع الشعوب — أي ليس مجرد إنسان عادي.
3. كيف استخدم يسوع اللقب؟
يسوع استخدم لقب "ابن الإنسان" للإشارة إلى نفسه في ثلاث مستويات:
أ. ليُظهر إنسانيته الحقيقية
«للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» (متى 8:20).
أي أنه يشارك الإنسان في ضعفه وآلامه وفقره.
ب. ليُشير إلى موته وآلامه
«ابن الإنسان سوف يُسلم إلى أيدي الناس فيصلب» (متى 17:22-23).
أي أنه سيتألم ويموت كإنسان من أجل البشر.
ج. ليُعلن مجده الإلهي المستقبلي
«ومنذ الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيًا على سحاب السماء» (متى 26:64).
وهذا اقتباس مباشر من نبوءة دانيال 7، أي أنه
ذلك الكائن السماوي نفسه الذي له السلطان والمجد الإلهي.
التوازن بين اللقبين
| اللقب | يعبّر عن | المعنى اللاهوتي |
|---|
| ابن الله | لاهوته | المسيح هو الله الظاهر في الجسد، ابن الآب الأزلي |
| ابن الإنسان | ناسوته | المسيح هو إنسان كامل عاش بين البشر وتألم ومات وقام |
أي أن المسيح يجمع في شخصه الواحد اللاهوت والناسوت:
إله كامل وإنسان كامل في آنٍ واحد.
- "المسيح ابن الله" = الممسوح من الله، الكلمة الأزلي المتجسد، الذي يُعلن محبة الله وخلاصه للبشر.
- "المسيح ابن الإنسان" = الإله الذي صار إنسانًا ليشاركنا طبيعتنا ويخلّصنا بموته وقيامته.
- هذان اللقبان لا يتعارضان بل يتكاملان، بأن في المسيح الاتحاد الكامل بين اللاهوت والناسوت
