- إنضم
- 28 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 247
- مستوى التفاعل
- 16
- النقاط
- 18
سلام المسيح مع الجميع واسمحوا لي ان اقدم مفاهيم اساسية عن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]غير [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]
أولاً : محدودية العقل البشري
س 1 : هل يستطيع العقل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أن يحوي [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود ؟
ج : كان هناك ملكاً لا يؤمن بوجود [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، وطلب من أحد الأساقفة أن يريه الله، فصعد به الأسقف وقت الظهيرة على جبل عال ، وطلب منه أن ينظر إلى قرص الشمس، فلم يقدر الملك النظر إلى قرص الشمس وقال للأسقف : هل تريدني أن أفقد بصري لكيما أرى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، فقال له الأسقف : إن كنت لا تستطيع أن تحتمل بهاء أحدى مصنوعاته ، فكيف تحتمل النظر إلى بهائه ومجده .
وبينما كان الفيلسوف أغسطينوس مشغولاً بمحاولة إدراك ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، وقد أجهد عقله كثيراً ، وعندمـا استسلم للنـوم نظر في حلم طفلاً يلهو على شط البحر.. لقد صنع حفرة صغيرة ، وبدأ يأخذ بجردل صغير من ماء البحر ويضع في الحفرة حتى أمتلأت وفاضت ، والطفل لا يكف عن محاولاته ، وعندما سأله أغسطينوس : ماذا تفعل ياإبني ؟ أجابه الطفل : هل تساعدني يا سيدي في نقل كل ماء البحر إلى حفرتي هذه ؟ أغسطينوس : لكن هذا من المستحيل ياإبني .
حينئذ سمع صوت يقول له : وهكذا ياأغسطينوس عقل الإنسان [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]يستحيل عليه أن يدرك ويحوي [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود.
فقال القديس أغسطينوس إن عقل الإنسان [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]لا يستطيع أن يحيط بغير [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أو يستوعبه ، ولكن مع ذلك فإن الروح القدس الساكن فينا يمكنه وحده أن ينير بصائرنا ويجعلنا ندرك حقيقة هذا السر . وقال القديس باسيليوس الكبير " إن عقلنا المفكر ضعيف ، ولساننا أضعف ، فمن الأسهل قياس البحر كله بقدح صغير عن أن ندرك عظمة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]غير المدركة بالعقل البشري ".
قال صوفر النعماتي " أإلى عمق [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي ؟ هو أعلى من السموات فماذا عساك أن تفعل ؟ أعمق من الهاوية فماذا تدري ؟ أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر " (أي 11 : 7 – 9 ) فكيف يحوي العقل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL][URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود ؟ !!
وإن كنا كثيراً ما نقف عاجزين عن إدراك بعض فروع المعرفة مثل كيفية عمل الكهرباء ، وإمكانات الكمبيوتر العميقة ، ووسائل الاتصال الحديثة ، مع أن هذه الأمور مادية محسوسة وهي من صنع الإنسان ، فكيف يستطيع الإنسان أن يدرك الأمور الخاصة بالذات الإلهية ؟ ! إنها أسرار تستعصى على العقل البشري ، ولايمكن أن ندرك منها إلا بمقدار ما أعلنه [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]عنها ، والأمر العجيب أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أعلن لنا هذه الأمور الإلهية بواسطة أناس معظمهم من البسطاء الذين ليسوا من أصحاب الثقافات والفلسفات والمعارف العالمية ، وقد أيدهم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بعمل المعجزات العظيمة شهادة لصحة إعلاناتهم .
ولذلك نحن نؤمن ونصدق هذه الإعلانات دون إقحام العقل أكثر مما ينبغي، ودون عناء البحث عن الأدلة المادية ، فيقول الفيلسوف ديكارت " إن مسألة الإيمان بالله هي مسألة وعي لدى الإنسان قبل أن تكون مسألة دليل ، وعي يقيني بالوجود الأعظم والحقيقة الكونية ، وعي متصل بهذا الوجود بل وقائم عليه" ولا يمكن أن نُخضع الطبيعة الإلهية للمقاييس البشرية العقلانية التي أضاعت سابليوس وأريوس ومقدونيوس .. حقا ياأحبائي من الخطورة أن نجعل مقاييس الطبيعة المخلوقة قياساً للطبيعة الخالقة . إنما يعلن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]ذاته للمتواضعين والعطاش المشتاقين لمعرفته .
والحقيقة أن المقولة " ربنا عرفوه بالعقل " لا تمثل الحقيقة المطلقة ، وذلك لأن العقل يخبرنا عن وجود خالق عظيم للكون ، ولكنه يعجز عن إدراك عظم محبته وأبوته وعدله وقداسته مالم يعلن لنا [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]ذاته لنا مثل هذه الأمور .
وإن كان الإنسان يستطيع أن يفهم أعمال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]من خلال الخليقة ، ولكن جوهر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سيظل فوق مستوى العقل والتصوُّر ، فيقول البابا أثناسيوس الرسولي " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]خارج كل شئ بحسب جوهره ، لكنه في كل شئ بأعمال قدرته " ويقول الكاتب جورج بتريل " بالتأكيد فإن الطفل حديث الولادة يعرف من الكون وطرقه قدر ما يعرف أحكمنا عن سبل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، الذي تمتد سيطرته فوق السموات والأرض ، وفوق الزمان والأبدية .
والحقيقة أن اللغة البشرية عاجزة عن التعبير عن الأمور الإلهية ، فيقول القديس أغسطينوس " إننا عندما نتكلم عن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، فإن اللغة البشرية توجد عاجزة عن التكلم عن الإلهيات " وقال القديس غريغوريوس أسقف نيصص " في أي موضع نتكلم عن اللاهوت فإننا نجرحه . أي نجرح [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لأنه لا يوجد في اللغة البشرية ما يصف [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]نفسه أو يعبر عنه . فاللغة البشرية المحدودة لا يمكن أن تفي بحق عن المدلولات الكاملة الإلهية التي لله غير [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]، ولذا فهي إزاء الكمالات الإلهية ليست إلاَّ تعبير عما يستطيع البشر فهمه وإدراكه " .
وهذا دعى البعض للقول بأن البحث في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]هو نوع من الجهل والشرك ، فقال الخليفة أبو بكر " سبحان من الجهل بذاته ( يقصد ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]) فهو عين العلم " كما قال أن " البحث في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إشراك والجهل بذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إدراك " وقال الإمام الغزالي " إذا استحال أن تُعرّف نفسك بكيف وأين فكيف يليق بعبوديتك أن تصف الربوبية بأن أو كيف ، وهو مقدس عن الأين والكيف " وقال أحمد أمين " إذا عجزنا في أنفسنا عن " مـا " دائماً وعن " كيف " كثيراً فكيف نستطيع أن نجيب عن " ما " و " كيف " في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وصفاته ؟!! وقال المشير أحمد عزت " العجـز عـن إدراك سر الروح إدراك ، والبحث عن كنه ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إشراك " . وقال الشيخ محي الدين " أعلم أن الحق تعالى لا يُدرك بالنظر الفكري أبداً ، وليس عندنا أكبر من ذنب الخائضين في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بفكرهم ، فانهم قد أتوا بأقصى درجات الجهل " ( الباب ص 373 ) بل أن جوهر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سيظل مخفياً عنا حتى في الملكوت ، فيقول الأسقف كاليستوس " لأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سر يفوق إدراكنا ، فلم نعرف أبداً جوهره أو كيانه الداخلي ، لا في هذه الحياة ولا الدهر الآتي . فلو نحن عرفنا الجوهر الإلهي لتبع ذلك أننا نكون قد عرفنا [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بنفس الطريقة التي يعرف بها ذاته ، وهذا مستحيل بالمرة ، طالما أنه هو الخالق ونحن مخلوقين . لكن وبينما الجوهر الداخلي لله يظل إلى الأبد فوق إدراكنا ، فإن طاقاته ونعمته وحياته وقوته تملآ الكون كله "
س 2 : هل عدم إدراك الحقائق العلمية بالعقل يعني عدم حقيقتها ؟
ج : هناك أمور مادية كثيرة لا ندركها ، وبالطبع فإن جهلنا لا ينفي حقيقتها ، فمثلاً هناك أصوات خافتة تعجز آذاننا عن إلتقاطها بينما تلتقطها آذان الكلاب ، ونحن نستطيع الاستماع إليها عن طريق أجهزة التصنت ، وهناك كائنات دقيقة لا نبصرها بأعيننا المجردة ولكنها موجودة ونراها بالمجهر ، وهناك الموجات الصوتية والضوئية التي تنتشر حولنا ونحن لا نشعر بها ولكن أجهزة التليفاز تُجسّدها لنا . بل أكثر من هذا أن العين البشرية قد تخدعنا كما يحدث في ظاهرة السراب ، فالإنسان التائه في الصحراء يتهيأ له أنه يرى بيوتاً وأشجاراً ويسير فإذ بالكل سراب ، وعندما نضع ملعقة في كوب ماء نبصرها فإذ هي تبدو مكسورة والحقيقة غير ذلك . فهل نطمع أن ندرك [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بمثل هذه الحواس الضعيفة ؟ ! ونحن لا نرى العقل ولكننا نؤمن بوجوده ونلمس آثاره ، فإن رأينا بيتاً جميلاً منظماً مهيئاً للسكنى فلا بد أن يكون هناك الإنسان الذي بنى البيت وأكمله ووضع فيه الأثاث الفاخر ... إلخ . لقد أشاع أحد جنود نابليون بأنه لا يؤمن بالله لأنه لا يراه ، فاستدعاه نابليون وسأله : هل عندك عقل ؟ فقال : نعم ياسيدي .
فقال له نابليون : أرني عقلك وإلا عاقبتك .
فأجابه الجندي : إسألني عن المدافع الحربية ، ومن اجابتي السليمة ، وعن طريق الاستدلال تعلم أنني أملك عقلاً .
فقال نابيلون : فكيف تنكر وجود [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]جل شأنه ، وهذا الكون العظيم أكبر دليل على وجوده ( أورده الدكتور القس سامي غبريال في كتابه الجواب ص 81 ) فعدم إدراك الأمور الإلهية ياأخوتي لايعتبر حجة لرفضها ، لأننا نستخدم تكنولوجيا العصر ونستفيد منها رغم أننا لا ندرك كيفية عملها ، وإذا رفضنا الحقائق الإيمانية بحجة عدم إدراكها فإننا سنشبه المريض الذي يرفض تناول الدواء بحجة أنه لا يدرك كيفية تأثيره في الجسم ، فيقوى عليه المرض ويسلمه للموت .
س 3 : هل الحقائق الإيمانية ضد العقل ؟
ج : الحقائق الإيمانية ليست ضد العقل ولكنها فوق مستوى العقل ، فمثلاً لو قلنا أن الثالوث القدوس عبارة عن 1 + 1 + 1 = 1 فهذا ضد العقل ، ولكن عندما نقول أن الثالوث القدوس في المسيحية هو عبارة عن 1 × 1 × 1 = 1 فهذا يتمشى مع العقل ، وإن كانت كيفية ذلك فوق مستوى العقل ، ومثال آخر أننا لو قلنا أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يحب الشر فهذا ضد العقل ، ولكن عندما نقول أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يحب الأشرار مهما عظمت شرورهم ويود رجوعهم فإن هذا يتمشى مع العقل ولو أنه فوق مستوى العقل .
والحقائق الإيمانية للعقلانيين تبدو مستحيلة ولكن بالنسبة للبسطاء فإنهم يقبلونها .. بالنسبة للعقلانيين عقيدة التثليث والتوحيد معضلة مرفوضة ، والتجسد غير مقبول ، والوهية المسيح بدعة ، والصليب عثرة ، والإنجيل لا بد أن يكون محرفاً .. مساكين هؤلاء العقلانيون . أما نحن البسطاء فإنه يتحقق فينا قول الرب يسوع " أحمدك أيها الآب ربُّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال " ( مت 11 : 25 ) ونشكر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أن روح [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الساكن فينا يعرفنا على ذاته " لأن مَنْ من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه . هكذا أيضاً أمور [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لا يعرفها أحد إلاّ روح [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]" ( 1 كو 2 : 11 ) .
س 4 : هل نتعامل مع الحقائق الإيمانية كما نتعامل مع الحقائق العلمية ؟
ج : هناك فرق بين التعامل مع الحقائق العلمية ، والتعامل مع الحقائق الإيمانية يتمثل في الآتي:
أ - الحقائق العلمية تبدأ بالشك في صحتها ، أما الحقائق الإيمانية فإننا نؤمن بصحتها ونقبلها.
ب - الحقائق العلمية نُخضِعها للفحص والتمحيص حتى تثبت صحتها . أما الحقائق الإيمانية فإننا نحاول تفهمها بالإيمان والثقة مع الدراسة والبحث .
ج - الحقاق العلمية نقبلها بعد الاقتناع بصحتها . أما الحقائق الإيمانية فإننا نقبلها حتى لو كانت فوق مستوى عقولنا.
د - الحقائق العلمية محدودة لأنها تخص البشر والكون [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أما الحقائق الإلهية فهي غير محدودة لأنها تخص [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود .. الحقائق العلمية في متناول اليد فهي قابلة للبحث أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو فوق العقل .
هـ- الحقائق الإيمانية تعتمد على إعلانات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، فعندما إعترف بطرس بأن السيد المسيح إبن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لم يكن هذا الاعتراف وليد عقله إنما كان بإعلان سمائي "طوبى لك يا سمعان بن يونا . إنَّ لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات " ( مت 16 : 17 ) وقال الرب يسوع "وليس أحد يعرف الإبن إلاَّّ الآب . ولا أحد يعرف الآب إلاّ الإبن . ومن أراد الإبن أن يعلن له "( مت 11 : 27 ) ويقول معلمنـا بولس الرســول " ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاَّ بالروح القدس " ( 1 كو 12 : 3 ) .
إذاً الشك يكون مفيداً في الحقائق العلمية ، ولكن الشك في الحقائق الإيمانية فإنه خطير ويغلق باب القلب في وجه الإيمان ، وإن كان دخول الشك للقلب سهلاً فالتخلص منه صعباً للغاية .
ثانيا : صفات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الواحد
س 5 : ما هي الصفات التي يتميز بها [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]دون سواه ؟
ج : لكيما نتعرف على [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يجب أن نتعرف على صفاته التي يختص بها ، وما أكثر وأعظم هذه الصفات .. نذكر منها الآتي :
أ - الله روح : قال الرب يسوع للسامرية " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا " ( يو 4 : 24 ) وهو خالق جميع الأرواح " أفلا نخضع بالأولى لأبي الأرواح فنحيا " ( عب 12 : 19 ).
الله روح بسيط لا ينقسم ولا يتجزأ ..
الله روح بسيط لا تركيب فيه ، فالشئ المركب ليس أزلياً لأنه رُكّب من أشياء قد سبقته في الوجود ، فمثلاً المـاء مُركَّب من الأكسجين والهيدروجين وهما سابقان في الوجود عـن الماء. أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو الأزلي الذي لم يسبقه شئ قط إنما هو جابل كل شئ ، والشئ المركَّب محدود بقدر الأشياء التي رُكّب منها . أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو غير محدود ، وقال القديس أغسطينوس " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]جوهر مجرد لا تركيب فيه " ويقول البابا كيرلس عمود الدين " فالله بسيط في طبيعته وغير مركب بينما نحن نملك طبيعة مركَّبة ، والله كامل في ذاته ولا ينقصه شئ ، بينما كل طبيعة بشرية مكوَّنة من أجزاء متعددة " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح بسيط لا أثر للمادة فيه ، وبالتالي فإنه منزه عن صفات المادة مثل المحدودية والتحيز والتجزئة .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح بسيط لا جسم له ، ولذلك فهو لا يدخل تحت نطاق الجنس ذكراً أو أنثى ..
س : السيد المسيح هو [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]المتأنس له جسد بشري من لحم وعظم وليس جسداً خيالياً كما قال أوطيخا .. فكيف نوفق بين هذه الحقيقة أن لله جسد وبين حقيقة أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح لا جسم له؟
ج : لا يوجد تعارض على الإطلاق بين الحقيقتين لأن جوهر اللاهوت هو روح بسيط لا جسم فيه ، وفي زمن معين إتخذ اللاهوت جسداً حقيقياً وأتحد به لكيما يتم خلاصنا ، وحتى بعد أن تمم خلاصنا فإن جسد المسيح لم يتلاشئ ولكنه تحول إلى جسد القيامة الممجد، وبهذا الجسد سيظهر في مجيئه الثاني وتراه كل عين .
ب - الله غير محدود : " هكذا قال الرب السموات كرسي والأرض موطئ قدمىّ " ( أش 66 : 1 ) " إذا إختبأ إنسان في أماكن مستترة أفما أراه يقول الرب .. أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب " ( ار 23 : 24 ) " الذي يمـلأ الكل في الكل " ( أف 1 : 23 ).
الله مالئ السموات والأرض .. يملأ كل مكان ولا يخلو منه زمان .. هو حاضر في كل مكان وزمان . هو كائن بالكامل في كل مكان ، ومثال تقريبي على هذا أن الشمس تدخل إلى بيتي وبيتك ، وتشرق في مدينتي ومدينتك ، وفي كل مكان تشرق بفاعليتها وقوتها فتطرد الظلمة وتحمل الدفء وتطهر المكان من الجراثيم والميكروبات ، ومع هذا فإنها شمس واحدة قائمة في العلاء ، والتشبيه مع الفارق لأن الشمس تغرب لكن إلهنا إشراقة دائماً ، وكما أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]غير محدود فصفاته وفضائله أيضاً غير محدودة ، فقدرته غير محدودة، وعلمه غير محدود ، وطول أناته غير محدودة وهلم جرا ...
ويقول البعض أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]موجود بجوهره في السماء ، ولكن في الأماكن الأخرى فله وجود بصفاته فقط ، وهذا القول يجانبه الصواب ، لأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]موجود بجوهر لاهوته في كل مكان وزمان .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]له وجود عام في كل مكان ، وأحياناً يعلن عن وجوده بطريقة محسوسة كما رآه موسى متجلياً على جبل سيناء بينما في ذات الوقت لم يخلو منه مكان قط ، ويتساءل البعض الآخر قائلاً : هل يوجد [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]في أماكن الشر والنجاسة وجهنم النار ؟ .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لا يخلو منه مكان قط ، فهو يوجد في أماكن الشر والنجاسة ولا يتأثر بالشر ولا بالنجاسة .. إن كانت الشمس عندما تشرق على الأماكن النجسة لا تتأثر إنما تطهر تلك الأماكن من التلوث فكم وكم بخالق الشمس؟! وأيضاً فـي جهنم النار يستعلن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]عدله ، ولا يتأثر هو بنار جهنم .
ج - الله سرمدي : [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سرمدي أي أزلي أبدي ، فهو أزلي ليس له بداية ، وأبدي ليس له نهاية .. لا بداية لأزليته ، ولا نهاية لأبديته " من قبل أن تولد الجبال وابدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]" ( مز 90 : 2 ) " أنا الأول وأنا الآخر " ( أش 48 : 12 ) " أنا هو الألف والياء " ( رؤ 1 : 8 ) ..
الله أزلي " مسالك الأزل له " ( حب 3 : 6 ) " قبلي لم يصوَّر إله وبعدي لا يكون " ( أش 43 : 10 ) " مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل " ( مي 5 : 2 ) ..
الله أبدي " ملك الدهور الذي لا يَفُنَى ولا يُرَى " ( 1 تي 1 : 17 ) " أنت هو وسنوك لن تنتهي " ( مز 102 : 26 ) ..
وإن تساءل أحد : متى وُجِد [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]؟ نقول له إسمح لنا أن نقول لك أن سؤالك خاطئ ، لأن القول بأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وُجد يعني أن آخر أوجده ، وهذا خطأ .. إننا نقول أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كائن " الكائن والذي كان والذي سيأتي " ( رؤ 1 : 4 ) .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]واجب الوجود قبل كل الدهور ، ومعنى واجب الوجود أي أنه لم يعتمد في وجوده على أي قوة خارجة عنه . بل هو مُوجد كل الموجودات و " به نحيا وَنتَحرَّكُ ونوجَد " ( أع 17 : 28 ) .. هو العلة الأولى والمُحرِك الأول ، فإن كانت كل علة لها معلول ، وكل حركة لها محرك ، وبالتسلسل إلى أعلى نصل إلى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]العلة الأولى واجب الوجود ، وبذلك لا يكون هناك مجال للتساؤل : من أين آتى الله؟ ومن أوجد [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]؟ ومتى وُجِد؟
ويتساءل البعض : هل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أوجد ذاته ؟
هذا تعبير خاطئ لأن معناه أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أقدم من ذاته .
ويتساءل البعض أيضاً قائلاً : أن الروح البشرية والملائكة خالدون إلى الأبد، فهل تتساوى أبديتنا وأبدية الملائكة بأبدية [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]؟ .. كلاَّ ، فإننا حصلنا على نعمة الأبدية والخلود كهبة من [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]. أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو أبدي بذاته .. صفة الأبدية بالنسبة لنا مكتسبة ، أما بالنسبة لله فهي صفة ذاتية .
د - الله غير متغير : هل معرفة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]زادت في هذه الأزمنة عما كانت عليه قبل الخليقة ؟ .. كلاَّ .. هل قوة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]تتعرض للضعف بمرور السنين والأيام ؟ .. كلاَّ .. هل جمال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يزداد أو يقل مع مرور الزمن ؟ .. كلاَّ ، فمعرفة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وقوته وجماله وجميع صفاته هي صفات ثابتة لا تتغير ، فلا تتغير للأفضل لأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كمال مطلق دائماً وأبداً ، ولا تتعرض للنقصان لأنه عديم التغير " ليس عنده تغيير ولا ظلُّ دوران " (يع 1 : 17) [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كامل في ذاته متكامل في صفاته أعلن ذاته لموسى " أهيه الذي أهيه " أي "أكون الذي أكون " أي " الكائن بذاته .. الكامل في ذاته .. هو يهوه الدائم الكينونة الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد " ( رو 8 : 5 ) .
ويقول القديس كيرلس عمود الدين " نحن من التراب فيما يخص الجسد ، وهذا يعني أننا معرضون للفساد والزوال مثل الأعشاب . بينما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فوق كل ذلك ، والنفس الإنسانية عرضة لتقلبات كثيرة من الصالح إلى الطالح ، ومن الطالح إلى الصالح ، ولكن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]هو هو دائماً صالح إلى الأبد ، لا يتحوَّل ولا يتغير من حال إلى حال "
وقال القديس أغسطينوس " كما نعرف أنك أنت الموجود الحقيقي وحدك كذلك نعـرف أنـك أنت وحـدك الموجود بلا تغيّر والمريد بلا تغيّر .
ويتساءل البعض عندما ندم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]على الشر " فلما رآى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الذي تكلم أن يصنعه فلم يصنعه " (يون 3 : 10 ) أليس يعتبر هذا نوعاً من التغير ؟ الحقيقة أن الشعب هو الذي تغيرت حالته وليس [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL].. الشعب هو الذي غير سلوكه واستجاب لنداءات التوبة التي وجهها له الرب إلهه فلم تسرى عليه الأحكام الإلهية ..
ولماذا قال الكتاب " ندم " ؟ ليعبر أن هدف [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]واشتياقات قلبه أساساً هو خلاص الإنسان وليس فناءه، فعندما يأمر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بعقاب الإنسان فهذه ليست هي القاعدة العامة إنما هو الاستثناء .. أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فلا يتغير " ليس [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إنساناً فيكذب ولا إبن آدم فيندم . هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي " (عد 23 : 19 ) "وأيضاً نصيح إسرائيـل لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنساناً فيندم " (1 صم 15 : 29 ) " لأني أنا الرب لا أتغير " ( 1 مل 3 : 6 ) ولأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]عديم التغير فكلامه ثابـت " السمـاء والأرض تزولان ولكـن كلامي لا يـزول" ( مر 10 : 31 ).
هـ - الله خالق كل شئ : " هكذا قال الرب خالق السموات هو [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]. مصوّر الأرض وصانعها " ( أش 45 : 18 ) " هكـذا يقول فاديك وجابلك من البطن. أنا الرب صانع كل شئ ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي " ( أش 44 : 24 ) .
وصفة الخلقـة خاصة بالله وحـده لا يعطيهــا لأي كائــن آخر ، فلا خالق غيره، ولذلك عندما يقف الإنسان الغير مؤمن أمام المسيح وهو يخلق ، فلا بد أن يعترف أنه هو [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]المتأنس ، وإلاَّ فانه يقف أمام مشكلة وجود أكثر من خالق وبالتالي وجود أكثر من إله ويدخل في مشكلة الشرك بالله .
و - الله ضابط الكل : [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]مدبـر كل شئ في السمــاء وعلى الأرض " هو يفعل كل ما يشاء في جند السمـاء وسكان الأرض ولا يوجد من يمنع يده أو يقول ماذا تفعل ؟ " ( دا 4 : 35 ) " كل ما شاء الرب صنع في السموات وفي الأرض في البحار وفي كل الجج " (مز 135 : 6 ) ويهتم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]حتى بشعور رؤوسنا " وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة" (مت 10 : 30 )
الله ضابط الكل فمـن المستحيـل أن يحدث أمر صغير أو كبير إلاَّ بأمره أو بإذنـه ، وقد يتساءل البعض عن الشر والكوارث والجرائم التي تحدث على الأرض .. هل تحدث بإرادتـه أو بدون إرادته ؟ والحقيقة أن هنـاك فارق بين إرادة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وسماحه أو إذنـه ، فكل الخير الذي يحدث هو يعبـر عن إرادة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الخيرّة فخيره خيراً مطلقاً ، فالله صانع الخيرات. أما الشـر الذي يحدث فهـو يحدث بسماح منه ، ومرجعه إلى الشيطان عدو كل خير ، ولكن الشيطان ليس مطلق الحرية يرسل لنا شروره كيفما أراد . إنما هو داخل دائرة الضبط الإلهي ومثال على هذا قصة تجربة الشيطان لأيوب البار ، فإن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سمح له في المرة الأولى بأن يمد يده على ممتلكات أيوب وكل ماله من أبناء وبنات ، ولكن إليه لا يمد يده ، وفي المرة الثانية سمح له بأن يمد يده إلى جسد أيوب دون أن يقرب إلى عقله .
وفي الجدار الشرقي بالهيكل يوجد تجويف يُسمى " حضن الآب " وترسم فيه صورة السيد المسيح ممسكاً بالكرة الأرضية في يده ، وتُدعى هذه الأيقونة " البانطوكراطور " أي الضابط الكل .
ز - القادر على كل شئ : قال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لإبراهيم " أنا [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]القدير " ( تك 17 : 1 ) وقال يعقوب ليوسف " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]القادر على كل شئ " ( تك 48 : 3 ) وهو كلي القدرة لذلك قال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لإبراهيم " هل يستحيل على الرب شئ " ( تك 18 : 14 ) وقال المرنم " إن إلهنا في السماء . كلما شاء صنع " ( مز 115 : 3 ) وعبَّر أشعياء النبي عن هذه القدرة قائلاً " من كال بكفيه المياه وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقَّبان والركام بالميزان " (اش 40 : 12 ) وقال الرب يسوع " عند [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كل شئ مستطاع ( مت 19 : 26 ) وقدرة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]مطلقة ، فهي قدرة غير محدودة ولا تتوقف على شئ غير مشيئة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL].
وظهرت قـدرة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]في خلقـه الكون العجيب ، وتجلت أيضــاً في خلقته للإنسـان على صورتــه ومثاله ، وما أعظم وما أعجب الإنسان !! أنـه عالم صغيـر . تأمل في جهاز واحد من أجهزة الجســم لتدرك مدى قدرة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وعظمته ، فما تقـوم به ربع كلية من تنقية الدم يحتاج لأجهـزة عديدة للقيام بهذه المهمـة ، فكم وكم ما يقوم به المخ البشري من عمليات في منتهى الغرابة ؟! قال كبلر العالم الألماني " أن نظام الأجرام السمائية يؤكد وجود الباري " وقال بسكال العالم الفرنسي " أن النظام العجيب الذي يسود الكون يقطع بوجود منظم له " وقال اسحق نيوتن " أني رأيت [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]في أعمال الطبيعة ، وقوانينها الخارقة تؤكد وجود كائن أعلى يسيطر على هذا الكون!! " ( القس صموئيل مشرقي – حقيقة الثالوث ص 9 ) .
ويتساءل البعض هل يقدر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]على فعل الشر ؟ والحقيقة أن الشر ضعف وليس قوة ، والله منزَّه عن الضعف ولا يتفق الشر مع طبيعة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]القدوسة ، ولا يتفق مع مشيئته البارة ، ولذلك لا يرضى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أن يفعل الشر .
ح - العالِمُ بكل شئ : "الغارس الأذن ألا يسمـع . الصانع العين ألا يبصر " (مز 94 : 9 ) " ليس خليقة غيـر ظاهرة قدامه بل كل شئ عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا " (عب 4 : 13 )
وبالنسبة لله كل الزمن حاضر ، فلا يوجد لديه ماضي ولا مستقبل بل الكل مكشوف أمامـه منذ بدء الخليقة وحتى نهاية الزمان ، ويمكن تشبيه هذا الأمر بإنسان ينظـر من طائرة مرتفعة بمنظار معظم فيرى مدينة بأكملها أو يرى قافلة عظيمة تسير على الأرض . بينما لو أن هناك إنسان واقف على الأرض والقافلة تسير أمامـه فيظل وقتاً حتى يـرى القافلة بالكامل ، وبالنسبة له يمضي جزء من القافلة ويمثل بالنسبة له ماضي ويتبقى جزء لم يره بعد يمثل بالنسبة له مستقبلاً ، وهكذا لو إنسان سائر في المدينة ففي سيره يمر عليه جزء من المدينة قد رآه في الماضي ويتبقى جزء لم يره بعد يمثل بالنسبة له مستقبلاً بينما الذي في الطائرة يرى الكل في لحظة واحدة .
هذا بالإضافـة إلى صفات أخرى لا نجدها إلا في [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وحده مثل القداسة المطلقة ( لا 11 : 45، 1صم 2 : 2 ، مز 99 : 9 ، أش 6 : 14 ، 1 بط 1 : 15 ، رؤ 15 : 4 ) والعدل الكامل ( مز 7 : 11 ، مز 97 : 2 ) والرحمة المتناهية ... إلخ .
+ لايستطيع العقل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أن يدرك [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود.
+ عدم إدراك الحقائق العلمية بواسطة العقل البشري لا يعني عدم حقيقتها.
+ الحقائق الإلهية فوق مستوى العقل ، ولكنها ليست ضد العقل.
+ هناك فرق بين التعامل مع الحقائق الإيمانية ، والتعامل مع الحقائق العلمية.
+ من صفات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أنه :
يتبع.
أولاً : محدودية العقل البشري
س 1 : هل يستطيع العقل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أن يحوي [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود ؟
ج : كان هناك ملكاً لا يؤمن بوجود [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، وطلب من أحد الأساقفة أن يريه الله، فصعد به الأسقف وقت الظهيرة على جبل عال ، وطلب منه أن ينظر إلى قرص الشمس، فلم يقدر الملك النظر إلى قرص الشمس وقال للأسقف : هل تريدني أن أفقد بصري لكيما أرى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، فقال له الأسقف : إن كنت لا تستطيع أن تحتمل بهاء أحدى مصنوعاته ، فكيف تحتمل النظر إلى بهائه ومجده .
وبينما كان الفيلسوف أغسطينوس مشغولاً بمحاولة إدراك ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، وقد أجهد عقله كثيراً ، وعندمـا استسلم للنـوم نظر في حلم طفلاً يلهو على شط البحر.. لقد صنع حفرة صغيرة ، وبدأ يأخذ بجردل صغير من ماء البحر ويضع في الحفرة حتى أمتلأت وفاضت ، والطفل لا يكف عن محاولاته ، وعندما سأله أغسطينوس : ماذا تفعل ياإبني ؟ أجابه الطفل : هل تساعدني يا سيدي في نقل كل ماء البحر إلى حفرتي هذه ؟ أغسطينوس : لكن هذا من المستحيل ياإبني .
حينئذ سمع صوت يقول له : وهكذا ياأغسطينوس عقل الإنسان [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]يستحيل عليه أن يدرك ويحوي [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود.
فقال القديس أغسطينوس إن عقل الإنسان [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]لا يستطيع أن يحيط بغير [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أو يستوعبه ، ولكن مع ذلك فإن الروح القدس الساكن فينا يمكنه وحده أن ينير بصائرنا ويجعلنا ندرك حقيقة هذا السر . وقال القديس باسيليوس الكبير " إن عقلنا المفكر ضعيف ، ولساننا أضعف ، فمن الأسهل قياس البحر كله بقدح صغير عن أن ندرك عظمة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]غير المدركة بالعقل البشري ".
قال صوفر النعماتي " أإلى عمق [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي ؟ هو أعلى من السموات فماذا عساك أن تفعل ؟ أعمق من الهاوية فماذا تدري ؟ أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر " (أي 11 : 7 – 9 ) فكيف يحوي العقل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL][URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود ؟ !!
وإن كنا كثيراً ما نقف عاجزين عن إدراك بعض فروع المعرفة مثل كيفية عمل الكهرباء ، وإمكانات الكمبيوتر العميقة ، ووسائل الاتصال الحديثة ، مع أن هذه الأمور مادية محسوسة وهي من صنع الإنسان ، فكيف يستطيع الإنسان أن يدرك الأمور الخاصة بالذات الإلهية ؟ ! إنها أسرار تستعصى على العقل البشري ، ولايمكن أن ندرك منها إلا بمقدار ما أعلنه [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]عنها ، والأمر العجيب أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أعلن لنا هذه الأمور الإلهية بواسطة أناس معظمهم من البسطاء الذين ليسوا من أصحاب الثقافات والفلسفات والمعارف العالمية ، وقد أيدهم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بعمل المعجزات العظيمة شهادة لصحة إعلاناتهم .
ولذلك نحن نؤمن ونصدق هذه الإعلانات دون إقحام العقل أكثر مما ينبغي، ودون عناء البحث عن الأدلة المادية ، فيقول الفيلسوف ديكارت " إن مسألة الإيمان بالله هي مسألة وعي لدى الإنسان قبل أن تكون مسألة دليل ، وعي يقيني بالوجود الأعظم والحقيقة الكونية ، وعي متصل بهذا الوجود بل وقائم عليه" ولا يمكن أن نُخضع الطبيعة الإلهية للمقاييس البشرية العقلانية التي أضاعت سابليوس وأريوس ومقدونيوس .. حقا ياأحبائي من الخطورة أن نجعل مقاييس الطبيعة المخلوقة قياساً للطبيعة الخالقة . إنما يعلن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]ذاته للمتواضعين والعطاش المشتاقين لمعرفته .
والحقيقة أن المقولة " ربنا عرفوه بالعقل " لا تمثل الحقيقة المطلقة ، وذلك لأن العقل يخبرنا عن وجود خالق عظيم للكون ، ولكنه يعجز عن إدراك عظم محبته وأبوته وعدله وقداسته مالم يعلن لنا [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]ذاته لنا مثل هذه الأمور .
وإن كان الإنسان يستطيع أن يفهم أعمال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]من خلال الخليقة ، ولكن جوهر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سيظل فوق مستوى العقل والتصوُّر ، فيقول البابا أثناسيوس الرسولي " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]خارج كل شئ بحسب جوهره ، لكنه في كل شئ بأعمال قدرته " ويقول الكاتب جورج بتريل " بالتأكيد فإن الطفل حديث الولادة يعرف من الكون وطرقه قدر ما يعرف أحكمنا عن سبل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، الذي تمتد سيطرته فوق السموات والأرض ، وفوق الزمان والأبدية .
والحقيقة أن اللغة البشرية عاجزة عن التعبير عن الأمور الإلهية ، فيقول القديس أغسطينوس " إننا عندما نتكلم عن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، فإن اللغة البشرية توجد عاجزة عن التكلم عن الإلهيات " وقال القديس غريغوريوس أسقف نيصص " في أي موضع نتكلم عن اللاهوت فإننا نجرحه . أي نجرح [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لأنه لا يوجد في اللغة البشرية ما يصف [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]نفسه أو يعبر عنه . فاللغة البشرية المحدودة لا يمكن أن تفي بحق عن المدلولات الكاملة الإلهية التي لله غير [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]، ولذا فهي إزاء الكمالات الإلهية ليست إلاَّ تعبير عما يستطيع البشر فهمه وإدراكه " .
وهذا دعى البعض للقول بأن البحث في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]هو نوع من الجهل والشرك ، فقال الخليفة أبو بكر " سبحان من الجهل بذاته ( يقصد ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]) فهو عين العلم " كما قال أن " البحث في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إشراك والجهل بذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إدراك " وقال الإمام الغزالي " إذا استحال أن تُعرّف نفسك بكيف وأين فكيف يليق بعبوديتك أن تصف الربوبية بأن أو كيف ، وهو مقدس عن الأين والكيف " وقال أحمد أمين " إذا عجزنا في أنفسنا عن " مـا " دائماً وعن " كيف " كثيراً فكيف نستطيع أن نجيب عن " ما " و " كيف " في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وصفاته ؟!! وقال المشير أحمد عزت " العجـز عـن إدراك سر الروح إدراك ، والبحث عن كنه ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إشراك " . وقال الشيخ محي الدين " أعلم أن الحق تعالى لا يُدرك بالنظر الفكري أبداً ، وليس عندنا أكبر من ذنب الخائضين في ذات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بفكرهم ، فانهم قد أتوا بأقصى درجات الجهل " ( الباب ص 373 ) بل أن جوهر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سيظل مخفياً عنا حتى في الملكوت ، فيقول الأسقف كاليستوس " لأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سر يفوق إدراكنا ، فلم نعرف أبداً جوهره أو كيانه الداخلي ، لا في هذه الحياة ولا الدهر الآتي . فلو نحن عرفنا الجوهر الإلهي لتبع ذلك أننا نكون قد عرفنا [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بنفس الطريقة التي يعرف بها ذاته ، وهذا مستحيل بالمرة ، طالما أنه هو الخالق ونحن مخلوقين . لكن وبينما الجوهر الداخلي لله يظل إلى الأبد فوق إدراكنا ، فإن طاقاته ونعمته وحياته وقوته تملآ الكون كله "
س 2 : هل عدم إدراك الحقائق العلمية بالعقل يعني عدم حقيقتها ؟
ج : هناك أمور مادية كثيرة لا ندركها ، وبالطبع فإن جهلنا لا ينفي حقيقتها ، فمثلاً هناك أصوات خافتة تعجز آذاننا عن إلتقاطها بينما تلتقطها آذان الكلاب ، ونحن نستطيع الاستماع إليها عن طريق أجهزة التصنت ، وهناك كائنات دقيقة لا نبصرها بأعيننا المجردة ولكنها موجودة ونراها بالمجهر ، وهناك الموجات الصوتية والضوئية التي تنتشر حولنا ونحن لا نشعر بها ولكن أجهزة التليفاز تُجسّدها لنا . بل أكثر من هذا أن العين البشرية قد تخدعنا كما يحدث في ظاهرة السراب ، فالإنسان التائه في الصحراء يتهيأ له أنه يرى بيوتاً وأشجاراً ويسير فإذ بالكل سراب ، وعندما نضع ملعقة في كوب ماء نبصرها فإذ هي تبدو مكسورة والحقيقة غير ذلك . فهل نطمع أن ندرك [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بمثل هذه الحواس الضعيفة ؟ ! ونحن لا نرى العقل ولكننا نؤمن بوجوده ونلمس آثاره ، فإن رأينا بيتاً جميلاً منظماً مهيئاً للسكنى فلا بد أن يكون هناك الإنسان الذي بنى البيت وأكمله ووضع فيه الأثاث الفاخر ... إلخ . لقد أشاع أحد جنود نابليون بأنه لا يؤمن بالله لأنه لا يراه ، فاستدعاه نابليون وسأله : هل عندك عقل ؟ فقال : نعم ياسيدي .
فقال له نابليون : أرني عقلك وإلا عاقبتك .
فأجابه الجندي : إسألني عن المدافع الحربية ، ومن اجابتي السليمة ، وعن طريق الاستدلال تعلم أنني أملك عقلاً .
فقال نابيلون : فكيف تنكر وجود [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]جل شأنه ، وهذا الكون العظيم أكبر دليل على وجوده ( أورده الدكتور القس سامي غبريال في كتابه الجواب ص 81 ) فعدم إدراك الأمور الإلهية ياأخوتي لايعتبر حجة لرفضها ، لأننا نستخدم تكنولوجيا العصر ونستفيد منها رغم أننا لا ندرك كيفية عملها ، وإذا رفضنا الحقائق الإيمانية بحجة عدم إدراكها فإننا سنشبه المريض الذي يرفض تناول الدواء بحجة أنه لا يدرك كيفية تأثيره في الجسم ، فيقوى عليه المرض ويسلمه للموت .
س 3 : هل الحقائق الإيمانية ضد العقل ؟
ج : الحقائق الإيمانية ليست ضد العقل ولكنها فوق مستوى العقل ، فمثلاً لو قلنا أن الثالوث القدوس عبارة عن 1 + 1 + 1 = 1 فهذا ضد العقل ، ولكن عندما نقول أن الثالوث القدوس في المسيحية هو عبارة عن 1 × 1 × 1 = 1 فهذا يتمشى مع العقل ، وإن كانت كيفية ذلك فوق مستوى العقل ، ومثال آخر أننا لو قلنا أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يحب الشر فهذا ضد العقل ، ولكن عندما نقول أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يحب الأشرار مهما عظمت شرورهم ويود رجوعهم فإن هذا يتمشى مع العقل ولو أنه فوق مستوى العقل .
والحقائق الإيمانية للعقلانيين تبدو مستحيلة ولكن بالنسبة للبسطاء فإنهم يقبلونها .. بالنسبة للعقلانيين عقيدة التثليث والتوحيد معضلة مرفوضة ، والتجسد غير مقبول ، والوهية المسيح بدعة ، والصليب عثرة ، والإنجيل لا بد أن يكون محرفاً .. مساكين هؤلاء العقلانيون . أما نحن البسطاء فإنه يتحقق فينا قول الرب يسوع " أحمدك أيها الآب ربُّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال " ( مت 11 : 25 ) ونشكر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أن روح [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الساكن فينا يعرفنا على ذاته " لأن مَنْ من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه . هكذا أيضاً أمور [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لا يعرفها أحد إلاّ روح [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]" ( 1 كو 2 : 11 ) .
س 4 : هل نتعامل مع الحقائق الإيمانية كما نتعامل مع الحقائق العلمية ؟
ج : هناك فرق بين التعامل مع الحقائق العلمية ، والتعامل مع الحقائق الإيمانية يتمثل في الآتي:
أ - الحقائق العلمية تبدأ بالشك في صحتها ، أما الحقائق الإيمانية فإننا نؤمن بصحتها ونقبلها.
ب - الحقائق العلمية نُخضِعها للفحص والتمحيص حتى تثبت صحتها . أما الحقائق الإيمانية فإننا نحاول تفهمها بالإيمان والثقة مع الدراسة والبحث .
ج - الحقاق العلمية نقبلها بعد الاقتناع بصحتها . أما الحقائق الإيمانية فإننا نقبلها حتى لو كانت فوق مستوى عقولنا.
د - الحقائق العلمية محدودة لأنها تخص البشر والكون [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أما الحقائق الإلهية فهي غير محدودة لأنها تخص [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود .. الحقائق العلمية في متناول اليد فهي قابلة للبحث أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو فوق العقل .
هـ- الحقائق الإيمانية تعتمد على إعلانات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]، فعندما إعترف بطرس بأن السيد المسيح إبن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لم يكن هذا الاعتراف وليد عقله إنما كان بإعلان سمائي "طوبى لك يا سمعان بن يونا . إنَّ لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات " ( مت 16 : 17 ) وقال الرب يسوع "وليس أحد يعرف الإبن إلاَّّ الآب . ولا أحد يعرف الآب إلاّ الإبن . ومن أراد الإبن أن يعلن له "( مت 11 : 27 ) ويقول معلمنـا بولس الرســول " ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاَّ بالروح القدس " ( 1 كو 12 : 3 ) .
إذاً الشك يكون مفيداً في الحقائق العلمية ، ولكن الشك في الحقائق الإيمانية فإنه خطير ويغلق باب القلب في وجه الإيمان ، وإن كان دخول الشك للقلب سهلاً فالتخلص منه صعباً للغاية .
ثانيا : صفات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الواحد
س 5 : ما هي الصفات التي يتميز بها [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]دون سواه ؟
ج : لكيما نتعرف على [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يجب أن نتعرف على صفاته التي يختص بها ، وما أكثر وأعظم هذه الصفات .. نذكر منها الآتي :
أ - الله روح : قال الرب يسوع للسامرية " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا " ( يو 4 : 24 ) وهو خالق جميع الأرواح " أفلا نخضع بالأولى لأبي الأرواح فنحيا " ( عب 12 : 19 ).
الله روح بسيط لا ينقسم ولا يتجزأ ..
الله روح بسيط لا تركيب فيه ، فالشئ المركب ليس أزلياً لأنه رُكّب من أشياء قد سبقته في الوجود ، فمثلاً المـاء مُركَّب من الأكسجين والهيدروجين وهما سابقان في الوجود عـن الماء. أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو الأزلي الذي لم يسبقه شئ قط إنما هو جابل كل شئ ، والشئ المركَّب محدود بقدر الأشياء التي رُكّب منها . أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو غير محدود ، وقال القديس أغسطينوس " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]جوهر مجرد لا تركيب فيه " ويقول البابا كيرلس عمود الدين " فالله بسيط في طبيعته وغير مركب بينما نحن نملك طبيعة مركَّبة ، والله كامل في ذاته ولا ينقصه شئ ، بينما كل طبيعة بشرية مكوَّنة من أجزاء متعددة " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح بسيط لا أثر للمادة فيه ، وبالتالي فإنه منزه عن صفات المادة مثل المحدودية والتحيز والتجزئة .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح بسيط لا جسم له ، ولذلك فهو لا يدخل تحت نطاق الجنس ذكراً أو أنثى ..
س : السيد المسيح هو [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]المتأنس له جسد بشري من لحم وعظم وليس جسداً خيالياً كما قال أوطيخا .. فكيف نوفق بين هذه الحقيقة أن لله جسد وبين حقيقة أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]روح لا جسم له؟
ج : لا يوجد تعارض على الإطلاق بين الحقيقتين لأن جوهر اللاهوت هو روح بسيط لا جسم فيه ، وفي زمن معين إتخذ اللاهوت جسداً حقيقياً وأتحد به لكيما يتم خلاصنا ، وحتى بعد أن تمم خلاصنا فإن جسد المسيح لم يتلاشئ ولكنه تحول إلى جسد القيامة الممجد، وبهذا الجسد سيظهر في مجيئه الثاني وتراه كل عين .
ب - الله غير محدود : " هكذا قال الرب السموات كرسي والأرض موطئ قدمىّ " ( أش 66 : 1 ) " إذا إختبأ إنسان في أماكن مستترة أفما أراه يقول الرب .. أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب " ( ار 23 : 24 ) " الذي يمـلأ الكل في الكل " ( أف 1 : 23 ).
الله مالئ السموات والأرض .. يملأ كل مكان ولا يخلو منه زمان .. هو حاضر في كل مكان وزمان . هو كائن بالكامل في كل مكان ، ومثال تقريبي على هذا أن الشمس تدخل إلى بيتي وبيتك ، وتشرق في مدينتي ومدينتك ، وفي كل مكان تشرق بفاعليتها وقوتها فتطرد الظلمة وتحمل الدفء وتطهر المكان من الجراثيم والميكروبات ، ومع هذا فإنها شمس واحدة قائمة في العلاء ، والتشبيه مع الفارق لأن الشمس تغرب لكن إلهنا إشراقة دائماً ، وكما أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]غير محدود فصفاته وفضائله أيضاً غير محدودة ، فقدرته غير محدودة، وعلمه غير محدود ، وطول أناته غير محدودة وهلم جرا ...
ويقول البعض أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]موجود بجوهره في السماء ، ولكن في الأماكن الأخرى فله وجود بصفاته فقط ، وهذا القول يجانبه الصواب ، لأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]موجود بجوهر لاهوته في كل مكان وزمان .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]له وجود عام في كل مكان ، وأحياناً يعلن عن وجوده بطريقة محسوسة كما رآه موسى متجلياً على جبل سيناء بينما في ذات الوقت لم يخلو منه مكان قط ، ويتساءل البعض الآخر قائلاً : هل يوجد [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]في أماكن الشر والنجاسة وجهنم النار ؟ .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لا يخلو منه مكان قط ، فهو يوجد في أماكن الشر والنجاسة ولا يتأثر بالشر ولا بالنجاسة .. إن كانت الشمس عندما تشرق على الأماكن النجسة لا تتأثر إنما تطهر تلك الأماكن من التلوث فكم وكم بخالق الشمس؟! وأيضاً فـي جهنم النار يستعلن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]عدله ، ولا يتأثر هو بنار جهنم .
ج - الله سرمدي : [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سرمدي أي أزلي أبدي ، فهو أزلي ليس له بداية ، وأبدي ليس له نهاية .. لا بداية لأزليته ، ولا نهاية لأبديته " من قبل أن تولد الجبال وابدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]" ( مز 90 : 2 ) " أنا الأول وأنا الآخر " ( أش 48 : 12 ) " أنا هو الألف والياء " ( رؤ 1 : 8 ) ..
الله أزلي " مسالك الأزل له " ( حب 3 : 6 ) " قبلي لم يصوَّر إله وبعدي لا يكون " ( أش 43 : 10 ) " مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل " ( مي 5 : 2 ) ..
الله أبدي " ملك الدهور الذي لا يَفُنَى ولا يُرَى " ( 1 تي 1 : 17 ) " أنت هو وسنوك لن تنتهي " ( مز 102 : 26 ) ..
وإن تساءل أحد : متى وُجِد [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]؟ نقول له إسمح لنا أن نقول لك أن سؤالك خاطئ ، لأن القول بأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وُجد يعني أن آخر أوجده ، وهذا خطأ .. إننا نقول أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كائن " الكائن والذي كان والذي سيأتي " ( رؤ 1 : 4 ) .. [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]واجب الوجود قبل كل الدهور ، ومعنى واجب الوجود أي أنه لم يعتمد في وجوده على أي قوة خارجة عنه . بل هو مُوجد كل الموجودات و " به نحيا وَنتَحرَّكُ ونوجَد " ( أع 17 : 28 ) .. هو العلة الأولى والمُحرِك الأول ، فإن كانت كل علة لها معلول ، وكل حركة لها محرك ، وبالتسلسل إلى أعلى نصل إلى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]العلة الأولى واجب الوجود ، وبذلك لا يكون هناك مجال للتساؤل : من أين آتى الله؟ ومن أوجد [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]؟ ومتى وُجِد؟
ويتساءل البعض : هل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أوجد ذاته ؟
هذا تعبير خاطئ لأن معناه أن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أقدم من ذاته .
ويتساءل البعض أيضاً قائلاً : أن الروح البشرية والملائكة خالدون إلى الأبد، فهل تتساوى أبديتنا وأبدية الملائكة بأبدية [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]؟ .. كلاَّ ، فإننا حصلنا على نعمة الأبدية والخلود كهبة من [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]. أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فهو أبدي بذاته .. صفة الأبدية بالنسبة لنا مكتسبة ، أما بالنسبة لله فهي صفة ذاتية .
د - الله غير متغير : هل معرفة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]زادت في هذه الأزمنة عما كانت عليه قبل الخليقة ؟ .. كلاَّ .. هل قوة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]تتعرض للضعف بمرور السنين والأيام ؟ .. كلاَّ .. هل جمال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]يزداد أو يقل مع مرور الزمن ؟ .. كلاَّ ، فمعرفة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وقوته وجماله وجميع صفاته هي صفات ثابتة لا تتغير ، فلا تتغير للأفضل لأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كمال مطلق دائماً وأبداً ، ولا تتعرض للنقصان لأنه عديم التغير " ليس عنده تغيير ولا ظلُّ دوران " (يع 1 : 17) [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كامل في ذاته متكامل في صفاته أعلن ذاته لموسى " أهيه الذي أهيه " أي "أكون الذي أكون " أي " الكائن بذاته .. الكامل في ذاته .. هو يهوه الدائم الكينونة الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد " ( رو 8 : 5 ) .
ويقول القديس كيرلس عمود الدين " نحن من التراب فيما يخص الجسد ، وهذا يعني أننا معرضون للفساد والزوال مثل الأعشاب . بينما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فوق كل ذلك ، والنفس الإنسانية عرضة لتقلبات كثيرة من الصالح إلى الطالح ، ومن الطالح إلى الصالح ، ولكن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]هو هو دائماً صالح إلى الأبد ، لا يتحوَّل ولا يتغير من حال إلى حال "
وقال القديس أغسطينوس " كما نعرف أنك أنت الموجود الحقيقي وحدك كذلك نعـرف أنـك أنت وحـدك الموجود بلا تغيّر والمريد بلا تغيّر .
ويتساءل البعض عندما ندم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]على الشر " فلما رآى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الذي تكلم أن يصنعه فلم يصنعه " (يون 3 : 10 ) أليس يعتبر هذا نوعاً من التغير ؟ الحقيقة أن الشعب هو الذي تغيرت حالته وليس [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL].. الشعب هو الذي غير سلوكه واستجاب لنداءات التوبة التي وجهها له الرب إلهه فلم تسرى عليه الأحكام الإلهية ..
ولماذا قال الكتاب " ندم " ؟ ليعبر أن هدف [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]واشتياقات قلبه أساساً هو خلاص الإنسان وليس فناءه، فعندما يأمر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]بعقاب الإنسان فهذه ليست هي القاعدة العامة إنما هو الاستثناء .. أما [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]فلا يتغير " ليس [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]إنساناً فيكذب ولا إبن آدم فيندم . هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي " (عد 23 : 19 ) "وأيضاً نصيح إسرائيـل لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنساناً فيندم " (1 صم 15 : 29 ) " لأني أنا الرب لا أتغير " ( 1 مل 3 : 6 ) ولأن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]عديم التغير فكلامه ثابـت " السمـاء والأرض تزولان ولكـن كلامي لا يـزول" ( مر 10 : 31 ).
هـ - الله خالق كل شئ : " هكذا قال الرب خالق السموات هو [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]. مصوّر الأرض وصانعها " ( أش 45 : 18 ) " هكـذا يقول فاديك وجابلك من البطن. أنا الرب صانع كل شئ ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي " ( أش 44 : 24 ) .
وصفة الخلقـة خاصة بالله وحـده لا يعطيهــا لأي كائــن آخر ، فلا خالق غيره، ولذلك عندما يقف الإنسان الغير مؤمن أمام المسيح وهو يخلق ، فلا بد أن يعترف أنه هو [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]المتأنس ، وإلاَّ فانه يقف أمام مشكلة وجود أكثر من خالق وبالتالي وجود أكثر من إله ويدخل في مشكلة الشرك بالله .
و - الله ضابط الكل : [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]مدبـر كل شئ في السمــاء وعلى الأرض " هو يفعل كل ما يشاء في جند السمـاء وسكان الأرض ولا يوجد من يمنع يده أو يقول ماذا تفعل ؟ " ( دا 4 : 35 ) " كل ما شاء الرب صنع في السموات وفي الأرض في البحار وفي كل الجج " (مز 135 : 6 ) ويهتم [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]حتى بشعور رؤوسنا " وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة" (مت 10 : 30 )
الله ضابط الكل فمـن المستحيـل أن يحدث أمر صغير أو كبير إلاَّ بأمره أو بإذنـه ، وقد يتساءل البعض عن الشر والكوارث والجرائم التي تحدث على الأرض .. هل تحدث بإرادتـه أو بدون إرادته ؟ والحقيقة أن هنـاك فارق بين إرادة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وسماحه أو إذنـه ، فكل الخير الذي يحدث هو يعبـر عن إرادة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الخيرّة فخيره خيراً مطلقاً ، فالله صانع الخيرات. أما الشـر الذي يحدث فهـو يحدث بسماح منه ، ومرجعه إلى الشيطان عدو كل خير ، ولكن الشيطان ليس مطلق الحرية يرسل لنا شروره كيفما أراد . إنما هو داخل دائرة الضبط الإلهي ومثال على هذا قصة تجربة الشيطان لأيوب البار ، فإن [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]سمح له في المرة الأولى بأن يمد يده على ممتلكات أيوب وكل ماله من أبناء وبنات ، ولكن إليه لا يمد يده ، وفي المرة الثانية سمح له بأن يمد يده إلى جسد أيوب دون أن يقرب إلى عقله .
وفي الجدار الشرقي بالهيكل يوجد تجويف يُسمى " حضن الآب " وترسم فيه صورة السيد المسيح ممسكاً بالكرة الأرضية في يده ، وتُدعى هذه الأيقونة " البانطوكراطور " أي الضابط الكل .
ز - القادر على كل شئ : قال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لإبراهيم " أنا [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]القدير " ( تك 17 : 1 ) وقال يعقوب ليوسف " [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]القادر على كل شئ " ( تك 48 : 3 ) وهو كلي القدرة لذلك قال [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]لإبراهيم " هل يستحيل على الرب شئ " ( تك 18 : 14 ) وقال المرنم " إن إلهنا في السماء . كلما شاء صنع " ( مز 115 : 3 ) وعبَّر أشعياء النبي عن هذه القدرة قائلاً " من كال بكفيه المياه وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقَّبان والركام بالميزان " (اش 40 : 12 ) وقال الرب يسوع " عند [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]كل شئ مستطاع ( مت 19 : 26 ) وقدرة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]مطلقة ، فهي قدرة غير محدودة ولا تتوقف على شئ غير مشيئة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL].
وظهرت قـدرة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]في خلقـه الكون العجيب ، وتجلت أيضــاً في خلقته للإنسـان على صورتــه ومثاله ، وما أعظم وما أعجب الإنسان !! أنـه عالم صغيـر . تأمل في جهاز واحد من أجهزة الجســم لتدرك مدى قدرة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وعظمته ، فما تقـوم به ربع كلية من تنقية الدم يحتاج لأجهـزة عديدة للقيام بهذه المهمـة ، فكم وكم ما يقوم به المخ البشري من عمليات في منتهى الغرابة ؟! قال كبلر العالم الألماني " أن نظام الأجرام السمائية يؤكد وجود الباري " وقال بسكال العالم الفرنسي " أن النظام العجيب الذي يسود الكون يقطع بوجود منظم له " وقال اسحق نيوتن " أني رأيت [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]في أعمال الطبيعة ، وقوانينها الخارقة تؤكد وجود كائن أعلى يسيطر على هذا الكون!! " ( القس صموئيل مشرقي – حقيقة الثالوث ص 9 ) .
ويتساءل البعض هل يقدر [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]على فعل الشر ؟ والحقيقة أن الشر ضعف وليس قوة ، والله منزَّه عن الضعف ولا يتفق الشر مع طبيعة [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]القدوسة ، ولا يتفق مع مشيئته البارة ، ولذلك لا يرضى [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أن يفعل الشر .
ح - العالِمُ بكل شئ : "الغارس الأذن ألا يسمـع . الصانع العين ألا يبصر " (مز 94 : 9 ) " ليس خليقة غيـر ظاهرة قدامه بل كل شئ عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا " (عب 4 : 13 )
وبالنسبة لله كل الزمن حاضر ، فلا يوجد لديه ماضي ولا مستقبل بل الكل مكشوف أمامـه منذ بدء الخليقة وحتى نهاية الزمان ، ويمكن تشبيه هذا الأمر بإنسان ينظـر من طائرة مرتفعة بمنظار معظم فيرى مدينة بأكملها أو يرى قافلة عظيمة تسير على الأرض . بينما لو أن هناك إنسان واقف على الأرض والقافلة تسير أمامـه فيظل وقتاً حتى يـرى القافلة بالكامل ، وبالنسبة له يمضي جزء من القافلة ويمثل بالنسبة له ماضي ويتبقى جزء لم يره بعد يمثل بالنسبة له مستقبلاً ، وهكذا لو إنسان سائر في المدينة ففي سيره يمر عليه جزء من المدينة قد رآه في الماضي ويتبقى جزء لم يره بعد يمثل بالنسبة له مستقبلاً بينما الذي في الطائرة يرى الكل في لحظة واحدة .
هذا بالإضافـة إلى صفات أخرى لا نجدها إلا في [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]وحده مثل القداسة المطلقة ( لا 11 : 45، 1صم 2 : 2 ، مز 99 : 9 ، أش 6 : 14 ، 1 بط 1 : 15 ، رؤ 15 : 4 ) والعدل الكامل ( مز 7 : 11 ، مز 97 : 2 ) والرحمة المتناهية ... إلخ .
" أيها الواحـد وحده الحقيقي
الله محب البشر الذي لا ينطق بـه
غير المرئي غيـر المحوي غيـر المبتدئ (الأزلي) الأبدي . غير الزمني الذي لا يحد. غير المفحوص غير المستحيل خالق الكل.. "
( من صلوات القداس الأغريغوري )
تذكَّــرالله محب البشر الذي لا ينطق بـه
غير المرئي غيـر المحوي غيـر المبتدئ (الأزلي) الأبدي . غير الزمني الذي لا يحد. غير المفحوص غير المستحيل خالق الكل.. "
( من صلوات القداس الأغريغوري )
+ لايستطيع العقل [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]المحدود [/URL]أن يدرك [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]الغير محدود.
+ عدم إدراك الحقائق العلمية بواسطة العقل البشري لا يعني عدم حقيقتها.
+ الحقائق الإلهية فوق مستوى العقل ، ولكنها ليست ضد العقل.
+ هناك فرق بين التعامل مع الحقائق الإيمانية ، والتعامل مع الحقائق العلمية.
+ من صفات [URL="http://www.gospel-christ.com/vb/showthread.php?t=3785"]الله [/URL]أنه :
- روح بسيط لا تركيب فيه
- غير محدود يملأ كل مكان وزمان
- أزلي أبدي أي سرمدي
- غير متغير لأنه كمال مطلق
- خالق كل شئ
- ضابط الكل
- قادر على كل شئ
يتبع.
فتشوا الكتب .وهي التي تشهد لي.يو 5: 39
