مرض التوحد عند الأطفال

لمسة يسوع

Well-known member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
1,184
مستوى التفاعل
429
النقاط
83

هل يعاني طفلك من مرض التَّوَحُّد؟

إنَّ مُصطلح "التَّوَحُّد" هو تسمية جديدة وتصنيف جديد لمرض ذُكِرت بعض أعراضه في سجلات بعض الأطباء القدماء. ومِن المُحزن الاضطلاع على تلك السجلات التي ظهر فيها بأنَّ بعض مرضى التَّوحُّد عولِجوا وعومِلوا على أساس أنهم مُصابين بمسٍّ شيطاني، فتعرَّضوا إلى الضرب، والحرمان، والتعذيب، بدلاً من الرعاية. ومع الأسف، ما زال البعض في عصرنا هذا يجهلون طبيعة مرض التَّوحُّد فيسيئون مُعاملة الأطفال المصابين به.

فما الذي نستطيع أن نُحْدِثه من تغيير لتحسين حياة الأطفال المُتألمين؟

الوعي والمعرفة والقُدرة على تمييز الأعراض هي ما يُمكن أن يصنع فرقًا في حياة الأطفال المُتوحِّدين. فلنبدأ بما نعرفه عن الأطفال الأصحاء، لنميِّز بالتالي الخلل في المرضى. إنَّ كل طفل حديث الولادة يمرُّ خلال السنين الثلاثة الأولى من حياته بمراحل أساسية للنمو، ستؤثر على: علاقاته الاجتماعية، وقدرته على حل المشاكل، ومهاراته في استخدام اللغة وأساليب التواصل، وقدراته الفيزيائية والجسدية. ولكن، في حال انعدم نمو إحدى هذه النواحي، يوصَف الطفل بأنه يُعاني مِن اضطراب في النمو. وما مرض التَّوحُّد إلا اضطراب في النمو العصبي للدماغ، يتميَّز بإضعافه لمقدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي، وإحداثه لخلل في أساليب التواصل، وظهور سلوكيات غريبة مُتكرِّرة ومُحدَّدة. وغالبًا ما يكون الأهل (خاصة الأم) هم أوَّل الذين يلاحظون إصابة طفلهم بمرض التَّوحُّد، ولهذا من الضروري لك عزيزتنا الأم أو المُربِّية الفاضلة أن تتعرَّفي إلى الإشارات الدَّالَّة على الإصابة بالتَّوحُّد، وإليكِ أهمها في المجالات الثلاثة:

صعوبات في أساليب التواصل.


إنَّ أغلب الأطفال بعمر السنة يتمكَّنون من: نطق كلمتين أو ثلاثة، يُشيرون إلى الأشياء التي يريدونها أو يريدونكِ أن تنتبهي إليها، يستخدمون أصواتهم للتعبير عمَّا يُعجبهم أو لا يُعجبهم. لكن أطفال التَّوحُّد لا يعرفون بأنَّ هناك كلمات أو إشارات أو أصوات يُمكن أن تُعبِّر عمَّا يريدونه! ربما تغضبين لأن طفلك لا يُنفِّذ ما تقولينه له، والمشكلة ليست في معاندته لك بل في عدم فهمه واستيعابه لما طلبته منه (التواصل المنطوق). الأمر الآخر هو أنَّه لا يفهم بأنَّ غضبك الظاهر من خلال تعابير وجهك، ونبرة صوتك، وحركات جسدك هو تعبير عن حزنك واستياءك، لأنه يجهل أساليب التواصل غير المنطوقة (الظاهرة عليكِ). وإليكِ إشارات دالَّة على التَّوحُّد في مجال التواصل:
• عدم ترديد الأصوات من بعد الآخرين (بعمر تسعة أشهر).
• قلَّة الثرثرة (كلام الطفل مع نفسه)، ونُدرة النُّطق بكلمات غير مفهومة (بعمر ١٢ شهر).
• قد يبدأ الطفل بالثرثرة وبنطق بعض الكلمات وإصدار الأصوات خلال الأشهر الأولى، إلا أنه يفقد هذه القدرة لاحقًا.
• عدم الإشارة إلى الأشياء للحصول عليها أو للفت انتباه الآخرين إليها (بعمر ١٢ شهر).
• عدم النطق ببعض الكلمات المفهومة (بعمر السنة والنصف).
• لا ينطق الطفل بأي شيء إلا مُردِّدًا لما يسمعه من الشخص الذي يُكلِّمه كأنه ببغاء.


• عدم المقدرة على تركيب جُمَل مفهومة مُكوَّنة من كلمتين فقط (بعمر السنتين).


• صعوبة ربط الكلمات مع بعضها وتركيب جملة مفيدة. قد يكتفي الطفل بقول كلمة واحدة فقط من جملة، أو قد يقول كلمات متفرقة ومُبعثرة غير مُرتَّبة في جملة.


• عدم المقدرة على التعبير عن آلامه نتيجة للجروح أو الإصابات لأنه لا يعرف كيف يمكنه أن يُعبِّر أو يصف ما يشعر به.


• أحيانًا قد تتأخر البنت الصغيرة في الكلام، والمشي إلى أن تصل إلى ٣ سنوات! ومع أنَّ هذه المشاكل قد تدلُّ على الإصابة بالتَّوحُّد، إلا أنَّ أغلب الأهل وحتى بعض الأطباء يستبعدون احتمال إصابتها لأنَّها اجتماعية جدًا، وسعيدة، وهانئة.

ولكن بالنسبة لكِ عزيزتنا، نطلب منك الاهتمام بحالة الفتاة وعدم إهمال تأخر نموها في هذا المجال.

يتبع







 
أعلى