مقدمة :
ليست المحبة مجرد إحدى الفضائل وعلى نفس المستوى مع رفيقتها الإيمان والرجاء. إنما هي سيّدتها على الإطلاق إذ تعطيها كمالها وغايتها واستحقاقها. بدونها لا يستحق الإيمان مكافأةً، ولا الرجاء يبلغ غايته وهي رؤية الله في السماء والتمتّع برضاه وصداقته على هذه الأرض، وبدونها أيضاً تصبح محبة القريب اسماً بدون مسمى وشعوراً أجوف قابلاً للانقلاب والتبدّل.
والمحبة هي الشعور الطبيعي الذي من المفروض أن يملأ قلب الإنسان.
قال كاهن رعية ارس، الأب فياني: "قبل أيام وأنا عائد إلى البيت كانت العصافير الصغيرة تطير في الأحراش. فصرت أبكي قائلاً في سرّي "لله درّك من كائنات صغيرة. خلقك الله لتغردي وها أنت تغردين. وخلق الإنسان ليحب الله وها إنه لا يحبّه".
وتأتي أولوية المحبة من كونها تربطنا وتوحّدنا بالله غايتنا. أمّا الإيمان والرجاء فلا يقدران لأنهما يتواجدان أحياناً في النفس إلى جانب الخطيئة المميتة.
وقد قال القدّيس أغسطينوس: "من لا يحب الله، فإنه يؤمن عبثاً ويرجو عبثاً. ولهذا أمر الرب يسوع: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك. ولا وصية أعظم منها".
كتَبَ بُولُس يقُولُ أنَّهُ عندما أحبَّ يسُوعُ أعداءَهُ، كانَ يُحِبُّنا جميعاً:
"لأنَّ المسيح إذْ كُنَّا بعدُ ضُعَفاء ماتَ في الوَقتِ المُعَيَّن لأجلِ الفُجَّار. ولكنَّ اللهَ بَيَّنَ محبَّتَهُ لنا لأنَّهُ ونَحنُ بعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيح لأجلِنا. لأنَّهُ إن كُنَّا ونَحنُ أعداءٌ قد صُولِحنا معَ اللهِ بِمَوتِ إبنهِ، فَبِالأَولى كثيراً ونحنُ مُصالَحُون نخلُصُ بِحَياتِهِ."(رُومية 5: 6، 8، 10)
في هذا المَقطَع، يُخبِرُنا بُولُس أنَّ محبَّةَ المسيح فَريدَةٌ، لأنَّها غيرُ مشرُوطة. فهُوَ لا يُحِبُّنا فقط عندما نُحسِنُ التصرُّف، بل يُحِبُّنا أيضاً عندما نُخطِئُ، رُغمَ أنَّ هذا يُحزِنُهُ. ولقد برهَنَ هذه المحبَّة لأنَّهُ ماتَ لأجلِنا ونحنُ لا نزالُ خُطاةً آثمين- أي عندما كُنَّا لا نزالُ أعداءَهُ. فلو لم يُحِبّ يسُوعُ أعداءَهُ، لما كانَ هُناكَ خلاصٌ مُتوفِّرٌ لأيٍّ منَّا.
لقد كانَ لدى يسُوع ذلكَ النَّوع من المحبَّة، الذي نجدُ وصفاً لهُ في إصحاحِ المحبَّةِ العظيم لبُولُس الرسُول، ذلكَ النوع من المحبَّة التي لا تسقطُ لأنَّها غيرُ مشرُوطة، وغيرُ مَبنِيَّة على حُسنِ الأداء (1كُورنثُوس 13: 4- 7)
لقد كانَ يسُوعُ فريداً بينَ غيرِهِ من الشخصِيَّات العالَميَّة، بكونِهِ أحبَّ أعداءَهُ. عندما كانَ مُعلَّقَاً على الصَّلِيب صلَّى تلكَ الصلاة غير الإعتِيادِيَّة لأولئكَ الذين صلَبُوهُ قائِلاً، "إغفِرْ لهُم يا أبَتاهُ لأنَّهُم لا يعلَمُونَ ماذا يفعَلُون." يا لِهذهِ اللحظة الحاسِمة اللافِتة، أنَّهُ عندما كانَ يمُوتُ عن الخُطاةِ في هذا العالم، ومن أجلِ الناس أنفُسِهم الذين كانُوا يصلُبُونَهُ، كانَ قادِراً أن يُصَلِّيَ صلاتَهُ العَظيمة: "إغفِرْ لهُم يا أبتاهُ." (لُوقا 23: 34
و لم يكتفي فقط بأن صلي لاجلهم لكنة اوجد لهم العذر ايضا فيما يفعلونة ...
ليست المحبة مجرد إحدى الفضائل وعلى نفس المستوى مع رفيقتها الإيمان والرجاء. إنما هي سيّدتها على الإطلاق إذ تعطيها كمالها وغايتها واستحقاقها. بدونها لا يستحق الإيمان مكافأةً، ولا الرجاء يبلغ غايته وهي رؤية الله في السماء والتمتّع برضاه وصداقته على هذه الأرض، وبدونها أيضاً تصبح محبة القريب اسماً بدون مسمى وشعوراً أجوف قابلاً للانقلاب والتبدّل.
والمحبة هي الشعور الطبيعي الذي من المفروض أن يملأ قلب الإنسان.
قال كاهن رعية ارس، الأب فياني: "قبل أيام وأنا عائد إلى البيت كانت العصافير الصغيرة تطير في الأحراش. فصرت أبكي قائلاً في سرّي "لله درّك من كائنات صغيرة. خلقك الله لتغردي وها أنت تغردين. وخلق الإنسان ليحب الله وها إنه لا يحبّه".
وتأتي أولوية المحبة من كونها تربطنا وتوحّدنا بالله غايتنا. أمّا الإيمان والرجاء فلا يقدران لأنهما يتواجدان أحياناً في النفس إلى جانب الخطيئة المميتة.
وقد قال القدّيس أغسطينوس: "من لا يحب الله، فإنه يؤمن عبثاً ويرجو عبثاً. ولهذا أمر الرب يسوع: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك. ولا وصية أعظم منها".
كتَبَ بُولُس يقُولُ أنَّهُ عندما أحبَّ يسُوعُ أعداءَهُ، كانَ يُحِبُّنا جميعاً:
"لأنَّ المسيح إذْ كُنَّا بعدُ ضُعَفاء ماتَ في الوَقتِ المُعَيَّن لأجلِ الفُجَّار. ولكنَّ اللهَ بَيَّنَ محبَّتَهُ لنا لأنَّهُ ونَحنُ بعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيح لأجلِنا. لأنَّهُ إن كُنَّا ونَحنُ أعداءٌ قد صُولِحنا معَ اللهِ بِمَوتِ إبنهِ، فَبِالأَولى كثيراً ونحنُ مُصالَحُون نخلُصُ بِحَياتِهِ."(رُومية 5: 6، 8، 10)
في هذا المَقطَع، يُخبِرُنا بُولُس أنَّ محبَّةَ المسيح فَريدَةٌ، لأنَّها غيرُ مشرُوطة. فهُوَ لا يُحِبُّنا فقط عندما نُحسِنُ التصرُّف، بل يُحِبُّنا أيضاً عندما نُخطِئُ، رُغمَ أنَّ هذا يُحزِنُهُ. ولقد برهَنَ هذه المحبَّة لأنَّهُ ماتَ لأجلِنا ونحنُ لا نزالُ خُطاةً آثمين- أي عندما كُنَّا لا نزالُ أعداءَهُ. فلو لم يُحِبّ يسُوعُ أعداءَهُ، لما كانَ هُناكَ خلاصٌ مُتوفِّرٌ لأيٍّ منَّا.
لقد كانَ لدى يسُوع ذلكَ النَّوع من المحبَّة، الذي نجدُ وصفاً لهُ في إصحاحِ المحبَّةِ العظيم لبُولُس الرسُول، ذلكَ النوع من المحبَّة التي لا تسقطُ لأنَّها غيرُ مشرُوطة، وغيرُ مَبنِيَّة على حُسنِ الأداء (1كُورنثُوس 13: 4- 7)
لقد كانَ يسُوعُ فريداً بينَ غيرِهِ من الشخصِيَّات العالَميَّة، بكونِهِ أحبَّ أعداءَهُ. عندما كانَ مُعلَّقَاً على الصَّلِيب صلَّى تلكَ الصلاة غير الإعتِيادِيَّة لأولئكَ الذين صلَبُوهُ قائِلاً، "إغفِرْ لهُم يا أبَتاهُ لأنَّهُم لا يعلَمُونَ ماذا يفعَلُون." يا لِهذهِ اللحظة الحاسِمة اللافِتة، أنَّهُ عندما كانَ يمُوتُ عن الخُطاةِ في هذا العالم، ومن أجلِ الناس أنفُسِهم الذين كانُوا يصلُبُونَهُ، كانَ قادِراً أن يُصَلِّيَ صلاتَهُ العَظيمة: "إغفِرْ لهُم يا أبتاهُ." (لُوقا 23: 34
و لم يكتفي فقط بأن صلي لاجلهم لكنة اوجد لهم العذر ايضا فيما يفعلونة ...
التعديل الأخير: