الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
سير القديسين
متجدد ( ابائناالبطاركة علي مر العصور ) كل يوم بطرك
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="abokaf2020, post: 2627128, member: 34063"] [FONT="Times New Roman"][SIZE="4"][SIZE="5"][B][CENTER][COLOR="Green"]القرن العشرون البابا يؤانس التاسع عشر : رئيس دير البراموس وُلد بقرية دير ناسا التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط سنة 1855م، وترهب في دير البراموس ثم رسمه البابا كيرلس الخامس سنة 1878م قمصًا ورئيسًا لدير البراموس، واستمر ما يقرب من عشرة سنوات يدير الدير بهمةٍ ونشاطٍ. مطران البحيرة وفي سنة 1887م رُسِم مطرانًا للبحيرة باسم الأنبا يوأنس، وأضيفت إليه المنوفية بعد وفاة مطرانها. ثم عين وكيلاً للكرازة المرقسية واهتم بأن يكون بكل كنيسة جديدة أوقافًا خاصة للصرف من ريعها عليها، وضم أطيانًا للبطريركية بالإسكندرية. كما اهتم بالعلم والتعليم بالإسكندرية، فأصبحت المدارس المرقسية الكبرى من أكبر المدارس بالثغر. بابا الإسكندرية بعد نياحة البابا كيرلس الخامس صار الأنبا يوأنس قائم مقام بطريرك، وبعد أن أصدر المجمع المقدس قرارًا بجواز ترقية المطران إلى رتبة الباباوية تم تجليس البابا يوأنس التاسع عشر سنة 1929م. بعثات لليونان وقد أنشأ البابا يوأنس مدرسة للرهبان بحلوان، وتشجيعًا لطلبتها أرسل النابغين منهم إلى مدرسة ريزا ريوس ببلاد اليونان في بعثة تعليمية، وكان من بينهم القمص أقلاديوس الأنطوني الذي رُسِم مطرانًا لجرجا وبطريركًا فيما بعد باسم البابا يوساب الثاني. اهتمامه بإثيوبيا كما اهتم بأثيوبيا ورسم لها الأنبا كيرلس مطرانًا، كما رسم لها خمسة أساقفة، وقد زار البابا أثيوبيا سنة 1930م. وقام البابا يوأنس أيضًا بعمل الميرون المقدس واهتم بزيارة الأديرة وخصوصًا دير البراموس. ندمه لقبوله منصب البطريركية بعد أن جلس البابا يوأنس على كرسي مارمرقس أخذ يساوره شيء من الندم والأسى لقبوله منصب البطريركية، إذ كان يرى في نفسه أنه ليس أهلاً لها وأنه خالف القوانين التي تحرم على الأسقف أن ينتقل من كرسي إلى آخر. ولكثرة هذه نام ذات ليلة فرأى في حلم جماعة بثياب البادية يهاجمونه بقيادة رجل أثيوبي، فالتفت إليهم مذعورًا وهو يقول: "أتتحد مع أعدائي محاولاً قتلي وأنت من أولادي؟" وإذا بالأثيوبي يقول له: "وأنت لماذا تركت مكانك الأول وجئت لتجلس على كرسي مارمرقس الرسول؟" عندئذ استيقظ البابا مضطربًا وكاد يسقط من سريره. في عهده وقعت الحرب بين إيطاليا وأثيوبيا في سنة 1935م وانتهت باستيلاء إيطاليا على البلاد وانقطعت صلة الكرسي المرقسي بها، ولكن الحرب العالمية الثانية التي نشبت في 3 سبتمبر سنة 1939م كان من نتائجها أن أعيد إلى أثيوبيا استقلالها، وشاهد البطريرك بعينيه قبيل نياحته رجوع مطران أثيوبيا إلى كرسيه، وعودة كنيسة أثيوبيا إلى أحضان أمها كنيسة الإسكندرية. وأخيرًا تنيّح البابا يوأنس في سنة 1942م. البابا مكاريوس : وُلد في المحلة الكبرى سنة 1872م وترهب بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون تحت اسم الراهب عبد المسيح سنة 1888م ورُسِم قسًا سنة 1892م. وفي سنة 1895م استدعاه الأنبا كيرلس الخامس ورسمه قمصًا وعينه سكرتيرًا خاصًا له، ثم رُسِم مطرانًا لأسيوط سنة 1897 م باسم الأنبا مكاريوس. قد كان على جانب كبير من الزهد والتقشف، بل لقد بلغ به الزهد حدًا جعله يحتاج في الكثير من الأيام إلى المال الذي يشتري به القوت الضروري لأنه كان يوزع ما يأتيه من التقدمات على إنشاء المدارس والكنائس وعلى الفقراء. وفي سنة 1911م دعا الأنبا مكاريوس إلى عقد مؤتمر قبطي في أسيوط للإصلاح الكنسي، كما قدم للبابا كيرلس الخامس سنة 1920م رسالة عن المطالب الإصلاحية. تم تنصيبه بطريركًا سنة 1944م بعد نياحة البابا يوأنس التاسع عشر. خلاف بين البابا والمجلس الملّي في أيامه حدث خلاف بين البابا والمجلس الملّي اضطر البابا في هجر العاصمة والاعتكاف بحلوان ثم في دير الأنبا بولا، وقد تدخلت الحكومة وطالبت المجلس الملّي بالعمل على عودة البابا، فعاد واستمر النزاع حتى تنيح البابا في 31 أغسطس سنة 1945م. البابا يوساب الثاني : وُلد في دير الشهيد فيلوثاؤس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا سنة 1876م، وترهب بدير القديس أنطونيوس سنة 1895م، وسافر في بعثة إلى أثينا سنة 1903م حيث درس ثلاث سنوات العلوم اللاهوتية والتاريخ الكنسي، وعاد سنة 1905م. اختير رئيسًا لدير يافا في فلسطين، وفي سنة 1912م اختير رئيسًا للأديرة القبطية بالقدس، وفي سنة 1920م رُسِم مطرانًا لإيبارشية جرجا وأخميم. وقد انتدبه البابا يوأنس لمصاحبته في زيارة أثيوبيا، ثم للقيام على رأس وفد للكنيسة القبطية لتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي. نُصِّب بطريركًا سنة 1946م باسم البابا يوساب الثاني بعد نياحة البابا مكاريوس الثالث. وفي أواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين المجمع المقدس، فقام المجمع بتعيين لجنة ثلاثية من الأساقفة للقيام بأعمال البطريرك الذي سافر إلى دير المحرق. وفي دوامة النزاع بين البابا والمجمع المقدس قامت الحكومة بإلغاء سلطة المجالس الملّية في قضاء الأحوال الشخصية، وأصبحت من اختصاص المحاكم الوطنية. وقد تنيّح بسلام في 13 نوفمبر سنة 1956م. البابا كيرلس السادس : اسمه عازر، ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في الجمعة 8 اغسطس سنة 1902، ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفانى في خدمة أمه الأرثوذكسية حريصاً على حِفظ تراثها. ابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان.. فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه كانت وقفٌ على دير البراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة. بدأ حياة فضلى تشتاق نفوسنا لها متشبها بجيش شهدائنا الأقباط وآباء كنيستنا حماة الايمان الذين ارسوا مبادىء الايمان المسيحى للعالم أجمع المبنية على دراستهم العميقة في الكتاب المقدس فكان عازر مفلحا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِِقَدر ما كان ينجح روحياً كان ينجح علمياً. إذ بعد أن حصل على البكالوريا، عمل في إحدى شركات الملاحة بالاسكندرية واسمها "كوك شيبينــــــج" سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين. ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة، فعاش راهبً زاهداً في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد، فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة وقليلاً من الملح. اشتاقت نفسه التواقة للعشرة الإلهية الدائمة؛ للانطلاق إلى الصحراء والتواجد فيها، وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر فقد ساعده الأنبا يوأنس البطريرك الـ113، وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البرموس بوادي النطرون، بعد أن قدم استقالته من العمل في يوليو سنة 1927 (تلك التى صدمت صاحب الشركة الذي حاول استبقاءه برفع مرتبه إغراءً منه، ولكن عازر كان قد وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر الى الوراء). فأوفد البابا معه راهبا فاضلاً؛ وهو القس بشارة البرموسى (الأنبا مرقس مطران أبو تيج) فأصطحبه إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا باضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظناً منهم أنه زائر كبير! وعندما تحققوا الأمر قبلوه على أول درجه في سلك الرهبنة فوراً مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزاً سامياً في الكنيسة. تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص يعقوب الصامت، أولئك الذين كان الدير عامراً بهم في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك. ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى تمت رسامته راهباً في كنيسة السيدة العذراء في الدير، فكان ساجداً أمام الهيكل وعن يمينه جسد الانبا موسى الاسود وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس. ودعى بـالراهب مينا وذلك في السبت 17 أمشير سنة 1644 الموافق 25 فبراير سنـــــــة 1928. وسمع هذا الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلاً "سِر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادىء وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أميناً على أسراره المقدسة، وروحه القدوس يرشدك ويعلمك". فازداد شوقاً في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار إسحق فاتخذ كثيراً من كتاباته شعارات لنفسه مثل "ازهد في الدنيا يحبك الله"، و"من عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه". مما جعله يزداد بالأكثر نمواً في حياة الفضيلة ترسماً على خطوات آباءه القديسين وتمثلاً بهم. وإلتحق بالمدرسة اللاهوتية كباقي إخوته الرهبان، فرسمه الأنبا يؤانس قساً في يوليو سنــــــة 1931، وهكذا اهٌله الله أن يقف أمامه على مذبحـــه المقدس لأول مرة في كنيسة أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات في الدير. فكان قلبه الملتهب حباً لخالقه يزداد إلتهاباً يوماً بعد يوم، لا سيما بعد رسامته وحمله الأسرار الإلهية بين يديه. شتاقت نفسه إلى الإنفراد في البرية والتوحد فيها، فقصد مغارة القمص صرابامون المتوحد الذى عاصره مدة وجيزة متتلمذاً على يديه، فكان نعم الخادم الأمين. ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له بالتوحد في الدير الأبيض وتعميره إن أمكن، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه فترة قصيرة، ثم أقام فترة من الوقت في مغارة القمص عبد المسيح الحبشي، فكان يحمل على كتفه صفيحة الماء وكوز العدس إسبوعياً من دير البرموس إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه الى يوم نياحته. زاره البطريرك الانبا يؤنس عام 1934 وأعجب بعلمه وروحانيته وغيرته، وشهد بتقواه مؤملاً خيراً كبيراً للكنيسة على يديه. حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الامر أسرع اليه مستنكراً ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي، ثم توجه معهم إلى المقر البابوي وعندما إستطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على القديس المتوحد. إلا أن قديسنا إستأذن غبطته في أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط، ولكن إذ لم يحصل على الموافقة توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة - الذي نقل بقوة الصوم والصلاة - وإستأجر هناك طاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش سنوياً وأقام فيها مستمتعاً بعشرة إلهية قوية وذلك في الثلاثاء 23 يونيو عام 1936. حقا لقد أحب القديس سكنى الجبال كما أحبها آباؤه القديسين من قبل الذين وصفهم الكتاب المقدس بأن "العالم لم يكن مستحقا لهم لأنهم عاشوا تائهين في براري وجبال ومغايـــــر وشقـــوق الأرض" (عب 38:11). "لعظم محبتهم في الملك المسيح" (القداس الإلهي). وهناك إنصهرت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر حتى تحولت إلى منار ثم إلى مزار بعد أن فاحت رائحة المسيح الزكية منه وتم القول الإلهي لا يمكن أن تخفى مدينة كائنة على جبل. "وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم" (إر 10:3). إن إختيار قداسة البابا لم يكن بعمل إنسان ولكن المختار من الله لكنيتنا القبطية وقصة تبوأه كرسيه الرسولي تدعو إلى العجب وإلى تمجيد إسم الرب يسوع الذي ينزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين. كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبـــت 2 نو?مبـــر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب0 وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة. ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الأسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول. وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الإنتخاب ومن الطريف أن يكون عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي مارمرقس الكاروز، يتوسط بينهما عيد أم المخلص - كما إعتاد أن يدعوها غبطته - وكتبت تقاليد رئاسة الكهنوت على ورقة مصقولة طولها متر وعرضها 7 سنتيمترات. وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته "لم أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر القديمة وكان البناء يرتفع قليلا قليلا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة". لقد كان أمينا في القليل فلا عجب أن إئتمنه الروح القدس على الكثير، ومنذ ذلك الإختيار الإلهي والبابا كيرلس هو الراهب الناسك المدبر باجتهاد. تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع لان غبطته إنما وضع في قلبه أن يقدس ذاته من أجلهم - أي من أجل رعيته - على مثال معلمه الذي قال: "لأجلهم أقدس أنا ذاتي". فحياته هو والراهب مينا كانت هي وهو البابا كيرلس في ملبسه الخشن وشاله المعروف وحتى منديله السميك ومأكله البسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين في اليوم الأولى الساعة الثانية والنصف ظهرا والثانية الساعة التاسعة مساءاً، وفي الأصوام مرة واحدة بعد قداسه الحبري الذي ينتهي بعد الساعة الخامسة مساءاً وفي سهره وصلواته كذلك فكان يصحوا من نومه قبل الساعة الرابعة من فجر كل يوم ليؤدي صلوات التسبحة ويقيم قداس الصباح وبعدها يستقبل أولاده.. وهكذا يقضي نهار يومه في خدمة شعبه وفي الوحدة حبيس قلايته في التأمل في الأسفار الإلهية.. لا يعرف ساعة للراحة حتى يحين ميعاد صلاة العشية فيتجه إلى الكنيسة تتبعه الجموع في حب وخشوع.فعلا كان مثال الراعي الصالح للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق والقدوة الصالحة. إنه عينة حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة الصلاة وتقديس الذات أكثر منها كنيسة المنابر والوعظ الكثير...فهو رجل الصلاة نعم إنه رجل الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة فكانت سلاحه البتّار الذي بواستطها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي كانت تقابله.وفوق ذلك فقد حباه الله موهبة الدموع التي كانت تنهمر من مآقيه طالما كان مصليا وموهبة الدموع هذه لا تُعطى إلا لِمُنْسَحِقي القلوب، فكان يسكب نفسه انسكابا أمام الله ويذوب في حضرته، فإذا ما كنت معه مصليا أحسست أنك في السماء وفي شركة عميقة مع الله. كثيرا ما كان يزور الكنائس المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين منهم والخاملين في كرم الرب فكان معلما صامتا مقدماً نفسه في كل شئ قدوة مقدما في التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً. وهذه الحياة المقدسة وهذه الروحانية العالية التي لأبينا البار فقد ألهبت قلوب الرعاة والرعية فحذوا حذوه وفتحت الكنائس وأقيمت الصلوات وإمتلأت البيع بالعابدين المصلين بالروح والحق. وأحب الشعب باباه من كل قلبه وأصبح كل فرد يشعر بأنه ليس مجرد عضو في الكنيسة بل من خاصته. وأصبحنا نرى في حضرته مريضا يقصده لنوال نعمة الشفاء، مكروبا وشاكيا حاله طالِباً للصلاة من أجله ليخفف الرب كربه. وقد وهبه الله نعمة الشفافية الروحية العجيبة فكثيراً ما كان يجيب صاحب الطلب بما يريد أن يحدثه عنه ويطمئنه أو ينصحه بما يجب أن يفعله في أسلوب وديع، حتى يقف صاحب الطلب مبهوتاً شاعراً برهبة أمام رجل الله كاشف الأسرار. وهكذا يفتح بابه يومياً لإستقبال أبناءه فقيرهم قبل غنيّهم، صغيرهم قبل كبيرهم ويخرج الجميع من عنده والبهجة تشع من وجوههم شاكرين تغمرهم راحة نفسية لما يلمسونه من غبطته من طول أناه وسعة صدر تثير فيهم عاطفة الأبوة الحقيقية الصادقة. البابا شنودة الثالث : ولد البابا شنودة فى صعيد مصر فى قرية سلام محافظة سوهاج فى 2/ أغسطس / 1923 م بأسم نظير جيد روفائيل. والدته إنتقلت إلى السماء بعد ولادته مباشرة فتولى رعايته والده الطيب ثم أحتضنه شقيقه الكبير "روفائيل "وأخذه معه إلى مدينة دمنهور التي كان موظفاً بها ثم أعاده إلى أسيوط وعاد وأخذه إلى بنها التي نقل إليها ثم إلى القاهرة التي أستقر فيها . والتحق بمدرسة الأيمان الثانوية بشبرا وبعد أنتهائة من درسته الثانوية , ان قداسة البابا في طوال مراحل دراسته متفوقاً والأول باستمرار وعند ما كان بالسنة الأولى والثانية الثانوية التي تعادل الإعدادية الآن وعمره 16 عاماً كان يكتب الشعر ويتذوقه وقد أجاد عروضه وقوافيه وكل ما يختص به واستعان على ذلك بكتاب من دار الكتب ومن العجيب أن قداسة البابا لم يزل يذكر رقم هذا الكتاب حتى الآن وهو 5065 ألتحق بجامعة القاهرة ودرس فى كلية الآداب وتخرج منها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ 1947 م وفى نفس العام تخرج من مدرسة المشاة للضباط الإحتياط وكان أول دفعته فيها ، ثم أن عائلته كانت من أثرياء الصعيد فقد ورث أبوه عن جده 125 فداناً ، وأن هذا الثراء لم يدفع بالشاب نظير جيد إلى اللهو بل إلى التدين. وعمل مدرساً للغة الإنجليزية عمل قداسة البابا مدرساً سبعة سنوات في المدارس الثانوية وكان يتخذ من التلاميذ أصدقاء يعاملهم بحب وتقارب ولطف شديد كان لهم أب وصديق قادر على حل مشاكلهم وتكوين مثاليتهم وعند ما كان يعمل في شبين الكوم كانوا يركبون معه القطار ولا ينزلوا الى المحطة التي كانوا يقصدونها بل يواصلوا معه حتى يستفيدوا أكثر .. وكان أثناء عمله مدرسا مواظباً على الدراسات المسائية بالكلية الإكليريكية بالقاهرة وحصل على دبلوم اللاهوت من الكلية الإكليريكية عام 1949 م , وبسبب تفوقة عمل مدرسا فيها ( أنظر الصورة المقابلة ). ان لقداسة البابا في شبابه نشاط ملحوظ في مدارس التربية الكنسية وخدمة الشباب والأيتام وكان لتربيته الدينية وهو صغير على يدي البابا مكاريوس الثالث عند ما كان مطراناً لأسيوط والواعظ الشهير اسكندر حنا اثر كبير كما يقول قداسته ومن المباديء التي كان يرددها وهو طالب في الجامعة ويعمل في نفس الوقت في بالخدمة "نحن نعطي الله فضلات الوقت والله يريد الوقت كله "ومن هنا كان اتجاهه الى الدير ودخوله الرهبنة بعد أن ملكت محبة الله كل حياته ووجد أن وقته في العالم لا يتسع لها وفى أثناء خدمته فى الكلية الإكليريكية كافح .. وناضل .. من أجل حقوق الإكليريكية وكانت النتيجة إنتقال الكلية الإكليريكية بإنتقال الكلية الإكليريكية إلى مكانها الحالى فى أرض الأنبا رويس حيث بنى لها مبانى مخصصة والإستعانة بالأماكن الكثيرة فى هذه المنطقة بعد أن كانت فى مبنى قديم متواضع فى مهمشة , ودعم هيئة التدريس بالخبرات العلمية من المدرسين الباحثين فى شتى المجالات , كما تم فى عهده زيادة الإعتماد المالى المخصص لصرف عليها من قبل المجلس الملى العام . وبدأ نظير جيد خدمته فى مجال مدارس الأحد عام 1939 م فى كنيسة السيدة العذراء بمهمشة والتى كانت كنيسة الكلية الإكليريكية فى ذلك الوقت وكانت فى فناء الكلية .وفى عام 1940 - 1941 م أنشأ فرع لمدارس الأحد فى جمعية الإيمان بشبرا , ونظرا لنشاطه الكبير ضمه الإرشيدياكون حبيب جرجس للجنة العليا لمدارس الأحد .أما شهرته فى الخدمة فقد توجت فى مجال الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا حيث كان متحدثاً لبقا وممتازاً فتجمع النشئ الجديد حول خدمته وجذبهم إلى الروحانيات التى تملأ الكتاب المقدس .وكان أجتماع الشباب بهذه الكنيسة مساء كل أحد مكتظا بالشباب والخدام وشاع نجاح خدمته فلم يكن حضور إجتماع الشباب مقتصراً فقط على شباب الحى الذى تقع فيه الكنيسة ولكنه أجتذب أيضاً خدام وشباب من كنائس وأحياء مختلفة كانوا يحضرون من بعيد محتملين مشقة السفر ليستمعوا ويستفيدوا من موهبة الروح القدس المعطاه لهذا الشاب فملأ الخادم نظير جيد كل مكان تطأه قدماه من إرشاد وتعليم .وكان التعليم وأرشاد النشئ موهبة خاصة يتمتع بها فقد وصل لأن يكون اميناً لمدارس الأحد فى كنيسة الأنبا أنطونيوس , وكان مهتماً بالأجيال الجديدة لأنها زرع الرب فى حقله .وكان يذهب ليخدم فى فروع كثيرة يلقى فى أجتماعاتهم كلمات الروح القدس , فكان له فصل خاص للثانوية العامة فى مدارس الحد السيدة العذراء بروض الفرج .. وفصل آخر لطلبة الجامعة فى بيت مدارس الأحد .. وفصل للخدام فى كنيسة الأنبا أنطونيوس .. فكان يقوم بالتدريس فى أماكن مختلفة فى أوقات مختلفة من الأسبوع كما كان يحمل بعض مشاكل هؤلاء الشباب ويقوم بحلها معهم بإرشاد الروح , وإلى جوار هذه الأعباء كان كثيراً ما يدعى لإلقاء الدراسات فى إجتماعات الخدام , وأيضا المساهمة فى أعداد والقاء العظات والكلمات فى مؤتمرات مدارس الأحد فى الأقاليم . ولم يكن نظير جيد لبقا فحسب ولكن ظهرت له موهبة أخرى وهى موهبة الكتابة وقرض الشعر وقام بنذر مواهبه كلها بل وحياته كلها لخدمة الرب يسوع الذى يحبه ففى مجــلة مدارس الأحد التى ظهرت فى 1947 م , فبدأ نظير جيد أنتاجه الغزير فى الكتابة بقصيدة رائعة كانت بعنوان " أبواب الجحيم " وفيها أظهر عظمة الكنيسة المسيحية التى راعبها المسيح وكم عانت من أضطهاد وألام من الداخل والخارج لأن لنا مواعيد من الرب أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها . وبعد مضى سنتين على صدور مجلة مدارس الحد حمل مسئولية أدارتها وتحريرها وأستطاع من خلال مسئولياته فيها أن يعبر عن آماله وآمال الجيل الجديد من الشباب فى مستقبل الكنيسة القبطية القرن العشرين .. فبدأ يوجه الفكر القبطى ويؤثر فيه وتبنى الكثيرين آراءه وأفكاره , فكتب فى كافة نواحى المجتمع الكنسى القبطى ومشاكله .وظل نظير جيد يكتب ويكتب فى مجلة مدارس الأحد منذ صدورها عشرات المقالات متنوعه فكتب عن الحياة الروحية ودراسات فى الكتاب المقدس وإصلاح الكنيسة وتاريخ الكنيسة ومشاكل الشباب , وكتب اربعة مقالات طويلة للرد على شهود يهوة .. صارت فيما بعد بحثا كبيراً عن لاهوت المسيح .. كما كتب أيضا الكثير من القصائد الشعرية التى صارت فيما بعد تراتيل روحية يتغنى بها الشعب القبطى .أما آخر مقالاته بالتحديد التى كتبها فى مجلة مدارس الاحد كانت بعنوان " تمنيت لو بقيت هناك " .. وأبيات أخرى بعنوان " يا سائح " وبعدها أنطلق إلى الدير حيث رسم راهباً فى 18 يوليو 1954م بأسم الراهب أنطونيوس وكان قد بلغ من العمر 31 عاماً . ذهب خادم الرب يسوع نظير جيد إلى دير السريان المكان الذى أحب الخلوة فيه ورسم هناك راهباً بأسم أنطونيوس فى 18 / 7 / 1954 م وكان قد بلغ من العمر 31 عاماً . وبإنتهاء عام 1975 م أنتفل الراهب انطونيوس إلى مرحلة أخرى من مراحل الرهبنة وهى الأنعزال عن حياة الشركة بــ الدير والعيش فى حياة الوحده ووجد الراهب أنطونيوس كهفاً .. يصلح لوحدته .. ولا يزيدعرضه عن متر واحد وطوله ثلاثة أمتار ونصف , وكانت المغارة على بعد 3ر5 كيلومتر من الدير , وتركها لمغاره أخرى تبعد عن الدير 12 كيلوميتر ووضع فى مدخله مكتبه وبدأ يعد قاموساً للغة القبطية .. ووجد مكانا محفوراً فى الصخر أستعمله كرف وضع فيه المجموعة الكاملة لكتابات الاباء , وبحفرة اخرى كتب خاصة بالرهبان كتبها رهبان قدامى تشرح لهم حروب الشرير وحروب الفكر وطريقة معيشتهم وغيرها من الكتب التى تهم راهب متوحد معتكف بعيداً حتى عن ديره .وكانت تمر عليه أسابيع لا يرى فيها وجه أنسان. فى 30 / 9 / 1962 أرسل البابا كيرلس السادس يستدعى الراهب أنطونيوس فذهب إليه خالى الذهن لا يعرف السبب فقد حاول البابا كيرلس السادس رسامة الراهب انطونيوس أسقفاً فكان يقول : " له أنا غير مستحق لهذه الخدمة " .. ولما تكرر هذا الأمر تشاور البابا مع أسقف دير السريان فقال له : " دع لى هذا الأمر " , وذعندما ذهب إلى الدير ركب أسقف دير السريان عربية جيب قاصداً الراهب المتوحد أنطونيوس الذى يسكن فى قلاية بعيداً عن ديره وقال له : " البابا كيرلس يريدك فى مشكلة قانونية (قوانين الكنيسة) ولا يوجد غيرك تحلها " , فقال له أنا أعرف إلا قليلاً فى هذه القوانين قال له : " البابا قال ما فيش غيرك يحلها " فقال الراهب انطونيوس : " طيب هاروح للبابا بالشبشب والجلابية دى " فقال له سندبر لك ملابس فأخذوا حذاء احد الرهبان وجلابية من ملابس الرهبان وعمة ولبسهم الراهب أنطونيوس وذهب إلى البابا كيرلس , وكان من عادة الراهب أنطونيوس أن يضرب مطانية للبابا وحينما فعل وضرب مطانية وهم الراهب انطونيوس بالوقوف أخرج البابا الصليب من جيبه وقال رسمناك يا انطونيوس بأسم شنودة أسقف التعليم فاسقط الراهب أنطونيوس فى يده وقال أنا ما أستحقش يا أبى فقال له البابا سنكمل الرسامة غداً وكانت هذه مفاجأه بسيامته أسقفاً للتعليم للكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية بأسم الأنبا شنودة ولم يستطع أن يتفوه بشئ بالرغم من أشتياق الراهب انطونيوس إلى رمل الصحراء والوحدة . وفى يوم الجمعة 29 من أكتوبر 1971 م توجه الناخبين لأختيار شخص واحد أو أثنين أو ثلاثة من الخمسة السابقين وكان مقيداً فى جداول الناخبين 700 ناخب حضر منهم 622 ناخب حضروا من كل مكان أرض مصر , وكانت اللائحة تنص على أن لوكلاء الشريعة فى المطرانيات و 24 كاهن من القاهرة و 7 من الأسكندرية وأعضاء المجلس الإكليريكى لهم حق الإنتخاب . كما حضر عملية الإنتخاب وفد من الكنيسة الأثيوبية هما : المطران توماس والقمص هايت مريم سكرتير أمبراطور اثيوبيا ورئيس كلية الثالوث اللاهوتية , وحضر ايضا مع الوفد الأثيوبى سفير أثيوبيا فى مصر فى هذا الوقت السيد ملس .وكان مقر الإنتخاب هو الكنيسة المرقسية بالأزبكية , وحضر عملية الأنتخاب مندوب من وزارة الداخلية منذ البداية وحتى النهاية وأنتهت عملية الإنتخاب فى الساعة الخامسة مساء وكان آخر من أدلى بصوته هو الأنبا مرقس مطران كرسى أبو تيج , أما الأنبا شنودة فلم يدلى بصوته إذ كان يصلى فى صباح اليوم فى كنيسة القديس مار جرجس بروض الفرج وفى المساء كان يلقى عظته الأسبوعية فى الكاتدرائية التى يحضرها الألوف من الشعب القبطى , كما لم يشترك الأنبا صموئيل الذى كان معتكفاً فى الدير , ولم يشترك القمص تيموثاوس المقارى فى الإنتخابات إذ كان فى مكان خدمته بالكويت .وكانت نتيجة فرز الأصوات أسفرت عن أختيار ثلاثة من الخمسة وهم :- الأنبا صموئيل وحصل على 440 صوتاً .الأنبا شنودة وحصل على 434 صوتاً .القمص تيموثاوس المقارى وحصل على 312 صوتاً .وفى يوم الأحد 31 أكتوبر 1971 م بدأ القداس الذى يسميه الأقباط قداس القرعة حوالى الساعة السابعة والنصف صباحاً وحضر أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الأملاك بالبطريركية وأعضاء هيئة الأوقاف والوزراء الأقباط ومندوبوا الإذاعة والتلفزيون والصحافة وحضر أيضاً سفير أثيوبيا بالقاهرة والألاف من الشعب القبطى . والبسوا الطفل أيمن ملابس الشمامسة وحمله نيافة الأنبا أغابيوس وأتى به إلى القائمقام , وهنا رفع الأنبا أكونيوس العلبة التى بها الثلاثة ورقات إلى أعلى مربوطة ومختومة حتى يراها الناس بأربطتها وأختامها ثم أدار العلبة فى يده عدة مرات وهزها حتى لا تثبت الأوراق كما وضعها ثم فض الأختام من على العلبة ووقف أمامه الطفل أيمن بعد أن أخفوا عينيه حتى لا يرى شيئاً من ألأوراق التى سوف يسحب أحداها , وفى أثناء ذلك بدأ الألاف من الشعب القبطى المتواجد فى الكنيسة يصلون قائلين كيريالايصون 41 مرة ومعناها يارب أرحم . ثم مد الطفل أيمن يده إلى العلبة وهو مغمض العينين وسحب ورقة فأخذها منه القائمقام ألأنبا أنطونيوس وكان الجميع صامتين وكأن على رؤوسهم الطير , وأمسكها بيده واخذ يفتحها والكل مترقب وقرأ الأنبا أنطونيوس الأسم المكتوب فى الورقة وأعلنه للشعب وهو " نيافة الأنبا شنودة .. أسقف التعليم " . وخرجت نتيجة القرعة الهيكلية بأسم الأنبا شنودة أسقف التعليم ولم يكن الأنبا شنودة وقتها بالقاهرة ولكنه كان فى دير السريان حيث مكث هناك من أول الأسبوع كعادته وكان يصلى قداس مع كهنة الدير ورهبانه فى نفس الوقت الذى تجرى فيه القرعة الهيكلية فى القاهرة , وبعد أنتهاء القداس ترك دير السريان وذهب إلى دير الأنبا بيشوى وجلس هناك مع رهبانه وفى أثناء ذلك فوجئ الجميع بأجراس الدير تدق دقات الفرح ومع رنين أصوات الأجراس سمعت أصوات التهليل والألحان فى أرجاء البرية , وما هى إلا لحظات إلا وتوافد على الدير الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة وممثلوا الصحف والوكالات الأجنبية والألاف من أفراد الشعب فى فرحة وتغمرهم السعادة , يريدون أن يصحبوه فى موكب إلى القاهرة فقابلهم كما تعودوا منه فى بساطة لأنه هو بسيط مع الكل . فى يوم الأحد 14 من نوفمبر 1971م الموافق 5 هاتور 1688 ش بدأت مراسيم التنصيب ورسامته بابا ورئيسا على الكنيسة القبطية , وقد أذيح الحفل من دار الإذاعة والتلفزيون فى مصر على الهواء مباشرة وقد كان الزحام شديد . وأكتملت مسيرة أعماله وتعميرة للأديرة واهتمامه بشعبة كأب روحي لنا . ادام الرب حياته لكل ابناء شعبة ولكنيستنا القبطية . [/COLOR][/CENTER][/B][/SIZE][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
سير القديسين
متجدد ( ابائناالبطاركة علي مر العصور ) كل يوم بطرك
أعلى