**ما هو الفداء، وكيف نتذوقه في حياتنا العملية؟** ✨

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,087
مستوى التفاعل
1,638
النقاط
113
### **١. معنى الفداء في المسيحية**
الفداء هو جوهر الإيمان المسيحي، وهو العمل الخلاصي الذي قام به المسيح بموته
وقيامته ليحرر الإنسان من عبودية الخطية والموت، ويمنحه حياة جديدة في الله. كلمة "فداء" تعني دفع ثمن لاستعادة شخص أو شيء مفقود، وهذا ما فعله المسيح عندما **دفع حياته على الصليب كذبيحة كفارية عن خطايانا**.


قال المسيح:
*"لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مرقس ١٠: ٤٥).*


وهذا يعني أن المسيح أخذ مكاننا، وحمل عنا عقاب الخطية، ليمنحنا الحرية والخلاص.

### **٢. كيف تحقق الفداء في المسيح؟**

الفداء تم من خلال عدة مراحل أساسية:

#### **٢.١ التجسد: الله معنا**

قبل أن يتمم المسيح الفداء، أخذ جسدًا بشريًا ليقترب منا، ويشترك في طبيعتنا. كما يقول الكتاب:
*"والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا" (يوحنا ١: ١٤).*
بتجسده، عاش المسيح حياة طاهرة بلا خطية، مؤهلًا ليكون الذبيحة الكاملة التي تُرضي عدالة الله.

#### **٢.٢ الصليب: ذبيحة المحبة**

الصليب هو الحدث المركزي في الفداء، حيث بذل المسيح نفسه من أجل البشرية، ليحمل خطايانا، ويمنحنا الغفران. يقول الكتاب:
*"الذي لم يعرف خطية، جعله خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه" (٢ كورنثوس ٥: ٢١).*
وهذا يعني أن المسيح أخذ عقابنا، وأعطانا بره وقداسته، حتى نصبح مقبولين أمام الله.

#### **٢.٣ القيامة: الانتصار على الموت**

بعد موته، قام المسيح في اليوم الثالث، منتصرًا على الخطية والموت، ومؤكدًا أن فداءه كان كاملًا. كما يقول بولس الرسول:
*"ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (١ كورنثوس ١٥: ٢٠).*
بقيامته، فتح لنا طريق الحياة الأبدية، ومنحنا قوة جديدة للعيش معه.

### **٣. كيف نتذوق الفداء في حياتنا العملية؟**

الفداء ليس مجرد عقيدة نؤمن بها، بل اختبار حيّ نعيشه كل يوم. فكيف يمكننا أن نختبر هذا الفداء في حياتنا؟

#### **٣.١ قبول المسيح بالإيمان الشخصي**
الفداء لا يصبح فعّالًا في حياتنا إلا إذا قبلناه بالإيمان. يقول الكتاب:
*"لأنه إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت" (رومية ١٠: ٩).*

هذا يعني أن علينا أن نضع ثقتنا الكاملة في المسيح كمخلص شخصي، ونسلم له حياتنا بالكامل.

#### **٣.٢ التوبة اليومية: التحرر من الخطية**
الفداء يمنحنا الحرية من الخطية، لكنه يتطلب منا أن نحيا حياة التوبة المستمرة، فنرفض العادات القديمة، ونسلك بحسب روح الله. كما يقول بولس الرسول:
*"إذًا إن كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا" (٢ كورنثوس ٥: ١٧).*
هذا يعني أننا لم نعد عبيدًا للخطية، بل أحرارًا في المسيح، وعليها أن تظهر في تصرفاتنا اليومية.

#### **٣.٣ حياة الشكر والتسبيح**
عندما ندرك عظمة الفداء، لا يمكننا إلا أن نسبّح الله ونشكره على نعمته. يقول الكتاب:
*"اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم" (١ تسالونيكي ٥: ١٨).*
فالشكر والتسبيح هما استجابة طبيعية لمحبة الله العظيمة التي أُظهرت في الفداء.

#### **٣.٤ محبة الآخرين وغفرانهم**

لأن المسيح غفر لنا من خلال الفداء، علينا نحن أيضًا أن نغفر للآخرين، ونحبهم بنفس المحبة التي أحبنا بها. قال المسيح:
*"بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضًا لبعض" (يوحنا ١٣: ٣٥).*
فالحياة المفدية ليست حياة أنانية، بل حياة مليئة بالمحبة والعطاء للآخرين.

#### **٣.٥ الثقة في وعود الله وعدم الخوف**

الفداء يمنحنا يقينًا بأننا أبناء الله، وأنه معنا دائمًا. لا يجب أن نخاف المستقبل أو الضيقات، لأن المسيح دفع الثمن لأجلنا. كما يقول الكتاب:
*"إذا كان الله معنا، فمن علينا؟" (رومية ٨: ٣١).*
هذا اليقين يجعلنا نعيش حياة ملؤها السلام والفرح رغم كل الظروف.

### **٤. ثمار الفداء في حياتنا**
عندما نتذوق الفداء، تبدأ حياتنا بالتغير، وتظهر هذه العلامات بوضوح:
**سلام داخلي**: لأننا نعرف أننا مغفور لنا ومقبولون في المسيح.

**حرية من الخوف**: لأننا واثقون أن المسيح قد غلب العالم.
**رغبة في القداسة**: لأننا لم نعد نحب الخطية، بل نرغب في مشيئة الله.

**حياة مملوءة بالمحبة**: لأن محبة المسيح تفيض في قلوبنا نحو الآخرين.

##
الفداء هو أعظم هدية قدمها الله للبشرية، وهو ليس مجرد قصة تاريخية، بل حقيقة نعيشها كل يوم. عندما نقبل المسيح بالإيمان، ونسلك في الطاعة والتوبة، نختبر قوّة الفداء في حياتنا. فنحن لم نعد عبيدًا للخطية، بل أحرارًا في المسيح، نحيا لمجده، ونعكس نوره في العالم.

*"فإن حرّركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يوحنا ٨: ٣٦).*

**ربي يبارككم ، ويملأ حياتكم بفرح الفداء، ويجعلكم دائمًا نورًا يضيء للآخرين! ✨🙏🔥**
 
التعديل الأخير:
أعلى