ما معنى بسم الصليب الحي

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,347
مستوى التفاعل
1,738
النقاط
76
الكثير منا يردد عبارة ( بسم الصليب الحي) عندما يصدم او يتفاجأ او عندما يقشعر بدنه ويرتجف مذعوراً او عندما يذهل من خبر ما لا نعني اننا نستنجد بالصليب ذاته الصليب عندنا هو قوه تجلي محبة الله. وعندما نقول الصليب لا نعنى الخشية بالتأكيد، وإنما نعنى المصلوب، وفكرة الفداء، وقوة الفداء. وعندما نستنجد بالصليب لا ننادى خشبة الصليب بل المسيح المصلوب على الصليب. أنت تعرف جيداً في اللغة العربية ضروب البلاغة، التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل بكل علاقاته.فمثلاً فعندما أقول لك أريد أن أشرب بناً لا أعنى به البن في حد ذاته بل القهوة التي تصنع من البن، لأن البن لا يشرب، ولكنى أذكر لك الأصل الذي تصنع منه القهوة. وعلى هذا القياس عندما أقول باسم الصليب لا أعنى الخشية، ولكنني أعنى المصلوب، أعني الفداء وقوة الله التي تجلت بالحب على الصليب. فعندما أستنجد بالصليب أو أذكر اسم الصليب إنما أذكر الحب الإلهي متجلياً في حادثه معينة وهى مذبحة الصليب. أعني شخص المصلوب الذي هو الرب الحي رب المجد يسوع المسيح فما معنى اشارة الصليب
عندما نرفع يدنا صوب الرّأس أوّلًا، نتذكّر الآب الذي خلقنا ونشكره على العقل الذي منحه فينا والحكمة التي بعثها منّا والقدرات والكفاءات التي زوّدنا بها.

عندما ننزل يدنا صوب الصّدر ثانيًا، نشير بهذا إلى القلب، محرّك أفعالنا كلّها وجوهر علاقاتنا مع الآخرين. بالإشارة هذه، نطلب أن ينقّي الله قلوبنا لتصبح وديعة ومتواضعة، تسامح وتطلب الغفران.

ثالثًا، عندما نميل إلى اليمين واليسار، نرفع صلواتنا إلى الله ليبارك أعمالنا التي نصنعها بيدينا، أعمال تتمّمها يدٌ بالبرّ والخير والبركة، لترتفع الأخرى صوب السّماء لالتماس الله. تبارك اسمه القدوس للابد امين
تطبيق اشارة الصليب: تذكار صليب المسيح وإعلان إيمان بالثالوث الأقدس وتعني منح النعمة والبركة والاعتراف بالإيمان المسيحي، يرفع المؤمن يده أولًا الى رأسه مركز الحياة ومكان العقل معلنًا بذلك أن الله الآب هو فوق في السماء ولا يدرك إلا بموقف تأملي وبتفكير، ثمّ يضع يده ثانيًا على بطنه رمز الجسداني والإنساني والمادي للدلالة إلى أن الابن نزل من السماء وتجسد إنسانًا، وبحركة أفقية يرسم المؤمن ثالثًا على كتفيه للدلالة الى الروح القدس، وبثلاثة أصابع: قامت الكنيسة البيزنطية عند أواخر القرن 12 بإصلاحات ليتورجيا أدت الى رسم إشارة الصليب بثلاثة أصابع (السبابة والإبهام والإصبع الكبير) للدلالة على وحدة أقانيم الثالوث الأقدس بإله واحد ويدل الإصبعان الباقيان على الطبيعتين في المسيح.

من اليمين الى اليسار أو العكس: بالنسبة للبيزنطيين من اليمين الى اليسار يعبر عن أن الروح القدس روح الحنان والرحمة (اليمين) يجتاح قساوة القلب شرائع الحياة البشرية (اليسار)، أما بالنسبة للكنيسة القبطية فمن جهة اليسار نحو اليمين لكن المعنى يبقى هو ذاته فعمل الروح القدس في المؤمن هو عمل للفداء إذ ينتقل المؤمن من الظلمة الى النور. أما الكنيسة المارونية فترسم الصليب بخمسة أصابع رمزًا لجراحات المسيح الخمسة بتأثير من الروحانية الفرنسيسكانية.

الصليب staurov يدل على:

شكل من قطعتين من الخشب او مادة اخرى مستقيمتين متقاطعتين بشكل متعامد على بعضهما البعض عند موقع معين فيهما، يعدّ الصليب من أقدم الرموز في الحضارة الإنسانية. واعتمد كأداة للتعذيب والعقاب والإعدام، يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف لنا في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبه مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها، أو تربط بالحبال. “وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.” (في 2: 8) ويبدو أن طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب.

وهنا بين الله محبته، وكيف استخدم آلة التعذيب في إعلان محبته، ففي اليدين المفتوحتين على الصليب يعلن قبوله للجميع، يعلن أن الخلاص ليس قاصراً على فرد أو شعب بل هو خلاص للجميع: “وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ” (يو 12: 32) والصليب هو ايضاً في المسيحية علامة الانتصار حيث جرد الابن الحبيب قوات الشر الروحية من رياسات وسلاطين شيطانية جهاراً ظافراً بهم فيه (في الصليب)، “إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، “إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ.” (كو 2: 15،14).

رمزية الصليب في حياتنا: وقد اهتم الكتاب المقدس كثيراً بالصليب فوردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد ، وورد فعل الصلب 46 مرة، إن معنى الصليب الأساسي هو الموت. فإنه منذ القرن السادس قبل الميلاد تقريباً وحتى القرن الرابع الميلادي كان الصليب أداة تنفيذ حكم الإعدام والموت بأكثر الطرق تعذيباً وألماً. فكان يتم الصلب إما بالتقييد أو التثبيت بمسامير في صليب خشبي ثم يترك الشخص معلقاً حتى يموت. وكان الموت بطيئاً ومؤلماً بصورة لا تطاق. ولكن معنى الصليب صار مختلفاً تماماً اليوم بسبب موت المسيح على الصليب.

إن الصليب في المسيحية، هو المكان الذي تقابلت فيه محبة الله مع عدله، يسوع المسيح هو حمل الله الذي ينزع خطية العالم (يوحنا 1: 29). وترجع الإشارة إلى المسيح كحمل الله إلى تأسيس الفصح اليهودي في خروج 12، وعندما جاء المسيح إلى يوحنا لكي يعمده، فإن يوحنا عرفه وقال: “هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ” (يوحنا 1: 29)، وبهذا أعلن هويته وخطة الله له أن يكون ذبيحة للخطية.

لهذه الإشارة قوة حياة تنبع من علاقتها بشخص المصلوب، ولذلك يجب أن نرسمها بفهم، بمعنى أن يرافق رسمَها إيمانٌ مطلق بما ترمز إليه أو ما يستدعيها “أي إيمان بكل عقائد كنيستنا الخلاصية، التي نعلنها برسم إشارة الصليب، إضافة إلى رجاء مطلق بمحبة الله غير الموصوفة ورحمته، وعزم لا يتزعزع على أن نصلب ذواتنا الخاطئة وأهواءنا، لكي يسعنا أن نقبل نعمة الله، ونحيا ضميريا حياة التجدد والتحوّل الداخليين”.


ما أهمية الصليب من دون المصلوب في الكنيسة المارونية:

إِنَّ كَلِمَةَ ٱلصَّلِيبِ عِنْدَ ٱلْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ ٱلْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ ٱللهِ”( ١كو ١: ١٨) يظهر الصليب في الطقس الماروني، والمصلوب، لا يظهر معلّقا عليه… إنها ميزة خاصة في روحانية الكنيسة المارونية. بالنسبة لها، المسيح قد قام من الموت، ولم يعد بعد اليوم معلّقا على خشبة، لتصبح خشبة الصليب، علامة حيّة للمؤمنين ولكل من يريد أن يحيا الحرية.

وتدل خشبة الصليب على قوة الله الحيّ والقدوس، المنتصر على الموت رمز الانتصار في صليب دون مصلوب ان تسليط الانظار على أهمية الصليب دون المصلوب في الكنيسة المارونية، هو المناداة به كأداة خلاصيه ومحرّرة، وحقيقة لاهوتية وأنثروبولوجيا، تعمل على تحفّيز المؤمنين من جهة بضرورة سلوك منطق الصليب الشافي، وبان يجعلوا من هذا الرمز قدوة حية وتعزية شافية وحرّبة تحرر.

فعندما يتأمل الإنسان بحقيقة الصليب، سيرى فيه مبدا حريته ومبتغاه، فصليب القيامة، مفتاح حلّ لازمات الإنسان سواء الشخصية والعائلية والاجتماعية والمهنية، لم يعد المسيح المعلق على الصليب ضحية جهل الإنسان، واجه الرب الاساءات والظلم بالمغفرة، من على الصليب نتعلّم كيف ننجو من نتائج الصدامات النفسية. المسيح قام، وهو حيّ ابدا في الكنيسة، وقيامته غفران وتوبة، “نحن نَكْرِزُ بِٱلْمَسِيحِ مَصْلُوبًا …، ‏وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِٱلْمَسِيحِ قُوَّةِ ٱللهِ وَحِكْمَةِ ٱللهِ، لِأَنَّ جَهَالَةَ ٱللهِ أَحْكَمُ مِنَ ٱلنَّاسِ وَضَعْفَ ٱللهِ أَقْوَى مِنَ ٱلنَّاسِ” (١كو ١: ٢٤،23، ٢٥).

الصليب المشرقيّ صليبٌ مُمَجَّد في الكنيسة الكلدانية:

الصليبُ في كنائسنا المشرقيّة صليبٌ مُمَجَّدٌ، اي من دون المصلوب. هذا ما يُؤكده كلُّ الصلبان المشرقيّة المتعددة المكتشفة في الحيرة (النجف والكربلاء) والهند والصين. الصليب الفارغ من الجسد هو مثل القبر الفارغ يشير الى القيامة، وهو يعبر عن منظور لاهوتي وبُعدٍ اسكاتولوجي ينطلق من لاهوتِ القيامة والحياة والتجدد. لاهوتٌ يُركِّز على النعمة والبركة والفرح. فالصليب الفارغ يذكر المؤمنين يعزز ثقة الرجاء، أطراف الصليب المشرقي يحمل ثلاث دوائر تشير الى الثالوث، وان جمعت تصبح 12 دائرة هي الرسل الاثني عشر وفي الوسط توجد دائرة كبيرة هي المسيح، يُحيط بها أربع دوائر هي الإنجيليون الاربعة. هذا الصليب مرسوم على غلاف كتبنا الطقسيّة كالحوذرا*. أما الصليب وفوقه المصلوب فهو تقليد غربي يعبر عن منظور لاهوتي يؤكد على الفداء من خلال الالم والصلب، وان وجدت بعض اشارات في طقوسنا الى وجود المصلوب فوق الصليب فهي متأخرة تعود الى ما بعد 1551، هذه خصوصيّة تتميّز بها كنيستنا المشرقيّة الكلدانيّة، نتمنى الحفاظ عليها في كافة كنائسنا لاسيما وقد بدأنا نعود الى الاصالة بتوحيد رتب القداس والمعمودية والاكليل الجديدة.
وهناك ثلاثة مفاهيم تساعدنا في فهم الصليب الذي هو الحب حتى الموت
اولاً: المسيح العجيب في تعاليمه:
المسيح وهو على الصليب قد حول الصليب الى منبر تعليمي، كانت الناس تصرخ امامه وتقول”اصبله اصلبه” ومنهم من كان يدق المسامير ، لكن المسيح قد حول الصليب لمنبر لتعليم الإنسان ” المسيح يصرخ امام الذين كانوا يعذبونه ويقول يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” انه المسيح كان يطلب لصالبيه الغفران.
وهنا اعطانا المسيح درس الغفران، و هذه هي مسيحيتنا ” اغفر لهم لانهم لايعلمون ماذا يفعلون” ونصلي ايضاً ونقول “واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا”. هذه تعليم الصليب العجيب في تعليمه مين يقدر أن يفعل ذلك؟!!
ثانياً: المسيح الفريد في أعماله:
لقد بدأ عهداً جديداً عهد المسيحية التي على الصليب حيث يفتح المسيح احضانه من اجل كل احد ، كان من الممكن أن يموت بأي شكل أخر، لكن موته على الصليب، فيها الاحضان المفتوحه لكل احد لانه الفريد في اعماله، عندما كان المسيح مُعلق على الصليب أتي قائد المئه بحربه وطعن جنب المسيح، ومن هذه الطعنه خرج دم وماء، ولكن السيد المسيح عندما طعنه هذا الرجل وهو انسان وثني روماني؛ صرخ قائلاً: ” حقاً كان هذا ابن الله ” وهذه واحد من الناس الذين صلبوا المسيح.
وخروج الدم والماء من جنب المسيح فالماء يمثل “سر المعموديه” والدم يمثل” سر الافخارستيا”
ثالثاً: المسيح هو الفريد
ليس بأحد غيره الخلاص. فهو الوحيد الذى قدم خلاصه لجميع البشر.
يسوع المسيح يسوع المخلص والمسيح ماسح، من يقدر أن ينزع الخطايا!؟ ان دم المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية، عندما صُلب المسيح على الصليب كتبوا لافته وعلقوها على الصليب “يسوع ملك اليهود”.
كما قال المسيح على الصليب عبارة “قد أكمل” وقد تم تكرار هذه العبارة في الكتاب المقدس فى ثلاث محطات ١. سفر التكوين “اُكملت السموات والأرض ” وهي بداية الخليقة
٢. في سفر الرؤيا “قد تم” وهي نهاية الزمان
٣. والمسيح في الصلب “قد أكمل ” وهذه في الوسط.
– لقد اكتملت قصه الانسان والله، بين الله والانسان توجد قصه من أيام آدم وهذه القصة تعاقب عليها اباء كثيرين حتى تمت واكتملت في شخص ربنا يسوع.
ويقول القديس غريغوريوس لاشئ من المعجزات التي حدثت عند الصليب وعند القبر او بعد القبر يعادل معجزة الخلاص، فإن قطرات دم المسيح تجدد خلقة هذا العالم .
ومن المهم أن كل واحد فينا يعتبر ان المسيح قد صُلب من اجله، وقد يكون الله قد سمح بظروف هذا الوباء، وقد سمح لنا الله بأن نكون في المنازل لكي يقدم لنا رسالة لكى يقول لنا” إننى صلبت من أجلك من أجل هذا البيت ومن أجل هذه الأسرة ” وشعور ان المسيح قد صلب من اجلك، ومن هنا تشعر ان الله معك في كل وقت.
أن للصليب أربعة أطراف وهي تشرح أربعة مفاعيل سر الصليب.
١. مفعول سر الشكر
٢.مفعول عاطفة الحب
المسيح ضحي وفتح ذراعيه لأجل كل أحدٍ، لذلك في المسيحية ظهرت هيئات كثيرة عبر التاريخ لتخدم هذا الحب و الخدمة تقدم عن طريق حب و الصليب هو سر الحب حتي الموت
٣. الفعل الثالث هو التوبة حينما نقف امام المسيح المُعلق على الصليب: يقول لي أجعل قلبك نقى، فبنقاوة قلبي أستطيع أن أري مسيحي
٤. يعيطنا إحتمال للضيقات
عندما ينظر الانسان إلي ما صنعه المسيح يشعر الإنسان هو الجاني الذي يستحق العقاب ولكن الله حمله عنه .
“نقدم شكر،حب،توبة،احتمال ”
لكي تتخيل الصليب كيف كان في فكر من عاشوا قبلك داواد النبي رسم بالكلمات الصليب كأروع فنان في المزمور ١٠٣ “لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا لأنه مثل إرتفاع السماوات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه وكبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا ” فالضلع الرأسي في الصليب يمثل الرحمة والضلع الأفقي يمثل المغفرة التي قدمها الصليب .
الموضوع جزء منه بقلمي والباقي منقول للامانة والفائدة العامة
 
التعديل الأخير:
أعلى