ماذا يُشبه أن نكُونَ آلهة

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
تعُلّمتُ كُلّ يوم في الشهور والسَنَوات الماضية ماذا يُشبه أن نكُونَ آلهة.
أن نكُونَ آلهة لمعناه أن تُحتَقرُ وترْفَضُ من أولئك الذين تَحبُّهم كثيراً والذين تَعْملُ كثيراً من أجلهم، حتى بَعْدَ أَنْ تضَحّى بحياتِكَ لإنْقاذهم.
أنه أَنْ تريقَ دموعَ مريرةَ كُلّ يوم لأنهم يَتصرّفونَ وكأنك بلا أهميّة‏،
أنه رُؤية أنهم يَرْفضوا أن يصْدقوا أنّك هناك.
أنه أن ترى أبنائك يَقْتلونَ ويَكْرهونَ كُلّ منهم الآخر، مستخدمُين أحياناً الاسمِ المقدّسِ لتَبرير أعمالِهم الشرِّيرة.
أنه أن تدَعوهم كُلّ يوم وقلّما ما يُسْمَعَون.
أنه أن ترُاهم يَسْخرونَ مِنْ كُلّ شيءِ تَقدمه لهم وأن تراهم يَتخلّونَ عن كُلّ القِيَم الإلهية ويُستبدلونها بقيمهم هم.
أنه أن تُعاملَ بجحودِ في كل مناسبة.
أنه أن ترْسل الناسِ لمُسَاعَدَتهم وأَنْ تُعامل عطياك العديدة بسخريةِ.
انه أن تعَاني المَذلّةِ كُلّ يوم مِنْ أفواهِ وأيدي ذات أبنائك.
أنه أن تكُونَ مُبدع كُلّ ما هو خير وجميلُ ثم تراه يُدمر بسرعة.
أنه أن تتحَمْل ألامكَ في صمتِ وبحبِّ وبصبرِ رغم انسحاق قلبِكَ.
ذلك هو ما يعني أن نكون آلهة في الزمن الحاليِ.
إن الرب يَنْظرُ لأسفل بشكل ثابت على عالم ملئ بالنزاعِات والحروبِ والكراهيةِ والشرِّ، حيث يَبْدو القتل والانتقام هو أسمى‏ شئ في عديد مِنْ العقولِ وتَبْدو الشفقة ميتةً.
أنه يري الحبُّ يُعاملُ بكل احتقار من قبل عديد مِنْ النفوس التي تَرْفضُ كُلّ عطية يُقدّمُها لهم.
أنه يَدْعونا طوال حياتِنا إلى قلبِه القدّوسِ، لنتَلْقي الحبِّ العظيمِ الذي يَكنه لنا، ونحن، كأبنائه، معنيين بان نقتسمه مع الجميعِ.
أنه يَعطينا ناموسه, فنهملُه.
أنه يَتكلّمُ مع قلوبِنا, فتظل مُغلقة أمامه.
أنه يَشفي أجسادنا, فلا نُظهر أي أمتنان.
أنه يُزوّدُنا بغذائَنا ومائَنا, فنَرْفضُ أَنْ نَتقاسمهم مع المحتاجينِ.
أنه يُساعدُ في كُلّ شدة, فنَرْفضُ إظهار الحبِّ للرب أَو للآخرين.
أنه يَنتظرُ سَمْاع صلواتنا, فلا يَسْمعُ سوى الصمت.
أنه يمنحنا حياةَ أبديَة, فُتُرْفَضُ عطيته وتُهمل.
أنه يَنتظرُنا مرحباً بنا في قبلة, فيُرفض حبّه ومغفرته.
أنه يَدْعونا إلى الأمانِ في عنايتِه, فيَرانا نبتعد بعيداً لنتّبع الشيطانِ.
أنه يُرسلُ كهنتَه وخدامه ليسَاعَدَونا وينُصْحونا, فنهملهم.
أنه يُرسلُ أنبيائه, فيُعاملون بسخريةِ.
أنه يُرسلُ لنا أمِّه كلية القداسة, فلا نُصغي.
لقد أَصْبَحنا جيل شرّير وجاحد فيشبّهَنا الرب بإمبراطورية روما.
إنّ عددَ النفوس التي تتجّهُ نحو الجحيمِ لهائل‏. نحن نُحذّرُ كُلّ يوم من هذا الخطرِ العظيمِ وبالرغم من ذلك فالناسِ لا تُصدّق. لقد رأيت أعدادَ عظيمةَ مِنْ النفوس تَتجّهُ إلى الهاويةِ وأعدادِ هائلة هناك الآن. علينا أَنْ نَصلّي من أجلهم كُلّ يوم، لإنقاذِهم.
ماذا ممكن أن يفعله الرب أكثر ليسَاعَدَنا؟ أنه نحن الذين نَرْفضُ حبَّه الإلهي، نحن الذين نَرْفضُ عطاياه الرائعة, نحن الذين نَرْفضُ المغفرةِ والفرحِ الأبديِ.
إن قلبِ الرب القدوس لهو جوهرةً فريدة الكمال، مُتَأَلُّق في جمالِه، أغنى عطية مُمْكِنُ أَنْ نَحُوزَها، يُمَنحَ مجانا لكل واحد مِنا ومع ذلك فالقلبِ المقدسيِ يَنْزفُ ويَعاني معاناةَ عظيمةَ بسبب رفضِنا قُبُول الحبِّ الذي يَمْنحُه لنا. لقد رَفضنَا أن نكرم تضحيتِه العظيمةِ، نُعاملُه كما لو أنَّه لَيْسَ لهُ موضعُا بيننا. نَتصرّفُ كما لو أنَّنا نَمتلكَ الأرضَ، كأننا آلهةَ. لقد صرنا نحتقرَ كُلّ ما هو مقدّس، نُنحي الرب القدير جانباً فى طرقِ حياتنا العصريةِ والفاسدةِ. المبادئ الأخلاقية تُخرّبُ في كل مكان. لقد جَعلنَا العالم لَيْسَ فيه موضعُا للرب.
إن الشرّ يَصْلبُ الرب كُلّ يوم. الشيطان سيُزال قريباً مِنْ هذه الأرضِ إلى الأبد ولذا فهو يُهاجمُ كل من السماء والأرض بغاية العنف في آخرِ الأيام هذه. لقد أقسمَ على الثَأْر لنفسه ضدّ الرب. هجماتُه تَأْخذُ شكلَ الارتداد العظيمِ، أنه يُدمّرُ إيماننا بالرب وبحبِّه الغير محدود. إن الشيطانُ يُسبّبُ الكراهيةً والحسد والشهوة والأنانية والطمع والحروب والارتداد والإجهاض وموت الرحمة، قسوة وملايين من طرق التدمير العصرية ألآخري ليجذب نفوسنا نحو الهاويةِ بجانبه. أن طريقته لهي قنبلة ذرّيةُ، إهمال من هم في حاجةِ، الفساد الجنسي، تخريب الإيمانِ، تخريب المبادئ الأخلاقيةِ والحياةِ العائليةِ. كُلّ شرّ يناسب هدف الشيطان، هدفه هو تخريبُ كلُ للأرضِ ونفوسنا. بهذه الطريقة يُهاجمُ السماء.
نحن الآن في آخرِ أيام هذا العالمِ، في آخرِ أيام هذه الأزمنةِ الشريّرةِ. لقد وَعدَ الرب بأنّ كُلّ الشرّور سَتعاقبُ ولن يُسمح مرة أخرى مطلقاً بالشرَّ على الأرضِ. نحن سَنُصبحُ كما في بِداية الخَلْقِ, أرضا مقدّسة, موضع ملائمَ للملائكةِ. قريباً جداً سَنَشْهدُ بقلوبِ ممتلئة بالامتنان عودة ملكِ السلامِ فى مجده.
حتى ذلك اليومِ علينا أن نصْبَحُ مُتَيَقْظينَ، لأن الشيطانِ قوي ونحن ضعفاء بدون مساعدةِ أبّينا المحبِّ. إنّ قوَّةَ الصلاةِ هى التي سَتَهْزمُ الشيطانَ في حياتِنا.
إن إلهنا العزيز يَدْعو كل واحد مِنَّا للتَوْبَة عن آثامِنا وأن نعَيْش كما يُريدُنا أَنْ نَعِيشَ، وفي رَفْضه نحن مذنبين مثل قيافا وشعبه.
ليت الرب يَغْفرُ كُلّ آثام هذه الأرضِ وليت سيدتُنا المباركةُ تَقْبلُنا كأبنائها وتَحْمينا بشفاعتِها المحبّةِ.
أبّتاه، اغْفرُ لنا طرقَنا الشرّيرةَ وعلّمُنا أن نعَيْش في قداستِكَ حتى نُصبحُ مستحقّين أن نكون أبناء حقيقيينَ لك.
 

فادية

ديفيد حبيبي
مشرف سابق
إنضم
19 أكتوبر 2006
المشاركات
9,073
مستوى التفاعل
44
النقاط
0
الإقامة
منقوشة على كفيه
رد على: ماذا يُشبه أن نكُونَ آلهة

امين
شكرا عزيزي باحث على الموضوع الرائع
ربنا يبارك حياتك​
 
أعلى