ماجئت لألقي سلاماً بل سيفاً وناراً!!

سمعان الاخميمى

صحفى المنتدى
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
12,695
مستوى التفاعل
1,088
النقاط
0
ماجئت لألقي سلاماً بل سيفاً وناراً!!
imagesca9487yi.jpg


"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ " (مت10 :34 – 36)."جئت لألقي نارا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت. ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتىتكمل. أتظنون إني جئت لأعطي سلاما على الأرض. كلا أقول لكم. بل انقساما. لأنه يكونمن الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. ينقسم الأب على الابن والابن على الأب. والأم على البنت والبنت على الأم. والحماة على كنتها والكنة على حماتها " (لو12 :49-53). قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه هذه الكلمات، أعلاه، في معرض حديثه عما سيحدث للمؤمنين والكنيسة من حروب وأضطهادات وقتل وسفك دماء حتى والموت، بل وانقسام في البيت الواحد بين أبن يؤمن بالمسيح وأب يرفض ذلك والعكس صحيح، بين ابنة تؤمن بالمسيح وأم ترفض ذلك أو العكس. ولكن المشككين في الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية، كعادتهم، يخطفون الآية ويقتطعونها من سياقها ومضمونها ليوحوا بمعنى لا تقصده الآية على الإطلاق! وعلى الرغم من أن معنى الآية واضح إلا أن المشككين في الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية، كعادتهم، راحوا ليضلوا ولو أمكن المختارين، وزعموا أن الرب يسوع المسيح هنا يعلن أنه ما جاء إلا للحرب وتفريق شمل الأسرة أو البيت، بل ويقسم البيت على ذاته!! متجاهلين أنه هو نفسه الذي قال:" كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت" (مت12 :25)! فكيف تكون رسالته هي الحرب وتفريق شمل الأسرة؟ وقبل أن نبدأ في توضيح المعنى الذي قصده الرب يسوع المسيح يجب نوضح الآتي، وهو أن الرب يسوع المسيح هو رئيس السلام كما وصفه الكتاب المقدس: " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا آبا أبديا رئيس السلام " (اش9:6)، ورب السلام " ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائما " (2تس3 :16)، بل هو: " هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط " (أف2 :14)، ولذا فقد بشرت الملائكة عند ميلاده قائلة: " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة "(لو2 :14)، وقال لتلاميذه: " سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم " (يو14: 27)، كما دعي إنجيله بإنجيل السلام: " وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام " (أف6 :15)، بل ووصف صانعي السلام بأنهم أبناء الله: " طوب ىلصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يدعون " (مت5 :9)، ويقول القديس يعقوب أن ثمر البر هو السلام: " وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام " (يع3 :18). لذا لا يمكن أن ينادي الرب يسوع المسيح ولاتلاميذه بعكس السلام. وهو الذي نادى بالحب قائلاً: " وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا.كما أحببتكم أنا تحبون انتمأيضا بعضكم بعضا " (يو13:24). كما قال أيضاً:" هذه هي وصيتيأن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم "(يو15:12)، وأيضاً: " بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا " (يو15 :17). وهو نفسه الذي رفض أن تنزل نار من السماء لتحرق أعداءه، عندما أراد اثنان من تلاميذه أن تنزل نار وتهلك قرية للسامريين بسبب رفضها له ولتلاميذه، ولذا وبخهما بشدة، يقول الكتاب: " وأرسل أمام وجهه رسلا.فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له. فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجها نحو أورشليم. فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا يارب أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضا. فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلّص " (لو9 :52-56). وعندما استل بطرس سيفه وحاول الدفاع عنه عندما جاء رؤساء اليهود ومن معهم للقبض عليه قال لهالرب يسوع المسيح: "رد سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن اطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة " (مت26 :52و53). كما أن حرب المسيحيين والمسيحية هي حرب روحية وكل أسلحتها روحية وليست مادية كما يقول الكتاب: " فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذاالدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلّين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين " (أف6:12-18). كما أن جهاد المسيحيين ومقاومتهم هي ضد الخطية: " لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية " (عب12 :4). " بل بعدما تألمنا قبلا وبغي علينا كما تعلمون في فيلبي جاهرنا في إلهنا أن نكلمكم بإنجيل الله في جهاد كثير " (1تس2 :2)، " جاهد جهاد الإيمان الحسن وامسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضا واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين " (1تي6 :12). هذا هو تعليم الرب يسوع المسيح وتعليم الكتاب المقدس، فماذا كان يقصد بقوله: " ما جئت لألقي سلاما بل سيفا "، و " جئت لألقي نارا على الأرض "؟
ولفهم قول الرب يسوع المسيح في النصين نضعهما كاملين لتتضح لنا الصورة في جوهرها كاملة. قال الرب يسوع المسيح: " ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيّات وبسطاء كالحمام. ولكن احذروا من الناس. لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. وتساقون أمام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللأمم. فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون. لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم. وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده. ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى. فاني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان ليس التلميذ أفضل من المعلم ولا العبد أفضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه والعبد كسيده. إن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري أهل بيته. فلا تخافوهم. لأن ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور. والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح. ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. أليس عصفوران يباعان بفلس. وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة. فكل من يعترف بيقدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدامالناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات لا تظنوا إني جئت لألقي سلاماعلى الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فاني جئت لأفرّق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أبا أو أما أكثر منيفلا يستحقني. ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من اجلي يجدها. من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني " (مت10 :16-40).
أولاً: هو هنا يعلن لهم عما سيحدث لهم من ضيق واضطراب واضطهاد بسبب المناداة باسمه والكرازة بموته وقيامته ولكنه يؤكد لهم أنهم محفوظين فيه وأن جميع شعور رؤوسهم محصاة وأنه لن تقع شعرة واحدة بدون إذنه وأن لا يهتموا بأن يقتل جسدهم بل بالحياة الأبدية فهم ليسو من العالم بل فوق العالم بالمسيح: "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم "،كما قال لهم في مكان آخر: " لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد أعظم من سيده. أن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم. وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. لكنهم إنما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني " (يو15 :19-21). وقد أخبرهم مقدماً بكل ما سيحدث لهم من ضيق واضطهاد حتى الدم: " قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله. وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني. لكني قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون إني أنا قلته لكم. ولم اقل لكم من البداءة لاني كنت معكم. وأما الآن فانا ماض إلى الذي أرسلني وليس احد منكم يسألني أين تمضي. لكن لاني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم " (يو16 :1-6). وقد أرسلهم دون أن يطلب منهم أن يحملوا أي شيء معهم، بل العكس فقد قال لهم: " لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان " (لو9 :3)، بل سيذهبوا معتمدين على حفظ الله لهم ومؤيدين بالروح القدس. بل وقد رأى المؤمنون في هذا الآلام والاضطهاد هبه من الله: " لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاأن تتألموا لأجله " (في1 :29)، ويعبر القديس بولس عما عاناه الرسل والمسيحيين الأول بقوله بالروح: " فماذا نقول لهذا. إن كان الله معنا فمن علينا 000 من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدّةأم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب إننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا " (رو8 :31-39). وفي بداية المسيحية تم رجم استفانوس (أع7 :59)، وقطع رأس يعقوب ابن زبدي وأخو يوحنا بالسيف (أع11 :2)، ووضع بطرس في السجن تمهيدا لقتله بعد الفصح (أع11 :4)، فماذا كان رد فعل الكنيسة؟ الكنيسة لم تفعل شيء سوى اللجوء لله، ففي حالة استيفانوس يقول الكتاب: " فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي " (أع7 :59)، وبعد قتل يعقوب وجدت الكنيسة أنها أمام قتل منظم لتلاميذ المسيح ورسله، فلما قبض على بطرس بعد استشهاد يعقوب يقول الكتاب: " وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من اجله " ومن ثم استجاب الله وأخرج الملاك بطرس من السجن (أع12 :3-12). ولما وضع الرسل في السجن أخرجهم ملاك الرب جاء رؤساء الكهنة " ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم أطلقوهم " (أع5 :18)، فماذا كان رد فعلهم، يقول الكتاب: " وأما هم (التلاميذ) فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستاهلين أن يهانوا من اجل اسمه. (اع5 :41). كان الرسل يفرحون لأنهم كانوا يهانون لأجل اسم المسيح، يقول القديس بولس عما حدث له بالنسبة لبقية الرسل: " في الضربات أوفر. في السجون أكثر. في الميتات مرارا كثيرة. من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضربت بالعصي. مرة رجمت. ثلاث مرات انكسرت بي السفينة. ليلاً ونهاراً قضيت في العمق. بأسفار مرارا كثيرة. بأخطار سيول. بأخطار لصوص. بأخطار من جنسي. بأخطار من الأمم. بأخطار في المدينة. بأخطار في البرية. بأخطار في البحر. بأخطار من إخوة كذبة " (2كو11 :23-26).
ثانياً: أنه لم يقصد استخدام السيف لا في الدفاع عن النفس ولا في نشر المسيحية أو الدفاع عنها إنما يقصد سيف الكلمة، فالسيف يعبر به في الكتاب المقدس عن الألم، كما قال سمعان البار للعذراء القديسة مريم: " وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف. لتعلن أفكار من قلوب كثيرة " (لو2 :35)، أو سيف القتال: " ثم أن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس " (يو18 :10)، أو سيف الاضطهاد: " من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدّة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف " (رو8 :35)، كما يعبر به عن الكلمة، كلمة الله، سيف الكلمة: " لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته " (عب4 :12)، وقيل عن المسيح في الرؤيا: " ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصامن حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء " (رؤ19 :15).
ثالثاً: هو يعبر عن انقسام الأسرة بسبب الإيمان به، فعندما يؤمن الابن به ولا يؤمن الآب يحدث بينهما خصومة وانقسام، أي يفرق الإنجيل بينهما، وهذا تعودنا أن نراه على مر التاريخ، وعندما تؤمن الابنة ولا تؤمن الأم، أو الأم والأب، يحدث مثل ذلك، إذ يفرق الإنجيل بينهم، وعندما تؤمن الكنه ولا تؤمن الحماة أو العكس يحدث الانقسام، وعلى سبيل المثال شخص يؤمن بالمسيح فيقوم عليه أولادة وزوجته ويأخذوا منه كل ما يملك وتتزوج زوجته بآخر ويتنكر له أولاده، أو أب يقتل ابنه لأنه اتبع المسيح، وأخ يشوه أخته ويقتلها بسبب إيمانها بالمسيح، وأسرة تقتل ابنتها بسبب إيمانها بالمسيح. وهذا ما فصده بقوله: " وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده. ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي ". وفي كثيرا من الحالات يحدث الانفصال والفرقة في الأسرة الواحدة، بسبب الإيمان بالمسيح، فيسير كل واحد في طريق مختلف، أو شخص يتنكر له ويرزله كل أقاربه ومن يعرفه بسبب الإنجيل. هذا هو ما قصده الرب يسوع المسيح في المثل وما حدث ويحدث في كل زمان ومكان. وقد أوضح الرب يسوع المسيح هذا الموقف بقوله: " إن كان احد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا 000 فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا" (لو14 :26وو3327).
يقول القديس أمبروسيوس أسقف ميلان في القرن الرابع الميلادي معلقاً على هذا النص: " هل تظن أنه يأمر بتفكك الرباطات بين أبنائه المحبوبين؟ كيف يكون هذا وهو نفسه سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا؟ (أف2: 14)، والقائل: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم " (يو14: 27)؟ إن كان قد جاء ليفرق الآباء عن الأبناء والأبناء ضد الآباء فكيف يلعن من لا يكرم أباه (تث27: 16)؟ الرب يريد أن يكون الله في المرتبة الأولى وبعد هذا تأتي محبَّة الوالدين... ينبغي أن نفضل ما لله عن ما هو للبشر 000 أضف إلى هذا قوله في إنجيل آخر: " من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني" (مت10: 37). الله لا يمنعك عن محبَّة والديك، إنما عن تفضيلهما عن الله، فالعلاقة الطبيعيَّة هي من بركات الرب، فلا يليق أن يحب الإنسان العطيَّة أكثر من واهب العطيَّة وحافظها " الرب هنا يتكلم عن نار الكلمة الإلهية التي حملها وألقاها في قلوب من سمعوا إليه، والتي هي أحقّ بالطاعة من الأهل أنفسهم فيما لو عارضوا ووقفوا في وجه نشر تلك الكلمة أو عيشها يومياً 00 كما قال تلاميذ المسيح عندما ضربهم رؤساء الكهنة وطلبوا منهم أن لا يتكلموا عن الرب يسوع المسيح مرة أخرى: " فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع5 :29).
ويقول الأستاذ فتحي عثمان في كتابه " مع المسيح في الأناجيل الأربعة " ص 258: " إن المسيح لا يلقى سلاما فحسب بل سيفا أيضا فدعوته سيف قاطع يفرق بين الحق والباطل دعوته تكشف أستار المرائين وتهتك حجب الأدعياء وتذهب برهبة الظالمين من قلوب المظلومين فلا تسكنها إلا خشية الواحد القهار ومن الطبيعي أن يثور على هذه الدعوة المراؤون والأدعياء ومن الطبيعي أن يثور عليها الظلمة و الطغاة ولسوف تشرع السيوف ضد دعاه المحبة الذين لم يحملوا سيفا ولا عصاه لقد كانت كلمات المسيح وتعاليمه وحدها سيوفا بواتر انتصبت لاتائها سيوف الحديد ".إذا فهو يقصد السيف الذي يفصل بين المؤمنين بسبب إيمان البعض وعدم إيمان البعض الآخر، بل وكان المؤمن الذي يترك إيمانه القديم ويؤمن بالمسيحية يجد مقاومة شديدة وعنيفة من أهل بيته قد تكون مقاومة حتى الدم حتى يرتدوا عن إيمانهم المسيحي لذا قال الرب يسوع المسيح " وأعداء الإنسان أهل بيته ".
يقول تفسير (The NKJV Study Bible) لقد عاني مسيحيون كثيرون من خيبة الأمل هذه عبر العصور من أقرب الناس إليهم الذين رفضوهم ورفضوا رسالتهم حتى الخيانة. وقد اختبر الرب نفسه ذلك عندما خانه يهوذا وأنكره بطرس[1]. ويقول تفسير (Believer's Bible Commentary): يتحدث الرب هنا عما سيحدث للأشخاص الذين سيتبعونه وتحول عائلاتهم ضدهم، فالآب المتحول سيقاومه ابنه، والأم المسيحية لن تنجوا من ابنتها. والحماة المولودة ثانية ستكون مكروهه من كنتها، وهكذا سيكون الاختيار على أساس العائلة أو المسيح. ولا يمكن للروابط العائلية الطبيعية أن تفسد التلميذ من أتباعه للرب[2]. ويقول تفسير (The ESV Study Bible): " السيف هنا كناية عن الانفصال المحتوم بين الذين سيؤمنون بالمسيح والذين لا يؤمنون، حتى داخل العائلة الواحدة (أي أن الإيمان بالمسيح قد يضع الإنسان ضد أبيه)، فعائلة يسوع نفسه قاومته قبل أن يدركوا حقيقة لاهوته " ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا انه مختل " (مر3 :21)، " لان إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنون به " (يو7 :5). وهكذا يقول من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني[3].
بل ويقول التلمود البابلي عما سيحدث عندما يأتي المسيح المنتظر: " على خطوات المسيا ستزداد الغطرسة وتتضاءل الكرامة؛ وستعطي الكرمة ثمرها [بوفرة] ولكن الخمر سيكون عزيزاً، وتتحول الحكومة إلى بدعة ولن يوجد من يقدم لهم توبيخ؛ وسيتقابل العلماء سيستخدم في اللاخلاقيات؛ وستدمر الجليل وتهجر جابلان والمقيمين على الحدود سيكونون على وشك أن يستجدوا من مكان لمكان دون أن يشفق عليهم أحد؛ وحكمة المتعلمين تنحل والخائفين من الخطية سيحتقرون وينقص الحق؛ وسيضع الشباب كبار السن في العار، وسيقف الشيوخ في حضرة الشباب، والابن سيسب أبيه والابنة ستقوم ضد أمها والكنة ضد حماتها، وسيكون أعداء الإنسان أهل بيته "[4].







[1]TheNKJV Study Bible. 2007 (Mt 10:34-36). Nashville, TN: Thomas Nelson.
[2]MacDonald,W., & Farstad, A. (1997, c1995). Believer's Bible Commentary : Old and NewTestaments (Mt 10:34-37). Nashville: Thomas Nelson.
[3]CrosswayBibles. (2008). The ESV Study Bible (1841). Wheaton, IL: Crossway Bibles.
[4]Huckel, T. (1998). The Rabbinic Messiah (Mt 10:35).Philadelphia: Hananeel House.
[/QUOTE]
 
أعلى