- إنضم
- 3 فبراير 2007
- المشاركات
- 7,458
- مستوى التفاعل
- 23
- النقاط
- 0
لمــاذا المــذود؟!
"فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" (لوقا 7:2).
يا لها من ليلة تاريخية رائعة أضاءت بمجد عظيم، عندما أتى يوسف "مع مريم امرأته (القديسة العذراء مريم) المخطوبة وهي حبلى" (لوقا 5:2).. ، "لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس" (متى 20:1). ثم دخلا بيت لحم - المدينة التي خرج منها داود أعظم ملك في مملكة إسرائيل - لكي يولد هناك أعظم ملك في المسكونة.. ملك الملوك ورب الأرباب، ويملك على قلوب البشر. وحان وقت الولادة، وهما يبحثان - دون جدوى - عن مكان يولد فيه هذا الطفل الجليل. فالإنسان، بالإضافة إلى خطاياه التي زادت وفاضت، نراه يقسو ولا يرحم أيضا، وخصوصاً عند ميلاد المخلص رب المجد، إذ نقرأ أنه "لم يكن لهما موضع في المنزل" (لوقا 7:2)، ونراه يغلق الباب أمام المخلص الذي أتى لكي يخلص شعبه من خطاياهم... ولا عجب فالإنسان هو المخلوق الذي خرج عن طاعة خالقه، والعصيان معروف منذ القديم، كما قال عنه بولس: "لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي" (رومية 21:1). ولسان حال الإنسان يقول: "أُبعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسرّ". فالرب الإله الذي له الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها، لم يجد لنفسه موضعاً يولد فيه سوى المذود، وأعلن من هناك أعظم سرّ للتقوى، الله ظهر في الجسد..
ولكن، لماذا المذود؟
المذود هو معلف الدواب الذي يوضع فيه طعامهم. ليس هو الحظيرة لكنه مكان الشبع للمواشي. ولا عجب أن يولد المسيح في المذود وهو القائل: "لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم... أنا هو خبز الحياة. من يُقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" (يوحنا 33:6-35).
هل شبعك هو المسيح خبز الحياة - مولود المذود - أم لا تزال جائعاً تشتهي خرنوب العالم؟
لقد اختار الرب يسوع المذود لأنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 29:1). في عيد الفصح، كان رب البيت يدخل حظيرته، ويبحث عن حمل ذكر ابن سنة وصحيح من بين أغنامه، ليس فيه عيب، ليقدمه ذبيحة كفارة عن الخطايا. كانت هذه الفريضة متّبعة إلى أن وُلد يسوع في المذود، فإنه جاء ليقدم نفسه حملاً صحيحاً، لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر، فيكون كفارة عن خطايا البشرية كلها، ويحمل في جسده كل خطايانا، لكي يطهّر بدمه المسفوك كل إثم.
هل تمتعت بغفران دم الحمل.. مولود المذود؟
إن الرب يسوع الذي قيل عنه "من كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان" (إشعياء 12:40)، لو أنه وُلد في قصر عظيم لقلنا: إن الخلاص بكثرة المال.. ولو وُلد بين الملوك كما ظنّ المجوس حين سألوا: "أين هو المولود ملك اليهود" (متى 2:2)، لقلنا إن الخلاص بعظم المركز.. لكنه وُلد في مذود ليعلن الخلاص لكل البشرية، وليتمكن الرعاة من زيارته، مثلما تمكّن المجوس الشرفاء، لأن خلاصه هو لكل من يؤمن به.. لذلك قال عنه الرسول بولس: "لأنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره".
فلا عجب أن يولد المسيح - الراعي الصالح - بين الأغنام وكأنه يقول للأغنام التي تجمّعت حوله: لقد أتيت لكي أقدّم دمي العظيم بدلاً من دمائكم للتكفير عن خطايا الإنسان". لقد أتى الرب يسوع المسيح - راعي الرعاة العظيم - لكي يفدينا من قبضة إبليس. فقد جاء إبليس لكي يسرق ويذبح ويهلك، وأما الرب يسوع المسيح فقد أتى لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل (يوحنا 10:10). فهل أنت من رعيته أم ما زلت تائهاً بعيداً؟ وبعد أن عرفت معنى المذود، وأن يسوع لم يكن له موضع في المنزل، أريدك أن تجيب عن هذا السؤال: هل ليسوع موضعاً في قلبك.. وفي منزلك أيضاً؟ هل وُلدت الولادة الجديدة بميلاد يسوع في قلبك؟ هل افتداك بدمه، وحظيت بغفرانه؟ هل هو شبعك وزادك؟ هل صرت رعية مع القديسين وأهل بيت الله؟ إني أدعوك لكي تسمح ليسوع بأن يولد في قلبك.
صلّ هذه الصلاة: يا رب يسوع، يا مولود بيت لحم، ادخل حياتي واجعل قلبي ملكاً لك. اغفر خطاياي لأنني نادم على ما فعلت. اقبلني إكراماً لدمك الثمين، آمين.
"فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" (لوقا 7:2).
يا لها من ليلة تاريخية رائعة أضاءت بمجد عظيم، عندما أتى يوسف "مع مريم امرأته (القديسة العذراء مريم) المخطوبة وهي حبلى" (لوقا 5:2).. ، "لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس" (متى 20:1). ثم دخلا بيت لحم - المدينة التي خرج منها داود أعظم ملك في مملكة إسرائيل - لكي يولد هناك أعظم ملك في المسكونة.. ملك الملوك ورب الأرباب، ويملك على قلوب البشر. وحان وقت الولادة، وهما يبحثان - دون جدوى - عن مكان يولد فيه هذا الطفل الجليل. فالإنسان، بالإضافة إلى خطاياه التي زادت وفاضت، نراه يقسو ولا يرحم أيضا، وخصوصاً عند ميلاد المخلص رب المجد، إذ نقرأ أنه "لم يكن لهما موضع في المنزل" (لوقا 7:2)، ونراه يغلق الباب أمام المخلص الذي أتى لكي يخلص شعبه من خطاياهم... ولا عجب فالإنسان هو المخلوق الذي خرج عن طاعة خالقه، والعصيان معروف منذ القديم، كما قال عنه بولس: "لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي" (رومية 21:1). ولسان حال الإنسان يقول: "أُبعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسرّ". فالرب الإله الذي له الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها، لم يجد لنفسه موضعاً يولد فيه سوى المذود، وأعلن من هناك أعظم سرّ للتقوى، الله ظهر في الجسد..
ولكن، لماذا المذود؟
المذود هو معلف الدواب الذي يوضع فيه طعامهم. ليس هو الحظيرة لكنه مكان الشبع للمواشي. ولا عجب أن يولد المسيح في المذود وهو القائل: "لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم... أنا هو خبز الحياة. من يُقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" (يوحنا 33:6-35).
هل شبعك هو المسيح خبز الحياة - مولود المذود - أم لا تزال جائعاً تشتهي خرنوب العالم؟
لقد اختار الرب يسوع المذود لأنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 29:1). في عيد الفصح، كان رب البيت يدخل حظيرته، ويبحث عن حمل ذكر ابن سنة وصحيح من بين أغنامه، ليس فيه عيب، ليقدمه ذبيحة كفارة عن الخطايا. كانت هذه الفريضة متّبعة إلى أن وُلد يسوع في المذود، فإنه جاء ليقدم نفسه حملاً صحيحاً، لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر، فيكون كفارة عن خطايا البشرية كلها، ويحمل في جسده كل خطايانا، لكي يطهّر بدمه المسفوك كل إثم.
هل تمتعت بغفران دم الحمل.. مولود المذود؟
إن الرب يسوع الذي قيل عنه "من كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان" (إشعياء 12:40)، لو أنه وُلد في قصر عظيم لقلنا: إن الخلاص بكثرة المال.. ولو وُلد بين الملوك كما ظنّ المجوس حين سألوا: "أين هو المولود ملك اليهود" (متى 2:2)، لقلنا إن الخلاص بعظم المركز.. لكنه وُلد في مذود ليعلن الخلاص لكل البشرية، وليتمكن الرعاة من زيارته، مثلما تمكّن المجوس الشرفاء، لأن خلاصه هو لكل من يؤمن به.. لذلك قال عنه الرسول بولس: "لأنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره".
فلا عجب أن يولد المسيح - الراعي الصالح - بين الأغنام وكأنه يقول للأغنام التي تجمّعت حوله: لقد أتيت لكي أقدّم دمي العظيم بدلاً من دمائكم للتكفير عن خطايا الإنسان". لقد أتى الرب يسوع المسيح - راعي الرعاة العظيم - لكي يفدينا من قبضة إبليس. فقد جاء إبليس لكي يسرق ويذبح ويهلك، وأما الرب يسوع المسيح فقد أتى لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل (يوحنا 10:10). فهل أنت من رعيته أم ما زلت تائهاً بعيداً؟ وبعد أن عرفت معنى المذود، وأن يسوع لم يكن له موضع في المنزل، أريدك أن تجيب عن هذا السؤال: هل ليسوع موضعاً في قلبك.. وفي منزلك أيضاً؟ هل وُلدت الولادة الجديدة بميلاد يسوع في قلبك؟ هل افتداك بدمه، وحظيت بغفرانه؟ هل هو شبعك وزادك؟ هل صرت رعية مع القديسين وأهل بيت الله؟ إني أدعوك لكي تسمح ليسوع بأن يولد في قلبك.
صلّ هذه الصلاة: يا رب يسوع، يا مولود بيت لحم، ادخل حياتي واجعل قلبي ملكاً لك. اغفر خطاياي لأنني نادم على ما فعلت. اقبلني إكراماً لدمك الثمين، آمين.
