
بنتك هتولد
روى السيد/مكرم بشاى من شبرا قائلا أن أحد المعروفين والمحبوبين لسيدنا الأنبا مكسيموس الطوباوى كانت ابنته حامل وفى الساعات الأخيرة للوضع .. أى توشك على الولادة .. وقد كشف عليها أحد الأطباء وطلب إجراء عملية قيصرية مع نقل دم لها .. فذهب والدها الى الأب الحنون الحبيب .. الأنبا مكسيموس .. ليصلى لها حتى يقف الرب معها أثناء العملية .. فقال له مبتسما مطمئنا إياه "ياعم .. بنتك هاتولد .. ومش هاتحتاج لنقل دم". ولكنه اصر على السفر لينقل لها الدم لاتمام العملية .. وقبل السفر .. ذهب الى سيدنا الأنبا مكسيموس .. واخبره بما قاله أنفا .. فكرر الأبا مكسيموس ماقاله سابقا "ياعم بنتك هاتولد .. ومش هاتحتاج الى نقل دم!!" ولكنه فى إصرار تام .. قرر السفر .. وذلك من منطلق محبته الأبوية لابنته .. وسافر فعلا .. وقابل بعض الصعاب .. واثناء رجوعه وكان مسافرا بالقطار .. ومن شدة الإرهاق والإعياء .. وكان بجوار باب القطار .. ونظرا لسهره وعدم راحته . ولم يأخذ القدر الكافى من النوم .. أخذ يداعبه النعاس والنوم .. وكاد أن يقع وهو مستند على باب القطار .. وهنا يحدث مالم يتوقعه .. إذ به يجد الأنبا مكسيموس بجواره .. وهو يقول له .. "مش أنا قلتلك متسافرش" .. وبنتك مش هتحتاج نقل دم .. مبروك بنتك ولدت .. وجابت مينا !!" ثم بعدها اختفى..!! وهنا انتابه فرح جارف.. وتملكه السرور الفائق بل أن التعب والارهاق زال من شدة فرحته العارمة .. وهو مازال يفكر فيما رآه عندما رأى الأنبا مكسيموس بجواره .. ينقذه من خطر مروع بل كان على حافة الموت والنوم يداعب أجفانه . إذ لولا ظهور الأنبا مكسيموس المفاجىء .. لكان لا قدر الله وقع من القطار من شدة التعب والارهاق والسهر وعدم النوم .. وفى نفس الوقت .. يبشره بأن ابنته أنجبت ولدا .. وبعدها أخذ يهرول الى عائلته .. إذ به يجد زوجته تبادره بقولها .."مبروك .. بنتك ولدت وجابت مينا".. فأخذ يلهج بالشكر لرب المجد وحبيبه الأنبا مكسيموس ..رائحة المسيح الذكية .. والفضيلة المتحركة .. والعظة الصامتة .. فطوباك ياأبانا القديس بما قدمت وبما نلت .. وأنت الآن فى جوقة الأبرار صلى لأجلنا .. ليفتقدنا الرب الإله بمراحمه الذى له المجد والإكرام والسجود الآن وكل آوان والى دهر الدهور آمين.