† ومع ذلك إن شعرت أنك ضعيف, لا تخف من ضعفك, وإن كنت مغلوبا من خطية ما, فلا تيأس من انغلابك, لقد كان أوغسطينوس ضعيفًا أمام الخطية ومغلوبا لكنه بنعمة الله انتصر علي كل ذلك, بل إنه نما في النعمة حتى صار راهبًا ثم أسقفًا, ثم قائدا للروحيات في جيله, وهكذا كان موسي الأسود, وبلاجيه, ومريم القبطية, وآخرون، .. ولكن قوة الله التي تسند الضعفاء, قادتهم في موكب النصرة, وهكذا هو عمل الله المحب, الذي يستطيع أن يعطي للمعيي قوة, ويثبت له أجنحة كالنسور, ويرتفع في حياة الروح.
† علي أن شعورك بالضعف, لا يعني أن تتصف دائمًا بهذه الصفة, بل علي العكس تؤمن أنك تستطيع كل شيء في الله الذي يقويك. لذلك أنت تشعر أنك ضعيف بذاتك, ولكنك قوي جدًا بالله العامل فيك, فاحرص علي عمل القوة الإلهية فيك, واتضاعك الدائم, من هنا يكون الإنسان الروحي قويًا جدًا ولكن ليس بقوته وشخصيته, وإنما بقوة الله العامل فيه† بهذا لا تقف أمام الله وتقول سأترك هذه الخطية ولا أرتكبها بعد الآن, إنما قل: أعطني يا رب قوة لأتركها, لأنك إن لم تمسك بيدي لن أتقدم خطوة واحدة بدونك.. إنني لست أقوي من الشيطان, الذي هو أكثر حيلة, وأكثر معرفة بالنفس البشرية وضعفاتها, وأكثر خبرة بالحروب الروحية.. أنت يا رب الذي تنقذني منها. أفرح لا بقوتي, بل بنعمتك التي تخلصني.. أنا لا أحب إطلاقًا أن أتكبر, والكتاب يقول: "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ" (سفر الأمثال 16: 18). نجني يا رب من كليهما, ولك المجد الدائم إلي الأبد, آمين.