لا تفتخر بالغد
يقول سليمان الحكيم في كتاب الأمثال: "من يجمع في الصيف فهو ابن عاقل ومن ينام في الحصاد فهو ابن مخز". وأعتقد أن كلاً منا يوافق الحكيم في قوله هذا لأننا نجمع الغلال في الصيف، ونحفظ (لأيام البرد والشتاء) مؤونة تكفينا وتكفي أطفالنا وأحباءنا. فالعاقل هو الذي يجمع في فصل الحصاد ويدخر ليوم الحاجة. أما الغبي فيقعد عن العمل وقت العمل والجهاد، ويسأل المعونة حين تخور قواه ويعضّه الجوع.
في الحياة أمثلة كثيرة عمن ينام في موسم الحصاد ويستيقظ حين ينتهي السعي. الأمثلة كثيرة عمن يترك دروسه في الثانوية أو الجامعة وينتظر موسم الإمتحان. يقول الطالب مثلاً: لدي وقت طويل، وأمامي عام دراسي كامل، ويكفي أن أستذكر دروسي ومحاضراتي قبل الإمتحان لأنجح. وتكون النتيجة مشابهة تماما لنتيجة ذلك الذي ينام خلال فصل الصيف ويأتيه الشتاء والبرد ويعضه الجوع والعطش.
رأيت في هذه الحياة من يعمل بجد واجتهاد، ورأيت من يقعد ويتكاسل. هناك من يجتهد وهناك من يطلب المساعدة دوماً. هناك من يعطي كل يوم، وهناك من يأخذ كل لحظة. ولكن مثال العطاء الأعظم هو يسوع الذي اختار أن يعطي نفسه، أن يقدم ذاته فداء عن الجميع.
وفي حياة الناس مثال آخر يتعلق بالتوبة والرجوع إليه تعالى. وكم من مرة سمعت البعض يقول: "إنني في ريعان الشباب، فلماذا أسجن نفسي بين جدران التوبة والإيمان، وأحرمها لذات الدنيا؟ فإذا تقدم بي الزمان، وحانت منيّة الانسان، تبت إلى الله، وعدت إلى الرحمن..."
ويأتي الكتاب المقدس، كلمة الله، ليعطي رأيه حيال هذه الأقوال والأفكار فيقول: "هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص." "لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلده يوم".
منقوووووووول
منقوووووووول