⇐ تأمَّل نفسك تنهض متأخـِّراً مِن فراشك صباح أحد الأيام، مرتدياً الثياب ذاتها التي ارتديتها يوم أمس - إذ أنك نمتَ بها الليلة الماضية. وبما أنك نهضت متأخراً، لم تجد وقتاً للاستحمام وحتى لغسل وجهك، بل ولم تضع مشطاً في شعرك أو تبدل ملابسك التي أصبحت رائحة العرق تفوح منها. فهل يهم كيف يبدو مظهرنا الخارجي؟
⇐ إذا كنت أنت لا تهتم بمظهرك، فالآخرون يهتمون بمظهرك. فلا أحد يرغب في التواجد حول شخص غير مُهندم، غير نظيف، وغير مُرتـَّب ورائحة العرق تفوح منه. إن النظافة والهندام يؤثـِّران إيجابياً على صحتك وتقديرك لنفسك وتقدير الآخرين لك. لكن هل يهتم الله بمظهرك الخارجي؟
⇐ فلنفترض أنك تحب السيد المسيح وقد قبلته مخلصاً شخصياً لك، ولنفترض أنه جاء إلى الأرض في الوقت الذي تـُسرع فيه أنت إلى محطة الحافلة وأنت ترتدي ملابسك المُتــَّسِخة وشعرك غير الممشط، فهل سيأخذك إلى السماء هكذا كما أنت؟
⇐ بالطبع سيأخذك، فهو يحب كل فرد فينا ويقبلنا كما نحن. فالشخص الشريد في الشارع الذي لم تتسنى له الفرصة أن يستحم على مدى سنين، سينال نفس الترحيب الحار من السيد المسيح كالشخص الذي ارتدى أفخر ثيابه استعداداً لعشاء رسمي مع شخصيات بارزة. فالله لا يهتم بمظهر الناس الخارجي عندما يقبلهم في ملكوته، بل يُصرِّح الكتاب المقدس أن الناس ينظرون إلى المظهر الخارجي، لكن الله ينظر إلى قلوبنا "... لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (صموئيل الأول 16: 7).