- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
القلب النابض بالحياة
من تذوق غفران الله ، لا يقدر أن يخاصم الآخرين ، بل يغفر دون جهد للآخرين مهما اتسع خطأهم أو عَظُّمَ ، فلا زالت صلواتنا كل ساعة تقدم غفراناً للجميع ، بل تصير شرطاً لغفران الله لنا :
[ أغفر لنا ذنوبنا كما ( أي بالمعيار الذي به ) نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينـــــــا ]
يقول القديس يوحنا السُلَّمي :
[ التأمل في آلام يسوع يشفي من الحقد ، لأن مثال محبته لأعدائه يجعلها ( النفس ) تستحي أمام طول أناته ]
يقول الأب ديادوخوس :
[ عندما نبدأ في الإحساس بملء محبة الله ، نبدأ أيضاً في أن نحب القريب ( أي كل إنسان ) من خلال الروح القدس الذي نستشعر عمله فينا ، هذه هي المحبة التي توصينا بها الكتب المقدسة ( وبالأكثر في العهد الجديد ) . لأن المودة بحسب الجسد تتفكك سريعاً لأقل عذر وأدنى سبب ، لأنها ليست مربوطة بوثاق الروح القدس . فالإنسان المضطرم بنار الحب الإلهي ، يُقبل بغاية الفرح على ممارسة محبة القريب ( أي إنسان وكل إنسان ) بل ويكون على أتم الاستعداد أن يتحمل في سبيله أية خسارة أو إهانة . لأن حرارة حلاوة محبة الله كفيلة في الواقع أن تلاشي تماماً مرارة العداوة ]
+ و أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم (مت 5 : 44)
+ باركوا لاعنيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (لو 6 : 28)
+ باركوا على الذين يضطهدونكم باركوا و لا تلعنوا (رو 12 : 14)
قال أحد الشيوخ :
+ ليس لك الحق يا صديقي أن تلعن وتسبَّ قوماً أياً كانوا ؛ لأن الله قد أوجدهم كما أوجدنا نحن . لذا يليق بك أن تكنَّ لهم الاحترام ، بل وتصلي من أجلهم ، بدلاً أن تلعنهم .
يقول مرقس الناسك :
[ النفس المتحدة بالله داخلياً ، بمقدار ما يعظم فرحها ، بمقدار ما تصير كطفل بسيط وطيب ، لا تدين إنساناً ما ، يونانياً كان أو وثنياً ، صالحاً أو طالحاً ، ولكنها تنظر إليهم جميعاً نظرة طاهرة . وتجد فرحها في كل مكان من العالم أجمع ، وتود لو أن الناس جميعاً يمجدون الله ، سواء كانوا يونانيين أو يهوداً أو وثنيين ]
ويقول القديس مقاريوس والكبير :
[ إن الإنسان المحب للتأمل يلتهب قلبه بحب عظيم المقدار ، حتى أنه يود لو أنه يجعل من نفسه مكاناً يتسع لجميع الناس ، دون أن يفرَّق بين أشرار وصالحين ]
فلنطرح عنا كل ثورة غضب ، ولا نتحرك بموجب أعصابنا ونجعل للغضب مكاناً ونسرع لننتقم من كل من يختلف معنا ، بل لنقبل الجميع ونحب الكل بلا تفريق ، الطالح قبل الصالح ، والصغير قبل الكبير ، مقدمين بعضنا بعضاً في الكرامة ، قابلين الجميع بالحب كما أُعطينا وصية.
((( أقوال الآباء تم تجميعها من حياة الصلاة الأرثوذكسية + بستان الرهبان الموسع )))