اولا ردود جميلة جدا ولكن لازم نفهم حاجة . الكلام ده يسبب صدمة اول مرة لان الجهل السايد بين عامة المسيحين والاهتمام بالشكليات والطقوس ...الخ وعدم الاهتمام بجوهر ودراسة ومعرفة الكتاب المقدس وهذه مشكلة خطيرة جدا يجب ان نحاول معالجتها وللعلم انا اول ما فهمت النص ودققت فيه اخبرت بيه صديق مقرب لي من سني (يعني 15 سنة ) وفهمتهوله كويس حسب ما قريت علشان ميتصدمش بيه او يكون مصدر شك وقبله عادي خالص .
وان لم يقبل وانا معه الجملتين دولا : دغدغت ثديهما ، لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل .وبعد ما وضحتله الموضوع اكثر من كتاب لابينا زكريا فهمه واتقبله. وعلى العموم كل النص واضح جدا ولا مشكلة فيه ولكن ربما نحن للثقافة نجد ان التكلم عن الامور هذه عيب وعار ولكنه غير معيب كتشبيه والمهم هاتان الجملتان سهل جدا ان نفهمهما اذا عرفنا ان الجملة الاولى هي اشارة لاحد اساليب العبادات الوثنية المنتشرة والتي وقع فيه الشعب فمجرد ذكرها وفضحها هو لإظهار سوءها ولبعث الحمية والغضب من الخطية ومعرفة انحطاط البعد عن الله . واما الجملة الثانية فانا اعتقد انها فعلا لحم لان فاندايك دقيق جدا ، ولا اعتقد انه سيدلس ولكن نحن نفهم ان المقصود هنا هو العضو الجسدي والفكر العقلي البسيط يعرف ان ذكر شئ كهذا او التشبيه به ليس عارا او خطية طالما انه في
مكانه وايضا التشبيه بهذه الحيوانات من الناحية الجنسية يشير للدناسة والنجاسة الكاملة ، ويثير النفور منها وهو المطلوب.
والمهم هذا النص هو في منتهى البلاغة لاننا لو فهمنا ما هي البلاغة اولا سنفهم كيف هذا النص بليغ وفي موضعه ولا يدعي لاي خزي او يحقق مشكلة من الاصل بل يؤكد لنا عبقرية الكتاب المقدس وبلاغته ودقته حيث يستخدم لنا الالفاظ التي تناسب ما يريد ان يوصله لنا .
وهذا هو معنى البلاغة من موقع اسلامي
http://www.aslein.net/showthread.php?t=5211&
"
البلاغة في لغة العرب :ـ كما في المعجم الوسيط ـ حسن البيان وقوة التأثير.
تعريفها : هي تأدية المعنى بكلام صحيح فصيح ، حسن الوقع في النفس مع مراعاة للمناسبة وللأشخاص
الذين يوجه إليهم الكلام .
وقد حدّدت ب :((مطابقة المقال المقام ، وموافقته مقتضى الحال )) ."
* يا ريت تقروا التعريف ده اكثر من مرة وتلاحظوا معاي لو طبقناه على النص الكتابي:
1- حسب المعجم الوسيط البلاغة هي حسن البيان وقوة التأثير . ولما نبص للنص المقدس هنلاقي ان بيانه كان واضح جدا ومنطقي ومفيهوش اخفاء ، وطبعا محدش يقدر يتكلم على تأثير النص لانك اول ما تقراه هتحس بالنفور والغضب والضيق وهو ده الي عاوز الوحي المقدس يوصلهولنا بالظبط .
2- وهي تادية المعنى بكلام فصيح . مفيش مشكلة اكيد معانا في الكلام ده لان النص الكتابي عربي مبين فصيح ومترجم على يد علماء كبار في اللغة العربية ولم يستخدم الفاظ غامضة او الفاظ ليست عربية او ليست في مواضعها . وايضا أدى المعنى وهو التشبيه الكامل بالزنى والنجاسة والتدني .
3- حسن الوقع في النفس مع مراعاة المناسبة والاشخاص : ومعنى الجملة دي انه يؤثر في النفس حسب مناسبته وحسب الشخص الي بيتلقاه . ولما نشوف وقع النص في النص من ضيق ونفور واسى اكيد هيبقى بليغ . ولاحظوا لازم الكلام يناسب الاشخاص الذين يتلقوه (ولو رأينا الامر في وقت قوله ولمن قيل لهم وحسب قول الاستاذ اغريغوريوس )
لقد تكلم الله على لسان حزقيال الى شعب وصل في الخطية الى ابعد مدى..... حالة القذارة والدناسة التي وصلها لها الشعب
سنجد انه مناسب مئة في المئة لمن يتلقونه. وهو في موضعه المطلوب .
4_ وقد حدد بمطابقة المقال المقام . واكيد النص مطابق للمقام والوضع حسب ما قلنا .
5_موافقته مقتضى الحال : وده هو جوهر النص فهو يتحدث عن بعد عن الله وفحش وعبادة اوثان ويريد ان يوصلنا لكره الخطية والنفور من دنسها ، وايضا رؤية الحالة التي مر بها الشعب .
المفيد لو طبقنا شروط وتعريف البلاغة على النص هنلاقي انه مطابق ليها وبليغ جدا ... وبعد كل هذا يجب علينا اننا منتضايقش او نتكسف بالعكس احنا نفخر ان كتابنا المقدس بليغ وفي قمة البلاغة بمعناها اللغوي وليس كما يتصورها العامة . ولذلك فنحن نفخر بالنص ويزيد ايماننا ان هذا من عند الله لانه يعرف جيدا كيف يجري كلمته وكيف يقولها ويعطينا اياها في وقتها ومكانها لكي يؤثر علينا حسب ما يريد .
واخيرا اعاوز احط ما قاله القمص زكريا بطرس عن النص لعل به اضافة :
"
كلام الله الموحي به في الكتاب المقدس يتضمن:
(1) قصة خلق الإنسان.
(2) قصة سقوطه في المعصية وطرده من الجنة.
(3) معاملات الله مع الناس عبر التاريخ البشري، معلنا لهم عن محبته رغم سقوطهم.
(4) قصة الفداء والخلاص.
(5) وصايا الله للبشر وأوامره للمؤمنين بفعل الخير، والنهي عن الشر والمنكر.
فمن الواضح أن ما كتب في حزقيال هنا إنما هو نهي عن منكر وقبائح اقترفتها الأمة اليهودية في ذلك الزمان، كما سيتضح مما يلي:
ثانياً: خلفية هذا الكلام
(1) هذا الكلام هو موجه إلى الأمة اليهودية، وهذا ما عبر عنه "بالأم التي لها بنتان".
(2) والبنتان أهولة وأهوليبة = يقصد بهما السامرة عاصمة إسرائيل، وأورشليم عاصمة يهوذا.
وهذا ما يتضح من الآية الرابعة من نفس الإصحاح حيث يقول: "واسماهما
["السامرة" "أهولة"] و ["أورشليم" "أهوليبة"]
(3) زنا أهولة وأهوليبة [أي السامرة وأورشليم]: يقول النص أنهما زنتا مع كل من مصر، وأشور وبابل ، كما ورد في الآيات من 3 ـ 19
(4) ما معنى هذا الزنا؟
1ـ لا يقصد قط من هذا الكلام أنه زنا امرأة بالمعنى الحرفي الجنسي. فكيف تزني أمة وهي ليس امرأة زنا حرفياً؟
2ـ إذن فالمقصود هو صورة مجازية تعبر عن خيانة هذه الأمة لله الذي ارتبطت به كشعب له، وهذا ما يعبر عنه بالزنا الروحي.
3ـ والزنا الروحي هو صيغة يستخدمها الكتاب المقدس بمعنى خيانة الرب أو العداء له بسبب الالتصاق بالآلهة الأخرى سواء كانت أصناما أو محبة العالم أو غير ذلك. وهذا واضح من قول الكتاب:
ـ عن الزنا بمعنى ترك الله وعبادة آلهة أخرى: (قضاة2: 17) "زنوا وراء آلهة أخرى وسجدوا لها"
ـ وعن الزنا بمعنى محبة العالم: في رسالة يعقوب: "أيها الزناة والزاني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4)
ـ وعن الزنا بمعنى محبة المال: (هوشع9: 1) "لا تفرح يا إسرائيل طربا كالشعوب لأنك زنيت عن إلهك وأحببت الأجرة …"
إذن فخلفية هذا الكلام موضوع السؤال توضح أنه ليس زنا امرأة بالمعنى الحرفي الجنسي، بل زنا أمة بالمعنى المجازي الروحي بالانفصال عن الله وعبادة آلهة أخرى.
ثالثاً: الألفاظ غير اللائقة في هذا الكلام
هل يجوز أن تذكر مثل هذه الألفاظ في الوحي؟ هذا هو لب الاعتراض. وللإجابة على ذلك نقول أننا لا نستطيع أن نحكم على أي نص إن لم ندرس ملابساته وظروفه واللغة المستعملة في زمانه وتقاليد وعادات الشعوب في ذاك الزمان. فدعنا نوضح الأمور التالية:
(1) هذه الألفاظ كانت وصفا للشرور التي كانت تمارس فعلا في طقوس وشعائر عبادة الأوثان آنذاك. وقد ورد ذلك في دائرة المعارف البريطانية
[Encyclopaedia Britannica Vol. 12 P.782] التي تقول: أن من شعائر الانضمام إلى عبادة الأوثان أنهم كانوا يمارسون الجنس في دعارة فاضحة كعلامة لاتحاد عبدة الأوثان في كيان واحد. [وهي نفس الصورة التي أشار إليها الرب بفم حزقيال النبي هنا موبخا ومعاقبا على ارتكابها!]
(2) هذه الشعائر الداعرة الفاضحة لم تكن في نظر فاعليها خزيا وقباحة وإلا لما مارسوها، ولكنها كانت لهم فخراً ومجداً، ولهذا يقول الكتاب عنهم "مجدهم في خزيهم" (فيلبي3: 19) فأراد الرب أن يفضح قبح ما يرتكبون وخزي ما يفعلون.
(3) إن كان ذكر هذه الأمور هكذا قبيحا كما قال الكتاب "لأن الأمور الحادثة منهم ذكرها أيضا قبيح" (أف5: 12) فكم وكم كان خزي فعلها. أما كان ذلك يستحق الفضح والتوبيخ والعقاب.
(4) الواقع أن الله ذكر هذه الرذائل ليعاقب الأمة عليها ولهذا جاء في هذا الجزء من حزقيال حكم الرب بإدانتها، يتضح ذلك من قوله: "لأجل ذلك
هاأنذا أهيج عليك عشاقك … فيأتون عليك بأسلحة ومركبات … فيحكمون عليك … أفعل بك هذا لأنك زنيت وراء الأمم لأنك تنجست بأصنامهم". (حز23: 22ـ 31)
(5) علاوة على ذلك نري في ساحة القضاء أن النيابة تطلب من المجرمين تمثيل الجريمة مهما كانت بشعة بكل تفاصيلها المخزية. فهل في ذلك غضاضة وقباحة؟ أو ليست كلمات الوحي في حزقيال هي من هذا القبيل، أفلست إثباتا لجريمة الزنا الروحي في بشاعتها ونجاستها. فلماذا يعتبر ذلك غير لائق في حين أنه لا اعتراض على ما تمارسه النيابة العامة لفضح الجريمة؟؟"