- إنضم
- 11 أكتوبر 2011
- المشاركات
- 7,924
- مستوى التفاعل
- 439
- النقاط
- 0
نؤمن بإله واحد
إننا نؤمن بالثالوث القدوس، ومع ذلك نؤمن بإله واحد. وحينما نقول "باسم الأب والابن والروح القدس، نقول بعدها "إلهٌ واحد أمين" والإيمان بإله واحد، هو في أول وصية من الوصايا العشر، إذ يقول الرب " أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي" (خر20:3) (تث5: 6،7). وما أكثر الآيات الخاصة بوحدانية الله في سفر أشعياء النبي، إذ يقول" أنا الرب وليس غيري. قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون" (أش 44: 6،9) (أش 46: 9) (أش 48: 12).

Image: in the name of the Father, and of the Son, and of the Holy Spirit, the Trinitarian Formula
صورة: صورة كلمة البسملة المسيحية، باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين
و العهد الجديد يتحدث أيضا عن التوحيد.فيقول "الذين يشهدون السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدوس. وهؤلاء واحد" (1يو 5:7). وفي رسالة يعقوب الرسول "أنت تؤمن بإله واحد. حسنا تفعل، والشياطين أيضا يؤمنون و يقشعرون" (يع 2: 19). ويقصد هنا الإيمان العقلي وليس القلبي والفعلي. فالذي لا يؤمن بإله واحد هو في مستوى من الإيمان أقل من الشياطين! والسيد المسيح حينما قال ".. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدوس" (مت 28: 19)، قال باسم وليس بأسماء..
نحن لا نؤمن بتعدد الآلهة، إنما بإله واحد.
فإن قال أحد كيف يكون الثلاثة واحدا؟! أليس الحساب يقول إن 1+1+1=3 وليس واحدا. نقول: ولكن 1 ×1×1 =1 وليس ثلاثة. فالابن مثلا يقول أنا في الآب والآب في (يو10: 14) ويقول "أنا و الآب واحد" (يو10: 30) نحن لا نشرك بالله. لا نجعل له شريكا في لاهوته
والثالوث القدوس لا يعنى تعدد الآلهة. وإنما يعنى فهم التفاصيل في الذات الإلهية الواحدة.
فالله له ذات إلهية، وعقل، وروح. والله بعقله وروحه كيان واحد. كما أن الإنسان الذي خلق على صورة الله، له ذات بشرية وعقل وروح، والثلاثة واحد. كذلك النار: نلاحظ فيه ذات النار، وما يتولد منها حرارة وما ينبثق منها من نور. والنار وحرارتها ونورها كيان واحد. وكذلك الشمس بحرارتها ونورها كيان واحد. الآب هو الذات الإلهية، والابن هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل، هو حكمة الله (1كو23، 24). والروح القدس هو روح الله. وواضح أن الله وروحه كيان واحد. والله وعقله كيان واحد..
والذي يؤمن بتعدد الآلهة، يتعارض مع المنطق في فهم اللاهوت.
فإن كان هناك عدد من الآلهة، فمن منهم الأقوى. إن كان واحد منهم أقوى يكون هو الله، والباقيان ليسا إلهين. وإن كان الكل في قوة واحدة، يكون كل منهم محدود بقوة الآخرين. أي يقوى على كل الكائنات، ما عدا من يشاركه في الألوهية. وهكذا لا يكون أحد من هذه الآلهة إلهاً، لأنه لا يوجد واحد منهم قادراً على كل شيء.
ونفس الوضع بالنسبة إلى الخلق: إن وجد عدد من الآلهة، فمن منهم الخالق؟ إن كان واحد منهم هو الخالق وحده، يكون هو الله، والخليقة كلها تتبعه لأنه هو خالقها، ولا تكون الآلهة الأخرى آلهة.. وإن كان هذا الخالق هو خالق الكل، فهل خلق باقي الآلهة؟ إن كان قد خلقهم، لا يكون آلهة. وإن كان لم يخلقهم، تكون قدرته على الخلق محدودة بباقي الآلهة. وإن كان هو محدوداً، لا يكون إلهاً. وهكذا في تطبيق باقي الصفات الإلهية.. ونخرج بنتيجة منطقية حتمية، وهي الإيمان بإله واحد. بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الأب:
- الله الآب

St-Takla.org Image: Icon of God the geometer - the goniometer in the 13th century was one of the symbols of God's work in creation
صورة في موقع الأنبا تكلا: لقد كان المنقل في القرن الثالث عشر رمزاً لعمل الله في الخلق.. وهذه الأيقونة من أحد المخطوطات تحمل عنوان: الله المهندس
هنا يبدأ قانون الإيمان في التحدث عن كل أقنوم على حدة من الثلاثة أقانيم للثالوث القدوس. ويبدأ بالله الآب.
الله الآب، هو آب في الثالوث القدوس، وهو أب لكل المؤمنين به.
هو الذات الإلهية الذي لم يره أحد. فقد ورد في (يو1: 18) "الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر"، أي أعطى خبراً عنه. فنحن لا نرى الأب، إنما نراه في ابنه الذي تجسد وصار في الهيئة كإنسان في شبه الناس (في 2: 7، 8) ولذلك فإن كل الظهورات في العهد القديم، كانت للابن. لأن الآب لم يره أحد قط.
قد يخطئ البعض ويظن أن الله أعطانا البنوة في العهد الجديد فقط. أما في العهد القديم سيداً لا أباً. و هذا خطأ.
فالله في العهد القديم أعلن لنا أبوته أيضا. فهو يقول في سفر إشعياء النبي "رَبَّيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على" (أش1: 2) والمؤمنون به قالوا له "والآن يا رب أنت أبونا. نحن [FONT="] الطين
وأنت جابلنا" (أش 64: 8) بل قبل قصة الطوفان مباشرة يقول الكتاب: "رأى أبناء الله بنات الناس أنهن حسنات" (تك 6: 2). فأبناء شيث دعوا أبناء الله، تميزاً لهم عن نسل قايين، الذي دعيت بناته بنات الناس.. وفي سفر الأمثال يقول الرب "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23:26) الله في العهد القديم كان سيدا وأباً. وفي العهد الجديد كان كذلك أيضاً. هو هو لم يتغير علاقته بالبشر..
على أن أبوته لنا، غير أبوته لأقنوم الابن في الثالوث القدوس،
كما سنشرح عندما نتعرض لعبارة (الابن الوحيد) وما دام هو أب لنا يعاملنا كما يعامل الأب أولاده، كذلك يجب أن نعامله كأب بكل حب واحترام وخضوع.. إنه أب لنا منحنا البنوة له حينما ولدنا له في الماء والروح " بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي3: 5) إنه الله الآب ضابط الكل.
[/FONT]
التعديل الأخير: