قيامتنا وصعودنا مع المسيح

فادى نور

Active member
عضو
إنضم
8 مايو 2011
المشاركات
171
مستوى التفاعل
74
النقاط
28
»فيُرِّدد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم، في غد السبت يُرِّددها الكاهن« )ال 22:11(. لقد صار المسيح تقدمة لآلب من أجلنا، بصفته باكورة األرض على طقس الحزمة. إنه في ذاته يُعتبر سنبلة واحدة، ولكنه من جهتنا ليس سنبلة واحدة، ولكنه يُصِعد ذاته كمثل حزمة، أي رابطة مكَّونة من سنابل كثيرة. وفي ذلك رمز س ِّري نافع لنا: الكثيرين في ذاته، وهو ً فإ َّن يسوع المسيح واحٌد هو، ولكنه كمثل الحزمة يُعتبر جامعا كذلك ألنه يقتني في ذاته جميع المؤمنين في اتحاٍد روحي، ولهذا السبب يكتب بولس ُ الطوباوي أننا » جلِسنا معه في السماويات قِمنا معه وأ ُ أ « )أف 2:1(، ألنه لما صار مثلنا صرنا معه »شركاء في الجسد« )أف 2:1(، واغتنينا باالتحاد به بواسطة جسده، ولذلك نقول إننا كلنا فيه؛ بل وهو نفسه يقول هلل أبيه الذي في السموات: »كما أني واحد معك، ري ُ أ فينا ً يكونون واحدا د أنهم هم أيضا « )راجع يو 12:22(، وذلك ألن »الملتصق ً ً معه بالرب يكون روحا .« )2كو 22:2( ً واحدا إذن، فهو حزمة بصفته يقتني الجميع في ذاته، ويرفع ذاته من أجل الجميع ُمكَّملة في اإليمان، والتي صارت مستحقة أن تنال الكنوز ال ُعليا كباكورة للبشرية ال السماوية. إنه يقول إنه يجب ترديد الحزمة في غد اليوم األول من الفطير، أي في اليوم الثالث ً بعد الفصح، ألن المسيح انطلق إلى قام من بين األموات في اليوم الثالث، وفيه أيضا السموات إلى المسكن الحقيقي وإلى قدس األقداس. ثم إنه يقول: »ال تأكلوا من الحصيد الجديد إلى ذلك اليوم عينه الذي فيه تُرِّددون الحزمة«، ذلك ألن الذين كانوا في زمان الناموس، بل وكل صفوف األنبياء القديسين، لم يكن لهم الطعام الجديد الذي هو تعاليم المسيح، بل ولم يكن قد تَّم لهم تجديد الطبيعة البشرية إالَّ كإرهاصة سابقة، ولكن لما قام ربنا يسوع المسيح وأكمل ترديد نفسه كباكورة للبشرية أمام هللا اآلب، حينئذ بالذات تَّم تغيير أعماق كياننا إلى حياٍة جديدة، وصرنا نسلك بحسب اإلنجيل: »ليس في ِعتق الحرف بل في جَّدة الروح.« )رو 2:2

للقديس كيرلس الكبير
 
أعلى