قانونية رسالة بطرس الثانية ، اعداد: lll athenagoras lll

Molka Molkan

لستم المتكلمين
مشرف سابق
إنضم
31 أغسطس 2009
المشاركات
25,034
مستوى التفاعل
839
النقاط
113
الإقامة
ويل لي إن كنتُ لا اُبشر




قانونية رسالة بطرس الثانية

اعداد: lll athenagoras lll




مقدمة


بداية نقول انه لم يذكر علي لسان احد اباء الكنيسة منذ عصر الاباء الرسوليين حتى يومنا هذا ان رسالة القديس بطرس الثانية مزورة بل على العكس فقد اقتبس منها في العديد من كتابات اباء الكنيسة منذ القرون الاولى.

و يذكر دونالد جوثري (Donald Guthrie) انه لا يوجد دليل في اي منطقة من الكنيسة المبكرة يشير الى ان رسالة بطرس الثانية قد رفضت ككتاب مزور و ذلك بالرغم من التردد الذي عايش قبولها.



“there is no evidence from any part of the early church that this epistle was ever rejected as spurious, in spite of the hesitancy which existed over its reception.”

(Donald Guthrie, Introduction to the New Testament 4th ed.)

و لقد تأكدت قانونية رسالة بطرس الثانية في مجمع هيبو (Hippo) و مجمع قرطاج في القرن الرابع الميلادي و الاكثر اهمية بهذا الشأن ان المجمعين المذكورين رفضوا الاعتراف بقانونية رسالة برنابا و كليمندس الاولى و ذلك لانهما ليسا من اصل رسولي.
(Michael Green, The Second Epistle General of Peter, and the General Epistle of Jude: An Introduction and Commentary)

التردد في قبول رسالة بطرس الثانية

+ و يذكر وين ستايلز (Wayne Stiles) ان الكنيسة المبكرة قد ترددت في قبول رسالة بطرس الثانية حيث قد استخدام اسم "بطرس" في العديد من الاعمال الغنوسية التي رفضتها الكنيسة بالتمام.

(Wayne Stiles, Is Second Peter Peter’s?)

+ و يضيف ريتشارد بوكهام (Bauckham) ان سبب التردد في قبول رسالة بطرس الثانية يرجع الى ان الرسالة لم تكن تنتشر بصورة واسعة في القرن الثاني الميلادي و ان الذين عرفوا الرسالة من المحتمل انهم قد وضعوها في نفس فئة الاعمال الابوكريفية (Apocrypha) مثل رسالة برنابا و كليمندس الاولى و هرماس مما ساهم في بطئ عملية القبول العام بالرسالة في قانون العهد الجديد.

(Bauckham, R. J. Vol. 50: Word Biblical Commentary : 2 Peter, Jude.)

+ ان رسالة بطرس الثانية تقع ضمن مجموعة الاسفار (Antilegomena) التي تأخر التأكيد على قانونيتها في بعض الكنائس لاسباب معينة و نذكر على سبيل المثال:
الترجمة السريانية القديمة (Old Syriac): انتشرت في سوريا في القرن الثاني الميلادي و يوجد لها مخطوطات من القرن الرابع و تحتوي علي كل اسفار العهد الجديد بينما تفتقد لرسالة بطرس الثانية و يوحنا الثانية و الثالثة و يهوذا و سفر الرؤيا.


و يقول العالم ويستكوت (B. F. Westcott): ان اتفاق الترجمة السريانية مع القانون الحالي مدهش و مهم و ما تفقده الترجمة مقبول و يمكن تفسيره بسهولة.

(B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon P.249 )

هذا يؤكده ايضا نورمان جيسلر (Norman Geisler) حيث يقول: "ان الكتب المفقودة كانت معدة بالاساس للعالم الغربي بينما الكنيسة السريانية في الشرق و بطئ انتشار هذه الاسفار ادي الي تأخير الاعتراف بقانونيتها و قبولها".

(Norman Geisler, A General Introduction To The Bible)

كما ان الترجمة اللاتينية القديمة (Old Latin): ترجمت في القرن الثاني الميلادي و انتشرت في العالم الغربي و تحتوي علي كل اسفار العهد الجديد ما عدا العبرانيين و يعقوب و بطرس الاولى و الثانية.



ملحوظات هامة:


الاسفار القانونية (Canonical) و هى تضم قانون العهد الجديد و تتكون من 27 سفر كما هو بين ايدينا.


و تنقسم الي مجموعتين:


مجموعة الاسفار (Homologoumena) و هي تضم 20 سفر من اسفار العهد الجديد و قد قبلتها الكنيسة منذ كتابتها

و هي: انجيل متى, مرقس, لوقا, يوحنا و سفر الاعمال و رسائل بولس الرسول (رومية, كونثوس الاولى, كورنثوس الثانية, غلاطية, افسس, كولوسي, تسالونيكي الاولى, تسالونيكي الثانية, تيموثاوس الاولى, تيموثاوس الثانية, تيطس, فليمون) و رسالة بطرس الاولى و يوحنا الاولى.

مجموعة الاسفار (Antilegomena) و هي تضم 7 اسفار من العهد الجديد و قد تاخر قبول هذه الاسفار في بعض الكنائس لعدة اسباب لكن تأكدت قانونيتها لاحقا.


و هي: العبرانيين, يعقوب, بطرس الثانية, يوحنا الثانية والثالثة و الرؤيا

سنتكلم هنا فقط عن مجموعة كتب (Antilegomena):

نقلا عن نورمان جيسلر:

(Norman Geisler, A General Introduction To The Bible)

- رسالة العبرانيين: لم يذكر اسم كاتب الرسالة و في الشرق اعتبرت احد رسائل بولس الرسول. الرسالة لها دليل في المخطوطات القديمة (البردية 46) حيث كتبت بين رسائل البولس بينما لم تقبل في الغرب بسبب عدم التأكد من كاتب الرسالة. لكنها قبلت لاحقا في الغرب في القرن الرابع الميلادي و قد اقتبس منها جيروم و اغسطينوس.

اما بخصوص رفض الغرب للرسالة فيقول هاريسون (F. Harrison) ان سبب رفض الغرب للعبرانيين هي ان طائفة المونتانيين كانت تميل للرسالة بخصوص عقائدهم.

(F. Harisson, Introduction to the New Testament p.345)

- رسالة يعقوب: اختلف حولها بخصوص التبرر بالايمان ام بالاعمال و قد كان يوسابيوس و اوريجانوس يفضلان رسالة يعقوب. اخيرا قبلت في الغرب و اقتبس منها جيروم و اغسطينوس.

اما بخصوص رفض الرسالة فقد قبلت كعمل مكمل لرسائل بولس الرسول و ليس معارض له.


- رسالة بطرس الثانية: اكد جيروم ان سبب الخلاف على رسالة بطرس الثانية يكمن في تباين اسلوب الكتابة بينهما. الرسالة لها دليل في المخطوطات القديمة (البردية 72) في القرن الثالث الميلادي. و قد انتشرت في مصر (الترجمة القبطية). و قد اقتبس منها كليمندس و اوريجانوس و يوسابيوس كما اقتبس منها في رسالة برنابا.


اما بخصوص التباين في اسلوب الكتابة بين الرسالتين فيمكن ارجاعه الي ان القديس بطرس كان يستخدم احد تلاميذه في كتابة رسائله (بطرس اولى 5: 12).


- يوحنا الثانية و الثالثة: كاتب الرسالة لم يذكر اسمه و لكن يعرف نفسه بانه "الشيخ" و قد كانت محدودة الانتشار و لم تلق الرسالتان قبولا في البداية. و قد اقتبس منهما بوليكاربوس و اعتبرهما ايرينيؤس سفران اصليان و قد وجدتا في قائمة قانون المخطوطة الموراتورية (Muratorian Fragment) كما وجدت الرسالتان في الترجمة اللاتينية من القرن الثاني. كما ان اسلوب الرسالتان يتشابه مع اسلوب رسالة يوحنا الاولى المقبولة.

اما بخصوص كلمة "الشيخ": فقد كان يوحنا معروفا بالشيخ في اسيا الصغرى نظرا لكبر سنه قارن مع (بطرس اولى 5: 1).



- رسالة يهوذا: يكمن الشك في رسالة يهوذا في اقتباسه من كتاب (سفراخنوخ) و هو كتاب ابوكريفي من العهد القديم و قد اشار اوريجانوس و جيروم الى ذلك. لكن ايرينيؤس و كليمندس الاسكندري و ترتليان اقتبسوا من رسالة يهوذا كسفر اصلي. و قد وجدت الرسالة في قائمة قانون العهد الجديد في المخطوطة الموراتورية. الرسالة ايضا لها دليل في المخطوطات القديمة (البردية 72) تؤكد استخدام رسالة يهوذا و بطرس الثانية في مصر.

اما بخصوص الاقتباس من سفر اخنوخ: فيمكن تفسيره على انه ليس اقتباس يفهم منه اعطاء صحة للسفر (سفر اخنوخ) و انما فقط اشارة الى حقيقة في نص السفر قارن مع اقتباس بولس الرسول من الاشعار اليونانية (اعمال 17: 28, كورنثوس اولى 15: 33).



- رؤيا يوحنا: اختلف حول سفر الرؤيا بسبب عقيدة الملك الالفي الوارد في الاصحاح (رؤيا 20) و قد استمر الجدل حول سفر الرؤيا حتى نهاية القرن الرابع. استخدم المونتانيين سفر الرؤيا في تعاليمهم في القرن الثالث و قد هاجم ديونسيوس الاسكندري سفر الرؤيا منتصف القرن الثالث ايضا. دافع البابا اثناسيوس و القديس جيروم و اغسطينوس عن السفر.


اخيرا تم قبول سفر الرؤيا بعد تفهم انه قد اسئ استخدام السفر سابقا.


جدول للمقارنة بين التقسيمات المذكورة سابقا:


الاسفار القانونية (Canonical) و هى تضم قانون العهد الجديد و تتكون من 27 سفر كما هو بين ايدينا و تنقسم الي مجموعتين:

الكتب الابوكريفية(Apocrypha)
الكتب المرفوضة (Peseudepigrapha)
مجموعة الاسفار (Homologoumena) و هي تضم 20 سفر من اسفار العهد الجديد و قد قبلتها الكنيسة منذ كتابتها
مجموعة الاسفار (Antilegomena) و هي تضم 7 اسفار من العهد الجديد و قد تاخر قبول هذه الاسفار في بعض الكنائس لعدة اسباب لكن تأكدت قانونيتها لاحقا.

هى مجموعة الكتب التي كانت تقرأ في الكنيسة جهارا في القرون المبكرة نظرا لقيمتها اللاهوتية ثم اعلنت الكنيسة رفض هذه الكتب من القانون في المجامع لاحقا و قد كانت هذه الكتب تنسخ في نهاية مخطوطات العهد الجديد.
هي مجموعة الكتب التي رفضتها الكنيسة بالتمام و لم تقبل على الاطلاق و هذه الكتب لها قيمة تاريخية فقط لكن ليس لها قيمة لاهوتية فهي في الاغلب ذات فكر غنوسي.

و هي: انجيل متى مرقس لوقا يوحنا و سفر الاعمال و رسائل بولس الرسول
و هي: العبرانيين و يعقوب بطرس الثانية يوحنا الثانية والثالثة و الرؤيا
و منها: رسالة برنابا, رسالة كليمندس الاولى و الثانية, رسالة بوليكاربوس, رسائل اغناطيوس, الراعي لهرماس, الديداكية وغيرهم.

ومنها: انجيل توماس, الابيونيين, المصريين, انجيل بطرس, يعقوب, اعمال بطرس, اعمال يوحنا, اعمال فيلبس و رؤيا بولس و غيرهم.

قانونية رسالة بطرس الثانية
ان رسالة بطرس الثانية كانت الاكثر جدلا حول قانونيتها في العهد الجديد. و هناك العديد من الاعتبارات التي تبرهن على ان بطرس بالحقيقة هو كاتب هذه الرسالة:


الدليل الخارجي


لقد اقتبس من رسالة بطرس الثانية في العديد من كتابات اباء الكنيسة في القرون الاولى و اول اشارة واضحة لرسالة بطرس الثانية في كتابات اوريجانوس (254 م.) اما قبل اوريجانوس فنجد كليمندس الاسكندري (200 م.) يشير الي رسالة بطرس الثانية في (The Expositor 2.3 ).

اليكم جدول بجميع اقتباسات الاباء الرسوليين من رسالة بطرس الثانية:

الاباء الرسوليين المذكورين في الجدول هم: كليمندس الروماني (96 م.) و القديس اغناطيوس الانطاكي (110 م.) و القديس بوليكاربوس (155 م.). كما توجد اقتباسات من رسالة برنابا و الراعي لهرماس.

الاب

الشاهد

نص الاقتباس
1 Clement

2Pe 2:5

Let us turn to every age that has passed, and learn that, from generation to generation, the Lord has granted a place of repentance to all such as would be converted unto Him. Noah preached repentance, and as many as listened to him were saved.[35]


every age that has passed, and learn that, from generation to generation, the Lord has granted a place of repentance to all such as would be converted unto Him. Noah preached repentance, and as many as listened to him were saved.[44]

2Pe 2:6

On account of his hospitality and godliness, Lot was saved out of Sodore when all the country round was punished by means of fire and brimstone, the Lord thus making it manifest that He does not forsake those that hope in Him, but gives up such as depart from Him to punishment and torture.[49]

2Pe 3:3
Far from us be that which is written, “Wretched are they who are of a double mind, and of a doubting heart; who say, These things we have heard even in the times of our fathers; but, behold, we have grown old, and none of them has happened unto us.”[98]


Far from us be that which is written, “Wretched are they who are of a double mind, and of a doubting heart; who say, These things we have heard even in the times of our fathers; but, behold, we have grown old, and none of them has happened unto us; “[113]

Shepherd of Hermas Vision First

2Pe 3:5
the heavens and the mountains,[32]

2Pe 3:16
[Keep the commandments of the Lord, and you will be approved, and inscribed amongst the number of those who observe His commands.] And if you do any good beyond what is commanded by God,[6]
Epistle of Barnabas
2Pe 3:8
will be as a thousand years.”[218]

Epistle of Ignatius to the Philadelphians
2Pe 3:9
But may those that dishonoured them be forgiven through the grace of Jesus Christ, “who wisheth not the death of the sinner, but his repentance.”[90]

Epistle of Polycarp to the Philippians
2Pe 3:15
These things, brethren, I write to you concerning righteousness, not because I take anything upon myself, but because ye have invited me to do so. For neither I, nor any other such one, can come up to the wisdom[21]

ملحوظات علي الجدول السابق:

- هذه الاقتباسات من كتابات الاباء الرسوليين فقط (كليمندس, اغناطيوس, بوليكاربوس, الراعي لهرماس, رسالة برنابا) ويوجد العدد من الاقتباسات من اباء الكنيسة من القرون التالية لم تذكر في الجدول.


- هذه الاقتباسات كتبت في الفترة الزمنية من نهاية القرن الاول الميلادي و حتى منتصف القرن الثاني الميلادي اي فيما بين (97-155) م.


- هذه الاقتباسات ايضا تهدم الفرضية القائلة بأن رسالة بطرس الثانية كتبت في خلال القرن الثاني الميلادي و متأثرة بالفكر الغنوسي و انها قد كتبت للرد عليه.


- اذا كانت هذه الاقتباسات قد كتبت في نهاية القرن الاول و حتى بداية القرن الثاني الميلادي فلا شك ان رسالة بطرس الثانية قد كتبت قبل ذلك الزمن اي خلال القرن الاول الميلادي مما يشير الى ان كاتب الرسالة هو بطرس الرسول نفسه اواحد تلاميذه.


و قد كتب العالم روبرت بيسيريللي (Robert E. Picirilli ) مقالة واضحة "اشارات لرسالة بطرس الثانية في كتابات الاباء الرسوليين".
(Robert E. Picirilli, AIIusions to 2 Peter in the Apostolic Fathers)

- هناك اشارات واضحة بوجود بطرس الثانية في العديد من الفقرات في كتابات الاباء الرسوليين (22 موضع) و اقواهم في رسالة كليمندس الاولى و الرسالة الثانية المنسوبة لكليمندس و برنابا و هرماس و هناك احتمال مقبول في اغناطيوس وبوليكاربوس.

(Daniel B. Wallace, Second Peter: Introduction, Argument, and Outline)

و يقول المعترضين ان هذه الاشارات ليست منسوبة لبطرس الرسول نفسه و لكن نرد على ذلك بالتالي:

ان هناك 29 اشارة الى بطرس الاولى في كتابات الاباء و هي ليست منسوبة لبطرس الرسول. و هناك ايضا 32 اشارة الى رسالة رومية و ايضا غير منسوبة للقديس بولس و لا يشكك احد في نسبتهم الى كاتبيهما.


- ويشير دانيال والاس (Daniel B. Wallace) الى ان عدم وجود رسالة بطرس الثانية في قانون المخطوطة الموراتورية (Muratorian Canon ) يرجع الى وجود ثغرة او فجوة في النص (lacuna ) في هذا المكان.


- هناك نقطة هامة جدا في كتابات القديس يوسابيوس القيصري 260-340 م. (Eusebius ) حيث يقول ان معظم الاباء يعتبرون رسالة بطرس الثانية اصلية و موثقة بالرغم من انه نفسه قد وضعها في مجموعة الكتب (Antilegomena) وهي مجموعة الكتب المقبولة من البعض و لكن ليست واسعة الانتشار


و في نفس الوقت لم يدرج يوسابيوس رسالة بطرس الثانية في مجموعة الكتب المزورة (spurious) و هي الكتب التي رفضتها الكنيسة تماما.

و من الاباء الذين اشاروا الي رسالة بطرس الثانية القديس هيبوليتوس و جيروم و منذ القديس جيروم (Jerome) الذي اعتبر الرسالة اصلية لم يذكر شئ بخصوص الرسالة حتى العصر الحديث.


- رسالة برنابا هي اول وثيقة تقتبس من رسالة بطرس الثانية

- من عوامل تأخر قبول رسالة بطرس الثانية في نظر الكنيسة هو تأثير الاعمال المزيفة المنسوبة للقديس بطرس. حيث اذا استخدمت الجماعات الغنوسية اسم القديس بطرس من اجل عقيدة معينة فهذا يؤدي بالكنيسة الى الحرص الشديد من اجل عدم استخدام رسالة مزيفة.


- بالرغم من ان كل الاعمال المنسوبة للقديس بطرس قد رفضت من الكنيسة (ما عدا رسالة بطرس الاولى بالطبع) فان جوثري (Guthrie) يقول: " لا يوجد دليل في اي مكان في الكنيسة الاولى يشير الى ان رسالة بطرس الثانية قد رفضت على انها مزورة و ذلك بالرغم من التردد الذي واكب قبولها"
(Donald Guthrie, Introduction to the New Testament 4th ed)

الدليل الداخلي:
نقلا عن دانيال والاس
(Daniel B. Wallace, Second Peter: Introduction, Argument, and Outline)

الاشارات الشخصية (The Personal Allusions):
+ بالرجوع الي العدد (بطرس ثانية 1: 16): نجد ان وجود اقتباسات من كتب اخرى في رسالة بطرس الثانية لا تشابه ادب الكتب المزيفة (pseudepigraphic literature) و الا اصبحت كل رسائل العهد الجديد مشكوك فيها !!!
+ بالرجوع الي العدد (بطرس ثانية 1: 14) بخصوص نبوة الرب يسوع عن موت القديس بطرس: فان بطرس الرسول كان يعرف نبوة موته بغض النظر سواء قرأ ما كتبه يوحنا في انجليه او لم يقرأه.
ان بطرس الرسول كان بالفعل كبير في سنه و انه ببساطه استعاد ذاكرته في ما قاله الرب يسوع عن موته كاتمام للنبوة
+ بالرجوع الى العدد (بطرس ثانية 1: 16-18): فاننا نجد ان العدد ليس فقط يتعلق بنصوص الاناجيل الازائية (متى, مرقس, لوقا) اعتمادا على التقليد المستلم لكنه ايضا ينتقص الى خصائص الكتابات المزيفة (pseudepigraphical writings)
المسألة التاريخية (Historical):
+ ان المصطلح اليوناني (ejn pavsai" ejpistolai'") في العدد (بطرس ثانية 3: 16) لا يشير الى مجمل رسائل البولس. كل ما هنالك ان الكاتب متطلع الى بعض الرسائل التي كتبها القديس بولس
+ ان الكتابات الرسولية اعتبرت وحيا الهيا و اصلية منذ البداية.
ان التأريخ الجديد للبردية 46 يرد بافحام على اي جدل حول نسبة رسالة بطرس الثانية للقديس بطرس الرسول بناء على العدد (بطرس ثانية 3: 15-16).
+ بالرجوع الى العدد (بطرس ثانية 3: 1) نجد انه بخلاف الكتابات المزيفة و المتداولة في القرن الثاني الميلادي التي تستخدم الاسماء المستعارة هؤلاء المؤلفين يعكسون هذه الكتابات في انتاجهم المستعار. اما بطرس الثانية فانها تقترب كثيرا من بطرس الاولى كما يتفق الجميع.
و من وجهة النظر العلمية فان رسالة بطرس الاولى قد كتبت بيد احد تلاميذ بطرس الرسول و ان الفروق بين الرسالتين فانه مفهوم و يمكن تفسيره.
+ انه من غير المعقول ان نعتقد بان مؤلف الكتاب المزيف (pseudepigrapher) يدعي انه كتب رسالة ثانية ثم لا يعرض اي اهتمام الى رسالته الاولى و في نفس الوقت يبني عمله على وثيقة اخرى لم تشير الي ان بطرس هو كاتبها.
+ بالرجوع الي العدد (بطرس ثانية 2: 1): نجد ان مؤلف الكتاب ( pseudepigraphist) خلال فترة تطور الغنوسية في القرن الثاني الميلادي لابد ان يعطي دليل واضح لهذه الفترة التي ينتمي اليها و الطائفة التي يهاجمها.
كل المعلومات التي يمكن تجميعها من رسالة بطرس الثانية و رسالة يهوذا غير كافية لتحديد حركة فكر معروف في القرن الثاني الميلادي
+ بالرجوع الي العدد (بطرس ثانية 3: 4): في الواقع لا نجد في اي موضع في العهد الجديد و لا في كتابات الاباء الرسوليين ان كلمة (patevre") استخدمت للاشارة الي الاباء المسيحيين و لكن المعنى الاكثر قبولا هو انها تشير الي الاباء اليهود. و ذلك ردا على اعتقاد البعض الذين يدعون انها سقطة من كاتب رسالة بطرس الثانية اشارة الى اباء الكنيسة المسيحيين من الجيل الاول (الاباء الرسوليين) الذين ماتوا مما يوحي بان الرسالة قد كتبت فيما بعد هذا التاريخ.
+ بالرجوع الى العدد (بطرس ثانية 3: 2) ان بطرس الرسول كان يكتب الى كنائس اسيا الصغرى التابعة لخدمة القديس بولس و بالتالي فكلمة "رسل" لا تعدو كونها شارة الي القديس بولس و تلاميذه. كما انها دليل واضح يشير الرسولية القديس بولس و انه ارسل بالحقيقة من الرب يسوع.
المسألة الادبية (Literary):
+ على فرضية ان بطرس الرسول هو كاتب الرسالتين الاولى و الثانية فان استخدامه لرسالة يهوذا في رسالة بطرس الثانية يتوازى مع استخدامه للقديس بولس في بطرس الاولى.
+ ان رسالة يهوذا تستخدم الفعل المضارع في شرحه للمعلمين الكذبة بينما في بطرس الثانية تستخدم زمن المستقبل. مما يؤكد ان بطرس الثانية كانت سابقة لرسالة يهوذا.
+ بالرجوع للعدد (يهوذا 17) نجد انها اشارة واضحة مؤكدة ان المقصود هو بولس الرسول و تلاميذه كما تؤكد رسولية القديس بولس كما جاء في العدد (بطرس ثانية 3: 2).
اذا كان بطرس الرسول كان يكتب رسالة الي كنائس اسيا الصغري التي تقع تحت رعاية بولس الرسول فان هذا يعني ان القديس بولس قد كتب اكثر من رسالة لهذه الكنائس.
+ السبب وراء كتابة بطرس الرسول الى كنائس بولس الرسول ببساطة لان بولس قد مات و ان بطرس الرسول قد اراد ان يثبت التسليم الرسولي يين الامم.
اسلوب الكتابة (Stylistic):
+ يشكك البعض بان هناك فرق كبير بين اسلوب كتابة رسالة بطرس الاولى و بطرس الثانية و لكن يرجع ذلك الي ان القديس بطرس كتب رسالته الثانية بينما استخدم احدهم لكتابة رسالته الاولى. راجع (بطرس اولى 5: 12)
+ يقول هوارد (W. F. Howard) ان لغة بطرس الثانية اليونانية وظفت بطريقة شخص تعلم اللغة اليونانية في حياته. و ليست لغته الام.
ان كاتب رسالة بطرس الثانية لم يستوعب دقة الادوات اليونانية و الاستخدام الزائد للمصطلحات و له عادة تكرار الكلمات. كل هذه النقاط تؤكد ان اللغة اليونانية ليست هي اللغة الام للكاتب.
هناك تلميحات الى مفردات من اللغة السامية مثل: تكرار نفس الكلمات و استخدام المضاف اليه الوصفي بدلا من الصفة (راجع 2: 10) ندرة استخدام الادوات قبل المضاف اليه. مما يشير الي ان الكاتب من اصل يهودي.
ليس الجدال في موثوقية النص لكن الجدال ايضا ضد عمل مزور من القرن الثاني الميلادي لان معظم الوثائق المسيحية المزورة و المرفوضة (pseudepigrapha and apocrypha) كتبت بيد امميين.
المسألة اللاهوتية (Doctrinal):
يشكك البعض في نسبة الرسالة للقديس بطرس الرسول حيث يتساءلون ان كيفية استخدام "صياد سمك" للكلمات النادرة والاسلوب الفخم في الكتابة؟ و نحن نقول انه عندما يكتب شخصا ما يؤمن به و يعتقده فهو بمثامة "وصية و عهد" و نحن نتوقع ان يصبح فصيح على قدر ما يستطيع.
يشكك البعض ايضا قائلين ان هناك عدد من المصطلحات اليونانية المقتبسة من الفلسفة تبدو متكلفة على شخص بنفس الخلفية التعليمية للقديس بطرس؟؟ و للرد نقول انه من المستحيل ان ندرك الي اي درجة من تأثير البيئة على عقلية الكاتب.
+ تبدو رسالة بطرس الثانية يهودية في كل من النحو و الادب.
ادلة داخلية (Internal Claims):
+ بالرجوع الى العدد (بطرس ثانية 1: 1): نقرأ "سمعان بطرس" (Symeon Peter). و من وجهة نظرنا فان مقلد بطرس الكاتب في القرن الثاني لابد انه سيجد صعوبة في استخدام هذا التعبير خاصة اذا كان يربط بين رسالته و رسالة بطرس الاولى حيث استخدمت "بطرس" فقط.
انه من المثير للاهتمام اننا لا نجد اي عمل مزيف (pseudepigraphical) منسوب للقديس بطرس استخدم هذا التعبير (Symeon Peter). انه اسم قديم حيث لا يوجد له عمل موازي في قانون العهد الجديد او في اي مكان اخر.
+ بالرجوع الى العدد (بطرس ثانية 1: 14): نجد ان الكاتب يتكلم عن موته الاتي قريبا او سريعا و الذي قيل له من الرب يسوع.
+ بالرجوع الى العدد (بطرس ثانية 1: 16-18): نجد ان الكاتب يشير الى كونه شاهد لمعجزة التجلي.
اعتبارات اضافية (Additional Considerations):
+ ايضا في العدد (بطرس ثانية 1: 1): نجد ان التعبير "الهنا و المخلص يسوع المسيح" (tou' qeou' hJmw'n kaiV swth'ro" jIhsou' Cristou'). هذا التركيب اللغوي يتفق مع قاعدة جرانفيل شارب (Granville Sharp) التي توضح ان "الله" و "المخلص" يرجعان الى نفس الشخص.[1]



[1] Granville Sharp's rule states that when you have two nouns, which are not proper s (such as Cephas, or Paul, or Timothy), which are describing a person, and the two nouns are connected by the word "and," and the first noun has the article ("the") while the second does not, *both nouns are referring to the same person*.


-

-

-

 

The Dragon Christian

مستعدين لمجاوبه
عضو مبارك
إنضم
26 مايو 2010
المشاركات
2,390
مستوى التفاعل
237
النقاط
63
الإقامة
egypt
رائع جدا ربنا يباركك
ويبارك الاستاذ athenagoras
 

e-Sword

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
27 مايو 2012
المشاركات
859
مستوى التفاعل
176
النقاط
43
رداً من أحد الخدام على أحدي المواقع التدليسية ( منقول بتصرف بسيط )

النقطة الأولي: أورد المشكك فقرة مقتبسة من الموسوعة الإلكترونية والتي جاء فيها:

(لعل رسالةبطر س الرسول الثانية هي أقل أسفار العهد الجديد من جهة الأدلة التاريخية على صحتهالذلك يرفض البعض أو يشكون في موضعها من الأسفار القانونية. هناك من يؤكد نسبتها إلىالعصر الرسولي وإلى الرسول بطرس بالذات، وهناك أيضاً من ينسبها إلي عصر ما بعدالرسل وينكر نسبتها إلى الرسول بطرس. ولا يتسع المجال أمامنا هنا لنقصي تاريخالمفكرين المذكورين، لسرد كل أراء المدافعين عن الرسالة أو المعارضين لها)


وذكرت حضرتك أيضاً، مدخل إلي رسالة بطرس الثانية لأحد طبعات الكتب المقدسة، والذي من أهم ما جاء فيه:

(لا يزال الرأي القائل بأن كاتب الرسالة هو سمعان بطرس موضوعاً للنقاش يثير كثيراً من (الناس). فلا يحسن من جهة أن يُجعل شأن كبير للإشارات التي أخبر فيها الكاتب عن حياته والتي قال فيها أنه الرسول بطرس، فإنها تعود إلي الفن الأدبي المعروف "بالوصايا". وهناك من جهة أخري فروق كثيرة في الإنشاء بين الرسالتين. فإنهما تختلفان في 599 كلمة وليس فيها سوي 100 كلمة مشتركة وإن المسائل التي تتناول الحياة بعد الموت ليست هي هي في الرسالتين)، وهذا الفرق يدعو إلي الافتراض أن مدة من الزمن، علي شيء من الطول، تفصل بين الرسالتين.) .. يسوغ افتراض نحو السنة 125 تاريحياً لإنشاء الرسالة، وهو تاريخ ينفي عنها نسبتها المباشرة إلي بطرس".

الرد :

وهنا لدي ملاحظة هامة جداً، ألا وهي أن كلا هذين المصدرين الذين اقتبست حضرتك منهما لا يقولان بأن الرسالة ليست للقديس بطرس، بل يقولان أن هناك رأي آخر يقول أن القديس بطرس ليس هو كاتب هذه الرسالة، ويشرحان هذا الرأي.. فالموسوعة قالت (هناك من يؤكد نسبتها إلىالعصر الرسولي وإلى الرسول بطرس بالذات، وهناك أيضاً من ينسبها إلي عصر ما بعدالرسل وينكر نسبتها إلى الرسول بطرس) ومدخل للكتاب المقدس قال (لا يزال الرأي القائل بأن كاتب الرسالة هو سمعان بطرس موضوعاً للنقاش) ..

وأنا شخصياً مؤيد لذلك، وتأكدت من ذلك بنفسي، فهناك رأي مخالف للاعتقاد بأن القديس بطرس الرسول هو كاتب هذه الرسالة. ولكن.. ولكن.. ولكن.. ولكن.. هل وجود رأي مخالف يعني صحته؟!! فلنناقشه.. فحتى إيمان البشر بوجود الله ، يوجد فيه رأي مخالف بأن الله غير موجود. فما هو الفيصل، أن نناقشه ونباحثه بالحجة.

عناوين الدراسة حول رسالة بطرس الثانية والرد علي الشبهات الموجهة ضدها:

1- نظرية الـ pseudepigraphy أو ما سماه المترجم للعربية أسلوب "الوصايا".

2- زمن كتابة رسالة بطرس الثانية.. هل هو متأخر ولا يرجع لزمن القديس بطرس الرسول & قانونيتها.

3- الأدلة الداخلية علي أن كاتب الرسالة هو القديس بطرس الرسول.

4- الاختلاف بينها وبين رسالة بطرس الأولي & التشابه الحقيقي في التعبيرات المميزة للقديس بطرس الرسول.

التفصيل

1- نظرية الـ pseudepigraphy أو ما سماه المترجم للعربية أسلوب "الوصايا".

هناك حقيقة يجب أن تـُُوضع في الاعتبار.. ألا وهي أن الباحثين الذين قالوا بأن رسالة القديس بطرس الرسول الثانية هي تابعة للنظام الأدبي "Pseudo-epigraphy" أو ما تــُرجم إلي العربية (الوصايا) – هم يظنون بنظرية سوف نشرحها لاحقاً كما قالوا هم بألسنتهم وكما كتبوها هم بأقلامهم.. فعلي رأس هؤلاء باحث مشهور اسمه Richard Bauckham والذي قيل عنه عبارة شهيرة Baukham's view is characteristic of those who reject authenticity .. نظراً لأنه بذل قصارى جهده وأبحاثه في إثبات نظريته فنراه يقول مثلاً:

]The evidence which really rules out composition during Peter’s lifetime is that of literary genre and that of date. Either of these might be fatal for any degree of Petrine authorship. Together they must be regarded as entirely conclusive against Petrine authorship[

(إن الدليل الذي حقاً يحسم مسألة تأليف (الرسالة) أثناء حياة بطرس هو الأسلوب الأدبي و تاريخ (الرسالة). وكلاهما قد يكون قاتل بدرجة ما لكوم الرسالة للرسول بطرس. فكلاهما معا كاستنتاج تام ضد التأليف بواسطة (القديس) بطرس).


** (Richard Bauckham, Word Biblical Commentary: Jude, 2 Peter (Waco: Word Books, 1983), 159.)

فهؤلاء رغم ذلك لا يشككون في أن الرسالة هي رسالة مزورة، وقد خـدعت الكنيسة بها، بل أنهم يقولون بأن هناك نظام أدبي هو Pseudo-epigraphy كان منتشر قديماً، ألا وهو أن أحد الأفراد يكتب تعاليم سليمة وصحيحة ويضعها تحت اسم آخر أكثر منه شهرة ومقاماً .. ليجعل الأغلبية يعطون لها الاهتمام بسرعة.. ويوقنون بمدي قيمة ما بها من تعاليم.. وفي حالة ثبوت ذلك الافتراض فهم يظنون بأن الكنيسة قبلت الرسالة لكونها ليست خداعاً بل هو أسلوب أدبي مقبول في ذلك الوقت ومنتشر وليس أكثر،، فها هو Richard Bauckham يقول عن ذلك الأمر:

" The Pseudepigraphal device is therefore not a fraudulent means of claiming apostolic authority, but embodies a claim to be a faithful mediator of the apostolic message. Recognizing the canonicity of 2 peter means recognizing the validity of that claim, and it is not clear that this is so alien to the early church's criteria of canonicity as is sometimes alleged".

" ال pseudepigraphical (الأسلوب الأدبي المزعوم للرسالة) هو ليس من وسائل الخداع بإدعاء السلطة الرسولية (أي انتحال شخصية القديس بطرس الرسول) ولكن هذا يتضمن دعوي بكونه وسيط أمين لرسالة رسولية. وبإدراك قانونية بطرس الثانية ندرك شرعية هذا الإدعاء (أي pseudepigraphy) وأنه ليس من الواضح أنه كان غريب عن نقاد قانونية الأسفار لكونه أدعي"..

هنا نلاحظ دعوة Bauckham بأن النقاد criteria of canonicityحين ذاك لم ينتقدوه لأنه بالنسبة لهم كان شيئاً معتاد ومقبول alien في الكتابات والأدب..


** (Donald Guthrie, New Testament Introduction, 4th ed. - Leicester, Eng.: Apollos; Downers Grove, Ill., Inter Varsity, 1990, 840–841).


وأيضاً ها هو P. N. Harrison أحد أصحاب نظرية ال pseudepigraphy في رسالة بطرس الثانية، يقول عن ذاك الذي يظنون أنه مؤلف رسالة بطرس الثانية الآتي:

" was not conscious of misrepresenting the apostle in any way; he was not consciously deceiving anybody; it is not, indeed, necessary to suppose that he did deceive anybody"
(هو لم يكن يعي إساءة انتحال شخصية الرسول (بطرس) بأي صورة من الصور، فهو لم يكن يخدع بإدراكه أي شخص، فهو بالفعل ليس ضروري أنه خدع أي شخص)

** Michael Green, The Second Epistle General of Peter, and the General Epistle of Jude: An Introduction and Commentary, The Tyndale New Testament Commentary Series (Grand Rapids: Wm. B. Eerdmans, 1968), 15, 13.

وكذلك Wand يوضح ذلك الفكر أيضاً ويقول:

(أن رسالة بطرس الثانية تمدنا بمثال واضح للـمادة الأدبية Pseudepigraphic التي في العهد الجديد، وهذا لا يعني بالضرورة أن هناك تزييف متعمد وغير خجول، فلو نحن حكمنا بالمعايير الأدبية في ذلك الزمان، فسيستوجب علينا أن نقول بأنه ليس بشكل أو بآخر تزوير كـ Pilgrim's Progress أو أي قصة تاريخية أخري كـُتبت بواسطة المؤلفين الأوائل، فهي كانت الطريقة المعتمدة)


والآن وجب علينا أن نناقش هذه النظرية ونضعها تحت عدسة البحث لنكتشف مدي صحتها!! وهل فعلاً كان هذا الأسلوب الأدبي Pseudepigraphy مقبول في زمن الكنيسة الأولي كما أدعي هؤلاء؟!! وهل كان من الممكن أن تقبل الكنيسة رسالة كتبها شخص من الكنيسة الأولي وكتب عليها اسم القديس بطرس لكون هذا الأسلوب الأدبي مقبول في ذلك الزمان علي أنه ليس خداعاً كما أدعي أصحاب هذه النظرية أمثال Bauckham و Harrison و Wand وغيرهم..

ورفض الكنيسة الأولي ممثلة في الآباء الرسل وتلاميذهم للـ Pseudepigraphy يتضح لنا من عدة أدلة:

1- القديس بولس الرسول بنفسه تكلم رافضاً ال pseudepigraphy في رسالته الثانية لأهل تسالونيكي:
" أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا.. لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا.. "(2 تسالونيكي 2: 2)وفي ختام تلك الرسالة يؤكد لهم أنه هو كاتب الرسالة وليس أخر كتبها Pseudepigraphicalفيقول لهم : "اَلسَّلاَمُ بِيَدِي أَنَا بُولُسَ، الَّذِي هُوَ عَلاَمَةٌ فِي كُلِّ رِسَالَةٍ. هكَذَا أَنَا أَكْتُبُ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ."(2 تس 3: 17).

2- العلامة ترتليان (145 -220 م) قام بشلح كاهن (أي جرده من رتبته الكنسية ككاهن أي قسيس) وذلك لأنه ألف كتاب اسمه (أعمال بولس) علي غرار سفر (أعمال الرسل) القانوني ووضع هذا الكاهن اسم القديس بولس الرسول علي هذا الكتاب تبعاً لنظام Pseudepigraphy .. وتكلم العلامة ترتليان عن ذلك الأمر موضحاً سبب رفضه له قائلاً أنها "كتابات وضعت خطئاً تحت اسم بولس" >> Writings that wrongly go under Paul's name
* Terullian, on Baptism 17 .

ويعلق الباحث Wayne Stiles عن ذلك الموقف التاريخي الكنسي قائلاً:
The example of Terrullians's defrocking of a presbyter for writing the Acts of Paul seems to be a much clearer expression of disapproval of a pseudonymity.

(أن شلح العلامة ترتليان لكاهن بسبب كتابة [أعمال بولس] هو مثال واضح جداً يعبر عن رفض ال Pseudonymity)* أي (الكتابة تحت اسم آخر)..

* Is 2 Peter Peter's , by Wayne Stiles, Th. M., D. Min. (Bio) – Second Peter and Pseudonymity

3- القديس سرابيون أسقف أنطاكية (180 م) ألف كتاب عن كتاب إنجيل بطرس (أحد كتب الأبوكريفا أي المرفوضة) وسمى كتابه "concerning the so-called Gospel according to Peter" وكان كتابه هذا تفنيداً لذاك الكتاب (إنجيل بطرس)، ونذكر أهم العبارات التي كتبها الأنبا سرابيون في ذلك الكتاب:
"We receive both Peter and the other apostles as Christ, but the writings which falsely bear their names we reject"
" نحن نقبل كلا من بطرس وبقية الرسل كالمسيح، ولكن تلك الكتابات التي تحمل أسمائهم زوراً نحن نرفضها".


وهذه الأدلة وغيرها، دفعت الباحث Michel J. Kruger أن يقول بحماسة وثقة:
" Although Pseudepigraphic devices may have been acceptable for certain types of writings of antiquity, it seems Presumptuous to suggest that they were equally acceptable when applied to epistles whose author were considered by the early church to hold a unique authority"*1.
"بالرغم من أن أساليب الـ pseudepigraphy ربما كانت مقبولة لبعض أنواع الكتابات في الأزمنة القديمة، إلا أنه يبدو من الوقاحة أن يظن أحد بأنها قـُبلت عندما قورنت مع الرسائل التي مؤلفيها هم هؤلاء الذين أيقنت الكنيسة أن لهم سلطة فريدة (السلطة الرسولية)."

ويكمل Kruger كلامه عالناً عن أمر هام، سم يدعمه في أسفل صفحة كتيبه بشواهد من أبحاث أخري متعددة..
"apostolic authority was an essential criterion of canonicity for the early church*2 "*1.
"السلطة الرسولية كانت معيار ضروري للقانونية (قانونية الأسفار) بالنسبة للكنيسة الأولي".

*1 - The Authority of 2 Peter – By Michael J. Kruger – I. Pseudepigraphy in the early church


* 2 - Bruce M. Metzger, The Canon of the New Testament: Its Origin, Development, and Significance (Oxford:Clarendon, 1987) 253. See also Frank Thielman, “The New Testament Canon: Its Basis for Authority,” WTJ 45(1983) 400-410; F. F. Bruce, The Canon of Scripture (Downers Grove, IL: InterVarsity, 1988) 256-259; R. LairdHarris, Inspiration and Canonicity of the Bible (Grand Rapids: Zondervan, 1969) 219- 245; D. A. Carson and John D. Woodbridge, eds., Hermeneutics, Authority and Canon (Grand Rapids: Zondervan, 1986) 320-342;Bruce M. Metzger (The New Testament: Its Background, Growth and Content [New York: Abingdon, 1965] 276) declares that “the chief criterion for acceptance of particular writings as sacred, authoritative, and worthy of being read in services of worship was apostolic authorship.”Michael J. Kruger, “The Authenticity of 2 Peter,” Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999): 645-671.

وهنا يخطر بذهني بعض ما ورد في الحوار الأكثر من رائع بين الصحفي الشهير Lee Strobel الذي لم يكن أصلاً مؤمناً بوجود الله، وهو المحرر القانوني لصحيفة Chicago Tribune .. مع الباحث الشهير في مجال الكتاب المقدس ومخطوطاته Bruce M. Metzger ..

(لي ستروبيل): كيف قرر قادة الكنيسة الأوائل، أي الكتب تعتبر موثوق بها، وأخري تـُنبذ؟ ما المعايير التي استخدموها ليقرروا أي الوثائق سيتضمنها العهد الجديد؟

(بروس ميتزجر): بصفة أساسية، كان لدي الكنيسة الأولي ثلاثة معايير:

1- أن يكون لدي الكاتب سلطة رسولية، بمعني أن يكون كتبها الرسل أنفسهم، أو من كانوا شهود عيان لما كتبوا عنه، أو من قِبل أتباع الرسل. لذا ففي حالة مرقس ولوقا مع أنهما لم يكونا من بين التلاميذ الأثني عشر، فبحسب التقليد أن مرقس كان مساعداً لبطرس، وكان لوقا مرافقاً لبولس.

2- كان هناك معيار الالتزام الذي هو قانون الإيمان، بمعني هل كانت الوثيقة مطابقة للمعتقدات المسيحية الأساسية التي تعترف بها الكنيسة كمعيار؟

3- كان هناك معيار قبول الوثيقة، وهل استخدمتها الكنيسة بشكل مستمر.
* The Case For Christ: a journalist's personal investigation of the evidence for Jesus, Michigan: Zondervan Publishing House 1998, Chapter 3, By Lee P. Strobel , p3. 47 – 64.

فنلاحظ أن بروس ميتزجر الباحث في الكتاب المقدس ومخطوطاته وتدوينه، وضع رقم 1 في معايير قانونية الأسفار "أن يكون لدي الكاتب سلطة رسولية" مؤيداً ما أوردناه من أدلة سابقة ابتداءً بشهادة القديس بولس الرسول في تسالونيكي الثانية وكذلك شهادة ترتليان وشهادة الأنبا سرابيون أسقف أنطاكية وغيرهم..

فمع وجود هذا الفكر عند آباء الكنيسة، هل يجرؤ قائل بأن يفترض نظرية يكون مفادها أن الكنيسة كانت تقبل الـ pseudepigraphy لأنها فن وأسلوب أدبي كان شائع في ذلك الزمان؟!! .. وهل يوجد ولو واحد فقط من آباء الكنيسة الأوائل قال بأنه يقبل ال pseudepigraphy ؟!! فأنا أتحدي أصحاب تلك النظرية والذين علي رأسهم Bauckham و Harrison و Wand أن يأتوا بدليل واحد علي ذلك.. وها هو Wayne Stiles أيضاً يتحدي ضمنياً نظريتهم فيقول:
There is no basis to Bauckham's remark that Second Peter is fictionally represented as written shortly before Peter's death *

"أنه لا أساس لافتراض بيكهام بأن رسالة بطرس الثانية كتبت بشكل قصصي خيالي قبل وفاة بطرس بفترة قليلة" *

* Is Peter Peter's by Wayne Stiles

فمعني أن أسلوب ما من الفن الأدبي منتشر في زمان ما، وقبوله لدي القراء، لا يعني أن آباء المسيحية التلاميذ (الحواريون) والرسل الذين كانوا يضحون بحياتهم بسبب رفضهم لجحد إيمانهم وسجودهم أمام الوثن أن يقبلوا ذاك الأسلوب الأدبي ويضموه وسط الكلام الذي كتبه رسل الله القديسين مسوقين من الروح القدس (سنتطرق لاحقاً لموضوع الوحي بالتفصيل).

2- زمن كتابة رسالة بطرس الثانية، وهل كتبت في زمن متأخر عن حياة القديس بطرس الرسول & قانونيتها ؟!

يقول الباحث Micheal J. Kruger : "أن الإدعاء الأساسي لحذف بطرس الثانية من قانونيتها هو أنها كـُتبت متأخر جداً عما يسمح بأن تكون كُـتبت بواسطة الرسول (بطرس) نفسه"

وأوضح ذلك أيضاً Wayne Stiles حين قال:
The common view by those who hold to pseudonymity is that 2 peter was not written until the second century.
النظرة الشهيرة لهؤلاء الذين يتمسكون بنظرية الكتابة تحت اسم آخر هي أن رسالة بطرس الثانية لم تكن مكتوبة حتى القرن الثاني.

ولكن Kruger يكمل تعليقه علي ذلك الأمر بالمثل الأمريكي الشهير:
"Absence of the evidence is not necessarily evidence of absence..." *
أي أن غياب الدليل ليس بالضرورة دليل علي غيابه.. أي أن غياب الدليل علي وجود الرسالة في القرن الأول ليس معناه أنها لم تكن موجودة..

*(the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation) Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

ومع ذلك نجد أن هناك أدلة توصل إليها كثير من الباحثين تؤكد أن الرسالة ترجع لزمن مبكر وليست كما أدعي البعض بأنها كـتبت في زمن متأخر.. نذكر من تلك الأدلة ما يلي:

1- شهادة العلامة أوريجيانوس (182 – 251م).
2- شهادة يوسابيوس المؤرخ (265 – 339م).
3- شهادة القديس جيروم (347 – 420م).
4- شهادة القديس كليمنت السكندري (150 – 215م).
5- شهادة القديس إيريناؤس (130 – 200م).
6- شهادة القديس هيبوليتس الروماني )حوالي 170-237م(.
7- شهادة القديس Justin Martyr (115 – 165م).
8- كتاب "رؤيا بطرس" (110 م) اعتمد في تأليفه علي رسالة بطرس الثانية.
9- شهادة مخطوطات الكتاب المقدس التي تحتوي علي رسالة بطرس الثانية.
10- إجماع أغلبية آباء الكنيسة علي قانونيتها .. عظيم هو قول العلامة أوريجيانوس " لأنه لم يكن بدون سبب أن الآباء السابقين في الأزمنة السالفة سلموها لنا"(كان في تلك العبارة يتحدث عن رسالة العبرانيين)*
11- رسالة بطرس الثانية والمجامع التي قبلتاه في العصور الأولي.


1- شهادة العلامة أوريجيانوس 182 – 251 م :

فبالرغم من أن العلامة أوريحيانوس ذكر بأن هناك في زمنه بعض ممن كانوا يشكون في قانونية الرسالة Eusebius, Hist. Eccl. 6.52.11إلا أن أوريجيانوس نفسه لم يشكك في مصداقية وقانونية الرسالة، فهو اقتبس من الآيات التي وردت بالرسالة ستة مرات في كتاباته*1 وبكل صراحة أقر بأنها من ضمن الأسفار المقدسة*2 وأعتبرها مساوية في مصداقيتها مع رسالة بطرس الأولي بقوله:
(Even Peter blows on the twin trumpets of his own epistles) *3

*1 - Donald Guthrie, New Testament Introduction (Downers Grove. IL: InterVarsity, 1990) , 806
*2- "Et ut ait quodam in loco scriptura" (Origen, Numer. Hom. 2.676)
*3- "Petrus etiam duabus epistolarum suarum personat tubis" (Origen, Hom. In Josh. 7.1)

وكون أن العلامة أوريجيانوس ذكر في كتاباته أن الرسالة (بطرس الثانية) من الأسفار المقدسة فلنا علي ذلك الأمر ملاحظة هامة جداً ، وهي كما وضحها Michael Kruger : "أنه من الصعب جداً أن يـعتقد بأن رسالة شهد لها أوريجيانوس علي هذا النحو، بأن تكون تم تأليفها في أيامه" ويستكمل كلامه موضحاً سبب ذلك قائلاً: "الحقيقة لكونه اقتبس منها كرسالة منها كسفر مقدس (أحد الأسفار المقدسة) في مؤلفاته يوضح أنه قد تم قبولها كرسالة قانونية في ذلك الوقت (في أيام أوريجيانوس).

*(the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation) Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

ولتبسيط الأمر نقول مثلاً، هل يمكن أن يأتي كاتب مسيحي شهير الآن ويؤلف كتاباً عن (حياة الطهارة) مثلاً ، ويكتب بداخل الكتاب.. كما قال القديس بطرس الرسول: "الطهارة هي منبع الفرح والسلام وهي تمهد الصلة بالله" (رسالة بطرس الثالثة 4 : 6) .. فبالطبع لو حدث ذلك، سيقوم الجميع بتغليط ذلك الكاتب، ويحتجون علي كتاباته لأنه اقتبس من مصدر غير معترفون هم به، علي أنه سفر (كتاب) مقدس..

فهذا هو الأمر ذاته، فالعلامة أوريجيانوس كان من أشهر باحثين وكتاب ومؤلفين عصره، وكان يقرأ له الكثير من الناس ويتتلمذ علي يديه كثير من الشباب المسيحي، فكونه يقتبس من رسالة بطرس الثانية وسط كتاباته ويستشهد بآياتها، فهذا دليل علي القبول العام والسائد لدي الأغلبية لقانونية رسالة بطرس الثانية في زمانه.

وبالطبع هذا القبول يستحيل أن يكون وليد يوم وليلة، فيستحيل أن يـُخدع الأغلبية وعلي رأسهم علماء جيلهم أمثال العلامة أوريجيانوس بقانونية رسالة كُتبت في زمنهم أو في زمن قريب منهم .. فمن المؤكد أن الرسالة ترجع لزمن بعيد عنهم وهذا ما يبرهن قبولهم لها كواحدة من الرسائل القانونية الرسولية. فمتى يكون زمن كتابتها إذا كان العلامة أوريجيانوس عاش في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي.

2- شهادة المؤرخ يوسابيوس القيصري (265 – 339م):

يوسابيوس القيصري المؤرخ أوضح أن أغلبية الكنيسة في أيامه يقبلون رسالة بطرس الثانية كرسالة قانونية، إلا أن يوسابيوس ذاته للأمانة ولكونه مؤرخ وضع رسالة بطرس الثانية ورسالة يعقوب ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة في قائمة the Disputed Books أي الكتب التي هناك جدل بشأنها في زمانه، نظراً لوجود رأي معارض ومخالف لقانونيتها بالرغم من أنه كان رأي أقلية لا وزن له كما نفهم من يوسابيوس نفسه.. وقال بالحرف الواحد عنها the disputed books which nevertheless are known to most أي الكتب التي هناك جدل عليها برغم أن الأغلبية يعترفون بها.. فهو (يوسابيوس) لم يضع بطرس الثانية في قائمة الكتب الزائفة Spurious والتي وضع فيها كتب أخري مثل كتاب رؤيا بطرس.


* Hist. Eccl. 3.25.3
* Metzger, Canon 203 – 204


وكما أوضحنا سابقاً ، أن انتشار قبول قانونية الرسالة يستحيل أن يكون لرسالة كتبت في ذات الزمان الذي عاش فيه يوسابيوس (265 – 339) بل يجب أن ترجع لزمان أقدم بكثير حتى يقبل اعتقادهم بكونها رسالة رسولية.. وما هو جدير بالذكر والتذكر، العبارة العظيمة التي قالها العلامة أوريجيانوس عن رسالة العبرانيين للقديس بولس الرسول:لأنه لم يكن بدون سبب أن الآباء السابقين في الأزمنة السالفة سلموها لنا.

فتطبيق ذلك علي الآباء الذين عاصرهم القديس يوسابيوس القيصري والذي استلموا قانونية رسالة بطرس الثانية مما هم عاشوا قبلهم وهكذا، سنجد أن زمن كتابة رسالة بطرس الثانية لا بد وأن يرجع لزمن مبكر جدا عنهم.

3- شهادة القديس جيروم (347 – 420م):

شهد القديس جيروم عن أصالة رسالة بطرس الثانية وقانونيتها، وأوضح سبب وجود اختلاف في أسلوب الكتابة Stylistic Divergence وأرجع ذلك إلي أن القديس بطرس الرسول استعان بنساخ وحي Amanuensis مختلفين * - وخاصة أن القديس بطرس لم يكن يجيد اليونانية، بينما هذه الرسالة مع بط 1 كتبتا باليونانية ليهود الشتات.

* Michael Green, the second epistle general of peter and the general epistle of jude (Grans Rapids: Eradmans, 1986), 14 .

* Donald Guthrie, Introduction to the New Testament 4th ed. (Leicester: Apollos, 1990), pp. 808-809, though the exception of the Syrian canon is noted, with acceptance occurring sometime before 509; cf. Jerome, De viris illustribus chapter 1.

وهذا ما قاله القمص تادرس يعقوب ملطي، في مقدمة تفسيره لرسالة بطرس الثانية:

"يجهل القديس بطرس اليونانية، فمن ترجم له الأولي خلاف من ترجم له الثانية" *


* (من تفسير وتأملات الآباء الأولين – رسالة بطرس الثانية – القمص تادرس يعقوب ملطي).

4- شهادة القديس كليمنت السكندري (150 – 215م):
شهد القديس كليمنت السكندري لقبول الكنيسة في أيامه لقانونية رسالة بطرس الثانية *1 و يوسابيوس القيصري أيضاً علق علي استشهاد كليمنت والاعتراف بقانونية (بطرس 2) من ضمن الرسائل الجامعة، حيث قال:
"(Clement of Alexandria) wrote on all the canonical scripture, not even passing over the disputed writings – I speak for Jude and the other Catholic Epistles". *2
وهناك دليل علي أن كليمنت شمل رسالة بطرس الثانية ضمن الرسائل الكاثوليكيون في تلك القائمة، ألا وهو أن يوسابيوس الذي أعلن اتفاقه مع كليمنت السكندري بقوله wrote on all the canonical scripture، شمل بطرس ال 2 ضمن الـ "disputed writings" وليس ضمن الكتب المزيفة *3 ، وكذلك هناك دليل قاطع آخر ألا وهو أن كليمنت السكندري كتب خطاب إلي "ثيؤدوروس" واقتبس في ذلك الخطاب الآية (2 بطرس 2: 19) *4 مما يوضح اعتراف القديس كليمنت السكندري بقانونية رسالة بطرس 2 في أيامه.
1* Guthrie, NT Introduction 807.
2* Hist. Eccl. 6.14.1 (emphasis mine).
3* Hist. Eccl. 3.25.3

4* Clement, Letter to Theodorus 1.6-7.

وهناك عدة اقتباسات ذكرها كليمنت السكندري في كتاباته، اقتبسها من رسالة بطرس الثانية، انظر مثلاً:
By Robert E. PicirilliAllusions to 2 peter in the Apostolic Fathers, JSNT 33 (1998) p. 59 وكذلك Mayor, Jude, II Peter cxxi.. نذكر من تلك الاقتباسات:

أ- الاقتباس مما ورد في (2بط 3: 4): عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، 4 وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ».

Clement: "Wretched are the double-minded, those who doubt in their soul and say, ‘We have heard these things even in our Father’s times, and, see, we have grown old and none of them has happened to us.’ " *
كليمنت: بائسون مزدوجون الفكر، هؤلاء الذين يشكون في أرواحهم قائلين: نحن قد سمعنا هذه الأشياء حتى من أيام آباءنا، وانظر، نحن تقدمنا في السن ولم يحدث منها شيئاً لنا.

وبخصوص هذا الاقتباس فقد جاء في "The false teachers of 2 Peter Pseudoprophets, H. C. C. Cavallin, NovT 21 (1979) 268"عدة ارتباطات فكرية بين رسالة بطرس الثانية و كتابات كليمنت السكندري:
First, there is reference to False Teachers (1 Clement 21. 5 & 2 Pet 2: 1).
Second, there is the discussion of the doubts about the future (1 Clement 23 & 2 Pet 3: 4)
Third, nearness of Christ's Second Coming (1 Clement 23.5 & 2 Peter 3: 10)

ب- هناك عبارتين لفظيتين فريدتين في الكتاب المقدس ككل، جاءتا في رسالة بطرس الثانية دون غيرها، وهاتين العبارتين نجد أن كليمنت السكندري يقتبسهما في كتاباته كما هما بلفظتهما:

الأولي: تم وصف الله بكونه τῆς μεγαλοπρεποῦς δόξης أي "المجد العظيم The magnificentglory"، ونجد أن كليمنت السكندري يصف الله بالعبارة ذاتهاτηῆ μεγαλοπρεπει δόξη αῦτου أي "مجده العظيم His magnificent glory" .. انظر (1 Clement 9. 2).

الثانية: جاء في (2بطرس 2: 2) وصف للحياة المسيحية بكونها "طريق الحق ἡ ὁδὸς τῆς ἀληθείας" ونجد أنه في
(1 كليمنت 35. 5) تم استخدام التعبير اليوناني ذاته بالحرف كما هو ἡ ὁδὸς τῆς ἀληθείας .

وقد علق علي ذلك الأمر Warfield في كتابه Canonicity, p. 57 قائلاً:
".. in each case a very rare and peculiar phrase occurs, peculiar in the New Testament to 2 Peter, and in the sub-apostolic age to Clement. Certainly this is enough to raise some probability that as early as AD 97, Clement had and borrowed a peculiar phraseology from 2 peter"
"في كلا الحالتين، توجد عبارة نادرة جداً ومميزة، مميزة لرسالة بطرس الثانية من وسط أسفار العهد الجديد، وكذلك في العصر ما بعد الرسولي مميزة لـ "كليمنت" . فبالتأكيد هذا كافي لرفع احتمالية أنها (2 peter) ترجع لزمن مبكر في حدود سنة 97 م ، وذلك حيث أن كليمنت قد اقتبس منها لغة مميزة فريدة (تعبير فريد)"


5- شهادة القديس إيريناؤس (130 – 200م):

جاء في كتابات القديس إيريناؤسn gar hmerakuriw cilia eth *1 والعبارة المتواجدة في رسالة بطرس الثانية 3: 8 هي oti mia hmera para kuriw wz cilia eth "يوم واحد عن الله كألف سنة" بينما هذا الاقتباس لا يمكن أن يكون من العبارة التي وردت في (مزمور 90: 4) والتي جاءت هكذا oti cilia eth en ofqalmoiV sou wV h hmera h ecqeV (لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس).. وقد علق Michel J. Kruger علي ذلك الاقتباس قائلاً:

"Irenaeus (c. 130 – 200) in his writings gives us ample reasons to believe he knew and read 2 peter.. hardly a coincidence. Ireanus quotation varies widely from the LXX, as does 2 Peter's, but they are virtually identical with each other. It is highly unlikely that they both would independently diverge from the LXX in the exact same manner, thus inclining us to think Irenaeus was quoting directly from 2 peter."

"إيريانؤس (130 – 200 م) في كتاباته أعطانا أسباب كافية لنؤمن بأنه عرف وقرأ رسالة بطرس الثانية..، أنها لا يمكن أن تكون صدفة. اقتباس إيريناؤس يختلف كثيراً عن الترجمة السبعينية (يقصد مزمور 90: 4) وكذلك أيضاً رسالة بطرس الثانية (تختلف مع مزمور 90: 4) ، ولكن كلاهما (أي إيريناؤس وبطرس 2) منطبق بالفعل بعضهما لبعض. أنه من المستبعد جداً أنه كلاهما (أي إيريانؤس وبطرس 2) علي حدة اختلف مع الترجمة السبعينية بنفس الصورة، وهذا يجبرنا أن نفكر بأن إيريناؤس اقتبس مباشرة من رسالة بطرس الثانية."*
* The Authenticity of 2 Peter, Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation . Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

وليس فقط الأمر كذلك، بل أن Methodius الذي عاش في القرن الثالث الميلادي (260 -312م)، والذي علي وجه الخصوص استشهد بالقديس بطرس الرسول كمصدر لذلك الاقتباس. *

* Mayor (C X Vii)refers to a fragment of his (De Resurrectione) which says the source of the citation is from o apostolos Petros (الرسول بطرس).

وبخصوص ما أوردناه أعلاه عن اقتباس القديس إيريناؤس (130 – 200م) من رسالة بطرس الثانية، يقول Michel J. Kruger استنتاجاً في غاية الأهمية:

"These considerations lead us to believe that Irenaeus had access to 2 Peter. If one as influential as Irenaeus knew and used the epistle, then it was probably known to many others during this time period. Furthermore, it is unlikely that Irenaeus would have cited a scriptural proof from a known forgery, perhaps suggesting that he at least considered it to be authentic. A scholar of his stature.., would not likely be fooled by a recently composed fake "*.

"كل هذه الاعتبارات تجعلنا نؤمن بأن إيريناؤس قد قبل رسالة القديس بطرس الثانية. وبما أن شخص مؤثر مثل إيريناؤس عرف واستخدم تلك الرسالة، فحينئذ يكون من المرجح أنها عـُرفت لآخرين كثيرين في تلك الأيام. وعلاوة علي ذلك، فمن غير المحتمل أن إيريناؤس يستشهد ببرهان ديني من نص معروف بأنه مزيف.

* The Authenticity of 2 Peter, Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation . Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للقديس إيريناؤس (130 – 200 م).. فهل من الممكن أن يصح قول قائل بأن رسالة بطرس الثانية كُتبت في القرن الثاني الميلادي وليس القرن الأول الميلادي؟!! إذا كان المتكلم مجنون، فالمستمع عاقل !!

6- شهادة القديس هيبوليتس الروماني )حوالي 170-235م(:
قد أكد الباحثين علي أن القديس هيبوليتس كان قد وصلته رسالة بطرس الثانية، وذلك لأسباب عديدة نذكر أشهرها وهو أن القديس هيبوليتس شبه الهراطقة بالخنازير لأنهم بعدما علموا الحق يعودون ليتمرغوا في الحمئة ثانيةً.. وهذا التشبيه مأخوذ مما ورد في (2بط 2: 21، 22) عن الهراطقة أيضاً..

أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ. \قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ:«كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ».(2بط 2: 21، 22)

.. they, abashed and constrained by the truth, have confessed their errors for a short period, but after a little, wallow once again in the same mire.*
"هم خجلوا وقـُيدوا بواسطة الحق، وأقروا بأخطائهم لفترة قصيرة، لكنهم بعدها بقليل، تمرغوا مرة أخري في الْحَمْأَةِ " *
* - (Hippolytus , Refutation of All Heresies (Book IX) – chapter II)
ومما جدير بالذكر أن Bauckham بالرغم من أنه من قادة وأصحاب نظرية الـ Pseudepigraphy بالنسبة لرسالة القديس بطرس الثانية إلا أنه أقر بهذا التشابه بين 2 peter وما ورد في كتابات القديس هيبوليتس الروماني. *
* - (Bauckham, Jude, 2 Peter 163)
بل أن التشابهات والاقتباسات الكبيرة بينهما دفعت بعض الباحثين أمثال Harry Y. Gamble ليعتبر أن القديس هيبوليتس الروماني هو أول من أكد في كتاباته عن معرفته لرسالة بطرس الثاني، فنري Gambel يكتب في كتابه الشهير "The New Testament Canon" ما يلي:
"Hippolytus is the first writer to show any knowledge at all (of 2 Peter)" *
"أن هيبوليتس هو أول كاتب يذكر معرفته (ببطرس الثانية) علي الإطلاق"*
* Harry Y. Gamble, The New Testament Canon, (Philadelphia: Fortress, 1985), 51.
ونذكر أيضاً ما أورده الباحث Michel K. Kruger حين قال:
"At least a second century date is further confirmed by Hippolytus of Rome (C.170 -235) in a most likely reference to 2 peter 2: 22"
"علي الأقل القرن الثاني الميلادي حيث يتعين بواسطة إشارة واضحة جداً من هيبوليتس لـ (2بطرس 2: 22).."*
*(the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation) Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

7- شهادة القديس Justin Martyr (115 – 165م):
سجل Justin Martyr محادثته مع Trypho واستشهد في تلك المحادثة بالتشبيه الوارد في (2بط 2: 1) قائلاً:
"And just as there were false prophets (ψευδοπροφήτης) among the people (i.e. the Jews), now there are many false teachers (ψευδοδιδάσκαλος) among us " *

"وكما كان هناك أنبياء كذبة بين الناس (أي اليهود)، الآن هناك معلمون كذبة بيننا " *.
* - Justin Martyr , Dialogue with Trypho 82.1

وها هو النص الأصلي الذي ورد في (2بط 2: 1):
"But there were false prophets also among the people, even as there shall be] false teachers among you"

وليس الأمر كذلك، بل أن هناك ملاحظة هامة لم يستطع حتى المعارضين أن يقفوا أمامها.. ألا وهي أن اللفظة اليونانية(ψευδοδιδάσκαλος)والتي تعني "معلمين كذبة" لم تستخدم علي الإطلاق في الأسفار المقدسة وكتابات الآباء الأوائل سوي في (2بط 2: 1) وكذلك في عبارة Justin Martyr.. مما يؤكد أن Justin Martyr الذي عاش في الفترة 115 – 165 م كان قد وصله رسالة القديس بطرس الثانية وقد قرأها..

وهذه الحقيقة أجبرت Bauckham المعارض والمتزعم نظرية الـ Pseudepigraphy، علي أن يعترف بها قائلاً:

"The Comparison of False Prophets ψευδοδιδάσκαλος in Old testament Israel and false teachers ψευδοδιδάσκαλος in the church does not seem to appear in early Christian literature outside these two passages in literature up to the time of Justin" *

"المقارنة بين الأنبياء الكذبة في إسرائيل العهد القديم و المعلمين الكذبة في الكنيسة لا تبدو موجودة في الأدب المسيحي المبكر خارج هذين النصين في الأدب حتى زمن جوستين" *

*- Bauckham, Jude , 2 peter cxxx- cxxxiv .

وبالطبع – كما أقرKruger - فإن "هذه الإشارة الواضحة بواسطة جوستين مارتر توضح تقدم إمكانية قبول رسالة بطرس الثانية في أوائل القرن الثاني مما يدفعنا لاعتبار تواجدها أيضاً في القرن الأول الميلادي" * .

"This likely reference by Justin Martyr introduces the possibility of 2 Peter's acceptance in the early second century which causes us to consider even a first century beginning" *.

*(the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation) Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

8- كتاب "رؤيا بطرس" (110 م) اعتمد في تأليفه علي رسالة بطرس الثانية.
قام الباحث Mayor بوضع قائمة رائعة للارتباطات الأدبية والهيكلية بين "رسالة بطرس الثانية" وكتاب "رؤيا بطرس" مما يؤكد أن أحدهما أعتمد في تأليفه علي الآخر..

وعندما قام الباحثين بدراسة كتاب "رؤيا بطرس" أقروا بنتيجة، نذكرها كما عبر عنها J. A. T. Robinson :
"It seems quite clear that the Apocalypse is the later ********" *
"أنه من الواضح تماماً أن الرؤيا هي الوثيقة المتأخرة" * (أي التي كتبت مؤخراًُ بالنسبة لبطرس الثانية)

*- Robinson, Reading 178

وقال أيضاً E. M. Sidebottom أنه من غير المحتمل أن يشك أحد في كون رسالة بطرس الثانية هي الأرفع منزلة سواء من المنظور الأدبي أو الروحي،. *
* -Sidebottom, James , Jude and 2 peter (London: Thomas Nelson, 1967) 100

ويوضح أيضاً الصحفي الأمريكي الشهير Terence V. Smith الذي عمل كمراسل خاص فيThe News Hour with Jim Lehrerوكذلك في The New York Times وكذلك CBS News ذلك الأمر في كتاب له بعنوان "Petrine Controversies in Early Christianity" قائلاً:

"أنه من المستبعد جداً أن العمل الأضعف يكون قد خرج منه العمل الأسمى – فالواقع أن العمل التقليدي (غير الأصلي) ينحدر في المستوي – وأنه لشيء مبرر أن تـعتبر رسالة بطرس الثانية هي العمل الأسمى" *

وقال أيضاُ:

إن العلاقة بين الوثيقتين (بطرس الثانية ورؤيا بطرس) يتم استيعابها بصورة صحيحة (لدارسها) باعتبار أن رسالة بطرس الثانية كانت معروفة ومستخدمة بواسطة مؤلف الكتاب المزيف "الرؤيا" *

* Terence V. Smith, Petrine Controversies in Early Christianity (Tubingen: J. C. B. Mohr, 1985) 52 – 53 .


9- شهادة مخطوطات الكتاب المقدس التي تحتوي علي رسالة بطرس الثانية.

فكثير من المخطوطات التي يرجع زمنها للقرن الثاني أو الثالث أو الرابع أو الخامس تضمنت الرسالة..

** النسخة القبطية الصعيدية للكتاب المقدس والتي ترجع للقرن الثاني الميلادي تضمنت رسالة القديس بطرس الثانية.. وكما أوضحنا سابقاً فذلك دليل علي أنها ترجع لما قبل ذلك بزمان مما يسمح لوصولها لمصر وترجمتها للقبطي الصعيدي ونسخها.. فبالتالي ينحصر افتراض زمن كتابتها تنازلياً من أوائل القرن الثاني الميلادي وصولاً لمنتصف القرن الأول الميلادي حيث الوقت الذي عاش فيه القديس بطرس الرسول ومما هو جدير بالذكر هنا هو أن رسالة بطرس الثانية كتبها القديس بطرس الرسول في أواخر أيامه حيث يقول فيها: "عَالِمًا أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ، كَمَا أَعْلَنَ لِي رَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ أَيْضًا." (2بط 1: 14) انظر Is Peter Peter's by Wayne Stilesتحت عنوان "Second Peter and the New Testament Canon" ..


** الاكتشاف الحديث للبردية رقم 72 في مصر، والتي ترجع للقرن الثالث الميلادي، محتويةً علي رسالة بطرس الثانية وكذلك رسالة يهوذا، يدل علي تواجد رسالة بطرس الثانية في الكنيسة المصرية في القرن الثالث.. ومن المؤكد أنه لكي تصل هذه الرسالة إلي مصر ويتم ترجمتها للغة القبطية ونسخها علي ورق بردي في القرن الثالث، فهذا دليل علي أنها كتبت أصلاً قبل القرن الثالث بزمان.. فلم يكن هناك اختراع الفاكس ولا الإنترنت ولا المترجم الفوري للنصوص ولا كليات الألسن واللغات.. (انظر Green, 13 (footnote)، وكذلك Is Peter Peter's by Wayne Stilesتحت عنوان "Second Peter and the New Testament Canon" ..


** مخطوطات الترجمة القبطية البحيرية الراجعة للقرن الرابع الميلادي تضمنت أيضاً رسالة القديس بطرس الثانية.

** الكتاب المقدس لكليمنت السكندري Clement of Alexandria's Bible (200 م) يتضمن أيضاً رسالة بطرس الثانية كأحد أسفاره.

** المخطوطات الشهيرة :
Codex Sinuaiticus, Codex Vaticanus (4th century) & Codex Alexandrinus (5th)
تضمنت رسالة القديس بطرس الثانية كأحد أسفارها القانونية بداخلها.


10- إجماع أغلبية آباء الكنيسة علي قانونيتها .. عظيم هو قول العلامة أوريجيانوس " لأنه لم يكن بدون سبب أن الآباء السابقين في الأزمنة السالفة سلموها لنا"(كان في تلك العبارة يتحدث عن رسالة العبرانيين)*

كما ذكرنا : القديس أوريجيانوس – يوسابيوس القيصري – القديس جيروم – كليمنت السكندري – إيريناؤس – هيبوليتس الروماني – القديس الشهيد جوستين مارتير..

ونذكر أيضاً ما أورده الدكتور القس منيس عبد النور بأن القديس إكليمندس أسقف روما (استشهد سنة 101 م) وكذلك القديس هرماس والقديس المدافع أثيناغوراس (القرن الثاني) والبابا أثناسيوس الرسولي (297 – 371 م) والقديس كيرلس الأورشليمي (315 – 386 م) والقديس أبيفانيوس أسقف سلاميس الشهيد (315 – 403) والقديس إيرونيموس (342 – 420) و القديس روفينوس أسقف أكويلا (345 – 410 م) والقديس أغسطينوس (354 – 430م) وجميع القديسين الذين سبقوهم أقروا بقانونية رسالة بطرس الثانية ونسبها للقديس بطرس الثاني..


(شبُهات وهميَّة حول رسالة بطرس الثانية – الدكتور القس منيس عبد النور)



11- رسالة بطرس الثانية والمجامع التي قبلتاه في العصور الأولي:

إذا وضعنا كل النقاط العشرة السابقة في كفة ميزان ، فيمكن أن نضع هذه النقطة في الكفة الأخرى لإثبات قانونية الرسالة ونسب كتابتها للقديس بطرس الرسول..

وقبل توضيح مدي أهمية شهادة المجامع الكنسية الأولي لرسالة بطرس الثانية، سأذكر ما أوضحه الباحث الكبير Bruce Manning Metzgerبخصوص المجامع الكنسية الأولي حيث قال:
" القانون الكنسي لم يكن نتيجة سلسلة من المجادلات المتعلقة بسياسات الكنيسة، فالقانون الكنسي هو بالأحرى الافتراق الذي حدث بسبب البصيرة الحدسية للمؤمنين المسيحيين.. عندما صدر القرار بالقانون الكنسي، فإنه صدّق فقط علي الإحساس العام الذي سبق أن قررته الكنيسة. فعليك أن تدرك أن القانون الكنسي هو عبارة عن قائمة بالكتب الرسمية الموثوق بها أكثر من كونه قائمة رسمية بالكتب. فهذه الوثائق لم تستمد سلطتها من أنها قد اختيرت، فكل منها له سلطة رسمية قبل تجميعها مع بعضها. فالكنيسة الأولي استمعت فقط وأحست بأنها جديرة بالثقة. فالآن لو قال شخص بأن القانون الكنسي ظهر فقط بعدما أصدرت مجامع الكنيسة هذه البيانات، فإن لك سيكون كالقول: هيا لنأت بالعديد من الأكاديميات الموسيقية تصدر تصريحاً بأن موسيقي باخ Johann Sebastian Bach و بيتهوفن Ludwig Van Beethovenرائعة... رغم ذلك أشرت بأن بعض أسفار العهد الجديد خاصة رسالة يعقوب، والرسالة إلي العبرانيين والرؤيا (وأيضا رسالة بطرس الثانية ورسالتا يوحنا 2، 3) قـُبلت ببطء أكثر في القانون الكنسي من الأسفار الأخرى"

وعندما سمع المحاور الصحفي الشهير Lee Strobel ذلك الكلام، وجه لـ Metzger سؤال هام ألا وهو: (من ثم، هل يجب أن نشك فيها لهذا السبب)؟!! فأجابه Metzger قائلاً:

"في رأيي، إن هذا يرينا إلي أي حد كانت الكنيسة الأولي حذرة، فلو يكونوا متسرعين بإدخال كل وثيقة تصادف أن بها أي شيء عن يسوع، وهذا يرينا التروي والتأمل والتحليل الدقيق.."

* * The Case For Christ: a journalist's personal investigation of the evidence for Jesus, Michigan: Zondervan Publishing House 1998, Chapter 3, By Lee P. Strobel , p3. 47 – 64.




وفي الأمر ذاته بخصوص رسالة بطرس الثانية علي الأخص وموقف المجامع الكنسية الأولي، يقول M. J. Kruger ما يلي:
"2 Peter is recognized as fully canonical by the council of Laodicea and by the time of the church councils of Hippo and Carthage of the fourth Century. *1 It is significant that these later church councils were both very ones that rejected the Letters of Brnabas and Clement of Rome – which were both very respected writings in the early church and often used alongside scriptures *2 – indicating that these church councils exhibited careful analysis of all ********s and rejected all they considered sub-apostolic." *3

"رسالة بطرس الثانية قد أعترف بها كرسالة علي أتم صورة من القانونية في مجمع لاوديكية (363 – 364 م) وأيضاًَ في ذاك الزمان بواسطة المجامع الكنسية في "هيبو" و "قرطاجة" في القرن الرابع الميلادي*1 . ومن الهام جداً أن هذه المجامع الكنسية الأخيرة (أي هيبو و قرطاجة) قام كلاهما برفض "رسائل برناباس" و "رسائل كليمنت أسقف روما" رغم كون تلك الكتابات لها احترام كبير في الكنيسة الأولي واستعملت في أغلب الأحيان بجانب الأسفار المقدسة *2 مما يوضح أن هذه المجامع الكنسية قامت بفحص دقيق لتلك الوثائق ورفضتها كلها لكونها sub-apostolic (أي لجيل بعد الرسل وليس رسل المسيح أنفسهم)."

1* - Bruce Metzger, Canon 210 – 232.
2* - Green, Reconsidered 6.
3* - the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – The Problem of External Attestation) Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).
 

e-Sword

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
27 مايو 2012
المشاركات
859
مستوى التفاعل
176
النقاط
43
3- الأدلة الداخلية علي أن كاتب الرسالة هو القديس بطرس الرسول:

الدليل الداخلي رقم (1): التحية & اسم المرسل:

يقول Wayne Stiles :
"يبدو الزعم عديم الأساس حيث استخدام اسم "سمعان" بجانب "بطرس" في "سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا." (2بط 1: 1).. فهل يمكن أن يكون هذا محاولة من قبل المؤلف الـ Pseudepigraphic ليثبت أصالته؟!! فمحاولة المؤلف الـ Pseudepigraphic لمحاكاة كتابات الرسول بطرس كان يجب ألا تحتوي علي اختلافات عن التحية الواردة في رسالة بطرس الأولي "بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ مِنْ شَتَاتِ بُنْتُسَ وَغَلاَطِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَأَسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، الْمُخْتَارِينَ"حيث عدم وجود الاسم (العبري والآرامي) "سمعان = شمعون كيفا" *1 فمن غير الممكن أن يهدف الكاتب الـ Pseudepigraphic ليتبني الشكل العبري الأولي للاسم (أي شمعون كيفا = سمعان)" *2.

1*- Saint Peter, the Wikipedia, the free encyclopedia.
2*- Is 2 Peter Peter's , II Peter and the new testament Canon , By Wayne Stiles.

الدليل الداخلي رقم (2): الإعلان عن موته:
ما ورد في (2بط 1: 14) "عَالِمًا أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِي قَرِيبٌ، كَمَا أَعْلَنَ لِي رَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ أَيْضًا." هو أشارة واضحة وصريحة لما ورد في (يو 21 : 18 – 19) حيث قال الرب يسوع للقديس بطرس الرسول. " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ، وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ». قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ بِهَا. وَلَمَّا قَالَ هذَا قَالَ لَهُ:«اتْبَعْنِي»." ومن المستحيل أن يصح الظن بأن كاتب الرسالة استند علي ما ورد في إنجيل القديس يوحنا (يو 21) وذلك حيث أن إنجيل يوحنا كُتب متأخرا ما بين سنة 85 – 95 م ، ويعلق Wayne علي ذلك الافتراض قائلاً:
"it would require too late a date for the epistle to be genuine because the gospel was written after peter death".
"أنه كان سوف يتطلب زمن متأخر ليتم إنشاء الرسالة لأن الإنجيل (إنجيل يوحنا) كـُتب بعد وفاة القديس بطرس." *
* Is Peter Peter's by Wayne Stiles

وحتى Richard Bauckham المـُعارض والذي تبني نظرية الـ pseudepigraphy زاعماً بأن الكاتب ليس هو القديس بطرس الرسول، لم يجد لنفسه مفراً من أن يعترف بأن رسالة القديس بطرس الثانية كـُتبت في أواخر حياة القديس بطرس الثانية..
" II Peter is fictionally represented as written shortly before Peter's death"

Bauckham, page 159
وهذا بجانب الأدلة التي أوردناه سابقاً.. يفند تماماً الظن بأن كاتب رسالة بطرس الثانية كان لديه نسخة من إنجيل يوحنا وهو يكتب الرسالة..

الدليل الداخلي رقم (3): وصفه لحادثة التجلي علي الجبل:

وأجمل تعليق قرأته علي تلك الحادثة هو ما قاله Wayne Stiles حيث قال:
"One of the Clearest Personal allusions to Peter is his reference to his presence on the Mount of Transfiguration (1: 16 – 18) as validation of his eyewitness authority. To Peter the mount was "Sacred" for he was one of the few who got to witness the event"
"إحدى أوضح التلميحات الشخصية للقديس بطرس هي إشارته لوجوده علي جبل التجلي (2بط 1: 16 – 18) كتصديق لسلطة مشاهدته العيان. وبالنسبة للقديس بطرس، كان الجبل بالنسبة له ἅγιος(أي مقدس) لأنه كان واحد من الشهود القليلين للحدث (أي بطرس ويعقوب ويوحنا)".

* Is Peter Peter's by Wayne Stiles

فطبقاً للأسلوب الأدبي Pseudepigraphic كان يجب علي المؤلف (في حين افتراض أنه ليس القديس بطرس) ألا يضف تعبيرات مميزة علي الواقعة التي يذكرها، حتى لا يشكك في كونه بطرس الرسول.. ولكنه هنا أضاف وصف ἅγιος لجبل التجلي، وهو ليس موجود في ذكر واقعة التجلي في (متى 17: 1 – 13) ، (مرقص 9: 2 – 13) ، (لوقا 9: 28 – 36) مما يؤكد أن هذا الوصف هو ما يشعره بنفسه تجاه تلك الواقعة لأنه بالفعل كان حاضراً فيها.. فأنفرد في ذلك الوصف دون متى ومرقص ولوقا..

وهذا الحقيقة، لم يستطع Bauckham أن يقاومها، فتهرب منها بفرض احتمال ألا وهو أن ذلك الوصف المميز للقديس بطرس لحادثة التجلي وصل إلي كاتب الرسالة عن القديس بطرس في التقليد الشفهي المتواجد في القرن الأول، دون أن يورد دليلاً واحداً علي افتراضه..
"Apart from the Transfiguration tradition and other Gospel traditions, there is little material in 2 Peter which could plausibly be regarded as specifically Petrine tradition deriving from the Historical Peter" *
بخصوص تقليد حادثة التجلي علي الخصوص، وتقاليد إلهية أخري، فهذه عبارات قليلة في رسالة بطرس الثانية التي يمكن أن نعتبرها بشكل معقول علي أنها مميزة للتقليد الشفهي للقديس بطرس الرسول المنحدر من القديس بطرس التاريخي (أي تاريخ القديس بطرس)" *
See Bauckham , 160
الدليل الداخلي رقم (4):
استخدامه لألفاظ مخالفة لتلك التي وردت علي لسان القديس بطرس كما دونها لوقا البشير في (إنجيل لوقا):

فقد جاء في رسالة بطرس الثانية، في ذكر حادثة التجلي (2بط 1: 16 – 18) لفظة يونانية وهي Skenoma أي خيمة σκήνωμα وكذلك استـُخدم في رسالة بطرس الثانية لفظة Exodus أي موت ἔξοδος ، ولو كان كاتب رسالة بطرس الثانية ليس القديس بطرس بل هو منتحل لاسمه وشخصيته، لكان اقتبس الألفاظ المميزة لبطرس الرسول التي نطق بها ، والتي سجلتها له الأناجيل، حيث أن القديس بطرس كان يستخدم لفظة "خيمة" بلفظة σκηνή(akene) [لوقا 9: 33] كذلك كان سيستخدم لفظة "موت" θάνατος(thanatos) [لوقا 22: 33]..

ويعلق الباحث Green علي ذلك ويقول:
"It is interesting that the roots of both Skenoma(σκήνωμα = (خيمة and Exodus (ἔξοδος = موت) should occur in Lucan account of the transfiguration, to which Peter goes on to refer. If 2 Peter is a pesudepigrap, its author must have been sophisticated in the extreme to produce so delicate a touch" *

"أنه من الهام أن الجذور اللغوية لكلمة خيمة skenoma وكلمة موت Exodus كان يجب أن يتواجدا في رواية القديس لوقا عن حادثة التجلي. والتي (أي الألفاظ) استخدمها القديس بطرس. فلو كانت رسالة بطرس الثانية مكتوبة بالنظام الأدبي Pseudepigraphy (أي أن الكاتب ليس بطرس الرسول)، لوجب أن يكون مؤلفها حذر جدا وذو لمسة حساسة (أي كان من المؤكد عدم مخالفة الألفاظ الواردة علي لسان بطرس الرسول في إنجيل لوقا حتي لا يثير الشكوك حول نفسه)". *

*- See Green , 79.

الدليل الداخلي رقم (5): قال عن القديس بولس الرسول أنه "كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ"(2بط 3: 15):

ويعلق الدكتور القس منيس عبد النور علي ذلك قائلاً: "فلو لم يكن رسولاً لما قال عن بولس أنه أخوه الحبيب" ..

ولو افترضنا جدلاً بأن الكاتب كان علي درجة عالية جداً من الذكاء والحذر حتى يوحي بأنه من الرسل بقوله "أخونا الحبيب بولس" وسط اندماجه في المضمون التركيبي والأدبي للرسالة، لبطل ذلك الافتراض لأنه أبدي اختلافات صريحة وفي غاية الوضوح [ذكرنا أمثلة منها سابقا] لما كان لمثل هذا الذكي المحتال الـ Pseudepigraphic أن يقع فيها.. (ملحوظة : سنعلق علي وجود تلك الاختلافات لاحقاً).

وقد عبر عن تلك الحقيقة الباحث M. J. Kruger حيث قال:
"to believe that an author pretending to be Peter would be able to weave such an intricate and subtle literary web is surely gratuitous. Any man that could do such would be a compositional genius with unspeakable abilities. But this would seem peculiar in light of the fact that many other parts of the letter seem to be “clumsy” and the author at points makes clear grammatical errors.101 Would our impostor be so inconsistent?" *

"لكي نظن بأن مؤلف ما انتحل شخصية القديس بطرس وكان قادراً علي نسج مثل هذا التركيب الأدبي المعقد والغير ملحوظ، يكون هذا الظن غير مبرر (أي لا أساس له). فالشخص الذي يستطيع أن يفعل مثل ذلك هو عبقري التركيب ذو قدرات لا وصف لها. لكن هذا يبدو غريباً في ضوء الحقيقة بأن هناك أجزاء كثيرة أخري في الرسالة تبدو وكأنها "سقطات" والمؤلف في إشارات يقع في سقطات لغوية واضحة (أي لا تتفق مع لغته في 1 بط). فهل كان منتحلنا ذلك متناقضاً جداً؟" *

* - the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – III Stylistic and Literary Problems, Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).



4- الاختلاف المزعوم بينها وبين رسالة بطرس الأولي & التشابه الحقيقي في التعبيرات المميزة للقديس بطرس الرسول.

ما أعلنه أصحاب نظرية الـ pseudepigraphy أمثال David Meade*1 و Bauckham*2 و J. N. D. Kelly*3 عن اختلاف في الأسلوب الأدبي واللغوي بين الرسالتين ليس هو اكتشاف القرن الـ 21 الذي قلب الموازين وسيجعل المفكرين والباحثين يرفضون كون القديس بطرس الرسول هو كاتب الرسالة الثانية..
*1 Meade, Pseudonymity and Canon, 180.
*2 Bauckham, Jude, 2 Peter, 137.
*3 Kelly, Commentary 228.

فهذا كان معروف بشكل واضح جداً لدي آباء الكنيسة الأوائل، والذين عرفوا سببه الحقيقي مما لم يزعزعهم في الاعتراف بقانونية الرسالة ونسبها للقديس بطرس الرسول كما أوضحنا من قبل (راجع عنواني : إجماع الآباء – المجامع الكنسية). فهذه كانت لغتهم، وتلك كانت ثقافتهم المتقاربة مع الأسلوب الأدبي واللغوي في ذلك الزمان.


فالقديس جيروم Jerome (347 – 420) عرف ذلك الأمر جيداً، وقال:
"He (i.e. Saint Peter) wrote two letters, which are called general, the second of which, on account of its difference from the first in style.." *

* De Vir. Ill. 1 ; see Ep. Hedib. 120 Quaest. 11.

ورغم ذلك فقد فسر القديس جيروم سبب ذلك الاختلاف اللغوي والأدبي إلي أن القديس بطرس الرسول استعان باثنين مختلفين من الـ "interpreter"hermeneutes أي ما نسميه حالياً amanuenses * والذي مفردها amanuensis = كاتب الإملاء / ناسخ / أمين سرّ المؤلف .. فكل رسالة كتبها له باليونانية amanuensis غير الآخر وذلك وذلك تبعاً للحقيقة المعروفة لدي الجميع بأن القديس بطرس الرسول لا يجيد اليونانية مثل القديس بولس.

* Ep. Hedib. 120 Quest. 11.

ومن الجدير بالذكر هنا أن القديس بطرس الرسول ذكر في الرسالة الأولي اسم الـ amanuensis الذي كتبها له "بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ" (1بط 5: 12) مما يدفع بعض الباحثين إلي القول بأن القديس بطرس الرسول كتب بنفسه الرسالة الثانية حيث عدم فصاحة لغتها اليونانية المكتوبة بها.. وكمثال علي ذلك الرأي يقول Wayne Stiles:
"1 Peter's Greek is cultured and written well, while 2 peter is (rather like baroque art, almost vulgar in its pretentiousness and effusiveness)*1 " *2 .

" اللغة اليونانية في رسالة بطرس الأولي عالية المستوي ومكتوبة جيداً، بينما رسالة بطرس الثانية إلي حدّ ما مثل الفن الأسلوب الباروكي (أسلوب غير منسق) وفظ غالباً في كونه خاماً ومندفعاً في التعبير (أي فظ في تعبيراته)*1 " *2

*1 - Green , 16
*2 – Is II Peter Peter's? , the Internal Evidence , by Wayne Stiles.

ثم يوضح Wayne Stiles وجهة نظره ونتيجة بحثه في ذلك المجال، متسائلاً:
".. In comparing the letters we find that Peter used a secretary, or an amanuensis, to compose 1 Peter, while no such mention of one is made in 2 Peter. This would explain why 1 Peter's Greek is so polished, and why 2 Peter, written by the rugged fisherman himself, is more rough.." *

"بمقارنة الرسالتين سنجد أن بطرس استخدم سكرتير أي كاتب إملاء (ناسخ / أمين سرّ الكتابة) لكتابة رسالة بطرس الأولي، بينما لا نجد ذكر لمثل ذلك في رسالة بطرس الثانية. وهذا قد يوضح لنا لماذا اللغة اليونانية في رسالة بطرس الأولي راقية جداً ولماذا رسالة بطرس الثانية المكتوبة بواسطة صياد السمك الوعر نفسه (أي بطرس الرسول) أسلوبها أكثر خشونة" *

*2 – Is II Peter Peter's? , the Internal Evidence , by Wayne Stiles.

أما اختلاف الرسالتين في المضمون، فهذا أمر طبيعي لا يعترض عليه عاقل.. وفي ذلك يقول Michael J. Kruger:
"this expectation is certainly unreasonable considering the very different circumstances and purposes behind each epistle. 1 Peter deals with the church facing persecution and 2 Peter is battling false teachings. Thus 1 Peter is designed to encourage and foster hope, whereas 2 Peter is designed to warn and inform. One would expect an entirely different tone, attitude, vocabulary and disposition. In fact, considering their substantially different themes, it would be quite strange if the two epistles exhibited too much correlation; indeed this would cause us to suspect that 2 Peter was a deliberate forgery".

"هذا التوقع غير معقول جداً حيث الأخذ في الاعتبار للاختلاف التام بالظروف المحيطة والأهداف التي وراء كل رسالة. فرسالة بطرس الأولي تتعامل مع الكنيسة في مواجهة الاضطهاد بينما رسالة بطرس الثانية تحارب التعاليم الخاطئة. فبذلك نجد رسالة بطرس الأول تعتمد علي التشجيع وبناء الأمل، بينما رسالة بطرس الثانية مبنية علي التحذير والإخبار. فبذلك يتوقع الشخص أن يجد اختلاف تام في النغمة والموقف والمفردات والترتيب. في الواقع،بالوضع في الاعتبار أن المواضيع الأساسية للرسالتين مختلفة، فأنه سيكون من الغريب جداً لو أن الرسالتين كشفا عن ارتباط أكثر من اللازم، فبالحقيقة لو كان كذلك، كان سيدفعنا لنتوقع أن رسالة بطرس الثانية كانت تزييف متعمد".


التشابه الحقيقي في التعبيرات المميزة للقديس بطرس الرسول المصدر المشترك لكلتا الرسالتين:

يقول Michael J. Kruger في كتابه "The Authenticity of 2 Peter" ما يلي:

"Despite the fact that there genuinely are differences between the epistles, we must not fail to overlook the similarities between the two. There are clear parallels in the use of language and ideas."
"علي الرغم من أنه بصدق أن هناك اختلافات بين الرسالتين، فنحن لا يجب أن نخفق في الإطلاع علي التشابهات بينهما. فهناك متوازيات واضحة في استخدام اللغة والأفكار"*.

* - the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – Systylic and Literary roblems. Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

ملحوظة: هذه التشابهات ذكر معظمها في كتاب Reconsidered للباحث المتخصص Green ص(12 – 13).

التشابه الأول:
جاء في استهلال رسالة بطرس الثانية إصحاح 1 : آية 1 "إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا"(ثمينا ἰσότιμος = isotimos)ثم في الآية رقم 4 "اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ" (الثمينة τίμιος= timos)..

وهذا متفقاً مع ما جاء في استهلال رسالة بطرس الأول، إصحاح 1، آية 7 "تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي"(أثمنτίμιος= timos)..وكذلك آية 19 "بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ" (كريم τίμιος= timos).

التشابه الثاني: "لتكثر لكم النعمة والسلام"
العبارة الاستهلالية في رسالة بطرس الثانية (2بط 1: 2) جاء فيها مقطع، أصله في اليونانية χάρις ὑμῖν καὶ εἰρήνη πληθυνθείη(charis humin kai eirene plethuno) أي "لتكثر لكم النعمة والسلام".

وهذا يتفق تماماً مع ما ورد في العبارة الاستهلالية في رسالة بطرس الأولي (1بط 1: 2) حيث جاء في مقطعها الأخير χάρις ὑμῖν καὶ εἰρήνη πληθυνθείη(charis humin kai eirene plethuno)..

ويعلق الباحث Michael Kruger علي هذا المقطع المستخدم في استهلال كلتا الرسالتين قائلاً:
"Neither of these salutations appears anywhere else in the NT. This evidence corresponds well if Peter is the author of both epistles, but it would be rather odd for a pseudepigraphic author to meticulously copy this particular phrase word for word and yet copy nothing else from the introduction" *

"ليس أي من هاتين العبارتين الاستهلاليتين مستخدماً في أي موضع آخر في أسفار العهد الجديد. وهذا الدليل ينسجم تماماً مع كون القديس بطرس مؤلف كلتا الرسالتين، وفي المقابل سيكون من الشاذ جداً أن يكون المؤلف المنتحل نسخ هذا الجز من العبارة ("لتكثر لكم النعمة والسلام") بالكلمة كما هو دون أن ينسخ أي شيء آخر من مقدمة الرسالة". *

* - the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – Systylic and Literary roblems. Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).


التشابه الثالث:

جاء في رسالة بطرس الثانية (2بط 1: 3) "قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ"، "الفضيلة" هنا ἀρέτη(arête`).

وجاء في رسالة بطرس الأولي (1بط 2: 9) "لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ" ، "فضائل" هنا ἀρετὰς(arêtas) والتي مفردها ἀρέτη(arête`).

ويعلق الباحث Michael Kruger علي هذا الأمر قائلاً:
"It is important to note that this word is rare in the NT and in both verses the word is applied to God himself."*
" أنه لشيء هام أن نلاحظ أن هذه الكلمة نادرة الاستخدام في العهد الجديد، وفي كلتا الآيتين (1بط 2: 9) (2بط 1: 3) تـُستخدم الكلمة كصفة تعود لله ذاته" *.

* - the Authenticity of 2 Peter – Michael J. Kruger – Systylic and Literary roblems. Journal of the Evangelical Theological Society 42.4 (1999).

التشابه الرابع:

استخدمت كلمة ἐποπτης(epoptes) في (2بط 1: 16) والتي تعني "مُعَايِنِينَ"..
استخدمت كلمة ἐποπτεύω(epopteuo) في (1بط 2: 12) والتي تعني "يُلاَحِظُونَهَا / يُعايِنُوهَا"..

التشابه الخامس: تشبيه فداء السيد المسيح للمؤمنين باسمه بأنه اشترانا بدمه الثمين وليس بفضة أو ذهب:

جاء في (2بط 2: 1) "وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا."
جاء في (1بط 1: 18) "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ"

التشابه السادس: استخدام كلمة "فسق aselgeia" 3 مرات من الـ 9 مرات:

الكلمة اليونانية " ἀσέλγεια" (aselgeia) أي "فسق" ، لم تستخدم في أسفار العهد الجديد سوي تسعة مرات فقط ، ومن بين هذه التسعة مرات نجدها استـُخدمت 3 مرات في رسالتي بطرس الرسول (2بط 2: 7)، (2بط 2: 18)، (1بطرس 4: 3)..


التشابه السابع: تشبيه الأبرار والأشرار بأبناء الطاعة وأبناء اللعنة:

أنه من الواضح أن القديس بطرس قد قارن في ذهنه بين المؤمنين الصادقين وهؤلاء الأشرار، وأقرن كلاهما بتشبيه موازي.. حيث جاء في (2بط 2: 14) وصف الأشرار بتعبير κατάρας τέκνα·(katara tekna)أي "أبناء اللعنة"، وجاء في (1بط 1: 14) وصف للأبرار τέκνα ὑπακοῆς(tekna hupakoe) أي "أبناء الطاعة".

التشابه الثامن: وصف نهاية العالم:

الإشارة الواردة في (2بط 3: 3) عن نهاية العالم ἐπ᾿ ἐσχάτων τῶν ἡμερῶν(epi eschatos tonhemera)= "في الأيام الأخيرة" تتوافق مع (1بط 1: 20) (epi eschatos tonchronos) ἐπ᾿ ἐσχάτου τῶν χρόνος = "في الأزمنة الأخيرة".

التشابه التاسع:

عندما يقرأ الباحث (2بط 3: 14) "لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ." يرتبط ذهنه فوراً بما جاء في (1بط 1: 19) "بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ"..
ويعلق الباحث الشهير Warfield في كتابه "Canonicity" ص 17 ، علي ذلك قائلاً:
" The combination of these words (ἄσπιλος & ἀμώμητος) is found only in the these two places in the entire new testament".
"الربط بين تلك الكلمتين (عيب و دنس) موجود فقط في هذين المكانين وسط كل أسفار العهد الجديد".



الاتفاق في بعض الموضوعات التي وُجدت في الرسالتين (الأولي والثانية) :

1- الموضوع الأول: المجيء الثاني لرب المجد يسوع المسيح:

في رسالة بطرس الثانية: في (2بط 2: 9) يصفه بكونه "يوم الدين" حيث أن العالم سيحطم بالنار (2بط 3: 7) ويحثهم كاتب الرسالة علي أن يطلبوا بأن يأتي هذا اليوم سريعاً (2بط 3: 12).

في رسالة بطرس الأولي: يحدثنا عن ميراثنا الذي ينتظرنا في الملكوت والذي هو جاهز ليعلن لنا في آخر الأيام (1بط 1: 5) وسيظهر رئيس الرعاة، الرب يسوع المسيح معطي إيانا تاج المجد (1بط 4: 5) وينصح القديس بطرس قراء الرسالة أن يظلوا يقظين لأن ميعاد نهاية كل الأشياء قريب (1بط 4: 7).

2- الموضوع الثاني: نجاة نوح من الطوفان، نوح كارزاً لشعبه، أناة الله:

"وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ." (2بط 2: 5) " لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ."(2بط 3: 5 – 6)

"إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ."(1بط 3: 20)

@ $ @ ملاحظة هامة – نوح والطوفان – رقم 1:

(2بط 2: 5) وصفت نوح بكونه "كارزاً للبر"، و كلمة كارزاً هنا κήρυξ(Kerux) = preacher .. وهي الموضع الوحيد في أسفار العهد الجديد كلها الذي يوصف فيه نوح بهذا الوصف..

وفي (1بط 3: 19، 20) نقرأ "الَّذِي فِيهِ أَيْضًا (يقصد السيد المسيح) ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى" أي أن الله كرز κηρύσσωKerusso))= preached للناس الأشرار الذين كانوا في أيام نوح.. وبفهم الآية علي ضوء القصة المعروفة لدينا من سفر التكوين بأن هذه الكرازة تمت من خلال نوح، يكون نوح كارزاً.

وهذا هو ما شرحه القديس أغسطينوس و Aquinas و Bede و Lightfoot و Grudem و E.P. Clowney وغيرهم الكثيرين من كبار مفسرين وباحثين الكتاب المقدس..

ملاحظة هامة – نوح والطوفان – رقم 2:

جاء في (2بط 3: 9) "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى μακροθυμέωmakrothumeō عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ."
جاء في (2بط 3: 15) "احْسِبُوا أَنَاةَ μακροθυμίαmakrothumiaرَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ"

ووصف الرب بأنه "يتأني" والحديث عن "أناة ربنا" يتطابق مع الوصف الذي جاء في (1بط 3: 20) "حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ μακροθυμίαmakrothumiaاللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ".


3- الموضوع الثالث: الرسالتين والنبوة حيث عمل أقنوم الروح القدس.
جاء في (2بط 1: 21) "لأنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ προφητεία(Propheteia)قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ πνεῦμα(Pneuma)الْقُدُسِ."

جاء في (1بط 1: 10 – 11) "الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ προφήτης(Prophetes)، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ πνεῦμα(Pneuma)الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ [أي الروح القدس]، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا."


التشابه بين كلمات القديس بطرس الرسول المذكور عنه في سفر أعمال الرسل، وذاك في رسالته الثانية:

- جاء في (2بط 1: 1) الفعل λαγχάνω(lagchano)= receive أي "استلم" و "نال" .. وهذا الفعل نادر الاستخدام في أسفار العهد القديم، حيث يوجد فقط في ثلاثة أماكن أخري منها ما ورد أيضاً علي لسان القديس بطرس الرسول في (أعمال 1: 17)*.
* Green, Reconsidered , 13.

- الكلمة اليونانية εὐσέβεια والتي تعني "التقوى" تكررت في رسالة القديس بطرس الثانية أربعة مرات (2بط 1: 3، 6، 7) (2بط 3: 11) بينما تتواجد في باقي كل أسفار العهد الجديد (الـ 26 سفر) سبعة مرات، أحداها جاء ضمن كلام القديس بطرس الرسول الذي سـُجل له في سفر أعمال الرسل (أع 3: 12)*.

* Green, Reconsidered , 13.
- العبارة اليونانيةμισθὸν ἀδικίας·(misthon adikias) أي "أجرة الآثم" وردت في رسالة القديس بطرس الثانية مرتين (2بط 2: 13) ، (2بطرس 2: 15)... والمكان الأخر الوحيد الذي جاءت فيه هذه العبارة في كل أسفار العهد الجديد الـ 26 الأخرى هو ما جاء علي لسان القديس بطرس الرسول في (أع 1: 18)
 
أعلى