غزو كنعان والدخول لأرض الموعد - أريحا وعاي

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
أولاً: أريحـــــــــــــــا

83349385793254601348.jpg


بعد موت موسى ، بدأ يشوع في قيادة الشعب – حسب أمر الله – عبر نهر الأردن وقاد الشعب إلى كنعان وأشرف على الغزوات المبدئية في الأرض [ يشوع 1 – 12 ]، مع ملاحظة أن الأحداث كثيرة التفاصيل، إلا أنه يجب أن نعلم أن من المرجح أنه ليست كل حادثة عسكرية حدثت تحت قيادة يشوع قد دُونت، بل قد تم اختيار عدد من الأحداث الهامة والعريضة التي تُظهر مقاصد الله وكيفية دخول الأرض، لا من اجل القتال في حد ذاته إنما لسببين، السبب الأول وهو تحقيق الوعد من جهة الأرض التي هي رمزاً لحياة الملكوت في الزمان الأخير مع الله بحيث يكون الله هو الملك والمالك على شعبه في أرض لا توجد فيها خطية ولا إثم وبالتالي لا يسود الموت، والسبب الثاني هو تأديب للشعوب المنحرفة عن الحق والتي فاض كأس غضبها الذي قد امتلأ بسبب آثامهم التي أعمتهم عن الحق، وبكون الله فاحص الكلى والقلوب فهو عاقب هذه الشعوب بإسرائيل مثلما عاقب سدوم وعمورة لأن وجدهم ازداوا قساوة لدرجة أنهم لن يتوبوا وامتلأ كأس غضبهم وفاض فدمر مدنهم لكي لا تكون عثرة لباقي الشعوب ويتمادى الكل في الخطية وإفساد الأرض !!!



47385203565562127420.jpg



عموماً تحت قيادة يشوع عبر الإسرائيليون نهر الأردن عند أحد الخُلجان الواقعة شرق أريحا. ويدل النص على أن هذا الحدث تم في ربيع السنة، لأن نهر الأردن كان يفيض على جانبية بعد أمطار الشتاء وكان وقت حصاد الشعير [ يش 3: 15 ]، وأيضاً قد تم الاحتفال بالفصح بعد ذلك بوقت قصير ( مارس – إبريل ) في [ الجلجال في عربات أريحا ] (يش5: 10)، وقد نصب بنو إسرائيل الخيام في الجلجال حيث ختنوا الجيل الجديد واحتفلوا بالفصح، وبعد أن وجد وتذوق الشعب غلة الأرض توقف المن، وأصبحت الجلجال المقرّ الرئيسي الأول للأسباط ومركزاً دينياً هاماً، لأنها مذكورة في هذه المناسبة ومناسبات أخرى حوالي 40 مرة في العهد القديم ...

46866616023728462499.jpg



وأول مدينة استولى عليها بنو إسرائيل هي مدينة أريحا (يشوع 6)، وهي مدينة قديمة جداً يرجع تاريخها إلى الألف سنة السابع قبل الميلاد، ومعناها [ مدينة القمر ] أو [ مكان الروائح العطرية ]. وهي تقع بحسب ما جاء في سفر التثنية (32: 49) مقابل جبل نبو أو الفسجة، وهي على الضفة الغربية لنهر الأردن، وتُدعى أيضاً [ مدينة النخل ] (تث34: 3)، وكانت مُحاطة بسور (يش2: 15) ولها بوابة تُغلق ليلاً (يش2: 5) ...


05047305830490305239.jpg



وعندما تم الاستيلاء على أريحا وُجد فيها كمية كبيرة من أوانٍ من نحاس وحديد، وكميات ضخمة من الفضة والذهب وملابس شنعارية نفيسة (أنظر يشوع 7: 21)، ومن سكانها راحاب التي استقبلت جاسوسي يشوع (يش2: 1). وحينما أخذها إسرائيل هدموها (يش6) وأعاد حيئيل بناءها (1مل16: 34)، وزارها إيليا وإليشع النبي (2مل2: 4 وما يليه) ...


86962890275233520709.jpg



وكانت مدينة أريحا في القرن الأول الميلادي إلى الجنوب من موقعها في أيام العهد القديم . وفيها شفى يسوع بارتيماوس [ وجاءوا إلى أريحا وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالساً على الطريق يستعطي ] (أنظر مر10: 46 ... الخ )، وتناول الطعام مع زكا [ ثم دخل و اجتاز في أريحا و إذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنياً ] (لو19: 1 وما يليه)، وأيضاً ذُكرت في مثل السامري الصالح [ فأجاب يسوع وقال إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعروه و جرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت ] (لو10: 30 وما يليه) ...
_______________________

ثانياً: عــــــــــاي [FONT=&quot]עי[/FONT]

عـاي
עי
اسم عبري معناه [ كومة الخراب – ملتوٍ ] وهو اسم كل من : (1) مدينة كنعانية إلى الشرق من بيت إيل (تك12: 8)؛ (2) مدينة عمونية (إر49: 3)


69205287625189608507.jpg



(1) عاي المدينة الكنعانية : أولاً موقعها وتاريخها
تقع عاي في وسط فلسطين، ويرجع تاريخها إلى العصر البرونزي القديم ( أي إلى نحو 3100 ق . م ) ويرد ذكرها لأول مرة في الكتاب المقدس بمناسبة وصول إبراهيم إلى أرض كنعان، حيث جاء أولاً إلى مكان شكيم، إلى بلوطة مورة.. وظهر الرب لإبرام، وقال لنسلك أعطي هذه الأرض. فبني هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له. ونقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته. وله بيت إيل من المغرب، وعاي من المشرق ( تك 12 : 6- 8 ). ثم بعد عودته من مصر، سار في رحلاته من الجنوب إلى بيت إيل. إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة بين بيت إيل وعاي ( تك 13 : 3 ) .


وقد لعبت عاي دوراً هاماً عند دخول إسرائيل إلى أرض كنعان، فبعد استيلائهم على أريحا المدينة الحصينة، أرسل يشوع رجالاً من أريحا إلى عاي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل لاستكشاف الموقع. [ وأرسل يشوع رجالا من أريحا إلى عاي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل وكلمهم قائلا اصعدوا تجسسوا الأرض فصعد الرجال وتجسسوا عاي. ثم رجعوا إلى يشوع و قالوا له لا يصعد كل الشعب بل يصعد نحو ألفي رجل أو ثلاثة آلاف رجل ويضربوا عاي لا تكلف كل الشعب إلى هناك لأنهم قليلون. فصعد من الشعب إلى هناك نحو ثلاثة آلاف رجل وهربوا أمام أهل عاي. ] ( يش 7 : 2-4 ). فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض هو وشيوخ الشعب، أمام الرب إلى المساء، فأعلن له الرب أن الهزيمة حدثت بسبب وقوع خيانة لأمر الرب بتحريم أريحا، حيث أخذ عخان بن كرمي من سبط يهوذا من غنيمة أريحا. فأخذ يشوع عخان والغنيمة وكل من كان له فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة وأحرقوهم بالنار وسموا ذلك المكان وادي عخور ( عخور = עכור - Achor = إزعاج – تكدير ، وهو يقع إلى الجنوب من أريحا ) ( يش 7 : 10-26 ).



56793302825715292770.jpg



وبعد ذلك هجم يشوع على عاي، بوضع كمين عليها، والتظاهر بالتقهقر كما حدث في المرة الأولى، فخرج جميع رجال عاي وبيت إيل ورائهم وتركوا المدينة مفتوحة، فقام الكمين بسرعة من مكانه ... ودخلوا المدينة وأخذوها، وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار. فلم يجد أهلها مكاناً يهربون إليه. وانقلب عليهم بنو إسرائيل وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولا منفلت وأمسك يشوع ملك عاي حيَّاً وعلقه على خشبة، وأحرق عاي وجعلها تلاً أبدياً خراباً إلى هذا اليوم أي إلى اليوم الذي ُكتب فيه سفر يشوع ( يش 8 ).

ولكن المدينة ُبنيت بعد ذلك، فالمرجح جداً أنها هي عَّياث إحدي المدن التي جاءت إليها جحافل الأشوريين ( إش 10 : 28 ). وبعد السبي رجع مائتان وثلاثة وعشرون من رجال بيت إيل وعاي [ عز 2 : 28 ، انظر أيضاً عيَّا ( نح 11 : 31 ) ]


ثانياً الاكتشافات الأثرية :
يذكر الكتاب المقدس أن عاي كانت تقع شرقي بيت إيل، فحدث البحث عنها في مواقع كثيرة في تلك المنطقة، وكان أكثر المواقع احتمالاً هو الربوة الضخمة فيما يعرف الآن بالتل على بعد ثلاثة كيلو مترات ( نحو ميلين ) إلى الجنوب الشرقي من بيت إيل، تل بيتين حالياً.
فالتماثل المعتاد بين بيت إيل ومدينة بيتن الحديثة يعطي دفعة قوية للتماثل بين عاي والتل. وبالإضافة لذلك فالمعطيات الجغرافية الأخرى في يشوع 8 – 9 بخصوص عاي: مكان الكمين غرب المدينة (يش8: 13) ووادي إلى الشمال (يش8: 13) " ومكان يطل على السهل من الشرق " (يش8: 14)، وكل هذا يتناسب تمام التماثل ما بين عاي ومدينة التل ...

وقد قام بالتنقيب في هذا الموقع جارستانج ( Garastang ) في 1928، ثم ماركيه كروز (Marquet Krause ) في 1933-1935. ثم كالاوي (Callaway ) في 1964-1972. وقد ثبت أن مدينة عاي وعيّا المذكورة في سفر نحميا فيما بعد السبي، هي خرابة حيَّان الواقعة على بعد ميل واحد إلى الجنوب الشرقي من التل.


وقد دل التنقيب في ذلك الموقع على أنه قامت هناك قرية بلا أسوار في نحو 3100 ق . م وتتابعت على الموقع بعد ذلك سلسلة من المدن المسورة (3000-2860 ، 2860-2720، 2400 ق . م .). وتكشف آخر مدن هذه السلسلة التي ترجع إلى العصر البرونزي المبكر، على نفوذ مصري واسع، يتضح في أسلوب المباني، ووجود معبد ُعثر فيه على العديد من الأواني المرمرية، وخزان مبطن بالحجر. والأرجح جداً أن المدينة ُدمرت فجأة في 2400 ق . م؛ والأرجح أن ذلك تم على يد الغزاة من الأموريين، وإن كان العلماء ينسبون ذلك إلى غزوة مصرية في أيام الأسرة الخامسة الفرعونية. وظلت عاي بعد ذلك خراباً غير مسكونة إلى نحو 1200 ق. م (العصر الحديدي الأول)، حين سكنها قوم من الفلاحين قدموا من المناطق الجبلية. ولم تكن مدينة مسورة. ويبدو أن سكانها هجروها تماماً عقب معركة صغيرة في نحو 1050 ق . م .


وعدم العثور على دليل على أن الموقع كان مأهولاً في فترة دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان ( في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ) يثير مشكلة فيما يتعلق بوصف معركة عاي كما وردت في سفر يشوع ( 7 ، 8 ). ويظن ألبريت (W . F Albriht ) أن ما جاء في سفر يشوع إلى الاستيلاء على بيت إيل القريبة، ولم تكن عاي سوي مركز متقدم في الطريق إلى بيت إيل ( انظر يش 8 : 17 )، ولكن من الواضح أن عاي كانت مدينة قائمة بذاتها لها ملكها الخاص (يش 12 : 9)، ويقول بعض العلماء إن دلائل سكني المدينة في العصر البرونزي المتأخر قد تكون زالت بفعل عوامل التعرية، كما هو الحال في أريحا، أو لعلهم لم يعثروا على الموقع الصحيح لعاي إلى الآن. والخرائط الموجودة عن مدينة عاي الصغيرة تحدد موقعها حسب وصف سفر يشوع والمرجح أنها الآن هي تل بيتين [ أي تل بيت إيل ]

2- عاي مدينة عمونية : لا ُيعلم موقعها بالضبط، يذكرها إرميا النبي مع حشبون في نبوته عن عمون (إرميا 49 : 3) .


_____ المراجع _____
1 - أطلس الكتاب المقدس حرره الأستاذ هـ. هـ. رُولي - طبعة 1983
2 - أطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسسيحية الطبعة العربية الأولى 2007
3 - أطلس الكتاب المقدس بقلم كارل راسموسن الطبعة الدولية الحديثة NIV ترجمة إدوارد وديع عبد المسيح
4 - دائرة المعارف الكتابية الجزء الأول - حرف ألف
5 - برنامج القطمارس الإصدار الثالث

 
أعلى