غاية ...التجسد
سؤال يدور فى ذهن جميع البشر وخاصآ الذين لم يكتشفوا المسيح بعد , أو بالحرى الذين مازال المسيح الحبيب واقف خارج قلوبهم ويقرع على باب قلوبهم !! ومنتظر بفارغ الصبر أن يسمعوا نداء محبته..!!
السؤال هو : عندما أخطأ آدم أبينا الاول لماذا لم يغفر له الله خطيته بمجرد نطق الهى .؟
اليس الله فى سلطانه كل شيئ ؟ ويمكن أن يغفر الخطية أذا اراد؟
الاجابة نعم الله قادر على كل شيئ ومن الممكن أن يغفر خطية آدم بكلمة منه . وأذا وافقنا على ذلك كما يعتقد البعض يا ترى ما هى النيجة ؟
النيجة هى أن آدم سوف ترفع خطيته ولسوف تعود النعمة التى فقدها آدم والتى كانت ترافقه من جديد . ولكن المشكلة الاساسية هو أن آدم كانت النعمة ترافقه من الخارج ولايمكنها أن تتحد بجسده وكيانه .
والمشكلة الكبيرة أن آدم سوف يعود مرة أخرى ويخطيئ وتتركه النعمة من جديد وأظن أن هذا سوف يحدث مرات ومرات هل يصلح هذا؟؟!!
ومن هنا كانت حتمية الفداء بالتجسد وليس بمجرد نطق الهى ..ومن أعظم الاباء الذين نادوا بحتمية الفداء بالتجسد هو ابينا الحبيب حامى الايمان البابا أثناسيوس الرسولى .
فهو أول من نادى بأن التجسد حاجة ملحة وضرورية لضمان الاتحاد بالله وهذه العقيدة يقوم عليها كل الايمان المسيحيى الحقيقيى.
هنا يبرز موضوع تجسد ابن الله كشيئ حتمي فى تكميل خلقة الانسان كما رسمها الله , أى أن غاية التجسد هو تكميل خلقة الانسان ,وفى صورة بهية تليق بأبناء الله ..
فعندما خلق الله الانسان كان يرسم له صورة فاخرة راقية مرتفعة بشكل لايمكن أن يخطر على عقل الانسان او على تصوره .
ولكن عندما سقط آدم وطالته اللعنة ودخل عنصر الفساد والخطية الى طبيعته ,فنجد أنه حسب التدبير الالهى العجيب حول المسيح عقوبة الانسان خلاصآ ..كيف؟
ذلك بالتجسد فالحقيقة أن الطبيعة المخلوقة الحرة أذا ما أستقلت بذاتها فليس فيها الضمان من الاستمرار فى طاعة الله والثبات فى وصاياه أو الاستمرار فى الحياة دون فساد!!!
ولهذا كان من الضرورى جدآآآآآآآ دخول عنصر ألهى الى طبيعة الانسان ليسكن فيه كنعمة , تحفظه من الفساد والموت وتضمن له البقاء والاستمرار فى طاعة الله ,
ولذلك جاء تدبير التجسد , وبصورة مذهلة من التنازل يصعب جدآآآآىى على العقل البشرى المتكبر أن يستوعبها !!
لانه تدبير فى التنازل وأخفاء المجد الى أبعاد كبيرة جدآ تختفى عن كل عقل منتفخ ومتكبر.
ماذا حدث فى التجسد؟__
_______________________________
أخذ ابن الله " الكلمة الذاتى" له جسدآ من العذراء مريم وحدث أتحاد بين الطبيعة البشرية والطبيعة الالهية ,أتحدت الطبيعة البشرية بكل ما فيها من صفات أساسية ما خلا الخطية وحدها _ لان الخطية لم تكن من طبيعة البشرية من الاصل بل دخلت خلسة بالتعدى .
وهكذا صارت البشرية فى الله والله فى البشرية باتحاد فعلى حقيقي غير قابل للانفصال .وبالتالى تم أتحاد أقنومى بين الطبيعة الالهية للابن وبين الطبيعة البشرية التى أخذها من العذراء مريم وصار المسيح واحد من أثنين ابن الله بالطبيعة والجوهر ومساوى لله , وأبن الانسان ومساوى لنا حسب التدبير, وأصبح هو رأس البشرية الجديدة .
ولقد حدث هذا على المستوى الشخصى للمسيح ولم يفعل المسيح هذا من أجل نفسه لان الطبيعة البشرية التى أخذها لم تضيف للمسيح أى شيئ ولم تغير من لهوت الله فى شيئ .ولكن هو الذى أضاف الى الطبيعة البشرية كل شيئ تحتاجه ,فلقد طهرها وقدسها وببررها , ووهبها إمكانيات فائقة عن اى تصور .
ومن يريد أن يقترب ليرى ولو القليل مما أخذته الطبيعة البشرية باتحادها بالكلمة يعود الى الانجيل ويرى ما فعله المسيح فعلى سبيل المثال:
أعاد سلطان الانسان على الطبيعة فأنتهر الريح وأبكم البحر ومشى على الماء :مر 4 :39 ________لو 8 : 24
وشفى جميع الامراض بجميع أنواعها التى حلت بالانسان .....
وأنقلب الامر فبعد أن كان الشيطان هو الذى يسيطر على الانسان صار الانسان هو الذى له سلطان أن يطرد الارواح الشريرة ......مر 6 : 7
كما تجلت الطبيعة البشرية بالعيان أمام التلاميذ فى المسيح على جبل طابور ,كل هذا ليكشف لنا المسيح ما صارت اليه الطبيعة البشرية فيه. مت 17 : 2
ونلاحظ أن الطبيعة البشرية فى المسيح تجلت جدآ وصار لها من الامكانيات العجيبة بسبب أتحادها بالكلمة . ولقد مر المسيح بجميع مراحل حياة الانسان ,وفى كل مرحلة كان يضيف لها قوة ونقاوة وطهر حتى أن مراحل حياة الانسان تقدست فى المسيح .
وصارت هذه الطبيعة البشرية التى فى المسيح فخر لنا ولقد صعد بها الى السماء وجلس بها عن يمين الاب فى السماء ,ولكن اهم ما فى الامر كله أن كل أنسان بيشارك ويأخذ نصيب من المسيح فى جميع المكاسب الذى صنعها فيه من أجل الانسان وهذا عندما أشتركنا فى جسده ودمه فى سر التناول .فنحن نشترك فى ذات الجسد الممجد الذى أخذه من سيدتنا كلنا العذراء مريم .
وهكذا تظهر غاية التجسد فى أنها الله اتحد بنا وتجسد لكى نتحد نحن به ونصبح شركاء الطبيعة الالهية 2 بط 1: 4
غاية التجسد عند الاباء الاولين:
______________________
++ القديس إيريناوس (إستشهد سنة 200م)
___________________________
تتلخص غاية التجسد عند القديس ايريناوس فى أنه بالتجسد جمع الله كل شيئ فى المسيح (أف 1: 10)فيقول:
" فى ملء الزمان صار الكلمة أنسانآ منظورآ وملموسآ لكى يجمع كل شيئ فى نفسه ويحتوى كل شيئ ويبيد الموت ويظهر الحياة ويعيد الوحدة بين الله والانسان"
ويوضح ايضآ أن غاية التجسد النهائية هى إعادة الشركة بين الله والبشرية , وهذا هو ما لم يفهمه الهراطقة الذين الله فى عقولهم فقط فيقول:
"أن البعض لا يقبلون عطية التبنى ويحتقرون الميلاد البتولى الذى به تجسد كلمة الله .وهم بذلك يسلبون الانسان من الارتقاء نحو الله ,ويصيرون غير شاكرين لكلمة الله الذى تجسد من أجلهم .فإنه لهذه الغاية قد صار كلمة الله إنسانآ وصار ابن الله ابنآ للانسان : لكى يتحد الانسان بالكلمة ويقبل التبنى فيصير بذلك إبنآ لله" ضد الهرطقات 3 : 19 : 1 _ 3
__________________________________________________ ________________
++ القديس مليتو أسقف ساردس ( القرن الثانى)
______________________________
وهو قديس معاصر للقديس إيريناوس وقد عاش فى آسيا الصغرى , وغاية التجسد فى فكرة أيضآ هى أن يجمع الكلمة البشرية كلها فيه والتى كانت قد أنقسمت بفعل الخطية (المعبر عنها بالموت)
فيقول:
" لاجل هذا أرسل الاب إبنه غير الجسدى من السماء , وجعله يتجسد فى أحشاء العذراء ويولد إنسانآ :لكى يحيى الانسان ويجمع أعضاءه التى فرقها الموت ,فإن الموت كان قد قسم الانسان "
fragm: 13 sources chr.123.p.238
++ القديس أثناسيوس الرسولى (298_ 373)_________________________________________________ _ ____
القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولى من أكثر الاباء الذين شرحوا ووضحوا الكثير والكثير من أسرار تجسد ابن الله ولقد ترك لنا تراث عظيم جدآ فى ذلك نرجوا من أولاده البحث فيه والتمسك به لانه صمام الامان فى حفظ عقيدة التجسد بدون شوائب شطحاط العقول الغير الخاضعه لنعمة الروح القدس فى هذا الزمان وهناك الكثير جدآ من كتابات هذا القديس فى غاية التجسد سوف نعرض منها شيئ بسيط لتوضيح الموضوع فقط فيقول:
"لقد صار إنسانآ لكى يوحدنا مع الله فى شخصه , وخرج من أمراة وولد من عذراء لكى يحول الى نفسه جنسنا الضال , ويصيرنا جنسآ مقدسآ وشركاء فى الطبيعة الالهية كما كتب الطوباوى بطرس 2بط 1: 4"
"لقد جاء أذن لكى يتألم بالجسد فيجعل الجسد فائقآ للالم وغير مائت ..ولكى يصير الناس فيما بعد والى الابد هيكلآ غير فاسد للكلمة "
ضد الاريوسيين 3 : 58
كما يوضح القديس أثناسيوس أيضآ أنه من غاية التجسد هو أن نتمكن من الحصول على الروح القدس فيقول:
" لقد صار الكلمة جسدآ لكى يقدم هذا الجسد من أجل الجميع فنستطيع نحن أن نتحد بالله بمشاركة الروح القدس , فلم يكن ممكنآ أن ننال ذلك بوسيلة أخرى إلا ان يلبس هو جسدنا المخلوق"
الدفاع عن قانون نقية 14
ونفس كلام القديس أثناسيوس هو ما نتغنى به ونسبح به فى ثيؤتوكية الجمعة:
هو أخذ جسدنا وأعطنا روحه القدوس
وجعلنا واحدآ معه من قبل صلاحه
هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له
نسبحه ونمجده ونزيده علوا
++ القديس هيلاريون (تنيح سنة 367م)
____________________________________
تقريبآ غاية التجسد عنده هو نفس كلام أثناسيوس فالروح واحد حتى أن الغرب يسميه "أثناسيوس الغرب" وهو أسقف بواتيه فيقول:
"أن الله قد ولد كأنسان من العذراء فى ملء الزمان لكى يرفع البشرية فى شخصه الى الاتحاد بالله"
فى الثالوث 9 : 5
"فقد صار كلمة الله جسدآ لكى يستطيع كل جسد بواسطة هذا الكلمة المتجسد أن يرتقى الى الاتحاد بالله الكلمة "
فى الثالوث 1 : 11
__________________________________________________ _____________
++ القديس اغريغوريوس النزينزى (328_ 389)
____________________________________
وهو من أباء كبادوكية آسيا الصغرى يقول فى غاية التجسد:
"هذا هو مغزى السر الاعظم الحاصل من أجلنا , سر الله المتجسد من أجلنا ... لقد جاء لكى يجعلنا جميعآ واحد فى المسيح , فى ذاك الذى حل فينا بالكمال لكى يعطينا كل الذى له"
عظة 7 : 23
++ القديس اغريغوريوس النيسى (330 _ 400)
_____________________________
وهو أيضآ من أباء كبادوكية آسيا الصغرى فيقول:
" فى نهاية الدهر لما بلغ شرنا حده الاعظم جاء المسيح ووحد نفسه بطبعنا البشرى العليل وكأنه بذلك أراد أن يوصل الدواء الى كل الاعضاء المريضة . فقد أحتوى الانسان فى نفسه بل صار هو نفسه إنسانآ ,وشرح ذلك لتلاميذه قائلآ : " أنتم في وأنا فيكم " يو 14 : 20 فبهذا الاتحاد قد جذب الانسان الوضيع الى فوق"
ضد أبوليناريوس 53
__________________________________________________ ________________
++ القديس كيرلس الكبير (376_ 444)
____________________________________
ويسمى عمود الدين فى التقليد القبطى ___ وأما التقليد اليونانى فيدعوه " ختم الاباء" وذلك لانه جمع فى تعليمه كل ما قالوه السابقون فيقول فى غاية التجسد:
"لقد صار الابن الوحيد الذى من جوهر الاب جسدآ ..لكى يوحد ويؤلف بطريقة ما فى نفسه بين الاشياء التى المتخالفة بحسب طبعها الخاص والتى لم يكن ممكنآ أن تنجمع وذلك لكى يجعل الانسان شريكآ للطبيعة الالهية ..إذن فالسر الحاصل فى المسيح قد صار بداية ووسيلة لاشتراكنا فى الروح واتحادنا بالله"
تفسير يو 17 : 20 _21
ولقد لخص هذا القديس والذى يسمى بختم الاباء اعظم ما يمكن قوله فى غاية التجسد فيما يلى:
__________________________________________________ _____
" فقد صار كلمة الله الاب مولودآ معنا بحسب الجسد لكى نستطيع نحن أيضآ أن نغتنى بالولادة التى من الله بالروح القدس ,فلا نُدعى بعد أولاد للجسد بل نتحول بالحرى الى ما هو فوق الطبيعة فندعى أولاد آ لله بالنعمة "
"فأقبل أذن منى هذا السر العظيم والعميق ولاتدع قلبك يحيد عن قانون الحقائق الالهية الصحيح, فقد سمعت أن الكلمة الوحيد ابن الله قد صار مثلنا لكى نصير نحن مثله بقدر ما أن هذا مستطاع لطبيعتنا وعلى قدر ما يسمح بذلك تجديدنا الروحى بواسطة النعمة .
فقد وضع نفسه لكى يرفع الى رفعته الخاصة ما هو وضيع بحسب الطبيعة ,ولبس صورة العبد مع كونه بحسب الطبيعة هو الرب وهو الابن لكى يجعل الذى هو عبد بالطبيعة يرتقى الى مجد التبنى على مثاله هو , فقد صار مثلنا أى أنسان لكى نصير نحن أيضآ على مثاله أى أبناء ,وقد أخذ لنفسه ما هو لنا وأعطنا ما هو له"
تفسير يو 20 : 17
__________________________________________________ ____________________
وهكذا نلاحظ أن غاية التجسد عند الاباء الاولين واضحة ويتفق فيها الاباء جميعآ وهى الاتحاد بالله بهدف تصحيح ما قد فسد فى الانسان ,والارتقاء بطبيعة الانسان الى سمو ورفعة لا تخطر على بال أنسان,
فليس هدف التجسد هو حل مشكلة خطية أدم فقط فالقضاء على الخطية ونتائج الخطية جاء ثمرة التجسد ,ولكن الهدف الاساسى من التجسد هو أعلان حب الله للانسان بصورة لا تخطر على العقل ,فالانسان بالسقوط خسر كل شيئ وصار فى وحل الدنس والخطية . وحلت عليه الظلمة والموت .وتملك عليه الشيطان وخرب كل داخله ,وانحرف الانسان عن مصدر خلقته وهو الله وصار يدور حول ذاته ويؤله ذاته ,.
وفشلت جميع محاولات الانسان أن يكون بار ويصنع الصلاح الذى يرضى الله فالجميع زاغوا وفسدوا معآ,ليس من يعمل صلاحآ ليس ولا واحد " رو 3 : 12
وحتى عندما وضع الله للانسان الناموس أظهر عجز وضعف الانسان على عمل الصلاح والبر وكل النفوس الصالحة كانت تأن وتتألم لانها غير قادرة على الوصول لله ,ولهذا أستعلنت محبة الله للانسان لانه جاء هو بنفسه الى الانسان الساقط الضعيف , وأخذ طبيعته الضعيفة بكل ما فيها من ضعف وأتحد بها ونتيجة هذا الاتحاد العجيب أعطانا ما له أيضآ فلقد قدس الطبيعة البشرية بقداسته وهكذا وهب للانسان أن يشترك فى قداسته عب 12 : 10
ونحن اذا كنا عبيد بالطبيعة وغرباء عن الله بل أعداء فبتجسد الابن الوحيد لله الاب بالطبيعة والجوهر أشتركنا نحن أيضآ فى بنوته وصرنا أبناء لله بالنعمة :
(لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس5 ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني غل 4 : 5)
حتى أن أنتهاء العالم ونهاية الارض متوقف على تكميل أبناء الله وظهور هذه البنوة فى أولاد الله:
لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله.رو 8 : 19
والمسيح يسوع أخذ جسدآ ليعطينا روحه القدوس والذى به ننال كل شيئ فلولا التجسد ما سكن فينا الروح القدس وما أستطعنا أن ننال أى شيئ من الخلاص .وبالتجسد صرنا ورثه لله مع المسيح لنا الملكوت والحياة بالله كميراث بسبب تجسد المسيح واتحاده بنا:
( فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح.ان كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه رو 8 : 17)
المجد لله الذى أظهر لنا حبآ مقدار هذا بتجسده وقبوله أن يتحد بنا لكى يكون معنا وفينا فى كل وقت وفى كل حين ,فى صحونا أو نومآ هو فينا أذا صمتنا نسمع صوته فينا وأن تكلمنا يتكلم فينا , واذا فكرنا نجد فكره فينا ,هذا هو الحب الحقيقى الذى لا ينطق به لانه هو القادر على كل شيئ لذلك تجسد وسكن نفوسنا ...
,اليوم نحن لنا فى داخلنا قوة وقدرة غير موصوفة قدرة على طرد الشر والاثم .قدرة على أظهار الطهارة والعفاف فى هذا الزمان الشرير فمن يريد طهرآ يصرخ الى من هو فيه بالتجسد لكى يعيش طهارة هى طهارة المسيح . ومن يحتاج الى حب نقى لجميع البشر فالمسيح الذى فيه ينبوع حب لا يتوقف وليس له حدود .......
.شكرآ يارب على سر التجسد العجيب والذى هو كنز مخفى داخلنا تمام مثل المذود الذى أنت ولدت فيه .فأنت ولدت داخل المذود وهذا بعيد جدآ عن أى فكر فهو ليس المكان المناسب لوجودك ولكن هذا ما حدث ومن أكتشفك مثل الرعاة والمجوس فرحوا جدآآآآآآآآآآآآآآ برؤيتك فأعطنا يارب أن نكتشف وجودك فينا فى قلوبنا لان قلوبنا هى المذود الذى توجد أنت فيه أعطنى يارب لا أبحث عنك بعد خارج عنى لانك صرت داخلى بسبب التجسد فغاية التجسد أن تتحد بيا وتسكن فيا الى الابد.
سؤال يدور فى ذهن جميع البشر وخاصآ الذين لم يكتشفوا المسيح بعد , أو بالحرى الذين مازال المسيح الحبيب واقف خارج قلوبهم ويقرع على باب قلوبهم !! ومنتظر بفارغ الصبر أن يسمعوا نداء محبته..!!
السؤال هو : عندما أخطأ آدم أبينا الاول لماذا لم يغفر له الله خطيته بمجرد نطق الهى .؟
اليس الله فى سلطانه كل شيئ ؟ ويمكن أن يغفر الخطية أذا اراد؟
الاجابة نعم الله قادر على كل شيئ ومن الممكن أن يغفر خطية آدم بكلمة منه . وأذا وافقنا على ذلك كما يعتقد البعض يا ترى ما هى النيجة ؟
النيجة هى أن آدم سوف ترفع خطيته ولسوف تعود النعمة التى فقدها آدم والتى كانت ترافقه من جديد . ولكن المشكلة الاساسية هو أن آدم كانت النعمة ترافقه من الخارج ولايمكنها أن تتحد بجسده وكيانه .
والمشكلة الكبيرة أن آدم سوف يعود مرة أخرى ويخطيئ وتتركه النعمة من جديد وأظن أن هذا سوف يحدث مرات ومرات هل يصلح هذا؟؟!!
ومن هنا كانت حتمية الفداء بالتجسد وليس بمجرد نطق الهى ..ومن أعظم الاباء الذين نادوا بحتمية الفداء بالتجسد هو ابينا الحبيب حامى الايمان البابا أثناسيوس الرسولى .
فهو أول من نادى بأن التجسد حاجة ملحة وضرورية لضمان الاتحاد بالله وهذه العقيدة يقوم عليها كل الايمان المسيحيى الحقيقيى.
هنا يبرز موضوع تجسد ابن الله كشيئ حتمي فى تكميل خلقة الانسان كما رسمها الله , أى أن غاية التجسد هو تكميل خلقة الانسان ,وفى صورة بهية تليق بأبناء الله ..
فعندما خلق الله الانسان كان يرسم له صورة فاخرة راقية مرتفعة بشكل لايمكن أن يخطر على عقل الانسان او على تصوره .
ولكن عندما سقط آدم وطالته اللعنة ودخل عنصر الفساد والخطية الى طبيعته ,فنجد أنه حسب التدبير الالهى العجيب حول المسيح عقوبة الانسان خلاصآ ..كيف؟
ذلك بالتجسد فالحقيقة أن الطبيعة المخلوقة الحرة أذا ما أستقلت بذاتها فليس فيها الضمان من الاستمرار فى طاعة الله والثبات فى وصاياه أو الاستمرار فى الحياة دون فساد!!!
ولهذا كان من الضرورى جدآآآآآآآ دخول عنصر ألهى الى طبيعة الانسان ليسكن فيه كنعمة , تحفظه من الفساد والموت وتضمن له البقاء والاستمرار فى طاعة الله ,
ولذلك جاء تدبير التجسد , وبصورة مذهلة من التنازل يصعب جدآآآآىى على العقل البشرى المتكبر أن يستوعبها !!
لانه تدبير فى التنازل وأخفاء المجد الى أبعاد كبيرة جدآ تختفى عن كل عقل منتفخ ومتكبر.
ماذا حدث فى التجسد؟__
_______________________________
أخذ ابن الله " الكلمة الذاتى" له جسدآ من العذراء مريم وحدث أتحاد بين الطبيعة البشرية والطبيعة الالهية ,أتحدت الطبيعة البشرية بكل ما فيها من صفات أساسية ما خلا الخطية وحدها _ لان الخطية لم تكن من طبيعة البشرية من الاصل بل دخلت خلسة بالتعدى .
وهكذا صارت البشرية فى الله والله فى البشرية باتحاد فعلى حقيقي غير قابل للانفصال .وبالتالى تم أتحاد أقنومى بين الطبيعة الالهية للابن وبين الطبيعة البشرية التى أخذها من العذراء مريم وصار المسيح واحد من أثنين ابن الله بالطبيعة والجوهر ومساوى لله , وأبن الانسان ومساوى لنا حسب التدبير, وأصبح هو رأس البشرية الجديدة .
ولقد حدث هذا على المستوى الشخصى للمسيح ولم يفعل المسيح هذا من أجل نفسه لان الطبيعة البشرية التى أخذها لم تضيف للمسيح أى شيئ ولم تغير من لهوت الله فى شيئ .ولكن هو الذى أضاف الى الطبيعة البشرية كل شيئ تحتاجه ,فلقد طهرها وقدسها وببررها , ووهبها إمكانيات فائقة عن اى تصور .
ومن يريد أن يقترب ليرى ولو القليل مما أخذته الطبيعة البشرية باتحادها بالكلمة يعود الى الانجيل ويرى ما فعله المسيح فعلى سبيل المثال:
أعاد سلطان الانسان على الطبيعة فأنتهر الريح وأبكم البحر ومشى على الماء :مر 4 :39 ________لو 8 : 24
وشفى جميع الامراض بجميع أنواعها التى حلت بالانسان .....
وأنقلب الامر فبعد أن كان الشيطان هو الذى يسيطر على الانسان صار الانسان هو الذى له سلطان أن يطرد الارواح الشريرة ......مر 6 : 7
كما تجلت الطبيعة البشرية بالعيان أمام التلاميذ فى المسيح على جبل طابور ,كل هذا ليكشف لنا المسيح ما صارت اليه الطبيعة البشرية فيه. مت 17 : 2
ونلاحظ أن الطبيعة البشرية فى المسيح تجلت جدآ وصار لها من الامكانيات العجيبة بسبب أتحادها بالكلمة . ولقد مر المسيح بجميع مراحل حياة الانسان ,وفى كل مرحلة كان يضيف لها قوة ونقاوة وطهر حتى أن مراحل حياة الانسان تقدست فى المسيح .
وصارت هذه الطبيعة البشرية التى فى المسيح فخر لنا ولقد صعد بها الى السماء وجلس بها عن يمين الاب فى السماء ,ولكن اهم ما فى الامر كله أن كل أنسان بيشارك ويأخذ نصيب من المسيح فى جميع المكاسب الذى صنعها فيه من أجل الانسان وهذا عندما أشتركنا فى جسده ودمه فى سر التناول .فنحن نشترك فى ذات الجسد الممجد الذى أخذه من سيدتنا كلنا العذراء مريم .
وهكذا تظهر غاية التجسد فى أنها الله اتحد بنا وتجسد لكى نتحد نحن به ونصبح شركاء الطبيعة الالهية 2 بط 1: 4
غاية التجسد عند الاباء الاولين:
______________________
++ القديس إيريناوس (إستشهد سنة 200م)
___________________________
تتلخص غاية التجسد عند القديس ايريناوس فى أنه بالتجسد جمع الله كل شيئ فى المسيح (أف 1: 10)فيقول:
" فى ملء الزمان صار الكلمة أنسانآ منظورآ وملموسآ لكى يجمع كل شيئ فى نفسه ويحتوى كل شيئ ويبيد الموت ويظهر الحياة ويعيد الوحدة بين الله والانسان"
ويوضح ايضآ أن غاية التجسد النهائية هى إعادة الشركة بين الله والبشرية , وهذا هو ما لم يفهمه الهراطقة الذين الله فى عقولهم فقط فيقول:
"أن البعض لا يقبلون عطية التبنى ويحتقرون الميلاد البتولى الذى به تجسد كلمة الله .وهم بذلك يسلبون الانسان من الارتقاء نحو الله ,ويصيرون غير شاكرين لكلمة الله الذى تجسد من أجلهم .فإنه لهذه الغاية قد صار كلمة الله إنسانآ وصار ابن الله ابنآ للانسان : لكى يتحد الانسان بالكلمة ويقبل التبنى فيصير بذلك إبنآ لله" ضد الهرطقات 3 : 19 : 1 _ 3
__________________________________________________ ________________
++ القديس مليتو أسقف ساردس ( القرن الثانى)
______________________________
وهو قديس معاصر للقديس إيريناوس وقد عاش فى آسيا الصغرى , وغاية التجسد فى فكرة أيضآ هى أن يجمع الكلمة البشرية كلها فيه والتى كانت قد أنقسمت بفعل الخطية (المعبر عنها بالموت)
فيقول:
" لاجل هذا أرسل الاب إبنه غير الجسدى من السماء , وجعله يتجسد فى أحشاء العذراء ويولد إنسانآ :لكى يحيى الانسان ويجمع أعضاءه التى فرقها الموت ,فإن الموت كان قد قسم الانسان "
fragm: 13 sources chr.123.p.238
++ القديس أثناسيوس الرسولى (298_ 373)_________________________________________________ _ ____
القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولى من أكثر الاباء الذين شرحوا ووضحوا الكثير والكثير من أسرار تجسد ابن الله ولقد ترك لنا تراث عظيم جدآ فى ذلك نرجوا من أولاده البحث فيه والتمسك به لانه صمام الامان فى حفظ عقيدة التجسد بدون شوائب شطحاط العقول الغير الخاضعه لنعمة الروح القدس فى هذا الزمان وهناك الكثير جدآ من كتابات هذا القديس فى غاية التجسد سوف نعرض منها شيئ بسيط لتوضيح الموضوع فقط فيقول:
"لقد صار إنسانآ لكى يوحدنا مع الله فى شخصه , وخرج من أمراة وولد من عذراء لكى يحول الى نفسه جنسنا الضال , ويصيرنا جنسآ مقدسآ وشركاء فى الطبيعة الالهية كما كتب الطوباوى بطرس 2بط 1: 4"
"لقد جاء أذن لكى يتألم بالجسد فيجعل الجسد فائقآ للالم وغير مائت ..ولكى يصير الناس فيما بعد والى الابد هيكلآ غير فاسد للكلمة "
ضد الاريوسيين 3 : 58
كما يوضح القديس أثناسيوس أيضآ أنه من غاية التجسد هو أن نتمكن من الحصول على الروح القدس فيقول:
" لقد صار الكلمة جسدآ لكى يقدم هذا الجسد من أجل الجميع فنستطيع نحن أن نتحد بالله بمشاركة الروح القدس , فلم يكن ممكنآ أن ننال ذلك بوسيلة أخرى إلا ان يلبس هو جسدنا المخلوق"
الدفاع عن قانون نقية 14
ونفس كلام القديس أثناسيوس هو ما نتغنى به ونسبح به فى ثيؤتوكية الجمعة:
هو أخذ جسدنا وأعطنا روحه القدوس
وجعلنا واحدآ معه من قبل صلاحه
هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له
نسبحه ونمجده ونزيده علوا
++ القديس هيلاريون (تنيح سنة 367م)
____________________________________
تقريبآ غاية التجسد عنده هو نفس كلام أثناسيوس فالروح واحد حتى أن الغرب يسميه "أثناسيوس الغرب" وهو أسقف بواتيه فيقول:
"أن الله قد ولد كأنسان من العذراء فى ملء الزمان لكى يرفع البشرية فى شخصه الى الاتحاد بالله"
فى الثالوث 9 : 5
"فقد صار كلمة الله جسدآ لكى يستطيع كل جسد بواسطة هذا الكلمة المتجسد أن يرتقى الى الاتحاد بالله الكلمة "
فى الثالوث 1 : 11
__________________________________________________ _____________
++ القديس اغريغوريوس النزينزى (328_ 389)
____________________________________
وهو من أباء كبادوكية آسيا الصغرى يقول فى غاية التجسد:
"هذا هو مغزى السر الاعظم الحاصل من أجلنا , سر الله المتجسد من أجلنا ... لقد جاء لكى يجعلنا جميعآ واحد فى المسيح , فى ذاك الذى حل فينا بالكمال لكى يعطينا كل الذى له"
عظة 7 : 23
++ القديس اغريغوريوس النيسى (330 _ 400)
_____________________________
وهو أيضآ من أباء كبادوكية آسيا الصغرى فيقول:
" فى نهاية الدهر لما بلغ شرنا حده الاعظم جاء المسيح ووحد نفسه بطبعنا البشرى العليل وكأنه بذلك أراد أن يوصل الدواء الى كل الاعضاء المريضة . فقد أحتوى الانسان فى نفسه بل صار هو نفسه إنسانآ ,وشرح ذلك لتلاميذه قائلآ : " أنتم في وأنا فيكم " يو 14 : 20 فبهذا الاتحاد قد جذب الانسان الوضيع الى فوق"
ضد أبوليناريوس 53
__________________________________________________ ________________
++ القديس كيرلس الكبير (376_ 444)
____________________________________
ويسمى عمود الدين فى التقليد القبطى ___ وأما التقليد اليونانى فيدعوه " ختم الاباء" وذلك لانه جمع فى تعليمه كل ما قالوه السابقون فيقول فى غاية التجسد:
"لقد صار الابن الوحيد الذى من جوهر الاب جسدآ ..لكى يوحد ويؤلف بطريقة ما فى نفسه بين الاشياء التى المتخالفة بحسب طبعها الخاص والتى لم يكن ممكنآ أن تنجمع وذلك لكى يجعل الانسان شريكآ للطبيعة الالهية ..إذن فالسر الحاصل فى المسيح قد صار بداية ووسيلة لاشتراكنا فى الروح واتحادنا بالله"
تفسير يو 17 : 20 _21
ولقد لخص هذا القديس والذى يسمى بختم الاباء اعظم ما يمكن قوله فى غاية التجسد فيما يلى:
__________________________________________________ _____
" فقد صار كلمة الله الاب مولودآ معنا بحسب الجسد لكى نستطيع نحن أيضآ أن نغتنى بالولادة التى من الله بالروح القدس ,فلا نُدعى بعد أولاد للجسد بل نتحول بالحرى الى ما هو فوق الطبيعة فندعى أولاد آ لله بالنعمة "
"فأقبل أذن منى هذا السر العظيم والعميق ولاتدع قلبك يحيد عن قانون الحقائق الالهية الصحيح, فقد سمعت أن الكلمة الوحيد ابن الله قد صار مثلنا لكى نصير نحن مثله بقدر ما أن هذا مستطاع لطبيعتنا وعلى قدر ما يسمح بذلك تجديدنا الروحى بواسطة النعمة .
فقد وضع نفسه لكى يرفع الى رفعته الخاصة ما هو وضيع بحسب الطبيعة ,ولبس صورة العبد مع كونه بحسب الطبيعة هو الرب وهو الابن لكى يجعل الذى هو عبد بالطبيعة يرتقى الى مجد التبنى على مثاله هو , فقد صار مثلنا أى أنسان لكى نصير نحن أيضآ على مثاله أى أبناء ,وقد أخذ لنفسه ما هو لنا وأعطنا ما هو له"
تفسير يو 20 : 17
__________________________________________________ ____________________
وهكذا نلاحظ أن غاية التجسد عند الاباء الاولين واضحة ويتفق فيها الاباء جميعآ وهى الاتحاد بالله بهدف تصحيح ما قد فسد فى الانسان ,والارتقاء بطبيعة الانسان الى سمو ورفعة لا تخطر على بال أنسان,
فليس هدف التجسد هو حل مشكلة خطية أدم فقط فالقضاء على الخطية ونتائج الخطية جاء ثمرة التجسد ,ولكن الهدف الاساسى من التجسد هو أعلان حب الله للانسان بصورة لا تخطر على العقل ,فالانسان بالسقوط خسر كل شيئ وصار فى وحل الدنس والخطية . وحلت عليه الظلمة والموت .وتملك عليه الشيطان وخرب كل داخله ,وانحرف الانسان عن مصدر خلقته وهو الله وصار يدور حول ذاته ويؤله ذاته ,.
وفشلت جميع محاولات الانسان أن يكون بار ويصنع الصلاح الذى يرضى الله فالجميع زاغوا وفسدوا معآ,ليس من يعمل صلاحآ ليس ولا واحد " رو 3 : 12
وحتى عندما وضع الله للانسان الناموس أظهر عجز وضعف الانسان على عمل الصلاح والبر وكل النفوس الصالحة كانت تأن وتتألم لانها غير قادرة على الوصول لله ,ولهذا أستعلنت محبة الله للانسان لانه جاء هو بنفسه الى الانسان الساقط الضعيف , وأخذ طبيعته الضعيفة بكل ما فيها من ضعف وأتحد بها ونتيجة هذا الاتحاد العجيب أعطانا ما له أيضآ فلقد قدس الطبيعة البشرية بقداسته وهكذا وهب للانسان أن يشترك فى قداسته عب 12 : 10
ونحن اذا كنا عبيد بالطبيعة وغرباء عن الله بل أعداء فبتجسد الابن الوحيد لله الاب بالطبيعة والجوهر أشتركنا نحن أيضآ فى بنوته وصرنا أبناء لله بالنعمة :
(لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس5 ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني غل 4 : 5)
حتى أن أنتهاء العالم ونهاية الارض متوقف على تكميل أبناء الله وظهور هذه البنوة فى أولاد الله:
لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله.رو 8 : 19
والمسيح يسوع أخذ جسدآ ليعطينا روحه القدوس والذى به ننال كل شيئ فلولا التجسد ما سكن فينا الروح القدس وما أستطعنا أن ننال أى شيئ من الخلاص .وبالتجسد صرنا ورثه لله مع المسيح لنا الملكوت والحياة بالله كميراث بسبب تجسد المسيح واتحاده بنا:
( فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح.ان كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه رو 8 : 17)
المجد لله الذى أظهر لنا حبآ مقدار هذا بتجسده وقبوله أن يتحد بنا لكى يكون معنا وفينا فى كل وقت وفى كل حين ,فى صحونا أو نومآ هو فينا أذا صمتنا نسمع صوته فينا وأن تكلمنا يتكلم فينا , واذا فكرنا نجد فكره فينا ,هذا هو الحب الحقيقى الذى لا ينطق به لانه هو القادر على كل شيئ لذلك تجسد وسكن نفوسنا ...
,اليوم نحن لنا فى داخلنا قوة وقدرة غير موصوفة قدرة على طرد الشر والاثم .قدرة على أظهار الطهارة والعفاف فى هذا الزمان الشرير فمن يريد طهرآ يصرخ الى من هو فيه بالتجسد لكى يعيش طهارة هى طهارة المسيح . ومن يحتاج الى حب نقى لجميع البشر فالمسيح الذى فيه ينبوع حب لا يتوقف وليس له حدود .......
.شكرآ يارب على سر التجسد العجيب والذى هو كنز مخفى داخلنا تمام مثل المذود الذى أنت ولدت فيه .فأنت ولدت داخل المذود وهذا بعيد جدآ عن أى فكر فهو ليس المكان المناسب لوجودك ولكن هذا ما حدث ومن أكتشفك مثل الرعاة والمجوس فرحوا جدآآآآآآآآآآآآآآ برؤيتك فأعطنا يارب أن نكتشف وجودك فينا فى قلوبنا لان قلوبنا هى المذود الذى توجد أنت فيه أعطنى يارب لا أبحث عنك بعد خارج عنى لانك صرت داخلى بسبب التجسد فغاية التجسد أن تتحد بيا وتسكن فيا الى الابد.