عيد ميلاد يوحنا المعمدان
يوحنا المعمدان هو آخر الأنبياء وأول الرسل، وهو موضع تكريم خاص في الكنيسة الأرثوذكسية كنبيٍ، وكمعمِّدٍ وكسابق، ويشغل المكان الأول بعد والدة الإله في اجتماع القدّيسين. ولهذا السبب نرى السابق ووالدة الإله يحيطان بالرب يسوع في إيقونة الشفاعة. وفي تحضير القربان المقدّس، يُذكر القدّيس يوحنا المعمدان بعد والدة الإله، وأيضاً مع القدّيسين في آخر الإستحالة. والأمر كذلك لأن الرب يسوع المسيح شهد بأن يوحنا المعمدان هو "أعظم مواليد النساء" (متى 11:11).
على ذلك يكون تكريم السابق، في الليتورجية الأرثوذكسية، في خط تكريم والدة الإله. وهذا الأخير في خط تكريم السيّد. في هذا السياق نعرض لتكريم السابق في التقليد الليتورجي البيزنطي الذي ما زال التعبير الأفضل للاهوت الكنيسة الأورثوذكسية.
إيقونة الشفاعة
تذكار السابق في الليتورجية
يُذكر يوحنا المعمدان ست مرات في الدورة الليتورجية السنوية في الكنيسة الأرثوذكسية: الحبل به (23 أيلول)، مولده (24 حزيران)، قطع رأسه (29 آب)، أول وثاني ظهور لهامته (24 شباط)، ثالث ظهور لهامته (25 أيار) بالإضافة إلى عيدٍ جامع له (7 كانون الثاني).
دورة السابق
إيقونة الحبل بالسابق
عيد مولد السابق يسبق بستة أشهر عيد ميلاد الرب يسوع المسيح، لأن الإنجيلي لوقا يحدِّد أن بشارة والدة الإله حصلت عندما كانت نسيبة مريم، أي أليصابات، حبلى في شهرها السادس (لو 26:1). في روما حُدِّد ميلاد السيّد المسيح في 25 كانون الأول ليحلَّ محل العيد الوثني لإنقلاب الشتاء (عبادة إله الشمس). عليه عُيّن عيد ميلاد يوحنا المعمدان في 24 حزيران وهو يوم انقلاب الصيف.
هذا التاريخ الذي يبدأ طول النهار فيه بالنقصان هو الأفضل لتذكار سابق المسيح، بحسب إنجيل يوحنا، إذ قال السابق عن نفسه: "ينبغي أنّ ذلك يزيد [المسيح] وأنّي أنا أنقص" (يو 30:3). هذه العلاقة الوثيقة بين العيدَين السيديَّين للبشارة وميلاد المسيح من جهة وعيدَي الحبل بالسابق وميلاده من جهة أخرى أُبرزت سابقاً في الحوليّة الفصحية "Chronique Pascale" على عهد الأمبراطور هيراكليوس (630).
عيد الحبل بالصابغ، الذي يسبق بتسعة أشهر ميلاده، قُدّم إلى 23 أيلول، لتنصير الإحتفال بالأمبراطور أغسطينوس، الذي كان يشير قديماً إلى بداية السنة المدنية ولاحقاً إلى السنة الكنسية. ومع هذا العيد دخلت القراءة الدورية لإنجيل لوقا في الليتورجية البيزنطية الذي وحده يروي قصة الحبل بيوحنا المعمدان وولادته.
إيقونة قطع رأس السابق
عيد قطع رأس يوحنا المعمدان الذي هو ذكرى استشهاده حُدّد في 29 آب وورد عنه في الأناجيل الثلاثة الإزائية (مت 1:14 – 12؛ مر 17:6 – 29؛ لو 19:3 - 20). هذا التاريخ ذو صلّة بتكريس كنيسة شيّدت في سبسطيا (السامرية) لتحوي رفات القدّيس، على عهد الأمبراطور قسطنطين. تجدر الملاحظة هنا إلى أن عيدي الحبل بالسابق (23 أيلول) وقطع رأسه (29 آب) يمتدّان في السنة الليتورجية البيزنطية بين أيلول وآب، تماماً كعيدي والدة الإله التي ميلادها في 8 أيلول ورقادها في 15 آب.
أعياد تكريم رفات السابق
تكريم رفات السابق كان السبب في إدخال عيد العثور الأول والثاني لهامة السابق في 24 شباط وعيد العثور الثالث لهامته في 25 أيار إلى الليتورجية البيزنطية بالإضافة إلى العيد الجامع للسابق في 7 كانون الثاني.
إيقونة العثور الأول على هامة السابق
هذا ويُستفاد من التقليد أن قبر يوحنا المعمدان كان، في القرن الرابع، في السامرة، موضع إكرام المؤمنين. ثم دكّه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه. لكن بعض المسيحيين تمكّنوا من إنقاذ ما أمكن وأتوا به إلى أورشليم ودفعوه إلى رئيس أحد الديورة واسمه فيليبوس الذي نقل الرفات إلى القدّيس أثناسيوس الإسكندري. غير أن الحج إلى المدفن في سبسطيا استمر بضعة قرون. وثمة تقليد وصل إلى السلافيين يفيد أن حنة، امرأة خوزي، وكيل هيرودوس، التي أمست إحدى حاملات الطيب (لو 24: 10)، كشفت عن رأس السابق المجيد الذي كان مدفوناً في موضع غير لائق، وأخذته سراً إلى أورشليم، إلى جبل الزيتون، حيث وجده فيما بعد رجل من النبلاء صار راهباً .
بعد ذلك بزمن وصل إلى فلسطين راهبان من المشرق بقصد السجود للأماكن المقدّسة. فظهر لهما السابق في حلم الليل، كلاً على حدة، وقال لهما:" توجها إلى قصر هيرودوس فتجدان هامتي تحت الأرض". وإذ قادتهما النعمة الإلهية سهُل عليهما نبش الرأس فشكرا الله وعادا بالهامة من حيت أتيا. في الطريق التقيا فخّارياً من أصل حمصي، كان بائساً وترك موطنه سعياً وراء الرزق. هذا، يبدو أن السابق ظهر له في الحلم. وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص. هناك تيسّرت أموره ببركة السابق. ولما كان مشرفاً على الموت، جعل الرأس في صندوق وسلّمه إلى شقيقة له، طالباً منها ألا تفتحه إلا بأمر المودع فيه، وان تسلّمه، متى أتت الساعة، إلى رجل تقي يخاف الله.
إيقونة العثور الثاني على هامة السابق
على هذا النحو انتقلت هامة السابق من شخص لآخر إلى ان وصلت ليد كاهن راهب، اسمه أفسطاتيوس، اتخذ لنفسه منسكاً في مغارة غير بعيدة عن مدينة حمص. عيب هذا الراهب كان انه اعتنق الآريوسية. فلما حضّه الغرور على إثبات نفسه، ادّعى أن الأشفية التي كانت تجري بوفرة بوساطة هامة السابق هي منه هو. ولم يمضِ وقت طويل على أفسطاتيوس حتى بانت هرطقته وسيئاته فطُرد من ذلك الموضع. أما رأس السابق فبقي مواراً في المغارة إلى زمن لاحق حدث فيه ان كان المدعو مركلّوس، وهو راهب تقي، رئيساً لدير بقرب تلك المغارة، في زمن الأمبراطور مرقيانوس (450 - 457 م)، وأسقفية أورانيوس على كنيسة حمص.
في ذلك الزمان، ظهر السابق المجيد لمركلّوس عدّة مرّات وأحبّه وقدّم له إناء من العسل. ثم بعد ذلك قاده إلى زاوية في المغارة. هناك بخّر مركلّوس وباشر بالحفر فبان له الرأس، تحت بلاطة من المرمر، في جرّة. وإن أسقف المحلّة نقله إلى الكنيسة الأساسية في حمص فأضحى للمدينة برمتها نبع بركات وخيرات فيّاضة. هذا دام إلى زمان الأمبراطور ميخائيل الثالث (842 - 867) وبطريرك القسطنطينية القدّيس أغناطيوس حين تمّ نقله إلى المدينة المتملّكة. نَقلُ الهامة الذي جرى يومذاك كان في أساس عيد العثور الأول والثاني لهامة السابق في 24 شباط .
فُقدت الهامة ، مرّة أخرى، في حدود العام 820 م، ربما خشية وقوعها بين أيدي المسلمين. وقد قيل إنها نُقلت إلى كومانا التي سبق أن جرى نفي الذهبي الفم إليها. الوقت، يومذاك، كان وقت الطعن بالإيقونات المقدّسة، وما يمتّ إليها بصلة. هناك، في الأرض، في مكان ما، جرت مواراتها. فلما استُعيد إكرام الإيقونات، مرّة أخرى، حدث، فيما كان القدّيس البطريرك أغناطيوس القسطنطيني قائماً في صلاة الليل، أن عاين، في رؤية، الموضع الذي كانت فيه هامة السابق المجيد مخبّأة. فنقل الخبر إلى الأمبراطور ميخائيل الثالث وأمه ثيودورة. فأوفد الأمبراطور بعثة إلى كومانا لتستطلع الأمر. وبالفعل جرى الكشف عن هامة السابق في المكان المعيَّن. كان ذلك في حدود العام 850 م. على الأثر جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أُودعت إحدى كنائس القصر الملكي وصار يُحتفل بوجودها الثالث في 25 أيار من كل عام.
إيقونة العثور الثالث على هامة السابق
أما العيد الجامع للسابق في 7 كانون الثاني، اليوم التالي لعيد الظهور الإلهي، فقد ثَبُت إثر نقل يد السابق اليمنى من أنطاكية إلى القسطنطينية في عهد الأمبراطورَين قسطنطين السابع البرفيري ورومانوس الثاني ليكابينوس، اليد التي نقلها من أورشليم القدّيس لوقا الإنجيلي.
هامة السابق التي كان يُحتفظ بها في دير القدّيس جاورجيوس في القسطنطينية، سطا عليها الصليبيون أثناء حملتهم على القسطنطينية عام 1204 وهي الأن ضمن كنوز كاتدرائية أميان في فرنسا. أما يده اليمنى فهي مكرّمة اليوم في دير ديونيسيو في جبل آثوس، فيما بيده اليسرى محفوظة في متحف توبكابي في اسطنبول، وهو القصر القديم الذي كان للسلاطين.
تابع
يوحنا المعمدان هو آخر الأنبياء وأول الرسل، وهو موضع تكريم خاص في الكنيسة الأرثوذكسية كنبيٍ، وكمعمِّدٍ وكسابق، ويشغل المكان الأول بعد والدة الإله في اجتماع القدّيسين. ولهذا السبب نرى السابق ووالدة الإله يحيطان بالرب يسوع في إيقونة الشفاعة. وفي تحضير القربان المقدّس، يُذكر القدّيس يوحنا المعمدان بعد والدة الإله، وأيضاً مع القدّيسين في آخر الإستحالة. والأمر كذلك لأن الرب يسوع المسيح شهد بأن يوحنا المعمدان هو "أعظم مواليد النساء" (متى 11:11).
على ذلك يكون تكريم السابق، في الليتورجية الأرثوذكسية، في خط تكريم والدة الإله. وهذا الأخير في خط تكريم السيّد. في هذا السياق نعرض لتكريم السابق في التقليد الليتورجي البيزنطي الذي ما زال التعبير الأفضل للاهوت الكنيسة الأورثوذكسية.
إيقونة الشفاعة

يُذكر يوحنا المعمدان ست مرات في الدورة الليتورجية السنوية في الكنيسة الأرثوذكسية: الحبل به (23 أيلول)، مولده (24 حزيران)، قطع رأسه (29 آب)، أول وثاني ظهور لهامته (24 شباط)، ثالث ظهور لهامته (25 أيار) بالإضافة إلى عيدٍ جامع له (7 كانون الثاني).
دورة السابق
إيقونة الحبل بالسابق
عيد مولد السابق يسبق بستة أشهر عيد ميلاد الرب يسوع المسيح، لأن الإنجيلي لوقا يحدِّد أن بشارة والدة الإله حصلت عندما كانت نسيبة مريم، أي أليصابات، حبلى في شهرها السادس (لو 26:1). في روما حُدِّد ميلاد السيّد المسيح في 25 كانون الأول ليحلَّ محل العيد الوثني لإنقلاب الشتاء (عبادة إله الشمس). عليه عُيّن عيد ميلاد يوحنا المعمدان في 24 حزيران وهو يوم انقلاب الصيف.
هذا التاريخ الذي يبدأ طول النهار فيه بالنقصان هو الأفضل لتذكار سابق المسيح، بحسب إنجيل يوحنا، إذ قال السابق عن نفسه: "ينبغي أنّ ذلك يزيد [المسيح] وأنّي أنا أنقص" (يو 30:3). هذه العلاقة الوثيقة بين العيدَين السيديَّين للبشارة وميلاد المسيح من جهة وعيدَي الحبل بالسابق وميلاده من جهة أخرى أُبرزت سابقاً في الحوليّة الفصحية "Chronique Pascale" على عهد الأمبراطور هيراكليوس (630).
عيد الحبل بالصابغ، الذي يسبق بتسعة أشهر ميلاده، قُدّم إلى 23 أيلول، لتنصير الإحتفال بالأمبراطور أغسطينوس، الذي كان يشير قديماً إلى بداية السنة المدنية ولاحقاً إلى السنة الكنسية. ومع هذا العيد دخلت القراءة الدورية لإنجيل لوقا في الليتورجية البيزنطية الذي وحده يروي قصة الحبل بيوحنا المعمدان وولادته.
إيقونة قطع رأس السابق
عيد قطع رأس يوحنا المعمدان الذي هو ذكرى استشهاده حُدّد في 29 آب وورد عنه في الأناجيل الثلاثة الإزائية (مت 1:14 – 12؛ مر 17:6 – 29؛ لو 19:3 - 20). هذا التاريخ ذو صلّة بتكريس كنيسة شيّدت في سبسطيا (السامرية) لتحوي رفات القدّيس، على عهد الأمبراطور قسطنطين. تجدر الملاحظة هنا إلى أن عيدي الحبل بالسابق (23 أيلول) وقطع رأسه (29 آب) يمتدّان في السنة الليتورجية البيزنطية بين أيلول وآب، تماماً كعيدي والدة الإله التي ميلادها في 8 أيلول ورقادها في 15 آب.
أعياد تكريم رفات السابق
تكريم رفات السابق كان السبب في إدخال عيد العثور الأول والثاني لهامة السابق في 24 شباط وعيد العثور الثالث لهامته في 25 أيار إلى الليتورجية البيزنطية بالإضافة إلى العيد الجامع للسابق في 7 كانون الثاني.
إيقونة العثور الأول على هامة السابق
هذا ويُستفاد من التقليد أن قبر يوحنا المعمدان كان، في القرن الرابع، في السامرة، موضع إكرام المؤمنين. ثم دكّه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه. لكن بعض المسيحيين تمكّنوا من إنقاذ ما أمكن وأتوا به إلى أورشليم ودفعوه إلى رئيس أحد الديورة واسمه فيليبوس الذي نقل الرفات إلى القدّيس أثناسيوس الإسكندري. غير أن الحج إلى المدفن في سبسطيا استمر بضعة قرون. وثمة تقليد وصل إلى السلافيين يفيد أن حنة، امرأة خوزي، وكيل هيرودوس، التي أمست إحدى حاملات الطيب (لو 24: 10)، كشفت عن رأس السابق المجيد الذي كان مدفوناً في موضع غير لائق، وأخذته سراً إلى أورشليم، إلى جبل الزيتون، حيث وجده فيما بعد رجل من النبلاء صار راهباً .
بعد ذلك بزمن وصل إلى فلسطين راهبان من المشرق بقصد السجود للأماكن المقدّسة. فظهر لهما السابق في حلم الليل، كلاً على حدة، وقال لهما:" توجها إلى قصر هيرودوس فتجدان هامتي تحت الأرض". وإذ قادتهما النعمة الإلهية سهُل عليهما نبش الرأس فشكرا الله وعادا بالهامة من حيت أتيا. في الطريق التقيا فخّارياً من أصل حمصي، كان بائساً وترك موطنه سعياً وراء الرزق. هذا، يبدو أن السابق ظهر له في الحلم. وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص. هناك تيسّرت أموره ببركة السابق. ولما كان مشرفاً على الموت، جعل الرأس في صندوق وسلّمه إلى شقيقة له، طالباً منها ألا تفتحه إلا بأمر المودع فيه، وان تسلّمه، متى أتت الساعة، إلى رجل تقي يخاف الله.
إيقونة العثور الثاني على هامة السابق
على هذا النحو انتقلت هامة السابق من شخص لآخر إلى ان وصلت ليد كاهن راهب، اسمه أفسطاتيوس، اتخذ لنفسه منسكاً في مغارة غير بعيدة عن مدينة حمص. عيب هذا الراهب كان انه اعتنق الآريوسية. فلما حضّه الغرور على إثبات نفسه، ادّعى أن الأشفية التي كانت تجري بوفرة بوساطة هامة السابق هي منه هو. ولم يمضِ وقت طويل على أفسطاتيوس حتى بانت هرطقته وسيئاته فطُرد من ذلك الموضع. أما رأس السابق فبقي مواراً في المغارة إلى زمن لاحق حدث فيه ان كان المدعو مركلّوس، وهو راهب تقي، رئيساً لدير بقرب تلك المغارة، في زمن الأمبراطور مرقيانوس (450 - 457 م)، وأسقفية أورانيوس على كنيسة حمص.
في ذلك الزمان، ظهر السابق المجيد لمركلّوس عدّة مرّات وأحبّه وقدّم له إناء من العسل. ثم بعد ذلك قاده إلى زاوية في المغارة. هناك بخّر مركلّوس وباشر بالحفر فبان له الرأس، تحت بلاطة من المرمر، في جرّة. وإن أسقف المحلّة نقله إلى الكنيسة الأساسية في حمص فأضحى للمدينة برمتها نبع بركات وخيرات فيّاضة. هذا دام إلى زمان الأمبراطور ميخائيل الثالث (842 - 867) وبطريرك القسطنطينية القدّيس أغناطيوس حين تمّ نقله إلى المدينة المتملّكة. نَقلُ الهامة الذي جرى يومذاك كان في أساس عيد العثور الأول والثاني لهامة السابق في 24 شباط .
فُقدت الهامة ، مرّة أخرى، في حدود العام 820 م، ربما خشية وقوعها بين أيدي المسلمين. وقد قيل إنها نُقلت إلى كومانا التي سبق أن جرى نفي الذهبي الفم إليها. الوقت، يومذاك، كان وقت الطعن بالإيقونات المقدّسة، وما يمتّ إليها بصلة. هناك، في الأرض، في مكان ما، جرت مواراتها. فلما استُعيد إكرام الإيقونات، مرّة أخرى، حدث، فيما كان القدّيس البطريرك أغناطيوس القسطنطيني قائماً في صلاة الليل، أن عاين، في رؤية، الموضع الذي كانت فيه هامة السابق المجيد مخبّأة. فنقل الخبر إلى الأمبراطور ميخائيل الثالث وأمه ثيودورة. فأوفد الأمبراطور بعثة إلى كومانا لتستطلع الأمر. وبالفعل جرى الكشف عن هامة السابق في المكان المعيَّن. كان ذلك في حدود العام 850 م. على الأثر جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث أُودعت إحدى كنائس القصر الملكي وصار يُحتفل بوجودها الثالث في 25 أيار من كل عام.
إيقونة العثور الثالث على هامة السابق
أما العيد الجامع للسابق في 7 كانون الثاني، اليوم التالي لعيد الظهور الإلهي، فقد ثَبُت إثر نقل يد السابق اليمنى من أنطاكية إلى القسطنطينية في عهد الأمبراطورَين قسطنطين السابع البرفيري ورومانوس الثاني ليكابينوس، اليد التي نقلها من أورشليم القدّيس لوقا الإنجيلي.
هامة السابق التي كان يُحتفظ بها في دير القدّيس جاورجيوس في القسطنطينية، سطا عليها الصليبيون أثناء حملتهم على القسطنطينية عام 1204 وهي الأن ضمن كنوز كاتدرائية أميان في فرنسا. أما يده اليمنى فهي مكرّمة اليوم في دير ديونيسيو في جبل آثوس، فيما بيده اليسرى محفوظة في متحف توبكابي في اسطنبول، وهو القصر القديم الذي كان للسلاطين.

تابع