الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
الصلب و القيامة
منتدى شهر الاعياد (رأس السنة و الميلاد)
عيد الميلاد .. دراسة ليتورجية
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="فراشة مسيحية, post: 1083701, member: 5094"] [center][size=4][color=blue][b][color=red]عيد الميلاد .. دراسة ليتورجية[/color][/b] [/color][/size][/center] [size=4][color=blue][/color][/size] [size=4][color=blue]عيد ميلاد يسوع المسيح هو عيد ظهور الله في الجسد . عن السؤال الذي يطرحه الرّعاة والمجوس والفقراء والملوك، أمام طفل المغارة: " من هو هذا المولود الجديد ؟"، يجيب الإيمان المسيحي في الإنجيل المقدس، ويتردّد الجواب عينه في الليتورجيا: انه يسوع المسيح كلمة الله الذي تجسد في أحشاء مريم العذراء، وابن الله الذي صار ابن الإنسان ليجعل من الناس أبناء الله، والفادي ومخلص العالم، الذي جاء ليفتدي الإنسان من الشر ويخلصه من الخطيئة . انه الخالق الذي حضر في ما بين خلائقه ليجدد إبداع الإنسان ويؤلّهه . انه المشرق الذي من العلاء، انه النور الإلهي الصادر من نور الآب، انه شمس العدل والبر الذي اظهر نور المعرفة في العالم . [/color][/size] [size=4][color=blue] تؤكد صلوات عيد الميلاد أن ميلاد يسوع المسيح هو ميلاد كلمة الله المتجسد . وهي لا تفهم لفظة " كلمة الله " بمعناها المجازي، كأن يسوع هو مجرد إنسان تلّقى كلمة الله لينقلها إلى الناس على غرار سائر الأنبياء . فالنبي عندما يتكلم لا يعلّم تعاليمه الخاصة، بل ينقل الى الناس إرادة الله، ويبدأ دوما نبؤاته بقوله:" هكذا يقول الله وكلام الله ." يسوع المسيح هو أيضا نبي، ولكنه أكثر من نبي ، كما جاء في انجيل متى : " ههنا أعظم من يونان ... ههنا أعظم من سليمان " ( متى 12 :41 – 42 ) . انه كلمة الله بالذات، وصلوات العيد تفهم عبارة " كلمة الله " بالمعنى الذي ورد في مستهل انجيل يوحنا: " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله، وكان الكلمة الله . انه في البدء، كان لدى الله . وانه به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان . فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والكلمة صار بشرا وسكن بيننا مملوءا نعمة وحقا . وقد رأينا مجده ، مجد ابن وحيد آت من الآب " ( يوحنا 1: 1 ،14 ) . هذا الإيمان بأن الطفل المولود هو كلمة الله الوحيد في الجوهر مع الآب، وابن الله الأزلي المملوء من مجد الآب، تعلنه الليتورجيا في مختلف صلوات عيد الميلاد ، وتردده بتعابير متنوعة يقترن فيها إعلان الإيمان بالتسبيح والتمجيد والدعوة إلى الفرح والابتهاج . [color=red]آحاد التهيئة لعيد الميلاد :[/color] تمر التهيئة لعيد الميلاد بفترة طقسية خاصة تسبق العيد وتتلى أثناها صلوات معينة: فالأحد الذي قبل عيد الميلاد هو احد النسبة والأحد الذي قبله هو احد الأجداد . ان العالم ينتظر مجيء المخلص منذ زمن بعيد، لذلك فالخدم والصلوات التي تتلى في هذه الفترة تأتي على ذكر البطاركة والأنبياء وكل الذين عاشوا الإيمان وترقبوا مجيء المخلص، وكلهم تكلموا عنه برموز وإشارات ونبوءات ان قانون عيد الميلاد يبتدىء بإعلان مفرح يقدونا تدريجيا إلى عظمة الواقع والحدث العظيم . " المسيح ولد فمجدوه .. المسيح أتى من السموات فاستقبلوه .. المسيح على الأرض فارتفعوا .. رتلي للرب أيتها الأرض كلها ويا شعوب سبحوه بابتهاج لأنه قد تمجد " . ان الآحاد السابقة للميلاد تنتمي إلى دورة الآحاد التي تلي العنصرة ولا علاقة لها مباشرة بسر مجيء الرب المعبر عنه في عيد الميلاد . لذا أضافت الكنيسة، وهي الراغبة في إعداد المؤمنين إلى عيد التجسد العظيم إلى قراءات الأحدين السابقين للميلاد وصلواتهما نصوص أخرى ذات علاقة وثيقة بتهيئة الميلاد وان كان هذان الأحدان في رتبة الآحاد التابعة للعنصرة . يجب مبدئيا في هذين الأحدين تلاوة رسالة الأحد بوصفه واقعا بعد العنصرة وإنجيله ثم الرسالة والإنجيل المضافين بغية الميلاد . بيد انه في غالب الأحيان نحذف نصوص الآحاد الواردة في ترتيب العنصرة ونقتصر على القراءات والصلوات المعدة لميلاد الرب . [color=red]احد الأجداد: [/color][color=green]( رجاء وانتظار مجيء المخلص ) [/color]نقيمه في الأحد الثاني قبل الخامس والعشرين من كانون الأول وهو يقع بين الحادي عشر والسابع عشر منه، اذ نقيم تذكار أجداد المسيح بحسب الجسد ومعهم تذكار جميع آباء العهد القديم الذين لهم صلة بالمخلص أو تنبأوا عنه أو كانوا صورة له، وعاشوا تحت الشريعة الموسويّة. أن تذكار الأجداد والآباء هذا يذكرنا بذلك الإيمان الحي العظيم الذي عاشه هؤلاء، منتظرين مجيء المخلص . لقد بررّهم هذا الإيمان:" بالإيمان بررّت الأجداد، وبهم خطبت الكنيسة التي من الأمم، فالقديسون يفتخرون بالمجد، لان من زرعهم الثمرة المجيدة التي ولدتك بلا زرع . فبتضرعاتهم، أيها المسيح الإله، خلص نفوسنا " ( طروبارية الأجداد ) إما الأجداد فهم بطاركة العهد القديم وأنبياؤه منذ كان آدم حتى يوحنا المعمدان والكنيسة ترتل " لنجتمع اليوم يا محبي الآباء جذلين بتذكار الآباء" ( اكسابستلاري ) . لكي تضعنا الكنيسة في جو الرجاء وانتظار مجيء المسيح تذكّرنا في ايام التهيئة لعيد الميلاد بكوكبة من الأنبياء الذين اعدّوا مجيء مخلص البشرية . ففي الثاني من شهر كانون الأول نحتفل بتذكار النبي حبقوق ، الذي عاش في أواخر القرن السابع قبل المسيح وتنبأ عن خراب الهيكل وأورشليم وفي الثالث من الشهر نفسه نعيّد للنبي صفنيا الذي عاش أيضا في أواخر القرن السابع قبل المسيح وتنبأ عن نهاية إسرائيل وارتداد الأمم الوثنية إلى الله . وفي السادس عشر من كانون الأول تعيّد الكنيسة لتذكار النبي حجاي الذي عاش في أواخر القرن السادس وأوائل القرن الخامس قبل الميلاد وقد تنبأ عن تجسد كلمة الله . وفي السابع عشر من الشهر نفسه تذكار النبي دانيال آخر الأنبياء العظام ورفاقه الفتية الثلاثة . الرسالة المعينة لهذا الأحد هي رسالة الأحد التاسع والعشرين للعنصرة، اذ تركز على الانتقال من وطأة الناموس إلى العهد الجديد في حياة الإنسان العتيق إلى جدة الحياة في المسيح .إما الإنجيل فللأحد الثامن والعشرين للعنصرة إذ يحدثنا عن العشاء العظيم: إنسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين .. فاخذوا جميعهم واحد فواحد يستعفون .. حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده : اخرج إلى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي " . المدعوون ( أي إسرائيل حسب الجسد ) رفضوا الدعوة فاتجه رب البيت اذ ذاك بدعوته إلى الجميع بغض النظر عن انتسابهم أو عدم انتسابهم للأمة اليهودية. حيث يذكرنا هذا بما ورد على لسان يوحنا البشير:" إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله وإما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله .." ( يوحنا 1:11 – 12 ) . هؤلاء تقول لنا الكنيسة هم " بالإيمان ورثة " الآباء الذين قبل الشريعة، آدم الأب الأول واخنوخ ونوح وملكي صادق وإبراهيم واسحق ويعقوب، ثم الذين بعد الشريعة: موسى هارون ويشوع ومعهم اشعياء وارميا، وحزقيال ودانيال والأنبياء ألاثني عشر مع ايليا واليشع وزخريا والمعمدان . إن هذه النصوص تتعلق بميلاد المسيح أكثر مما تتعلق بأجداده . إما القنداق فيشير مباشرة إلى الميلاد " اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلد الكلمة .." ويمتاز هذا الأحد بذكر التراتيل المكررة للنبي دانيال الذي تنبأ عن مجيء المسيح وزمان ولادته والفتية الثلاثة حنانيا وعزريا وميصائيل الذين طرحوا في الأتون لكونهم رفضوا عبادة تمثال الملك نبوخذ نصر وحفظوا من الموت فإنهم رمز إلى حمل العذراء مريم في أحشائها نار الألوهة ولبثت سليمة البكارة قبل الولادة ومدة الولادة وبعد الولادة . من جهة يمثل هؤلاء الفتية الثلاثة الثالوث كما مثله الملائكة الثلاثة الذين تراءوا لإبراهيم . " ان فتيان الله كانوا يتخطرون في وسط اللهيب مبتهجين بندى الروح كأنهم في روضة فبقوا ورسموا فيه سر الثالوث " انهم يمثلون غلبة الإيمان للموت :" اخمدوا بالإيمان قوة النار "وأخيرا يمثلون – وهنا نجد العلاقة بالميلاد – العليقة الملتهبة الجديدة ، الحضرة الإلهية النارية التي لا تحترق : " أيها المسيح إن فتيانك القديسين لما كانوا في أتون لهيب النار كأنهم في ندى سبقوا فصوروا سريا مجيئك من البتول الذي أنارنا بغير احتراق ". [color=red]احد النسبة:[/color] [color=green]( سلالة المسيح حسب الجسد )[/color] الأحد الثاني المكرس خصيصا لتهيئة الميلاد وهو الأحد السابق للميلاد ويدعى " احد النسبة " ويقع بين الثامن عشر والرابع والعشرين من كانون الأول . فهو يركز على سلالة يسوع حسب الجسد . " إذ نرتقي بعولنا إلى بيت لحم فلنصعد بالروح ولنعاين السر العظيم الذ1ي في المغارة . " " ها قد اقترب زمان خلاصنا ... افرحي يا بيت لحم استعدي يا افراثا " هكذا تنشد الكنيسة في الخدمة . وهي لا تنفك عن ذكر البطاركة والأنبياء ونسوة العهد القديم القديسات " المتلألين مثل الكواكب " . إن انجيل القداس يرسم لنا نسب المسيح حسب الجسد " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود . ابن إبراهيم . إبراهيم ولد اسحق واسحق ولد يعقوب ".. وهلم جرا حتى يوسف " رجل مريم التي منها ولد يسوع الذي يدعى المسيح " .يكمل انجيل الأحد هذا مظهرا شك يوسف بصورة دقيقة جدا ورسالة الملاك له وطاعته للملاك . أما رسالة هذا الأحد فتمدح إيمان البطاركة:" بالإيمان نزل إبراهيم في ارض الميعاد ..." وفيها يذكر أيضا اسحق ويعقوب وصموئيل وداود . والنتيجة المنطقية ليست مضمونة في هذه القراءة ولكنها في الجملة الأولى من الإصحاح اللاحق :" لذلك نحن أيضا إذ يحدق بنا مثل هذا السحاب الكثير الكثيف من الشهود، فلنطرح عنا كل ثقل الخطيئة التي تكتنفنا ولنسع بثبات في الميدان المفتوح إمامنا شاخصي بأبصارنا إلى مبدىء الإيمان ومكمله يسوع [color=red]برامون ميلاد المسيح:[/color][color=green] ( تقدمة عيد الميلاد )[/color] تدوم تقدمة الأعياد الكبرى أياما، كما هي الحال في عيد ميلاد المسيح، فأنها تبتدىء في 2. كانون الأول، فنرنم في صلاة الغروب أيام التقدمة بنشيد يحوي فكرتها الرئيسية:" استعدي يا بيت لحم، فقد انفتحت عدن للجميع . تأهبي يا افراثه، فان عود الحياة قد نبت في المغارة من البتول . وبطنها ظهر فردوسا عقليا، فيه الغرسة الإلهية التي إذا أكلنا منها نحيا ولا نموت مثل آدم . المسيح يُولد ليقيم الصورة التي سقطت منذ قديم . " . طروبارية التقدمة . أما نهار الرابع والعشرين من كانون الأول له خصائص ليتورجية مفيدة جدا وتبدو للوهلة الأولى محيرة . فمن جهة ليلة الميلاد هي أوج الرجاء والانتظار ومن جهة ثانية تضم الخدم لنفسها ما هو للعيد . فلا نطلب فقط بحرارة مجيء المسيح ولكن الكنيسة تدعنا نقرأ نصوص العيد الإنجيلية. إن صهر هذين العنصرين، التوبة في انتظار الحدث والإعلان عنه كأنه قد حصل ، هذا ما نلمسه من خلال قراءتنا لنصوص كتابية فيها عناصر ليتورجية وتاريخية . إن قراءتنا منذ ليلة الميلاد، لنصوص كتابية ترسم لنا قصة الميلاد، وترتيلينا لأناشيد لا يجعل صلاة الخامس والعشرين من كانون الأول البهية غير ذات فائدة بل بالعكس إنها تهيؤها وتسهلها . إن خدم برامون الميلاد أطول من خدم يوم العيد وفيها الروايات الكتابية عن الميلاد مفصله أكثر من روايات الغد . وبهذه الصورة تكون الكنيسة قد وضعت أمام أعيننا في الرابع والعشرين كل منظر الميلاد . أما في يوم الميلاد فلا تعود الكنيسة إلى كل ما قالته، المفروض فينا إننا عرفناه وتأملناه . إن خدم العيد اقصر من أمسية العيد . فالكنيسة تركز انتباهنا على بعض النقاط، إنها تعطينا الفرصة ليس لنتعلم وننمو فكريا بل أن نتذوق ونذوق كلمات الحياة التي تعرف كأثمار روحية . إن الرابع والعشرين من كانون الأول يحدثنا عن الأمور عينها التي يتكلم عنها الخامس والعشرين من كانون الأول ولكن الرابع والعشرين مقدمة وتعليم وتسبيح يحتضن الحدث، أما الخامس والعشرين فملء ونضوج وتسبحة تكلل الحدث الحاصل . في صباح الرابع والعشرين من كانون الأول تقام " الساعات القانونية "، أو الساعات الملكية، أو ( الملوكية كما غلب استعمالها )، بجلال وهيبة وتسمى في هذا اليوم " الساعات الملكية "، حيث تتلى على مسامعنا مقاطع من نبوءات العهد القديم تشير إلى ميلاد المخلص وأيضا تتلى قراءات كتابية محددة من العهد الجديد، حيث تأتي في قسمين: التلاوات الإنجيلية توجز لنا تسلسل الإحداث وتساؤلات يوسف وشكه هما تساؤل كل إنسان حول سر التجسد، أما التلاوات من الرسائل فهي تفسر لنا الأحداث عقائديا، إضافة إلى المزامير والأناشيد . [color=#ff0000]خدمة برامون عيد الميلاد الصلوات التالية: [color=blue][color=red]1. الساعة الأولى: [/color]في الساعة الأولى نسمع نبؤة ميخا: "وأنت يا بيت افراثا انك صغيرة في ألوف يهوذا ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا على العرش إسرائيل ومخارجه منذ القدم منذ أيام الأزل " . [/color][/color] [color=#ff0000][color=blue] يؤكد النبي هنا ان العهد الذي عاهد به الله داود ثابت لا يتغير ولا يتزعزع لان كلمة الله ثابتة إلى الأبد . وهذا التأكيد واضح من سياق هذه النبؤة التي ذكرها عن المسيح . لان فيها إعلان عن سلطان المسيح وأزليته: وصف المسيح هنا بأنه يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل فظهر لنا وجوده الأزلي وألابدي بصفته كونه إلها لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة. ان الكلمة " مخارجه " دلّتنا على انه هو " يهوه " الكائن منذ الأزل والى الأبد، كلمة " الأزل " المذكورة في هذه النبؤة هي ذات الكلمة المذكورة في مزمور (9.: 2) في قول المرنم:" منذ الأزل إلى الأبد أنت الله " وكلمة " أيام الأزل " عبرانية الأصل والتعبير ومعناها مدّات الأزل التي لا حدود لها، لان اليوم في التعبير العبراني ليس دائما أربعا وعشرين ساعة بل مدة ربما بلغت مئات من السنين أو أكثر حتى قال المرنم:" لان ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر وكهزيع من الليل ". وعلى هذا فالرب يسوع المسيح هو الذي قدر وحده أن يقول بأجهر الأصوات:" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " لان كلمة " كائن " ترجمت من معنى الكلمة " يهوه " العبرانية . لأهمية هذه نبؤة (ميخا) حيت تعلن ان المسيح سيولد في بيت لحم كما شهد رؤساء الكهنة وكتبة الشعب حينما استفهم منهم هيرودس:" أين سيولد المسيح ؟ " كذلك عرف كل ليهود تقريبا ان المسيح يأتي من نسل داود من قرية بيت لحم التي ولد وعاش داود فيها . أيضا في الساعة الأولى نسمع من خلال الرسالة عن سر التدبير الخلاصي وعن الوهة الابن المولود من الآب قبل كل الدهور الذي صار إنسانا ومسح نبيا وكاهنا وملكا " كلم الآباء قديما في الأنبياء، أخيرا في هذه الأيام كلمنا في الابن الذي جعله وراثا لكل الأشياء ..، عصا ملكك استقامة، أحببت العدل وأبغضت الإثم فلذلك مسحك إلهك يا الله بدهن البهجة أفضل من شركائك " . أيضا في صلاة الساعة الأولى كما في خلال صلاة السحر نقرأ نص إنجيليا عن الشك الذي اعترى يوسف إذ علم إن مريم " وجدت من قبل أن يجتمعا حبلى من الروح القدس " . " هكذا يقول يوسف البتول: يا مريم ما هذا الأمر الذي أشاهده فيك ؟ إنني لنذهل وأتحير وعقلي يندهش، فكوني منذ الآن منتزحة عني في السر سريعا . يا مريم ما هذا الآمر الذي أشاهده فيك ؟ فقد جعلت لي عوض الكرامة خزيا، عوض السرور حزنا، وعوض أن أكون ممدوحا جعلت لي الذم ، فلا أطيق إذا إنا احتمل تعيير الناس ، لأني في هيكل الرب قد تسلمتك في الكهنة كمنزهة عن كل لوم . فما هذا الأمر المشاهد ؟ " . [color=red]الساعة الثالثة:[/color] في الساعة الثالثة نوضح لنا التلاوة من سفر ارميا:" هذا هو إلهنا ولا يعتبر إزاء آخر ... ظهر على الأرض وتردد بين البشر ..." . أيضا توضح لنا التلاوة من الرسالة إلى أهل غلاطية سر إيماننا، إذ تؤكد ان الناموس كان " مؤدبنا " إلى المسيح . ولكن بعد ان جاء المسيح " لسنا بعد تحت مؤدب ... لما جاء كمال الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، تحت الشريعة ليفتدي الذي تحت الشريعة لننال التبني " . التلاوة الإنجيلية التي تتلى في الساعة الثالثة تصف لنا ميلاد المسيح في بيت لحم، وسجود الرعاة، كما دونه لنا الإنجيلي لوقا: أمر أغسطس قيصر بأن تكتتب كل المسكونة، وسفر يوسف ومريم من الناصرة الى بيت لحم، وولادة يسوع، ونشيد الملائكة في الحقول، وذهاب الرعاة عند مذود بيت لحم . انه اكتمال النبوءات اليوم، هنا فيما بيننا . الكنيسة تجيب تساؤلنا على لسان يوسف منشدة: قل يا يوسف كيف ان البتول التي تسلمتها من الأقداس تأتي بها إلى بيت لحم حبلى ؟ فيجيب قائلا: إني فتشت الأنبياء، وأوصي إلي من الملاك فانا واثق إن مريم ستلد الإله بحال لا تفسر، الذي سيأتي مجوس من المشارق ليسجدوا ويخدموه بالهدايا الكريمة . " [color=red]الساعة السادسة :[/color] في الساعة السادسة تتلى علينا نبوءة من سفر اشعياء: " ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمانوئيل "، في اشعياء 7: 14 أنبأ ان المولود من عذراء يدعى اسمه عمانوئيل، وفي 8: 8 نادى النبي ربه بقوله " عمانوئيل"، وفي8: 1. أنبأ ان معنى " عمانوئيل " هو " الله معنا " وقد أعلن الروح القدس ان هذه النبوءة تمت لفظا ومعنى بولادة المسيح من مريم العذراء . أنبأ الله شعبه في هذه النبوءة إن ملكهم سيولد بينهم من عذراء برهانا على كماله وقداسته، وعلى ان عمانوئيل بريء من فساد الطبيعة البشرية وهذه النبوءة أعلنت قبل إتمامها بنحو 75. سنة علامة على إن الله لم يرفض شعبه الى الأبد ( متى16: 13 – 2. ) . أيضا في الساعة السادسة نستمع إلى الرسالة إذ تحدثنا مرة أخرى عن تفوق يسوع على الملائكة وتحذرنا شديدا حيث ورد:" كيف نفلت نحن ان أهملنا خلاصنا مثل هذا؟ " وتشير النصوص إلى الوهة الابن: " لمن من لملائكة قال (الرب) قط اجلس عن يمني حتى أضع أعداءك موطئا لقدمي ك " . الصلاة الطقوسية توضح قائلة : " الإله قد حل في جبلة جسدية والذي أبدع البرايا بيد عزيزة يشاهد في حشا مخلوق " . أما التلاوة الإنجيلية (متى2: 1-12) في الساعة السادسة تشير إلى زيارة المجوس إلى بيت لحم حيث تتحقق نبوءة ميخا وتشرح الكنيسة موضحة: " "في ذلك الوقت كتبت مريم مع يوسف الشيخ في بيت لحم بما أنها من زرع داود، كانت حاملة الحمل الذي بغير زرع . فلما حان وقت الولادة ولم يكن لها مكان في القرية، ظهرت المغارة للملكة كبلاط مطرب، المسيح يولد منهضا الصورة التي سقطت منذ القديم ." [color=red]الساعة التاسعة:[/color] في الساعة التاسعة نسمع نبوءة من سفر اشعياء تقول لنا إن عمانوئيل هو " رسول الرأي العظيم، مشيرا عجيبا، إلها قويا، رئيس السلام، أبا الدهر الآتي، " لقد تمت هذه النبوءة بوضوح تام فولد المسيح من العذراء بدون أب بشري إتماما لقول النبوءة:" يولد لنا ولد " وتعطينا الرسالة في الساعة التاسعة سبب التجسد: " كان لا بد له ان يكون في كل شيء شبيها بإخوانه لكي يكون رحيما ورئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب لأنه في ما هو قد تألم مجربّا يقدر ان يعين المجربين " . أيضا تدعونا لنتأمل في ناسوت الابن: " إذ اشترك الأبناء في اللحم والدم، اشترك هو كذلك فيها لكي يبطل بموته من كان له سلطان الموت " . وصلوات الكنيسة تدعونا لنتأمل في سر التجسد إذ تنشد باللحن السادس:" اليوم يولد من البتول الضابط الخليقة بأسرها في قبضته الذي بجوهره غير ملموس، يدرج في الاقمطة كطفل . الإله الذي أمطر للشعب منا في القفر يغتذي لبنا، ختن البيعة يستدعي المجوس وابن العذراء يستقبل منهم الهدايا نسجد لميلادك أيها المسيح فأرنا ظهورك الإلهي " . إما التلاوة الإنجيلية في الساعة التاسعة فتنقل إلينا هرب يوسف ومريم والطفل إلى مصر إذ أصدر هيردوس الملك أمرا بان يقتل جميع أطفال بيت لحم "حينئذ تم المقول بارميا النبي القائل : صوت سمع بالرامة ، نوح وبكاء وعويل راحيل تبكي على بنيها وقد أبت أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين " . ثم نسمع عن العودة الى الناصرة بعد وفاة هيرودس ،" ليتم المقول من الرب بالنبي القائل : من مصر دعوت ابني ( متى2:13-23 وارميا 31: 15 وهوشع 11:1 ) . إثناء ذلك تواصل الكنيسة منشدة الحوار بين مريم ويوسف الانسلن المشكك: "إن يوسف لما كان ماضيا إلى بيت لحم جرحه الحزن فهتفت نحوه البتول قائلة: لماذا تعبس مقطبا وتضطرب عندما تراني حبلى، غير عالم بالكلية السر الرهيب الذي فيّ . فأقص عنك كل جزع متفهما الامر المستغرب لان الإله لأجل رحمته انحدر على الأرض واتخذ الآن جسدا في حشاي وستعاينه مولودا كما سر هو فتمتلئ حزنا وتسجد له بما انه خالقك ."[/color] صلاة الغروب: [/color][color=blue]يتبع الساعات الملكية مباشرة صلاة الغروب وفيها 8 قراءات من العهد القديم إنما يتلى منها ثلاث قراءات فقط : رواية الخلق (تكوين1: 1. -13) تلك الخليقة التي كانت على التجسد أن يكملها . ثم البلاغ " قد ولد لنا صبي وابنا أعطينا .." ( اشعياء 9 :6، 7 ) وأخيرة النبوءة:"العذراء تحبل وتلد .." ( اشعياء 7: 1. – 16 و 8: 1 – 4) ( 9 -1. ). نرى في هذه النبؤة ( اشعياء 9: 6 – 7 ) ،" قراءة سابعة ". [/color] [color=blue][/color] [color=blue]ألقاب إلهيا تنسب الى يسوع المسيح اذ يدعى اسمه عجيبا ،كما دعا نفسه لمنوح وزوجته :" .. لم سؤلك عن اسمي واسمي عجيب " ( قضاة 13 : 8 ) ولأنه عجيب في محبته ، عجيب في تجسده ، عجيب في قيامته وصعوده الذي أكد أزليته وانه عاد الى مجده ، الذي كان قبل إنشاء العالم . يدعى اسمه مشيرا لأنه أله دائم حق وعالم بمشورة أبيه المتحوية على كل حكمة، تلك المشورة المحتومة بعمله الأزلي . فهو الذي أشار على المرأة السامرية بان تطلب منه الماء الحياة لكي لا تعطش أيضا ( يوحنا 4: 1. – 14 ). [/color] [color=blue] وأيضا يدعى اسمه " إلها قدير " لأنه هو الذي سيخلص جميع البشر ويدعى اسمه " أبا الدهر آلاتي " لأنه هو الحي الى الأبد ولأنه رب الحياة الأبدية ومعطيها ومنشئها ولان العالم العتيد مخضع له هو لا للملائكة ( عبرانيين 1: 5 ) ولأنه هو المعطي السلطان لكل الذين قبلوه ان يصيروا أولاد لله ( يوحنا 1: 2. ) . ويدعى اسمه " رئيس السلام " لان ملكوته ملكوت السلام لانه هو سلامنا ( افسس 2: 14 : 18 ) فهو الذي صالحنا مع الآب وهو الذي يضع فينا السلام. هذه الألقاب الإلهية تدل على ان مملكة المسيح مملكة سلام ، وحق وعدل ولذا فهي تثبت الى الآبد . لذلك فالمسيح ملك عادل ومنصور : " ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حماره وعلى جحش ابن أتان " ( زكريا 9 : 9 ) . بعد القراءات من العهد القديم يدخل الغروب بالقداس، إذ يتلو الخادم طلبة صغرى ثم ينتقل إلى الصلاة التي تلي الدخول الصغير . ويرتل التريصاجيون ( قدوس الله ... ). ثم يتلى الرسالة والإنجيل : . رسالة ( رسالة الساعة الأولى )، توجز لنا سر إيماننا:" في الابن الذي جعله وارثا لكل الأشياء وبه أنشأ الدهور، الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وضابط الكل بكلمة قوته . وبعدما صنع بنفسه تطهيرا أجلس عن يمين الجلال في الأعالي " . ثم يكتمل القداس حسب الترتيب المألوف . إما الأناشيد والتراتيل التي تصحب الغروب والسحرية والقداس فهي أناشيد ظفر " هلموا لنبتهج بالعيد مذيعين السر الحاضر ... يا نورا من نور، يا ضياء الآب لقد أنرت الخليقة كافة ..." . ففي صلاة الغروب، نسمع الصلوات التالية في القسم الأول من الصلاة: " هلموا لنبتهج بالرب .مذيعين السر الحاضر فانه قد زال سياج الحائط المتوسط والحربة اللهيبية تنقلب راجعة . والشاروبيم تبيح عود الحياة إما أنا فأعود إلى التمتع بنعيم الفردوس الذي نفيت منه قبلا بسبب المعصية لان صورة الآب وشخص أزليته . المستحيل أن يكون متغيّرا قد اتخذ صورة عبدا آتيا من ام لم تعرف زواجا خلوا من استحالة حيث لبث كما كانت . إلها حقيقيا . واتخذ ما لم يكن إذ صار إنسانا لأجل محبته للبشر فلنهتف نحوه صارخين . يا من ولد من البتول اللهم ارحمنا ". الفقرة الأولى من هذه الترنيمة تعود بنا إلى الفردوس الذي نفي منه الإنسان بسبب المعصية، وتعلن إن الحائط المتوسط الذي كان يفصل الإنسان عن الله قد أزيل، الحرية التي كان الملاك يمنع بها دخول الفردوس قد انقلبت راجعة وعاد الإنسان إلى التمتع بنعيم الفردوس، اعني بنعيم الحياة مع الله . وتوضح الفقرة الثانية سبب هذا التغيير: فان صورة الآب الأزلية قد صار إنسانا ولبث إلها حقيقيا كما كان . لذلك نصرخ إليه :"اللهمّ " . فهو الإله " الذي ولد من البتول " . الترنيمة الثانية من صلاة الغروب عينها تعلن أيضا إن المولود الذي " ظهر بالجسد " هو " الإله مخلص نفوسنا ": " لما ولد الرب يسوع من البتول القديسة استنارت البرايا بأسرها فالرعاة يسهرون، المجوس يسجدون والملائكة يسبّحون، وهيرودس يضطرب لأنه قد ظهر بالجسد الإله المخلص نفوسنا " . الترنيمة الثالثة تثبت أن المولود هو "ملك جميع الدهور، والنور من النور، وشعاع الآب، وصورة مجد الآب ،" " ملكك أيها المسيح الإله، ملك جميع الدهور وسيادتك في كل جيل فجيل فانك يا من تجسدت من الروح القدس، وتأنست من مريم الدائمة البتولية قد اطلعت لنا نورا بحضورك أيها المسيح الإله يا نور من نور يا ضياء الآب لقد أنرت الخليقة كافة فكل نسمة تسبحك يا صورة مجد الآب فيا أيها الإله السرمدي والذي قبل الأزل يا من أشرق من البتول . اللهم ارحمنا ". الترنيمة الرابعة تعلن الإيمان بان المسيح الذي ظهر على الأرض هو خالق جميع المخلوقات وهو الإله الذي قبل الدهور: " ماذا نقدم لك أيها المسيح لأنك ظهرت على الأرض كإنسان لأجلنا فكل فرد من المخلوقات التي ابدعتها يقدم لك شكرا فالملائكة التسبيح والسماوات الكوكب والمجوس الهدايا والرعاة التعجب والأرض المغارة والفقر المذود وأما نحن فأما بتولا فيا أيها الإله الذي قبل الدهور ارحمنا ." الترنيمة الخامسة تؤكد إن ظهور المسيح هو ظهور الإله المتأنس ، الذي ليجمع كل الشعوب في الإيمان بالله الواحد ، فمولده قد أبطل عبادة كثرة ألآله الوثنية ، والذين آمنوا به كتبوا باسم لاهوته. " إن أغسطس لما انفرد بالرئاسة على الأرض بطلت كثرة رئاسات البشر وأنت لما تأنست من النقية، بطلت عبادة كثرة الآلهة الوثنية فالمدن صارت تحت سلطة واحدة عالمية والأمم آمنوا بسيادة واحدة إلهية الشعوب اكتتبوا بأمر قيصر وإما نحن المؤمنين فقد كتبنا باسم لاهوتك يا إلهنا المتأنس . فعظيمة مراحمك المجد لك . " إذا نكتشف من خلال هذه التراتيل في صلاة الغروب إعلان الكنيسة الإيمان بشخص يسوع المسيح وتعود وتؤكد هذا الأيمان من خلال القطع في نهاية صلاة الغروب ( الابوستخين ) .هذه التراتيل بنوع عام في الأعياد تتوسع في المعنى اللاهوتي للعيد . " لقد تم اليوم عجب عظيم ومستغرب ذلك إن بتولا تلد، والمستودع لم يدخل عليه فساد الكلمة يتجسد، ومن الآب لم ينفصل الملائكة مع الرعاة يمجدون ونحن معهم نهتف صارخين، المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام . [color=red]2. صلاة السحر:[/color] في صلاة السحر نسمع أناشيد وتراتيل إثناء قراءة كاثسماطات (جلسات) المزامير وهي تراتيل تأملية يذهب فيها الفكر والقلب إلى مكان السر للتأمل في معانيه وأبعاده وموقف الأشخاص الذين يؤدون فيه دورا أساسيا . تعود الكنيسة فتؤكد أن الابن المولود في الزمن هو نفسه الغير المحدود في الزمن، وان المنزّه عن الجسد قد تجسد باختياره، وان الغير المتغير قد صار إنسانا دون أن ينفصل عن جوهره الإلهي . فهو بطبيعتين، الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية، وان الذي ورد من البتول لم يزل في أحضان الآب: " لم تتعجبين يا مريم، ولماذا تنذهلين في داخلك فتجيب قائلة، لأني ولدت في زمن ابنا غير محدود في زمن ولم أدرك كيفية الحبل بالمولود إنني لم اعرف رجلا، فكيف ألد ابنا فمن ذا الذي رأى قط ولادة خلوا من زرع لكن حيث يشاء الإله، يغلب نظام الطبيعة كما كتب المسيح ولد من البتول في بيت لحم اليهودية " إن الذي لا يسعه الكل كيف وُسع في الحشا والذي هو في أحضان الآب، كيف يُحمل على ساعدي الأم فقد تم ذلك جميعه كما علم وكما شاء وكما سرّ هو لأنه وهو منزّه عن الجسد قد تجسد باختياره والذي هو كائن قد صار من اجلنا إلى ما لم يكن وقد شاركنا في طينتنا ولم ينفصل عن جوهره المسيح وُلد بطبيعتين، مريدا أن يتمم العالم العلوي ." أيضا في قطع الاينوس التي تتلى في نهاية صلاة السَحر، تدعو الكنيسة المؤمنين إلى الفرح، والسماوات إلى الابتهاج، والجبال إلى التهليل، لان المسيح الإله قد وُلد، والبتول تحمل في حضنها كلمة المتجسد: افرحوا أيها الصديقون، ويا أيتها السماوات ابتهجي وتهلّلي آيتها الجبال بميلاد المسيح البتول جالسة مماثلة الشاروبيم حاملة في أحضانها الإله الكلمة متجسدا الرعاة للمولد يمجدون، والمجوس للسيد يقرّبون الهدايا والملائكة يسبّحون قائلين: أيها الرب المحجوب عن الإدراك المجد لك" في صلاة السحرية يعاد قراءة الإنجيل الذي تلي في الساعات الملوكية في الـ 24 من كانون الأول، وهو يحتوي على بشارة الملاك ليوسف. في القداس الإلهي يقال عوضا عن التريصاجيون ( قدوس الله ... قدوس القوي ...) الانديفونا:" انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم " المأخوذة من أقوال بولس الرسول ( غلاطية 3: 27 ) ومن الرسالة نفسها الى غلاطية أخذت رسالة العيد . في اليوم الثاني للعيد، في ابوستخين صلاة الغروب، تعود الكنيسة فتعلن إيمانها بشخص المولود: فهو ابن الله الذي صار إنسانا من دون تغيير في ألوهيته: " لقد تم اليوم سر مستغرب لان الطبيعة تجدّدت والإله صار إنسانا فلبث كما كان وقد اخذ ما لم يكن له ولم يلتحق به تشوُّش ولا انقسام " . المقطع الثاني من هذه الترنيمة يذّكرنا بتحديد المجمع المسكوني الرابع ( الخلقيدونيّ ) عن شخص يسوع المسيح:" ... واحد هو ، وهو نفسه المسيح ، الابن الوحيد ، الرب ، الذي بجب الاعتراف به بطبيعتين متحدتين دون اختلاط ولا تحوّل ولا انقسام ولا انفصال " والمعنى نفسه تؤديه الترنيمة التالية: " كيف اصف هذا السر العظيم فان المنزه عن الجسد قد تجسد والكلمة اتخذ كثافة الجسد، والغير المنظور يُنظر والغير الملموس يُلمس، والذي لا بداءة له يبتدئ وابن الله يصير ابن الإنسان، يسوع المسيح الذي هو نفسه أمس واليوم إلى الدهور" . هكذا تساعد الليتورجة من حيث القراءات والتراتيل في تسلط الضوء أو في بلورة عقيدة التجسد وتشرح ماهّية التجسد حيث تعطي الجواب الشافي والمقنع للأسئلة حول التجسد، لماذا تجسد كلمة الله ؟ ولماذا صار إنسانا ؟ . لذا التراتيل والأناشيد الكنسيّة في ليتورجية عيد الميلاد تعطي المؤمن فكرة إيمانية وعقائدية حول تجسد كلمة الله وتقول له: ان تجسد الإله هو لأجل تأليه الإنسان الذي هو الهدف الأخير للتجسد بحسب قول معظم الآباء القديسين:" صار ابن الله إنسانا ليصير الإنسان إلها " . [color=red]وتعبّر الليتورجيا عن هذا التأليه بتعابير متنوعة: [/color][color=red]1.[/color] إعادة خلق الإنسان والعودة إلى الحياة مع الله في الفردوس: منذ الترنيمة الأولى من صلاة الغروب، تضعنا الكنيسة في جوّ جديد: الفردوس فتح، والإنسان يعود إلى التمتع بنعيم الحياة مع الله، وفي الزياح في خدمة اللتين في صلاة الغروب نسمع الترنيمة التالية: " ان يسوع لما شاهد من هو على صورته ومثاله متهورا بسبب المعصية طأطأ السماوات وانحدر وحلّ في مستودع بتولي بغير استحالة ليعيد به جبلة آدم الذي استولى عليه الفساد، صارخا المجد لظهورك يا الهي ومنقذي " كذلك في ابوستخين صلاة الغروب، نسمع وصفا شاملا لإعادة خلق الإنسان وفتح الفردوس، وإبادة الحية، وخلاص آدم وحواء، وحلّ قيود خطايا البشر: " تهللي يا أورشليم، وعيدوا يا جميع محبي صهيون فانه قد انحل اليوم الرباط المزمن المحكوم به على آدم فالفردوس فتح لنا، والحية أُبيدت لانها قد شاهدت الآن تلك المخدوعة منها قديما قد صارت أما للخالق فلتتباشر وتبتهج الخليقة قاطبة لان المسيح قد أتى ليعيد دعوتها، ويخلص نفوسنا . " [color=red]2.[/color] تأليه الطبيعة البشرية بجعلها مسشاركة في الطبيعة الإلهية: في قانون السحر تتوالى الترانيم مشيدة بتنازل كلمة الله لإعادة إبداع الإنسان، وتأليه طبيعته البشرية بجعلها مشاركة في الطبيعة الإلهية بواسطة يسوع المسيح الذي هو إله وإنسان معا: " أيها المسيح لما حصلت مساويا لنا بصورة الجبلة الترابية الحقيرة وبمشاركة الجسد الدنيء منحتنا الطبيعة الإلهية حيث صرت بشرا ولبثت إلها ورفعت شأننا ،فقدوس أنت يا رب " ( من الأودية الثالثة ) [color=red]3.[/color] الفداء والخلاص ومغفرة الخطايا: ان تأليه الطبيعة البشرية يترافق مع مغفرة الخطايا . فالمسيح قد خلصنا من الاستعباد للخطيئة، ومنحنا الفداء، انه حمل الله الرافع خطيئة العالم: " لتبتهج السماء وتفرح البسيطة لان حمل الله قد ولد على الأرض مانحا الفداء للعالم الكلمة الذي لم يزل في حضن الآب قد ورد من البتول .." ( كاثسما بالحن الثامن) 4. السلام والمصالحة مع الله: بتجسد الكلمة في أحشاء مريم العذراء، اتحد الله بالبشر، وحصل البشر على الخلاص والمصالحة مع الله: " أيها المحب البشر بما انك إله السلام وأبو المراحم أرسلت لنا رسول رأيك العظيم مانحا إيانا سلامك فلذلك إذ قد اهتدينا إلى نور .." (الأودية الخامسة ) لا بد من الإشارة الى ان نسلط الضوء على فكرة النور الإلهي في صلوات عيد الميلاد حيث تنظر الكنيسة إلى المسيح نظرتها إلى النور، إذ ترى في التجسد ظهور النور وانتصاره على الظلمة وتحولنا نحن من ليل الخطيئة إلى النور الإلهي . اصدق التعبير في الليتورجيا البيزنطية عن النور هو طروبارية الميلاد: " ميلادك أيها المسيح إلهنا . قد اطلع نور المعرفة في العالم لان الساجدين للكواكب به تعلموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل وان يعرفوا انك من مشارق العلو أتيت يا رب المجد لك . " قال القديس غريغوريوس النزينزي في عظة له حول الميلاد: " الموسم الحاضر يسمى ظهورا لان الله ظهر للإنسان بالولادة " . وتؤكد اللتورجية هذا الاستعمال: " لنهتف بالصنوج بالتسابيح لأنه قد بدأ ظهور المسيح " (البروصومية الأولى للتقدمة ) . " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما . الجالسون في ارض ظلال الموت أشرق عليهم نورا " ( اشعياء 9:2 ومتى 4: 16 ) . نص كتابي استغل كثيرا في الليتورجية . أمثال ذلك:" النجم يخبر بالمسيح، الشمس للذين في الظلام " (الايذيومالة الثانية للابوستخين ) وكذلك:" لقد افتقدنا مخلصنا من العلى من مشرق المشارق .فنحن في الظلمة وظلال الموت قد وجدنا الحق " ( اكسابوستلاري ) . إلى جانب القطع المبنية على آيتي اشعياء ومتى هناك أقوال أخرى عن المسيح "شمس العدل " ( الطروبارية باللحن السادس بعد القراءة السادسة في الغروب ) ،وكذلك طروبارية العيد عن المسيح " المشرق من العلى " . ويعلن القديس غريغوريوس النيصصي قائلا:" لم نعد بعد بحاجة إلى أشعة الشمس لان مظهر النور شمس العدل ومشرق المشارق قد افتقدنا " . ويضيف النزينزي:" أيضا الظلام قد ولى .. الشعب الذي يجلس في ظلمة الجهالة فليبصر نور المعرفة الكاملة العظيم " . أيضا قد أشار القديس امبرسيوس في عظة له حول الميلاد إلى النور إذ قال : "إننا نفعل حسنا نحن المسيحيين اذ نعتبر هذا اليوم يوما مقدسا لان فيه ولد ربنا ، يوم الشمس ، ويوافقنا في رأينا هذا اليهود والوثنيون بل يقبلون نفس التسمية . ونحن سعداء لان نقبل هذه التسمية لان بميلاد المسيح لم يتحقق فقط خلاص الإنسانية بل أيضا ازداد سطوع الشمس لأنه كانت الشمس قد حجبت شعاعها عندما صلب المسيح فأنها يجب إن تسطع لضوء عظيم في يوم مولده ضوء عظيم أكثر من قبل . " ويصف القديس إغناطيوس الانطاكي عيد الميلاد: " لقد ظهر في السماء نجم يفوق بنوره ويريقه كل النجوم، وبظهور هذا النجم دهش كل من رآه . وصارت باقي نجوم السماء وكواكبها كجوقة ترتيل، تصطف حول هذا النجم الذي أضاء المسكونة كلها بنوره، انه ليس كوكبا عاديا بل هو قوة غير منظورة اتخذت شكلا منظورا ". إلا أننا نجد القديس غريغوريوس النزينزي وحده من دون الآباء يستخدم " ثيوفانيا " لعيد الميلاد . ومن نصوص العظة يمكننا أن نعرف لماذا استخدم القديس غريغوريوس كلمة " ثيؤفانيا" " لان الله ظهر للإنسان بالولادة " إذ أكدت الخدم الليتورجية هذا الاستعمال: "نهتف بالصنوج وننشد بالتسابيح لأنه قد بدأ ظهور المسيح " ( البروصومية الأولى ). فيتابع ويعلق على طروبارية العيد: " " المسيح ولد فمجدوه. المسيح جاء من السماء . اخرجوا إلى لقائه ... الظلام قد مضى والنور يضيء ... مصر عوقبت بالظلام وإسرائيل تسير بعامود النور، الشعب الجالس في ظلمة الجهل يمكنه إن يرى النور العظيم المملؤء من القوة ... إما في العظة عن عيد العماد أو عيد النور فيقول غريغوريوس:" يوم النور المقدس الذي جئنا لنحتفل به اليوم هو في الأصح معمودية مسيحي، النور الحقيقي الذي يضيء كل إنسان آت إلى العالم الذي يعطي فاعلية لتطهير وبنى النور الذي أخذناه منه في البدء ومن فوق والذي اظلم وخفت الخطيئة ... " من هنا يتضح كيف إن فكرة النور القديمة والتي كانت تربط عيدي الميلاد والعماد معا لا تزال معروفة وقوية في زمن القديس غريغوريوس والتي على أساسها حدد يوم عيد الميلاد . في هذا المجال إن كنيستنا لا تفصل بين الليتورجيا والكتاب المقدس، والواقعان الصلوات والترتيل والأناشيد في الخدم الإلهية على أهميتها وضرورتها القصوى ان لم تظل مؤصلة في الكتاب المقدس ومستمدة منها نعمة الكنسية تتحول هذه التراتيل إلى صلاة جافة ضيقة كثيرا ما تنحرف عن غايتها وهدفها ، لان في اللتورجيا نجد طريق خلاص الله وبها نتعرف على الله كما يكشف الله عن ذاته ، هذا ما يتضح من إن فكرة النور في عيدّي الظهور الإلهي هي مستمدة أو مأخوذة من الكتاب المقدس، حيث نجد تصريحا قويا ليسوع على انه هو النور، لا مجرد شخص يشير إلى النور . إذ قال : " أنا هو نور العالم ، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة ، بل يكون له نور الحياة " ( يوحنا 8: 12 ) . وقال أيضا مشيرا إلى نفسه ، " وهذه هي الدينونة ، إن النور قد جاء إلى العالم وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور " ( يوحنا 9: 5 )كما وصفه الرسول يوحنا بأنه " نور الناس " و "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان " ( يوحنا 1: 4، 9 ) . وهكذا تبقى الليتورجيا أمينة لرسالة الكتاب المقدس . [/color][/color][/size] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
الصلب و القيامة
منتدى شهر الاعياد (رأس السنة و الميلاد)
عيد الميلاد .. دراسة ليتورجية
أعلى