عيد التجسد فرح الحياة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
عيد التجسد فرح الحياة

أن أبواق الأنبياء هتفت لجميع الشعب في أزمنتهم، معلنة لهم مجد مجيئ الرب في ملء الزمان، لكي تُعلن هُتاف الملائكة الذي صدح في عالمنا بأغنية المجد العظمى وإعلان المصالحة الكبرى قائلة: [ المجد لله في الأعالي وعلى الأرض سلام ] وبذلك دخل السرور البهي للعالم كله وتغيرت الإرادة التي كانت تحمل القصد السيء لتُصبح صالحة لإطاعة عمل النعمة المُخلِّصة، لأن النفس توجهت لبيت لحم الوداعة والاتضاع العجيب لاستقبال الخلاص في عهد جديد ظهر فيه برّ الله إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، رافعاً العداوة، هادماً الحجاب المتوسط، مدمراً العداوة القديمة في جسد الحمل الوديع المتواضع القلب، الله الظاهر في الجسد...

أنه يوم عيد الأبواق الخاص بنا، ولنا اليوم أن نشترك في هذا المحفل البهي المكتوب عنه: [ واللاويون المغنون أجمعون: آساف وهيمان ويدوثون وبنوهم وأخوتهم لابسين كتاناً بالصنوج والرباب والعيدان واقفين شرقي المذبح ومعهم من الكهنة مئة وعشرون ينفخون في الأبواق ] (2أخبار 5: 12)، فالأبواق هي أبواق نبوية، أبواق كهنوتية تخص الكاهن الأعظم ربنا يسوع المسيح ابن الله الحي الكلمة المتجسد، الله الظاهر في الجسد، الذي بتقدمة نفسه برر شعباً قدسه لنفسه بذبيحة ذاته، ليدخله للمجد الفائق أمام الله الآب، حيث كان الباب مُغلقاً لا يستطيع من له لحمٍ ودمٍ أن يدخله، لأن الإنسان بكليته فسد بالتمام، ولم يعد يصلح أن يدخل لمحضر النور والحياة، لأن كيف لظلمة أن تتواجد مع النور، وكيف لمن أنتن أن يستنشق نسيم الحياة...

لكن الحي وحده هو من يتنسم نسيم الحياة، ومن له النور الحقيقي هو الذي يُعيان النور، والمبصر هو الذي يُشاهد جمال المنظر ويفرح ببهاءُه المُشع، لذلك أتى ربنا يسوع، مسيح الله، ليُشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم (مزمور 147: 3)، مُنادياً نداء الخلاص ببوق النعمة الذي يُقيم الميت الذي لم يعد يسمع أو يتحرك لأنه أنتن في قبر إرادته الميتة عن الحياة، وبكونه هو الحق، جذبنا إليه وعرفنا نفسه (يوحنا 8: 32) ليُقضي للأسير بالإطلاق ليصير حُراً (يوحنا 8: 36)، ويخلق للعُميان عيوناً جديدة تُبصر، ويُرسل المنسحقين في الحرية (لوقا 4: 18)، حرية مجد أولاد الله (رومية 8: 21)، ليجعلنا كلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه (رؤيا 1: 6)، الذي بنفسه وذاته يحبنا (يوحنا 16: 27)، إذ بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية 5: 8).

أننا إزاء يوم مهيب جداً وعظيم للغاية، أنه يوم أعظم من اليوم الذي قام فيه الشعب قديماً ورأى إعلان مجد الله في الهيكل، لأن اليوم هو يوم ظهور الله الكلمة، لا في هيكل مبني بحجارة ويحتوي على ذهب وفضة ونُحاس، فيه خوارس منفصلة عن بعضها البعض بحجاب وسور يفصل بين أمم ويهود، ولا في تابوت خشب أو خيمة كانت رمزاً، لأن الرمز انتهى وظهر الحق في كمال تجليه، وظهر الله الكلمة في جسم بشريتنا الذي شوهنا طبعه بحريتنا وإرادتنا، ظهر فيه بطهارة وبرّ فائق ليُعلن بهاء الإنسان الجديد الذي سيمنحه لنا في شخصه، فهذا اليوم هو يوم خلاصنا وبهجة عمرنا الجديد، لذلك علينا أن ننهض مسرعين من غفلتنا وننتبه بكل حواسنا ومشاعرنا وإرادتنا بكل وعينا وإدراكنا، وعلينا الآن أن نفتح آذاننا، نفتح قلوبنا، نفتح كل مداركنا، ونضع داود النبي مرنم إسرائيل الحلو كقائد لنا، ولنقل معاً بعذوبة وحلاوة: [ هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه ] (مزمور 118: 24)، لأن الرب نفسه صار خلاصنا، صار حريتنا الحقيقية، لأن كل من آمن به لا يخزى ويظل بلا كرامة بسبب خضوعه للشرّ النابع من قبر الموت الذي كان يعيش فيه، أنه يوم بهجة وعيد أنوار حي، لأنه يوم عيد ظهور مخلصنا لأجل حياة جديدة تُعطى لنا، فيها مجد وبهاء وحفظ كرامة الإنسان، ورده لرتبة مجده الأول، بضمان جديد بحيث لا يُرفض أو يلقى في الخارج لأنه صار في المسيح يسوع خليقة جديدة روحية ملتحفة بمجد البهاء الإلهي الفائق، لأن الكلمة صار جسداً وحل فينا ورأينا مجده، مجد وحيداً من الآب مملوء نعمة وحق، الذي فيه لنا صار حياة أبدية محفوظة بعربون الروح الذي به صار نطقنا الحلو [ يا أبانا ]، لأن الله الآب صار لنا أباً خاصاً في المسيح يسوع، لأنه جعلنا له ابناء في الابن الوحيد، فيا لعظم العطية الذي أعطاها لنا، وعلينا أن نتحسس موضعنا فيها ونُدرك القيمة الثمينة والغالية للغاية التي نلناها بسرّ فائق ندخل فيه ونشعره ونعيشه، مع أننا من الصعوبة التامة ان نشرحه بتدقيق ودقة لأن البنوة لا تُشرح على قدر أنها تُعاش وتُحيا...

أفرحوا وتهللوا يا محبي الرب، الذين شعرتم كم كنتم ظلمة وأموات في قبور الشهوة، وأتيتم بفرح لمسيح الخلاص الأبدي وآمنتم أنه هو الحياة، قيامتنا كلنا، فنلتم شفاء وسَرَّت فيكم الحياة كنهر متدفق من عند أبي الأنوار، فدخلتم في سر التبني في يسوع المسيح إلهنا وملكنا الوديع المتواضع القلب الذي يحب الخطاة والفجار الذين أولهم أنا.

في هذا اليوم البهي والعجيب [ الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يُضيء ] (1يوحنا 2: 8)، وانحصر ذلك الليل القاتم الممتد الذي طال زمانه على البشرية المائتة عن الله الحي، أمام النور الغامر، فقد انحصر انحصار دائم لأنه هرب من وجه النور، لأن النور الحقيقي الذي كان مستتر في النبوة قديماً [ يُضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك ] (عدد 6: 25)، هذا [ الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة ] (رومية 1: 2) الذي كان ظاهراً بشكل خارجي الذي كُتب عنه [ وهديتهم بعمود سحاب نهاراً وبعمود نار ليلاً، لتُضيء لهم في الطريق التي يسيرون فيها ] (نحميا 9: 12)، قد أشرق اليوم للعالم كله [ والنور يُضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه ] (يوحنا 1: 5)، ولكنه لم يُشرق كما للقديم في عمود نار أو في أي شكل آخر، بل ظهر في جسم بشريتنا وأنار لنا نور الآب: [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6).

أنظروا الكرامة التي صارت لنا، أنظروا العزة التي نحن فيها الآن، [ أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ] (1يوحنا 3: 1)، ألا يشعر أحد معي اليوم باستعلان الحياة الإلهية الفائقة العظمة في داخل الحياة الإنسانية، فيقوم مسرعاً لذلك الحمل الوديع ليلقي نفسه بالتمام عليه لتعود له الحياة وينال هذا السرّ المخفي عن أنظار غير المؤمنين لأنهم يسمعون لكنهم لا يفهمون، لأن مداركهم منغلقة على سرّ الحياة، لأنهم يحبون الظلمة أكثر من النور، فلهم عيون لا تبصر وآذان لا تسمع، لذلك ظلوا مائتين لا يدركون شدة الظلمة التي فيها يقيمون [ الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله ] (2كورنثوس 4: 4)، لكننا نحن الخطاة والأثمة لنا برّ مُقدم على نحوٍ خاص في ذاك الطفل العظيم الجالس في بيت لحم اليهودية الذي أعلن وأظهر نور الآب لكي ينقلنا من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، فلم نعد الخطاة الماءتين المنبوذين والمرفوضين من الله، بل صرنا الخطاة الذي أحبهم الله في المسيح يسوع، لأننا دُعينا للحياة لنؤمن بهذا السرّ، سرّ التجسد لندخل فيه ونستتر بالثوب الجديد، أي لبس شخص الرب يسوع نفسه، اسمعوا واصغوا لا بمجرد عقولكم، لأني اتكلم بسرّ في إيمان بإعلان الروح [ نتكلم بحكمة الله في سرّ الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ] (1كورنثوس 2: 7)، وأكتب ما قاله الرسول:

  • [ الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الازلية ] (2تيموثاوس 1: 9)
  • [ إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته ] (أفسس 1: 5)
  • [ لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح ] (أفسس 1: 12)
  • [ لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها ] (أفسس 2: 10)
  • [ لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين ] (رومية 8: 29)
  • [ والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضاً، والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً، والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً ] (رومية 8: 30)
  • [ ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضاً دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضاً كما يقول في هوشع أيضاً سأدعو الذي ليس شعبي شعبي، والتي ليست محبوبة محبوبة. ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي أنه هناك يدعون ابناء الله الحي ] (رومية 9: 23 – 26)
انظروا السرّ، اعرفوا دعوتكم، صدقوا عمل الله، اصحوا للبرّ، وأخيراً: [ لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح ] (أفسس 5: 14)
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ليملأ الله قلبك بغنى مجده الفائق آمين
 

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,568
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
نعم بالحق نفرح و نتهلل لأننا شعرنا كم كنا بظلمة و أموات بين قبور الشهوة،
و قد أتينا بفرح لمسيح الخلاص الأبدي و آمنا أنه هو الحياة قيامتنا كلنا،
فنلنا شفاء و سري فينا الحياة كنهر متدفق من عند آبانا الذي بالسماوات
فنولنا بركة الدخول في سر التبني في يسوع المسيح إلهنا وملكنا الوديع
المتواضع القلب الذي يحب الخطاة والفجار الذين أولهم أنا الحقير .

خالص الشكر أستاذي الحبيب علي هذه الصلوة المُعزية للقلب
راجياً رب المجد أن يُعوض تعب محبتك و يُثمر بخدمتك أضعاف
و ليستخدمك لمجد أسمُه القدوس ..................... آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
نعم بالحق نفرح و نتهلل لأننا شعرنا كم كنا بظلمة و أموات بين قبور الشهوة،
و قد أتينا بفرح لمسيح الخلاص الأبدي و آمنا أنه هو الحياة قيامتنا كلنا،
فنلنا شفاء و سري فينا الحياة كنهر متدفق من عند آبانا الذي بالسماوات
فنولنا بركة الدخول في سر التبني في يسوع المسيح إلهنا وملكنا الوديع
المتواضع القلب الذي يحب الخطاة والفجار الذين أولهم أنا الحقير .

خالص الشكر أستاذي الحبيب علي هذه الصلوة المُعزية للقلب
راجياً رب المجد أن يُعوض تعب محبتك و يُثمر بخدمتك أضعاف
و ليستخدمك لمجد أسمُه القدوس ..................... آمين

ويفيض في شخصك مجده الخاص
معلناً لك سرّ التجديد في شخصه آمين
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,959
النقاط
113
المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,201
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
انظروا السرّ، اعرفوا دعوتكم، صدقوا عمل الله، اصحوا للبرّ، وأخيراً: [ لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح ] (أفسس 5: 14)
شكرااا أخى العزيز
موضوع جميل جدااا جدااا
كل عام وأنتم بخير

 

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,409
مستوى التفاعل
2,565
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"
ربنا يبارك حياتك استاذي الحبيب . دائما ما ننهم من بحر مواهب الرب الظاهره فى روحك الجميله . شكرا لتعب محبتك وربنا يبارك خدمتك ويستخدمك لمجد اسمه القدوس حسب مواهبه وطاياه الصالحه .
النعمه معك وترعي روحك استاذي الجميل...
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
وهبنا الله قوة سر التجسد لنحيا به وله وفيه دائماً
وكل سنة وانتم طيبين وهذه السنة تكون مملوءه بالنعمة العاملة في الجميع
كونوا معافين باسم الرب إلهنا آمين فآمين
 

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
8 أبريل 2008
المشاركات
15,315
مستوى التفاعل
4,150
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
لقد رفعني موضوعك يا ايمن المبارك الى الأعالي، فوق الزمن والمكان.

عيد التجسد فرح الحياة






أنه يوم أعظم من اليوم الذي قام في الشعب قديماً ورأى إعلان مجد الله في الهيكل، لأن اليوم هو يوم ظهور الله الكلمة لا في هيكل مبني بحجارة ويحتوي على ذهب وفضة ونُحاس، فيه خوارس منفصلة عن بعضها البعض بحجاب وسور يفصل بين أمم ويهود، ولا في تابوت خشب أو خيمة كانت رمزاً، لأن الرمز انتهى وظهر الحق في كمال تجليه، وظهر الله الكلمة في جسم بشريتنا الذي شوهنا طبعه بحريتنا وإرادتنا، ظهر فيه بطهارة وبرّ فائق ليُعلن بهاء الإنسان الجديد الذي سيمنحه لنا في شخصه، فهذا اليوم هو يوم خلاصنا وبهجة عمرنا الجديد،

لأن الرب نفسه صار خلاصنا، صار حريتنا الحقيقية، لأن كل من آمن به لا يخزى



هذا هو اليوم الذي بدأ فيه خلاصنا لأن كلمة الله صار إبن الإنسان للنال به التبني ونصير أبناء الله.



أنظروا الكرامة التي صارت لنا، أنظروا العزة التي نحن فيها الآن، [ أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه] (1يوحنا 3: 1)، ألا يشعر أحد معي اليوم باستعلان الحياة الإلهية الفائقة العظمة في داخل الحياة الإنسانية، فيقوم مسرعاً لذلك الحمل الوديع ليلقي نفسه بالتمام عليه لتعود له الحياة وينال هذا السرّ المخفي عن أنظار غير المؤمنين لأنهم يسمعون لكنهم لا يفهمون، لأن مداركهم منغلقة على سرّ الحياة، لأنهم يحبون الظلمة أكثر من النور، فلهم عيون لا تبصر وآذان لا تسمع، لذلك ظلوا مائتين لا يدركون شدة الظلمة التي فيها يقيمون [ الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله ] (2كورنثوس 4: 4)، لكننا نحن الخطاة والأثمة لنا برّ مُقدم على نحوٍ خاص في ذاك الطفل العظيم الجالس في بيت لحم اليهودية الذي أعلن وأظهر نور الآب لكي ينقلنا من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، فلم نعد الخطاة الماءتين المنبوذين والمرفوضين من الله، بل صرنا الخطاة الذي أحبهم الله في المسيح يسوع، لأننا دُعينا للحياة لنؤمن بهذا السرّ، سرّ التجسد لندخل فيه ونستتر بالثوب الجديد، أي لبس شخص الرب يسوع نفسه، اسمعوا واصغوا لا بمجرد عقولكم، لأني اتكلم بسرّ في إيمان بإعلان الروح [ نتكلم بحكمة الله في سرّ الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ] (1كورنثوس 2: 7)، وأكتب ما قاله الرسول:

  • [ الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الازلية ] (2تيموثاوس 1: 9)
انظروا السرّ، اعرفوا دعوتكم، صدقوا عمل الله، اصحوا للبرّ، وأخيراً: [ لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح ] (أفسس 5: 14)

هذا الكلام هو دعوة محبة ليس للمؤمنين فقط بل لجميع البشر لينظروا الكرامة التي صارت لهم بالمسيح يسوع، فيعرفونه ويقبلوه مخلصا لهم.

نصلي من أحل جميع الذين يرفضون هذه الكرامة ليس عن عمدٍ بل جهلا منهم بحقيقة الله ومحبته للبشر لأن إبليس قد أعمى بصيرتهم وقالوا لهم أن الله خلقهم ليعبدوه ليبعدهم عن محبة الله ويجعلهم -من غير ما يدرون- عبيدا له (لإبليس) وللموت.









 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
المجد لإلهنا الحي الذي يُعطينا أن نغرف من سره العظيم لنشبع ونقدم مائدة الهناء للجميع
لكي يتشارك معنا الكل لأنهم معنا مدعوون لحياة أبدية بكرامة وعزة في المحبوب يسوع
وكتير أشكرك يا أمي الحلوة في المسيح على تعليقك الحلو المفعم بفرح إعلان المجد
الظاهر لنا في شخص المحبوب بسرّ عميق يُكشف لكل قلب يأتي
بإخلاص إليه عن احتياج يطلب مجده ويشبع فرحاً
صلي من أجلي؛ النعمة معك
 

+إيرينى+

واحدة معاكم
عضو نشيط
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
11,235
مستوى التفاعل
2,954
النقاط
113
موضوع رائع جدا ربنا يبارك حياتك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
موضوع رائع جدا ربنا يبارك حياتك

ويُبارك حياتك ويهبك فرح دائم لا يزول
ويعيطينا كلنا نحيا في خوف اسمه القدوس العظيم آمين
 

+بنت الكنيسة+

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 مايو 2011
المشاركات
8,777
مستوى التفاعل
1,940
النقاط
0
الإقامة
في حضن الكنيسة
أفرحوا وتهللوا يا محبي الرب، الذين شعرتم كم كنتم ظلمة وأموات في قبور الشهوة، وأتيتم بفرح لمسيح الخلاص الأبدي وآمنتم أنه هو الحياة، قيامتنا كلنا، فنلتم شفاء وسَرَّت فيكم الحياة كنهر متدفق من عند أبي الأنوار، فدخلتم في سر التبني في يسوع المسيح إلهنا وملكنا الوديع المتواضع القلب الذي يحب الخطاة والفجار الذين أولهم أنا.


لكننا نحن الخطاة والأثمة لنا برّ مُقدم على نحوٍ خاص في ذاك الطفل العظيم الجالس في بيت لحم اليهودية الذي أعلن وأظهر نور الآب لكي ينقلنا من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، فلم نعد الخطاة الماءتين المنبوذين والمرفوضين من الله، بل صرنا الخطاة الذي أحبهم الله في المسيح يسوع، لأننا دُعينا للحياة لنؤمن بهذا السرّ، سرّ التجسد لندخل فيه ونستتر بالثوب الجديد، أي لبس شخص الرب يسوع نفسه، اسمعوا واصغوا لا بمجرد عقولكم، لأني اتكلم بسرّ في إيمان بإعلان الروح [ نتكلم بحكمة الله في سرّ الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا ] (1كورنثوس 2: 7)


رووووووووووعه استاذي الغالي
عجبني جداااااااا
تسلم ايد حضرتك
ربنا يباركك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويغمرك بسلامه الفائق ويهبك كل نعمة ومجد سماوي لا يزول آمين
 
أعلى