الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791946, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4] [SIZE=5][B]19- قامت اعتراضات على أن الحيوان الرابع يشير إلى مملكة سوريا اليونانية. ما هي أشهرها، وما هو الرد عليها؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) يقتبسون قول المسيح «متى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس، ليفهم القارئ» (مت 24: 15 ومر 13: 14 ولو 21: 20) يدل على أن كلام دانيال في المملكة الرابعة نبوة عن تدمير الرومان أورشليم. فكل ما قيل عن الحيوان الرابع والقرن الصغير هو عن مملكة روما والكنيسة البابوية.. فنجيب: صحيح إن تلك العبارات في الأناجيل الثلاثة مقتبسة من دانيال، لكنها غير مأخوذة من كلامه عن الحيوان الرابع، بل من كلام آخر في سفره يشير إلى الرومان وأعمالهم، حيث قيل «ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة، وعلى جناح الأرجاس مُخرَّب» (9: 27). وفي هذا المكان في النسخة السبعينيَّة (التي كانوا يقتبسون منها كثيراً في زمن المسيح) عوضاً عن العبارة الأخيرة «وفي الهيكل» جاءت «رجسة الخراب» وهي نفس العبارة الموجودة في الإنجيل (انظر دا 9: 27 حاشية التوراة بالشواهد). فنرى أن ذلك الاقتباس في الإنجيل في محله تماماً، لأنه مأخوذ من كلام دانيال في أعمال روما، لا في الحيوان الرابع والقرن الصغير. ولا غيره للألفاظ المتشابهة في ذلك (كما في دا 11: 31 و12: 11).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) يقولون: نحن لا نرى في الإنجيل ما يثبت هذا الرأي، بل نرى في سفر الرؤيا ألفاظاً تشبه ألفاظ دانيال في كلامه عن القرن الصغير تشير إلى المملكة الرومانية، لاسيما إلى الكنيسة البابوية.. فنجيب: لم يرد في الإنجيل ما يشير إلى أن الحيوان الرابع هو مملكة سوريا، والقرن الصفير هو أنطيوخس، لأن تلك النبوة كانت قد تمت ومضت، ولا حاجة إلى ذكرها بعد في الإنجيل، خلافاً للمملكة الخامسة التي تمت النبوات عنها في عصر المسيح، فإن الإنجيل مليء بالإشارات إليها كما رأينا. أما ما بين ألفاظ سفر الرؤيا وألفاظ دانيال من المشابهة فنشأ عما بين مواضيع نبواتهما من المشابهة، لا عن أن النبوتين تشيران إلى شيء واحد. فإن دانيال تنبأ عن عدو للكنيسة اليهودية، وتمت نبوات في أوانها، أي قبل زوال الكنيسة اليهودية. أما يوحنا فتنبأ في الرؤيا عن عدو للكنيسة، ويحتمل أنه استعمل عبارات تشبه عبارات دانيال لما بين صفات العدوين وأعمالهما وطرق مقاومتهما للديانة الحقيقية من المشابهة. والأرجح أنه استعار ألفاظ دانيال نفسها للتعبير عن موضوعه. وهكذا نقول أيضاً في مقارنة أقوال بولس في ذكر «إنسان الخطية» (2تس 2: 3-10) وصفات القرن الصغير في دانيال من المشابهة، فإنها لم تنشأ عن أن أقوالهما تشر بالضرورة إلى شخص واحد، بل عن مشابهة صفات عدو الكنيسة اليهودية أنطيوخس لعدو للكنيسة إنسان الخطية وضد المسيح. والقرن الصغير في العهد القديم، وإن اختص بالكنيسة اليهودية قبل مجيء المسيح، كان في صفاته وأعماله ذا صفة رمزية تشير إلى ضد المسيح وإنسان الخطية في زمان العهد الجديد، ولذلك نعتبره رمزاً لضد المسيح في أزمنة الإنجيل.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) يقولون إن وصف قوة الحيوان الرابع وعظمته وتسلطه على الآخرين لا يصح إلا على مملكة روما التي كانت قوية وممتدة وشديدة البأس.. فنجيب: نبوة دانيال موجهة إلى الأمة اليهودية وما جاء بها خاص بتاريخ اليهود في المستقبل القريب، أي في مدة نحو 500 سنة منذ نطق بها إلى أن أتى المسيح وأسس ملكوته. وكان المقصود منها تنشيط شعب الله في وسط الممالك الوثنية القوية، وإيضاح سلسلة تلك الممالك لهم، وعلاقتهم بهم كأمة. ولذلك وُصف الحيوان الرابع بأنه هائل وقوي، والقرن الصغير بأنه عامل أعمالاً عظيمة لليهود لا للعالم أجمع. وبهذا الاعتبار يصح وصف الحيوان الرابع على مملكة سوريا، ووصف القرن الصغير على أنطيوخس أبيفانيس، لأنهما ألد أعداء اليهود وأشدهم ضرراً. أما القول إن مملكة سوريا اليونانية (أي الدولة السلوقية) كانت صغيرة وقليلة الاعتبار فغير صحيح، لأنها كانت متسعة وقوية وقاسية وظالمة، حاربت حروباً وسفكت دماءً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]20- ما هي براهين أصحاب رأي أن الحيوان الرابع هو مملكة روما الوثنية، وما هي الردود على ذلك؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* (1) يقولون إن المملكة الرومانية كانت مملكة عظيمة وواسعة، تدخَّلت في أمور اليهود لأنها كانت آلة في يد الله لإبادة اليهود، ولذلك يصح أن نحسبها الحيوان الرابع.. فنجيب: ليس في سفر دانيال دليل على أنه يتنبأ عن الممالك السياسية القائمة في عصر الإنجيل. وإذا اعتبرنا الحيوان الرابع أنه مملكة روما نؤخر النبوة إلى ما بعد تأسيس ملكوت المسيح بمئات السنين، ويصعب علينا تفسير العشرة القرون والقرن الصغير، إذ لا يوجد عشرة ملوك يمكن أن نحسبهم القرون العشرة، ولا ملك آخر يصح عليه ما قيل عن القرن الصغير. ولذلك التزم أصحاب الرأي الروماني أن يغضوا النظر عن التفسير الإلهي الذي بموجبه تعتبر القرون الصغيرة رمزاً لعشرة ملوك، وكذلك القرن الصغير رمزاً لملك آخر، وجعلوا الإشارة إلى عشر ممالك، لا إلى عشرة ملوك، والقرن الحادي عشر حوَّلوه إلى سلسلة رؤساء كنيسة، وذلك بالرغم من وضوح قول الله إنه ملوك لا ممالك. قال دانيال «والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون، ويقوم بعدهم آخر، وهو مخالفٌ الأوّلِين، ويذل ثلاثة ملوك» (7: 24) وكذلك اعتبار مملكة روما الحيوان الرابع يؤخر المملكة الخامسة عن وقتها حتى يلزم عن ذلك أنها لم تؤسَّس بعد، لأنها تقوم بعد انقراض الرابعة (دا 7: 21-28). وبما أن الكنيسة البابوية لا تزال قائمة، يلزم عن رأيهم أن مملكة المسيح لم تقم بعد (انظر دا 7: 11، 12، 26، 27).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) يقولون إن وصف القرن الصغير يصح على الكنيسة البابوية تماماً، ولذلك لابد من الإشارة إليها.. فنجيب: يرمز القرن الصغير إلى قوةٍ تقاوم الكنيسة في عصر الإنجيل. ولا صحة للظن أن القرن الصغير يشير إلى الكنيسة البابوية، لأنه برز في تاريخ اليهود من تمَّ فيه كل ذلك الوصف، فلا لزوم أن ننتظر بعد مجيء المسيح من يتم فيه ذلك. وقد كان للكنيسة اليهودية مضطهِد ومقاوِم كما للكنيسة. والنبوات عن الأول في دانيال وعن الثاني في الرؤيا، ولا لزوم أن نوجِّه نبوات دانيال إلى الكنيسة البابوية، فإن القرن الصغير ملك كسائر القرون العشرة وقد طلع وراءها.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) يقولون إن تأسيس ملكوت المسيح وإعطاءه لقديسي العلي يجب أن يشير إلى الألف السنة، لأننا لا ننتظر إتمام هذا إلا بعد انقراض كنيسة روما.. فنجيب: يعلمنا الكتاب المقدس أن ملكوت المسيح تأسس عند صعوده، وأخذ يمتد منذ ذلك الوقت، ولا يزال يمتد إلى الآن. وعلى ذلك لا تعتبر الألف السنة زمان تأسيس الملكوت، بل وقت امتداده وانتصاره العام. وقبل ذلك الوقت ننتظر حسب نبوات سفر الرؤيا سقوط «ضد المسيح».[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) يقولون إن تأسيس ملكوت المسيح يكون في أيام الملوك المشار إليهم في دا 2: 44 بقوله «وفي أيام هؤلاء الملوك» وإن «هؤلاء الملوك» تشير إلى الممالك العشر المشار إليها بالقرون العشرة في ص 7.. فنجيب: الإشارة في قوله «هؤلاء الملوك» هي إلى الملوك الأربعة المشار إليهم في دانيال 2 وهم ملك بابل، وملك مادي وفارس، وملك اليونان، وملك سوريا. فإن الله بدأ في زمن هؤلاء الملوك بالاستعداد لإقامة ملكوته ويتضح من دانيال 7 أن ملكوت المسيح يقوم بعد إبادة الحيوان الرابع أو بالحري بعد إجراء الدينونة على القرن الصغير. فالمقصود بإقامة ملكوت المسيح في أيام هؤلاء الملوك هو إتمام الاستعداد وتجهيز العالم لمجيء المسيح.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]21- لماذا نرفض تفسير كلام دانيال عن الحيوان الرابع وعن القرن الصغير أنه يشير إلى المملكة الرومانية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* (1) وصف الحيوان الرابع لا يصدق على المملكة الرومانية، لا باعتبار زمانها ولا مكانها ولا علاقتها بالثلاث الأخرى، لأنها لم تعقب الثالثة منها، ولا سبقت الخامسة لأنها خربت قبل تأسيسها. ولا تألفت من الشعوب التي تألفت منها تلك الثلاث، ولا اضطهدت اليهود إلا بعد مجيء المسيح وتأسيس ملكوته. والكنيسة البابوية لم تضطهِد الكنيسة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) وصف الحيوان الرابع أو المملكة المشار إليها به أنها مؤلفة من قطع متنوعة، بعضها من حديد وبعضها من خزف، وبعضها قوي وبعضها قصِم، وأنها منقسمة، لا يصح على المملكة الرومانية التي كانت قوية ثابتة ممتدة ولم تكن مقسومة قبل مجيء المسيح. وقيل أيضاً عن الحيوان الرابع إنه كان مخالفاً لكل الحيوانات التي قبله وهذا يصح على مملكة سوريا تماماً، ولا يمكن تطبيقه على مملكة روما.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) القول إن القرن الصغير يغيِّر الأوقات والسُنَّة (الشريعة) يفيد أن المحاربة بينه بين قديسي العلي جرت فيما كان اليهود شعب الله، وقبل زوال النظام الموسوي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) طلع القرن الصغير بين قرون الحيوان الرابع. وعلى ما نستنتج كان ملكاً سياسياً مثل الملوك العشرة، لأنه لا دليل مطلقاً على أنه رئيس روحي كنائسي لطائفة دينية.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](5) ضُرب الحيوان الرابع بسبب خطايا القرن الصغير. قال دانيال «كنت أنظر حينئذ من أجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن. كنت أرى إلى أن قُتل الحيوان وهلك جسمه ودُفع لوقيد النار» (دا 7: 11). وحسب الرأي الروماني يلزم أن مملكة روما الوثنية هلكت بسبب خطايا الكنيسة البابوية.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](6) المملكة الخامسة أو مملكة المسيح هي الحلقة الأخيرة في سلسلة نبوات دانيال عن الممالك الخمس، فإن حسبنا المملكة الرابعة مملكة روما جعلنا قيامها وسقوطها قبل تأسيس ملكوت المسيح لا بعده، وذلك يخالف الواقع.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](7) نبوات دانيال الأربع في ص 2، 7، 8، 11 هي على الأرجح مرادفة بعضها لبعض، أي تشير إلى مواضيع واحدة، بدليل ما في كلامها عن كل جزء بمفرده من المشابهة الكلية. أما الرأي الروماني فيحول ما قيل في ص 7 عن الحيوان الرابع والقرن الصغير إلى موضوع آخر، أي الكنيسة البابوية، مع أنه مكرر في المعنى في ما قيل عن القرن الصغير في ص 8 الذي يقول أصحاب الرأي الروماني إنه يشير إلى أنطيوخس أبيفانيس.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](8) التفسير الإلهي للقرون العشرة هي أنها عشره ملوك، والقرن الصغير أنه ملك آخر طلع بينهم. وحسب الرأي الروماني القرون العشرة هي ممالك، والقرن الصغير كنيسة، وهذا تناقض![/B][/SIZE] [SIZE=5][B](9) يستلزم تفسير النبوات حسب الرأي الروماني أن نسلِّم بمبدأ آخر مثبت من الكتاب المقدس، وهو أن «يوم» في النبوات يشير إلى سنة، وعليه فالعبارة «زمن وزمنين ونصف زمان» تشير إلى 1260 سنة، وذلك مستحيل كما سنرى في إجابة السؤال التالي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]22- كيف تبرهن خطأ رأي من يقولون إنه اليوم مستعار (في بعض النبوات) لسنة؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* (1) حقيقة هذا الرأي:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]اتَّخذ البعض هذا الرأي مبدأً لتفسير المُدد المذكورة في سفري دانيال والرؤيا، فاعتبروا ال 1260 يوماً بمعنى 1260 سنة. غير أن هذا المبدأ ليس من الأمور المبرهنة، لا من نصوص الكتاب المقدس، ولا من إتمام النبوات التي تمت. وقد سُمي هذا الرأي «رأي اليوم السنوي» وبموجبه يجب ضرب الأزمنة أو السنين والشهور في بعض النبوات في عدد أيامها، ويكون الحاصل هو عدد السنين الحقيقي. وهذا خطأ.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) الأدلة على بطلانه:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](أ) لأنه يخالف العقل، فقد أعطى الله النبوات للبشر في لغتهم، ولولا ذلك لما أمكنهم أن يستفيدوا منها بدون إعلان خاص لتفسير اللغة النبوية. ولا نستثني ما في النبوات من التشبيه والمجاز والكناية من هذا الحكم، لأن الألفاظ المستعملة لذلك مستعملة بمعناها المتعارف عليه، فكلمة «أسد» مستعملة بمعنى أسد و«خروف» بمعنى خروف. وكلمة أسد مثلاً مستعملة للدلالة على ما في المستعار له من صفات الحيوان الموضوعة له، وهذا لا يختص بالنبوات بل عام في الكلام. وفي اللغة العبرانية كلمة «يوم» وكلمة «سنة». فلو أراد الله «سنةً» لاستعمل كلمة سنة وليس كلمة «يوم».[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](ب) ليس في النبوات ما يسند هذا الرأي. فقال أهله إن الله قصد بذلك أن يجعل كلامه عن الوقت غير مفهوم إلى أن يتم، فأغلق على هذا الجزء من الحق وأخفى مفتاحه.. ورداً على ذلك نقول: (1) لا دليل على أن الله قصد أن يخفي ما يظهر أنه قصد أن يعلنه، فاعتمد على الألغاز لإبهام النبوات وإخفاء معرفة الزمان، وهو يدَّعي أنه يعلنه. فلو قصد هذا الأمر لاكتفى بعدم ذكر الوقت كما فعل كثيراً. فما الغاية من إعلانه الزمان على صورة اللغز أو المعمَّى؟ (2) لو جعل الله اليوم كناية عن سنة لكشفت لنا حوادث قليلة محققة مفتاح السر، وبطل قصد الله في إخفاء الوقت، لأننا بعد أن نجد المفتاح يسهل جداً استعماله، وجدول الضرب بسيط وسهل الاستعمال.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](ج) لا يمكن إثباته من إتمام نبوة ما. قال البعض إن ذلك سيتبيَّن من حوادث لم تحدث بعد.. فنجيب: الأمر بالعكس، فالنبوات التي تمت تبرهن أن المقصود باليوم في النبوات هو «يوم».[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](د) تناقض جميع النبوات التي تمَّت بشأن هذا الرأي، فكل ما ذُكر في الكتاب من إتمام نبوّاته يبين أن الألفاظ الدالة على الوقت في النبوات مستعملة بمعناها الحقيقي المشهور لا على سبيل اللغز. ومن ذلك إنباء الله بواسطة نوح أن الطوفان يكون بعد 120 سنة (تك 6: 3) وتلك المدة كانت 120 سنة حقيقية لا 43200 سنة. وقوله لنوحٍ «لأني بعد سبعة أيام أيضاً أُمطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة» (تك 7: 4). فلو بقي نوح محبوساً في الفلك سبع سنين قبل مجيء الطوفان لكانت تلك بلية شديدة عليه. وقول الله لإبراهيم «نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم، فيذلّونهم أربع مئة سنة» (تك 15: 13). فهل يصدّق أحد أن تلك المدة كانت 400 × 360 أي 144 ألف سنة. وقوله «وبنوكم يكونون رعاة في القفر أربعين سنة» (عد 14: 33). فهل تاهوا في البرية 14400 سنة؟ قال إشعياء، وفي مدة 65 سنة ينكسر أفرايم حتى لا يكون شعباً» (إش 7: 8) ونرى من التاريخ أن تلك المدة كانت 65 سنة حقيقة لا 23400 سنة، عند نهايتها خربت مملكة إسرائيل على يد شلمنأسر سنة 722 ق م، وأن النبي حسب نهايتها عندما أرسل آسرحدون إلى البلاد قوماً ليسكنوها. وقال أيضاً «في ثلاث سنين كسني الأجير يُهان مجد موآب» (إش 16: 14) ولكن ليس من يحسب هذه المدة 180 سنة. وإذا كانت هذه المدة ثلاث سنوات فقط، لماذا لا تكون الثلاث سنوات ونصف في دا 7: 25 و12: 17 كذلك؟ وقال إرميا «تخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة» (إر 25: 11). وأيضاً «عند تمام سبعين سنة لبابل أتعهدكم وأقيم لكم كلامي الصالح بردّكم إلى هذا الموضع» (إر 29: 10). وفهم دانيال أن المقصود بالسنة هنا معناها الحقيقي المشهور، فلو اعتقد برأي «اليوم السنوي» لحسب أن الرجوع يكون 25200 سنة بعد السبي، وقطع الأمل من بقائه على قيد الحياة إلى ذلك الوقت. ومن هذا القبيل نبوة حزقيال عن سبي وقتي إلى مصر، وهو 40 سنة لا 14400 سنة. ونبوة دانيال عن جنون نبوخذنصر سبعة أزمنة (دا 4: 16، 23، 25، 32). قال أصحاب هذا الرأي إن الزمان والزمانين والنصف الزمان في دا 7: 25 و12: 7 أي ثلاث سنوات ونصف هي بالحقيقة 1260 سنة. فما قولهم في هذه السبعة الأزمنة التي على رأيهم يجب أن تكون 2520 سنة؟ فكما أن السبعة الأزمنة التي هي مدة جنون نبوخذنصر هي سبع سنين اعتيادية، كذلك الثلاثة الأزمنة والنصف التي هي مدة تغيير أنطيوخس الطقوس الموسوية والذبائح التي عبّر عنها بالأوقات والسُنَّة (الشريعة) (دا 7: 25).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](هـ) يقول أصحاب هذا الرأي إنه يصدق على أزمنة ضيق صهيون واضطهادها، لا على عصر نجاحها وسعادتها، فاعتبروه في النبوات عن تسلط «ضد المسيح» دون النبوات عن مُلك المسيح الحقيقي. وهو باطل لأن هذا التمييز يجعلنا نحسب اليوم في بعض النبوات يوماً والسنة سنةً، وفي غيرها اليوم سنة والسنة 360 سنة. والحساب الأخير للضيق والعار، والأول للنجاح والمجد! وذلك لما يأتي: (1) لأنه يلزم عنه أن الله قصد أن يكتم عن شعبه مدة ضيقهم الحقيقية بواسطة التلاعب في الكلام، أو بالحري أعلن لهم جزءاً من 360 من الوقت الحقيقي، وهو مما لا يقبله العقل. (2) لأن مُلك «ضد المسيح» بموجبه يكون أطول من ملك المسيح، فمدة ملك عدو المسيح 1260 سنة ومدة ملك المسيح ألف سنة فقط، فيزيد زمن الاضطهاد والضيق والمصائب على زمن السلام والحق والبر والخلاص، وهذا لا يُصدَّق! إن رحمة الله لهذا العالم لا تسمح بذلك، وكلام النبوات يناقضه. قال الرب «لحيظةً تركتُك وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظةً، وبإحسانٍ أبدي أرحمك، قال وليّك الرب» (إش 54: 7، 8). فهل نسبة اللحظة إلى الأبد كنسبة 1260 إلى ألف.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) أدلة أصحاب هذا الرأي والرد عليها:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]يستند أصحاب هذا الرأي على ما يأتي: [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](أ) قول الله لبني إسرائيل «بنوكم يكونون رعاة في القفر 40 سنة.. كعدد الأيام التي تجسستم فيها الأرض أربعين يوماً، للسنة يوم. تحملون ذنوبكم أربعين سنة» (عدد 14: 33، 34).. فنجيب: إنه لم يستعمل اليوم هنا بمعنى سنة بل بمعناه الحقيقي. فلو قال إنهم يتيهون 40 يوماً، ورأينا من التاريخ أنهم تاهوا 40 سنة لأمكن إثبات رأيهم من ذلك. ولكن القول هو إن سني تيهانهم تكون بقدر أيام تجسسهم الأرض، لقصاصهم مذكراً لهم على الدوام بخطيتهم. نعم في هذه الآية نبوة حقيقية، وهي قوله «يكونون رعاة في القفر أربعين سنة» وأيضاً «تحملون ذنوبكم أربعين سنة» وبموجب رأيهم كان ينبغي أن مدة تيهانهم تكون 14400 أي 40 × 360 وذلك خلاف الواقع.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](ب) قول الله لحزقيال «اتكئ أنت على جنبك اليسار، وضع عليه إثم بيت إسرائيل. على عدد الأيام التي فيها تتكئ عليه تحمل إثمهم. وأنا قد جعلت لك سني إثمهم حسب عدد الأيام 390 يوماً. فتحمل إثم بيت إسرائيل. فإذا تممتها فاتكئ على جنبك اليمين أيضاً، فتحمل إثم بيت يهوذا 40 يوماً. فقد جعلت لك كل يوم عوضاً عن سنة» (حز 4: 4-6). ولكن كلمة «يوم» في هذا القول مستعملة بمعناها الحقيقي لا بمعنى سنة، وكلمة «سنة» مستعملة بمعنى سنة لا بمعنى 360 سنة. صحيح أن اتّكاءه على الجنب الواحد 40 يوماً عبّر عن حملهِ خطاياهم 40 سنة، ولكن اليوم في ذلك ليس سنة بل يشير إلى سنة. فلو قال الله «أربعين يوماً» وقصد أربعين سنة لكان ذلك برهاناً على صدق الرأي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](ج) قول بطرس إن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيومٍ واحدٍ (2بط 3: 8). فإذا كان في هذه الآية دليل فلسوء الحظ هو أكثر من المطلوب، أي أن اليوم ليس سنة فقط بل ألف سنة، والألف السنة يومٌ واحدٌ. وعليه فالألف السنة التي تنبأ عنها يوحنا في سفر الرؤيا ليست إلا يوماً واحداً فقط. فلا نعلم كيف نتصرف في هذا الأمر؟ هل نضرب الوقت الظاهر في ألف أو نقسمه على ألف لنحصل على الوقت الحقيقي! لأنه من يعلم المقصود بنبوة ما؟ هل هو أن اليوم بمعنى ألف سنة، أو أن الألف السنة بمعنى يوم واحد؟ ولكن الحمد لله أن «الكاف» في هذه الآية تخلّصنا من هذه الصعوبة، لأنها ترينا أن ليس فيها دليل على أن الله يقول يوم ويريد به سنة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](د) قوله «سبعون أسبوعاً قُضيت على شعبك وعلى مدينتك» (دا 9: 24-27). وهو أقوى ما يوردونه لإثبات هذا الرأي.. فنجيب: إن الكلمة الأصلية المترجمة «أسبوعاً» في صيغة المفرد، معناها سبعة، ويصح أن تكون 7 أيام أو 7 سنين. فالجمع المؤنث يستعمل لسبعة أيام، والجمع المذكر المستعمل هنا لا يدل مطلقاً وحده على أسبوع أيام، بل إذا قُصد به ذلك زيدت بعده كلمة «أيام» (كما في دا10: 2، 3). ولا بد بعد ذكر كلمة «سبعة» أن نسأل عن المعدود ما هو؟ فيجب أن ننظر إلى القرينة أو إلى ما كان في بال الكاتب. ففي هذه المسألة هو 70 سنة السبي، وعليه يكون المعنى «سبعين سبعة سنين»، وذلك ليس من قبيل استعمال «يوم» بمعنى سنة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]قال جبرائيل الملاك لدانيال «من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها، إلى المسيح الرئيس، سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً» (دا 9: 25). فمن إصدار ذلك الأمر إلى مجيء المسيح 69 أسبوعاً. ثم يتلو ذلك الأسبوع الأخير تمام السبعين الذي فيه يثبت العهد مع كثيرين (آية 27) وفي وسطه يبطل الذبيحة والتقدمة (بتقديم نفسه الذبيحة الكاملة النهائية). وإذا ضربنا ال 69 أسبوعاً من السنين في سبعة يحصل 483 سنة، وإذا أضفنا إلى ذلك سبعة أي الأسبوع الأخير كان المجموع 490 سنة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولأجل البحث عن المقصود هنا بالأمر الذي منه تبدأ ال 69 أسبوعاً، أو 483 سنة، نقول: ذكر الكتاب المقدس الأوامر الآتية:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]1- أمر كورش عز 1: 1-4 ق م 536[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]2- أمر داريوس عز 6: 8 ق م 519[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]3- أمر أرتحشستا لعزرا (في السنة السابعة من مُلكه) عز 7: 7، 11-26 (457ق م).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]4- أمر أرتحشستا لنحميا (في السنة العشرين من مُلكه) نح ص 2 (444ق م).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]والمرجح أن الأمر الثالث من هذه الأربعة هو المشار إليه في دا 9: 25. وإذا أضفنا 457 إلى 26 (وهي المدة من التاريخ المسيحي، الذي يبدأ بعد ميلاد المسيح بأربع سنوات) إلى السنة التي فيها بدأ المسيح خدمته الجهارية وهو ابن 30 سنة، كان المجموع 483 وهو عدد السنين المشار إليها بال 69 أسبوعاً. وفي وسط الأسبوع الأخير، أي بعد شروع المسيح في خدمته الجهارية بنحو ثلاث سنوات، صُلِب وأبطل كل ذبيحة وتقدمة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]23- نرجو المزيد من الإيضاح عن «مدة من الزمان» في دانيال 7: 25 و12: 7.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* الإشارة في هذين الشاهدين هي لمدة واحدة عُبّر عنها في أولهما بزمانٍ وأزمنة ونصف زمان، وفي الثاني بزمان وزمانين ونصفه، وهو الصواب. وسبب الفرق بينهما أن دانيال 7 مكتوب باللغة الكلدانية التي ليس فيها صيغة المثنَّى كالعبرانية، ولذلك قيل «أزمنة» عوضاً عن زمانين. ودانيال 12 مكتوب باللغة العبرانية، فاستعمل فيه المثنى فقيل «زمان وزمانين ونصف». وفي دانيال 11، 12 مدة أخرى قدرها 1290 يوماً. وفي عدد 12 مدة أخرى قدرها 1335 يوماً. وفي دا 8: 14 مدة قدرها 2300 صباح ومساء. وفي دانيال 9: 24 مدة معبَّر عنها بسبعين أسبوعاً. وفي كل تلك المدات المقصود على الأرجح ذكر الزمان بمعناه الحقيقي البسيط، أي ليس مجازياً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]والمدة الأولى (المذكورة في دا 7: 25 و12: 7) هي ثلاثة أزمنة ونصف زمان. واللفظة المترجمة هنا بزمان تشير إلى مدة معلومة، أو إلى حصة معينة من الزمان. وبما أن السنة هي المدة التي يصح بالأكثر ذكرها على هذه الصورة، أجمع رأي أغلبية المفسرين على أن العبارة «زمان وزمانين ونصف» تشير إلى ثلاث سنوات ونصف سنة. ومما يؤيد ذلك قرينة الكلام التي جاء فيها ذكر مدة قدر ما 1290 يوماً، أي ثلاث سنوات ونصف سنة (انظر دا 12: 11). وهي تشير إلى زمان تسلط أنطيوخس أبيفانيس على الهيكل اليهودي وتعطيله الذبيحة اليومية، الذي بلغ كما نتعلم من التاريخ ثلاث سنوات ونصف سنة (1مكابيين ا). فإن هذه المدة ذُكرت بالضبط، لأن بين إزالة المحرقة الدائمة على يد أنطيوخس وتطهير الهيكل على يد المكابيين مدة تزيد عن ثلاث سنوات ونصف بمقدار ثلاثين يوماً، فيكون «زمان وزمانين ونصف زمان» عبارة تقريبية لذلك، و1290 يوماً هي عدد أيام تلك المدة تماماً.. والمدة المذكورة في دا 12: 12 وقدرها 1335 يوماً، أي أكثر من المدة المذكورة في دا 12: 11 بخمسة وأربعين يوماً تشير إلى وقت موت أنطيوخس أبيفانيس الذي حدث بعد تطهير الهيكل على يد المكابيين بنحو شهر ونصف.. والمدة المذكورة في دا 8: 14 هي كما يظهر من القرينة مدة اضطهاد أنطيوخس أبيفانيس لليهود من وقت قتل أونياس رئيس الكهنة سنة 171 ق م إلى وقت تطهير الهيكل في شهر ديسمبر سنة 165 ق م.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وما قلناه في هذا الموضوع يطابق التفسير الأصحّ لسفر دانيال الذي بموجبه يشير الحيوان الرابع إلى مملكة سوريا اليونانية، والقرن الصغير إلى أنطيوخس أبيفانيس الذي اضطهد اليهود اضطهاداً عنيفاً جداً وشرع في إبطال ديانتهم وإلغاء سُنَّتهم (شريعتهم)، وعظم نفسه ضد العلي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]بقي علينا الآن أن ننظر في المدة المذكورة في دا 9: 24 وهي 70 أسبوعاً فنقول: المقصود بالأسابيع هنا أسابيع سنين لا أسابيع أيام، لأن عقل دانيال كان مشغولاً وقتها بمدة السبي التي هي سبعون سنة، فاستجاب الله لطلبته لأجل رجوع اليهود، وكشف له أمراً أعظم من ذلك وهو مقدار المدة قبل مجيء المسيح، وقال «سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك» (دا 9: 24). فلو أراد أسابيع أيام لصرح بذلك كما في ص 10: 2، 3 حيث قال في هاتين الآيتين «ثلاثة أسابيع أيام» تمييزاً عن السبعين أسبوعاً من السنين المذكورة قبل ذلك بخمس آيات. فتبين أن المدات المذكورة في سفر دانيال جميعها تُفسَّر بمعنى حقيقي، ولا لزوم لاعتبارها خلاف ذلك [/B][/SIZE] [SIZE=5][B]24- ما هو المقصود من قول المسيح في متى 24: 14 «ثم يأتي المنتهى»؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* قال المسيح: «ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى» (مت 24: 14). فقال أصحـاب رأي مجيء المسيح قبل الألف السنة إن القصد ببشارة الإنجيل مجرد الشهادة للحق أمام كل الأمم. والآن إذ قد بُشّر بالإنجيل في أماكن كثيرة في العالم اقترب مجيء المنتهى (وهو على زعمهم مجيء المسيح بالجسد ليملك على الأرض).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ونجيب على هذا: (أ) التفسير الصحيح لهذا القول هو أن «منتهى» هنا تشير إلى نهاية النظام اليهودي، أي تدمير الرومان أورشليم والهيكل، لا إلى نهاية العالم، وذلك واضح من قول المسيح (بعد كلامه السابق) «لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله» (مت 24: 34). والمقصود بكلمة جيل في هذا الصدد أهل زمانه، وقد جاءت بهذا المعنى في العهد الجديد 42 مرة. أما سابقو الألف السنة فوسعوا معناها، وقالوا إن المقصود بها الأمة اليهودية، وإن معنى العبارة هو أن الأمة اليهودية لا تزول من الأرض حتى يتم كل ما قيل في هذا الأصحاح، وهو غير صحيح. (ب) تشير كلمتا «يكرز» و«شهادة» إلى أكثر من مجرد ذكر اسم المسيح أمام البشر، فإنهما تشيران إلى التبشير بالإنجيل وتعليمه للناس وتفهيمهم إياه وحملهم على قبوله، لأن الكرازة والشهادة مستعملتان في الكتاب لإيضاح الحقائق الدينية التي تبيِّن لنا محبة الله وكيفية الخلاص بالمسيح، كما يتضح من قوله لتلاميذه حين أرسلهم ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها «تكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض» (أع 1: 8). وقوله أمام بيلاطس «لهذا قد وُلِدتُ أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق» (يو 18: 37).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]25- ما معنى قول الرسول بطرس في أعمال 3: 21 «أزمنة ردّ كل شيء»؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* قال الرسول بطرس «توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب، ويرسل يسوع المسيح المبشَّر به لكم قبلُ، الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة ردّ كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر» (أع 3: 19-21). فقال أصحاب مذهب سابقي الألف السنة إن قوله «أزمنة ردّ كل شيء» يشير إلى وقت مجيء المسيح بالجسد ليملك على الأرض. وهو غير صحيح بدليل أن «ردّ» تشير إلى إرجاع الأشياء إلى ما كانت عليه. وهذا يشير إما إلى أحوال مملكة داود المجيدة، وهي التي ترمز إلى ملكوت المسيح، أو إلى أحوال جنة عدن الطاهرة المقدسة، والثاني هو الأرجح. لقد تكلم الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر عن «رد كل شيء» وهو موضوع أعظم نبوات العهد القديم، أي انتصار الإنجيل وفعله العظيم في رد العالم إلى حالة السلام والراحة والقداسة. ولكن هل تقبل السماء يسوع إلى أن تبدأ أزمنة رد كل شيء، أو بالحري إلى أن تنتهي؟ أو هل يأتي المسيح قبل إتمام هذه النبوات أو بعد إتمامها؟ فسابقو الألف السنة اعتقدوا بالأول، وقالوا لا يُرَدّ شيء مطلقاً إلى أن يأتي المسيح ويشرع في ذلك بنفسه. غير أن نبوات العهد القديم تبشرنا بإقامة ملكوت المسيح وتقدم الإنجيل ونجاحه وامتداده وإنارة البشر بواسطته وإرجاعهم إلى الله ومُلك المسيحية على قلوب البشر، وما ينشأ لهم عن ذلك من الفرح والسلام والراحة. وعليه، فقد بدأ تحقيق الأمور التي تكلم عنها الأنبياء، وأشار إليها بطرس بقوله «ردّ كل شيء» منذ صعود المسيح، ولا تزال تتقدم في ذلك، وستستمر تتقدم إلى أن تبلغ الإتمام الكامل. وسيبقى المسيح في السماء إلى أن تتم أزمنة رد كل شيء، وحينئذ يأتي المسيح. ولا يوجد برهان على أنه يأتي ليتمم ذلك الرد.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]26- اشرح معنى قول الرسول بولس عن إنسان الخطية في 2تسالونيكي 2: 1-8.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* قال الرسول بولس «ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه، أن لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم، ولا ترتاعوا، لا بروحٍ ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منّا، أي أن يوم المسيح قد حضر. لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي إن لم يأتِ الارتداد أولاً، ويُستعلَن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهاً أو معبوداً، حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله مظهراً نفسه أنه إله. أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا؟ والآن تعلمون ما يَحجُز حتى يُستعلَن في وقته. لأن سر الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يُرفع من الوسط الذي يَحجُز الآن. وحينئذ سيُستعلَن الأثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه» (2 تس 2: 1-8). ومعنى ذلك على رأي أشهر المفسرين أنه لابد من حدوث أمرين عظيمين قبل مجيء المسيح، وهما الارتداد العظيم، وظهور «إنسان الخطية» أي «ضد المسيح» الذي وصفه الرسول بالتدقيق، وأن أصول الشر كانت حينئذ تعمل فقط، وأنها تكمل متى أتى إنسان الخطية وابن الهلاك الذي كان حينئذ يمنع ظهوره، وهم قد عرفوه. وأن «إنسان الخطية» متى وصل إلى معظم قوته وأشد ضرره، يبطله الرب بظهور مجيئه ويبيده بنفخة فمه. وعلى ذلك قال سابقو الألف السنة إن مجيء المسيح بالجسد ضروري ليبيد ضد المسيح.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]فنجيب: إن مجيء المسيح المذكور هنا ليبيد إنسان الخطية ليس هو بالضرورة مجيئه الثاني للدينونة، بل يُحتمل أنه يشير إلى مجيئه في إجراء الوسائط اللازمة لإتمام إبادة ضد المسيح، كما جاء في قول المسيح عن مجيئه لخراب أورشليم «فإني الحق أقول لكم، لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان» (مت 10: 23 وإش 13: 6، 9 و19: 1 و30: 27-33 ومي 1: 3-5 ورؤ 3: 3).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ويظن بعض المفسرين أن إنسان الخطية شخصٌ شرير جداً يظهر بعد الألف السنة قبيل مجيء المسيح ثانية للدينونة، وأن مجيء المسيح المشار إليه هنا (عندهم) هو مجيئه الأخير ليبيد إنسان الخطية، إذ يكون إنسان الخطية موجوداً فيبيده بنفخة فمه وبظهور مجيئه. وليس في الكتاب ما يثبت هذا الرأي، فهو مجرد ظن.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]27- ما هو التفسير الأصح لما جاء في سفر الرؤيا 20: 4-10؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* الأرجح أن هذه الآيات تشير إلى انتصار الإنجيل الكامل في مدة الألف السنة، وحصار الشيطان في تلك المدة المجيدة، وأن المقصود بالقيامة الأولى قيام المسيحية في العالم.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقد استند أصحاب رأي مجيء المسيح قبل الألف السنة على قول صاحب الرؤيا «ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان، وقيّدهُ ألف سنة وطرحه في الهاوية وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يُضل الأمم في ما بعد حتى تتم الألف السنة، بعد ذلك لا بد أن يُحَلّ زماناً يسيراً. ورأيت عروشاً فجلسوا عليها وأُعطوا حكماً. ورأيت نفوس الذين قُتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السِّمة على جباههم وعلى أيديهم، فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة. وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة. هذه هي القيامة الأولى. مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى. فهؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه الألف السنة» (رؤ 20: 1-6).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]زعم سابقو الألف السنة أن القيامة المذكورة هنا هي قيامة جسدية، وأن المُلك هو مُلك منظور على الأرض مع المسيح، إذ يأتي بالجسد لهذه الغاية. والحق هو: [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) هذا القول لا يُثبِت مجيء المسيح قبل الألف السنة إلا إذا فسرناه تفسيراً حرفياً. على أن تفسيره الحرفي مردود بأن يوحنا لم يقُل إنه رأى أجساد القديسين، ولا إنه رآهم قاموا من قبورهم، بل إنه رأى نفوسهم، وذلك لا يثبت قيامة أجسادهم، بل بالعكس ينفيها. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) هذه الرؤيا توافق تماماً رؤيا فتح الختم الخامس (رؤ 6: 9-11) ففيهما رأى يوحنا نفوساً بشرية هي نفوس شهداء قُتلوا لأجل كلمة الله ولأجل شهادة يسوع. في الأولى رآهم تحت المذبح يقدمون صلواتهم إلى الله لينتقم لدمائهم من مضطهديهم، وأما في الثانية فرأى أن ذلك قد جرى، وانتقم الله لدمائهم. رأى يوحنا أن حق المسيح الذي كان قبلاً في خطر الفشل قد انتصر، وهم غلبوه. وهذا من أشهر الأمور في السفر، أي تعزية القديسين المضطهَدين وتقوية إيمانهم وصبرهم بواسطة رؤى عن المستقبل السعيد الذي أمامهم، لا براحتهم الشخصية في السماء، بل بانتصار ملكوت المسيح الذي لأجله احتملوا العذاب والموت، على رجاء أنهم يشاهدونه ظافراً بعد الجهاد العظيم. وقد أُشير إلى هذا التغيير بذكر نفوسٍ شُوهدت أولاً في تنهُّدات التضرع إلى الله تحت المذبح، ثم على عروشٍ وهي حية مالكة مع المسيح وظافرة بفرحٍٍ بسبب تقييد الشيطان وسقوط الأعداء وتمتع العالم بالسلام والطهارة في مُلك عمانوئيل. فهذا التغيير هو لهم حياة من الموت. ومن المناسب الإشارة إليه بالقيامة. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) استعمال القيامة بهذا المعنى ورد في إش 26: 14، 19 وحز 37: 10 والرائي يعرف سفري إشعياء وحزقيال جيداً وأخذ منهما كثيراً من إشاراته واستعاراته. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) التفسير الحرفي يناقض شهادة الكتاب الذي يقول إنه تكون قيامة واحدة فقط عامة شاملة. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](5) قيل في آية 6 «مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم». إذاً القيامة الأولى نجاة من الموت الثاني. وبما أن الموت الثاني مجازي لا يدل على موت الجسد، فنتج طبعاً أن القيامة الأولى مجازية. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](6) مما يعضد التفسير المجازي أن الآية واردة في سفر مملوء بالاستعارات التي لا تصح فيها التفسيرات الحرفية. بل في نفس هذا الأصحاح نرى السلسلة العظيمة، والحية القديمة، والختم عليها، والعروش، والموت الثاني، ومعسكر القديسين، والمدينة المحبوبة. فتفسير القيامة الأولى بمعنى روحي لا يناقض روح السِّفر بل يوافقه.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وإذا قيل: لا يصح تفسير «قيامة» في هذه العبارة بمعنى روحي، لأن في نفس هذا الأصحاح ذكر قيامة جسدية يجب فهمها حرفياً (آيات 11-15) وإنه لا يُحتمل تفسير لفظةٍ واحدةٍ في أصحاح واحد مرة بمعنى روحي وأخرى بمعنى حرفي.. فنجيب: جاء كثيراً في الكتاب المقدس الكلام المجازي والحرفي معاً، ليس فقط في أصحاح واحد بل في آيةٍ واحدةٍ. فقد جاءت فيه كلمة «ولادة» للدلالة على الولادة الروحية وعلى الولادة الجسدية، وكلمة "موت" للموت الروحي وللموت الجسدي، والكلمات «خبز وماء وزرع وحصاد» الخ بمعنى روحي ومعنى جسدي، وغير ذلك كثير. فلماذا لا يصح أن يُشار بكلمة «قيامة» أحياناً إلى قيامة روحية وأحياناً إلى قيامة جسدية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]فتبين مما تقدم أن أشهر الآيات المعول عليها في البرهان على مجيء المسيح قبل الألف السنة لا تفيد هذا المعنى ولا تثبت هذا الرأي البتة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وفي ختام هذا الفصل دعنا نصلي معاً: «يا يسوع المبارك، كثيراً ما بحث الناس عن مجيئك لتملك على الأرض، فلا تسمح أن ينسوا لزوم ملكك الروحي على قلوبهم. كثيرون يتعبون في الجدل عن ملكك الأرضي هنا في هذا العالم مدة ألف سنة، فأطلب إليك أن تجعل جُلّ قصدي وغاية اجتهادي أن أملِّكك على حياتي لأملك أنا شخصياً معك في السماويات إلى أبد الآبدين. في شفاعة المسيح. آمين».[/B][/SIZE][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى