الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791942, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Tahoma][SIZE=4][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4][SIZE=5][B]وفي رسائل بولس نبوتان تستحقان الذكر، إحداهما عن إنسان الخطية، والأخرى عن الارتداد في الأزمنة الأخيرة، أولهما وردت في 2 تسالونيكي، والثانية في 1تيموثاوس. وبما أن النبوة عن إنسان الخطية جاءت أولاً نبدأ الكلام بها، فنبحث أولاً عن معنى الآية التي وردت فيها.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]افتتح الرسول كلامه في هذا الموضوع بقوله «ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه، أن لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم ولا ترتاعوا، لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا، أي أن يوم المسيح قد حضر» (2تس 2: 1، 2). ويمكن فهم «مجيء المسيح» و«يوم المسيح»، إما مجازاً، أي مجيئه في دينونته لليهود، أو حرفياً أي مجيئه في المجد ليدين العالم. نعم إنها جاءت أحياناً بالمعنى الأول، ولكنها وردت غالباً في العهد الجديد بالمعنى الثاني، وهو المعنى الموافق لها في هذا المكان، كما يتضح من القرينة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]والتعبيران «مجيء المسيح» و«يوم المسيح» لا يشيران في هذا المكان إلى خراب أورشليم، بل إلى مجيئه أخيراً ليدين العالم، وهو الأصح والمقبول. وجاءت دائماً بهذا المعنى في 1تس 2: 19 «لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا؟ أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟». وطلب لهم أن «تثبت قلوبهم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه» (1تس 3: 13). وصلى أن «إله السلام نفسه يقدسهم بالتمام، وأن تُحفظ روحهم ونفسهم وجسدهم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح» (1تس 5: 23).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]كل هذه الأقوال تشير إلى الدينونة العامة. وإذا كانت قد جاءت دائماً بهذا المعنى في 1تسالونيكي، فلماذا لا تُفسَّر بهذا المعنى في 2تسالونيكي؟ إن المقصود بمجيء المسيح هنا هو مجيئه الثاني ليدين العالم. وقد تكلم الرسول عن هذا المجيء نفسه في الرسالة الثانية. (انظر 2تس 1: 6-10).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]كان مهماً جداً ألا يضل أهل تسالونيكي في هذا الأمر، بعد أن عرفوا أن مجيء المسيح قريب، وآمنوا بذلك. فإن لم يأتِ حسب انتظارهم، يتزعزع إيمانهم في عقيدة المجيء الثاني، ثم في باقي العقائد المسيحية! ولذلك حذرهم الرسول من السقوط، وأكد لهم أنه لا بد من حدوث أمور مهمة قبل المجيء الثاني، فقال «لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي (يوم المسيح) إن لم يأتِ الارتداد أولاً، ويُستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهاً أو معبوداً، حتى أنه يجلس في هيكل الله كإلهٍ، مُظهراً نفسه أنه إله» (2تس 2: 3، 4). وليس هذا الارتداد سياسياً كثورةٍ ضد حكومة، بل هو ديني، أي سقوطٌ من الديانة والعبادة الصحيحة، فهو «ارتداد عن الإيمان» (1تي 4: 1) و«ارتداد عن الله الحي» (عب 3: 12). قال إيراسموس إن أداة التعريف في الارتداد هنا هي للعهد، فهو ارتداد شهير جاءت عنه نبوة سابقاً. وكذلك قوله «إنسان الخطية» هو إشارة إلى ما هو معلوم عندهم من كلامه سابقاً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقد ذكر الرسول هذه الأمور لأهل تسالونيكي ليحذر حديثي الإيمان منهم من الارتداد العظيم الذي سيطرأ على الكنيسة، فقال لهم «أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا؟ والآن تعلمون ما يَحجِز حتى يُستعلن في وقته. لأن سِرّ الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يُرفع من الوسط الذي يَحجِز الآن» (2تس 2: 5-7). وهذا يعني أن «إنسان الخطية» لم يكن قد استُعلن بعد حينئذ، لأن زمن ظهوره لم يكن قد أتى بعد. غير أن سر الإثم كان يعمل حينئذ، لأنه يوجد «سر للأثم» كما يوجد «سر للتقوى» (1تي 3: 16) والواحد ضد الآخر. فزرع الفساد كان قد زُرع، ولكنه لم يبلغ أشدّه بعد، والخميرة كانت متحركة في بعض الأجزاء ولكن كان لا بد من مرور وقتٍ قبل أن تخمِّر كل العجين، وإنسان الخطية كان قد حُبِل به في الرحم ولو أن ذلك كان في بدايته، ولا بد من مرور وقت قبل أن يولد، فقد كان هناك ما يمنع ظهوره. غير أن الرسول لم يقُل إنه شخص أو شيء آخر؟ ولكنه يبقى غير واضح إلى أن يُرفع ما يَحجزه من الوسط. وليس في طاقتنا الآن تحديده يقيناً، غير أن المفسرين الأوَّلين أجمعوا على أن إنسان الخطية هو المملكة الرومانية. والأرجح أن الرسول احترس من التصريح به كتابةً لأنه يختص بالسياسة العليا للدولة، ولذلك قال «إلى أن يُرفع من الوسط الذي يحجز الآن، وحينئذ سيُستعلن الأثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه» (2تس 2: 8). ولا بد أن الرسول أخبر أهل تسالونيكي به شفاهاً، وإن لم يكتب إليهم عنه في الرسالة إلا تلك العبارات المبهمة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]فالأمر واضح جداً أن الأثيم المذكور هنا وإنسان الخطية هما شخص واحد، وهو الذي يبيده الرب بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه. فإذا كانت هاتان العبارتان تشيران إلى حادثتين متميزتين، يكون المعنى أن المسيح يبيده بالتدريج بالتبشير ونشر كلمته، ويبطله عند مجيئه الثاني بمجد أبيه مع ملائكته القديسين. وإذا كانتا تشيران إلى حادثة واحدة فذلك إطناب ورد مثله كثير في الأسفار الإلهية، المقصود منه أن المسيح يبطله بغاية السهولة بنفخة فمه وبظهور مجيئه.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولما رغب الرسول في أن ينبئ عن إبادة إنسان الخطية، أدرج ذلك في الخبر عنه، ثم عاد وذكر الأحوال الأخرى التي بواسطتها يتقدم هذا الشرير ويثبت نفسه في العالم، وهي أنه ينال الثقة والسلطان بالحيل الشيطانية، ويدّعي أنه يمتلك قوات فائقة، ويفتخر بالإعلانات والرؤى والمعجزات الكاذبة التي يستخدمها لينشر تعاليمه، فقال «الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوات وبآيات وعجائب كاذبة» (2تس 2: 9). وهو يستعمل كل الحيل الشريرة وأنواع الخداع والأهواء والتصرفات الرديئة مع بني البشر، ولكنه ينجح فقط مع أصحاب القلوب الفارغة من الحق الذي لو قبلوه لنالوا الخلاص الأبدي، ولذلك قال «وبكل خديعة الإثم في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يَخلُصوا» (2تس 2: 10). ولما كان من العدل أن الله يسلِّم الذين يُسرّون بالبُطل والكذب للبُطل والأكاذيب في هذا العالم، للدينونة في العالم الآتي، قال الرسول «ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سُروا بالإثم».[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]لقد ارتعب أهل تسالونيكي من بعض العبارات في الرسالة الأولى، إذ ظنوا أن نهاية العالم قد اقتربت والمسيح آتٍ للدينونة. وأراد الرسول أن يصلح أخطاءهم ويطمئن قلوبهم فأكد لهم أن مجيء المسيح لا يزال بعيداً، وأنه مسبوقٌ بارتداد عظيم أو سقوط بعض المسيحيين من الإيمان الحقيقي والعبادة الصحيحة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]8- ما معنى دخول الكنيسة في عصر سعيد هو الألف السنة؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* معناه دخول الكنيسة في عصر جديد، كُني عن طول مدته بألف سنة، فيه تمتد المسيحية إلى كل العالم وتتسلط على قلوب البشر، ويُقيَّد إبليس فيستريح العالم من مكايده. وكل هذه أمور مقررةٌ في النبوات الإلهية، وفيها تلميحات كثيرة تدل على أن المسيحية تكون حينئذ ذات تأثيرٍ كلي في البشر، والديانة الوحيدة في العالم، وأن الحجر المقطوع من جبلٍ بغير يدين يصير حينئذ جبلاً عظيماً ويملأ الأرض (دا 2: 43، 45). وتبطل عداوة ومقاومة السياسيين ورجال الديانة الكاذبة للإنجيل، ويحدث تقدُّم عظيم ومجيد في الأمور الزمنية والمدنية والاجتماعية والعلوم والفنون والصناعة والاختراعات ووسائل المعيشة، لأن العالم يستريح نوعاً ما من الخطية والحروب والخصومات الناتجة عنها.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقد توهَّم البعض أن مجد الألف سنة لا يكون بارتفاع شأن المسيحية وبلوغها أسمى درجة في فعلها قي قلوب البشر، بل تكون بتجديد الديانة اليهودية، ورجوع الكنيسة إلى الأركان اليهودية القديمة، وإقامة ملكوت المسيح بصورة زمنية أرضية (إذ يأتي هو في الجسد) ويُعاد بناء أورشليم وتصير عاصمة ذلك الملكوت، ويتم تعيين وزراء ورؤساء له من اليهود نسل إبراهيم الجسدي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ويجب الانتباه لصفات الأتقياء وأحوال القلب البشري أثناء الألف السنة لئلا ننتظر الكمال التام على هذه الأرض. نعم يقول الكتاب إن الشيطان يُقيّد، وإن المسيحية تمتد، وإن أعداءها يبيدون، وإن السلام التام يسود بين كل الأمم. لكنه لا يبشرنا بأن كل مسيحي يبلغ الكمال الروحي، فإن العيوب الشخصية لا تزول بالتمام من قلوب البشر ولا من تصرفاتهم، لذلك ربما يحتاجون إلى علاجٍ إلهي مرّ كالحزن والضيق والتأديب. لكن المنتظر أن التقوى تزيد جداً في العالم في تلك المدة، حتى تصير أرضنا مكان راحة وسعادة روحية وجسدية لا نظير لها إلا في العالم السماوي وحلول العرش الإلهي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]أما كيفية دخول مدة الألف سنة في العالم، والوسائل التي تسهل مجيئها فتتم بتبشير كل الأمم بالإنجيل، ويحوِّل الله جميع الأمور العالمية إلى وسائل يتمم بها هذه الغاية، ويـسكب الروح القدس في كل مكان وبين جميع القبائل والشعوب. وفي الكتاب مواعيد وأوامر كثيرة في هذا الشأن، منها أمر المسيح لكنيسته أن تبشر بالإنجيل وتتلمذ الشعوب، ووَعْده أن يرافقها، ويرسل لها الروح القدس. والمسيح الآن ملكٌ مطلقٌ في الكون يعتني بكنيسته، ويوجِّه أعمال عنايته وكل ما يحدث في العالم من اضطراب وانقلاب في الأمور السياسية والحروب والاختراعات ليبني هذا الملكوت ويتمم هذه الغاية السامية. ومن وسائل إتيان عصر السلام والراحة إبادة أعداء الله المعاندين الذين لا رجاء في إصلاحهم. ومن النصوص على ذلك كلام الرسول عن إبادة إنسان الخطية وابن الهلاك (2 تس2: 8) وقول الملاك في سفر الرؤيا لجميع الطيور: اجتمعي إلى عشاء الإله العظيم، لتأكلي لحوم الأشرار ومقاومي المقاصد الإلهية (رؤ 19: 18). ولابد أن الأرض تمتلىء في ذلك اليوم من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر، وكذلك لا يسيؤون ولا يُفسدون في كل جبل قدس الرب. ولا شك أننا قد اقتربنا جداً من ذلك اليوم المبارك، لأن الكنيسة تجتهد الآن في أن تتمم وصية ربها في تبشير جميع الشعوب بالإنجيل بغيرةٍ شديدةٍ، ويتكلل اجتهادها بالنجاح في كل مكان، وتزيد آمالها يومياً بإتمام ذلك العمل ببركة الله عليها، وبإرسال الروح القدس لها بقوة، وبالوسائل التي ذكرناها، وبأعمال العناية الإلهية. ولا بد من الصبر والأمانة والاجتهاد في العمل والصلاة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]9- ما معنى حلّ الشيطان مدة وجيزة؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* يُحل الشيطان مدة وجيزة عند نهاية الألف سنة ويحارب الكنيسة، ثم يأتي المسيح. ولعل القارئ ينذهل من حدوث ارتدادٍ كهذا بعد أن تنتشر المسيحية وتسود في العالم طول تلك المدة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وعندما يُحلّ الشيطان يحارب البشر في هياج شديد لأنه يعرف أن وقته قصير، وهذا يفسر لنا إمكانية حدوث ذلك الارتداد المخيف. وربما كان بقاء الكنيسة مدة طويلة بدون تجربة، ودوام راحتها في العالم، تؤدي بها إلى إهمال الأمور الروحية، مما يجعل كثيرين من البشر عرضة لمكائد إبليس. وسواء أدركنا أسباب حل الشيطان وفهمنا المقاصد الإلهية فيها أم لا، فلا بد من حدوثها، لأن ما جاء في سفر الرؤيا في هذا الشأن صريح جداً (رؤ 20: 7-9). غير أن ما يريحنا هو تأكيد الله لنا أن النهاية تكون في يده، وأن هو يضبط شعبه ويحدد مدة وجود تلك الحوادث بموجب حكمته السامية (رؤ 20: 10).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]10- ما هي الحوادث التي تصاحب مجيء المسيح ثانية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* تصاحبه أربعة أمور، هي: (1) القيامة. (2) الدينونة الأخيرة. (3) نهاية العالم. (4) ظهور ملكوت المسيح في كماله، أي دخول الكنيسة في أمجادها السماوية.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]والآن لنشرح هذه الأفكار الأربعة:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) القيامة: في النبوات أدلة كثيرة على حدوث قيامة عامة عند مجيء المسيح (يو 5: 28 ومت 25: 31، 32 وأع 24: 15 ورؤ 20: 12، 13). ونستنتج ذلك لأن تلك النبوات تتكلم غالباً عن القيامة والمجيء معاً. ومن ذلك القول «متى جاء ابن الإنسان في مجده يجتمع أمامه جميع الشعوب». ونتعلّم أيضاً أن قيامة الأبرار والأشرار تحدث في وقت واحد، عند مجيء المسيح للدينونة خلافاً لزعم البعض أن قيامة الأبرار تحدث قبل الألف سنة، وقيامة الأشرار بعدها. ولكن المسيح قال «تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يو 5: 28، 29). وقال بولس إن المسيح متى استُعلن من السماء يكافئ المؤمنين وينتقم من الذين لم يطيعوا الإنجيل ويُتعجَّب منه في جميع المؤمنين (2تس 1: 7-10) ومن النصوص على قيامة الأبرار عند مجيء المسيح قوله «وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئاً، بل أقيمُه في اليوم الأخير» (يو 6: 39-54 و12: 48). والمقصود باليوم الأخير هنا هو يوم الدينونة، لأن النبوة تتحدث عن القيامة. وقيل عنه في مكان آخر إنه يحدث متى ظهر المسيح في مجده. وليس في الكتاب نصٌ على غير قيامةٍ واحدة للأموات، الأبرار والأشرار معاً. نعم ذُكر في سفر الرؤيا قيامة أولى (رؤ 20: 4-6) غير أنه لا دليل على أن تلك القيامة تختص بالأجساد، بل هي إقامة روح الأمانة والشجاعة والتقوى أثناء مدة الألف السنة، كما بينّا في كلامنا في هذه الآية في البحث عن رأي القائلين بمجيء المسيح قبل الألف السنة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) الدينونة الأخيرة: أما الإشارات النبوية إلى دينونة عامة أخيرة فكثيرة وواضـحة، وخلاصتها أن تلك الدينونة تحدث عند مجيء المسيح ثانية، وبعد القيامة العامة حالاً، وأنها تجري على الناس والملائكة، وأن الديان هو المسيح، وأنه في ذلك اليوم يُعيِّن نصيب الأبرار والأشرار إلى الأبد.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) نهاية العالم: تتعلق نهاية العالم بمجيء المسيح ثانية. ومنها قول بطرس «وأما السموات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجّار» (2 بط 3: 7-13) وقول صاحب الرؤيا «الذي من وجهه هربت الأرض والسماء، ولم يُوجد لهما موضع» (رؤ 20: 11). والأرجح أن ذلك التغيير العظيم في حالة السموات والأرض الذي يحدث في اليوم الأخير لا يعمّ جميع الكون المادي ولا جميع النظام الشمسي، بل يقتصر على أرضنا هذه وما يتعلق بها. أما بقاء الكون إلى الأبد فليس عليه نص في الكتاب، والأرجح أنه غير أبدي لأنه غير أزلي، ولأن لكل الخلائق نهاية ما عدا الإنسان، وذلك بموجب القصد الإلهي، وأن الله في الأبدية يبدع خلائق كثيرة مشابهة للخليقة المعروفة لنا، ليظهر مجده وقدرته وحكمته وكمال صفاته للخلائق العاقلة، ولأجل تشغيلها في خدمته. غير أن كل ذلك من باب الظن فقط، فليس في الكتاب نصٌ ولا تلميحٌ إليه. ومتى انتهت السموات والأرض ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة، منزلاً جديداً أبدياً للمسيح وكنيسته. ولكن لا نعلم المواد التي تتكونان منه، فمن المحتمل أن تكون هذه الأرض نفسها ولكن على حالةٍ جديدة، أو أن الله يستبدلها بغيرها. غير أنه يكفينا أن نعرف أن المسيح يعدُّ لنا مكاناً يسكن فيه معنا.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) ظهور ملكوت المسيح في كماله، ودخول الكنيسة في أمجادها السماوية: تأسس ملكوت المسيح عند مجيئه في الجسد وصعوده بعد القيامة وجلوسه عن يمين الله، ومنذ ذلك الوقت أخذ يتقدم بالتدريج نحو الكمال. والمقصود بالكمال هنا انضمام جميع شعب الله إليه، وانتصاره على جميع أعدائه، وإتمام ذلك عند مجيء المسيح وإدخال الكنيسة في حالتها المجيدة السماوية. ومن النصوص على ذلك أن الحجر المقطوع بغير يدين يصير جبلاً عظيماً ويملأ الأرض كلها، ويشبِّه المسيح تقدم ملكوته بفعل الخميرة ونمو حبة الخردل (إش 49: 6 وحب 2: 4 ودا 2: 34، 45 و7: 14 ومز 2: 8 و72: 11، 17 و86: 9 وملا 1: 11). وقد شُبِّه هذا الملكوت بين مجيء المسيح الأول والثاني بحقلٍ تنمو فيه الحنطة مع الزوان إلى الحصاد، الذي هو انقضاء العالم، وحينئذ يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار. أي أن الملكوت يكون في أثناء تلك المدة عرضة للمتاعب، فأحياناً ينحط ويتأخر، وأخرى يرتفع وينجح، وذلك كله واضح في تاريخ الملكوت. وهناك نبوات تقول إنه وإن نجح هذا الملكوت وامتد، فلا بد أن يطرأ عليه الانحطاط والضيق قبل مجيء المسيح ثانية، حتى يكاد الإيمان لا يوجد حينئذ على الأرض. لكن أقوال الأنبياء تؤكد أن الكنيسة تكاد تتلاشى، ولكن تبقى بقيةٌ أمينة على الأرض تتمسك بالديانة الحقيقية، وفيما تكون الكنيسة في هذا الضيق يظهر ملكوت المسيح بمجد سماوي، ويجتمع إليه عند نهاية الدينونة الأخيرة جميع المؤمنين من كل زمانٍ ومكانٍ وأمةٍ، وتنتهي أحوال الكنيسة الأرضية في أحوالٍ سماوية مجيدة. أما الأشرار وغير التائبين فيمضون إلى النار الأبدية المعدَّة لإبليس وملائكته.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]11- ما هو الاعتقاد الذي تتفق عليه كل الكنائس في مجيء المسيح ثانيةً؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* اعتقدت الكنيسة في كل أجيالها أن المسيح يأتي ثانيةً بهيئةٍ منظورة، لغايات معروفة. وفي هذا الاعتقاد عدة قضايا صادق عليها كل المؤمنين، وهي:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) إلغاء التمييز بين اليهود والأمم، فلم يعُد اليهود وحدهم شعب الله الخاص: قال المسيح «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها». وهذا يعني أن جميع الأمم مدعوون للدخول في ملكوته ليكونوا شعبه. ورأى بطرس رؤيا أقنعت الكنيسة بالكرازة للجميع (أعمال 10) فلم يُسمع بعد ذلك في الكنيسة الأولى عن أحد قال إن اليهود أفضل من الأمم. وقد شرع الرسل يبشرون العالم كله، ودعوا الجميع لقبول الإنجيل، وكذلك فعل خلفاؤهم الذين كرزوا وبشروا في كل القرون المتوالية. ولا تزال الكنيسة تواظب على ذلك إلى هذا الوقت. نعم إن المسيح جاء لليهود أولاً، وكان التبشير الأول لهم، غير أن كل ذلك كان قبل رفضهم كأمة، وإزالة التميُّز بينهم وبين الأمم، ودعوة الجميع لقبول الإنجيل.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) ابتدأ مُلك المسيح منذ صعوده ولا يزال ثابتاً ويمتدُّ في العالم: ومن نبوات العهد القديم على ذلك قول زكريا إن ملك أورشليم يأتي راكباً على أتانٍ وجحش ابن أتان (زك 9:9). وتحققت النبوة. وأشار العهد الجديد كثيراً إلى أن للمسيح سلطاناً ملكياً، ووصفوه أنه ملك جالس على عرشه السماوي. ومن ذلك قول مرقس «الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله» (مر16: 19). فقوله «جلس عن يمين الله» يوافق ما جاء في مزمور 2 أن الله أقام ابنه ملكاً على جميع الشعوب. وكذلك قول بطرس في يوم الخمسين عن المسيح «إذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا» (أع 2: 33). وما جاء عن استفانوس قبل موته أنه رأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله (أع 7: 55). وفي الرسائل شواهد كثيرة تؤيد هذا، ومنها القول عن المسيح «بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي» (عب 1: 3). و«أما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس (أي كان حينئذ قد جلس) إلى الأبد عن يمين الله» (عب 10: 12 انظر أيضاً 8: 10 و12: 2) وقول بطرس عن المسيح «الذي هو في يمين الله، إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له» وقول بولس «رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض، ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» (في 2: 8-11). و«إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويَّات، فوق كل رياسةٍ وسلطانٍ وقوةٍ وسيادةٍ وكل اسمٍ يُسمَّى، ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً، وأخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل» (أف 1: 20-23). وفي الكتاب آيات كثيرة تؤيد ذلك. (انظر تك 49: 10 وعد 24: 17 و2صم 7: 16 وإش 9: 6، 7 وص 11 و52 و53 ومي ص 4 ومز 2 و45 و72 و110 ومت 13: 41 وأع 2: 33-36 و5: 31 و10: 36 و1بط 3: 22 ويو 3: 35 ورو 14: 9 وفي 2: 9، 10 وعب 2: 9 و12: 2 ورؤ 3: 21 و17: 14).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وهذه أدلة قاطعة على مُلك المسيح عند صعوده من هذه الأرض، وهو لا يزال جالساً على عرش الكون. فما الداعي بعد إلى أن يتخذ مُلكاً؟ نعم ننتظر امتداد ملكه بزيادة عدد الخاضعين له، وظهور مجده أكثر فأكثر، وتغير أحوال ملكوته الخارجية وارتقاءه من درجة إلى أخرى. غير أن كل ذلك ليس اتخاذ مُلكٍ جديد بل تغيير الأحوال الخارجية لملكوت هذا الملك الواحد. وقد رأينا أيضاً أن مركز عرش المسيح هو السماء، فلا نصدق أن ينتقل مركز ملكه إلى أرضنا، لأن ذلك يكون انحطاطاً للعرش الإلهي من السماويات إلى الأرضيات، الأمر الذي لا يصادق عليه الكتاب المقدس ولا يقبله العقل السليم.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) جلس المسيح على عرش داود باعتباره ملكاً: قال الرسول بطرس «يُقال لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود إنه مات ودُفن، وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فإذ كان نبياً، وعلم أن الله حلف له بقسمٍ أنه من ثمرة صُلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تُترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً. فيسوع هذا أقامه الله، ونحن جميعاً شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه. لأن داود لم يصعد إلى السموات. وهو نفسه يقول: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً» (أع 2: 29-36). أليس في قوله «فيسوع هذا أقامه الله» تعليم صريح في إتمام الوعد بإقامة المسيح ملكاً على عرش داود؟ لاشك أنه أقامه من الأموات لهذه الغاية. وقيل عن المسيح «هذا يقوله القدوس الحق، الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح» (رؤ 3: 7). فقد أخذ المسيح مفتاح داود، أي سلطانه الملكي. وكل ذلك عكس رأي سابقي الألف السنة، الذين ينكرون جلوس المسيح الآن على عرش داود، ويقولون إنه سيجلس عليه عند مجيئه إلى أورشليم قبل الألف السنة![/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) ملكوت المسيح روحي لا جسدي: وفي الكتاب شواهد كثيرة على ذلك، منها قوله «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو 18: 36) «لا يأتي ملكوت الله بمراقبةٍ، ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك، لأن ها ملكوت الله داخلكم» (لو 17: 21). وقول الرسول «لأن ملكوت الله ليس أكلاً وشرباً بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس» (رو14: 17). ولما سأل رجلٌ المسيح أن يطلب من أخيه أن يقاسمه الميراث، فيقضي لهما في الأمور الدنيوية، أجابه «يا إنسان، من أقامني عليكما قاضياً أو مقسّماً؟» (لو 12: 14) بمعنى أن تلك الأمور خارجة عن دائرة ملكوته. وقد بيّن روحانية ملكوته بإلغائه الفرائض الزمنية والشرائع المدنية اليهودية، واكتفى بأن يعبد تابعوه الآب بالروح والحق، لأن الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا (يو4: 24). ويظهر ذلك أيضاً من شروط الدخول في ملكوته، وكلها روحية فقط، وكذلك الواجبات المطلوبة من أهل ملكوته والوسائط المعينة لبنيانه وامتداده. ولذلك يمكن إقامة ملكوت المسيح بدون تغيير في ظروف الإنسان الخارجية والمدنية إذا كانت لا تخالف أصول المسيحية وآدابها. ألا يتضح جيداً من الإنجيل أن ملكوت المسيح ليس جسدياً ولا أرضياً ولا زمنياً مثل ممالك الأرض، بل هو ملكوت روحي يتعلق بأحوال الإنسان الروحية؟ (انظر يو 3: 3-5). وكل ما تقدم يخالف رأي سابقي الألف السنة، الذين ينادون بملكوتٍ جسدي منظور يقوم في هذا العالم وتكون عاصمته أورشليم![/B][/SIZE] [SIZE=5][B](5) ملكوت المسيح هو كنيسته، فأعضاء الكنيسة المنظورة هم أعضاء ملكوته. قال الرسول «الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته» (كو 1: 13). وما ذلك الملكوت إلا الكنيسة التي رأسها المسيح، خلافاً لاعتقاد سابقي الألف السنة الذين يظنون أن الكنيسة هي ترتيب استعدادي لإظهار الملكوت أخيراً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](6) وسائط حفظ ذلك الملكوت وامتداده روحية: وهي التبشير بالحق، وممارسة الأسرار، وتعليم الناس مبادئ الإنجيل، وبيان صدق جميع الأسفار المقدسة، وإقناع العالم بصدق المسيحية. قال الرسول «وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح» (أف4: 11). وقال أيضاً «إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم الحصون» (2كو 10: 4). وكل هذا يدل على أن الوسائل المعينة هي روحية، وكذلك ما يعمله الله في بنيان ملكوت يعمله بواسطة الروح القدس الذي يقنع الإنسان بالخطية، وينير القلب ويجدده ويحركه للتوبة والإيمان، ويقدسه، وينمي فينا الفضائل المسيحية. ولا يمكن إتمام كل ذلك إلا بواسطة الروح القدس. فالحق هو السيف والروح القدس هو الفاعل الذي يتمم مقاصده. وعصر الإنجيل هو عصر الروح القدس الذي فوِّض له وحده إتمام عمل الفداء، وذلك عكس قول سابقي الألف السنة الذين يؤمنون أن الوسائط المستعملة الآن لرجوع العالم إلى الله ضعيفة، وأنه لا بد من مجيء المسيح بالجسد، ولذلك ينبغي أن ننتظره بكل صبر، وأن اجتهاد الكنيسة في التبشير بالإنجيل لأجل رجوع العالم إلى الله هو عبث، لأن هذه الغاية لا تتم إلا بمجيء المسيح بالجسد ليقيم ملكوتاً على الأرض.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](7) عصرنا الحاضر (عصر الإنجيل) هو من مجيء المسيح الأول إلى مجيئه ثانيةً، وهو على نوع خاص عصر الروح القدس: والكنيسة تبشر بالإنجيل بمؤازرة الروح لإنارة الناس ورجوعهم إلى الله وقبولهم الخلاص بواسطة المسيح. وقد وعد المسيح قبل صـعوده للسماء أن يرسل الروح القدس، كما وعد الله به أنبياءه في العهد القديم، وأنه قد أكمل ذلك الوعد في يوم الخمسين وحتى عصرنا الحاضر، وسيستمر ذلك إلى النهاية. إن الروح القدس قادر على كل شيء، وهو ينير قلب الإنسان ويقنعه بالحق ويجدده ويقدسه ويثبته إلى النهاية. فهل نحتاج إلى غير معونته لنُرجع العالم إلى الحق؟ وهل هناك لزوم للبرهان على خطأ قول بعض سابقي الألف السنة إن العالم يحتاج إلى مجيء المسيح بالجسد ليرجع العالم إلى الله، وعلى أنه يحط من شأن الروح القدس الذي فوض الآب والابن إليه ان يتمم هذا العمل؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](8) لابد من انتصار الإنجيل وامتداد ملكوت المسيح إلى كل العالم، بواسطة بشارة الإنجيل، وتسلط المسيحية في قلوب الناس، وسكب الروح القدس على كل البشر: وهذا هو روح مواعيد العهد القديم ومعناها. ومما جاء منها في هذا الشأن ما معناه أن المسيح سيرث الأمم، وأن كل قبائل الأرض يأتون إليه، وأن ديانته تمتد إلى أقاصي الأرض، وأنه يملك على كل الشعوب (هو 2: 23 وإش 45: 22، 23 ودا 7: 14 ومز 2: 8 وإش 49: 6 وملا 1: 11). ولما كان المسيح على الأرض فوض الكنيسة لتتمم هذا العمل، وأمرها أن تعلّم الأمم وتتلمذهم، ووعدها أن يكون معها إلى انقضاء الدهر (مت 28: 19، 20 ومر 16: 15). وكل ما يقوله الكتاب عن رجوع العالم إلى الله يشير إلى حدوثه بوسائل روحية، كما أن ما يقوله الكتاب عن التقدم والذهاب إلى أورشليم، لا يتم البتة بوسائط ملكية إجبارية، كاستخدام قوه السيف ونحوها.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](9) تشبه أحوال ملكوت المسيح بين مجيئه الأول ومجيئه الثاني أحوال حقلٍ ينمو فيه الزوان مع الحنطة إلى وقت الحصاد: والمقصود بالحصاد في ملكوت المسيح هو انقضاء العالم (مت 13: 38-43). ولابد أن يطرأ عليه التغيير في مدة تقدمه نحو الكمال، فأوقاتاً ينحط وأخرى يرتفع. وفي النبوات كلام عن الحالين، فإنها أنبأت عن تقدمه ونجاحه إلى درجة عظيمة مدة طويلة، غير أنه في أثناء ذلك التقدم ينتظر الارتداد العظيم، وظهور «ضد المسيح» ووقوع الكنيسة في ضيق شديد تحت مقاومةٍ عنيفة. ولكن تقدمها يكون بالرغم من تلك الموانع، وبالرغم من الضيق والانحطاط مدةً وجيزة قبل مجيء المسيح. وكُني في الكتاب المقدس عن مدة النجاح بألف سنة، والأرجح أنه يُراد بها مدة طويلة جداً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ويقول المؤمنون بمجيء المسيح في الجسد ليملك على الأرض مدة ألف سنة إن مُلكه يبدأ فجأة، أي أنه يُستعلن من السماء في وقتٍ لا ينتظره العالم، ويبيد الأشرار، ويقيم ملكوته على هيئةٍ منظورة في أورشليم. وقد تيقَّن بعضهم (بحساباتهم الكثيرة التي بنوها على المُدد المذكورة في دانيال والرؤيا) أنه قد اقترب وقت ذلك جداً. غير أن الأزمنة والأيام المذكورة في دانيال والرؤيا لا تحدد وقت مجيء المسيح مطلقاً (ما عدا الإشارة إلى مجيئه الأول في دا 9: 25-27). ولا يوجد في الكتاب المقدس ما يساعد على تحديد الموعد.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وتؤمن الكنيسة كلها أن ملكوت المسيح ينمو ويتقدم بالتدريج باستخدام الوسائط المعينة من الله لذلك، فينبغي عليها أن تمارس تلك الوسائط بكل أمانة، وأن تبشر بالإنجيل في كل العالم وتطلب سكب الروح القدس وبركاته الثمينة على عملها إلى أن تمتد المسيحية إلى أقاصي الأرض ويبدأ عصر السلام والمجد. وقد بيَّن المسيح في أمثاله أن ملكوته ينمو بالتقدم التدريجي كالنبات (مر 4: 26-32 ومت 13: 33). وهذا ما حدث في كل تاريخ هذا الملكوت، فإذا استمرت الكنيسة مجتهدة في هذا العمل المبارك بكل أمانة وغيرة، طالبة بركة الروح القدس على أتعابها، سترى هذا الملكوت يتقدم بسرعة إلى أن ينضم إليه جميع الشعوب. والأرجح أن قوانين التقدم في ملكوت المسيح الروحي لا تختلف عن قوانين التقدم الطبيعية، فالتقدم يسرع كلما اقتربنا إلى النهاية. غير أن ذلك لا بد أن يكون حسب ترتيبٍ معيّن وبوسائط مختارة من الله. فكما صرف الخالق مدة طويلة في إعداد الأرض للبشر، بالتدريج وبترتيبٍ منظم، هكذا سيصرف مدة معلومة لديه في إنشاء ملكوت يبلغ درجة الكمال والمجد.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](10) أتى المسيح ثانية بالجسد ليدين العالم ويُدخل كنيسته في حالتها السماوية المجيدة: قد وردت ألفاظ «مجيء» و«إتيان» و«ظهور» و«استعلان» في العهد الجديد نحو 80 مرة إشارةً إلى مجيء المسيح، بعضها إلى مجيئه الأول، وبعضها إلى مجيئه لدينونة أورشليم، وبعضها إلى مجيئه روحياً ليرافق شعبه كما قال «لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم» و«الذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه وأظهر له ذاتي» و«إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً» (يو 14: 18 و15: 21، 23).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وأكثر العبارات عن مجيئه تشير إلى مجيئه الثاني في انقضاء العالم. وكل ما جاء في الكتاب في هذا الشأن يدل على أنه يأتي مرة واحدة في حالة المجد، وتجتمع أمامه كل الأمم، الأحياء والأموات. أما المؤمنون الأحياء وقت مجيئه فيتغيرون ويصعدون مع الأموات المقامين من قبورهم لملاقاة الرب في الهواء. ثم يميز الأبرار عن الأثمة، ويعطي الأبرار الملكوت المُعدّ لهم منذ تأسيس العالم، ويرسل الأشرار إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته. وكل ذلك يحدث في انقضاء العالم، حين يرسل ابن الإنسان ملائكته ويجمع من ملكوته جميع المعاثر والشكوك (مت 25: 31، 32، 34، 41 و2تي 4: 1 و1كو 15: 5 وفي 3: 21 و1تس 4: 17 ومت 13: 40، 41).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ويتضح من نصوص كثيرة في الكتاب أن مجيء المسيح هذا هو للدينونة (انظر يو 5: 22، 23، 27 و1كو 4: 5 وأع 17: 31 و2كو 5: 10 ومت 13: 27-43 و16: 27 و25: 31-46 و2تي 4: 1). وجميع العبارات التي تنبئ عن هذا المجيء تدل على أن فيه تنتهي المدة المعينة لامتداد ملكوته على الأرض، وليس فيها أدنى إشارة إلى أن يكون الواسطة لتوبة العالم أو لامتداد الملكوت.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]أما الأدلة على أن المسيح يأتي ثانية بالجسد، منظوراً كما أتى أولاً فهي: (أ) التشابه بين الكلام عن المجيء الأول والثاني (عب 9: 28 وأع 3: 20، 21). (ب) النص الصريح علي ذلك (أع 1: 11 ولو 21: 27). (ج) نتيجة ذلك المجيء، وهي أن جميع قبائل الأرض تنوح، والأموات يقومون والأشرار يصرخون للجبال والصخور أن تقع عليهم وتغطيهم من وجه الرب. (د) كلام الرسل الذي يدل على أنهم فهموا أنه يأتي هكذا (1تي 2: 13 وعب 9: 28 وكو 3: 4 وفي 3: 20 و1تس 2: 19 و4: 15-17 و1تي 6: 14 و1بط 1: 5-7 و5: 4).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وفي الكتاب عبارات كثيرة عن مجيء المسيح تشير ليس إلى مجيئه الثاني بالجسد منظوراً، بل إلى مجيئه لإجراء الدينونة، كمجيئه لإخراب أورشليم، ولبدء نظام الكنيسة يوم الخمسين وغير ذلك، وهو مجيء غير منظور بالجسد.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](11) عند مجيء المسيح ثانية يتم القصد في إعطاء وسائط النعمة للبشر وتنتهي، لأن الكنيسة تُكمَل حينئذ فلا يبقى لزوم لبشارة الإنجيل ولا لممارسة الأسرار ولا لمؤازرة الروح القدس للبشارة. وفي الكتاب نبوات كثيرة عن مجيء المسيح تحوي إنذاراً وتنبيهاً للكنيسة لتثبت وتستمر أمينة ومطيعة لأوامر سيدها إلى أن يأتي (انظر لو 19: 13 و2بط 1: 19 ويع 5: 7 و1بط 1: 13 و2تي 4: 8 وفي 3: 20). وفيها أيضاً إشارة لأن ذلك المجيء يكون نهاية مدة امتحان الكنيسة وجهادها وأتعابها في هذه الدنيا، وتنبيه وتوبيخ للخطاة المستخفين بنعمة الإنجيل يتبين منها أنه عند مجيء المسيح ينتهي عملهم ويأخذون نصيبهم (2تس 1: 7-10 و2بط 3: 10 ولو 12: 39، 40 و17: 26، 27، 30). وكل ذلك يدل على أن الكتاب المقدس يوجه أفكار المؤمنين بالإنجيل والمستخفين به إلى مجيء المسيح كنهايةٍ لوسائط التعليم ولزومها.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وعند مجيء المسيح ثانية تنتهي أسرار الكنيسة، فمن النص على إلغاء المعمودية قول المسيح لتلاميذه «دُفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (مت 28: 18-20). وهذا يبين أن المعمودية تنتهي بنهاية العالم، أي بانقضاء الدهر الذي هو وقت مجيء المسيح ثانية. ومن النص على إلغاء العشاء الرباني قول الرسول «فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» (1كو 11: 26) فبعد مجيء المسيح ثانية لا نمارس العشاء الرباني.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]أما بلوغ الكنيسة حال الكمال عند مجيء المسيح ثانية فواضح من أنها هي عروس المسيح، وعند مجيئه ثانية يتخذها لنفسه كنيسة كاملة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك (أف 5: 25-27 وكو 1: 22 و1تس 3: 13 و1كو 15: 23).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](12) متى أتى المسيح تحدث القيامة العامة، أي قيامة الأبرار والأشرار معاً (مت 25: 31، 32 ويو 5: 28، 29 وأع 24: 15). ومن النصوص على قيامة الأبرار القول «ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فإنه إذ الموت بإنسانٍ، بإنسانٍ أيضاً قيامة الأموات. لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته. المسيح باكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه» (1كو 15: 20-23). وقول المسيح «وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير» (يو6: 39، 40). ومن النصوص على قيامة الأشرار قول المسيح «فإنه تأتي ساعة فيها يسمع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يو5: 28، 29) وقول الرسول «إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً، وإياكم الذين تتضايقون راحةً معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيبٍ، معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح، الذين سيُعاقَبون بهلاكٍ أبديٍ من وجه الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد في قديسيه ويُتعجَّب منه في جميع المؤمنين» (2تس 1: 6-10) وقول صاحب الرؤيا «ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله. وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلّم البحر الأموات الذين فيه، وسلّم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما، ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطُرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار» (رؤ 20: 11-15) وليس في الكتاب ما يثبت حدوث قيامتين، واحدة للأبرار عند مجيء المسيح قبل الألف السنة، وأخرى للأشرار بعد الألف السنة، كما يزعم سابقو الألف السنة الذين يسندون رأيهم إلى قول صاحب الرؤيا «ورأيت عروشاً فجلسوا عليها، وأُعطوا حكماً، ورأيت نفوس الذين قُتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله. والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السِّمة على جباههم وعلى أيديهم، فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة» (رؤ 20: 4-6). فقالوا إن في هذا دليلاً على القيامتين. غير أن تفسيرهم هذا لا يمكن إثباته كما سنبيِّن.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](13) عند مجيء المسيح ثانية تحترق الأرض والسماوات الموجودة الآن، ثم تصير سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر. قال بطرس «ولكن سيأتي كلصٍ في الليل يوم الرب، الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحل، أي أناسٍ يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى، منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي فيه تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب! ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر» (2بط 3: 10-13 ومز 102: 25، 26 ولو 21: 23 ورؤ 21: 1).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](14) موعد مجيء المسيح ثانية غير معروف، ولا يمكن معرفته. وكل اجتهاد في هذا السبيل وجميع الحسابات التي عُملت لذلك لا تُجدي نفعاً. غير أنه قام في كل القرون قومٌ ادعوا معرفة ذلك بواسطة حسابات مستندين فيها على الغالب على أن كلمة «يوم» في النبوات يراد بها «سنة» جاعلين ذلك مفتاحاً لأسرار المقاصد الإلهية.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وهناك من قالوا إن مجيء المسيح قريب، بعد سنوات أو أشهر أو أيام، لأن الكتاب يقول إنه قريب. والصواب أن أقوال الكتاب هذه تصف حياتنا أنها لحظة، وأن هيئة هذا العالم تزول، وأن نهاية كل شيء قريبة، كما قال يعقوب «هوذا الديان واقف قدام الباب» (يع 5: 9). فهي تشير إلى سرعة زوال العالم الحاضر، بمقارنة الزمن بالأبدية. وهذا هو المقصود بقول الكتاب «الرب قريب». «يوم المسيح قد حضر». «لأن مجيء الرب قد اقترب». «إنما نهاية كل شي، قد اقتربت» (في 4: 5 و2تس 2:2 و1بط 4: 7) أي أنه ليس بعيداً حسب نظر الله، الذي في عينيه ألف سنة كيوم واحد، ويوم واحد كألف سنة، أو بالنظر إلى قِصر الدهر الحاضر بالنسبة إلى الأبدية. ولا شك أن الروح القدس قصد بهذه العبارات أن يشير إلى المدة التي قبل مجيء المسيح، ولكنه لم يشر إلى طولها كما أشار في الكلام عن خراب أورشليم، فإنه بعد أن قال إنه قريب على الأبواب، قال أيضاً «الحق أقول لكم، لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله» (مت 24: 34). ومع ذلك بقي اليوم نفسه غير معين.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وجميع القضايا التي أوردناها هي سلسلة من الأدلة كاملة ومرتبطة معاً، يؤيد كل منها الآخر. وجميعها تثبت أن مجيء المسيح يكون في نهاية العالم للدينونة، وأنه هو الآن ملكٌ جالس على عرش داود، وأن ملكوته روحي، وأن وسائط بنيان ملكوته روحية وكافية لغايتها، ولا حاجة إلى وسائط جسدية لا توافق حقيقته، وإنه سيمتد ويعم العالم ببشارة الإنجيل وسكب الروح القدس، وإن مجيء المسيح هو للدينونة وإدخال الكنيسة في حالتها السماوية. وإن وسائط النعمة وأسرار الكنيسة تنتهي عند مجيئه، فلا يمكن أن يكون مجيئه قبل الألف السنة، لأن الكنيسة تبقى تمارس تلك الوسائط في هذه المدة. وإنه عند مجيئه تحدث القيامة وهي الوحيدة، وتكون في نهاية العالم لأنه عند حدوثها تحترق أرضنا هذه. ومع أن وقت حدوث كل ذلك مكتوم لا يعرفه أحد سوى الله، غير أنه يجب علينا أن نتوقع دائماً مجيء المسيح وتلك الحوادث بصبر وإيمان، فنستفيد من هذا الموضوع أكثر جداً مما نستفيد منه إذا حدّدنا الوقت، وحوَّلنا الروحيات إلى جسديات وملكوت المسيح الروحي إلى ملكوت جسدي، مخالفين أوضح عبارات الكتاب التي تبين إتمام النبوات عنه أنه الآن ملكٌ جالس على عرش داود، ومستخفّين بالوسائط المعينة لرجوع العالم إليه، وبمجيء الزمان المجيد الذي فيه تمتلئ الأرض من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]12- ما هو رأي من يقولون بمجيء المسيح ثانيةً قبل الألف السنة؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* تنتظر الكنيسة كلها مجيء مدة الألف السنة في المستقبل، معتقدة أنها لم تأتِ بعد. وقال بعض المفسرين (وهم قليلو العدد) إن تلك المدة بدأت بعد المسيح بنحو 800 سنة ودامت ألف سنة، والآن قد انقضت. وبنوا رأيهم على أن تلك القرون كانت مظلمة ولم يكن لها حظ من أمجاد الألف السنة. نعم قد حدث فيها «الإصلاح» العظيم في الكنيسة، غير أن ما قيل عن الألف السنة يدل على أنها تكون زمن راحة وسلام وامتداد لملكوت المسيح وانتصار كامل للدين، وذلك خلاف ما حدث مع الكنيسة في تلك القرون المظلمة حين تلطخت بخطايا جسيمة وتوغل أغلب رؤسائها في الآثام والمعاصي والحروب. نعم امتدت المسيحية في تلك القرون ولكن على صورة ميتة خالية من الروحانية والأعمال الصالحة والسلوك الحبي، حتى انحط المسيحيون حينئذ إلى أدنى درجة في الاعتقاد والسيرة، ولزم «الإصلاح» لإرجاعهم إلى التعليم الصحيح والحياة الطاهرة. وهذا يظهر أن هذا القول سخيف وباطل.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقال آخرون إن مدة الألف السنة (وإن كانت لا تزال مستقبلة) لا تختص بتاريخ الكنيسة تحت النظام الحاضر الذي سينتهي بدمارٍ فظيع وخراب عام، ثم يتلوه مجيء المسيح بالجسد إلى أرضنا فتبدأ الألف السنة، وتدخل الكنيسة في نظام آخر تحت رياسة المسيح الأرضية وهو في الجسد.[/B][/SIZE] [/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى