الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791936, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4] [SIZE=5][B]6- ما هي براهين أصحاب «التفسير الحرفي» للنبوات عن مستقبل الأمة اليهودية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* تشير النبوات بموجب هذا التفسير إلى قيام الأمة اليهودية (أي نسل إبراهيم الجسدي) وامتلاكهم أرض الموعد ثانية باعتبارها ميراثاً خاصاً من الله لهم، وتجديد ديانتهم وارتقائهم في ملكوت المسيح فوق سائر المسيحيين. وتقترن هذه الأمور عند أصحاب هذا التفسير بمجيء المسيح في الجسد لإقامة ملكوت أرضي عاصمته أورشليم، أي أن عرش ملكه يكون في تلك المدينة، وشعب اليهود يكون حاشيته والرؤساء والمشيرين في ملكوته.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولا يخفى أن في العهد القديم نبوات كثيرة عن رجوع اليهود من سبي بابل، الأمر الذي قد تم حرفياً وانتهى، كما أن فيه نبوات أخرى عن حالتهم السيئة في عصر الإنجيل، ثم عن نجاتهم من تلك الحال المعبَّر عنها غالباً برجوعهم إلى أرضهم ومدينتهم وبناء هيكلهم وممارسة فرائضهم الدينية بسلام ونجاح، وذلك ليس بالمعنى الحرفي بل بالمعنى الروحي أي رجوعهم إلى الكنيسة. ومن النبوات ما يشير إلى الكنيسة باستخدام تشبيهات وكنايات مأخوذة من عادات اليهود الدينية وأحوالهم الشعبية.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقد استخف أصحاب الرأي الحرفي (في تفسير النبوات عن اليهود) بالرأي الروحي، وقالوا إن إتمامها روحياً غير حقيقي، وإنه لابد من إتمامها حرفياً، وإلا فلا صحة للنبوات ولا لما تتضمنه من مواعيد الله! وزعموا أن كل نبوات الكتاب تقريباً عن أحوال الكنيسة وامتدادها وآخرتها المجيدة بتشبيهات وكنايات يهودية لا تختص بالكنيسة المسيحية، بل تختص باليهود نسل إبراهيم الجسدي. مع أن موضوع النبوات عن العصر الإنجيلي هو كنيسة المسيح، لا أمة اليهود، وأن النبوات كما أنبأت عن المسيح بأسماء وألقاب مختلفة كنسل المرأة و«شيلون» و«نسل داود» و«داود» و«الغصن» و«عبد الرب» و«عمانوئيل» و«الراعي» و«الرجل رفقة يهوه» و«الرب برنا» و«ملاك العهد» و«عبدي البار»، و«رجل الأوجاع» و«راعي يهوه» و«أصل يسى» و«نور الأمم» و«حجر الزاوية» و«الأساس المؤسس» و«الكوكب من يعقوب» و«القضيب من إسرائيل». كذلك أنبأت عن شعب المسيح بأسماء وألقاب مختلفة أكثرها يهودي مثل «بيت إسرائيل» و«بيت يهوذا» (قارن إر 31: 31 مع عب 8:8 و10: 14-17) و«نسل يعقوب» و«نسل إسرائيل» (قارن مز 22: 22، 23 مع عب 2: 11، 12) و«خيمة داود» (قارن عا 9: 11، 12 مع أع 15: 14-17) و«صهيون» (قارن مز 2: 6، 7 مع أع 13: 33، 34).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولمسألة التفسير الحقيقي للنبوات عن مستقبل اليهود علاقة بمسألة أخرى، وهي أن النبوات تتضمن كلاماً مجازياً واستعارات وتشبيهات وكنايات، نفسرها تفسيراً روحياً بغير معناها الحرفي المطلق، وهذا يبطل أهم براهين أصحاب التفسير الحرفي، لأنهم يزعمون أن النبوات لابد أن تتم حرفياً. وقد أنكر بعضهم وجود المجاز والكناية في الكتاب، وفسروا كل عبارة فيه على معناها الحرفي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولا يقصد أصحاب التفسير الحرفي أن يقتصروا على إثبات لزوم الإتمام الحقيقي لكل نبوة (الأمر الذي لا خلاف فيه) بل يقصدون أن يثبتوا لزوم إتمام كل نبوة حرفياً. وعندنا أن كل نبوة لابد أن تتم، وإتمامها إما أن يكون حرفياً أو روحياً، وذلك حسب قصد الله بها.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولا يدل التفسير الروحي لمستقبل اليهود على أدنى بغضة لهم أو ازدراء بهم، ولا يسلب شيئاً من حقهم في المواعيد الإلهية. ولكنه يدل على أن لهم بركات أعظم مما يدل عليه التفسير الحرفي. فما هي وراثة أرض فلسطين بالنسبة إلى وراثة بركات الإنجيل؟ وما هي امتيازاتهم القديمة وطقوسهم بالنسبة إلى حرية الإنجيل وفوائده؟ إن اقترابهم إلى أورشليم السماوية أسمى من حلولهم في أورشليم الأرضية، وسجودهم في الكنيسة أفضل من سجودهم في هيكلهم القديم.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ويظهر ضلال أصحاب التفسير الحرفي بأمرين: (أ) ينكرون استخدام الأنبياء للمجاز في نبواتهم للتعبير عن أمور روحية، و(ب) يزعمون أن الإتمام الحقيقي للنبوات عن الأمة اليهودية يكون حرفياً. فنشأ عن الأول أنهم حسبوا اليهود (حسب الجسد) موضوع نبوات كثيرة، مع أن موضوعها الصحيح هو الكنيسة. ونشأ عن الثاني الزعم أن صدق الله وأمانته في إتمام نبواته يتوقفان على تحقيقها حرفياً. فنادوا أولاً بصدق الله وأمانته وضرورة تحقيق النبوات، ثم اجتهدوا في إيضاح أن التحقيق الحرفي هو فقط التحقيق الحقيقي. ثم أتوا بالنبوات التي تتكلم حسب الظاهر عن عظمة إسرائيل وديانة اليهود ورجوعهم إلى بلادهم وبناء أورشليم والهيكل، ثم استنتجوا صدق كل ما ادعوا به من جهة تلك الأمة بموجب معنى تلك النبوات الحرفي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]أما المفسرون الروحيون فيسلّمون بأن الله صادق، ولا بد من إتمام نبواته، ولكنهم ينكرون تحقيق النبوات حرفياً فقط. وبهذا يفسرون تلك النبوات ولا يخشون الضلال في تفسيرهم، لأن التفسير الحرفي هو يهودي في روحه وغايته، وبعيد عن روح الإنجيل ومقاصده، ولم يثبت من التاريخ واختبار الكنيسة، ويخالف تعليم الرسل. وتمسكنا به الآن يقودنا لأن نستخف بالإنجيل، ويرجعنا إلى الأركان الضعيفة التي زالت إلى الأبد عند مجيء المسيح. وقولهم إنه ليس للنبوات سوى الإتمام الحرفي يخالف ما نراه من عدة وجوه:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B] (1) يخالف ما نراه في النظام الرمزي في العهد القديم، والرموز فيه كثيرة، وقد تمت في العهد الجديد. ولكن هل تمت حرفياً؟ لا! فإن الرمز بحَمَل الفصح لم يتم في حملٍ حقيقي، ولا الذبائح الحيوانية تمت قي أمثالها، ولا ملكوت داود تم في ملكوت مثله من كل وجه، ولا جلس المسيح على عرش داود بالمعنى الحرفي، ولا دخل الهيكل ليشفع في المؤمنين على صورة دخول رئيس الكهنة قديماً إلى قدس الأقداس. وإذا صحّ أن الله عبَّر بالرموز عن حقائق إنجيلية، وأن تلك الرموز قد تمت في أمور روحية على صورة توافق النظام الإنجيلي فلا يُحتمل أن النبوات التي تشير إلى أمور إنجيلية، لا تتم أيضا على صـورة توافق ما ينتظر.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) ورأي أصحاب التفسير الحرفي يناقض نفسه، فمما يستندون عليه «العظام اليابسة» التي رآها حزقيال (حز 37: 1-14). فقالوا إن هذه النبوة تفيد رجوع اليهود إلى أرض فلسطين، واستخدموا كل مبادئهم وقواهم لإيضاح ذلك ولكن في ما يوافق غرضهم فقط، وأما ما لا يوافق غرضهم فسكتوا عن تفسيره حرفياً. مثال ذلك قوله «هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبي، وآتي بكم إلى أرض إسرائيل» (حز 37: 12). فسّروا الإتيان بهم إلى أرض إسرائيل حرفياً، أما فتح قبورهم وإطلاقهم منها فلم يفيدونا: هل معناها حرفي أم مجازي؟ أما التفسير الروحي فهو أن رؤيا العظام اليابسة تشير إلى الرجوع من السبي، أو بالحري الرجوع إلى الكنيسة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وفي تفسير ما جاء في زكريا 14 حرفياً صعوبات تبين خطأ المبدأ الذي بموجبه يفسرون كل هذا الأصحاح على أنه إعادة الأمة اليهودية إلى مركزها في أورشليم. وذلك يستلزم حدوث محاربة عنيفة (حرفياً) من الأمم ضد أورشليم، فيها تؤخذ المدينة وتُنهب البيوت وُتفضح النساء. ثم يخرج الرب ويحارب تلك الأمم (حرفياً) كما في يوم حربه يوم القتال. وتقف قدماه (حرفياً) في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي يواجه أورشليم من الشرق، فينشق جبل الزيتون من وسطه (حرفياً) نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً، وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب. وتهربون في جواء جبالي لأن جواء الجبال يصل إلى «آصل» (حرفياً) وتهربون كما هربتم من الزلزلة في أيام عزيا ملك يهوذا، ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك (حرفياً). ويكون في ذلك اليوم أنه يكون نور. الدراري تنقبض. ويكون في يوم واحد معروف للرب. لا نهار ولا ليل (حرفياً) بل يحدث أنه في وقت المساء يكون نور. ويكون في ذلك اليوم أن مياهاً حية تخرج من أورشليم نصفها إلى البحر الشرقي ونصفها إلى البحر الغربي (حرفياً). في الصيف وفي الخريف تكون. وقيل أيضاً: وتتحول الأرض كلها كالعربة من جبع إلى رمون جنوب أورشليم. وترتفع وتُعمَر في مكانها من باب بنيامين إلى مكان الباب الأول إلى باب الزوايا، ومن برج حننئيل إلى معاصر الملك (حرفياً). فيسكنون فيها ولا يكون بعد لعن، فتعمر أورشليم بالأمن. وقيل أيضاً: وهذه تكون الضربة التي يضرب بها الرب كل الشعوب الذين تجندوا على أورشليم: لحمهم يذوب وهم واقفون على أقدامهم، وعيونهم تذوب في أوقابها، ولسانهم يذوب في فمهم (حرفياً). وقيل أيضاً إن كل الباقي من جميع الأمم الذين جاءوا على أورشليم يصعدون من سنة إلى سنة ليسجدوا للملك رب الجنود وليعيدوا عيد المظال (حرفياً). ويكون أن كل من لا يصعد من قبائل الأرض إلى أورشليم ليسجد للملك رب الجنود لا يكون عليهم مطر (حرفياً). وأن لا تصعد ولا تأتِ قبيلة مصر، ولا مطر عليها. تكن عليها الضربة التي يضرب بها الرب الأمم الذين لا يصعدون ليعيدوا عيد المظال. وقيل أيضاً: في ذلك اليوم يكون على أجراس الخيل «قدس للرب» والقدور في بيت الرب تكون كالمناضح أمام المذبح (حرفياً). وكل قدر في أورشليم وفي يهوذا تكون قدساً لرب الجنود، وكل الذابحين يأتون ويأخذون منها ويطبخون فيها (حرفياً). وفي ذلك اليوم لا يكون بعد كنعاني في بيت رب الجنود.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وزكريا 14 هو من أهم وأشهر النبوات عند أصحاب التفسير الحرفي! ألا يتضح لكل عاقل أن مبدأهم في تفسيره باطل، لأنه يستلزم شق جبل الزيتون، وهروب الشعب في جوف الوادي بين الشطرين، وحدوث يوم يختلف عن كل الأيام بأنه ليس نهاراً ولا ليلاً، إذ في مسائه يكون نور، خلافاً للنظام الطبيعي، وأيضاً يخرج نهران من أورشليم نحو الغرب والشرق، أحدهما يجري إلى البحر المتوسط والثاني إلى بحر لوط. وأيضاً تنخفض كل الجبال (ما عدا الجبل الذي عليه أورشليم والهيكل) وتصير سهلاً واحداً فسيحاً. وتصعد كل الأمم بدون استثناء سنوياً إلى أورشليم ليعيدوا عيد المظال ويقدموا الذبائح الدموية اليهودية، ومن لا يحضر منهم يعاقبه الله بالقحط. وأيضاً الخيل تتزين بأجراس مكتوب عليها «قدس للرب». كما تكتب العبارة نفسها على جميع قدور الهيكل وقدور أورشليم ويهوذا التي يستعملونها لطبخ طعامهم. ولا يكون كنعاني بعد في بيت الرب. فما أغرب كل تلك الأمور.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ومن شاء أن يبحث عن تناقض التفسير الحرفي مع المقصود بأقوال الأنبياء، وتناقضه مع نفسه فليراجع نبوة حزقيال ص 40-48 حيث يرى أن تفسير تلك الأصحاحات على المبدأ الحرفي يؤدي إلى بحرٍ من الصعوبات. وكذلك نبوة يوئيل 3 فإن تفسيره حرفياً يستلزم أن الله يجمع كل الأمم وينزلهم إلى وادي يهوشافاط ويحاكمهم هناك، وأن الشمس والقمر يظلمان، والنجوم تحجز لمعانها، والرب من صهيون يزمجر ومن أورشليم يعطي صوته، فترجف السماء والأرض. وأيضاً الجبال تقطر عصيراً والتلال تفيض لبناً، ومن بيت الرب يخرج ينبوع يسقي وادي السنط، ويهوذا وأورشليم تسكنان إلى الأبد. ومن هذا القبيل ما جاء في ميخا «ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه الشعوب» (ميخا 4). وفي سفر ملاخي «فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور، وكل المستكبرين وفاعلي الشر يكونون قشاً، ويحرقهم اليوم الآتي قال رب الجنود. لا يُبقي لهم أصلاً ولا فرعاً، ولكم أيها المتَّقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها، فتخرجون وتنشأون كعجول الصِّيرة» (ملاخي 4).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) يخالف قول أصحاب التفسير الحرفي ما نراه في إتمام نبوات كثيرة في الكتاب. مثلاً: كيف تمت النبوات عن المسيح؟ هل ملك على عرش داود حرفياً وجلس في أورشليم ملكاً منظوراً، وكان ملكاً لليهود فقط. هل مارس المسيح وظيفة رئيس الكهنة على صورتها القديمة الحرفية؟ وكيف جاء إيليا في شخص يوحنا المعمدان؟ وبأي معنى تمت النبوات عن إقامة خيمة داود الساقطة، وعن نسل إبراهيم؟ وعمّن قيل في العهد الجديد إنهم ورثة بحسب الموعد؟ (غل 3: 29). قال هوشع عن رفض إسرائيل «لأنكم لستم شعبي وأنا لا أكون لكم إلهاً». ثم قال «لكن يكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي لا يُكال ولا يُعدّ. ويكون عوضاً عن أن يُقال لهم: لستم شعبي يقال لهم أبناء الله الحي. ويُجمع بنو يهوذا وبنو إسرائيل معاً ويجعلون لأنفسهم رأساً واحداً ويصعدون من الأرض، لأن يوم يزرعيل عظيم» (هو 1: 9). فنسأل أصحاب مذهب التفسير الحرفي عن هذه النبوة: على أي صورة تمت أم ستتم؟ وإذا نظرنا إلى ما جاء عن هذه النبوة في رومية 9: 24-26 نرى أن إتمامها هو في تكثير عدد المؤمنين بالمسيح، من اليهود ومن الأمم، وهذا كافٍ لدحض التفسير الحرفي. وهكذا نقول في ما جاء عن صهيون وأورشليم، وبناء الهيكل، ورجوع اليهود إلى بلادهم: أن الأَوْلى هو تفسيره بمعناه الروحي لا الحرفي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) كل من خاض في هذا البحث يرى أن جانباً عظيماً من النبوات قد تم روحياً. فأرض كنعان لم تفض لبناً وعسلاً، ونسل إبراهيم لم يكن كرمل البحر، وعدد الأمم الذين يجتمعون أخيراً لمحاربة أورشليم لا يكون حرفياً كرمل البحر (رؤ 20: 8)، ومُلك داود لم يكن إلى الأبد حرفياً، فقد انقسمت المملكة في عهد حفيده رحبعام، ثم سقطت مملكة يهوذا. فهل تحتمل تلك النبوة غير المعنى الروحي؟ كذلك قيل عن المسيح إن اسمه يدوم كالشمس، ولكن الشمس تغيب وستزول! فلا يكون المقصود بذلك المعنى الحرفي. وجاءت نبوة عن شق البحر الأحمر ثانية (إش 11: 15) والتيهان أيضاً في البرية (حز 20: 34-38) وإخراج الماء من الصخرة (إش 48: 21) وظهور عمود السحاب والنار (إش 4: 5) وإمطار النار والكبريت على سدوم (حز 38: 22) ورجوع الحالة الأصلية في الفردوس (إش 11: 6-8 و65: 25). فهل تم أو سيتم كل ذلك حرفياً؟ قال يوحنا قي الرؤيا عن أورشليم الجديدة إن علوها يكون 12 ألف غلوة، وكذلك طولها وعرضها (رؤ21: 16). فهل المقصود بهذا المعنى الحرفي؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقال حزقيال إن شعب الله سيشتغلون سبعة أشهر في دفن موتى أعدائهم أهل جوج ليطهروا الأرض، ثم قال «وأنت يا ابن آدم فهكذا قال السيد الرب: قل لطائر كل جناح ولكل وحوش البر: اجتمعوا وتعالوا. احتشدوا من كل جهة إلى ذبيحتي التي أنا ذابحها لكم، ذبيحة عظيمة على جبال إسرائيل، لتأكلوا لحماً وتشربوا دماً. تأكلون لحم الجبابرة وتشربون دم رؤساء الأرض. كباش وحملان وأعتدة وثيران. كلها من مسمنات باشان. وتأكلون اللحم إلى الشبع، وتشربون الدم إلى السكر من ذبيحتي التي ذبحتها لكم. فتشبعون على مائدتي من الخيل والمركبات والجبابرة وكل رجال الحرب يقول السيد الرب» (حز 39: 12، 17-20). فهل المقصود هو المعنى الحرفي؟ هل يقيم الله وليمة للطيور ووحوش البر، ويدعوها دعوة خصوصية لتأكل وتشرب على جبال إسرائيل لحم الجبابرة ودم رؤساء الأرض حتى تشبع من اللحم وتسكر من الدم، وأن تلك الوليمة تشتمل على لحم البشر ودمهم، وأيضاً على لحم ودم كباش وحملان وأعتدة وثيران، جميعها من مسمنات باشان. وليس ذلك فقط بل أيضاً على الخيل والمركبات.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وما قولهم في ما جاء في سفر الرؤيا عن دعوة الطيور لعشاء الإله العظيم (رؤ 19: 17، 18). هل يقف ملاك حرفياً في الشمس ويصرخ لجميع الطيور لتجتمع إلى عشاء الإله العظيم لتأكل لحوم ملوك وقواد وأقوياء وخيل، ولحوم الحر والعبد الصغير والكبير؟ ألا ترى أن هذه النبوة مثل نبوة حزقيال لا تتفسر حرفياً على الإطلاق! فمن يقدر أن يتصور الجبال تقطر عصيراً والتلال تفيض لبناً! إن هذه النبوات وأمثالها لا تفسير معقول لها إلا التفسير الروحي![/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وفي أقوال المسيح نبوات لا تُفهم إلا بمعناها الروحي، ومنها قوله لليهود «انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه» أراد بذلك هيكل جسده. وقوله لتلاميذه حين أكل الفصح معهم «لا أشرب من عصير الكرمة هذا حتى أشربه جديداً معكم في ملكوت أبي». فهل المعنى حرفي يُقصد به أن يسوع يشرب من ذلك النوع من الخمر في السماء! وقوله «خذوا كلوا هذا هو جسدي. اشربوا هذا هو دمي». فهل تحوَّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه حرفياً؟ وقوله لبطرس: «أعطيك مفاتيح ملكوت السموات» فهل أعطاه المفاتيح بمعنى حرفي؟ وقوله لنيقوديموس «الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله» أليس المقصود به الولادة الروحية؟ وقول بولس إن القديسين سيدينون الملائكة، وأيضاً سيدينون العالم، ألا يخالف المعنى الحرفي أن المسيح هو الديان الوحيد؟ وجاء في الكتاب المقدس ذكر كتاب اسمه «سفر الحياة» وذكر دانيال وملاخي وسفر الرؤيا أسفاراً أخرى. فمن يعتقد أن تلك الأسفار مجلدات ذات صفحات مادية كُتبت أسماؤنا عليها؟ إن معناها روحي مجازي لا حرفي. ومن يظن أن كلام المسيح عن وجوب المغفرة للأخ المذنب إلينا سبعين مرة سبع مرات مقصود به هذا العدد فقط؟ وما هو التفسير المرجح لما جاء في الكلام عن تقييد الشيطان ألف سنة، فهل للهاوية مفتاح؟ وهل يأخذ الملاك سلسلة مادية في يده ليقيد بها الشيطان ثم يطرحه في الهاوية ويغلق بابها ثم يختم عليه؟ (رؤ 20: 3). وبالاختصار، ألا يوجد صهيون إلا صهيون الأرضية، ولا أورشليم إلا المدينة المعروفة بهذا الاسم في فلسطين، ولا نسل لإبراهيم سوى اليهود، ولا ختان إلا الختان الذي في الظاهر في اللحم، ولا عبودية إلا عبودية مصر، ولا برية إلا برية سيناء، ولا خبز إلا ما نتج من الحقول، ولا ماء إلا ماء الينابيع الأرضية، ولا كنعان إلا أرض فلسطين![/B][/SIZE] [SIZE=5][B](5) وقد يحامي أحدٌ عن التفسير الحرفي للنبوات عن اليهود بقوله إن كل نبوات الويل والتهديد على تلك الأمة قد تم حرفياً. فنجيب: (أ) لا شك في تحقيقٍ صحيحٍ كامل لكل مواعيد الله، ولا بد أن يُظهر الله لطفه ورحمته ورضاه لإسرائيل الجسدي إتمامأ لمواعيده. غير أن كيفية تحقيق هذا تكون حسب استحسانه ومقاصده في بنيان ملكوته وإكمال عمل الفداء. فالأمر الجوهري في النبوات عن اليهود هو رجوعهم إلى رضا الله، وانضمامهم إلى عضوية ملكوته، واشتراكهم في فوائد الكنيسة وبركاتها، وذلك يمكن إتمامه بدون الرجوع إلى الديانة اليهودية وتجديدها. ويتم هذا بكيفية مسيحية لا يهودية. (ب) يميز العهد القديم بين شعب الله الحقيقي (أي نسل إبراهيم المقدس من اليهود المؤمنين الحقيقيين، وغيرهم) وبين الأمة اليهودية (أي نسل إبراهيم الجسدي). فتشمل الأمة الروحية الحقيقية نسل إبراهيم الروحي بمن فيهم المؤمنون من غير أبناء إبراهيم بالجسد، ولكنهم من الوثنيين الذين سلكوا في خطوات إيمان إبراهيم (رو 4: 12). وهؤلاء هم جماعة المؤمنين الحقيقيين، أي الكنيسة الإلهية غير المنظورة المعروفة أيضا باسم «إسرائيل الله». وقد بيَّن الرسول بولس الفرق بين شعب اليهود والكنيسة الإلهية (رو 9-11) وقال «ألعل الله رفض شعبه؟ حاشا! لأني أنا أيضاً إسرائيلي من نسل إبراهيم من سبط بنيامين. لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه». ثم ذكر كلام إيليا ضد إسرائيل، وجواب الله له «أبقيت لنفسي سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبةً لبعل». ثم قال «فكذلك في الزمان الحاضر أيضاً قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة» (رو 11: 1-5). ويظهر من العهد القديم أن جانباً عظيماً من اليهود ارتدوا عن الإيمان ورفضوا الله وديانته، فرفضهم الله. غير أن البعض حسب اختيار النعمة ندموا على ذلك فميزهم الله بعلامة على جباههم (حز 9: 4). وقد حاقت بهم كل الويلات والبلايا التي هددهم الله بها، كما تحقق كلام التعزية والإنعاش والمواعيد الكثيرة لإسرائيل الحقيقي، أي الكنيسة المؤمنة بين اليهود. فوعدهم الله في النبوة بالرجوع من بابل، وأعلن لهم مجيء المسيح وصفاته وعمله المجيد ليخلص الشعب المختار، وكشف لهم أيضاً مجد مستقبل الكنيسة في عصر الإنجيل وارتفاعها وامتدادها وازديادها ثم نصرتها الأخيرة. واستخدم الله في ذلك تشبيهات وكنايات سامية جداً، بُني معظمها على ما يختص بديانة اليهود وأحوالهم الجسدية (انظر إش 40-66 والجزء الأخير من حزقيال ونبوة زكريا). وقد أعطاهم الله عربوناً على إتمام كل تلك المواعيد، هو إرجاع شعبه من بابل في الوقت المعين.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]فما هي النبوات التي تمت حرفياً؟ أليست هي النبوات التي تحتوي على تهديد المرتدين من اليهود التي يُنتظر إتمامها حرفياً؟ وما هي النبوات التي تمت روحياً، أو ستتم بالتدريج؟ أليست هي النبوات الموجهة ليس إلى الأمة اليهودية حسب الجسد، بل إلى الكنيسة الحقيقية التي ستتألف من المؤمنين الأمناء بين اليهود، والتي توسعت عند مجيء المسيح وانضمت إليها الأمم، فأخذت تتقدم وتتسع، ولا تزال كذلك إلى أن تعم أخيراً كل قبائل الأرض؟ نعم إن تلك الكنيسة الإلهية (سواء في العهد القديم أم الجديد) هي وارثة المواعيد الإلهية، والتي تنال البركات الخاصة لشعب الله الخاص، أي المؤمنين بالمسيح في كل زمان ومكان. نعم إن توجيه النبوات عن تقدم الديانة وازدهار الكنيسة إلى اليهود فقط ضلال مبين، وإن دلت ألفاظها حسب الظاهر على نجاح الديانة اليهودية ورفع شأن تلك الأمة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]جاءت أقوال أنبياء اليهود بطريقتين: الأولى بالتوبيخ والتهديد والإنذار والوعيد، وقد تم كل ما أعلنوه عليهم من ويل. والثانية إنباءً بالبركات والمواعيد الروحية والزمنية، وتلك قد تمت أيضاً. فعند تفسير أقوال الأنبياء يجب الانتباه إلى هذا التمييز، فلا ننسب التوبيخ والإنذار بالويل للأتقياء، ولا نوجِّه المواعيد بالبركات للعصاة والمرتدين. ولأن النوعين على الغالب واردان معاً، وكلام التهديد والإنذار بالويل يسبق كلام الوعد والتعزية، يجب تدقيق النظر في ذلك. إن مواعيد الله ليست لليهود دون المسيحيين، ولا للمسيحيين دون اليهود، بل هي للكنيسة كلها، مكوَّنة من اليهود والوثنيين الذين قبلوا المسيح. وكنيسة الله هي واحدة، وهي وارثة المواعيد سواء كانت مؤلفة من اليهود أم من الأمم. والسؤال المهم هو: ما هي الكنيسة؟ قال اليهود إنها الأمة اليهودية لأنها نسل إبراهيم حسب الجسد. غير أن الكتاب بيَّن لنا أن علاقة الأمة اليهودية بالكنيسة انتهت عند مجيء المسيح، وصارت الكنيسة الحقيقية هي صاحبة المواعيد والمكونة من ورثة إيمان إبراهيم، لا ورثة دمه الجسدي (يوحنا 1: 11-13).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](6) وإذا سُئلنا: هل للأمة اليهودية نصيب في مواعيد الكتاب؟ نجيب: نعم لها نصيب: (أ) في النبوات عن مجد الكنيسة تحت نظام الإنجيل، وذلك متى انضمت إلى الكنيسة المسيحية، فتشترك في ذلك المجد العظيم الخاص بكنيسة المسيح. و(ب) في النبوات التي تعد برجوع اليهود إلى الله واجتماع شتاتهم وقبولهم بعد رفضهم، وذلك سيتم متى رُفع البرقع أخيراً عن عيون إسرائيل وقبلوا المسيح. حينئذ يشتركون في ميراث الكنيسة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وإذا قيل إن الوعد لإبراهيم بإعطاء أرض كنعان له ولنسله هو إلى الأبد (تك 13: 15 و17: 8 و26: 3 و18: 13) ولم يتم بعد كما ينبغي، فينتظر إتمامه في المستقبل حرفياً. نجيب: إن الإتمام الحرفي الصحيح يستلزم قيام إبراهيم من الأموات ليرث الأرض مع نسله، وإن الآباء أنفسهم لم ينتظروا إتمام ذلك الوعد حرفياً. قيل عن إبراهيم «بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة، ساكناً في خيام مع إسحاق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه. لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» (عب 11: 9). فنرى أن الآباء سلَّموا بأنهم غرباء ونزلاء على هذه الأرض. ولكن الوعود تحققت لهم، فورثوا الأرض بعد التيه في البرية، وامتد سلطانهم فيها حسب وعد الله لإبراهيم. فقيل عن سليمان «وكان متسلطاً على جميع الملوك من النهر إلى أرض الفلسطينيين وإلى تخوم مصر» (2 أي 9: 26). وجاء في نحميا «أنت هو الرب الإله الذي اخترت أبرام وأخرجته من أور الكلدانيين وجعلت اسمه إبراهيم. ووجدت قلبه أمينا أمامك، وقطعت معه العهد أن تعطيه أرض الكنعانيين.. وتعطيها لنسله. وقد أنجزت وعدك لأنك صادق» (نح 9: 7، 8). فبشهادة الوحي أخذت أمة اليهود (حسب الجسد) نصيبها حرفياً في الوعد لإبراهيم.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](7) وإذا لم يسلّم المعترض بما قلناه، وقال إن الوعد هو لإبراهيم ولنسله إلى الأبد، أي أن نسله يكون كنجوم السماء وكرمل البحر، وأن كل أرض كنعان تكون له ولهم ملكاً أبدياً، وأن جميع قبائل الأرض تتبارك فيه وفيهم، وذلك لم يتم تماماً بامتلاك الإسرائيليين أرض كنعان قبل مجيء المسيح. فنجيب: إن الإشارة في كلمة «نسل» في ذلك الوعد غير محصورة في نسل إبراهيم الجسدي، بل تشمل المسيح وكل المؤمنين به في عصر الإنجيل. فلا بد أن أرض كنعان تشير إلى ميراثٍ أوسع وأفضل للكنيسة «فإنه ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم أو لنسله أن يكون وارثاً للعالم، بل ببر الإيمان» (رو 4: 13) وهذا يعني أن العالم أجمع هو الميراث الحقيقي لإبراهيم ونسله. ثم نقول إن أرض كنعان هي من الأمور الرمزية في العهد القديم، وإنها كانت رمزاً إلى ما هو أسمى وأفضل وأوسع وأمجد في نظام الإنجيل، وإن تميز بين اليهود كشعب الله الخاص وبين الأمم قد زال، وإن الديانة اليهودية وكل ما يختص بها قد تمت في ظهور المرموز إليه بها وزالت. أفلا يلزم عن ذلك أن الأرض المقدسة قد زالت مع جملة رموز العهد القديم باعتبارها ميراثاً خاصاً باليهود؟ وكما توسع نسل إبراهيم توسع أيضاً ميراثهم، وصارت الكنيسة تتوقع ليس كنعان الأرضية بل كنعان السماوية، وستمتلك ليس فقط جزءاً صغيراً وحقيراً من هذه الأرض بل الأرض كلها، لأن المسيح سيتسلط على جميع الأمم والشعوب. وإذ ذاك ترث الكل لا الجزء، وتتمتع بالمرموز إليه لا بالرمز الذي قد زال، ولا يتم تقدمها نحو الكمال برجوعها إلى الجزئيات بل بسعيها نحو الكليات، وليس باجتماعها في بلاد واحدة وهيكل واحد ومركز واحد للعبادة وتقديم ذبائح مادية وممارسة فرائض زمنية، بل برجوع كل البشر إلى الله وتكريس الأرض كلها لعبادته الروحية وخدمته القلبية الطاهرة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](8) وإذا قال أحد إن الأمة اليهودية لا تزال متميزة عن سائر الشعوب في كل العالم، وإن ذلك دليل على أن الله سيردهم أخيراً إلى أرض فلسطين ويعيد ديانتهم هناك. فنجيب: كلا، بل إن بقاء اليهود على هذا الحال هو إتمام للنبوات التي قالت إنهم سيكونون كذلك، ولا يوجد ما يدل على رجوعهم حرفياً إلى أرض فلسطين. بل يصح أن نحسب حال اليهود هذا دليلاً على أن النبوات عنهم تتم برجوعهم كأمة إلى الكنيسة المسيحية ليقبلوا الإنجيل.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](9) وربما اعترض أحد بأن النبوات تذكر رجوع اليهود إلى أرض فلسطين بصريح اللفظ، فلماذا لا نفهمها عنهم وعن رجوعهم حرفياً؟ فنجيب: أنبأ الله في العهد الجديد عن أزمنة الإنجيل وأحوال الكنيسة باستخدام ألفاظ وعبارات وكنايات وتشبيهات ومجازات واستعارات مألوفة عند اليهود في زمن العهد القديم، ومبنية غالباً على عاداتهم الدينية وبلادهم وما فيها من الحيوان والنبات والمعادن وما جرى فيها من حوادث، ليجعل تلك النبوات مفهومة عندهم. ومن أمثلة ذلك دعوة إبراهيم، والخروج من مصر، والتيهان في البرية، ومدينة أورشليم، وجبل صهيون، وهيكل سليمان، واحتشاد الشعب للأعياد، وتقديمهم الذبائح والقرابين وإيقادهم البخور وتبويقهم بالأبواق، وترنيمهم ترنيمات الفرح، ورجوعهم من السبي وبناؤهم المدينة والهيكل ثانية، وامتلاكهم أرض كنعان، إلى غير ذلك مما استُخدم للتعبير عن أحوال الكنيسة وكل ما يختص بها من الأمور الروحية في عصر الإنجيل. فيجب على المستنيرين بنور الإنجيل أن يفسروا تلك الخيارات المجازية وأمثالها بالنظر إلى معناها الجوهري الإنجيلي، لا الخارجي الحرفي اليهودي، وأن يتوقعوا انضمام اليهود إلى الكنيسة ليشتركوا في بركات شعب الله، ويجب أن يبشروهم بالإنجيل ويطلبوا من الله أن يتمم مواعيده فيهم، ويتوقعوا برجاء وشوق رجوعهم إلى حضن الكنيسة وانضمامهم إلى شعب الله تحت رياسة المسيح، حسبما وُعدوا منذ القديم.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]7- ما هو الارتداد العظيم الذي يسبق مجيء المسيح ثانية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* يحدث ارتداد عظيم في الكنيسة ويظهر «ضد المسيح» أي «إنسان الخطية» وإبادته. والكلام النبوي في هذا الموضوع واضح، ومنه كلام بولس في الارتداد عن الإيمان وظهور إنسان الخطية قبل مجيء الرب، وإبادته (2تس 2: 1-10). وفي سفر الرؤيا عبارات كثيرة تدل على هذه الحادثة المريعة باستعمال تشبيهات وكنايات واستعارات متنوعة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وجاءت نبوات الرسل عن أعداء الكنيسة في صورتين: (أ) صورة تصف عداوتهم ومقاومتهم لها دينياً بواسطة تعاليم فاسدة وأنظمة بشرية وعجائب كاذبة وخرافات وأباطيل، بالإشارة إليهم بأسماء مختلفة منها: «الارتداد» و«إنسان الخطية» و«ابن الهلاك» و«ضد المسيح» و«وحش طالع من الأرض له قرنان شبه خروف» (رؤ 13: 11) و«النبي الكذاب» و«الزانية» و«بابل». و(ب) صورة تصف عداوتهم للكنيسة على صورة المقاومة السياسية والطمع والافتخار العالمي، باستخدام كلمة تصف الممالك السياسية المضادة لملكوت المسيح وهي «وحش» موصوف أنه طالع من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون جلست عليه الزانية، وكانت قرونه واسطة إبادتها أخيراً (رؤ 13: 1-10 و17: 16).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وقد اختلف المفسرون في مدلول «ضد المسيح» فقال بعضهم إنه يشير إلى قوة دينية تقاوم المسيح، وقال آخرون إنه يشير إلى قوة سياسية عالمية تقاومه، وقال غيرهم إنه يشير إلى شخص أثيم. واختار جمهور المدققين الاحتمال الأول. وعلى ذلك يُراد به ارتداد ديني، ويرادفه «إنسان الخطية» و«ابن الهلاك» و«الزانية» و«بابل» و«النبي الكذاب» وكلها تشير إلى أمرٍ واحد هو الارتداد عن الحق أو الزنا الروحي أو مقاومة المسيح بواسطة تعاليم كاذبة وأضاليل مهلكة. ومما يؤيد ذلك استعمال «ضد المسيح» في رسائل يوحنا للتعبير عن معلّمين كذبة ومضلّين.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وليس في غير رؤيا يوحنا من أسفار الرسل إلا نبوات قليلة، غير أنها ثمينة وسامية، ويتحدث أكثرها عن ارتداد عظيم في الكنيسة وظهور مقاومة شديدة للإنجيل من أعداء أقوياء عبروا عنهم بأسماء مختلفة أشهرها «ضد المسيح» و«إنسان الخطية» و«ابن الهلاك» و«سر الإثم» و«التنين» و«الوحش» الأول والثاني (رؤيا 13) و«النبي الكذاب» و«الزانية» و«"بابل». وبعضها تشير إلى مقاومة دينية، وغيرها إلى مقاومة عالمية. والتنين كناية عن إبليس رئيس الجميع.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ومن الأمور التي ستصاحب ذلك الارتداد ومن خصائصه المتنوعة إفساد الحق، واغتصاب حقوق الله والمسيح، وإصدار قوانين دينية وفرائض مختلفة تخالف روح الإنجيل، والادعاء بسلطان سام على عالم الأرواح، والنجاح باستعمال المعجزات الكاذبة وكل خداع. وينشأ ذلك الارتداد من داخل الكنيسة لا من خارجها، ولا بد أن يهلك كل المرتدين في ما عدا التائبين منهم.[/B][/SIZE][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى