الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791934, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4][CENTER][CENTER][SIZE=5][B]الفصل الثامن والأربعون[/B][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] [CENTER][CENTER][SIZE=5][B]مجيء المسيح ثانية وسوابقه التاريخية[/B][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] [SIZE=5][B]1- ما هو تعليم الكتاب المقدس في مجيء المسيح ثانية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* تعلمنا الأسفار المقدسة أن المسيح سيجيء ثانيةً بالمجد، مجيئاً حقيقياً منظوراً. والحوادث التالية تسبق هذا المجيء:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) ينتشر الإنجيل في كل العالم، وتصل الدعوة للأمم فينضمون إلى الكنيسة المسيحية.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) يرجع اليهود إلى المسيحية وينضمون إلى الكنيسة بعد شتاتهم وابتعادهم مدة طويلة.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) يحدث ارتداد عظيم في الكنيسة ويظهر «ضد المسيح» أي «إنسان الخطية» ويُباد.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) تدخل الكنيسة في عصير جديد (عُبِّر عن طول مدته بألف سنة) فيه تمتد المسيحية إلى كل العالم وتتسلط على قلوب البشر، ويُقيَّد إبليس فيستريح العالم من مكائده.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](5) يُحَلّ الشيطان مدة وجيزة عند نهاية الألف السنة، فيحارب الكنيسة، ثم يأتي المسيح.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]2- ماذا يقول الكتاب المقدس بخصوص انتشار الإنجيل في العالم قبل مجيء المسيح ثانيةً؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* الآيات في شأن ذلك كثيرة وواضحة، منها «يملك المسيح من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض. ويسجد له كل الملوك. كل الأمم تتعبد له» (مز 72: 8، 11). «يباركنا الله وتخشاه كل أقاصي الأرض» (مز 67: 7). «ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه كل الأمم. وتسير شعوب كثيرة ويقولون: هلم نصعد إلى جبل الرب» (إش 2: 2-4). «جعلتك نوراً للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض» (إش 49: 6). «لأن الأرض تمتلىء من معرفة مجد الرب كما تغطي المياه البحر» (حب 2: 14). «في ذلك الزمان يسمون أورشليم كرسي الرب، ويجتمع إليها كل الأمم إلى اسم الرب إلى أورشليم، ولا يذهبون بعد وراء عناد قلبهم الشرير» (إر 3: 17). وشبه المسيح ملكوته بخميرة تمتد وتخمر العجين كله، وبحبَّة خردل نمت نمواً عظيماً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]3- ما هي نبوات الكتاب المقدس بخصوص رجوع اليهود للمسيح قبل مجيء المسيح ثانية؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* أشهر النبوات ما يأتي:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) نبوات عن تشتتهم ورفضهم، مع بقائهم أمة متميزة في كل العالم مدة رفضهم، ومنها لاويين 26: 33-39 و26: 44 وتث 4: 27 و28: 25-68 وإش 6: 9-13 و65: 11-15 وإر 9: 16 و24: 9 و29: 18 و30: 11 و46: 28 وحز 12: 15 ودا 9: 27 وهو 3: 4 وعا 9:9 ومت ص 24 ولو 21: 24 ورو 11: 25. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) نبوات عن رجوعهم وقبولهم الديانة الحقيقية، ومنها تثنية 30: 2-6 وإش 11: 11، 12 و49: 5، 6 و56: 8 وحز 20: 32-44 و36: 24-37 و37: 1-14 وهو 3: 5 وعا 9: 8، 9 ومي 2: 12، 13 و7: 15-20 وزك 10: 9، 10 و12: 10 ورو 11: 25 و2كو 3: 12-18.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]4- ما هي التفسيرات الرئيسية لهذه النبوات؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* هناك ثلاثة تفسيرات رئيسية:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) رأي اليهود، وهو أن النبوات عن أمتهم تعني رجوعهم من شتاتهم إلى بلادهم وامتلاكهم لها، وذلك تحت حكم المسيح، فيجددون هيكلهم وديانتهم على صورتها السابقة، ويرتفع شأنها إلى أعلى درجة بين شعوب الأرض.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](2) رأي أصحاب التفسير الحرفي لتلك النبوات، وهو لا يختلف في جوهره عن رأي اليهود، إلا أنهم يقولون إن الديانة اليهودية عند تجديدها تكون ديانة الكنيسة كلها، أي أن الكنيسة المسيحية تتحول إلى كنيسة يهودية. ولا يصادق معظم المفسرين تماماً على هذا التفسير، بل يقولون إنه لا ينبغي أن ننتظر انقلاباً تاماً مثل هذا في الديانة المسيحية، وإن التفسير الحرفي يصح فقط من جهة رجوع اليهود إلى أرض فلسطين ورفع شأنهم بين المسيحيين على اختلاف أممهم وبلدانهم، وذلك عند اعتناقهم المسيحية. وهذا الرأي قريب من المذهب الروحي (تحت رقم 3). غير أنه لا يمكن برهنة قولهم إن جزءاً من النبوات عن اليهود يتفسر حرفياً وجزءاً آخر روحياً. وإذا صح التفسير الحرفي لجزءٍ ينبغي طبعاً التسليم به للكل. ولذلك استصوب معظم المفسرين التفسير الروحي للكل، وهو الرأي الثالث.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) رأي أصحاب التفسير الروحي للنبوات عن اليهود، الذين يقولون إن كل تلك النبوات تتم بانضمام اليهود إلى الكنيسة واشتراكهم قي بركات الإنجيل وخيراته. وبعد رجوعهم إلى الكنيسة إذا اتفق أن بعضهم أو معظمهم أرادوا أن يرجعوا إلى بلادهم ويستوطنوها فليس هناك نبوة تمنع ذلك. وكذلك لا مانع إذا أرادوا أن يستوطنوا أمريكا أو الصين. ولكنهم والحالة هذه يرجعون وهم مسيحيون بحريتهم، لا ليجددوا الديانة اليهودية فيها تحت حماية الله، بل ليمارسوا المسيحية فيقيمون هناك كنائس ويعبدون المسيح بالحق. ولاشك أن ذلك يسر قلب كل مسيحي، ويتمجد الله به أكثر جداً من رجوعهم يهوداً لغاية سياسية. فمن اقتصر على فهم تلك النبوات على هذه الصورة فلا حرج عليه، ولكن يضل من يتطرف في تفسيرها حرفياً بأنها تشير إلى رجوع اليهود إلى فلسطين لبناء أورشليم والهيكل ثانية، وتقسيم الأرض بين أسباط إسرائيل القديمة، وتجديد طقوسهم الدينية، وكل ذلك تحت حكم المسيح، الذي (على زعمهم) يأتي لهذه الغاية ويجلس على عرشه في أورشليم، ويجمع حوله الأمة اليهودية ويقربها إليه دون سائر المؤمنين، وكل ذلك إتماماً لتلك النبوات. وهذا تفسير مستبعد، ليس ما يؤيده في العهد الجديد، بل إنه يخالف روحه، وقد نشأ عن خطإٍ في تفسير مقاصد الله.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]5- ما هو الرأي الأصح في هذه التفسيرات الثلاثة؟[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]* نقول بصحة الرأي الثالث بدليل:[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](1) تفسير تلك النبوات على أنها تشير إلى رجوع اليهود للكنيسة، وهو وافٍ بالمقصود، ويطابق باقي تعليم الكتاب، فإن تجديد الديانة اليهودية ودوامها إلى غير نهاية لا يُراد به ظاهره الحرفي، لأنه تعبير عن معناها الجوهري الحقيقي. وهذا ينطبق على تعاليم العهد القديم عن العصر الإنجيلي، وعلى ما جاء في العهد الجديد عن مستقبل الكنيسة والأحوال السماوية. ومن أمثلة ذلك قول المسيح «طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم» (لو12: 37). «أنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتاً» (لو22: 29). «من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه» (رؤ 3: ا 2). فهذه الآيات وما شابهها مجازية، تعبر عن حقائق روحية سامية باستعارة أمور أرضية زمنية. وتفسيرها حرفياً يُفقدها معناها الصحيح، ويؤدي إلى الضلال في تفسير كلام الله. وإذا صح هذا المبدأ على أقوال العهد الجديد النبوية، فكم بالحري يصحّ على نبوات العهد القديم. ونحن نعلم أن كل ما في العهد القديم من طقوس وفرائض رمزي استعدادي قُصد به تهذيب شعب الله القديم وتدريبهم في إدراك الأمور الروحية، لأنهم كانوا لا يزالون في حالة الطفولة، وفي احتياج إلى ما يناسب ذلك الحال.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وتوضح استعارات وتشبيهات وكنايات العهد القديم مستقبل كنيسة الله الديني، وهي موافقة لأحوال الشعب في زمن استعمالها. مثال ذلك في عهد داود وسليمان شُبِّه المسيح بملك ذي سلطان عام يمتد ملكه إلى كل أمم الأرض. ولما انقسمت المملكة وساءت أحوال الشعب عبر عن المستقبل بذكر الاتحاد بين إسرائيل ويهوذا، وارتفاع ملك داود، ودعوة الشعوب للتمتع بالراحة والسلام في الملكوت الثابت. وعبر حزقيال عن أحوال المستقبل باستعارات مبنية على بناء أورشليم وإقامة الهيكل ثانية، ورجوع الشعب إلى أرضهم المقدسة، وإرجاع السلطان إليهم، لأنه تنبأ في وسط ظروف مخالفة لذلك تماماً.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]ولو أننا فسرنا تلك النبوات حرفياً لظهر لنا وكأن نبوات الأنبياء متناقضة، لأن أقوالهم أحياناً يُراد بها حرفياً إصلاح ما حدث من الخلل في النظام اليهودي، وأحياناً يُراد بها إبادة ذلك النظام على الإطلاق (إر 31: 31 وإش 65: 17 و66: 1-4 وحج 2: 7). ومنها ما يراد به صعود الأمم إلى أورشليم ليمارسوا الديانة اليهودية (إش 66: 23 وزك 14) ومنها ما يراد به امتداد اليهودية وكل طقوسها في كل الأرض (إش 19: 19-25 وملا 1: 11). ومن نبوات حزقيال ما يؤكد لنا بناء الهيكل والمدينة وسكنى الأرض المقدسة بمجدٍ واحتفال عظيم. مع أن أقوال يوحنا الرسول في سفر الرؤيا تعلّمنا أنه لا يكون هيكل، لأنه لا احتياج إليه في المستقبل. فبموجب المبدأ الروحي لتفسير النبوات، لا خلاف في كل ذلك، لأن المعنى الجوهري واحد في الكل.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]إن التفسير الحرفي لتلك النبوات يخالف مبدأً جوهرياً في ديانة الله وتصرفاته في تهذيب البشر وتتميم مقاصده الإلهية، ولاسيما في بنيان ملكوته وإكمال عمل الفداء، وهو التقدم من الأدنى إلى الأعلى ومن الأبسط إلى الأبلغ. ففروض الديانة اليهودية أركانٌ ضعيفة بالنسبة إلى المسيحية وروحها، كما أن فروض المسيحية على ما هي الآن هي دون ما ستكون في مستقبل الكنيسة المجيد. فالقول بلزوم التفسير الحرفي هو بمثابة الاعتقاد أن الله مقيَّد بسَنّ رسوم واحدة خارجية لديانته وشعبه من بدء العالم إلى انقضائه.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) الديانة اليهودية ديانة رمزية، وكذلك أمور كثيرة في تاريخ شعب اليهود، وقد تمت كلها في نظام العهد الجديد. ولا خلاف على وجود رموز في العهد القديم، وينتهي الرمز بمجيء المرموز إليه، لأنه متى ظهر المرموز إليه لا نحتاج إلى الرمز. وكان النظام الموسوي الديني رمزاً لنظام الإنجيل، فلما ظهر الإنجيل لم تعد هناك حاجة إلى نظام موسى، الذي مضى وزال. وقد أعلن الإنجيل ذلك بصريح الكلام. ولذلك يقوم التقدم والنمو في الديانة الإلهية بالنظام الإنجيلي لا بالرجوع إلى النظام اليهودي، وإلا فيكون المرموز إليه قد انتهى في الرمز، لا الرمز في المرموز إليه، خلافاً لمبادئ النظام الرمزي ولشرائع الله السامية. كذلك بنو إسرائيل، شعب الله المختار في العهد القديم، المفرز عن بقية شعوب الأرض، كان حسب الجسد رمزاً للكنيسة التي هي بالحقيقة النسل المختار في عصر الإنجيل، وهي التي اختارها المسيح من العالم وافتداها بدمه ليضمها إلى ملكه الأبدي، ولذلك لما ظهرت الكنيسة ونظمت على مبادئ الإنجيل زالت الديانة اليهودية وطقوسها، ولم تُعد الأمة اليهودية شعباً خاصاً لله، فانتهى الرمز في المرموز إليه وزال عند ظهوره. ولأجل بيان ذلك سُمي كل المؤمنين في العهد الجديد «نسل إبراهيم» (غل 6: 16 وأف 2: 12، 19) «وآتين إلى جبل صهيون» (عب 12: 22) و«أولاد أورشليم العليا» (غل 4: 26) و«أهل الختان» (في 3: 3 وكو 2: 11) وسُموا أيضاً في سفر الرؤيا «يهوداً» بمعنى أنهم يستحقون المديح (رؤ 2: 9). وقيل أيضاً عن هذا النسل المقدس إنهم «حسب الموعد ورثة» (غل 3: 29) وهو الموعد لإبراهيم. ولما كان المؤمنون في كل مكان هم نسل إبراهيم وورثة المواعيد الممنوحة له، كانت تلك المواعيد تشير ليس إلى مجرد امتلاك أرض كنعان بل إلى المرموز إليه بأرض كنعان، أي كنعان السماوية التي هي الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل. ولا شك أن هذا ما قصده الرسل في كل ما علّموه في هذا الشأن، لأنهم في كل كلامهم عن المستقبل لم يشيروا إلى الميراث اليهودي الرمزي، بل أشاروا دائماً إلى أن الرمز قد مضى، والمرموز إليه هو الموضوع الوحيد لرجاء الكنيسة. فنتعلم من أن إسرائيل القديم رمز إلى إسرائيل الجديد اختفاء الرمز في المرموز إليه، وأن الأمة اليهودية تنضم للكنيسة المسيحية، وأنه لم يعُد لليهود حق في مواعيد الله لكنيسته ما لم ينضموا إليها، لأن مواعيد الله هي لهم ليس لأنهم من نسل إبراهيم الجسدي، بل باعتبارهم شعب الله حسب الاختيار. لذلك لا ينالون المواعيد إلا عندما يصيرون شعب الله بمعنى روحي.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وربما يُعتَرض بالقول إن اليهود اليوم مثل شعب الله في العهد القديم، هم رمزٌ لأنفسهم، وهم شعب الله تحت نظام الإنجيل، وإن امتلاكهم أرض كنعان قديماً يرمز لامتلاكهم إياها مرة أخرى في ظروف أفضل. فنجيب: إن ذلك ليس من نظام الرمز بل يخالفه، لأن الرمز دائماً أقل من المرموز إليه في كل شيء، ولذلك لا يصح أن يكون أمرٌ رمزاً إلى نفسه. هل يصح أن نعتبر أكل المن في البرية رمزاً إلى أكله مرة أخرى، أو ذبح خروف الفصح رمزاً إلى نفسه في نظام آخر؟ كلا! وكذلك لا يصح أن يكون امتلاك أرض كنعان في العهد القديم رمزاً لامتلاكها ثانية في عصر الإنجيل، بل إلى امتلاك ما هو أفضل وأسمى منها، يكون مطابقاً لمقاصد الإنجيل.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]لقد اعتبر الرسل الديانة اليهودية رمزية، وأنها تمَّت في المسيحية، وأن المسيحيين غير مكلفين بعْدُ بحفظها. ووبَّخ الرسول بولس كل ميل إلى الفرائض اليهودية، وحثَّ المسيحيين على تركها لأنها زالت. وما أحسن قول المسيح للسامرية عن عبادة الله «لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب، بل بالروح والحق» أي في كل مكان. ويوافق قول المسيح هذا ما حدث عند موته، وهو انشقاق حجاب الهيكل إلى اثنين، دلالة على زوال فرائض النظام الموسوي ونسخها تماماً. ومن هذا القبيل قول الرسول «لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذُبح لأجلنا» (1كو 5: 8).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وكل ما تقرر في شأن الديانة اليهودية من هذا القبيل يصح أيضاً على الشعب اليهودي، فإسرائيل الأمة اليهودية شعب الله في العهد القديم هم رمز للكنيسة. فما دامت الرمزية قائمة يستمر التمييز بين اليهودي والأممي. ولما انتهت الرمزية بظهور المرموز إليه زال التمييز بين اليهود والأمم، وتألف شعب الله المختار من كل جنسٍ وقبيلة. ولنا على ذلك نصوص إلهية كثيرة في كلام الرسل الأطهار (انظر رو5: 12 وغل 3: 28 وكو 3: 11 وأف 2: 14) وهو ما يؤيده تسمية المؤمنين من كل جنس «نسل إبراهيم» و«إسرائيليين» (غل 3: 29 و6: 16 وأف 2: 12 وعب 12: 22).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]إن التفسير الحرفي ينافي روح العهدين القديم والجديد. نعم لليهود مواعيد خاصة بهم تتعلق برجوعهم أخيراً إلى حضن الكنيسة وانضمامهم إلى شعب الله، ولكن لا يوجد وعد ولا برهان على ارتقائهم فوق غيرهم في ملكوت المسيح. غير أن رجوعهم يكون بركة للكنيسة لإحيائها وتنشيطها، كما قال الرسول إن اقتبالهم يكون حياةً من الأموات! (رو 11: 15). ويا له من منظر بهيج للغاية عند المؤمنين متى رأوا اليهود يرجعون للمسيح والكنيسة بنفس واحدة، يقبلون الإنجيل ويبشرون بحق المسيح.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وما قلناه عن رمز الديانة اليهودية والشعب اليهودي نقوله عن ميراثهم في أرض كنعان، التي هي رمز أيضاً لميراث الكنيسة التي سترث حسب المواعيد ليس أرض كنعان فقط بل الأرض كلها، كما قيل عن إبراهيم إنه «وارثٌ للعالم» (رو 4: 13) أي السماء الجديدة والأرض الجديدة، ميراث الكنيسة الأبدي حسب المواعيد (1بط 1: 4 و2بط 3: 13).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](3) لم يذكر المسيح والرسل رجوع اليهود إلى فلسطين وتجديد ديانتهم فيها، ولكنهم ذكروا رجوعهم إلى الله بقبولهم المسيح وتطعيمهم في الكنيسة بعد دخول ملء الأمم. وليس في كل العهد الجديد نص على رجوع اليهود إلى بلادهم وأحوالهم القديمة وتجديد ديانتهم التي نُسِخَت، ولا إشارة لذلك ولا ما يؤيده مطلقاً. ولكن ما ورد كثيراً هو إجراء الدينونة عليهم وتدمير مدينتهم وتشتّتهم في كل العالم. نعم اقتبس أصحاب الرأي الحرفي في رجوع اليهود وتجديد ديانتهم بعض آيات العهد الجديد على أن فيها إشارة لذلك، ومنها قول المسيح للرسل «أنتم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (مت 19: 28) وقوله «وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تُكمَّل أزمنة الأمم» (لو21: 34). وسؤال الرسل للمسيح «هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل؟» وجواب المسيح لهم «ليس لكم أن تعرفوا الأوقات والأزمنة» غير أنه ليس في كل ذلك ما يؤيد رأيهم. وإذا نظرنا إلى أمثال المسيح التي فيها يبين أحوال ملكوته نستفيد منها فوائد كثيرة ومختلفة عن مستقبل ذلك الملكوت، ولكن لا نرى فيها ما يدل على رجوع اليهود إلى فلسطين وتجديد نظامهم الديني ولا حتى ما يشير لذلك، مع أن بعضها يتحدث عن علاقة اليهود بذلك الملكوت (مت 21: 28-46 و22: 1-14 ولو 13: 6-9 و15: 11-32). وموضوع بعض النبوات ما يطرأ على الكنيسة من الفساد وما يصيبها من الضيق أثناء تقدمها وامتدادها، ثم انتصارها أخيراً (مت 13: 24-50 وص 25 ولوقا 16، 18). ثم ليس في كلام بولس عن مستقبل اليهود ما يدل على امتيازهم وارتفاعهم وتجديد ديانتهم في المستقبل (رومية 9-11) بل بالعكس نراه يبين أن رجوعهم يكون رجوع المصالحة مع الكنيسة ودخولهم في عضويتها. وكذلك بطرس لم يذكر لا في مواعظه ولا في رسائله أن لإسرائيل حسب الجسد مستقبلاً. ومع أنه كان بين الرسل الذين سألوا المسيح عن ردّ المُلك لإسرائيل، نراه بعد سكب الروح القدس في يوم الخمسين ينادي تكراراً بالمسيح الجالس الآن على عرش داود (أع 2: 30 و4: 24-28). ولما تكلم عن مستقبل ملكوت المسيح (أع 3: 19-21) لم يذكر ردّ المُلك إلى إسرائيل بل ردّ كل شيء إلى حالة المجد والسعادة الأصلية، كما تكلم أنبياء الله القديسون منذ إنشاء العالم. وإذا نظرنا إلى سفر الرؤيا لا نرى فيه كلاماً في هذا الموضوع. نعم قيل إن ختم الاثني عشر ألفاً من كل سبط (رؤ 7) هو دليل على رجوع اليهود، ولكن ذلك لا يشير إلى اليهود بل إلى مختاري الكنيسة، فقد أشار سفر الرؤيا للكنيسة باستعارات وتشبيهات يهودية. ويؤيد ذلك أن عدد المختومين (144 ألفاً في رؤيا 14) يشير إلى مختاري الكنيسة دون تمييز. وتفسير البعض أن المرأة المذكورة في رؤيا 12 هي الكنيسة اليهودية، وأن نسلها هم اليهود في حالة التشتت في البرية، لا يتَّفق مع روح السفر وهدفه. والدليل على ذلك سكوت المسيح ورسله عن هذا الموضوع، حيث يُنتظر منهم أن يعلنوه لو كان صحيحاً. [/B][/SIZE] [SIZE=5][B](4) روح العهد الجديد وتعليمه نسخ الديانة اليهودية إلى الأبد، ورفض العهد الجديد اليهود أن يكونوا بعد شعب الله الخاص، وذلك كله يقتضي التفسير الروحي للنبوات عن مستقبل الأمة اليهودية. أما نسخ الديانة اليهودية إلى الأبد فمن أوضح تعاليم العهد الجديد. وقد ذكر فيه كثيراً (انظر أف 2: 14، 15 وكو 2: 14 و3: 1-3 وغل 4: 9-11 و5: 2-4).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وأما روح العهد الجديد فيناقض الديانة اليهودية، وقد نادى الرسل بنسخها وزوالها، وإنشاء ديانة على صورة أخرى تختلف عنها، هي المسيحية التي لا يمكن جمعها مع الديانة اليهودية في نظام واحد. وأما رفض اليهود أن يكونوا شعب الله الخاص فمعروف. ولا شك أن الله قصد خلاصهم أخيراً بدعوتهم إلى المسيح وانضمامهم إلى كنيسته.[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](5) تفسير العهد الجديد لبعض النبوات المشابهة تماماً في ألفاظها وروحها للتي نحن في صددها الآن يرجِّح التفسير الروحي لها. ومن أمثلة ذلك تفسير الرسول بولس أن نسل إبراهيم يشمل المؤمنين من اليهود والأمم أيضاً، أي نسله الروحي لا الجسدي (رو4: 11-16). وتفسيره قول يوئيل: «كل من يدعو باسم الرب يخلص» وأنه إعلان لخلاص الأمم بالمسيح (انظر غل 3: 6-18 ورو 10: 13) مع أن يوئيل وجَّه كلامه حسب الظاهر إلى اليهود، إذ قال لهم «بنوكم وبناتكم وشيوخكم» وقد فسّر العهد الجديد هذه النبوة وأعلن المقصود منها. وهناك تفسير يعقوب الرسول لنبوة عاموس عن بناء خيمة داود الساقطة أنها تشير إلى رجوع الأمم ببنيان الكنيسة المسيحية (أع 15: 13-18).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B](6) يستلزم التفسير الحرفي نتائج صعبة القبول ومستحيلة الحدوث عند كل مسيحي ذي عقل سليم. وذلك مما يثبت التفسير الروحي. فإن صح التفسير الحرفي للنبوات عن الأمة اليهودية يلزم فهم ما قيل عن الأمم القديمة المعاصرة لليهود حرفياً أيضاً. ومما قيل عنها إنها تكون موجودة عند رجوع اليهود الذين يغلبونها ويبيدونها، وذلك بعيد التصديق. وكذلك إن صح التفسير الحرفي لما جاء في زكريا 12 مثلاً يلزم وجود الأسباط والعشائر والعائلات قائمة متميزة بعضها عن بعض، حتى أن بيت داود يتميز عن غيره. قال «وتنوح الأرض عشائر عشائر على حدتها، عشيرة بيت داود على حدتها ونساؤهم على حدتهنَّ. عشيرة بيت ناثان على حدتها ونساؤهم على حدتهن. عشيرة بيت لاوي على حدتها ونساؤهم على حدتهن». كل العشائر الباقية عشيرة عشيرة على حدتها ونساؤهم على حدتهن. وفي نبوات أخرى ميز الكهنة عن اللاويين وأولاد صادوق عن عائلات أخرى من الكهنة، وكل سبط في رتبته (إش 66: 21 ومل 3: 3 وحز 44: 15 وص 48). وكل ذلك بعيد التصديق، لأن تلك المميزات العائلية الخاصة قد زالت عند اليهود. ولولا ذلك لأبقاها الله بعنايته كما حفظ معرفة بيت داود وعشيرته إلى أن أتى المسيح. ثم نهى الرسل عن حفظ أنساب لا حدّ لها (1تي 1: 4).[/B][/SIZE] [SIZE=5][B]وإذا صحّ التفسير الحرفي يلزم الاعتقاد أن كل الأمم يصعدون كل سنة إلى أورشليم ليعبدوا الرب ويعيدوا الأعياد المفروضة (زك 14: 16 وإش 66: 23) وذلك بعيد أيضاً. وكذلك إن صح التفسير الحرفي يتعذر علينا تفسير كلام حزقيال في بناء الهيكل والمدينة وتقسيم الأرض بين الأسباط (حز ص 40-48) لأن إتمامه حرفياً مستحيل. ولكن إذا فسرناه روحياً، بمعنى أنه يشير إلى نجاح الكنيسة وامتدادها وتسلطها، وجدناه يوافق روح الإنجيل.[/B][/SIZE][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى