الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791928, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][SIZE=4] [SIZE=5][COLOR=Black][B]24 - ما هو القول الصحيح في فاعلية تناول العشاء الرباني؟[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]* اشتهر في تاريخ الكنيسة في هذه المسألة أربعة أقوال: [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](1) تعليم زونجلي: وقد تبعه الأرمينيون والسوسينيون، وهو أن العشاء الرباني مجرد علامة محسوسة تشير إلى موت المسيح، بدون أن يكون فيه أدنى فاعلية في حد ذاته. ولا يحضر فيه المسيح على الإطلاق، لا جسدياً ولا روحياً. ولذلك لا يحسبون عشاء الرب من وسائط النعمة، بل يحسبونه تذكاراً لموت المسيح، وشهادةً لإيمان المشترِك. ويخلو هذا المذهب من الاحترام الواجب لهذا السر.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](2) تعليم الكنيسة اللوثرية: وهو أن جسد المسيح موجود في ذلك العشاء، لا بمعنى أن الخبز والخمر يستحيلان إلى جسده ودمه، بل بمعنى أن المسيح يحضر جسدياً ويصاحب العناصر ويرافقها على منوال سري، حتى يقبل المشترك المسيح فعلاً بمعنى سري أثناء قبوله الخبز والخمر، اللذين لا يزالان في حد ذاتهما خبزاً وخمراً. وعلى ذلك يكون لعشاء الرب فاعلية حقيقية ذاتية، وتأثير فعلي في كل من يقبله. غير أن فاعليته (وإن كانت ذاتية فيه) تتوقف على إيمان المشترك. وهذا يعني أن عدم الإيمان يمنع فاعلية السر. ويوضحون معنى تعليمهم هذا بقولهم إن النار لا تفعل في الحطب إلا إذا كان جافاً. على أن جفاف الحطب لا يعطي النار قوتها. وقولهم إنه لولا إيمان المرأة التي مست ثوب المسيح ما استفادت. على أن قوة المسيح على الشفاء لم تتوقف على إيمان تلك المرأة. فاللوثريون يعتقدون أن لعشاء الرب قوة ذاتية وفاعلية حالة فيه، غير أن المشترِك لا يستفيد من ذلك إلا إذا كان مؤمناً. ونحن لا نعترض على رأيهم في لزوم الإيمان لنوال الفائدة من عشاء الرب، وإنما نعترض على قولهم بفاعلية السر بناء على حضور جسد المسيح على المنوال السري المذكور.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](3) التعليم التقليدي: وهو أن في عشاء الرب نعمة ذاتية، وليس فقط إشارة إليها، وأنه واسطة فعالة في توصيل النعمة إلى قلوب المشتركين فيه «فعلاً مفعولاً» وأن نوال الفائدة لا يتوقف على إيمان المشترِك، بل على عدم مقاومته لذلك الفعل، وأنه يجب على الذي يناوِل السر أن يكون ذا سلطان من الكنيسة، وأن يكون قصده قصدها في ممارسة السر. فالأسرار (عندهم) تتضمن النعمة، ولها في نفسها قوة ذاتية على تطهير المتناوِل، وأن قوتها في الدين تشبه قوة المواد الطبيعية في الطبيعة أو قوة النار على الإحراق. فكما أن النار تشتعل لأن الله جعل فيها قوة على الاشتعال، كذلك تُوصِّل الأسرار النعمة للمتناول، لأن الله جعل فيها قوة على ذلك، وهي معيّنة لهذه الغاية. وقيل إن الأسرار تتضمن النعمة لأنها تمنحها من قوتها الذاتية، بسبب القوة الحالة فيها، لا إلى فعل الروح القدس وحده.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](4) تعليم الكنيسة الإنجيلية: وهو أن فاعلية العشاء الرباني ليست فيه بالذات، بل بواسطة الروح القدس الذي يرافقه ويوصِّل فوائده إلى قلب المؤمن. فالروح القدس هو الذي يجعل ذلك السر واسطةً لاتحاد المؤمن بالمسيح اتحاداً روحياً بالإيمان. وعلى هذا تكون للعشاء الرباني فاعلية عظيمة في بنيان المشتركين وتقوية اتحادهم بالمسيح وتحريك عواطفهم وملئهم بالقداسة والتقوى. وتتوقف فاعلية السر على حضور المسيح روحياً، وبركته على المشتركين، وعلى فعل الروح القدس في إتمام غاية السر الروحية. فعلى متناول السر أن يقبله بالإيمان بإحساسات التواضع والشكر والمحبة القلبية، وإلا فليس له شركة فيه.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]يرفض الإنجيليون القول إن العشاء الرباني فعال في ذاته، وإن العنصرين يستحيلان إلى جسد المسيح ودمه حقيقةً، وكذلك يرفضون قول اللوثريين إن في السر فاعلية ذاتية (وإن كانت تتوقف على إيمان المشترِك) لأن جسد المسيح حاضر فيه حقيقة بمعنى سري. وكذلك يرفض الإنجيليون قول زونجلي والسوسينيين وغيرهم إن سر العشاء هو علامة خارجية وإعلان منظور لإيمان المشتركين. وتتوقف فاعلية السر (بموجب مذهب الإنجيليين) على حضور المسيح روحياً بالروح القدس، وتأثيره في قلوب المشتركين حتى ينالوا جسد المسيح بطريقة روحية، لا جسدية، لأن جسد المسيح ودمه ليسا حينئذ في الخبز والخمر بمعنى جسدي، أو بمعنى استحالتهما، بل المسيح حاضر فيه لإيمان المؤمنين بطريقة روحية كحضور العناصر الخارجية للحواس الظاهرة. أما جسده الحقيقي فهو في السماء. وإنما هو يحضر مع شعبه على الأرض وفي احتفال مائدته بروحه القدوس.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]25 – ما هي الأدلة على بطلان القول بالاستحالة؟[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]* يخالف تعليم الاستحالة شهادة الحواس والعقل والوحي. ولنا على إبطاله براهين كثيرة نذكر منها: [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](1) لم يُعرَف تعليم الاستحالة في الكنيسة الأولى. وأول من صرح به على نسق تعليمي في الكنيسة الغربية باسخاسيوس رادبرتس في منتصف القرن التاسع في كتاب ألفه في «جسد الرب ودمه» فقاومه أفضل لاهوتيي ذلك القرن ومنهم راترامنس الذي ألَّف كتاباً قال فيه «أما من جهة الجواهر المادية فكما كانت قبل التقديس لم تزل كذلك بعده». وقال أريجينا في علاقة المسيح بالأفخارستيا «نقدمه روحياً ونأكله عقلياً بالذهن لا بالأسنان». وفي القرن الحادي عشر نفى برانجر تلك البدعة، على أن السنودس الروماني أثبتها سنة 1079 وقُبلت قانونياً بأنها من الإيمان في المجمع اللاتراني الرابع سنة 1215م تحت رئاسة البابا إنوسنت الثالث. ووجدت هذه البدعة احترامها في الكنيسة الشرقية في أواخر القرن الثامن حين حكم المجمع النيقوي الثاني سنة 787م (وهو الذي حكم بعبادة الصور والتماثيل) بجواز اعتبار العناصر رموزاً قبل تقديسها، لا بعد ذلك. على أن المجمع الذي التأم في القسطنطينية سنة 754م حكم أن عناصر الأفخارستيا هي بمنزلة رموز أو إشارات. ولكن بعد المجمع النيقوي الثاني أخذ الشرقيون يؤمنون بالاستحالة، وداموا على ذلك إلى أن صُرح بالإيمان بها في عقائد كنيستهم التي أُعلنت في منتصف القرن السابع عشر، بعد الإصلاح اللوثري في القرن السادس عشر.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]وإذا نظرنا إلى القرون الأولى من تاريخ الكنيسة رأينا في مؤلفات الآباء القدماء ما يحقق لنا عدم تصديق الكنيسة لتعليم الاستحالة، فإننا لا نرى له ذِكراً في القرون الثلاثة الأولى بعد المسيح. ولو أننا نجد في كلام جستن الشهيد (سنة 155م) وإيريناوس (سنة 185م) عبارات مبهمة حوّلها القائلون بالاستحالة عن معناها المقصود، لأننا لا نجد فيه ما يشير إلى تغيُّر جوهر الخبز بل ما معناه إنه صار مفروزاً لغاية مقدسة، وهو رمز إلى جسد المسيح، أو بمعنى سري صار الخبز إشارة إلى حضور المسيح روحياً وكذلك الدم. وليس في مؤلفات أكليمندس الإسكندري وأوريجانوس وترتليان وكبريان ما يثبت تعليم الاستحالة قط. وفي القرن الرابع والخامس والسادس لم يصدق أفضل المؤلفين المسيحيين القول بالاستحالة. فقال أوسابيوس القيصري (سنة 330م) إن تذكار ذبيحة المسيح على مائدته «بواسطة رموز الجسد والدم» وقال أثناسيوس (سنة 370م) في شرحه إنجيل يوحنا ص 6 ما معناه «إن مناولة جسد المسيح ودمه حقيقةً أمرٌ لا يُقبل، وإن قصد المسيح في هذه الآيات لا يُفهم إلا روحياً». وقال غريغوريوس النازيانزي (سنة 380م) «إن عناصر الأفخارستيا رموز جسد المسيح ودمه». وقال يوحنا فم الذهب (سنة 400م) «إن الخبز المقدس يستحق أن يُسمى جسد الرب، مع أن الخبز لم يزل على حقيقته» وقال باسيليوس (سنة 375) «إننا نأكل جسد المسيح ونشرب دمه إذا صار لنا شركة بالكلمة والحكمة بواسطة تجسده وحياته البشرية». وقال مكاريوس الأكبر (سنة 380م) ما معناه إن الخبز والخمر أُشير بهما إلى جسد المسيح ودمه ولا نأكل منهما إلا روحياً. وقال أغسطينوس (سنة 420م) «إن قول المسيح إنه يعطينا جسده لنأكل لا يجوز فهمه جسدياً، لأن نعمته لا تُقبَل بالأسنان» وإن قول المسيح «هذا هو جسدي» كان بمعنى أن «الخبز وُضع علامةً لجسده». وذكر الوليمة التي فيها «قدم المسيح لتلاميذه جسده ودمه مجازاً». وقال ثاودوريتوس (سنة 450م) «العناصر هي رموز سرية» وأشار إليها بتلك العبارة بعد تقديسها وأثبت أنه لا يحدث فيها تغيير جوهري في الأفخارستيا. وقال غيلاسيوس أسقف روما (سنة 495م) «إن جوهر الخبز وجوهر الخمر لا يزالان فيهما، فالحق أننا نحتفل بالأسرار المقدسة بصورة جسد المسيح ودمه ورمزهما».[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]على أننا لا ننكر أن قليلين من الآباء كتبوا ما يُظن أنه تعليمٌ بالاستحالة، منهم غريغوريوس النسي وكيرلس الأورشليمي وأمبروز وهيلاريوس الذين نبغوا في أواخر القرن الرابع. على أن ما قصدوه بعباراتهم في هذا الموضوع لم يزل تحت الشك، وإن ظهر فيها ما يقرب من معنى الاستحالة. ولا يبعد عن الظن أن عبارات هؤلاء الآباء وأقوال الليتورجيات القديمة في عشاء الرب لا تفيد إلا حضور المسيح سرياً أو بالمعنى المجازي (وهذا يوافق اعتقاد الكنيسة اللوثرية). وقد استعملوا المجاز البليغ إكراماً لمقام ذلك السر العظيم وتوضيحاً، لأنه رمزٌ لجسد المسيح المكسور ودمه المسفوك لأجل خلاص العالم، وبنفس الروح الذي به قال المسيح له المجد «هذا هو جسدي».[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B] (2) يناقض شهادة الحواس: لأن الخبز بشهادة الحواس لا يزال خبزاً، والخمر لا تزال خمراً، فهذه شهادة النظر والذوق والشم واللمس. وإذا تُرِك ذلك الخبز فسد كالخبز المعتاد. وجواب التقليديين على هذا هو «إن حواسكم بجملتها تغشّكم، فإن شهدَتْ أن الخبز لم يزل خبزاً بعد التقديس، فلكم دليل الوحي على إبطال تلك الشهادة، وهو قول المسيح «هذا هو جسدي». فيجب عليكم أن تعتبروا شهادة الوحي أكثر من شهادة الحواس». وتسهيلاً لقبول هذا القول صرحت الكنيسة أن الاستحالة تقع في جوهر الخبز والخمر لا في أعراضهما، وقصدت بأعراض الخبز اللون والطعم والشكل والخواص الطبيعية الخارجية التي تميزه ظاهراً عما سواه من المواد. وقصدت بالجوهر أمرٌ سريٌ لا تدركه الحواس، تقوم به أعراض الخبز. وجعلت ذلك الأمر السري مركز الاستحالة دون ظواهر المادة. ولا نرى كيف يتغير الجوهر ولا تتغير معه الأعراض، لأن هذا يخالف كل نواميس الطبيعة، فاستحالة الجوهر تقتضي تغيير الأعراض لا محالة.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]وإذا قيل إنه يجب على المسيحي المؤمن أن يصدق أحياناً ما هو فوق إدراكه بالعقل والحواس سلَّمنا. ولكن لا نسلِّم أن المؤمن مكلَّف بقبول ما يخالف عقله وحواسه، فنحن نؤمن بقيامة المسيح، ولكن إيماننا هذا مبني على شهادة الحواس، لأن كثيرين من البشر شاهدوا المسيح وعرفوه بالحواس بعد قيامته. والمسيح نفسه سمح لتوما أن يلمسه ليؤمن. وهكذا يُقال في جميع معجزات الكتاب لأنها تمّت أمام البشر، فامتحنوها بحواسهم وبنوا إيمانهم على شهادة حواسهم. ولو بقي الخمسة الآلاف جياعاً بعد إطعامهم الأرغفة الخمسة والسمكتين لما صدقوا المعجزة، وكذلك لو بقي لعازر ميتاً في القبر لما صدقوا إن المسيح أقامه. والمسيح بقوله «جسوني وانظروا» استشهد بالحواس (لو 24: 39، 40 ويو 20: 27).[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](3) يناقض العقل: لأنه يُلزمه أن يسلم بلا برهان بأمرٍ لم يذكره الوحي، ولو كان صحيحاً لوجب أن يكون عليه دليلٌ واضحٌ مقنعٌ. فمن المستحيل أن يتغير الجوهر مع بقاء الأعراض المادية على حالها. ونحن لا ننكر قدرة الله على تحويل خبز أو حجر أو حديد إلى لحم، لكننا نقول إنه في حالة حدوث ذلك تتغيَّر الأعراض مع الجوهر. ونقول أيضاً إن العهد القديم ينهى عن أكل الدم أوشربه، خصوصاً دم البشر، فيحقّ لنا أن نسأل: هل أجاز الله أكل لحم البشر في زماننا وأعلن جواز شرب دمهم؟ وإذا أكلنا جسد المسيح وشربنا دمه بموجب تعليم الاستحالة، فماذا يا ترى يحدث بعد ذلك؟ لأننا إذا أخذنا المسيح في أجسادنا حقيقة، فهل تتصرف الطبيعة بحسب عادتها، أو هل يتخلّص المسيح من هذا المصير بمعجزة خاصة؟ والعقل البشري ينفر من التأمل في مثل هذه الأفكار![/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ونسأل أيضاً: قال المسيح «هذا هو جسدي المكسور لأجلكم» فإذا حدث حقيقة أن الخبز والخمر تحوّلا إلى جسد المسيح ودمه عندما وضع المسيح هذا السر، فهل انكسر جسده وهل سُفك دمه وهو لم يزل حياً أمام تلاميذه؟ فيكون قد مات وهو مع تلاميذه في العلية قبل صلبه بعدة ساعات! فكيف كان جسده مكسوراً وميتاً ودمه مسفوكاً مع وجوده حياً أمامهم؟![/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ومن ذلك أن الإنجيل يقول إن جسد المسيح بعد قيامته تغير وصعد إلى السماء في غاية المجد، وهو لا يزال ممجَّداً في جسده. ورأيناه في وقت التجلي أخذ هيئة لا تحتملها العين البشرية بسبب لمعانها وبهائها السماوي. فإذا صار المسيح على هذه الهيئة الآن فهل يترك مجده السماوي كلما حدث قُدّاس على الأرض، ويحضر بهيئة لا تختلف عن ظواهر الخبز؟! وحين يحضر القداديس الأرضية، هل تفرغ السماء منه، أو هل تتكاثر ظهوراته في الأرض، مع وجوده الدائم في السماء؟![/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ويقول الإنجيل في وضع العشاء الرباني إن المسيح أخذ خبزاً وبارك وكسر وأعطى تلاميذه وقال «خذوا كلوا هذا هو جسدي» (مت 26:26). فماذا صار يا ترى حينئذ؟ هل أخذ المسيح جسده في يده ووزعه على التلاميذ؟ وهل كان جالساً في كمال جسده ومع ذلك أمسك جسده بيده في ذلك الوقت عينه؟ وهل فهم التلاميذ كلامه على هذا المعنى وحسبوا الخبز جسده الحقيقي الجالس أمام عيونهم؟! وكل ذلك حمل ثقيل على العقل السليم يخالف كل أحكامه.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](4) تعليم الاستحالة يناقض تعليم الكتاب المقدس: (أ) تفسير قول المسيح «هذا هو جسدي» بمعنى حرفي هو تفسيرٌ غير صحيح، لأن قصد المسيح في هذا الكلام البسيط هو أن الخبز يرمز إلى جسده الذي كان سيقدّمه ذبيحة عن الخطية، وقد استخدمه ليكون علامة محسوسة تدل على جسده، وليذكّر المشتركين بذلك. وقد ورد المجاز كثيراً في الكتاب على هذا الأسلوب. والاصطلاح المجازي موجودٌ في كل لغات البشر، ومن أمثلته في الكتاب المقدس «يهوذا جرو أسد.. يساكر حمار جسيم.. نفتالي أُيَّلة مُسيَّبة.. يوسف غصن شجرة مثمرة» (تك 49: 9، 14، 21، 22). و«الرب صخرتي». و«الرب الله شمس ومجن» و«كلامك سراج» (مز 18: 2 و84: 11 و119: 105). و«هذه العظام هي كل بيت إسرائيل» (حز 37: 11). و«فأنت هذا الرأس من ذهب.. وهذه الحيوانات العظيمة هي أربعة ملوك.. والتيس العافي ملك اليونان» (دا 2: 38 و7: 17 و8: 21 قارن تك 40: 12، 18 و41: 26، 27). و«أنتم ملح الأرض. أنتم نور العالم» (مت 5: 13، 14). و«أنا هو خبز الحياة. وأنا باب الخراف. وأنا الكرمة وأنتم الأغصان» (يو 6: 35 و10: 7 و15: 5). و«الصخرة كانت المسيح» (1كو 10: 4). و«هاجر جبل سيناء في العربية» (غل 4: 25 قارن رؤ 1: 20 و17: 12، 18 و19: 8 و22: 16).[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]فقول المسيح «هذا هو جسدي» هو اصطلاح روحي رمزي، ولذلك بقي تلاميذ المسيح قروناً يقرأون هذا القول ويمارسون هذا السر دون أن تخطر الاستحالة على بالهم! (ب) علّمنا الكتاب أن جسد المسيح صعد إلى السماء وسيبقى هناك إلى أن يجيء ثانية، بدليل قوله «الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء» (أع 3: 21). وقوله «إذاً نحن من الآن لا نعرف أحداً حسب الجسد. وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه أيضاً» (2كو 5: 16). وقوله «إن كنتم قد قمتُم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله» (كو 3: 1). فجسد المسيح بموجب هذه الآيات في السماء إلى أن يجيء ثانية. ومن خواص الجسد أنه لا يشغل مكانين في وقتٍ واحدٍ، وقد قيل عن المسيح نفسه بعد قيامته «ليس هو هنا لأنه قام» (مت 28: 6). فالمسيح لم يقم بجسده في أماكن كثيرة في وقت واحد كما يظهر من أقوال الكتاب في جسده بعد قيامته من الأموات (لو 24: 39 و40 ويو 20: 27). (ج) حوّلت الكنيسة التقليدية أقوال المسيح في يوحنا 6 إلى برهان على تعليم الاستحالة، مع أنه ليس في هذا الأصحاح ما يشير إلى العشاء الرباني، بل إن المسيح دعا نفسه فيه «خبز الحياة» و«الخبز النازل من السماء» ليوضح علاقته بالمؤمنين باستعارة الخبز وفائدته في التغذية التي تقوم بها الحياة. وقدم المسيح نفسه للعالم لنأكل منه بالإيمان روحياً كما نأكل من الخبز جسدياً. ولم يشر المسيح بأقواله في يوحنا 6 للعشاء الرباني الذي لم يكن قد وضعه بعد. وحينما قال السامعون «يا سيد أعطنا في كل حين هذا الخبز» قال لهم «أنا هو خبز الحياة. من يُقبِل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً» (يو 6: 34، 35). فاعتبر المسيح أكل جسده والإقبال إليه والإيمان به بمعنى واحد.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ولئن صحّ أن عشاء الرب هو المقصود من قول المسيح «إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم» (يو 6: 53) تكون النتيجة أن كل من لا يشترك فيه ليس له حياة أبدية. ويكون أن اللص التائب على الصليب قد هلك لأنه لم يأكل جسد المسيح كما هو مقدَّم في عشاء الرب، وكذلك أطفال بلا عدد لا ينالون الخلاص لأنهم لم يتناولوا! فتخصيص كلام المسيح في هذا الأصحاح بسر الأفخارستيا يُفضي إلى نتائج تخالف نفس الاعتقاد التقليدي. وكذلك إذا صحّ أن عشاء الرب هو المقصود من قول المسيح «إن أكل أحدٌ من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير» (آيتا 51، 54) يكون المعنى أن كثيرين كانوا في حضن الكنيسة التقليدية وخرجوا منها وصاروا إنجيليين، مثل لوثر وألوف مثله قد نالوا الحياة الأبدية، لأنهم تناولوا في الكنيسة التقليدية. وهذا يخالف رأي الكنيسة التقليدية! ويقول المسيح في يو 6: 63، 64. «الروح هو الذي يحيي، أما الجسد فلا يفيد شيئاً. الكلام الذي أكلّمكم به هو روح وحياة، ولكن منكم قوم لا يؤمنون». (د) أقوال المسيح عند وضع السر تمنعنا من قبول التعليم الحرفي إن العناصر صارت جسده حقيقةً، لأن المسيح بعد ما قال «هذا هو جسدي» و«هذا هو دمي» قال أيضاً «من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي» (مت 26: 29). وهذا دليل قاطع على أن المسيح اعتبر الخمر بعد صلاته عليها لا تزال خمراً. وكذلك قال الرسول بعد تكريس العناصر «الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟» (1كو 10: 16). وهذا برهان على أن الرسول اعتبر الخبز بعد كسره لا يزال خبزاً. وكذلك دعا الرسول الخبز «خبزاً» بعد تكريسه، والكأس «كأساً» (1كو 11: 23-26).[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](5) ينتج عن تعليم الاستحالة نتائج مضرة. فليس هذا التعليم ضلالاً فقط، لكنه يؤدي إلى ضلالٍ أبعد منه، مثل: (أ) عبادة العناصر عبادة أصنامية، لأنها عبادة دينية لمادة بسيطة. فلو صحَّت الاستحالة لوُجد المسيح حقيقةً في الخبز والخمر، ولجاز السجود لهما! ولكن إذا لم يصح شيءٌ من تعليم الاستحالة فتلك العبادة أصنامية! (ب) تقديم جسد المسيح بعد الاستحالة المزعومة ذبيحة كفارية لأجل خطايا الأحياء والأموات، وهذه الذبيحة (على قولهم) لا تختلف عن ذبيحة الصليب معنى وفاعلية. ولا يخفى أن في ذلك إهانة هائلة لذبيحة المسيح الحقيقية، لأن الكنيسة التقليدية تعلم لزوم تكرار ذبيحة المسيح في ذبيحة القداس، التي تحسبها وسيلةً لرفع الدينونة عن الأحياء (وعن أهل المطهر في الاعتقاد الكاثوليكي). على أن ذبيحة المسيح بموجب تعاليم الكتاب لا تتكرر، بل هي وحدها كافية ولها فاعلية دائمة وغير محدودة. (ج) هذا التعليم يؤدي إلى رفض الوحي والدين والحق، لأنه يلزِم العقل البشري بقبول التعليم بلا برهان، وقبول معجزات كثيرة بدون دليل، بل لمجرد سلطان الكنيسة وباسم الديانة.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ونحن نقول إن المسيح لما تأنس لم تستحِل ألوهيته إلى الإنسانية ولا إنسانيته إلى الألوهية، ولا بعد صعوده إلى السماء. فكيف يصير الخبز إلهاً حينما يصعد على أيادي القسوس؟ وأية قوة في أيديهم حتى يصنعوا من تراب الأرض (الخبز والخمر) إلهاً خالق السموات والأرض؟ وأية علامة عندهم لإثبات ذلك؟[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]نقول أيضاً إنه لا يمكن وجود جسم مادي مخلوق في مكانين معاً في وقت واحد. والمسيح الإله المتجسد لما كان على الأرض لم يكن قط في مكانين معاً في وقت واحد. فكيف يحضر جسده بعد صعوده إلى السماء في ألوف الأمكنة في دقيقة واحدة؟[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]نقول أيضاً إن الجسد والدم يؤكلان، وأما اللاهوت والنفس اللذان (على زعمهم) يوجدان في القربان، فكيف يمكن أكلهما وهما روحيان؟ وربما يوجد من يقول إن في الديانة بعض أمور عسرة الفهم تفوق العقل البشري، ومنها مسألة الاستحالة. ونحن نقبل هذا، غير أن ذلك يكون في ما يخص جوهر اللاهوت لا خبز القربان الذي هو عنصر التراب، الذي قال عنه السيد المسيح «اصنعوه لذكري» لا «اعبدوه عوضاً عني».[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]26 - ما هو القول الصحيح في لزوم سرَّي المعمودية والعشاء الرباني لخلاص النفس؟[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]* يعلّمنا الكتاب المقدس أن ممارسة السرين واجبة، ولكنهما ليسا واسطتين ضروريتين للخلاص. فقد يمكن الخلاص بدونهما. ولكن الكنيسة التقليدية تعتقد وتعلّم أن الأسرار وسائط لازمة للنعمة، بمعنى أن الفوائد التي يُشار بها إليها لا يمكن نوالها بدون ممارستها. فلا تكون مغفرة خطايا ولا تجديد بدون معمودية، ولا قبول جسد المسيح ودمه لغذائنا الروحي ونمونا في النعمة بدون الاستحالة، ولا تكون مغفرة للخطايا التي تُرتكب بعد المعمودية إلا بواسطة الكاهن وذبيحة القداس وسر التوبة، ولا نعمة للرسامة إلا إذا كانت قانونية، ولا استعداد لائق للموت إلا بالمسحة المقدسة.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ولا تعلّم الكنيسة التقليدية بضرورة جميع أسرارها السبعة للخلاص، بل أن كلاً منها لازم لنوال النعمة التي تُقصد به. فقالت: لا نعمة من الرسامة إلا بأنها على قانونها، وإن سر التوبة لا يلزم إلا عند ارتكاب الخطية بعد المعمودية، وسر الأفخارستيا (الذي يعتبرونه أعظمها) ليس ضرورياً للأطفال، ولكن المعمودية عندهم هي الطريقة الوحيدة للحصول على مغفرة الخطايا والتجديد، وحِلَّة الكاهن لازمة لمغفرة الخطايا بعد المعمودية. وهذا المبدأ يؤدي إلى نتائج مخيفة، فبحسبه يخرج كثيرون من المعترفين بالمسيح من الشهداء من ملكوت السموات. ولذلك قالوا إنه متى استحال قبول الأسرار لسبب خارجٍ عن الإرادة، تُغني رغبة الشخص في قبولها عن ممارستها، وهو ما يُسمى «معمودية الاشتهاء» أو «معمودية الدم» فالأولى كناية عن الرغبة في نوال السر، والثانية عن سفك الدم قبل الموت من أجل الإيمان، أو فضيلة أخرى مسيحية.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]غير أن هذا الاستثناء لا يصح على الأطفال، ولذلك لا يمكن أن يتمتعوا بفوائد الأسرار! فغير المعتمدين كلهم يقصرون عن نوال الحياة الأبدية. فلا يقدر أحد أن يخلص (عندهم) ما لم يمت في حضن الكنيسة الحقيقية، وليس في حضن الكنيسة إلا المعمَّدون، والحافظون لسر التوبة، والخاضعون للأساقفة القانونيين.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]ولنبرهن أن الأسرار ليست الوسائط الوحيدة للخلاص نقول: [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](1) هذا القول يناقض تعاليم الكتاب الواضحة، ومنها أن الله ينظر إلى القلب، وأنه لا يطلب من البشر الساقطين إلا الإيمان بالمسيح والتوبة إلى الله، وهما الشرطان اللازمان للخلاص، وأن جميع البشر لهم قدوم إلى الله بواسطة فداء المسيح ليقبلوا منه غفران الخطايا وكل فوائد موته، وأنهم لا يحتاجون إلى توسُّط الكهنة لذلك القدوم أو لنوال تلك الفوائد، وأن الطقوس الخارجية لا قوة لها في ذاتها على منح النعمة. والدليل على ذلك قول المسيح «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية». و«من يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين». وقيل أيضاً «آمِن بالرب فتخلص» و«كل من يدعو باسم الرب يخلص» و«كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد وُلد من الله». وإذ لا يمكن أن يُنقَض الكتاب فلا يمكن أن الذي يؤمن إيماناً صحيحاً بما أعلنه الله في شأن ابنه، ويتوب توبة قلبية لا ينال الحياة الأبدية، فإننا نصير أولاد الله بالإيمان بالمسيح. نعم أمرنا الرب أن نعتمد، كما أمرنا أن نعترف بالمسيح قدام الناس، وأن نحب إخوتنا، ولكن هذه من الواجبات التي يلزم الإيمان بطاعتها، وليست وسائط الخلاص.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](2) هذا التعليم يناقض روح الديانة المسيحية، فإن الله روح، وهو يطلب من الذين يعبدونه أن يعبدوه بالروح والحق، وقيل إن الطقوس الخارجية ليست بشيءٍ، وإن الختان لا ينفع شيئاً ولا الغرلة، و«ليس اليهودي في الظاهر يهودياً ولا الختان الظاهر في اللحم ختاناً، بل اليهودي في الداخل هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالحرف هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله» (رو 2: 28، 29). فالمسيحي في الظاهر فقط ليس مسيحياً، والمعمودية التي تخلّص ليست غسل الجسد بماء، بل ترجيع النفس إلى الله (1بط 3: 21). والاعتقاد أن حالة الإنسان أمام الله تتوقف على شيء خارجي، كالجنسية أو عضوية كنيسة أو طائفة، أو ممارسة طقس أو نظام احتفالي، خطأ بحسب الإنجيل، ولم يدخل في الديانة اليهودية إلا في نظام الفريسيين الفاسد.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](3) هذا التعليم يؤدي إلى انحطاط الديانة الروحية، لأنه نظام طقسي يجعل الأسرار وسائط وحيدة للنعمة، ويحسبها وحدها لازمة للخلاص. والسؤال العظيم في بحثنا مع الطقسيين هو: هل يتوقف خلاص الإنسان على الطقوس الخارجية أو على حالته الداخلية؟ وهل نخلص بالأسرار أو بالإيمان؟ فالرسول علّمنا أنه «في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة» (غل 6: 15).[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]27 - ما هو السر، وكم عدد الأسرار؟[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]* السر هو رمز مقدس وختم لعهد النعمة، أقامه الله رأساً للدلالة على المسيح وفوائده، ولإثبات نصيبنا فيه، وأيضاً لوضع فرق ظاهر بين أعضاء الكنيسة وسائرالعالم، ولأجل ربطهم بخدمة الله في المسيح حسب كلمته. وتصير الأسرار وسائط فعالة للخلاص، ليس بقوة في ذاتها، ولا في خادمها، ولكن بمجرد بركة المسيح وفعل روحه القدوس في الذين يقبلونها بالإيمان.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]أما اعتقاد الكنيسة التقليدية في الأسرار فهو أن السر يتضمن النعمة التي يدل عليها، وأنها تُمنَح بواسطة العمل الخارجي، أي أن في الأسرار قوة حقيقية ذاتية تجعلها فعالة في توصيل الفوائد الخلاصية إلى الذين يقبلونها. (انظر إجابة س 25 من هذا الفصل).[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]وقد أجمع المسيحيون على أن المعمودية والعشاء الرباني سرّان أو فريضتان، لأربعة أسباب:[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](1) إنهما طقسان فرضهما المسيح.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](2) يدل كلاهما في نفسه على معنى، فالمعمودية تدل على التطهير بفعل الروح القدس، ويدل العشاء الرباني على الفداء بالمسيح والغذاء الروحي.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](3) إنهما فرضان دائمان، عُيِّنا للرمز، والتعليم، والختم. ولذلك هما للتثبيت والتقوية، ويفيدان الذين يقبلونهما بالإيمان.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B]وقد زاد التقليديون خمسة أسرار على السرين اللذين وضعهما المسيح، فصارت سبعة. وقد أثبتت الكنيسة الكاثوليكية أن الأسرار سبعة في المجمع التريدنتيني، مع أن ذلك لم يُعرف في مجامع الكنيسة قبل المجمع الفلورنسي (سنة 1439م) ولم يُصرح بقانونيته حتى الجلسة السابعة من المجمع التريدنتيني (سنة 1547م). وهذه هي الأسرار الخمسة الزائدة: [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](1) التثبيت: وهو الخدمة المرافِقة لإدخال المعتمدين في طفوليتهم إلى شركة الكنيسة، وقد رُسم في القرون الأولى للكنيسة وبقي زماناً طويلاً بين الإنجيليين مثلما كان بين التقليديين، فإن الذين يُعمَّدون في طفوليتهم يحسَبون من الكنيسة (بناءً على تصريح والديهم أو أشابينهم) بإيمانهم وتكليفهم بواجباتهم. ومتى بلغوا سن التمييز كانوا يفحصون معرفتهم وسلوكهم، فإذا وُجدوا متعلمين جيداً وخالين من اللوم يأخذون على أنفسهم واجبات تعهدهم في المعمودية، وحينئذ تثبت عضويتهم في الكنيسة. [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](2) التوبة: وقسمها التقليديون إلى فضيلة وإلى سر، وقالوا إن النوع الأول يقوم بالحزن على الخطية والعزم على تركها وقصد التكفير عنها. والنوع الثاني هو نظام رتَّبه المسيح لمغفرة الخطايا المرتكبة بعد المعمودية بواسطة حِلَّة كاهن ذي سلطان، وإيفاء الخاطئ عن نفسه العدل الإلهي. فمادة السر هي عمل التائب الذي يتضمن الندامة والاعتراف وإيفاء القانون. ويُراد بالندامة الحزن أو الأسف. والاعتراف المتضمَّن في هذا السر يقتضي أن يكون شفاهياً للكاهن (الأمر الذي لم يُعرف قانونياً قبل المجمع اللاتراني الرابع سنة 1215م) ويتضمن كل الخطايا المميتة. والخطية التي لا يعترف بها صاحبها لا تُغفر له. وصرح في المجمع التريدنتيني أن هذا الاعتراف مع اعتبار سر التوبة ضروري للخلاص. والقول إنه لا يمكن أن تُغفر خطية تُرتكب بعد المعمودية بدون أن يعترف بها مرتكبها للكاهن الذي له سلطان الحل والربط، يعني أن كفارة المسيح المجيدة صارت خالية من الفائدة (انظر فصل 41 س 10).[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](3) الرسامة: وجعلوها سراً لاعتقادهم أن المسيح رتبها وأمر بها، وأنها وسيلة لنوال سلطان فائق الطبيعة على تقديس جسده ودمه (في التناول) وعلى مغفرة الخطايا. وعندهم أن الحق والسلطان على الرسامة يختصان برؤساء الكهنة أو الأساقفة لأن لهم وحدهم الامتياز الرسولي أن يمنحوا الروح القدس بوضع أياديهم. ولكننا نعلم أنه لم يكن للرسل سلطان إلا على منح القدرة على عمل المعجزات، ولم يدّعوا استعمال السلطان على منح قوة الروح القدس في الخلاص والتقديس. [/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](4) الزيجة: وحسبوها سراً لأنها وإن لم يرسمها المسيح، فقد أُشير بها إلى الاتحاد السري بين الكنيسة ورأسها الإلهي. ولأنها إذا تُمِّمت كما يجب كانت وسيلة إلى حلول النعمة الإلهية على الزوجين.[/B][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Black][B](5) المسحة المقدسة: وتعرَّف بأنها سر تحل فيه النعمة بواسطة المسح بالزيت والصلاة المكتوبة بخدمة الكاهن على المعتمد الذي يمرض مرضاً خطيراً، وتُغفر خطاياه وتزداد قوة نفسه.[/B][/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى