الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791892, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][SIZE=4] [COLOR=Black][B][SIZE=5]16 - ماذا يعلّمنا الكتاب عن النعمة المشترَكة، أي تأثير الروح العام؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* نحن لا نعرف كيف يعمل الروح في التجديد أو الإقناع، فقد قال المسيح «الريح تهبّ حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من وُلِد من الروح» (يو 3: 8). فإن كنا لا نفهم كيف تعمل أنفسنا في أجسادنا، ولا كيف تعمل الأرواح الشريرة في عقول البشر، فكيف نفهم طرق عمل الروح القدس في عقول الناس؟ ولكننا نعلم ما يأتي:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) يخاطب اللَّه عقول الناس ويعلّمهم بروحه ويرشدهم ويبكّتهم ويقنعهم إقناعاً أخلاقياً يؤثر في عقولهم فيُظهِر لهم الحق، ويدفعهم ليقوموا بالعمل الصالح.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) يستخدم الروح القدس كلمة الحق.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) لا تتجاوز النتائج الأخلاقية والدينية المنسوبة إليه دائرة أعمال العقل الطبيعية، لأن المعرفة والإيمان والشعور بالخطية وتأنيب الضمير والحزن والفرح التي يُحدثها الروح في النفس جميعها ليست معجزاتٍ، بل أعمال طبيعية قد يحرك مثلها إنسان في عقل إنسانٍ آخر.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) قد تُقابَل أعمال الروح المذكورة بمقاومة قاطعة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وتتميز هذه النعمة المشتركة في كل ما ذُكر عن عمل الروح الفعال الذي ينسب إليه الكتاب المقدس تجديد النفس. والحقيقة العظيمة هي أن روح اللَّه الحاضر في كل عقل بشري يردّ الإنسان عن الشر، ويسوقه إلى الخير. ويرجع كل ما في العالم من حُسن الترتيب واللياقة والفضيلة واحترام الديانة وفرائضها إلى حضور الروح وعمله. ولذلك فإن أعظم كارثة تحل بالفرد أو الكنيسة أو الأمة هي نتيجة نزع اللَّه روحه منهم. فلنحذر من أن نُحزن الروح أو نطفئ أعماله بمقاومته وارتكاب الخطية، ولاسيما رفض عمله بروح الاحتقار والتجديف عليه. «لأن من قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له، لا في هذا الدهر ولا في الآتي» (مت 12: 32).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]17 - ما المقصود بالنعمة الفعالة، أي فعل الروح الخاص؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* «الدعوة الفعالة هي فعل روح اللَّه، الذي به يبكتنا على خطيتنا وينير أذهاننا في معرفة المسيح ويجدد إرادتنا، ويقنعنا بل يقوينا على قبول المسيح المقدم لنا مجاناً في الإنجيل الطاهر. هي قوة اللَّه الضابطة الكل الصادرة عن نعمة اللَّه المجانية. وقد ذكرنا أن جميع الحوادث التي يمكننا أن نعرف شيئاً منها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: (1) ما يحدث من عمل الأسباب الثانوية العادي، مع إرشاد عمل العناية الربانية وضبطها. (2) ما يحدث في العالم من مجرد الإرادة الإلهية بعمل اللَّه مباشرةً بدون مشاركة عمل الأسباب الثانوية. أو باستعماله تلك الأسباب الثانوية مباشرةً بقوة غير عادية، كالمعجزات بأنواعها. (3) ما يحدث في عقل الإنسان وقلبه ونفسه من فعل روح اللَّه، أو عمل قدرته مباشرةً. ومن هذا القسم الأخير الإعلان الباطن والإلهام والتجديد وقوة المعجزات، كموهبة الألسنة وموهبة الشفاء وما شابهها.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وإذا ثبت أن النعمة الفعالة هي قوة اللَّه القادرة على كل شيء كان ذلك حلاً لجميع المسائل المختلَف عليها في هذا الشأن، كما يظهر من إجابة السؤال التالي.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]18 - ماذا يُقال في حقيقة النعمة الفعالة؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* (1) أعمال هذه النعمة سرية، لا تُسبِّبها النواميس التي تحكم أعمالنا العقلية والأخلاقية. قال المسيح «الريح تهبّ حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من وُلد من الروح» (يو 3: 8).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) بين النعمة الفعالة وعمل العناية الربانية المعتاد فرق جوهري، لا في الدرجة أو الكيفية أو العلاقة، بل في النوع. فلا يمكن أن نقارن بين ما يسبِّب التقدم العقلي في جانب وما يُصلح الصفات الأخلاقية، والقوة التي تُقيم الموتى في جانب آخر.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) ليست النعمة الفعالة إقناعاً أخلاقياً فقط، لأن الإقناع الأخلاقي ينتج من تأثير عقل واحد في عقل آخر بإظهار الحق، أو بالترغيب، أو بالإنذار وغير ذلك. فإذا حدث مثل هذا النوع من القوة الأخلاقية قد يقبل العقل وقد لا يقبل، ويكون حكمه خاصاً به وضمن دائرة قوته. ولكن النعمة الفعالة غير ذلك، لأن شفاء المريض بكلمة يختلف اختلافاً جوهرياً عن شفائه بالدواء. وقد يقتنع الرجل الحي بأن لا يقتل نفسه، وأما الميت فلا يمكن إحياؤه بواسطة الإقناع. فإذا كان التجديد يتم بإرادة اللَّه وأمره وقدرته العظمى، فمن المؤكد أنه لا ينشأ عن حُجّة الكلام أو الإقناع، بل بفعل الروح القدس الذي يرافقه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) عمل الروح هو في النفس مباشرةً، وهذا يختلف عما تُحدثه عناية اللَّه بالمخلوقات. نعم قد ترافق معرفةُ الحق عملَ الروح، ولكن ليس لمعرفة الحق دورٌ في تجديد النفس إلا كواسطةٍ يستخدمها الروح لإنارة العقل وإرشاده (مت 13: 18-23).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](5) عمل النعمة الفعالة لا يمكن أن يُقاوَم لأنه عمل القوة الإلهية. أما النعمة المشترَكة (أي فعل الروح الممنوح كثيراً أو قليلاً لكل إنسان) فكثيراً ما يلقَى المقاومة، وكثيراً ما يُحزِن المؤمن الروح القدس ويطفئ عمله، لأن الإنسان حرّ وقادر على مقاومة كل الأفعال الأخلاقية التي يجريها الروح فيه. وهذا يختلف عن عمل التجديد الذي تُجريه القوة الإلهية غير المحدودة، فلا يقدر أحدٌ أن يقاومه كما لا يقدر أحدٌ أن يقاوم عمل الخليقة. فإن هذه النتيجة تنشأ عن إرادة اللَّه في الحال، كما ظهر النور فوراً لما قال «ليكن نور». وليس في هذا سلبٌ لحرية الإنسان بل هو يحفظها.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](6) الإنسان ليس الفاعل في تجديد نفسه، بل التغيير مفعول فيه. صحيح أن الإنسان يعمل في ما يسبق التغيير وفي ما يعقبه. أما التغيير نفسه فأمرٌ يختبره دون أن يعمله. فالإنسان مثل العُمي والعُرج الذين جاءوا إلى المسيح، فقد كابدوا المشقة في الحضور إليه، ولما نالوا الشفاء فرحوا بالقوة الجديدة الممنوحة لهم. وأما الشفاء نفسه فلم يكن لهم فيه عملٌ. هكذا التجديد، هو نتيجة القوة الإلهية، كفتح أعين العمي وآذان الصم عند صدور الأمر الإلهي.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](7) لا بد أن التجديد عمل سريع فجائي. فإذا كان التجديد هو إحياء الذين كانوا موتى، فلا بد أنه سريع كإحياء لعازر. وعندما يأمر اللَّه بالحياة للخاطئ، يحيا في الحال، وتظهر فيه صفات الحياة الجديدة الإلهية.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](8) التجديد من عمل النعمة المطلقة، فلا بد من جعل الشجرة جيدة لتصير ثمارها جيدة. ولا يمكن أن تغيّر الشجرة الرديئة نفسها، فهي تحتاج إلى من يغيّرها. وكذلك الحال مع الأعمال الصالحة الروحية. إنها ثمر التجديد الذي يُجريه اللَّه في القلب. والتجديد هبة مجانية لا تُمنح بناءً على ما يكون أو سيكون من الصلاح في الإنسان الذي يتغير، كما لم يقُل أحد من الذين شفاهم المسيح إنه طلب عمل القوة الإلهية لتعمل فيه بناءً على صلاحٍ خاص سيقوم به، كما لم يدخله أدنى ظن أنه اشترك مع اللَّه في استرجاع بصره أو عافيته.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]19 - ما هي الأدلة على تميُّز عمل الروح عن تأثير كلمة حق الإنجيل؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* يقول الكتاب إن عمل الروح في العقل متميز عن قوة الحق الإلهي، وإن كان يصاحبه. ولنا على ذلك أدلة كثيرة هي:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) يميز الكتاب المقدس تمييزاً واضحاً بين الذين يسمعون الكلمة فقط والذين يعلّمهم اللَّه الكلمة في قلوبهم. قال المسيح «لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب» (يو 6: 44) وقد أشار بهذا إلى اجتذابٍ في باطن الإنسان، غير ما يعمله الحق الآتي إلى العقل من الخارج، لأن قوة الحق في عقول الذين يسمعونه وضمائرهم لا يكفي، فلابد من تعليم الروح الباطني ليتمكن الحق من العمل. قال الرسول إن الكرازة بالإنجيل مهما كانت صريحة وشديدة، إلا أنها بدون تأييد الروح القدس في الإقناع تصبح ضعيفة وغير فعالة، ولو كان الكارز بولس أو أبلوس (1كو 1: 23-26 و2: 14، 15 و1تس 1: 5، 6) فالمدعوون بالدعوة الفعالة حسب الكتاب هم الذين ينالون دعوة باطنة من الروح القدس، لا الذين يسمعون الكلمة فقط. فإن الذين يدعوهم اللَّه يبررهم، والذين يبرّرهم يمجّدهم (رو 8: 30).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) يذكر الكتاب أن حالة الإنسان بعد السقوط تجعل الحق غير فعالٍ فيه، فيلزم أن يعمل الروح القدس فيه. الإنسان ميت روحياً، فلا يسمع ولا يبصر ولا يقبل أمور الروح، ولا يستطيع أن يعرفها لأنه يحكم فيها روحياً. فلا يقبل حقائق الإنجيل إلا الروحيون الذين يحل فيهم الروح ويملك على عقولهم وقلوبهم (1كو 2: 10-15).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) يعلّم الكتاب أن عمل الروح القدس ضروري ليهيّئ عقول الناس ليقبلوا الحق. فالحق هو النور الضروري للرؤية، ولكن إذا كانت العين مغمضة أو عمياء فلا بد من فتحها أو ردّ البصر إليها قبل أن يُحدِث النور فيها تأثيره، كما فتح الرب قلب ليدية لتُصغي إلى ما كان يقوله بولس (أع 16: 14 قارن مز 119: 18 وأف 1: 17-19 و4: 30).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) الوعد العظيم في الكتاب هو حلول الروح القدس، كما قيل «ويكون بعد ذلك أني أسكب من روحي على كل بشرٍ» (يوء 2: 28). ويظهر من النتائج التي ذكرها النبي أن انسكاب الروح ليس هو قوة الحق، لأن الحق مهما كان واضحاً ومصحوباً بقوة فائقة لا يكون سبباً لإحداث النبوات والأحلام والرؤى. والعهد القديم مشحون بالنبوات والمواعيد المتعلقة بموهبة الروح القدس التي تُنتِج زيادةً في إعلان الأمور الإلهية التي يأتي بها المسيح وتجعلها فعالة. ومن أمثلة ذلك قول اللَّه بفم إشعياء أن يُسكَب علينا روحٌ من العلاء فتصير البرية بستاناً (إش 32: 15) وقوله «أسكب ماءً على العطشان وسيولاً على اليابسة. أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك» (إش 44: 3). وقوله بفم حزقيال «سكبت روحي على بيت إسرائيل» (حز 39: 29) وقوله بفم زكريا «أفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إلى الذين طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيدٍ له» (زك 12: 10).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وقد أمر المسيح بعد قيامته تلاميذه أن يبقوا في أورشليم إلى أن يعطيهم قوةً من العلاء، أي إلى أن ينالوا موهبة الروح القدس، فحل الروح على التلاميذ في يوم الخمسين تحقيقاً لنبوات العهد القديم. وكانت النتيجة أن استنارت عقول الرسل ونالوا موهبة المعجزات، واهتدى خمسة آلاف نفس دفعة واحدة. وقد نشأت هذه النتائج عن قوة الروح المتميزة عن قوة الحق، كما يظهر من قول بطرس في حوادث يوم الخمسين «فيسوع هذا أقامه اللَّه، ونحن جميعاً شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين اللَّه وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه» (أع 2: 32، 33 قارن في 2: 13 و2تس 1: 11 وعب 13: 21). وكان ما حدث يوم الخمسين تحقيقاً لوعد المسيح لتلاميذه أنه يرسل إليهم «معزياً آخر ليمكث معهم إلى الأبد، روح الحق» (يو 14: 16، 17) ليعلّمهم ويذكّرهم بكل ما قاله المسيح لهم، وليشهد للمسيح، وليبكت العالم على خطية وعلى برٍ وعلى دينونة، ويعطي الرسل فماً وحكمةً لا يستطيع المقاومون الرد عليه. ولذلك قال إن المؤمنين ينالون الروح القدس، وإن لهم مسحة من القدوس تمكث معهم وتعلّمهم كل شيء (1يو 2: 20، 27). وقصد المسيح «عطية الروح» في قوله إن الآب السماوي أسخى في إعطاء الروح القدس للذين يسألونه من إعطاء الأب الأرضي أولاده عطايا جيدة (لو 11: 13) وهو شيء آخر يفوق معرفة كلمته، لأن كثيرين يسمعون ولا يفهمون ولا يؤمنون، ولذلك وعد اللَّه بإرسال الروح ليصاحب تعليم الكلمة ويجعله فعالاً. فهو الهبة الثمينة التي يهبها للذين يطلبونها. وقال الرسول «بهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا» (1يو 3: 24). وعلى هذا يكون الروح القدس هبةً للذين وصلتهم كلمة اللَّه، وهي متميزة عنها.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](5) أمر اللَّه العارفين بالكلمة أن يصلّوا لأجل عطية الروح لتصير فعّالة، وهذا يدل على أن عمل الروح في عقول البشر يمتاز عن عمل الحق. ولنا أمثلة كثيرة في الكتاب على هذه الصلوات، منها صلاة داود «روحك القدوس لا تنزعه منّي» (مز 51: 11) وصلاة الرسول لأجل أهل أفسس الذين كرز لهم بالإنجيل أكثر من سنتين أن اللَّه يعطيهم الروح القدس ليعرفوا اللَّه وتنفتح عيونهم ليعرفوا رجاء دعوتهم، وغِنى مجد ميراث القديسين، وعظمة قدرته الفائقة نحو المؤمنين (أف 1: 17-19) ومثلها صلاته لأجل أهل كولوسي. ومن الجهة الأخرى يُنذر الناس بأن لا يُحزنوا الروح ولا يطفئوه لئلا ينصرف عنهم. والدينونة العظيمة التي تهدد دائماً الذين يسمعون الإنجيل ويُصرّون على عدم التوبة هي أن اللَّه يحجز عنهم الروح القدس، ويتركهم لأنفسهم وللقوة المستقرة في الحق. فهم المرفوضون الذين كفَّ الروح عن العمل فيهم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](6) ينسب الكتاب دائماً التجديد والتوبة والإيمان والأفكار الطاهرة إلى عمل الروح القدس رأساً. ومن ذلك أنه يحل في المؤمنين ويضبط حياتهم الباطنة والظاهرة، وينيرهم ويرشدهم ويقدسهم ويقويهم ويعزيهم، ويمنح كل واحد بمفرده من المواهب ما يشاء (1كو 12: 11). ولا يميز الكتاب بين مواهب الألسنة والشفاء والمعجزات والحكمة ومواهب الفضائل المسيحية كالإيمان والمحبة والرجاء، بل ينسبها جميعاً إلى عمله. فكما أن النوع الأول من المواهب ليس قوة تمنحها كلمة حق الإنجيل، كذلك النوع الثاني. ولم يعتمد الرسول في نجاح تبشيره على توضيح الحق أو الإلحاح على قبوله، بل على ما يرافقه من برهان الروح (1كو 2: 4). وشكر اللَّه على أن الإنجيل لم يأتِ بالكلام فقط، بل بالقوة أيضاً وبالروح القدس (1تس 1: 5). وقال إن اللَّه هو العامل فيهم أن يريدوا وأن يعملوا من أجل المسرة (في 2: 13) وطلب إلى اللَّه أن يكمل شعبه، عاملاً فيهم ما يُرضي أمامه (عب 13: 21). والحق أن كل صلاة وردت في الكتاب لأجل هداية الناس وتقديسهم وتعزيتهم تتضمن معنى أن اللَّه يعمل في عقول الناس بروحه القدوس. ويصدُق هذا القول خصوصاً على البركة الرسولية حيث يُراد بشركة الروح القدس ما يعمله الروح في النفس من التقديس والخلاص.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](7) آمنت الكنيسة عبر عصورها أن الروح يرافق الكلمة والفرائض الإلهية بقوة عليا ليست في نفس الكلمة والفرائض، بل معطاة حسب ما يشاء اللَّه. فإن خدمة الصلاة المستعملة في كل الكنائس مشحونة بطلبات مرافقة الروح للكلمة وللأسرار. وتاريخ الكنيسة عامرٌ بأخبار الحوادث التي تشهد بهذا، وإلا فكيف اهتدى ألوف في يوم الخمسين ولم يؤمن إلا قليلون بواسطة كرازة المسيح نفسه؟ ولماذا تقدمت الكنيسة تقدماً سريعاً في كل أقطار العالم مدة العصر الرسولي، وتجدد الأمر في زمن الإصلاح وبعده مراراً كثيرة؟ فهذه شواهد ظاهرة لقوة الروح القدس التي ترافق قوة الحق.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وليس القصد أن نقلّل أهمية الحق، لأن الروح يستخدم الحق واسطةً لإنارة القلب. وليس لنا دليل على تجديد الناس أو خلاصهم بدون معرفة الحق، فتكون علاقة الحق بعمل الروح هي أن الروح يجدِّد الإنسان ويقدّره على فهم الحق وقبوله، بأن يعطي قوة البصر، والحق يُظهر ما نراه بواسطة تلك القوة (رو 10: 14، 17 ويع 1: 18 ويو 17:17).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]20 - ما هو الدليل على تميُّز عمل الروح عن عمل العناية؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* كما يتميّز عمل الروح عن تأثير كلمة حق الإنجيل، كذلك يتميّز عن عمل العناية الربانية. وفي موضوع العناية يعلّمنا الكتاب:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) أن اللَّه حاضر في كل مكان وحافظ كل المخلوقات في الوجود والحياة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) أنه يعمل على الدوام مع الأسباب الثانوية في إحداث ما ينشأ عنها.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) إن القوى الطبيعية التي أبدعها تعمل عملاً منتظماً حسب النواميس المعينة، ولكن لأن اللَّه خارج عن دائرة المخلوقات وفعال لما يريد، فإنه يضبط أعمال النواميس المذكورة (أي عمل الأسباب الثانوية) ويُجريها كما يشاء، فيرسل المطر تارةً ويحجزه أخرى، ويأمر بالخصب أو القحط كما يريد. مثال ذلك أن إيليا صلى أن لا تمطر على الأرض، فلم تمطر ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمرها (يع 5: 17، 18).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) أن اللَّه يضبط كل البشر كما يضبط النواميس الطبيعية. ومن أمثلة ما ورد في الكتاب المقدس بياناً لسلطة عناية اللَّه وأنه يعمل كل شيء حسب مشورة إرادته، قوله «قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يُمِيله» (أم 21: 1) وقوله «هذا يضعه، وهذا يرفعه» (مز 75: 7). وقوله «قلب الإنسان يفكر في طريقه، والرب يهدي خطوته» (أم 16: 9). وقوله «بي تملك الملوك وتقضي العظماء عدلاً» (أم 8: 15).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]21 - ما هي الأعمال الخاصة بالروح؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* أربعة وهي:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) إعلان الحق، فمن الواضح أن البشر لم يتوصّلوا إلى تعاليم الكتاب العظيمة نتيجة تقدمهم العلمي، بل أعلنها اللَّه بطرقٍ فائقة الطبيعة، بواسطة الروح القدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) ألهم الروح القدس رجال اللَّه القديسين وساقهم ليكتبوا الأسفار المقدسة (2بط 1: 21).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) وزَّع الروح المواهب العقلية والأخلاقية والطبيعية على البشر ليؤهّلهم لخدمته. وكانت بعض هذه المواهب خارقةً للعادة، كما كان الأمر في الرسل وغيرهم، وكان بعضها مواهب طبيعية كحذق الصُّناع، وشجاعة الأبطال وقوتهم، وحكمة أهل السياسة وما شابهها. ومن ذلك قوله في بصلئيل «ملأتُه من روح اللَّه بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات، ليعمل في الذهب والفضة والنحاس» (خر 31: 3، 4). وقوله في الشيوخ الذين انتخبهم موسى «آخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم» (عد 11: 17). وقيل في يشوع إنه أُقيم ليخلف موسى «لأنه كان فيه الروح» (عد 27: 18). وقيل في عثنيئيل إنه «كان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل» (قض 3: 10) وهكذا قيل في جدعون ويفتاح وشمشون، وما قيل يوم دعوة شاول ليكون ملكاً على إسرائيل من أنه «حل عليه روح الرب» ولما رُفض بسبب عصيانه انصرف الروح عنه (1صم 16: 14) وما قيل يوم مسح صموئيل داود من أنه «حل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعداً» (1صم 16: 13) وكذلك قول العهد الجديد «أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد» (1كو 12: 4) فصار «البعض رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض معلّمين، والبعض أصحاب قوات» (1كو 12: 29). ولهذا السبب شجع بولس شيوخ أفسس أن «يرعوا الرعية التي أقامهم الروح القدس فيها أساقفة» (أع 20: 28).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) التأثيرات الروحية على أنواعها، ومنها الإقناع بالخطية والبر والدينونة، ومقاومة الشر في القلب، والجهاد والإنذار وإنارة الضمير والإقناع بالحق، والحواجز الشديدة عن ارتكاب الخطية، والإيمان والتجديد والتقديس والتعزية والقوة والثبات في القداسة، وتمجيد النفس والجسد أخيراً.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]22 - ما هي الأدلة على فعل الروح الخاص، أي النعمة الفعالة؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* ذكرنا البراهين على إثبات دعوة داخلية فعالة ممتازة عن الدعوة الخارجية (قارن ما قلناه في هذا الفصل إجابةً لأسئلة 5-10). ونضيف:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) يعلّمنا الكتاب أن التجديد من عمل الروح القدس القادر على كل شيء، ولا يمكن أن يجريه إلا الروح الأزلي نفسه، فهو مما لا يقدر عليه إلا قوة اللَّه العظيمة، وقد وُصف بأنه «إحياء» ولا ينشئ الحياة إلا اللَّه. وقيل أيضاً إنه من عمل قوة اللَّه رأساً، فهو كعمل الخليقة الأصلية لا دَخل للأسباب الثانوية فيه. فكما أُقيم المسيح من الأموات بقوة اللَّه، هكذا أُقيم لعازر وهكذا يُقام المتجددون من قبور خطاياهم. فالقيامة الروحية إحياء حقيقي كإحياء الجسد الميت. ولا خلاف بينهما إلا في حدوث الواحد في العالم الظاهر والآخر في العالم الروحي، ولكن اللَّه يهب الحياة في الحالتين. فالتجديد ليس من الإنسان، ولا من مجرد الإقناع الأخلاقي، بل من قدرة اللَّه العظيمة مباشرةً. ومن عبارات الكتاب التي تؤدي إلى هذه الحقيقة نفسها قوله إن المؤمنين خلائق جديدة، وإنهم خُلقوا جديداً في المسيح.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ومن عباراته أيضاً في هذا المعنى أن المؤمنين أبناء اللَّه، لا لمجرد أنه خلقهم، بل لأنهم مولودون ولادة جديدة من اللَّه، ومولودون من الروح (1يو 5: 1-18). والمعنى في كل ذلك أن الحياة هبةٌ، يأتينا نوع منها من والدينا الأرضيين الفاسدين، ويأتينا نوع آخر من الروح، كما قال المسيح «المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح» (يو 3: 6) فيصير من أولاد اللَّه، الذين يولدون «ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من اللَّه» (يو 1: 13).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) علاقة هذا التعليم بغيره من تعاليم الكتاب. فلو علّم الكتاب (كما يزعم البعض) أن البشر بعد السقوط لم يفقدوا كل القدرة على الصلاح الروحي، ولم يموتوا في الذنوب والخطايا، وأنهم لا يزالون قادرين على الرجوع إلى اللَّه، لصحّ القول إن التجديد محصور في الإقناع الأخلاقي. غير أن الكتاب يعلّم في الدعوة الفعالة أن هذه الدعوة الكافية هي من نعمة اللَّه المجانية، وليست من شيءٍ سبق اللَّه فرآه في الإنسان، حتى بعد ما يحيا ويتجدد بالروح القدس، وبه يستطيع أن يجيب هذه الدعوة وأن يقبل النعمة المعروضة والمحمولة فيها. فإذا كان الإنسان في حالته الطبيعية بعد السقوط ميتاً روحياً كما كان لعازر ميتاً جسدياً، كانت القيامة الروحية من عمل القدرة الإلهية وحدها، كالقيامة الجسدية. ولذلك لم تنفصل هذه التعاليم المتصلة قط، لأن كل الذين يعتقدون أن الخطية الأصلية توجب الموت الروحي وتسلب الإنسان كل قدرة على عمل الصلاح الروحي يعتقدون أيضاً أنه لا يتخلص من هذه الحال بالإقناع الأخلاقي، بل بعمل قوة اللَّه العظيمة مباشرةً. وقد أشار المسيح إلى هذين النوعين من الموتى بقوله «كما أن الآب يُقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء. الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة، وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن اللَّه، والسامعون يحيون» (يو 5: 21، 25).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وهناك علاقة قوية بين تعليم سلطان اللَّه المطلق في الاختيار وتعليم النعمة الفعالة. فلو صحَّ القول إن بعض الناس يميِّزون أنفسهم عن غيرهم، وإن الاختيار مبني على سابق علم اللَّه بالأعمال الصالحة، وإن بعض الذين يسمعون الإنجيل ويشعرون بعمل الروح يقتنعون والبعض يرفضون، وإن الأوَّلين يُنتخبون والآخرين يُرفضون، لصحَّ أيضاً أن النعمة التي يجريها اللَّه في دعوة الناس أمر يقبله الإنسان أو يرفضه. ولكن إذا كان اللَّه يرحم من يرحم، والأمر ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل للَّه الذي يرحم، وكوننا في المسيح هو من اللَّه لا من أنفسنا، وكان اللَّه يخفي هذه عن الحكماء والفهماء ويعلنها للأطفال حسب مسرته- كان العمل الذي يتم بواسطة مقصده بالضرورة فعالاً في ذاته، لا يتوقف نجاحه على عزم الذين يجريه اللَّه فيهم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وتظهر هذه النتيجة أيضاً مما قاله الكتاب في شأن عهد الفداء، فلما أعطى اللَّه في هذا العهد ابنه شعباً جزاءً لطاعته وموته، كان لا بد أنهم يأتون إليه، وكان العمل الذي يوجب إتيانهم فعالاً كذلك.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وهذا التعليم مرتبط بسائر التعاليم الأخرى العظيمة في شأن النعمة الإلهية، وهو قسم جوهري، أو على الأقل قسم لا ينفصل عن النظام الذي أعلنه اللَّه لخلاص البشر وقصد به إعلان غِنى النعمة الإلهية أي محبته العجيبة لغير المستحقين، حتى أن الذي يفتخر إنما يفتخر بالرب ويهتف مع المرنم «ليس لنا يا رب ليس لنا، لكن لاسمك أعطِ مجداً» (مز 115: 1).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) شهادة الاختبار. فخبرة المؤمن وتاريخ الكنيسة يشهدان بذلك، لأن كل ظواهر الحياة المسيحية تطابق التعليم الأغسطيني في النعمة الفعالة، فلم ينسب مؤمنٌ التجديد إلى نفسه، ولا رأى أنه هو صانع العمل، أو أن صلاحه النسبي أو زيادة قبوله للتأثير الصالح وللاقتناع سببٌ لتفضيله على غيره في نوال هذا التغيير. ولكنهم جميعاً يعلمون أنه من عمل نعمة اللَّه المجانية، كما قال الرسول «لا بأعمالٍ في برٍ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس» (تي 3: 5). وقوله إن اللَّه «أفرزه من بطن أمه ودعاه بنعمته» (غل 1: 15) لأنه كان مضطهِداً متلِفاً، فلم يكن فيه ما يستحق عناية اللَّه به. فلم ينسب بولس دعوته إلى نفسه، ولا إلى رغبته في الخضوع لعمل الحق، بل قال إنه شاهدٌ لتنازل اللَّه العجيب ونعمته.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ومن أمثلة ذلك اهتداء ثلاثة آلاف في يوم الخمسين، أكثرهم شاهدوا المسيح وأعماله وسمعوا تعاليمه، وقاوموا (إلى ذلك الوقت) التأثيرات الناشئة عن إظهار صفاته وصدق أقواله، وبقوا مصرّين على عدم الإيمان رغم مجاهرة الروح الذي لا يكف أبداً عن تقديم الحق إلى عقول الناس وضمائرهم، فكان رجوعهم إلى اللَّه سريعاً وبحسب الظاهر فجائياً، ولكنه كان صادقاً غيّر جميع صفاتهم وحياتهم بعد ذلك. ولم يكن ما حدث في يوم الخمسين أمراً فريداً في تاريخ الكنيسة، فكثيراً ما ظهر مثل ذلك من قوة الروح ولا يزال يظهر في كل قسم من أقسام العالم حيث انتشرت معرفة الإنجيل. وفي جميع ما حدث من هذا القبيل تظهر علامات العمل الإلهي، كالمعجزات التي جرت في العصر الرسولي. فكل شهادة الاختبار في المؤمنين أفراداً وإجمالاً تؤيد ما سبق أن قلناه في النعمة الفعالة، ولا توافق مذهباً آخر في هذا الشأن.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]23 - ما هي الاعتراضات على تعليم النعمة الفعالة والرد عليها؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* الاعتراضات على تعليم النعمة الفعالة لا تختص بهذا الموضوع فقط، بل تعم كل التعاليم التي من هذا القبيل وقد سبق الكلام عليها. فلا نذكر هنا إلا ثلاثة منها:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) هذا التعليم ينافي المسؤولية. فإذا كنا نحتاج إلى تغيير لا يمكن إحداثه إلا بالقوة الإلهية، وبدونه لا نستطيع أن نخلُص، فإننا نكون غير مسؤولين. وهذا الاعتراض قديم مبنيٌ على أن العجز والمسؤولية ضدان لا يجتمعان. وللرد على هذا الاعتراض انظر فصل 27 س 30.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) إن كنا لا نقدر أن نتوب ونؤمن إلا بواسطة قوة اللَّه الفائقة، وجب أن ننتظر وقت إجراء هذه القوة. وهذا اعتراض الذين يحبون الخطية ولا يريدون أن ينجوا منها. فمثلهم مَثَل رجلٍ أبرص في عهد المسيح، يقول «لا أستطيع أن أشفي نفسي، وعليَّ أن أصبر حتى يجيء المسيح ويشفيني». ونحن نرى أن الشعور بالعجز التام هو الذي يدفع الإنسان للبحث عن المعونة وطلبها من مصدرها الوحيد. وقد وعد المسيح أن يخلِّص كل الذين يشعرون بخطاياهم وعجزهم عن تخليص أنفسهم، بقوله «تعالوا إليَّ وأنا أريحكم. اسألوا تُعطَوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم». فلا يحقُّ لأحدٍ أن يشكو الخيبة من نوال قوة المسيح الشافية إلا بعد ما يطلبها بكل ما تقتضيه أهمية الأمر من التأني والاجتهاد، واتّباع ما ترشده إليه كلمة اللَّه (انظر فصل 27).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) يستلزم هذا التعليم تدخل اللَّه رأساً في تاريخ البشر الديني، وهذا (على زعمهم) يناقض الفلسفة وشهادة العلم، ويخالف علاقة اللَّه بالعالم. وللرد نقول: إن في هذا الأمر خلافاً بين الفلسفة الكاذبة والكتاب المقدس، لأن الكتاب يُعلّم أن الخلق والعناية وإنزال الوحي والتجسد والمعجزات والقيامة أمور خارقة للطبيعة لا يقدر أن يقوم بها إلا اللَّه وحده. فإن كان الكتاب صادقاً كانت الفلسفة التي تنكر إمكان هذا العمل الرباني كاذبة. وهو نهاية المسألة عند كل مسيحي.[/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى