الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791891, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=Black][B][SIZE=5]الفصل التاسع والثلاثون[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]الدعوة[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]1 - ما هو عمل كل أقنوم من أقانيم الثالوث الأقدس في الفداء؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* يعلّمنا الكتاب أن لكل أقنوم من أقانيم الثالوث الأقدس قسم من عمل الفداء، فينسب إلى الآب تدبير الفداء، واختيار المخلَّصين، وإرسال الابن لإجراء الفداء. وينسب إلى الابن إكمال كل ما هو ضروري ليجعل خلاص البشر الخطاة مطابقاً لناموس اللَّه وكماله ، ومنح الفداء النهائي للذين أعطاهم الآب للابن. وينسب إلى الروح القدس تخصيص الفداء الذي اشتراه المسيح، لأنه لو تُرك الناس لأنفسهم بعد السقوط لداموا في عصيانهم ورفضوا المصالحة التي يعرضها اللَّه عليهم، فيكون المسيح قد مات عبثاً. فإنجازاً للوعد الإلهي أنه يرى من تعب نفسه ويشبع، يعمل الروح القدس في شعب اللَّه المختارين، فيأتي بهم إلى التوبة والإيمان، فيصيرون ورثة الحياة الأبدية بيسوع المسيح مخلِّصهم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]2 - ما هو عمل الروح القدس في مختاري اللَّه ليأتي بهم إلى التوبة والإيمان؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* عمل الروح القدس هو «الدعوة» كما يظهر من قوله «شركاء الدعوة السماوية» (عب 3: 1) وقوله «رجاء دعوته» (أف 1: 18) وقوله «أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها» (أف 4: 1) وقوله «رجاء دعوتكم الواحد» (أف 4:4) وقوله «دعانا دعوة مقدسة» (2تي 1: 9) وقوله «أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين» (2بط 1: 10). والفعل الوارد في الأصل اليوناني للتعبير عن عمل الروح القدس المذكور معناه «دعا». ومن أمثلة ذلك قوله «الذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم أيضاً، والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً» (رو 8: 30 انظر أيضاً 9: 11، 24). وقوله «الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه» (1كو 1: 9). وقوله «الذي دعاكم». وقوله «الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته» (غل 1: 6، 15). وقوله «الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده. أمين هو الذي يدعوكم» (1تس 2: 12 و5: 24). وقوله «الأمر الذي دعاكم إليه بإنجيلنا لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح» (2تس 2: 14). وقوله «الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب». وقوله «الذي دعانا إلى مجده الأبدي في يسوع المسيح» (1بط 2: 9 و5: 10). وقوله «بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة» (2بط 1: 3).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]3 - من هم الذين يعمل فيهم الروح القدس ذلك العمل العظيم؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* هم «المدعوون» كما يظهر من قول الرسول «مدعوو يسوع المسيح» وقوله «الذين هم مدعوون حسب قصده» (رو 1: 6 و8: 28). وقوله إن الكرازة بالمسيح للبعض عثرة وللبعض جهالة، وأما «للمدعوين، يهوداً ويونانيين، فبالمسيح قوة اللَّه وحكمة اللَّه» (1كو 1: 23، 24). وقول يهوذا في رسالته «إلى المدعوين والمحفوظين ليسوع المسيح» (آية 1).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]والمدعوون والمختارون بمعنى واحد، كما يظهر من قول صاحب الرؤيا إن الحمل هو «رب الأرباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون» (رؤ 17: 14). وكذلك قول بولس «ليس كثيرون حكماء، بل اختار اللَّه جهّال العالم ليُخزي الحكماء» (1كو 1: 26، 27). وقوله إن المسيح وسيط عهدٍ «لكي يكون المدعوون.. ينالون وعد الميراث الأبدي» (عب 9: 15).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]فالخطاة يصيرون شركاء في فوائد الفداء بدعوة إلهية فعالة، هي عمل الروح القدس الذي به يفعل فيهم إلى أن ينقلهم من ملكوت الظلمة إلى ملكوت ابن اللَّه الحبيب.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]4 - لماذا يُسمى عمل الروح القدس «دعوة» وماذا نتعلم من ذلك؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* نشأ هذا التعبير مما جاء في الكتاب المقدس عن اللَّه وعلاقته بالعالم، فهو الذي يقول فيصير، ويدعو الأشياء غير الموجودة فتوجد. فكل ما يحدث من أعمال قدرته يحدث بكلمته. وكما أنه خلق كل الأشياء في العالم الظاهر بكلمة قدرته، كذلك كل ما يحدث في العالم الروحي يجري بمجرد إرادته أو أمره. ومعنى الدعوة في الكتاب الإحداث أو الإيجاد. ويترتب على ذلك أمران: (1) إن اللَّه هو علة ما يحدث بدعوته أو أمره. و(2) إن القوة الفاعلة في دائرة الروحيات ليست من الأسباب الثانوية أو الطبيعية. فالخاطئ يصير خليقة جديدة بدعوة اللَّه. وهذا لا يحدث عن أسباب طبيعية أو روحية، ولا عن عمل الإنسان نفسه، بل عن مجرد قدرة روح اللَّه. ولذلك كثيراً ما أتت «الدعوة» في الكتاب بمعنى الإحداث أو الإيجاد، فإن الشعب أو الفرد ينتقل بدعوة اللَّه إلى ما يُدعى إليه، فلما دعا اللَّه العبرانيين ليكونوا شعبه صاروا شعبه، ولما يُدعى شخص ليكون نبياً يصبح نبياً، ولما دُعي بولس ليكون رسولاً صار رسولاً. والذين دُعوا بدعوة فعالة ليكونوا قديسين صاروا قديسين.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]5 - ما هو الفرق بين الدعوة الخارجية والدعوة الداخلية؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* يميّز الكتاب المقدس بين الدعوة الخارجية الظاهرة التي يخاطب اللَّه بها الجميع بكلمته المقدسة، وبين الدعوة الداخلية الفعالة، بدليل قوله «لأن كثيرين يُدعَون، وقليلين يُنتخبون» (مت 22: 14 و20: 16) وقوله «دعوت فلم تُجيبوا» (إش 65: 12) وقوله «لأني دعوتُ فأبيتم» (أم 1: 24) وقوله «دعوتكم فلم تجيبوا» (إر 35: 17 و35: 17 وإش 66: 4).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]6 - ماذا تتضمن الدعوة الخارجية؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* (1) إعلان طريق الخلاص.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) وعد اللَّه بتخليص كل الذين يقبلون شروط هذه الطريق.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) أمر اللَّه ونصحه ودعوته للجميع بأن يقبلوا الرحمة التي يعرضها عليهم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) إظهار الأسباب التي من شأنها أن تشجع الناس على التوبة والإيمان ليخلصوا من الغضب الآتي.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وجميع هذه الأمور واضحة في الإنجيل لأنه إعلان طريق اللَّه لخلاص الخطاة. ومن أقواله «كل من يدعو باسم الرب يخلص» (أع 2: 21). وقوله «من يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجاً» (يو 6: 37). وأمره جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا ويؤمنوا بالرب يسوع المسيح (أع 2: 38 و16: 31). والإنذار بعد الأمر كقوله «ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة، فلماذا تموتون؟» (حز 33: 11). «ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره، وليتُب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران» (إش 55: 7). «التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض» (إش 45: 22). وفضلاً عن ذلك يخاطب الإنجيل عقول البشر وضمائرهم وعواطفهم وكل ما يحملهم على قبول دعوته الكريمة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]7 - ما معنى أن هذه الدعوة الخارجية عامة، وممَّ نشأت عموميتها؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* معناه أنها موجَّهة إلى جميع الذين يصلهم الإنجيل بلا تمييز، فلا تنحصر في جيل ولا أمة ولا طبقة من البشر، بل تمتد إلى الجميع. ونشأت عموميتها عن موضوعها، لأنها تعلن الشروط التي يخلص اللَّه بها الخطاة، وواجبات البشر الساقطين لينالوا الخلاص، فكانت بالضرورة عامة لكل البشر الخطاة. وهي من هذا القبيل شبيهةٌ بالناموس الأخلاقي الذي يعلن لجميع البشر واجباتهم في علاقتهم باللَّه خالقهم وحاكمهم الأخلاقي الذي يعِد الطائعين برضاه الإلهي، ويهدد العصاة بالغضب. فهو يمتد بالضرورة إلى كل الخلائق العاقلة. فدعوة الإنجيل هي لكل طبقة من البشر الساقطين لأنه يأمرهم أن يقبلوا المسيح ويتصالحوا مع اللَّه باعتباره «مصالحاً العالم لنفسه».[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ويعلن الكتاب المقدس أن دعوة الإنجيل هذه موجَّهة إلى كل الناس، فقد أمر المسيح الكنيسة أن تكرز بالإنجيل للخليقة كلها، ولا يُستثنى من ذلك إلا الخلائق غير العاقلة والملائكة الساقطون. ولذلك يجب أن يُعرض خلاص المسيح على كل مخلوق من البشر على وجه الأرض. ولا يجوز لنا أن نُخرج أحداً من هذه الدعوة، ولا يجوز لأحدٍ أن يُخرج نفسه منها «لأنه هكذا أحب اللَّه العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16). وقد تكرر في العهد الجديد الوعد المذكور في يوئيل بقوله «كل من يدعو باسم الرب ينجو» (يوئيل 2: 32 انظر أع 2: 21 ورو 10: 13) وقال داود «لأنك أنت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين إليك» (مز 86: 5). وقال إشعياء «أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه، والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا. هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمراً ولبناً» (إش 55: 1). ودعا المسيح الخطاة بدون قيدٍ قائلاً «تعالوا إليَّ يا جميع المتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (مت 11: 28) وخُتمت الأسفار المقدسة بالقول «الروح والعروس يقولان تعال. ومن يسمع فليقل تعال. ومن يعطش فليأتِ. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً» (رؤ 22: 17). وبناءً على ذلك ذهب الرسل وكرزوا بالإنجيل لكل طبقات الناس مؤكدين أن كل من يتوب ويؤمن بالرب يسوع المسيح يخلص.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]8 - هل توافق الدعوة الخارجية صدق اللَّه؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* اعترض قومٌ على الدعوة الخارجية التي تعرض الخلاص على الذين قصَد اللَّه بسابق حكمه أن يتركهم لجزاء خطاياهم العادل، وقالوا إنها مغايرة لصدق اللَّه.. فنجيب: سبق أن اعتُرض بمثل ذلك على سابق علم اللَّه بالقول: كيف يعرض اللَّه الخلاص على الذين عرف بسابق علمه أنهم يحتقرونه ويرفضونه؟ فإنه بذلك يعظم ذنبهم ويشدد دينونتهم. والاعتراضان خاطئان، وهما ناشئان عن قِصر فهمنا، فنحن لا نستطيع أن ندرك طرق اللَّه التي لا تُستقصى، ولا نفهم كيفية سياسته للعالم وإتمام مقاصده الفائقة الحكمة. فيجب أن نقتنع بأنه لا يحدث إلا ما يسمح اللَّه بوقوعه. وكل ما يسمح به يليق أن يسمح به. ويكفي في هذا الأمر أن نعرف أن خلاص المسيح معروضٌ على كل إنسان، وأن كل من يقبله يخلص، وأن ما أعده اللَّه من الخلاص كافٍ لجميع البشر. وأما مسألة مقاصد اللَّه في الاختيار وعدمه فليست من شأن خدّام الإنجيل الذين يجب عليهم التبشير به. ولا هو من شأن الخطاة الذين يجب عليهم أن يقبلوه بالشكر. وإذا كان أمر اللَّه للناس بأن يحبوه لا يناقض صدقه، فلا يناقض صدقه أمره لجميع الناس أن يتوبوا ويؤمنوا بالإنجيل.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]9 - ما البرهان على أن الدعوة الخارجية إلى الخلاص لم تأتِ للبشر إلا في الإنجيل؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* يدعو اللَّه البشر للخلاص بواسطة سماع كلمته وقرائتها، فاللَّه لم يعلن طريق الخلاص بواسطة أعماله أو عنايته، ولا بنظام طبيعتنا الأخلاقي، ولا بالبداهة أو التبصُّر العقلي، ولا بالإعلان لجميع الناس مباشرةً في كل مكان وزمان، بل في كلمته المكتوبة. وبعد ما أعلن طريق الخلاص في الكتاب المقدس، وأمر الكنيسة أن تكرز به لجميع الأمم، لم يبقَ لنا دليل من الكتاب أو العقل أن اللَّه يعلن شروط الخلاص بطريقٍ آخر. والكتاب يعلّم أن معرفة الخلاص محصورة فيه. فمن لم يعرف طريق الخلاص هلك. والأدلة على ذلك كثيرة، نكتفي بذكر أربعة منها:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) تعلّم أسفار العهد القديم والجديد دائماً أن الوثنيين في حال الجهل المهلك. فقد وصفهم الأنبياء أنهم بعيدون عن اللَّه، يعبدون الأصنام، ويغوصون في الخطية. وفصل اللَّه بني إسرائيل عن بقية الشعوب ليحافظ على معرفة الدين الحق الذي اؤتُمنوا على أقواله الإلهية. وقيل في العهد الجديد إن الوثنيين لا يعرفون اللَّه، فصاروا جميعاً تحت الدينونة (رومية 1) وأمر بولس أهل أفسس أن يذكروا حالهم قبل وصول الإنجيل إليهم، لما كانوا بلا مسيح، أجنبيين عن رعوية إسرائيل، غرباء عن عهود الموعد، بلا رجاء وبلا إله في العالم (أف 2: 12). فهذا هو تعليم الكتاب الذي يؤكد أن معرفة اللَّه لم تصل للوثنيين بالتقليد أو بالوحي الباطن، فلم يكن عندهم ما يسوقهم إلى القداسة وإلى اللَّه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) يقول الإنجيل إن المسيح، الكلمة المتجسد، هو الطريق الوحيد للخلاص، وإن البشر في حال الخطية والدينونة التي لا يستطيعون أن يخلصوا أنفسهم منها. والإنجيل يعلّم أن ابن اللَّه الأزلي أخذ طبيعتنا وأطاع وتألم عوضاً عنا لأجل خلاصنا، وأنه بعد ما مات لأجل خطايانا قام أيضاً لأجل تبريرنا، وإن الشرط العظيم الجوهري للخلاص هو قبول المسيح إلهاً ومخلصاً، قبولاً مصحوباً بالفهم والاختيار، وإنه ليس اسم آخر تحت السماء سوى اسم المسيح يخلُص الناس به. ولذلك أعد اللَّه كنيسةً وخداماً للدين ليعلنوا هذا الخلاص العظيم للبشر. فالبشر جاهلون بهذه المعرفة، مع أنهم في غاية الاحتياج إليها، وهم في خطر عظيم أن يهلكوا في خطاياهم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) عيّن اللَّه خداماً للإنجيل أمرهم أن يذهبوا إلى كل العالم ويقولوا لكل إنسان «آمِن بالرب يسوع المسيح فتخلص. من آمن بالابن فله حياة أبدية، ومن لا يؤمن بالابن لن يرى حياةً، بل يمكث عليه غضب اللَّه». فلو أمكن أن يخلُص الناس بلا معرفة المسيح وبلا إيمان به لكانت هذه الرسالة بلا معنى.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) نص الكتاب على ضرورة معرفة الإنجيل، فقال المسيح «ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي». وإنه لا يعرف أحد الآب إلا الابن ومن يعلنه الابن له. وقال أيضاً «من لم يؤمن يُدَن» (مر 16:16 ويو 3: 18). ولا يمكن أن يؤمن أحدٌ بلا معرفة. وقال يوحنا «من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن اللَّه فليست له الحياة» (1يو 5: 12) أي أن معرفة المسيح شرط لنوال الحياة الأبدية، بل هي الحياة نفسها، إذ لا توجد بدونها، ولذلك قال بولس «إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي» (في 3: 8). ثم أن الأشواق الروحية الباطنة تنتهي إلى المسيح، ولذلك قال بطرس إنه بواسطة معرفة المسيح دعانا اللَّه إلى المجد والفضيلة (2بط 1: 3). وقال بولس إن من كان بلا المسيح كان بلا رجاء وبلا إله (أف 2: 12) و نادى بضرورة دعوة البشر للخلاص بقوله «فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟» (رو 10: 14) فالدعاء يستلزم الإيمان، والإيمان يستلزم المعرفة، والمعرفة تستلزم التعليم الخارجي، لأن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة اللَّه (آية 17). فلا إيمان حيث لا يُسمع الإنجيل، وحيث لا إيمان لا خلاص.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وما أرهب القول «واسعٌ الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه» (مت 7: 13، 14). وما أرهب أن نعرف أن معظم الذين يسمعون الإنجيل يرفضونه، مع أنه الرحمة المهداة لهم! لقد علّمنا المسيح أن نذكر حكمة اللَّه الفائقة وبره غير المحدود إذا رأينا ما يزعزع إيماننا في ما يجري حولنا، أو في تعاليم الديانة، وأن نقول «نعم أيها الآب، لأنه هكذا صارت المسرة أمامك» (مت 11: 26). فيجب أن ينشأ عن أن معرفة الإنجيل ضرورية لإعلان طريق الخلاص مزيدٌ من الجهد في إعلان الإنجيل للَّهالكين في خطاياهم، ووَقْف كل مقاومة لكلمة اللَّه أو اعتراض على طريق الخلاص.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وإن سأل سائل: ألا يمكن أن يرسل اللَّه النعمة الروحية إلى قلوب المختارين من الوثنيين (إن وُجد بينهم مختارون) لتُعِين ضعفاتهم وتساعدهم على العيشة بالأمانة بما عندهم من النور، حتى لو لم يعرفوا الإنجيل؟ قلنا: لا نقدر أن نقطع بعدم إمكان ذلك، ولو أن الأسفار المقدسة لا تعلّم هذا التعليم بصراحة. فالذي يريد أن يأمل في ذلك ليس له إلا مجرد الأمل فقط، لأنه لا يوجد تعليم قاطع صريح بذلك. وإذا خلص أحد بدون معرفة الإنجيل كان ذلك باتكاله على مجرد رحمة اللَّه، واستعماله ما عنده من النور أحسن استعمال، فيكون خلاصه من رحمة اللَّه بالمسيح، وبتخصيص فوائد كفارته له على سبيل النعمة المجانية. ولكن هذا لا يسند القول الباطل إن للوثنيين فرصة أخرى بعد الموت لسماع الإنجيل ونوال الخلاص بالمسيح في العالم الآتي، لأن امتحان جميع البشر، سواء كان بواسطة معرفتهم الإنجيل أم بواسطة نور الطبيعة والضمير، ينتهي في هذا العالم، والموت هو نهاية الامتحان.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]10 - لماذا وُجهت دعوة الإنجيل إلى كل الناس إذا كانوا لا يخلصون جميعاً؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* (1) دعوة الإنجيل هي أمر اللَّه للبشر أن يتوبوا ويؤمنوا بالرب يسوع المسيح، ووعده أن الذين يؤمنون يخلصون. فهي إعلان ما يجب على جميع البشر وجوباً لازماً. فوجوب الإيمان بالمسيح كوجوب المحبة للَّه، وقد أمر اللَّه الناس بالأمرين.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) دعوة الإنجيل العامة هي الواسطة التي وضعها اللَّه لجميع مختاريه المختلطين ببقية البشر الذين لا يعرفهم أحد غيره. وقد أعلن للجميع ما يجب على الجميع، وعرضت البركة على الجميع بلا تمييز. وإعانة اللَّه للبعض ليقوموا بما يجب عليهم لا يخالف صحة تعميم الدعوة للجميع.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) دعوة الإنجيل العامة، مع الوعد العام أن كل من يؤمن يخلص، يُظهِر شر من يرفضون الدعوة عمداً ويصرّون على آثامهم، مما يُظهِر لهم ولكل الخلائق العاقلة عدل دينونتهم، كما قال المسيح «الذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن اللَّه الوحيد. وهذه هي الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة» (يو 3: 18، 19). ولا شك أن رفض ابن اللَّه مخلصاً هو من أعجب الخطايا التي يرتكبها البشر.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]11 - ما هي الدعوة الداخلية بموجب تعليم الكتاب المقدس؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* الدعوة الداخلية هي قوة إلهية تؤثر مباشرةً في النفس بواسطة الروح القدس الذي يمنحها حياة جديدة روحية تقوم بها بأعمال روحية كالتوبة والإيمان والاتكال والرجاء والمحبة، التي كانت عاجزةً عنها قبل بلوغ الدعوة الداخلية إليها، فإن كل الذين قد سبق اللَّه فعيّنهم للحياة، وهؤلاء فقط شاء أن يدعوهم بكلمته وروحه في وقته المعيَّن المختار، من حال الخطية والموت التي هم فيها طبعاً، إلى النعمة والخلاص بالمسيح، فينير أذهانهم إنارة روحية للخلاص حتى يفهموا أمور اللَّه، فينزع قلبهم الحجري ويعطيهم قلباً لحمياً، ويجدد إرادتهم بقوته الضابطة الكل، ليُميلهم إلى ما هو صالح ويجذبهم إلى المسيح جذباً كافياً حتى يأتوا إليه بكامل حريتهم إذ جعلوا منتدَبين بنعمته. فربما تؤثر الدعوة الخارجية في الإنسان إلى حين، ولكنها تُقاوَم وتُرفَض غالباً. أما الدعوة الداخلية فتؤثر تأثيراً فعالاً في قوى النفس، وتُرغّب الإنسان رغبة شديدة في التدين وقبول المسيح والشروع في حياة التقوى. على أن هذه الدعوة الداخلية المسماة أيضاً «الدعوة الفعالة» و«الدعوة الكافية» قد يقاومها البعض أيضاً إلى حين. لكن مقاومتها لا تُبطِل قصد اللَّه، لأنها تدوم فعالة في القلب وتجذب النفس إلى التقوى الحقيقة. فهي واسطة لتوجيه الإنسان إلى حياة التقوى الحقيقية بتغيير أفكاره ومقاصده ليجتهد بمعونة النعمة في القيام بمطالب الإنجيل.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ولنا على إثبات هذه الدعوة الداخلية الكافية الفعالة، وامتيازها عن الدعوة الخارجية، أدلة كتابية كثيرة، نقتصر على خمسة منها:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) العبارات التي تميّز تأثير الروح عن تأثير الكلمة (يو 3: 5-8 و6: 45، 64، 65 و1تس 1: 5، 6 و1بط 1: 23 و1يو 5: 1).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) العبارات التي توضح لزوم تأثير الروح لقبول الحق (يو 1: 13 و16: 13-15 و1كو 2: 10-16 و12: 3 و2كو 3:3 وأف 1: 17).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) العبارات التي تنسب كل خير في الإنسان، حتى الإيمان والتوبة، إلى اللَّه (مت 16: 17) وغل 1: 15، 16 و2كو 3: 18 و4: 6 وفي 2: 13 وأف 2: 5-10 و2تي 2: 25 وتي 3: 4).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) العبارات التي تصرح بالتمييز بين الدعوتين، فقد أُشير إلى الدعوة الخارجية بقوله «لأن كثيرين يُدعَون وقليلين يُنتخبون» (مت 22: 14) وإلى الدعوة الداخلية بالقول «الذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً» (رو 8: 30) وقوله «فكل من سمع من الآب وتعلَّم يُقبل إليَّ» (يو 6: 45).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](5) العبارات التي تعلن عجز الناس الأخلاقي وتنسب إليهم العمى والموت الروحي، حتى لا ينقذهم شيء من تلك الحال إلا الدعوة الإلهية الكافية (1كو 2: 14 و2كو 4:4 وأف 2: 1).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]12 - كيف لم يفهم البعض الدعوة الداخلية؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* أنكر البيلاجيون الخطية الأصلية، وقالوا إن الخطية تقوم بأفعال الإرادة، ولا تختص بأحوال النفس الباطنة. ولذلك نسبوا إلى الإنسان القدرة الكاملة على ترك الخطية متى شاء بمجرد التوبة، وأنكروا لزوم التجديد وتأثير الروح القدس الفعال لإرجاع الإنسان عن شره، فلم يسلّموا بلزوم الدعوة الفعالة (انظر فصل 24 س 6-10 وفصل 26 س 3-6).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وسلّم النصف بيلاجيين بلزوم النعمة لتُعِين الإنسان ليرجع إلى اللَّه، لكنهم قالوا إن الرغبة في الرجوع والعزم عليه هما من اختيار الإنسان، وإنه يشرع في ذلك من تلقاء نفسه. فيحقّ له بناءً على تلك الرغبة أن ينتظر معونة اللَّه في إدراك غايته. وهذا يوضح أن التعليم النصف بيلاجي ينكر لزوم الدعوة الداخلية الفعالة وضرورة سبقها لرجوع الإنسان إلى اللَّه، ولكنه يسلّم أن اللَّه يعين كل من يقصد التقوى من تلقاء نفسه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وسلم الأرمينيون بالخطية الأصلية وعجز الإنسان عن القيام بواجباته الروحية من تلقاء نفسه، ولكنهم قالوا إن اللَّه أرسل النعمة الكافية لجميع البشر ودعا الجميع بدون استثناء دعوة كافية، وإن الفرق بين المدعوين الدعوة الداخلية والمدعوين الدعوة الخارجية يقوم بأن البعض يسمع الدعوة والآخر يرفضها. فالسامعون مدعوون دعوة فعالة، والرافضون مدعوون دعوة غير فعالة، مع عدم التمييز في موضوع الدعوة وغايتها وقوتها. فعندهم أن خلاص كل إنسان يتوقف على سماعه الدعوة العامة المشتركة، بلا احتياجٍ إلى أن تجعل قوة اللَّه تلك الدعوة فعالةً في المختارين للخلاص.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وقال اللوثريون إن البشر أموات بالخطايا، وإنهم عاجزون قبل التجديد عن عمل روحي مقبول لدى اللَّه، وإن حياة النفس الروحية تأتيها من الروح القدس المحيي المنير، ولذلك سلّموا بتعليم الاختيار، ونسبوا خلاص جميع المخلَّصين إلى إرادة اللَّه. لكنهم قالوا إن سبب ترك اللَّه للإنسان ليس عدم اختيار اللَّه إياه، بل مقاومة الإنسان للنعمة الكافية، التي (على قولهم) وُهبت من أول الأمر للجميع على السواء.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ولنوضح ما سبق في الدعوة الداخلية نقدم المثل التالي: »س« و»ص« كلاهما خاطئ. أما »س« فآمن وخلص بينما »ص« رفض وهلك. فيقول البيلاجيون إن س أراد أن يؤمن وص لم يرد، ولكلٍّ منهما قدرة تامة على عمل كل ما هو مطلوب منهما روحياً. ويقول النصف بيلاجيين إن س بدأ من تلقاء نفسه يطلب الخلاص، وأعانه اللَّه في ذلك. ولكن ص لم يسعَ في الخلاص مطلقاً. ويقول الأرمينيون إن س استعمل النعمة التي وُهبت لسائر البشر ولكن ص تغافلها ولم يستعملها. ويقول اللوثريون إن س وص كليهما كانا عاجزين ومحتاجين إلى نعمة من فوق. أما س فقبل النعمة بالشكر وسلم نفسه إلى إرشادها، وأما ص فقاوم النعمة ورفضها. ويقول الكلفينيون إن س اختاره اللَّه وأرسل إليه الروح القدس فجدده ودعاه دعوة داخلية فعالة، فأجاب تلك الدعوة بالتوبة والإيمان. ولكن ص لم يُدع تلك الدعوة الفعالة بل تُرك يتصرف كما يشاء. على أنه لم يتخلص من المسؤولية بحجة عدم دعوته دعوة فعالة، لأنه سمع الدعوة الخارجية، ولم يكن هناك ما يمنعه من اختيار الخلاص إلا عدم إرادته الاستماع والإجابة للدعوة وميله إلى الشر، ولذلك فهو علة هلاك نفسه لا اللَّه. ولم ينكر الكلفينيون صحة أقوال جميع هؤلاء في إيضاح نجاة س وهلاك ص، وإنما أنكروا إحاطة أقوالهم بكامل علة نجاة الواحد وهلاك الآخر. وزادوا سبباً أصلياً أعلى وأرفع وأفعل من تلك، وهو اختيار اللَّه للأول وتمكينه من الوسائط الفعالة، وعدم اختياره للآخر، بل تركه بدون الوسائط الفعالة. على أن هذا السبب الأصلي عند ص ليس على سبيل التأثير الإيجابي أو المنع الإجباري من خلاصه، بل هو قائم على عدم إرسال اللَّه إليه القدر الكافي من النعمة السماوية الفعالة، وبتركه لأهوائه ليقيم لنفسه الموانع في سبيل الخلاص، ويهلكها باختياره طريق الهلاك طوعاً لا كرهاً، وذلك لأسباب لا يعرفها إلا اللَّه، وهي فوق إدراك البشر. ولا ينكر الكلفينيون أن اللَّه يرسل قدراً عظيماً من النعمة العامة لكل إنسان، فيدعو الخاطئ دعوة خارجية عظيمة الشأن ويُسمعه الإنجيل، ويعرّفه الحق معرفة عقلية. وهذه الدعوة الخارجية تجعل كل إنسان مسؤولاً لأنه رفضها. ولا شك أن كل إنسان دُعي الدعوة الخارجية نال شيئاً من الرحمة الإلهية. ولو أنه قبلها لاستفاد ولم يُترك بلا دعوة فعالة. ولكن إهماله لها قطع رجاءه وزاد مسؤوليته.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]13 - ما هي النعمة، وما أنواعها؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* النعمة في اصطلاح الكتاب المقدس هي التعطُّف والميل إلى عمل المعروف، ولا سيما المحبة للأدنى أو المحتقر أو غير المستحق. وقد ورد أنها رأس الصفات الطبيعية الإلهية، وأن إظهارها هو الغاية العظمى من عمل الفداء. فالغرض من الاختيار والتعيين للتبني والخلاص هو مدح مجد نعمة اللَّه التي يُنعم علينا بها في المسيح يسوع (أف 1: 3-6). فإنه يقيم الناس من الموت الروحي ويُجلسهم معه في المسيح، ليُظهر في الدهور الآتية غِنى نعمته الفائق (أف 2: 6، 7). وكثيراً ما قيل إن الخلاص هو من النعمة، بمعنى أن نظام الإنجيل هو نظام النعمة، لأن كل بركاته تُعطى مجاناً. وتظهر نعمة اللَّه في كل قسم من عمل الفداء، لأنها محبته التي لا يستحقها أحد من الناس. فلا يُمنح شيء ولا يوعد به إلا على سبيل النعمة لا على سبيل الاستحقاق. وعلى ذلك يكون تدبير الخلاص من أول الأمر إلى نهايته من النعمة وحدها بدون إلزامٍ للَّه. فإذا خلص أحد دون آخر كان ذلك من النعمة، حتى أن كل فضائله المسيحية تُسمى نِعماً أو مواهب. ولذلك سُميت موهبة الروح القدس، وهي أعظم مواهب الإنجيل، موهبة النعمة الإلهية. فإن عمل النعمة هو عمل الروح القدس، ووسائط النعمة هي الوسائط التي يُجري الروح القدس بها عمله. وبناءً على ذلك تكون أنواع النعمة ثلاثة، وهي: (أ) النعمة المشتركة أو العامة وهي فعل الروح الممنوح لجميع الذين يسمعون الحق. و(ب) النعمة الكافية أو الفعالة وهي ما كان كافياً من عمل الروح ليأتي بالناس إلى التوبة والإيمان بالحياة الطاهرة، وهي فعل الروح القدس الخاص الذي ينشأ عنه بالتحقيق التجديد والرجوع إلى اللَّه. و(ج) النعمة الحالة، وهي حلول الروح القدس في المؤمنين بالقوة الدائمة المتمكنة الناشئة عن حضوره واستقراره وقدرته.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وهذه الأنواع الثلاثة من النعمة تنحصر في نوعين فقط، وهما عام وخاص. ويسمى العام بالنعمة المشتركة، والخاص بالنعمة الكافية أو الفعالة. فالنعمة المشتركة هي فعل الروح القدس العام بواسطة الأسفار المقدسة ونور الطبيعة وإرشاد الضمير، وهي ترشد الإنسان في الأخلاق والمعرفة الدينية، غير أن قلبه لا يتجدد، ولا يتمكن بها من التقوى الحقيقية (أع 7: 51 وعب 10: 29). والنعمة الفعالة هي فعل الروح القدس الخاص الفعال الذي يجدد القلب ويقوده إلى التوبة الحقيقية والإيمان الحي، ويحثه على التقوى الحقيقية، ويساعده في كل مساعي الحياة الروحية، ويحل في القديسين ويجعلهم هياكل الروح القدس (رو 8: 30 و11: 7 و2تس 2: 13).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]14 - ما هو الدليل على أن النعمة المشتركة تُوهَب للبشر جميعاً؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* الدليل هو آيات الكتاب المقدس الكثيرة التي تقول إن اللَّه يمنح كل الناس بعض أعمال الروح. ومنها «لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد» (تك 6: 3) والمعنى أن الروح القدس هو أصل الحياة الروحية، كما أنه أصل الحياة الطبيعية. فلما رأى اللَّه أن شر الناس قد كثر قال إنه يسترد منهم روحه الذي كان إلى ذلك الوقت يعمل في قلوبهم، دون أن يتوبوا. وقول استفانوس الشهيد لليهود «أنتم تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم» (أع 7: 51) وقول إشعياء في أهل جيله إنهم أحزنوا روح اللَّه القدوس (إش 63: 10). ومثل ذلك أقوال كثيرة في الكتاب يظهَر منها أن الروح يجاهد في الأشرار وفي كل البشر، وأنهم يقاومونه ويُحزنونه ويطفئون أعماله. فكما أنه في كل مكان في العالم المادي يسوس أعماله حسب قوانين الطبيعة، كذلك هو في كل مكان في عقول الناس بصفته روح الحق والصلاح، يعمل فيهم حسب قوانين حريتهم الأخلاقية، فيستميلهم للخير ويحجزهم عن الشر. ويتضح أيضاً عمل الروح القدس العام بين كل الناس مما ذُكر في الكتاب في شأن المرفوضين، فإن من البشر من ينزع اللَّه عنهم حواجز روحه (التي تحجز الإثم) بسبب خطاياهم ويسلّمهم لأنفسهم ولسلطان الشر. وذُكر أن هذا عقاب عظيم أصاب العالم الوثني لسبب فجورهم، فإنهم لما استبدلوا حق اللَّه بالكذب، واتّقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق، أسلمهم اللَّه إلى أهواء الهوان. وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا اللَّه في معرفتهم أسلمهم اللَّه إلى ذهنٍ مرفوض (رو 1: 25-28). وقيل أيضاً «لم يسمع شعبي لصوتي، وإسرائيل لم يرض بي. فسلّمتُهم إلى قساوة قلوبهم ليسلكوا في مؤامرات أنفسهم» (مز 81: 11، 12).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]فبناءً على أن الكتاب يحذر الناس من أن يُحزِنوا الروح، ويوصيهم أن يصلّوا إلى اللَّه أن لا ينزع روحه القدوس منهم، ويعلّمهم أن نزع الروح من شخص أو شعب هو دينونة هائلة، يتّضح لنا أن روح اللَّه يعمل في عقول الناس كثيراً أو قليلاً. ولذلك قيل إن غير المتجددين الذين لا ينالون الحياة الأبدية هم «شركاء الروح». وقد ذكر الرسول أناساً منهم تابوا وآمنوا زماناً وقبلوا كلمة اللَّه بفرح واستناروا وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح، ثم سقطوا وهلكوا (عب 6: 4-6).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]15 - هل هناك أهمية لنتائج النعمة المشترَكة (أي عمل الروح العام)؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* نتائج النعمة المشتركة من أهم الأمور لكل إنسان بمفرده وللعالم كله، لأن ما يحدث للعالم المادي إذا تُرك للعوامل الطبيعية بدون العناية الربانية، هو نفس ما يحدث للعالم الروحي في جميع ظواهره الأخلاقية والدينية بدون قوة وإرشاد الروح القدس الحاجزة (التي تحجز الإثم). ولنا على أهمية نتائج النعمة المشتركة دليلان:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) ما ينشأ عن حجز الروح عن عقول البشر، ويتضح ذلك من أمرين: (أ) يعلّمنا الكتاب المقدس والاختبار أن الذين يرفضون عمل اللَّه فيهم تموت ضمائرهم أو تضعف، فلا يبالون بالروحيات، ويخضعون لسلطة شهوات طبيعتهم الرديئة. وقد وصف بولس ذلك في رومية 1. ولا يقتصر هذا الرفض على الأفراد بل قد يعم أمماً وكنائس بجملتها، فتكون النتيجة الموت الروحي الدائم. (ب) من التأمل في ما ورد في الكتاب المقدس عن نزع سلطة الروح القدس على الخلائق العاقلة، فتصبح حالتها جهنمية، بعكس السماء، وهي الحالة أو المكان الذي يملك فيها الروح بسلطة مطلقة. أما جهنم فهي مكان أو حال لا يتسلّط فيها الروح ولا يحجز فيها الإثم. فيكون وجود الروح وعدم وجوده هو السبب العظيم في الفرق بين السماء وجهنم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) النظر إلى نتائج النعمة المشتركة وهي: (أ) ما نراه بين البشر من اللياقة والترتيب واللطف والفضل هو نتيجة قوة الروح القدس العامة العظيمة، حتى لو لم يشعر بها الإنسان. فإن مجرد الخوف من العقاب الآتي، والشعور الطبيعي بما يجب، وحواجز النواميس البشرية لا تمنع الشر إلا قليلاً. (ب) ما يُشاهَد في عامة الناس من مخافة اللَّه والشعور الديني، وهو ما يسوقهم إلى احترام طقوس الدين بأنواعها المختلفة وما تستحقه من الوقار والانتباه. (ج) ما نراه مراراً كثيرة من التأثير الوقتي من الكرازة بالحق، أو من التأديب الإلهي. ولو أنه يزول بعد حين دون أن يعطي ثمراً للبر، فإن كثيرين من البشر يصدقون الحق ويقتنعون تماماً بصحة التعاليم الإلهية، ولكن ذلك لا يؤثر فيهم تأثيراً يؤدي إلى حياة التقوى. وربما يشعر الإنسان بذنبه أمام شريعة اللَّه، وبنجاسته أمام قداسته، ويعلم أنه محكوم عليه أمام شريعة العدل. لكن لعدم اهتمامه لا ينتج عن ذلك نتائج إيجابية. وإن نتجت فهي تؤدي إلى الإصلاح الخارجي بدون تغيير القلب. وقد قال المسيح في مَثَل الزارع إن البذار تسقط على أماكن لم تأتِ بثمر، أو كان ثمرها وقتياً. ولكن البرهان الوحيد على وقوع زرع الإنجيل في أرض جيدة هو وجود الأثمار ودوامها. وقد حدث في كل تاريخ الكنيسة أن ارتدّ بعض الذين حُسبوا متديّنين حقيقيين، ووقع بعضهم في فتور مهلك. ونحن لا نقدر أن نميز المتجددين الحقيقيين من غير المتجددين، إلا بقول المسيح «من ثمارهم تعرفونهم».[/SIZE][/B][/COLOR] [/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى