الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2791873, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4] [B][B][SIZE=5]الفصل الخامس والثلاثون[/SIZE][/B][/B] [B][B][SIZE=5]كفَّارة المسيح[/SIZE][/B][/B] [B][SIZE=5]1 - كيف تشرح الكنيسة الإنجيلية عمل المسيح الكهنوتي؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* تقول إن المسيح يمارس وظيفة كاهن بتقديمه ذاته مرة واحدة ذبيحة ليوفي العدل الإلهي حقه، ويصالحنا مع اللَّه وبشفاعته فينا على الدوام. وإنه بطاعته الكاملة، وتقديمه نفسه ذبيحة قدمها بروح أزلي مرة للَّه، أوفى عدل أبيه إيفاءً كاملاً، واشترى المصالحة بل الميراث الأبدي في ملكوت السموات لأجل كل الذين أعطاه أبوه إياهم، فأرضى إلى التمام عدل أبيه، بمعنى أنه أوفى عدل أبيه إيفاءً كاملاً، لأن «إرضاء» و«إيفاء» بمعنى واحد، فهما تشيران إلى عمل المسيح الكفاري في رفع حكم العدل الإلهي بالدينونة على الخاطئ. غير أن «إيفاء» أصحّ في هذا المقام، ولو أن «إرضاء» تصحّ باعتبار علاقة الكفارة باللَّه في كمال صفاته. والكفارة التي قدمها المسيح هي نيابية، ناب المسيح عن الخاطئ في تقديمها، ونتج منها أن اللَّه رضي بالمؤمن وصالحه لنفسه بكفارة المسيح التي تكفّر عن خطاياه، وتبرّره من جرمه، أي ترفع عنه حكم الشريعة الذي أخذه المسيح على نفسه عنه، وتنسب للخاطئ بر المسيح الكامل النقي، وبذلك تتم المصالحة ويكمل الفداء.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]2 - ما هي الكلمات المستعملة في التعبير عن وظيفة المسيح الكهنوتية، وأعمالها ونتائجها؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* منها الخطية والجرم والقصاص والطاعة والذبيحة والكفارة والتكفير والإرضاء والإيفاء والنيابة والمصالحة والفداء.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]3 - ما هو تعريف الخطية والجرم والقصاص؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* الخطية هي التعدي على شريعة اللَّه، أو عدم طاعتها، وهي نوعان : أصلية أي ما لنا بالوراثة، وفعلية أي ما لنا بأعمالنا الاختيارية (انظر فصل 26 س 12-19). والأمر الجوهري فيها هو علاقتها بشريعة اللَّه، فهي مخالفة لها وعصيان عليها. وتتضمن الفساد والجرم، وتستحق الدينونة أمام قداسة اللَّه وأمام عدله أيضاً (انظر فصل 26 س 19). فاللَّه بالنظر إلى الخطية هو المشرّع والقاضي الذي وضع شريعة عادلة ومقدسة وعلّم بلزوم حفظها وعقاب جميع المتعدّين عليها، فيحكم كقاضٍ على كل متعدٍ حكماً عادلاً. وحفظاً لكمالاته وإكراماً لقداسة وشرف شريعته، وإثباتاً لسلطانه الأخلاقي في الكون ينبغي أن يُجري أحكام العدل على الخاطئ، إلا إذا وجد من يكرم الشريعة ويحتمل القصاص نيابة عنه، فيوفي العدل حقه، ويرفع كل ما يمنع رضى اللَّه بالخاطئ المذنب، كما عمل المسيح. غير أن اللَّه وإن كان مشرّعاً وقاضياً فهو أيضاً أب حنون يحب أولاده الخطاة. وقد غلبت محبة الآب ورحمته الصعوبات المتعلّقة بالخطية، وتنازل اللَّه لتدبير الخلاص للخطاة، لا بإجراء قصاص الشريعة عليهم، بل بإرسال ابنه لينوب عنهم بكفارته ويشتري لهم الفداء التام.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]والجرم كلمة يُعبَّر بها في اصطلاح علم اللاهوت عن علاقة الخطية بالعدل، أي إلى الشريعة العادلة. وهي بهذا المعنى تحيط بأمرين: (أ) استحقاق اللوم، وبهذا المعنى لا يمكن أن يُلام إلا المجرم فعلاً، لأن الصفات الذاتية لا تُنسب إلا لصاحبها، ولا تزول بالتبرير أو الصفح. ولا يمكن أن الجرم الشخصي بهذا المعنى يُنسب أو ينتقل من شخص لآخر. و(ب) الأمر الثاني أن الجرم يستحق العقاب أو الالتزام بإيفاء العدل حقه. وبهذا المعنى يمكن إزالة الجرم بإيفاء العدل شخصياً أو نيابياً، ويمكن نقله من شخص لآخر بالحسبان الشرعي (انظر فصل 27 س 8، 9). فإذا سرق إنسان أو ارتكب ذنباً آخر له عقاب في قانون البلاد، يمكن إزالة جرمه (بالمعنى الأخير) بأن يحتمل شخص آخر عقاب ذلك الجرم، فيتحرر بذلك من قصاص القانون، ويكون هذا غاية العدل. فبهذا المعنى قيل إن جرم معصية آدم حُسب علينا، وإن المسيح احتمل جرم خطايانا، وإن ذبيحته واسطة تبريرنا من الجرم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما كلمة «قصاص» فيُراد بها العقاب، وهو هنا احتمال المسيح عقاب الشريعة عنا. ليس أن المسيح احتمل ذات القصاص المعيّن للإنسان الخاطئ الذي هو الموت الأبدي، ولا أنه احتمل ذات العذاب الذي يصيب الهالكين نوعاً ومقداراً، بل إنه احتمل ما عيّنه له اللَّه من القصاص النيابي للتعويض عن القصاص المفروض على البشر الخطاة. وباستعمال كلمة «قصاص» للتعبير عن آلام المسيح الكفارية نقصد ما احتمله المسيح ليوفي العدل حقه، بدون تعيين ماهية الآلام أو مقدارها، لأن لآلام المسيح قيمةً كفّارية خاصة، لسموّ مقامه وشرف شخصه. ونختار كلمة قصاص إشارة إلى تلك الآلام لنميّز غايتها عن الآلام التي تقع على سبيل البلية والتأديب. لأن غاية آلام المسيح لم تكن تأديبه، ولا لإقامته مثالاً للصبر وإنكار النفس، بل ليحتمل ما يطلبه العدل إيفاءً لمطالب العدل. لأن القصاص الذي احتمله المسيح يختلف جداً عن القصاص الذي يحتمله الخاطئ الهالك. ولكن لما رضي اللَّه بعمل المسيح الكفاري وبقيمة آلامه يُعتبر أنه كافٍ لإيفاء العدل حقه عن جميع البشر. وبهذا المعنى يليق استعمال كلمة «القصاص» للتعبير عن علاقة آلام المسيح بشريعة اللَّه، لأن الكفارة تتم باحتمال القصاص المطلوب. غير أن ما وُضع على المسيح قصاصاً يختلف كل الاختلاف عما كان يجب أن يحل بالخاطئ نفسه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]4 - ما هو تعريف الطاعة والذبيحة؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يُراد بطاعة المسيح كل ما يتعلق بحياته وخدمته في وقت التجسد، وما انتهت إليه من تقديم نفسه ذبيحة عن الخطاة. ولذلك كانت ذبيحة المسيح جزءاً من طاعته الكاملة كما قيل «أطاع حتى الموت موت الصليب» (في 2: 8) أي أن موت المسيح ذبيحة كان تكملة لطاعته النيابية. والمقصود بذلك أنه لأجل خلاص البشر قام مقامهم لدى الشريعة، وقدم لها طاعة كاملة عنهم. ولكن بسبب خطية البشر لم يكفِ مجرد الطاعة بدون كفارة عن الخطايا، فقدم تلك الكفارة جزءاً من خدمة الطاعة. وبتلك الطاعة التي كانت الكفارة قسماً منها لم يكفر عن الخطية فقط، بل اشترى ميراثاً أبدياً سماوياً لجميع المؤمنين به. فكلمة «طاعة» كلمة شاملة تحيط بكل عمل المسيح في وقت التجسد إلى أن انتهى بموته كفارة، كقوله «هأنذا أجيء. في درج الكتاب مكتوب عني لأفعل مشيئتك يا اللَّه. فبهذه المشيئة نحن مقدَّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة» (عب 10: 7، 10). وقوله «لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً» (رو 5: 19).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويشير معنى الذبيحة إلى موت المسيح كفارة على الصليب كأنه مذبوح على مذبح لأجل خطايا العالم. على أن حياة المسيح كلها كانت ذبيحةً، لأن احتماله المشقات والآلام والأحزان والأحمال المقترنة بحياته على الأرض كان من نوع الذبيحة، كما قال هو نفسه (ليس إشارة إلى موته فقط بل إلى حياته) «أمَا كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟» (لو 24: 26). فإن كانت كلمة «ذبيحة» تشير غالباً إلى موته على الصليب، إلا أنها تشمل أيضاً كل ما احتمله ليتمم عمل الفداء على الأرض.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]5 - ما هو تعريف الكفارة والتكفير والإرضاء والإيفاء والنيابة؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* كفارة المسيح هي عمله الذي تم بطاعته الكاملة الاختيارية لمشيئة اللَّه، ليخلص البشر من لعنة الشريعة ويصالحهم مع اللَّه. ولم تكن تلك الكفارة لأجل نفسه بل لأجل جنسنا الساقط، كما قيل «فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرّبنا إلى اللَّه» (1بط 3: 18). وتُبنى قيمة تلك الكفارة على أنه ابن اللَّه الأزلي، كما قيل «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» (مت 17: 5). ويصح أن ننظر إلى كفارة المسيح من أوجه مختلفة، منها علاقتها بمحبة اللَّه وقداسته وعدله، أو في عملها في الإنسان ولأجله. وقد اصطلح اللاهوتيون على كلمات تعبّر عن هذه العلاقات المختلفة، فقيل مثلاً إن كفارة المسيح تكفر عن الخطية وترضي اللَّه وتوفي العدل حقه، وإن المسيح تمم عمله الكفاري نيابةً عنا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقيل إن كفارة المسيح تكفر عن الخطية، وهو وصفٌ لمفعول الكفارة في خلاص الخاطئ من لعنة الشريعة ورفع الدينونة عنه. وقيل كذلك إن الكفارة ترضي اللَّه، وهذا وصفٌ لمفعول الكفارة في إزالة غضب اللَّه، وعن رضاه بقبول الخاطئ للمصالحة. وقيل كذلك إن الكفارة توفي العدل حقه حتى لم يبقَ شيء من الدَّين يُطالب به العدلُ الإلهي الخاطئ الذي آمن. فالإيفاء مأخوذ من الاصطلاحات الشرعية، والتكفير من الاصطلاحات اليهودية المختصة بالنظام الموسوي وخدمة الهيكل. ويُشار بالإيفاء إلى تأدية مطالب الشريعة، ويُشار بالتكفير إلى ستر النفس المذنبة بدم الذبيحة حتى لا يُطالَب المذنب بالقصاص لأنه رُفع عنه بوضعه على الحيوان المذبوح لأجله، ويُشار بالإرضاء أو الاستعطاف إلى تحويل غضب اللَّه إلى رضى بناءً على وساطة المسيح وكفارته كما قيل «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا اللَّه، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» (1يو 4: 10). ولم تكن الكفارة ما حمل اللَّه على محبة البشر، ولكنها فتحت باب المصالحة بينه وبين الخطاة، بدون إهانة لشريعته المقدسة، لأنه إلهٌ محبٌّ يقبل التكفير، والمصالحة هي ذاتها ثمر محبته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فالتكفير هو سبب رضى اللَّه، لأن ذنب الخاطئ صار مستوراً، واللَّه صار راضياً. وبما أنه لا بد من القصاص على الجرم بمقتضى عدل اللَّه (لأن القصاص هو كراهة اللَّه للخطية وحكمه العادل عليها) تمّ التكفير عن جرم الخاطئ بالإيفاء، أي بالقصاص النيابي. فرضي اللَّه بذلك، لأن مِن طبيعته أن يصفح عن الخاطئ ويباركه. وكلمة «راضٍ» و«محب» ليستا مترادفتين. نعم إن اللَّه محبة لأنه أحبنا ونحن خطاة، وقبِل الإيفاء عنا. ولكن الإيفاء أو التكفير لا يحرك المحبة في قلب اللَّه، بل يجعله راضياً على الذين عصوا شريعته، وبهذا يبيّن محبته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد فشلت الفلسفة البشرية في فهم طبيعة اللَّه وعلاقته بخلائقه الخطاة. ولكن إذا التفتنا إلى تعليم الكتاب المقدس في ذلك سهُل علينا فهمها، لأنه ورد في العهدين القديم والجديد أن اللَّه عادل بمعنى أن طبيعته تطلب قصاص الخاطئ، ولا يمكن أن يكون غفران بدون تكفير نيابي أو شخصي. ومن المعلوم أن طريق الخلاص جاء بالتمثيل والرمز في النظام الموسوي، وجاء بالتفسير في كتب الأنبياء، وجاء بالإعلان الواضح في العهد الجديد. وكلها تتضمّن نيابة ابن اللَّه المتجسد عن الخطاة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وبكلمة «إيفاء» نشير إلى كل ما فعله المسيح ليوفي مطالب ناموس اللَّه وعدله. والإيفاء نوعان متميزان بينهما فرق في حقيقتهما ونتائجهما: فالنوع الواحد مالي أو تجاري، والنوع الآخر عقابي أو قضائي. فبالمعنى المالي، متى دفع المديون كل ديونه يتحرر من الدين، لأن الإيفاء هو تأدية كل ما يُطالَب به، فلا تكون بعد ذلك رحمة ولا نعمة من الدائن الذي استوفى دينه. ولا فرق عنده سواء أوفاه المديون نفسه أم شخص آخر عوضاً عنه، لأن دعوى المداين هي على المبلغ المستحَق، لا على الشخص المديون. أما في الجنايات ففي ذلك فرق، لأن الطلب هو على المجرم، وهو نفسه المطلوب للعدالة. وفي هذه الحالة لا تقبل المحاكم البشرية أن يحل شخص محل آخر، لأن الأمر الجوهري ليس العقاب بل إجراء العقاب على المذنب الذي يكابده. قال اللَّه «النفس التي تخطئ تموت». وليس من اللازم أن يكون العقاب من نوع الجرم، بل من النادر أن يكون كذلك، لأن كل ما يُطلَب هو أن يكون جزاءً عادلاً على قدر الجرم تماماً. فعقاب التعدي على شخص ربما كان جزاءً نقدياً، وعلى السرقة القيود في السجن، وعلى خيانة الملك النفي أو الموت. ومن أهم الاختلافات بين الإيفاء المالي والعقابي هو أن المالي يتوقف على سداد الدَّين فيصير المديون حراً، ولا يجوز إبقاؤه مسجوناً، ولا وضع شروط لإطلاقه. وأما المجرم المجبَر على الإيفاء العقابي فلا يحق له أن يقيم آخر مكانه، لأن هذا ليس له مثيل في المحكمة البشرية، ولذلك لا يستفيد من البدل. أما إذا قبل القاضي بالبدل، تترتب حينئذ فائدته على ما يشترطه القاضي على البدل وما يقابله من تعهُّد له به، فربما والحالة هذه يتم إطلاق المذنب حالاً بدون شرط، أو يتأخر إلى حين على شروط معلومة، أو يتم بالتدريج لا دفعة واحدة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وبما أن إيفاء المسيح ليس مالياً بل هو عقابي أو قصاصي، أي إيفاء عن الخطاة لا عن مديونين ديناً مالياً ينتج ما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) إنه لا يقوم بتقديم شيء مساوٍ له في القيمة، فعقاب اللص ليس استرجاع المسروق، ولا تعويض قيمة المال. بل هو غالباً يختلف تماماً عن حقيقة الجرم، كالجَلْد والسجن. فإن عقوبة الهجوم على شخص بقصد ضربه لا يكون بتنفيذ نفس هذا العمل ضد المذنب، بل قصاص آخر يوازي ذنبه. وكذلك هناك فرق كبير بين قصاص تلك الجنايات وقصاص النميمة والخيانة والعصيان. فكل ما يطلبه العدل الإلهي في الإيفاء العقابي أن يكون إيفاءً حقيقياً لا مجرد ما يرضى به القاضي الأرضي. نعم قد يختلف في النوع ولكن يجب أن يكون ذا قيمة جوهرية تساويه، فغرامة إنسان بدراهم قليلة لأجل القتل عمداً نوعٌ من الاستخفاف، ولكن الموت أو السجن الطويل لأجل إعدام الحياة هو إيفاء حقيقي للعدل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويعلمنا الكتاب أن المسيح أوفى العدل الإلهي عن خطايا البشر، وأن ما كابده كان مجازاة حقيقية وافية بالعقاب الذي أُعفي منه المجرم وبالفوائد الموهوبة. أي إن آلامه وموته كافية لتتمم جميع الغايات المقصودة بقصاص البشر على خطاياهم. فهو أوفى العدل الإلهي حقه، وجعل تبرير الخاطئ موافقاً له. ولكنه لم يتألم بنوع وقدر الآلام المفروض أن يكابده الخطاة. غير أن قيمة آلامه تفوق ما استوجبوه إلى غير نهاية، لأن موت إنسان فريد وصالح جداً، واتِّضاع ابن اللَّه الأزلي وآلامه وموته يفوق بما لا يُقاس قيمة وقوة ما يكابده جميع الخطاة من العقاب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) إيفاء المسيح هو من النعمة، لأن الآب لم يكن مضطراً أن يقدم المسيح بدلاً عن البشر الساقطين، ولا كان المسيح مضطراً أن يتخذ تلك الوظيفة. ولكن لمجرد النعمة أوقف الآب إجراء الشريعة، وقبل الآلام النيابية وموت ابنه الوحيد. والمسيح من محبته التي لا نظير لها رضي أن يأخذ طبيعتنا ويحمل خطايانا ويموت عنا، البار عن الأثمة ليقرّبنا إلى اللَّه. وكل ما يناله الخطاة من فوائد بسبب إيفاء المسيح هي عطايا مجانية وبركات لا حقَّ لهم فيها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يؤكد الإيفاء منح البركات الناتجة عنه لشعب اللَّه المؤمن بالمسيح. وهذا عدلٌ لسببين: (أ) إن اللَّه وعد المؤمنين بهذا الإيفاء جزاءً لطاعة المسيح وآلامه. وعاهد اللَّه المسيح أنه إذا تمم شروط الوساطة وأوفى خطايا شعبه، يبارك كل المؤمنين به للخلاص. و(ب) إن ذلك من خواص الإيفاء، فإذا أُوفيت مطالب العدل لا تُطلَب بعد، واللَّه لا يتقاضى أجرة الخطية مرتين. وهذه هي المشابهة بين عمل المسيح وإيفاء الدين المعتاد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) إيفاء المسيح مبنيٌّ على العهد المقطوع بين الآب والابن، فتتوقف فوائده بشروط ذلك العهد. فإن شعب اللَّه يولدون في الخطية كبقية البشر، ويبقون تحت الدينونة إلى أن يؤمنوا، وحينئذ يتبررون وينالون فوائد الفداء الكاملة بالتدريج، فينال المؤمن الفوائد شيئاً فشيئاً في هذه الحياة إلى أن تُكمل له في الحياة الأبدية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما النيابة فتشير إلى أن المسيح قام مقام غيره في عمل الفداء. والمقصود بالقصاص النيابي ليس الآلام التي تُقاسَى لأجل خير الآخرين فقط، لأن آلام الشهداء ومحبي أوطانهم وصانعي الأعمال الخيرية تُكابَد لأجل خير الكنيسة والبلاد والجنس البشري، ولكنها ليست نيابية، لأن النيابة حسب استعمالها تشمل معنى البدل. فالآلام النيابية هي ما يكابده شخص عوضاً عن آخر، وتقتضي بالضرورة تحرير المكابَد عنه إذا تمت جميع شروط ذلك. والنائب هو البدل، أو من يأخذ مكان الآخر ويعمل عوضاً عنه. وعلى ذلك تكون آلام المسيح النيابية هي ما احتمله عن الخطاة، فقام مكانهم وعمل ما يجب ليوفي العدل الإلهي حقه. وما فعله وكابده يُغنيهم عن القيام بما يطلبه الناموس لتبريرهم. وهذا الاعتقاد بالتعويض والطاعة والآلام النيابية موجود في كل أديان العالم، ومثبَتٌ من كلمة اللَّه ومتضمَّن في تعاليمها، مما يبرهن أن العمل النيابي ليس بشرياً محضاً، بل هو ناشئ من مصدر إلهي، ويوافق ليس عقل الإنسان فقط بل عقل اللَّه أيضاً. ولا يليق أن نستعمل كلمات بمعنى يختلف عن معناها المقرر، فلا يصح أن نقول إن آلام المسيح نيابية، بمعنى أنها استُخدمت لخير الجنس البشري فقط، لأن ذلك يمكن أن يُقال عن الآلام التي يكابدها شهيد من أجل وطنه. أما المقصود بنيابة آلام المسيح فهو كالمقصود بنيابة إنسان عن آخر ليخلصه من العقاب الذي يستوجبه، وكالمقصود بنيابة موت ذبائح العهد القديم عن موت المذنب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فممّا سبق يتضح أن علماء اللاهوت يستخدمون كلمة «كفارة» ليشرحوا عمل المسيح الذي تممه لخلاص البشر. والتكفير هو ستر الخطايا برش دم الذبيحة كما كانت العادة في ذبائح العهد القديم (لا 17: 11 ورو 3: 25 وعب 2: 17 و1يو 2:2 و4: 10). والإرضاء هو تحويل غضب اللَّه إلى الرضى عن الخاطئ بناءً على وساطة المسيح. على أن الرضى هنا يمتاز عن المحبة، لأن محبة اللَّه لا تتوقف على الكفارة، أما الرضى فهو نتيجة إيفاء العدل حقه، والنيابة تعبّر عن قيام المسيح مقامنا أمام الشريعة الإلهية (1بط 3: 18 وعب 7: 25).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]6- ما هو تعريف المصالحة والفداء؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* في الكتاب كلمتان مهمتان تشيران إلى عمل المسيح ونتيجته، وهما «كفَّر» و«صالح». فكلمة كفّر تشرح هدف عمل المسيح، ودُعي عمله كفارة ومفعوله تكفيراً (رو 3: 25 وعب 2: 17 و1يو 2:2 و4: 10 ولا 17: 11). وكلمة «صالح» تشرح نتيجة ومفعول عمل المسيح في إزالة المخالفة بين اللَّه والخطاة. ودُعيت تلك النتيجة المصالحة (رو 5: 11 و2كو 5: 18، 19 وأف 2: 16 وكو 1: 20). وقد أُضيف إلى هاتين الكلمتين المشهورتين كلمتي إرضاء وإيفاء، كما سبق الكلام. غير أن الكلمتين الأخيرتين من باب الاصطلاحات اللاهوتية أكثر مما هما من لغة الكتاب. على أنهما تشرحان تعليم الوحي في كفارة المسيح. أما من جهة نتيجة الكفارة من حيث أنها عمل قد تم، فهي على ثلاثة أوجه: (أ) علاقتها باللَّه وحده، و(ب) علاقتها باللَّه والإنسان معاً، و(ج) علاقتها بالإنسان وحده. فبالنسبة للَّه هي بيان محبته وقداسته وعدله وثبوت حكمه الأخلاقي (2كو 4: 6 و1يو 4: 10) وبالنسبة للَّه والإنسان معاً هي واسطة مصالحة الخطاة معه. وبالنسبة إلى الإنسان هي واسطة فدائه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما من جهة المصالحة فيعلّمنا الكتاب أن اللَّه هو طالبها كما قيل «اللَّه كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه» (2كو 5: 19) وقد عيَّن وساطة المسيح بكمالها طريقاً للوصول إلى المصالحة. وكان هذا في نيّة الآب السماوي قبل إرسال ابنه، وكانت كفارة المسيح واسطة إتمام ذلك القصد كما قيل «جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا، لنصير نحن برَّ اللَّه فيه» (2كو 5: 21). وبهذا المعنى دُعيت بشارة الإنجيل «خدمة المصالحة» والمبشرين «سفراء عن المسيح» والذي قبل الإنجيل وآمن بالمسيح دخل في حال المصالحة والسلام، والذين قبلوا المسيح واتكلوا على كفارته وتبرروا بدمه نالوا السلام التام وخلصوا من الغضب (رو 5: 9-11).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما «الفداء» فهو نتيجة كفارة المسيح بالنسبة للإنسان لأنه نال بها الفداء، أي تخلَّص من لعنة الشريعة ومن عبودية الخطية ومن القصاص الأبدي بعمل المسيح الذي دفع عنه فدية دمه الكريم، كما قيل «ابن الإنسان جاء ليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مت 20: 28) وأيضاً قوله «كنيسة اللَّه التي اقتناها بدمه» (أع 20: 28) وقوله «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» (أف 1: 7) وقوله «عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب.. بل بدم كريم» (1بط 1: 18، 19) وقوله «لأنك ذُبحت واشتريتنا للَّه بدمك» (رؤ 5: 9) وأيضاً «ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً» (عب 9: 12) فالمسيح قدم نفسه فدية عن خطايا العالم أجمع (يو 3: 16 وعب 2: 9). غير أن ذلك الفداء المعد للعالم لا يكون فعالاً ونافعاً إلا للمؤمنين بالمسيح، الذين بالتوبة والإيمان ينالون فوائد الكفارة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]7 – ما هي التفسيرات الرئيسية للكفارة في تاريخ الكنيسة؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* كانت هناك ثلاثة تفسيرات رئيسية في تاريخ الكنيسة:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) رأي أوريجانوس الإسكندري (185-254م) وهو أن موت المسيح كان فدية قدَّمها المسيح للشيطان ليحرر البشر الساقطين من سجنهم. وبموت المسيح افتدى هؤلاء الساقطين وخلَّصهم. وقبل الشيطان أن يحل المسيح مكان البشر، ولكنه لم يستطع أن يبقي المسيح في قبضته، لأنه قام من الموت منتصراً. وهكذا خسر الشيطان أسراه من البشر، ولم يقدر أن يحتفظ بالمسيح الفدية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) رأي أبيلارد (1079-1142م) وهو أن موت المسيح يترك أثراً جليلاً على البشر المذهولين من محبته لهم، فيتوبون ويحبونه لأنه أحبهم أولاً ، وهكذا يتغيَّرون بفضل موت المسيح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) رأي أنْسِلْم (1033-1109م) وهو يقول إن الخطية إهانة لامتناهية ضد اللَّه، ولذلك تتطلَّب إرضاءً مساوياً للَّه. ولا يستطيع كائن ما، إنسان أو ملاك، أن يزيل هذه الإهانة، فلا بد أن اللَّه نفسه يأخذ مكان الإنسان، وهذا ما عمله المسيح، اللَّه الذي ظهر في الجسد، فأرضى العدل الإلهي بموته ونيابته عن البشر. وعلى هذا لا يكون موت المسيح فدية مقدَّمةً للشيطان، ولكنه دين يُسدَّد للَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد نحا مصلحو القرن السادس عشر نحو رأي أنسلم، فقال مارتن لوثر إن المسيح قبل طوعاً أن ينوب عن البشر في تحمُّل عقابهم، وحُسب خطية ليصيروا هم بر اللَّه فيه. وقال جون كلفن إن المسيح حمل في نفسه عقاب الإنسان الخاطئ المدين.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]8 - ما هي الأدلة على لزوم الكفارة؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يتبيّن لزوم الكفارة من: [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) البرهان العقلي: اللَّه قدوس والإنسان خاطئ، وخطية الإنسان ضد القداسة الإلهية. والخطية تستحق الدينونة، ولا يصح مغفرة الخطية إلا بواسطةٍ تزيل تلك الدينونة وتحمل عن الخاطئ جرمه. وهذا لا يتم بمجرد توبة الخاطئ وإصلاحه، لأنه ولو صار صالحاً لا يزيل ذلك عنه دينونة الخطايا التي ارتكبها. ولو غفر اللَّه له خطاياه بدون كفارة لم يبقَ عند الخاطئ إكرام لشريعة اللَّه، وحينئذ لا يحترم قداسة اللَّه ولا يميز سموَّ حُكمه الأخلاقي ولا يعرف حقيقة رحمته ولا يمجده في كمال صفاته. ولذلك لابد من الكفارة لرفع دينونة الخطية وإظهار صفات اللَّه بأكمل بيان.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) توافق الكفارة احتياج الإنسان الأخلاقي: فللإنسان طبيعة أخلاقية وضمير يعلّمه سموّ العدل والقداسة. وإذا اقتنع بخطيته ولم يعرف كفارة، انزعج ضميره واضطربت طبيعته الأخلاقية. وأما المغفرة بواسطة الكفارة فتوافق مطالب ضمير الإنسان وتسد كل احتياجاته الأخلاقية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) توافق الكفارة مطالب الشريعة: لأن الشريعة الإلهية والبشرية تطلب قصاص المذنب. والشريعة التي بدون قصاص ليست شريعة حقيقية، والقصاص ضروري لكرامة الشريعة وشرف لمطالبها، فلذلك تطلب قصاص الخاطئ أو كفارة ترفع عنه القصاص، لأن العفو بدون كفارة ولا قصاص إهلاك للشريعة وإهانة لها. قال المسيح «إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل» (مت 5: 18) وهو أتى ليكمل الشريعة ويكرمها. فالعفو بدون كفارة اعترافٌ بأن الخطية لا تستحق القصاص، ويمكن غض النظر عنها بدون إهانة للقداسة والعدل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) حدوث الكفارة في تاريخ الديانة الإلهية: فلو لم يكن للكفارة لزوم لما أوجدها اللَّه. ويتضح لزومها من أقوال الكتاب. قال البشير «وابتدأ يعلّمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل» (مر 8: 31) وقال المسيح «كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان» (يو 3: 14) وقيل أيضاً «كان بولس يحاجُّهم موضحاً ومبيّناً أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم» (أع 17: 3) «لأن كل رئيس كهنة يُقام لكي يقدم قرابين وذبائح. فمِن ثمّ يلزم أن يكون لهذا أيضاً شيء يقدمه» (عب 8: 3) وقال «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عب 9: 22).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) يقتضي حكم اللَّه الأخلاقي الكفارة: فاللَّه حاكم أخلاقي يراعي نظام حكمه، ولا يسمح بوقوع العصيان والتشويش في أخلاقيات الكون. ولو لم يحاسب المتعدّين ويحكم عليهم بالقصاص لكان هذا إهانة له ولأوامره. على أنه قد بيّن في الكفارة كراهته للخطية، وغضبه على الخطاة، وإكرام شريعته، وفتح باب المصالحة للمذنبين.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) وجودها في كل الأديان البشرية: وذلك يبيّن أن ضمير الإنسان يطلبها عموماً، ولا يكتفي بمجرد التوبة عن الخطية بل يطلب كفارة. وطريق التكفير هو سفك الدم، فينوب المذبوح عن المذنب في احتمال القصاص. وكل ذلك دليل على لزوم الكفارة في الديانة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]9 - ما هي الاعتراضات على لزوم الكفارة، وما هو الرد عليها؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) الاعتراض الأول: اللَّه أب صالح فلا يطلب كفارة عن الخطية. والجواب على ذلك: أن علاقة اللَّه بالبشر ليست فقط علاقة أب صالح، بل هي علاقة حاكم أخلاقي بار أيضاً. ولا بد من اجتماع هاتين الصفتين في اللَّه، والتوافق بينهما. وإذا كان من الخطأ أن ننسب إليه العدل الواجب في الحاكم بغضّ النظر عن الرحمة الواجبة في الأب، كان من الخطأ أيضاً أن ننسب إليه المحبة الأبوية في معاملته لأولاده الخطاة بغضّ النظر عن اهتمامه بسلطان شرائعه وعدالة حكمه. ويخطئ من يظن أن في هاتين الصفتين تناقضاً، فهما متوافقتان مجتمعتان في كل أحكامه وأعماله، ولا سيما في مسألة الكفارة، لأنه لا يجوز أن نغفل أن الذي اقتضى عدله الصارم هذه الكفارة العظيمة عن خطايا البشر، هو نفسه الذي اقتضت رحمته الفائقة أن تجهزها، حتى تلاثم الحق والرحمة (مز 85: 10) وثبتت عدالة الحاكم عاملة مع محبة الأب ليخلص الخطاة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ومن جملة هذا الاعتراض قول بعضهم إن الكفارة تظاهر سياسي، قصد اللَّه به تشييد سلطان الشريعة والنظام الأخلاقي في العالم. وهذا القول يخالف ما نعلمه من صفات اللَّه الجوهرية التي تطلب التكفير عن الخطايا لنوال المغفرة. ويقول الكتاب إن الرب بار في كل طرقه (مز 145: 17) «إله أمانة لا جور فيه. صدّيق وعادلٌ هو» (تث 32: 4) «عيناك أطهر من أن تنظرا الشر، ولا تستطيع النظر إلى الجور» (حب 1: 13) يجازي كل واحد حسب أعماله، ويرسل السخط والغضب على كل نفس إنسان يفعل الشر (رو 2: 6، 8). فهذه هي أقوال اللَّه الصادقة بشأن بعض صفاته التي لا يجوز إهمالها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الاعتراض الثاني: الكفارة غير ضرورية، لأنه لا مانع عند اللَّه من رجوع الخطاة إليه، وإنما المانع الوحيد هو عدم إيمانهم بما أعلنه من محبته ورحمته وعدم قبولهم إياها. والجواب على ذلك أنه لا يمكن أن يكون المانع عند اللَّه شيئاً من الحقد والضغينة الشخصية ضد الخاطئ، لأن هذا ضد طبيعته المليئة بالمحبة. ومن الواضح في الأسفار الإلهية أن المانع هو كراهته الشديدة للخطية، ودينونته العادلة عليها، وعزمه المعلَن بأنه إذا كان هو واضع الشريعة والديان العادل، لزم بالضرورة أنه يعاقب الخطاة. ولو لم يكن الأمر كذلك لتعذّر علينا أن نفهم أقوال الكتاب الكثيرة بهذا الشأن، ومنها قوله «اللَّه قاضٍ عادل، وإله يسخط في كل يوم» (مز 7: 11). «وجه الرب ضد عاملي الشر» (مز 34: 16). «آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع» (إش 59: 2). «لأن غضب اللَّه معلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» (رو 1: 18). وفي الكتاب أدلة واضحة على غضب اللَّه الطاهر على الخطاة، وعلى عزمه العادل أن يدينهم على خطاياهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) الاعتراض الثالث: إذا كان الإنسان يقدر أن يغفر للذين يخطئون إليه بدون أن يطلب إيفاءً أو كفارة، فلماذا لا يفعل اللَّه ذلك؟ إننا نخالف أمر اللَّه القائل «كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم» (لو 6: 36). فكيف نقول إن اللَّه لا يغفر الخطية بدون الإيفاء عنها؟ ألا يكون ذلك إعلاناً أن الإله الذي أمرنا أن نشابهه في رحمته أقل رحمة منا؟ أوَلا ننسب بذلك إلى الإله العظيم ما نحسبه معيباً وملوماً في الإنسان؟ وللرد نقول: نشأ هذا الاعتراض من تغافل الفرق العظيم بين الحقد الشخصي والحكم الشرعي. فقد يصفح الناس عن ذنوب وإهانات الآخرين لهم، وهذا لا يستلزم أنه يجب على ديان كل الأرض أن يفعل كذلك ويصفح عن مخالفة الشرائع الخاصة بملكوته العام، والتي تتعلق بخير جميع خلائقه العاقلة. لأن الإيفاء الذي يطلبه اللَّه ليس إيفاءً شخصياً، فقد قال إنه لا يريد موت الخاطئ. ولكنه إيفاءٌ شرعي يطلبه، لا دفعاً لشعور الغضب أو الانتقام بل مراعاةً لعدله في مغفرة الخطية وحفظ استقامة حكمه وسلطان أوامره من الخلل والنقص والتقلب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وصاحب هذا الاعتراض يتغافل أن اللَّه لا يطلب فقط، بل هو يعطي أيضاً للإيفاء عن الخطايا التي يصفح عنها، وأنه قد جهّز مجاناً ما يطلبه لأجل الصفح. ومن هذا يتضح أن اللَّه ليس أقل رحمة من البشر إذا غفر بعضهم لبعض بدون طلب شيء من التعويض، بل بالعكس إن رحمته تظهر جلياً من قيمة الكفارة التي يطلبها عدله، وقد جهزتها محبته الفائقة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) الاعتراض الرابع يقول: لا يمكن إزالة عقوبات الخطية إلا بإزالة الخطية نفسها، فالسبيل الوحيد لتخليص الإنسان من عواقب الخطية هو تقديسه، فإذا حصل على ذلك خلص من عقابها. وقال المعترض أيضاً إن الكفارة ليست واسطة لتخليص الإنسان من عقاب الخطية، بل هي تعرُّضٌ لنظام حكم اللَّه الأخلاقي وسلطان شرائعه. والجواب: لما كان الإنسان مخلوقاً أخلاقياً مسؤولاً، كانت علاقته بالإله الحي الديان العادل ذي السلطان الأعلى، لا بشرائع عاملة بنفسها. وصوت الطبيعة الأخلاقية التي فينا متى كانت صحيحة يرشدنا إلى أن الخطية قد طردتنا من رضى اللَّه وعرّضتنا لعقاب غضبه العادل. والكتاب المقدس يعلّمنا أن «غضب اللَّه معلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» (رو 1: 18)، والدينونة التي يُحضِر اللَّه كل عمل إليها، على كل خفيّ، إن كان خيراً أو شراً (جا 12: 14). ويتضح من ذلك أنه لو زالت عواقب الخطية الطبيعية وشرورها الزمنية بزوال الخطية (وهو غير الواقع) فإننا لا نزال نحتاج للخلاص من غضب اللَّه البار ودينونته العادلة، لأن الخطية ليست مرضاً روحياً فقط يحتاج إلى الشفاء، بل هي جناية يعاقب الديان العظيم عليها أو يصفح عنها. وهذا واضح من شهادة الكتاب المقدس، ومن شعور الإنسان أو شهادة ضميره بأنه أثيم، وهو شاهد صادق بوجوب الدينونة التي تستحقها الخطية التي سبق ارتكابها، وبأن مجرد الإصلاح في المستقبل لا يستطيع أن يرفع الماضي أو يمحوه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) الاعتراض الخامس: التوبة كافية لنوال المغفرة، فلا حاجة إلى الكفارة، فإن للتوبة فائدة ذاتية قائمة في نفسها، فإذا كانت توبة صادقة فإنها تشمل الحزن على الخطية، والرغبة في إصلاح الحياة. وهذا كل ما يطلبه اللَّه تعويضاً عن الخطأ. فالتوبة تعترف بسلطان شريعة اللَّه، وتعترف بإثم التعدي. وبناءً على هذا يجب اعتبار التوبة بمنزلة العقاب، وأنها كافية لتوفي مطالب اللَّه صاحب الشريعة العظيم والقيام بمقاصده الحكيمة الصالحة. وللرد نقول: هذه الأقوال خاطئة مهما كان ظاهرها في أول وهلة صحيحاً، كما يظهر مما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](أ) لا يصح اعتبار التوبة في أتم معناها أكثر من عمل ما يجب علينا في الزمن الحاضر، لأنها رجوع إلى سبيل الطاعة، يصحبها ما يجب على الخطاة من الاعتراف والحزن. فمهما كانت التوبة تامة فهي لا تكفّر عن الخطايا السابقة. كما أنها دائماً قاصرة عن الواجب، عاجزة عن التكفير عن الخطايا السابقة، وعاجزة عن منع ارتكاب الخطايا في المستقبل. ولا يصح القول إنها تقوم عند اللَّه مقام العقاب، لأنها ربما أشارت إلى حكم الخاطئ في الخطية، ولكنها لا تشير إلى حكم اللَّه فيها، أي فرط كراهته لها وشدة عقابه عليها، ومخالفتها لقداسة طبيعته وسلطان شرائعه واستقامة حكمه وخير خلائقه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](ب) ونردّ على هذا الاعتراض بالنظر إلى الشرع البشري، فتوبة السارق عن السرقة والقاتل عن القتل والخائن عن خيانة الدولة لا تعتبر أبداً تكفيراً عن الذنب. وقد تمضي مدة طويلة بين زمن ارتكاب الجناية وزمن كشف الجاني، يحزن أثناءها الجاني ويتأسف على ما فعل، وتكون حياته حياة صلاح واستقامة. إلا أن كل ذلك لا يمنع الحكم عليه بالعقاب، لأن الحاكم ولو مال في هذه الحال إلى معاملة المذنب بالرحمة يرى أن مراعاة مقامهِ ووظيفته كحاكم، ومطالب الشريعة وخير الجمهور يقضي بأن يحكم على المذنب حسب نص القانون.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](ج) فضلاً عن أن كل توبة يستطيعها الإنسان قاصرة ناقصة لا تكفر عن الخطية، بل إن التوبة تحتاج إلى التكفير. ومن المعلوم أن التوبة لا تدّعي القبول عند اللَّه، لأن التائب الحقيقي يحكم على نفسه بالخطأ ويدين نفسه ويسلم تسليماً تاماً بصدق كل ما توجبه عليه شريعة اللَّه، وبعدل كل ما تحكم عليه من الويل، ويقر إقراراً قلبياً أنه لا يرى في نفسه شيئاً يدافع به عن نفسه أمام الحكم الصادر ضده. فكيف يصح إذاً أن ننسب للتوبة فضلاً أو عملاً للحصول على مغفرة الخطية؟ [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](د) في قلب الإنسان شعور طبيعي بلزوم وجود طريقة أخرى تعجز عنها التوبة لنوال الصفح عن الخطايا. وإلا بماذا نعلل انتشار الذبائح بين جمهور عظيم من البشر من الزمن القديم حتى الآن؟ لأننا نعلم من التوراة أن الذبائح فريضة إلهية وضعها اللَّه بعد سقوط الإنسان، وسلّمها أولاد نوح إلى ذريتهم، ثم تمسكت بها كل الشعوب في كل العصور. فلا بد أن لها أساساً يوافق ما يشعر به القلب الخاطئ من الاحتياج إلى الكفارة. وهذا ما نلمسه من القوة العجيبة التي تصاحب دائماً التبشير بكفارة المسيح. فإن طبيعتنا الأخلاقية تلجئنا إلى احترام ما تطلبه القداسة، ولو كانت سيرتنا تخالفها. ويظهر أن ضمائرنا لا تطمئن بالنجاة من عواقب خطايانا بغير سبيل التبرير بواسطة الكفارة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ومما يقال في هذا المعنى إنه لا يصح أن تُحمل أقوال الكتاب بشأن غضب اللَّه على الخطية على سبيل المجاز. ولنا برهانان في ذلك، أولهما: شعور ضمائرنا بأن اللَّه يغضب على الخطية، وهذا القول حقيقة لا مجاز. وثانيهما: المسيح وهو اللَّه في جسد إنساني كان يغضب أحياناً بشأنها (مر 3: 5 و10: 14) وذلك دليل على غضب اللَّه الفعلي على الخطية، كما نغضب نحن البشر على من يسبّب لنا الضرر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]10 - هل يستريح ضمير الإنسان إلى الديانة الخالية من تعليم الكفارة كما يستريح ضميره إلى الديانة المسيحية؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* تقنع الكفارة طبيعة الإنسان الأخلاقية بسبب الضمير، فقد بقي الضمير في الإنسان بعد سقوطه في الخطية، وهو القوة الأخلاقية التي تميّز الحلال من الحرام، وتنشئ فينا عند العمل شعوراً بالرضا أو الإحساس بالخطأ. ويتفق الضمير عادةً مع شريعة اللَّه التي نزلت على جبل سيناء، فهما شريعتان: الواحدة ظاهرة في الخارج، والأخرى باطنة في الداخل. ولهما سلطان من الإله الواحد الحقيقي الذي أعلنهما للإنسان على طريقتين متميزتين متوازيتين. وكما أن «بأعمال الناموس لا يتبرر كل ذي جسد» (رو 3: 20) فلا يقدر أحد أن يحفظ فرائض اللَّه الطاهرة، هكذا لا يخلُص أحد من الدينونة بمجرد صوت الضمير. فإن الوصايا العشر وصوت الضمير صوتا موتٍ لجميع الذين يسمعونهما فقط. وكما أن الناموس في صرامته «مؤدّبنا (الذي يقودنا) إلى المسيح» (غل 3: 24) هكذا صوت دينونة الضمير والشعور بالإثم يقوداننا للتفتيش على تعليم النعمة في الإنجيل في أمر الخلاص بالكفارة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وتأنيب الضمير يُصحَب دائماً برجاء الغفران واليقين أن اللَّه يصفح عن الخطية كما أنه يعاقبها. وهو ما نشاهده في شريعة موسى التي أعلنت عقاب اللَّه على الخاطئ ورحمته للتائب. بل إن الفطرة الإنسانية إذا تُركت لتستنبط عبادةً من تلقاء نفسها لم تضع أبداً ديانة تعلّم القنوط واليأس. ولما كانت جميع الأديان تفترض إمكان المغفرة، وتعلّم سبيلاً لنوالها، كان ذلك دليلاً واضحاً على أن تهديدات الضمير (مهما كان حكمها صارماً) لا تمنع رجاء الغفران. على أنه يتعسّر على الإنسان التوفيق بين هذين الأمرين، كما يتعسر عليه التوفيق بين مطالب الناموس والنعمة. وقد نشأ من ذلك طريقتان مختلفتان لحل هذا المشكل العظيم في الديانة، وهو: كيف ينال الإنسان السلام مع اللَّه؟ الطريقة الأولى عجزت عن التوفيق بينهما، فأهملت حكم الضمير بالعقاب، والتجأت إلى الميل الأقوى في طبيعة الإنسان، أي رجاء الرحمة. وهذه طريقة الذين لا يؤمنون بالمسيحية، بل يرجون الغفران رجاءً مبهماً ويسدّون آذانهم عن صوت الضمير. ومنها الديانة البوذية التي توصي الإنسان بالجد في الكمال بدون ذبيحة أو كفارة أو إقرار بالذنوب. ومنها قول أصحاب مذهب سوسينيوس الذين لا يرون في العدل الإلهي ما يمنع خلاص الخطاة الذين يتوبون عن خطاياهم بدون كفارة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد شهدت ضد خطأ هذه الأقوال كل ذبيحة قدّمها إنسانٌ ولو في ظلام الأديان الوثنية، كما شهدت ضدها ذبائح الديانة اليهودية المفروضة من اللَّه، والتي شهدت أنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة». ويفوق هذه ضياء صليب المسيح الساطع، الذي يعلن شريعة الحق الإلهي، وهي أنه لا بد من عقاب الخطية أو التكفير عنها، وأنه بالذبيحة فقط يتم التوفيق بين مطالب الناموس والنعمة وبين تأنيب الضمير ورجاء الغفران. وهذان الميلان المتضادان في طبيعتنا الروحية يجدان ما يوفّق بينهما في كفارة المسيح فقط، فهي من جانب تعترف بحقوق شريعة اللَّه التي يتعداها الخاطئ في القصاص العادل، ومن الجانب الآخر تعلن ما عند اللَّه المحب للبشر من الرحمة. وبهذا تؤيد الكفارة شهادة الضمير ضد الخطية والقصاص الهائل الذي تستحقه، ومن الجانب الآخر ننال ما نتوق إليه من السعادة والشركة مع اللَّه بفضل «غِنى نعمته الفائق» (أف 2: 7). وهكذا تجد طبيعة الإنسان الدينية ما يوافقها في كفارة المسيح، فالذين قبلوا الإيمان بالمسيح يختبرون شعور الضمير الشديد بالذنوب وعدم الاستحقاق، مجتمعاً فيهم مع اليقين التام بالخلاص كأنه فوز حاضر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]11 - ماذا يقول الكتاب المقدس في كفارة المسيح؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* نجد في الكتاب ما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) العبارات التي تفيد أن المسيح مات لأجل الخطاة (مت 20: 28 ومر 10: 45 ولو 22: 19، 20 ويو 6: 51 و10: 11، 15، 18 و15: 12، 13 ورو 5: 6-8 و8: 32 و2كو 5: 14، 15، 21 وغل 2: 20 و3: 13 وأف 5: 2، 25 و1تس 5: 9، 10 و1تي 2: 5، 6 وتي 2: 14 وعب 2: 9 و1بط 3: 18 و1يو 3: 16).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) العبارات التي تفيد أن المسيح مات بسبب خطايانا (رو 4: 25 و8: 3 و1كو 15: 3 وغل 1: 4 وعب 10: 12 و1بط 3: 18 وإش 53: 5، 8).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) العبارات التي تفيد أن المسيح حمل خطايانا (عب 9: 28 و1بط 2: 24 وإش 53: 6، 11، 12).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) العبارات التي تفيد أن المسيح جُعل خطية وصار لعنةً لأجلنا (2كو 5: 21 وغل 3: 13).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) العبارات التي تفيد أن المسيح مات ليرفع خطايانا ويغفرها (يو 1: 29 وعب 9: 26 ومت 26: 28 و1يو 1: 7، 9 ولو 24: 46، 47 وأع 10: 43 و13: 38، 39 وأف 1: 6، 7 وكو 1: 13، 14 ورؤ 1: 5، 6).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) العبارات التي تفيد أن موت المسيح ينقذنا من الدينونة والقصاص (يو 3: 17 ورو 8: 1، 3، 4 وغل 3: 13 و1تس 1: 10 و5: 9، 10).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](7) العبارات التي تفيد أن موت المسيح أساس التبرير (إش 53: 11 ورو 5: 8، 18، 19 و3: 24، 26 و2كو 5: 21).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](8) العبارات التي تفيد أن آلام المسيح ثمن مدفوع لأجل خلاصنا، أو فدية موضوعة لأجل فدائنا (مت 20: 28 وأع 20: 28 ورو 3: 23، 24 و1كو 6: 19 و غل 3: 13 و4:4، 5 وأف 1: 7 و كو 1: 14 و1تي 2: 5، 6 وتي 2: 14 وعب 9: 12 و1بط 1: 18، 19 ورؤ 5: 9).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](9) العبارات التي تفيد أننا ننال المصالحة مع اللَّه بواسطة آلام المسيح (رو 5 :10، 11 و2كو 5: 18-20 وأف 2: 16 وكو 1: 21، 22).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](10) العبارات التي تفيد أن موت المسيح كفارة عن الخطية (عب 2: 17 و1يو 2:2 و4: 10 ورو 3: 25).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](11) العبارات التي تنسب إلى المسيح الكهنوت (مز 110: 1، 4 وعب 3: 1 و2: 17 و5: 4-6 و9: 11، 12 و10: 11، 12، 21 و4: 14 و7: 1-17، 26).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](12) العبارات التي تفيد أن المسيح كان نائب الخطاة (رو 5: 12، 18، 19 و1كو 15: 20-22 و45-49).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](13) العبارات التي تفيد أن موت المسيح كان ذبيحة أو تقدمة لأجل الخطية (لو 22: 19، 20 ويو 1: 29 ورو 3: 25 و1كو 5: 7 وأف 5: 2 و1بط 1: 18-21 و1يو 2:2 و4: 10 ورؤ 1: 5، 6 و5: 9، 10 و7: 14، 15 وعب 2: 17 و7: 26، 27 و9: 12-14 و22-28 و10: 11-14).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](14) العبارات التي تفيد أن آلام المسيح على الأرض كانت أساساً لشفاعته في السماء (عب 4: 14-16 و7: 24، 25 و9: 23، 26).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](15) العبارات التي تفيد أن وساطة المسيح تأتينا بموهبة الروح القدس (يو 7: 39 و14: 16-26 و15: 26 و16: 7 وأع 2: 33 وغل 3: 13، و14 وتي 3: 5، 6 وأف 1: 3، 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](16) العبارات التي تفيد أن وساطة المسيح وآلامه ينقذاننا من قوة الشيطان وينهيان مملكته في العالم (يو 12: 31، 32 و16: 11 وعب 2: 14، 15 وكو 2: 15 ورو 8: 38، 39 و1يو 3: 8 ورؤ 11: 15).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](17) العبارات التي تفيد أن بركات الحياة الأبدية وأمجادها هي نتيجة آلام المسيح وشفاعته (يو 3: 14-16 و5: 24 و6: 40، 47، 51 و10: 27، 28 و14: 2، 3 و17: 1، 2 ورو 5: 20، 21 و6: 23 و2تي 2: 10 وعب 5: 9 و9: 15 و1بط 5: 10 و1يو 5: 11 ويه 21).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](18) العبارات التي تعبِّر عن أفكار المسيح في آلامه (يو 18: 11 ولو 12: 50 ويو 12: 27 ومت 26: 36-44 ولو 22: 44 ومت 27: 46).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](19) العبارات التي تفيد أن المسيح وعمله هما واسطة خلاصنا (يو 14: 6 وأع 4: 12 و1كو 3: 11 و1تي 2: 5 ومت 11: 28 ويو 6: 37 وأع 16: 31 و2كو 5: 20 و6: 1 وعب 2: 3 و1يو 3: 23 ورؤ 21: 6 و22: 17).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](20) العبارات التي تفيد أننا ننال فوائد الخلاص بواسطة الإيمان بالمسيح (يو 1: 12 و3: 18، 36 و6: 35 وأع 13: 38، 39 و16: 31 ورو 1: 16 و3: 28 و5: 1 و10: 4 وغل 5: 6 وأف 2: 8، 19).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](21) العبارات التي تفيد أن المسيح أتى وتألم ومات إتماماً للعهد بينه وبين الآب (عب 7: 22 و8: 6 و12: 24 و13: 20).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](22) العبارات التي تفيد أن المؤمنين متحدون بالمسيح اتحاداً سرياً (يو 15: 1-8 و17: 21، 22 ورو 6: 5 و2كو 4: 10 وغل 2: 20 وأف 2: 5، 6 و4: 15، 16 و5: 25-32 وفي 3: 10 وكو 2: 12 و3: 1).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](23) العبارات التي تفيد أن موت المسيح هو إثبات وشرحٌ لمحبة اللَّه (يو 3: 16 ورو 5: 8 و8: 32 و1يو 4: 9، 10).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]مما سبق من أقوال الكتاب بياناً لشفاعة المسيح وآلامه وموته والغاية في ذلك يظهر منه ما يأتي: (1) المسيح هو المخلص. (2) آلام المسيح كانت كفارية. (3) وكانت نيابية (4) وأنها واسطة مصالحتنا مع اللَّه. (5) المسيح هو الفادي، وموته فدية عنا. (6) موت المسيح وفَّى العدل الإلهي حقه. (7) حُسبت خطايانا على المسيح. (8) آلام المسيح من نوع القصاص. (9) كفارة المسيح دليل على محبة اللَّه وثمرها. (10) الكفارة واسطة المغفرة. (11) كفارة المسيح كاملة ومنفعتها غير محدودة. (12) فوائد الكفارة مقدَّمة للجميع وينالها الإنسان بالإيمان.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ومن هذا نرى أن عبارات العهد الجديد عن الكفارة وفوائدها ثابتة واضحة في نبوات العهد القديم عن آلام المسيح، وفي الذبائح اليهودية التي كانت رموزاً إلى ذبيحة المسيح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]12 - ما هي غاية الكفارة؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* غايتها إيفاء عدل اللَّه كاملاً لينال بها المؤمنون المصالحة مع اللَّه والميراث الأبدي في ملكوت السماء، وقد تم ذلك بقيام المسيح مقام الخطاة، وعمل كل ما يطلبه ناموس اللَّه وعدله من الخاطي، سواء كان من باب الطاعة أو من باب احتمال لعنة الشريعة وقصاصها، حتى أن الناموس لا يدين بعد ذلك من آمن بالمسيح، لأنه لم يبقَ بعد للعدل أن يطلب من الخاطئ غير ما عمله المسيح واحتمله لأجل الخطاة. وعمل المسيح هذا إيفاء كاف لسبب شخص المسيح، ولذلك كان للمؤمنين به نصيب في رحمة اللَّه ورضاه، فلا يمكن إجراء الدينونة عليهم لأنه لم يبق بعد للعدل ما يطلبه، كما أن المجرم حسب الشرع البشري إذا احتمل ما يحكم به الشرع جزاءً لذنبه لا يبقى عُرضة للدينونة ولا يُعاقب على ذلك الذنب. وهذا ما توضحه الأسفار المقدسة وكتب اللاهوتيين، فلا يبقى لصاحب الدَّين بعد الإيفاء التام طلب آخر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وهذا الكمال في عمل المسيح الإيفائي لا يعود إلى أنه تألم في النوع أو في المقدار نفس الآلام الواجبة على الخاطئ، بل يعود إلى مقام المسيح الفائق، لأنه لم يكن إنساناً فقط بل إلهاً وإنساناً في شخص واحد، فكانت طاعته وآلامه طاعة وآلام شخص إلهي. ولا يعني هذا أن الطبيعة الإلهية نفسها تألمت، بل لأنه ذات واحد ذو طبيعتين متميزتين، يصح أن يُنسب إليه ما يُنسب إلى إحدى طبيعتيه، كما أن الإنسان إذا أُهين في جسده كانت الإهانة لذاته. فإن لم يكن هذا المبدأ صحيحاً يكون صلب المسيح مشابهاً لقتل واحدٍ من عامة الناس ظلماً. وقد جاء في الكتاب أن اللَّه اشترى الكنيسة بدمه، وأن رب المجد صُلِب. «لأنه إن كان دم ثيران وتيوس.. يُقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدَّم نفسه للَّه بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا اللَّه الحي» (عب 9: 13، 14). فنسب في هذا القول فضل فاعلية ذبيحة المسيح إلى فضل مقام شخصه الفائق.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ونشأ عن كمال عمل المسيح الإيفائي أنه أفضل كل أنواع الإيفاء عن الخطية، حتى أنه لا يُبقي لها محلاً على الإطلاق. وأما ما فُرض على المؤمنين المبررين من الآلام فليس من باب العقاب، لأن اللَّه لا يقصد به الإيفاء عن الخطية، بل هو تأديب لخير المتألم وبنيان الكنيسة ومجد اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]13 - برهن أن كفارة المسيح تكفي في ذاتها لتوفي العدل الإلهي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* أجمعت الكنيسة كلها على أنه بسبب مقام المسيح السامي، وماهية آلامه ودرجتها، يكون إيفاؤه مطالب العدل الإلهي ذا استحقاق غير متناهٍ، وأن قيمته الذاتية في غاية الكمال، وكافية لتكفّر عن جميع خطايا البشر. ولكن البعض أنكروا ذلك لأنهم لم يميزوا بين الإيفاء المالي والإيفاء العقابي. نعم إن بينهما تشابهاً ولكن بينهما كذلك فرقاً. أما وجوه التشابه فهي إن النتيجة واحدة، وهي خلاص الموفى عنه. كما أن المدفوع في كليهما يساوي الدين بالحقيقة، وفي الحالين يطلب العدل تحرير المديون. وأما وجوه الفرق فهي أن الإيفاء العقابي لا يستلزم مقداراً خاصاً أو نوعاً خاصاً من الآلام، وأن قيمة الإيفاء العقابي تتعلق بذات الموفي خلافاً للإيفاء المالي، وأن فوائد الإيفاء العقابي توهب بشروط مقررة عند الواهب والموهوب له، بخلاف الإيفاء المالي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ثم إن القول بأن عمل المسيح إيفائيٌ لا لسبب قيمته الذاتية، بل لمجرد إحسان اللَّه في قبوله مبني على رأي باطل، وهو أن اللَّه ينسب إلى شيء قيمة وهمية، وأن ذلك الشيء يساوي ذات القيمة الوهمية التي يقبله اللَّه بها. وهو خطأ بدليل ما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) معنى هذا القول أنه ليس لشيء قيمة حقيقية، فكأن اللَّه يقبل أي شيء عوضاً عن أي شيء آخر، فيقبل الكل عوضاً عن الجزء أو الجزء عوضاً عن الكل، ويقبل الصواب عوضاً عن الخطأ أو الخطأ عوضاً عن الصواب، ويقبل دم الحمل عوضاً عن دم ابن اللَّه الأزلي. وهذا مستحيل لأن طبيعة اللَّه لا تتغير، فلا يتغير حكمه وحقه وصلاحه، ولا يمكن أن يقبل شيئاً على سبيل الإيفاء وهو أقل من الإيفاء المطلوب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) هذا القول ينكر ضرورة عمل المسيح. فهل نصدّق أن اللَّه يرسل ابنه الوحيد إلى العالم ليتألم ويموت لأجل خلاص العالم، بينما يمكن نوال ذلك بطريقة أخرى أسهل؟ لأنه لو أمكن أن يكفّر الإنسان عن خطاياه، أو أن يكفر أحد عن خطايا جميع العالم، لكان موت المسيح عبثاً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) هذا القول يبطل قول الرسول «لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا». فإن كانت كل تقدمة من المخلوقات تساوي نفس القيمة التي يقبلها اللَّه بها (كما قال أحد القائلين بهذا المذهب) فلماذا لم تكفِ ذبائح العهد القديم لرفع الخطية؟ إن ما جعلها عديمة الكفاية والفاعلية هو عدم فائدتها الذاتية. وما يجعل إيفاء المسيح فعالاً هو فائدته الذاتية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) هذا القول يناقض نصّ الكتاب، الذي يعلّم ضرورة موت المسيح تلميحاً وتصريحاً. فيقول «إن كان بالناموس برٌّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب» (غل 2: 21). أي لو أمكن الحصول على البر اللازم لخلاص الناس بطريقة أخرى لكان موت المسيح إسرافاً لا مبرر له. وقوله «لو أُعطي ناموسٌ قادرٌ أن يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس» (غل 3: 21).ومعناه أنه لو وُجدت طريق أخرى لخلاص الخطاة لاختارها اللَّه. وقال المسيح «أَما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا؟» (لو 24: 26) أي كان لا بد من آلامه لخلاص الخطاة. وقال الرسول أيضاً «لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وهو آتٍ بأبناءٍ كثيرين إلى المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام» (عب 2: 10). أي أن آلام المسيح لازمة بسبب ما يطلبه عدل اللَّه، لا عن مجرد لزوم حكمه، ولا لأجل إيجاد قوة أخلاقية تعمل في قلب الخاطئ. ومعنى قوله «لاق به» أي كان موافقاً لكمالاته وصفاته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) هذا القول يناقض تعليم الكتاب في عدل اللَّه، لأن العدل من الصفات الإلهية، ويطلب قصاص الخطية. فإذا غُفِرت لا بد أن تكون مغفرتها موافقة للعدل الإلهي، أي بناء على الإيفاء العقابي الشرعي الحقيقي. ولذلك قال الرسول إن اللَّه أرسل المسيح كفارة بالإيمان بدمه، فيكون اللَّه باراً في تبرير من هو من الإيمان بيسوع (رو 3: 25، 26).[/SIZE][/B] [/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى